• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

أسباب كون العلم ضرورة شرعية

أسباب كون العلم ضرورة شرعية
محمود العشري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/4/2014 ميلادي - 13/6/1435 هجري

الزيارات: 42002

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسباب كون العلم ضرورة شرعية



إنَّ قضية التعلم أو طلب العلم قضية أساسية لكلِّ مسلم، وتأتي هذه الأهمية بعد قضية الإيمان بالله، فأول واجب على كل مسلم الإيمان، ويليه العلم؛ ولذلك بوَّب الإمام البخاري في صحيحه: "باب العلم قبل القول والعمل"؛ لأنك بالعلم تُصحِّح عقيدتك وتصحِّح عملك، فالتعلُّم هو الوسيلة التي يتمكَّن بها المُكلَّف من تصحيح إيمانه ومن تصحيح عمله، فيجب على المسلم أن يؤمن أولاً وقبل كل شيء إيمانًا مُجمَلاً، ثم بعد ذلك يَسعى وينهَض لطلب العلم؛ فإن العلم من المصالح الضرورية؛ بحيث لو فاتت تلك المصالح لآلت حال الأمة إلى الفساد، ولحادَت عن الطريق الذي أرادَه لها الشارع الحكيم؛ ولذا كان العلم ضرورة شرعية.



أسباب كَون العِلم ضرورة شرعية:

1- لأنه يدلُّ على معرفة الله - سبحانه وتعالى - وما يستحقُّه من الأسماء الحُسنى والصفات العُلى، وهذه المعرفة تستلزم إجلاله وإعظامه، وخشيته ومهابتَه، ومحبَّته ورجاءه، والتوكُّل عليه، والرضا بقضائه، والصبر على بلائه.



والعِلم يدلُّ على معرفة ما يُحبُّه الله - سبحانه وتعالى - ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وما يكره ويسخَط منها.



2- الجَهل المُطبِق بالإسلام، وعدم تطبيق الإسلام إلا ما صحَّ عادة وتقليدًا يتبعه المجتمع، ونتَج عن ذلك حالة الجمود والغربة عن الدين في نفوسِ أهله، حتى صارت عندهم قابليَّةٌ للاستعمار، فسيطر المُستعمِر على عقولنا وديارنا ومُقدَّساتنا وأقواتنا، والجهل مِن أعظم أسباب تأخُّر المسلمين؛ فإن فيهم مَن لا يُميِّز بين الخمر والخلِّ.



3- حاجتنا إليه لا تقلُّ عن حاجتنا إلى المأكل والمشرب والملبَس والدواء؛ إذ به قوام الدنيا والدين.



4- ظهور البدع الشركية وتفشِّيها في المجتمع الإسلامي، وما أُدخل في الدين من قول العلماء على أنه شرع ثابت.



5- انتشار المذاهب الهدَّامة، والنِّحَل الباطلة؛ مثل: القاديانية، والبهائية، والبابية، والتنوير، والتجديد الفكري، والعقلانية، وأيضًا ظهور الانتماءات المنافية للإسلام؛ مثل: القومية العربية، الفِرعَونية، الفارسية، وما حدث ذلك في المجتمع إلا لأنها وجدت قلوبًا خالية فتمكَّنتْ منها، فإن القلوب التي لا تتحصَّن بالعلم الشرعي تكون عرضة للانخداع بالضلالات، والوقوع في الانحرافات؛ فالفقه في الدين عصمة من الفتن، كما كان كثير من مشايخنا الأفاضل يُكرِّرون لنا ذلك في معهد البخاري.



6- كثرة الشبهات والافتراءات التي أثارها أعداء الإسلام - في العصر الحديث - ومَن وافقهم من المُستغربين؛ مثل: حرية المرأة، والاختلاط، وعدم تطوُّر الإسلام وجموده.. إلى آخر هذا القاموس.



7- عدم فَهمِ الشريعة وأحكامها فهمًا واسعًا شموليًّا كما فهمَه الصحابَة، حتى أصبَح مفهوم الإسلام عند كثير مِن المسلمين هو: الصلاة، وقراءة القرآن، وإتيان بعض العبادات الأخرى.



وسبب ضَياع الإسلام هو: انعِدام الرجال الذين يَجمعون شموليَّته؛ فإنه لما كان الحق ليس كائنًا مُتحرِّكًا بذاتِه، ولكنَّه مفهوم يُطبِّقه ويَحمله ويدعو إليه مَخلوق، كان لزامًا لسيادة الحق أن يَحمله دعاة وهُداة وجندٌ وحزب، ومِن أجلِ ذلك اهتمَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بصِناعة هؤلاء الأكابر، فكان يُرسِل الرجل فيَفتح الله - سبحانه وتعالى - على يدَيه أمة، فمَن منكم يُريد - بصدق - أن يكون داعية إلى الحق، أو هاديًا إليه، أو جنديًّا مِن جنوده، وفردًا في حزبه المُفلِحين؟



إننا بحاجَة إلى صناعة رجال يَحملون راية الدِّين ومسؤولية الدعوة، نَحتاج إلى صناعة رجل إذا سار في الشارع، فبمُجرَّد هيئته يكون دعوة، ثم بالتعامل يكون قدوة، ثمَّ بالاقتراب والتِماس معه يَصير أمة، وهذا ما يُسمى: "إيجاد النموذج وتوسيع القاعدة".



نَحتاج إلى رجل كهذا الرجل؛ رُبِّي، ظاهره كباطنِه، مُخبِت وزيادة، في البيت ابن بارٌّ، يُقبِّل يدَ أبيه ورجلَه، وأمه كذلك، وهو زوج يَقوم بحقوق الزوجية؛ يُكرِم زوجته ولا يُهينها، ويُعلِّمها ويُربِّيها، وهو قوام غيور، يَستطيع أن يُقيم حدود الله في بيته، ثم هو مع إخوانه أخٌ طيِّب؛ مُحسن إلى الإخوة، رفيق بهم، ليِّنٌ معهم، ذليلٌ لهم، ثم هو في طلب العلم لا يَفتر ولا يَكسل، بل علامة مجتهد، وفي الحديث حافظ، وفي القرآن من أهله ومِن أوائلهم، ثم هو صَوَّام قَوَّام ذَكَّار لله - سبحانه وتعالى - تالٍ للقرآن.



إن إيجاد مثل هذا الرجل لن يكون إلا بتربية تُتَعَهَّدُ، ومنهج يُسلك، ومُعلِّم يُتابِع، وإخوة ينصحون، وجهد وصبر وطول عهد، وبهذا يتمُّ بناء القاعدة الصلبة التي يقوم عليها المجتمع المسلم، وبهذا تتلاشى الصورة السيئة التي ارتسمَت في أذهان الناس، والتي تصدُّهم دائمًا عن الحق، وتقف في طريق إذعانهم له، وبهذا - أيضًا - يتم إيجاد رجال يَجمعون شمولية الدين؛ لأن انعدامهم هو الذي سبَّب ضياع الإسلام.



8- لوضوح الهدف: فلقد كانت الأهداف المرحلية واضحة تمامًا في السيرة، وكانت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - مُرَكَّزَةً وواضحة؛ في البداية دعوة الناس جميعًا إلى عبادة الله وحده وترك ما يُعبد من دون الله مِن أصنام وطواغيت وأهواء وشهوات، ثم انتقل إلى مرحلة البحث عن مكان آمِنٍ للدعوة وأهلها، ليكون مُنطلقًا للتمكين في الأرض، فيسَّر الله له يَثرِب، ودخل أهلها في دين الله، ثم انتقلت الدعوة إلى الدولة، ثم انتقلَت الدولة إلى مرحلة الجهاد الدفاعي، ثم في النهاية انتقلت إلى مرحلة الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله.



إن هذا الوضوح والإصرار جعل كثيرًا من العرب يُعجبون بالدعوة وصاحبها؛ فإن الإصرار على الحق والدفاع عنه لا بد أن يوقِظ الناس، فإذا أردتَ لدعوتك أن تكون قوية مؤثِّرةً تجمَع عليها الناس يؤيدونها ويُناصِرونها، فعليك أن تكون واضحًا في عَرضِها وعَرضِ أهدافها.



9- لوحدة الصف ووحدة المنهج؛ وأعني بذلك تجمُّع أصحاب المنهج الواحد - منهج خير القرون - وليس تجمُّعًا يُرضي الجميع بالتساهُل في شيء من شريعة الله، فهذه مِن مداخل الشيطان التي ظاهِرُها الخير وتأليف القلوب، وباطنها تجمُّع هشٌّ لا يَصمد في وجه التحديات الداخلية والخارجية؛ فهؤلاء الكفار يَمكُرون في الليل والنهار، ولا يَملُّون من كثرة الاجتماعات، وكثرة المُناقَشات، وتقليب وجهات النظر للاستقرار على أمر يريدونه، أَيَطلُب أهل الباطل عملهم بجدٍّ، ونحن نَطلُبه ببطء وتراخٍ؟! يقول عمر - رضي الله عنه -: اللهم إني أشكو إليك جلَد الفاجر وعجز المؤمن.



10- لشرف العلم؛ وشرف العلم لا يَخفى؛ إذ هو المُختصُّ بالإنسانية، فجميع الخصال - سوى العلم - يَشترِك فيها الإنسان وسائر الحيوانات؛ كالشجاعة، والجرأة، والإقدام، والقوة، والشفقة، وغيرها، وبه أظهر الله فضل آدم على الملائكة، وأمرَهم بالسجود له.



وأَنقُل إليك وصيةً لصحابي جليل - معاذ بن جبل رضي الله عنه - كلمات دافِعة، تبعَث الحياة في كل جسم ولو كان مريضًا هامدًا، قال معاذ - رضي الله عنه -: "تعلَّموا العلم؛ فإنَّ تعلُّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمَه لمَن لا يَعلمه صدقة، وبَذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل أهل الجنة دار السلام، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغُربة، والمحدِّث في الخلوة، والدليل على الدين، والمُعين على السراء والضراء، والسلام على الأعداء، والزَّيْن عند الأَخِلاء، يرفع الله به أقوامًا فيَجعلهم في الخير قادة وأئمَّة، تُقتفى آثارهم، ويُقتدى بفعالهم، ويُنتهى إلى رأيهم، ترغَب الملائكة في خلَّتِهم، وبأجنحتها تَمسحُهم، يَستغفِر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه؛ لأن العلم حياة القلوب مِن الجهل، ومصابيح الأبصار من الظُّلَم، يبلغ به العبد منازل الأخيار والدرجات العُلى في الدنيا والآخرة، مدارسته تعدل القيام، به تُوصَل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام، وهو إمام العمل، يُلهمه السعداء، ويُحرَمُه الأشقياء".


يقول لقمان لابنه: "يا بنيَّ: إن الحِكَم أجلست المساكين مجالس الملوك".



11- لأن طلب العلم فريضة؛ حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الطبراني في معجميه الكبير والصغير، والخطيب في تاريخ بغداد، وصححه الألباني -: ((طلب العِلم فريضَة على كل مسلم))، وفي رواية: ((على كل مؤمن)).



12- لتَحصيل فضائله الكثيرة التي سبَق بعضها، وأذكر الآن منها بعضًا آخَر، مؤكِّدًا على أنه لا يُحصَر فضل العِلم: قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لكُمَيل - وهو في تهذيب الكمال -: "احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة؛ فعالِم رباني، ومتعلِّم على سبيل نجاة، وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق، يَميلون مع كل ريح، لم يَستضيئوا بنور العلم، ولم يَلجؤوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يَحرسك، وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل، والمال تُنقصه النفقة، ومحبة العالم دين يُدان بها، باكتساب الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته، وصنيعة المال تَزول بزوال صاحبه؛ ماتَ خُزَّانُ المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة".



فللعلم مقام عظيم في شريعتنا الغراء، وأهله هم ورثة الأنبياء، وفضل العالِم على العابد كما بين السماء والأرض؛ فعن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي، فقال: حديث بلغَني أنك تُحدِّثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أما جئتَ لحاجة؟ قال: لا، قال: أما جئتَ لتجارة؟ قال: لا، ما جئت إلا في طلب هذا الحديث، قال: فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من سلك طريقًا يَبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنَّة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومَن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضلُ العالم على العابد كفَضلِ القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورَثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم، فمَن أخذ به أخذ بحظٍّ وافر))، والحديث رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني.



والعلماء هم أُمَناء الله على خلقه، وهذا شرف للعلماء عظيم، ومحلٌّ لهم في الدين خطير؛ لحِفظهم الشريعة من تحريف المُبطِلين، وتأويل الجاهلين، والرجوع والتعويل في أمر الدين عليهم؛ فقد أوجب الحق - سبحانه وتعالى - سؤالهم عند الجهل فقال: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، وهم أطباء الناس على الحقيقة؛ إذ مرض القلوب أكثر من مرض الأبدان، فالجهل داء، وكما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه أبو داود، وابن ماجه، وصححه الألباني: ((فإنما شفاء العيِّ السؤال)).



وإن المتتبِّع لآيات القرآن وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ليَجدها تَفيض بالحثِّ على طلب العلم وبيان خطورته وأهميته، ومن ذلك:

1- قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، فأهل العلم هم الثقات العُدول، الذين استشهد الله بهم على أعظم مَشهود؛ وهو توحيده، وكَفى بذلك منقَبَة لهم.



2- العلم نور يُبصر به المرء حقائق الأمور، وليس البصر بصر العين، ولكن بصر القلوب: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، ولذلك جعَل الله الناس على قسمَين؛ إما عالم وإما أَعمى؛ فقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ﴾ [الرعد: 19]، ولهذا عبَّر الله بالفعل "رأى" دلالة على العِلم؛ فقال: ﴿ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ﴾ [سبأ: 6]، فلم يَقُلْ: ويعلم، وهذه - والله أعلم - إشارة إلى العلم وأثره في القلوب التي صارَت به تُبصِر وترى الحق، ولا يَلتبس عليها بالباطل.



3- والعِلم يُورِث الخشيَة؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وقد مدَح الله أهل العلم، وأثنَى عليهم، وجعل كتابه آيات بينات في صدورهم، به تَنشرِح وتفرَح وتسعد؛ فقال: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 49].



4- أمَر الله بالاستِزادة مِن العلم، وكفى بها منقبَة عظيمة للعلم؛ حيث لم يأمر الله نبيه أن يستزيده إلا من العلم؛ فقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].


5- أخبر الله - سبحانه وتعالى - عن رفعة درجة أهل العلم والإيمان خاصة: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].


6- العلم أفضل الجِهاد؛ إذ من الجهاد جهاد بالحُجَّة والبيان، وهذا جهاد الأئمة من ورثة الأنبياء، وهو أعظم منفعَةً مِن الجهاد باليد؛ لشدة مؤنته، وكثرة العدوِّ فيه، فسبيل الله هي الجهاد وطلب العِلم ودعوة الخَلقِ إلى الله، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن جاء مسجدي هذا، لم يأتِه إلا لخير يتعلَّمه أو يُعلِّمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومَن جاءه لغير ذلك، فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره))؛ أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني.



7- لم يجعل الله التحاسد إلا في اثنتين؛ بَذلِ المال، وبَذلِ العلم؛ كما في الصحيحين عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((لا حسد إلا في اثنتين؛ رجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويُعلِّمها، ورجل آتاه الله مالاً، فسلَّطه على هلكتِه في الحق))، وهذا - والله أعلم - لشرف الصنيعين، وحثِّ الناس على التنافس في الخير، فصار صاحب المال محمودًا لمَّا أنفقَ مالَه تبعًا لقانون العلم، فلا يعلم المرء الحق من الباطل إلا بالعلم.



8- لا يَنقطِع عِلم العالم بموتِه، بخلاف غيره ممَّن يَعيش ويَموت، وكأنه مِن سقطِ المتاع، أما أهل العلم الربانيُّون، الذين يُنتفَع بعِلمهم مِن بَعدهم، فهؤلاء يُضاعَف لهم في الأجر والثواب - شريطة الإخلاص - كما في صحيح مسلم: ((إذا مات ابن آدم، انقطَع عمله إلا من ثلاث؛.. أو عِلم يُنتفَع به..)).


9- كلُّ ما في الدنيا هالك وإلى زَوال، تتنزَّل عليه اللعنات، والمرحوم مِن ذلك صنفان من الناس؛ أهل العلم وطلبته، والعابِدون الذاكِرون الله كثيرًا؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالمًا أو مُتعلِّمًا))؛ أخرجه الترمذي، وصححه الألباني.



10- مَن رُزق فِقهًا في الدين فهو الموفَّق على الحقيقة؛ فالفقه في الدين من أعظم المِنَن؛ فعن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن يُرِد الله به خيرًا، يُفقِّهه في الدين))؛ أخرجه الترمذي، وصحَّحه الألباني.



11- العلم مقدَّم على العبادة، ففَضلٌ في علم خير من فضلٍ في عبادة، كما رَوى البيهقي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وفضل في عِلم خير من فضل في عبادة))؛ صححه الألباني.



12- يكفي طالب العلم فضلاً أن الله يُسخِّر له كل شيء ليَستغفر له ويدعو له؛ فعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صاحب العِلم يَستغفِر له كل شيء، حتى الحوت في البحر))؛ أخرجه أبو يعلى، وصحَّحه الألباني.



13- طلبة العلم هم وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقد قال فيما رواه عنه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: ((سيأتيكم أقوام يَطلُبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبًا بوصية رسول الله، وأقنوهم))، قال الراوي: قلت للحكم: ما أقنوهم؟ قال: "علموهم"؛ أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني.


14- أهل العلم الذين يُبلِّغون الناس شرع الله هم أنضر الناس وجوهًا، وأشرفهم مقامًا، بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخرجه ابن ماجه وصحَّحه الألباني -: ((نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فبلَّغها، فربَّ حامل فقهٍ غير فقيه، وربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه)).


15- مِن شرف العلم وفَضلِه، أن الله امتنَّ على أنبيائه ورسله بما آتاهم منه، دلالةً على عِظَمِ المنَّة.



16- مِن شرف العلم وفضله - كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن كل من نُسب إليه فرح بذلك - وإن لم يكن مِن أهلِه - وكل مَن دُفع عنه ونُسب إلى الجهل عزَّ عليه، ونال ذلك من نفسه، وإن كان جاهلاً.



17- حديث مسلم: ((مَن دعا إلى هُدًى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه، لا يَنقُص ذلك من أجورهم شيئًا)).



فلك أن تتصوَّر - رحمك الله - كم من الحسنات تُسجَّل في صحائف أهل العلم، والكلمة الواحدة قد يَهتدي بها ألوفٌ مؤلَّفةٌ من البشر؛ ولذلك فإنه لا يُعلم عملٌ أنفع لصاحبه من مثل تعليم الناس العلم - على تفصيل في ذلك - ولهذا كان أهله هم الملوك على الحقيقة - وإن كانوا بلا تيجان - بل ربما يَغبِطهم الملوك.



18- قول العالم معتَبَر في الشريعة، فهو الناطق بالحق في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد؛ لأنه أبصر الناس بالخير والشر.



ثانيًا: على طالب العلم أن يَصرِف همَّه وعنايته عند تلقيه العلم، وتفقُّهه في دين الله إلى العلوم العملية، وإلى الجوانب العملية في العلوم، فكل علم فيه جوانب يتعلق بها العمل، وفيه جوانب زائدة عن ذلك، تُعَدُّ من باب الترف العلمي، والأعمار محدودة - كما ذكرتُ - لا تتَّسع لكل تلك العلوم، فعليك أن تغتنم عمرك، وتُركِّز على الجوانب التي يتعلق بها العمل، لا تصنَع مثل الفلاسفة، ضيَّعوا في الأوهام أعمارهم؛ في أمور نظرية جدلية لا طائل مِن ورائها، حتى صار الشكُّ هو زبدة علوم الفلاسفة، الشك عندهم هو أول الطريق وهو نهايته، وخذ مثالاً على ذلك: تعريف الماهيات مِن أهمِّ مطالب الفلاسفة ومَن نهَج نهجَهم من أهل الكلام، ومع ذلك يرَون أن تعريف ماهيات الأشياء غير ممكن! اشتغلوا به، وضيَّعوا أعمارهم فيه، ثم قالوا: هو غير ممكن! لماذا؟ قالوا: لأنَّ كل جوهر له فصول مجهولة، وأنت لا تَعرِف ماهية الشيء حتى تعرف فصول الجوهر كلها.



إذًا ما فائدة الاشتغال بتعريف الماهيات بأسلوب الفلسفة والجَدل العقيم؟ يُعرِّفون الملك فيقولون: هو جوهر بسيط ذو نهاية ونُطقٍ عقليٍّ، تَحتاج إلى عمرٍ لكي تفهم هذا الكلام!



والتعريف المشهور عندهم للإنسان: أنه حيوان ناطق مائتْ، وبعضهم يقول: ضاحك، ولو اطَّلعتَ على اعتراضاتهم على هذا التعريف لعلمتَ أنه لا يُمكن تعريف الإنسان بطريق الفلسفة.



وأغرب من هذا تعريف الكوكب الذي يَجري في الفلك، حتى هذا أرادوا تعريفه بأسلوب الفلسفة! فقالوا: هو جسم بسيط كُرِّيٌّ مكانه الطبيعي الفلك، من شأنه أن يُنير، يدور حول وسطه دون أن يشتمل عليه، كم تحتاج لكى تفسِّر هذا الكلام؟!



ومع هذا، فإن الأسلوب النظري الجدلي دخَل في كثير من العلوم الإسلامية فكدَّر نقاءها وصفاءها، خاصة: أصول الفقه، والفقه، والنحو، والبلاغة، بل حتى التجويد! وهو من أبعد العلوم عن صفة النظرية والجدلية، إنه علم عمليٌّ، غايته معرفة صفة قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك دخله التنظير الجدليُّ الفلسفيُّ والتعقيدات اللفظية، مَن درس هذا العلم من كتبه المطوَّلة يجد مسائل كثيرة لا صِلة لها بالنُّطق، ولا بصفة قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - لو لم تعرف تلك المسائل لا يَضير نُطقك شيئًا؛ مثال ذلك المدود، رأيت في كتاب الشيخ الجوهري - رحمه الله - الكلام عن بضع وعشرين نوعًا، وذكر أن بعضهم أوصلها إلى حوالي أربع وثلاثين، وقريبًا من ذلك في نهاية القول المفيد للشيخ: محمد مكي نصر - رحمه الله - وعندما تُمحِّص هذه الأنواع وتدرسها تجد أن الذي يتعلَّق بنطقك منها خمسة فقط، وباقي الأنواع إما من باب التعقيدات اللفظية، أو الترف العلمي.



علم أصول الفقه من أعظم علوم الوسائل، كان علمًا عظيم الشأن يوم ألَّف فيه الإمام الشافعي والشاطبي وأمثالهما، ثم دخلته الفلسفة فأفسدتْه.



هذا العلم يتعلق بالتأصيل الفقهي، طرائق الفقه، كيف تَستدلُّ، وكيف تَستنبِط، مِن أين تُؤخذ الأحكام، وكيف تأخذها؟ ثم دخلت الفلسفة، فصرتَ تجد في كتب أصول الفقه مثل هذا المبحث: "شُكر المُنعِم ليس واجبًا عقلاً خلافًا للمعتزلة"، المُنعِم هو الله - سبحانه وتعالى - فشكره ليس واجبًا عقلاً عند الكلاميين، وهو واجب عقلاً عند المعتزلة المتفلسفين، فهذا مبحث فلسفيٌّ، ماذا يتعلق به من عمل؟! ماذا يهمُّ الطالب من هذا المبحث؟! وكيف دخل في أصول الفقه؟!



بل الأعجب من هذا أن الفقه نفسه - فقه الأحكام الشرعية - دخله التعقيد الفلسفي الجدلي، والتعقيد اللفظي، والبحث عن الماهيات، وتعريفها بأسلوب الفلسفة؛ تجد من الفقهاء مَن عرَّف الذبائح بقوله: "الذبائح لقب لما يُحرَّم بعض أفراده مِن الحيوان لعدم ذكاته أو سلبها عنه ما يباح بها مقدورًا عليه"، ما الحاجة إلى هذا؟ هذا كلام لو مكثتَ على تحليله شهرًا لما فهمتَه!


أعجب منه أنه عرَّف الإجارة بقوله: "بيع منفعَةِ ما أمكن نقلُه غير سفينة ولا حيوان، لا يُعقل بعوض غيرِ ناشئ عنها بعضه يتبعَّض بتبعيضها"، سبحان الله! هذا تعقيد لفظي لا تحتاج إليه الأمة، ولا يستفيد منه الطالب، لكن الفلسفة دخلت بلوثتها حتى في الفقه.



الإجارة: "مُعاوَضة على منفعَة" وانتهينا، كما أن البيع: "مُعاوَضة على أعيان"، فالإجارة معاوضة على منافع.



فعلى الطالب أن ينتبه إلى الجوانب العمَلية، ولا يقع في شباك مثل تلك المصنَّفات الحافلة بالتعقيدات اللفظية، والتي صُنِّفت - غالبًا - في عصور الانحطاط، عصور غلبة الفلسفة والجدل على العلوم الإسلامية، فاحذر من الوقوع في حبائل مثل هذه الكتب، وابحث عن الكتب التي تُعطيك العلم من أيسر طريق وأقومه.



ثالثًا: على طالب العلم أن يَحرِص على سلَّم التعلم الذي اصطلَح عليه العلماء، وأن يَحرص على التدرُّج فيه؛ فالعلم لا يُنال قفزًا، إذا قفزتَ من فوق الجدران فزلَّت بك قدمُك، وسقطت على أمِّ رأسك في مجال التعلُّم، فلا تلومنَّ إلا نفسك؛ لأنك بدلاً من أن تأتي البيوت من أبوابها، أردت أن تقفز من فوق الجدران، إذا حاولت أن تستغني عن سلم التعلم، وعن التدرُّج فيه، فإنك لن تصل إلى العلم أبدًا.



فعلى الطالب في سلم التعلم هذا أن يَحرص على التأسيس العلمي الصحيح المتقَن، فيتلقى أوليات كل علم من أهله، ويتلقاه من الأكابر دون الأصاغر؛ وأعني بالأكابر: العلماء الذين أفنوا جُلَّ عمرهم في العلم، فتمرَّسوا بمسائله، وتغلَّبوا على مشاكله، وعركتْهم التجارب، فتستفيد من هؤلاء الأكابر علمًا وعقلاً وحكمة وتوجيهًا وتربية، تكتسب علمًا وأدبًا، وهذا كان منهج السلف؛ يتلقون العلم مع الأدب؛ فالأدب بلا علم لا يصلح، والعلم بلا أدب يَجني على صاحبه ويُهلكه.



قال ابن المبارك - رحمه الله -: نحن إلى قليل من الأدب أحوج مِنا إلى كثير من العلم؛ ولهذا أحيلك على كتاب: "حلية طالب العلم"؛ للشيخ: بكر أبو زيد، مع شرحه للشيخ: العثيمين - رحمهما الله.


إذًا تأخذ العلم عن الأكابر دون الأصاغر؛ إذ هم في الغالب لم يتفقَّهوا بعدُ، ولم يَختمِر عِلمُهم، ولم تكتمل تجربتُهم، ولم تتفتَّق قريحتُهم، ولم تنضج عقولهم، فيغلب عليهم الاستعجال والاندفاع والتسرُّع في الأحكام، وأخطر من هذا كله أنه قد يَغلب عليهم الشطط في الفهم، لا يفهمون نصوص الكتاب والسنَّة كما ينبغي، فيقعون في سوء الفهم، وفي التسرُّع في الحكم، ويَجرُّهم ذلك للبدعة، وهذا هو غالب الحال، وليس معنى هذا أن كل الأصاغر هذا شأنهم، فأحيانًا - وإن كان هذا نادرًا - يَنبغ الصغير فينافس الشيوخ الكبار ويكاد يفوقهم، كأمثال الشافعي وابن تيمية وغيرهم - رحمهم الله.



رابعًا: على طالب العلم أن يَحذر القراءة العشوائية، وعليه أن يَستشير من هو أعلم منه؛ ليوجهه الوجهة الصحيحة، ولا ينتقل من كتاب إلى آخر في نفس الفرع قبل أن يُتقن الأول.


خامسًا: على طالب العلم أن يعلم أن طريقة تجميع مسألة واحدة مِن عدة كتب طريقة غير ناجحة للمُبتدئين، تضيع فيها الأوقاتُ بلا تحصيل، فليَعتبِر الكتاب الموجود هو الوحيد في مجاله حتى يُنهيه بإتقان.



سادسًا: على الطالب كذلك أن يَحرص على اقتناء النسخ المحقَّقَةِ من الكتب، حتى يُكفى عناءَ البحث عن صحَّة الحديث، لا سيما لأئمَّة المُحقِّقين؛ كالشيخ أحمد شاكر والأرناؤوط والألباني، وغيرهم من أهل الثقة والرسوخ في هذا المجال، ولا يَنخدع بما يكون على غلاف الكتب من المتاجرة بأسماء الشيوخ اللامعين في سماء هذا العلم، وليحذر ممَّن يفعل ذلك.



سابعًا: على الطالب أن يلزم مجالس العلماء، ويُخالط طلاب العلم، فإنما العلم بالتعلم، وليعلم أنه كلما كبر كبر شيخُه، فليحذر مِن العُجبِ والتسويف.



ثامنًا: إنما السيل اجتماع النقط، فعلى الطالب أن يتدرَّج في سلم العِلم ويترقى، ولا يَيئس، ولا يَستعجِل؛ فمَن استعجل شيئًا قبل أوانِهِ، عُوقب بفواته وحرمانه.



تاسعًا: على طالب العلم أن يكون مع الذين استثناهم الله من الخسران في سورة العصر؛ حيث قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].



فبالعِلم تُحَصِّلُ الإيمانَ، وتتنقَّلُ في العمل الصالح، وتُبلغُ غيرَك ما تعلمته، فهي أربعُ صفاتٍ للناجِين من الخسران؛ الإيمانُ والعملُ الصالح والدعوةُ والصبر عليها.



أربعة خطوط متوازية لئلا تَخرُج الشخصية غير المُتَّزِنَةِ، ولك أن تفهَم وترى أن الله عطف هذه الصِّفات بحرف الواو الذي يدلُّ على المُصاحَبة، فإياك وشبهات المثبِّطين، وتأويلات الجاهلين، فتترك الدعوة حتى تَصير بزعمهم من العلماء، ثم تدعو إلى الله بعد ذلك، بل اعمل بوصيَّة رسولك - صلى الله عليه وسلم -: ((بلغوا عني ولو آية)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحث على العلم والعمل به
  • العلم والتعليم
  • فضل العلم
  • احتفاء الإسلام بالعلم والعلماء

مختارات من الشبكة

  • أسباب زيادة العلم وثباته(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أسباب صلاح القلوب (4) طلب العلم الشرعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طلب العلم من أسباب دخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أرجوزة تنبيه الخلان إلى أسباب نيل المبتغى في العلم من كلام الشيخ علي العمران(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب التأليف في العلم الشرعي(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أسباب التخفيف في التكاليف الشرعية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أسباب التأليف في العلم الشرعي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأسباب والمسببات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب الإعاقة البصرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صدقة السر سبب من أسباب حب الله لك(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب