• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

نظرية الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم

سلطان الحارثي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/7/2009 ميلادي - 2/8/1430 هجري

الزيارات: 25366

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظرية الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم
(نظرية شخصية للباحث التربوي سلطان الحارثي)



الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
تعدُّ نظريَّات التدريس محورًا أساسيًّا يُعتمد عليها للنُّهوض في العمليَّات التدريسية؛ كي ترقى وتتطور، وغياب النَّظرية يؤخر النُّهوض، ويجعل الرؤية غير واضحة في العمليَّات التدريسية للوقوف عليها وعلى سياسة الناظرين فيها والمفنِّدين لأسسها؛ لكونِها ركيزةً أساسية ومفيدة للمعلم والمتعلم، فهي تخدم المعلم في أدائه التَّدريسي، وتخدم الطالب ليكون تعليمه فعالاً.

ومن خلال هذا الفصل، فقد فُتِحَ لنا المجال لنكتب، ونفند نظريَّة شخصيَّة نبنيها ونبني أسسها ومبادئها وأدوارها؛ لتساعِدَنا وتُؤهِّلنا لطرح الأفكار الجديدة بصياغة تربوية صحيحة، تُؤهلنا لكتابة رسالة الماجستير بصورة جيدة؛ لأنَّ الرَّسائل في الماجستير يجب أنْ تكون: 25% من الرسالة من أفكار جديدة لم يُسبق طرحها، ونحن من خلال الدِّراسة الجامعة لم نتعوَّد على طرح الأفكار الجديدة؛ بل في جميع المراحل الدراسيَّة، وبإذن الله نحصل على ما نريد من خلال كتابتنا لهذه النظريَّة؛ لكي نرقى في أطروحاتنا الشخصيَّة وفي صياغتنا التربوية - بإذن الله تعالى - وبالتأكيد ستكون البداية متواضعة، لكن نسأل الله أن يسخِّر لنا أساتذة خلال دراسة الماجستير، يُهَيِّئوننا لكتابة الرَّسالة من خلال تعويدنا على الصياغة، والأطروحات الشخصيَّة التي نصوغها صياغة ذاتيَّة؛ مما يساعدنا كثيرًا خلال كتابة الرِّسالة، بإذن الله - تعالى.

والنظريَّة التي سأطرحها في هذه الورقات، وأبني أُسُسها ومبادئها هي نظرية (الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم)، وهذه النظريَّة تتحدث عن كيفيَّة تحصيل الموازنة النفس سلوكية لدى المتعلمين، من خلال الثَّواب والعقاب، أو بمعنى آخر: من خلال الترغيب والترهيب، وكيفية تحقيق هذين المفهومين: التوازن لدى المتعلمين (السلوكي والنفسي)؛ مما يؤدي إلى دافعية للتعلم.

وهذه النظرية هي نظرية مساعدة للتدريس، وتؤهِّل الطلاب لتلقي التَّدريس والمعلومات، بتفاعُل من خلال المحفِّزات والروادع، وسأتحدث عن كيفية تحقيق هذه النظرية للموازنة لدى المتعلمين في الصفحات القادمة؛ مما يُحقق الدافعية للتعلم، وتصحيح السلوك لدى المتعلمين، والله الموفق.
 

سلطان الحارثي
غرة محرم من عام 1430 هجري
28 /12/2008 م


الأساس الديني للنظرية:
لهذه النظرية أساسٌ ديني تعليمي من ربِّ العالمين إلى العباد أنفسِهم؛ ليكون عندهم التوازن النفسي، وهو ما يُسمى بالمنظور الديني "الترغيب والترهيب".

فالترغيبُ والترهيب استخدمه الشَّارع الحكيم؛ لكي يرقى بعُقُول العباد، فتصبح عقولاً ناضجة وواعية، ولكي يسعَون إلى العبادة والتعلم باتِّزان روحي ونفسي، فهذان المفهومان: (الترغيب والترهيب) مكملان لبعضهما، فالعلاقة بينهما تكامليَّة؛ لتحصل الفائدة والاتِّزان المطلوب.

فالشَّارع الحكيم لا يستخدم أحدهما بمنأًى عن الآخر، فلم يستخدم التَّرغيب منفردًا عن الترهيب؛ لكي لا يفسق العباد، ويعيشوا على الرَّجاء دون الخوف، فيختل التوازن النفسي لدى المتعلمين، فيحصل منهم الطغيان.

وكذلك الترهيب، لم يستخدمه الشَّارع منفردًا عن الترغيب؛ لأنَّ ذلك يحدث عند العباد الخوف والقنوط من رحمة الله، فيحصل أيضًا الاختلال في التَّوازن النفسي لدى العباد.

فكان التَّرهيب قرينَ الترغيب في جميع المواضع والأحكام القُرآنية؛ ليكون التعلم والتفقه في شرع الله، ولكي يُقوِّم الشارع السلوك لدى العباد، ويعالج الخلل في السلوك، وذلك بالعيش بين الرَّجاء والخوف، فالشارع الحكيم يُعَدُّ المدرسةَ التربوية الأولى التي تُستقى منها المبادئ التربوية، التي نسير عليها في حياتنا، وهذا الأسلوب من الشَّارع يُعَدُّ أسلوبًا تربويًّا حكيمًا من رب العباد للعباد أنفسهم، وقد سَبَقَ الشارع في طرح هذا المفهوم التربويِّين الذين طرحوا مفهوم الثَّواب والعقاب.

وسأعرض بعض المواضع القرآنية التي كان الترهيب قرينًا للترغيب فيها:
 - قول الله - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 6-7].

- وقوله - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ * وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأعراف: 40-42].

- وقول الله - تعالى -: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [الدخان: 43-56].

 - وقوله - تعالى -: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} إلى قوله - تعالى -: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 44-50].

وأيضًا ورد في السنة النبوية المطهرة الكثير من المواضع التي ترغِّب وترهب كما في كتاب الله، ولكن المجال لا يتَّسع لذكرها.

فنجد أنَّ الشارع لا يأتي بالتَّرهيب إلا ويأتي بعده التَّرغيب في نفس الآيات، فما السر في هذا المنهج الرَّبَّاني؟ السر هو تحقيق التوازن الروحي والنفسي لدى العباد؛ ليتعلموا فيعبدوا الله على بصيرة، ولكي يصحح الشارع السلوكيَّات لدى العباد، فيَخرجُ لنا مجتمعٌ متعلم وواعٍ، يحمل كل سلوك حسن ومتزن.

الأساس النفسي للنظرية:
كما أن للنظرية أساسًا دينيًّا، فهي كذلك ترجع لأساس تربوي نفسي سلوكي، فهذه النظرية ترجع لمفهوم في (علم النفس السلوكي)، وهو ما يُسمى بـ(الثَّواب والعقاب)، فهذا المفهوم يقابل التَّرغيب والتَّرهيب في المنظور النفسي السلوكي، فالثواب أو العقاب يُستخَدم في العملية التعليمية؛ لتحقيق الدافعيَّة للتعليم، ولتصحيح السلوك لدى المتعلمين، فالعمليَّة التعليميَّة لا تسير بالشَّكل الصحيح دون تحقيق هذا المفهوم في التَّدريس، وقد يرد في الذِّهن أنَّ العقاب متعلق بالضرب الجسدي، بل العقاب قد يكون بالحرمان من الثَّواب، وكل هذه المفاهيم وتقسيماتها سنتعرف عليها من خلال الورقات القادمة بإذن الله - تعالى.

دور النظرية في الدافعية للتعلم:
النفس البشرية مجبولة على اتِّباع الرَّغبات والانقياد لها، سواء كانت هذه الرَّغبات سلبية أم إيجابية، فلا بد لهذه الرَّغبات أن تضبط من خلال المحفزات والروادع، بشرط أن تكون هذه المحفزات والرَّوادع متزنة ومُناسبة، تحقق الاتِّزانات المعادلة المهذبة للنفس.

وهي كذلك العمليَّة التعليمية، إذا كانت عمليَّة تُراعي رَغَباتِ المتعلمين وأهواءَهم، دون استخدام العوامل الرَّادعة والمحفزة، فلن تحصل الدافعية والرغبة في التعلم، والتنافُس والحرص والمثابرة لدى المتعلمين؛ لأنَّ النفس البشرية مجبولة على ذلك، ومن دون هذه المحفزات والروادع يتكون لدينا مؤسسة تعليمية بلا تعلُّم فعَّال.

ويَجب أن تكون هذه المحفزات والرَّوادع متزنة تحقق التوازن (النفس سلوكي)؛ ليحصل الدافعية للتعلم، فلا يركز على المحفزات دون الرَّوادع أو العكس، فلو حصل وركز على أحدهما دون الآخر يصبح هناك خلل في سلوك المتعلمين، وفي دافعيتهم للتعلم، وهذه المحفزات والرَّوادع لا تكون من المؤسسة التعليميَّة فحسب، بل وجودها في التربية الأسرية يساعد على تحقيقها في المؤسسة التعليميَّة، (انظر: الشكل 1).

ووجه تحقيق الدافعية للتعلم في هذه النظريَّة يتضح حينما يشرح المعلم مادة مُعينة، والتخلي عن وضع المحفزات والروادع، واستخدام هذه النظرية في العملية التعليميَّة؛ أي: قام يشرح المادة لمتعلمين دون أنْ يضعَ محفزات للمجتهدين، وروادع للمقصرين، لآلَ كل طالب إلى رغبته الذاتية وهواه، وقصر في طلب المعلومة؛ مما يفقده الدافعية للتعلم.

فهذه النظرية في الناحية التعليمية تشبه التَّرغيب والترهيب في الشرع الإسلامي، فكما أن الترغيب والترهيب يهذب النُّفوس، ويحقق التوازن في نُفُوسهم، ويُصحح سلوكيَّاتهم، ويدفعهم للعمل الصالح والجد فيه، وتبعدهم عن العمل السيئ والقُرب منه، فكذلك هي المحفزات والروادع في العملية التعليمية.

ويفترض أن تكون هذه المحفزات والرَّوادع قبل تناول المعلومات والبدء فيها للمادة الدراسية، فقبل ذلك يتمُّ تحديد المحفزات للمجتهدين، والرَّوادع للمقصرين أمام المتعلمين، باختلاف هذه المحفِّزات والروادع، سواء كانت محفزات معنوية أم حسية أم روحانية، فيصبح المتعلم بين موازنتين يزن بهما رغباته الذَّاتية، فيصير إلى الرغبة الإيجابية من خلال المحفز المقدم، ويبتعد عن الرَّغبة السلبية من خلال الرادع المترتب، فيخرج لنا متعلمين عندهم الرغبة والدافعية للتعلم، من خلال نظرية الموازنة (النفس سلوكية الدافعة للتعلم).
 

 

 
 (شكل 1)

دور النظرية في تصحيح السلوك لدى المتعلمين:
كما أنَّ لهذه النظرية دَوْرًا في الدافعية للتعلُّم، فهي تصحح السلوك لدى المتعلمين، وصلاح السلوك من أهم جزئيَّات العملية التعليمية.

فالروادع والمحفزات إذا استخدمت في العملية التعليمية، فإنَّها تحدث اتِّزانًا سلوكيًّا لدى المتعلم في حياته المدرسية، وخارج الحياة المدرسيَّة كذلك، فالرَّوادع تقوِّم السلوك السلبي، وتحدث فيه التغير؛ ليكون سلوكًا إيجابيًّا، والمحفزات تعزز هذا السلوك الإيجابي ليستمر.

فالروداع تردع المتعلم عن السلوكيات السلبية؛ ليكون مستعدًّا لتقبل السلوك الإيجابي، الذي يقوم معززًا بالمحفزات، محفوفًا بالروادع.

ويقال في تصحيح السلوك ما قيل في الدافعية للتعلم: لا بُدَّ من أن يكون هناك اتزان في طرح المحفز والرادع؛ ليحصل تصحيح السلوك، فلا يغلب أحدهما على الآخر، فلو ركز على أحدهما دون الآخر، فإنَّه سيحصل الخلل في السلوك لدى المتعلمين؛ (انظر: شكل2).
 

 


 


( شكل 2)

الهدف من استخدام نظرية الموازنة (النفس سلوكية):
لهذه النظرية عُدَّت أهداف مبررات لاستخدامها، ومن أجلها طرحت فكرة هذه النظرية، وتتركز الأهداف في الأمور التالية:
1- تحقيق الموازنة النفسية للمتعلم من خلال الاتزان في طرح المحفزات والروادع، التي تقدم للمتعلمين من خلال العملية التعليمية.

2- تحقيق الموازنة السلوكيَّة للمتعلم من خلال الاتِّزان، كذلك في طرح المحفزات والروادع التي تقدَّم للمتعلمين خلال العملية التعليمية.

3- تحقيق الدافعية للتعلم لدى المتعلمين من خلال طرح المحفزات والروادع، التي يتلقاها المتعلمون خلال العملية التعليمية، التي تدفعهم للتعلم وإشعال روح التنافس بين الطلاب، من خلال حرصهم على كسب المحفزات باجتهادهم، والبعد عن الرَّوادع ببعدهم عن التقصير والتكاسل في العملية التعليمية.

4- ردع المقصرين في التحصيل العلمي، ويكون الردع إمَّا بالردع الموجه مباشرة، وإمَّا عن طريق الحرمان من الحوافز، فحرمان الطالب من الحوافز يُعد كذلك من أساليب الردع التي تدفع للتعلم.

5- تصحيح سلوك المتعلمين الذين يحملون السُّلوك الخاطئ، وتقويم السلوكيات لديهم.

6- تثبيت السلوكيات الإيجابيَّة عند الطلاب من خلال الحوافز المقدمة للمتعلم، ومن خلال الروادع التي تُساعد الطالب على استمرار سلوكه إيجابيًّا، بالردع عن السلوك السيئ.

7- تهذيب نُفُوس الطلاب من الناحية الدينية، إذا استخدمت هذه النَّظرية في مواد التربية الإسلامية؛ مما يُنْشئ لدينا جيلاً مسلمًا متمسكًا بدينه، ومتزنًا في تصرفاته، من غير تنطُّع في دين الله، ومن دون تميُّع لقواعد الدين؛ مما يجعل الجيل القادم يعيش بحالة نفسية متوازنة بين الرجاء والخوف.

دور المعلم في هذه النظرية:
هذه النظرية تتركز بشكل أساسي على المعلم، فهو يلعب الدور الأكبر في هذه النظرية التوازنية النفس سلوكية؛ لأنَّها تعتمد على مدى الأسلوب الذي تطرح فيه المحفزات والرَّوادع، وكيفيَّة تقبُّل المتعلمين لهذه الرَّوادع والمحفزات وردود أفعالهم في ذلك، ودور المعلم في هذه النظرية يتمركز على أمور عدة، وهي:
1- أن يطرح المحفزات والروادع قبل البَدْءِ في العمليَّة التعليمية؛ لكي تؤتي النظرية ثمرتها، وتدفعهم للتعلُّم، والاجتهاد، والحرص، والعيش في الحياة المدرسيَّة بين موازنة نفسيَّة تُحقق الدافعية للتعلم، وتصحح السلوكيَّات لديهم.

2- أن يساوي المعلم في طرح المحفزات والرَّوادع، فلا يركز على أحدهما دون الآخر؛ لأنَّ التركيز على أحدهما دون الآخر يُحدث خللاً نفسيًّا سلوكيًّا لدى المتعلمين، فلا بُدَّ من طرحه هذين المفهومين معًا.

3- أن يطرح المعلم المحفزات بأسلوب شائق يدفعهم للعمليَّة التعليمية، ويشوقهم إليها وللتحصيل فيها.

4- أن يطرح المعلم الرَّوادع بأسلوب يبعدهم عن التكاسُل والخمول وعدم الاجتهاد، ويكون طرحها متزنًا وغير مبالغ فيه.

5- ألاَّ يبالغ المعلم في طرح المحفزات والروادع، وأن تكون هذه المحفزات والروادع قريبة من عقليَّة الطلاب التي يتم مُخاطبتهم ودفعهم للعملية التعليمية.

6- يُحاول المعلم أن يُحقق الموازنة (النفس سلوكية) التي تهدفُ إليها هذه النظرية، التي تكوِّن لدينا شخصية للمتعلمين، مثالية في التعلم وفي السلوك.

7- أن يُحاول المعلم تسخير هذه النظريَّة في تحقيق الدافعيَّة للتعلُّم، وتصحيح السلوكيات السلبية، وتهذيبها وتقويمها، وترسيخ السلوكيات الإيجابية، والحث عليها، وتثبيتها لدى المتعلمين.

دور الطالب في هذه النظرية:
الطالب في هذه النظرية يلعب دورًا رئيسًا فيها؛ لكي تتحقق أهدافها المراد تحقيقها، فالطالب هو الذي يُساعد المعلم على تحقيق هذه النظرية، بتفاعله مع مُعلمه، وحرصه على كسب المحفزات، والبعد عن الوقوع في الروادع، ويتركز دور الطالب في هذه النظرية في الأمور التالية:
1- أن يكون الطالب مُؤهلاً لتقبُّل هذه المحفزات والروادع، من خلال دور الأسرة في تربيتهم على هذه النظرية في الأسرة أولاً منذ ولادته.

2- أن يتفاعلَ الطالب مع معلِّمه، ويُحاول أن يحقق هذه الموازنة لنفسه من غير قصد، من خلال التفاعل مع المحفزات والروادع التي تقدَّم إليه.

3- الطالب هو الذي يساعد المعلم على استمراره في تقديم هذه المحفِّزات والروادع، فلو أن المعلم لم يجد التفاعُل من المتعلم، فلن يستمر على هذه النظرية.

ومثلما قلنا، فإنَّ هذه النظرية تتمركز بشكل كبير على المعلم دون المتعلم؛ لأنَّ المعلم هو المعول الأساسي للنظرية، فهو من يقدم العوامل التي تحقق هذه الموازنة.

أنواع المحفزات والروادع التي تحقق الموازنة:
تنقسم هذه المحفزات والروادع إلى عدة أنواع، ربَّما يتم حصرها في ثلاثة أنواع رئيسة، وهي كالتالي:
1- محفزات وروادع معنوية: حيثُ يقدم المعلم في هذا النوع محفزات وروادع معنوية لا حسية؛ أي: أن تكون هذه المحفزات والروادع المقدمة أمورًا داخليَّة لا تظهر أمام العيان؛ بل تحفز وتردع المتعلم داخليًّا؛ كأن يقول المعلم للمتعلمين مِمَّن يكون تحصيله متميزًا في المواد الدراسية: إنَّه سيؤهل نفسه تأهيلاً طيبًا في الحياة الدراسيَّة القادمة.

2- محفزات وروادع حسية: وهذا النوع يختص بالروادع والمحفزات الحسية، التي تظهر أمام الطالب، سواء في وقتها أو مستقبلاً، كأنْ يقول المعلم للمتعلمين: من يجتهد في المادة له جائزة عينية، ومَن يقصر سأعاقبه بحرمانه من رحلة مدرسيَّة ستقام في الأيام القادمة.

3- محفزات وروادع رُوحية: وهذا النوع خاص بالمحفزات والروادع الروحية، التي تحفز وتردع المتعلم في مستقبل علم الغيب، وهذا النوع يتمركز غالبًا حول المواد في التربية الإسلامية، كأنْ يقولَ المعلم للمتعلمين في درس "بر الوالدين": من بر بوالديه، فإن الله سيدخله الجنة، ومن عقَّهما، فإن الله سيدخله النار.

تقويم النظرية:
من المعروف أنَّ جميع الأعمال البشرية لا يُمكن أن تتصف بالكمال أو أن تحققه، فمن خلال طرحي لهذه النظرية وكتابتها وجدت أنَّ هذه النظرية لا تخلو من بعض السلبيَّات التي أجدها فيها، فمن هذه السلبيَّات التي في هذه النظرية:
1- هذه النظريَّة لا تراعي الفُرُوق الفردية بين المتعلمين، فعوامل التحفيز والرَّدع يختلف تأثيرها من شخص لآخر، ومن متعلم لمتعلم آخر.

2- هذه النظريَّة لا تراعي الأسس الاجتماعيَّة لدى المتعلمين، فكل طالب تختلف بيئته الاجتماعية عن الآخر، فالنظريَّة تعتمد بشكل كبير على البيئة التي عاش فيها، والعوامل المحفزة والرادعة التي تؤثر في شخصيته ونفسيته.

3- هذه النظريَّة تعتمد بشكل جزئي على التربية الأسرية للطالب، فلو أنَّ الأسرة لم تربِّ الطالب على مفهوم هذه النظرية في المنزل، فهنا يصعب على المعلم تحقيقها في التربية المدرسية، كأن تكون الأسرة لا تسأل أبناءها عن أفعالهم وتصرُّفاتهم، وتترك لهم الحرية في تصرفاهم دون أن تردعهم أو تُحفزهم، فهنا يأتي الطالب للمؤسسة التعليمية، وهو غير متقبل للتعلم وللحوافز والروادع المقدمة فيه.

4- هذه النظرية لا تركز على طريقة تدريسيَّة لإيصال المعلومة، وإنَّما هي عامل مساعد ومؤثر في تحصيل الطلاب للمعلومة، وجعل العملية التعليمية أكثر فعالية وتفاعلاً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظرية المنظمات المتقدمة لديفيد أوزبل
  • النظرية النمائية لجان بياجيه
  • النظرية التربوية: معناها ومكوناتها
  • لست بكاسد
  • نظرية الفوضى (Chaos Theory)
  • الاضطرابات السلوكية والانفعالية
  • نظرية المحكاة والنظرية الرومنطيقية
  • الموازنة بين العدل والهوى

مختارات من الشبكة

  • مقدمة في مفهوم النظرية والنظرية التربوية ونظرية المنهج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس (خطبة) باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: بين النفس والعقل (3) تزكية النفس - باللغة البنغالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس (باللغة الهندية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحصيل المعنى في النظرية التصورية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الموازنة بين نظرية العامل ونظرية تضافر القرائن في الدرس النحوي (PDF)(كتاب - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)
  • النظريات الترجمية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب: الحفاظ على مقصد حفظ النفس في الشريعة(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء (صدق التوبة مع الله)(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)

 


تعليقات الزوار
3- إلى الأمام
محمد العمودي - KSA 28-03-2014 10:13 AM

وفقكم الله وأنار بصيرتكم ودربكم ونفع بعلمكم وجعل ما تعملون في ميزان حسناتكم.

2- شكر
إبراهيم بوعافية - الجزائر 05-11-2012 09:02 PM

نتمنى من الله ان يوفقكم على المجهود المبذول

1- رائع
doaa - egypt 28-08-2009 09:22 PM
هذه النظرية ممتازة جدا واشكركم على نشرها
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب