• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

إدارة المشكلات والخلافات وآليات الحل

يوسف إسماعيل سليمان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/4/2009 ميلادي - 11/4/1430 هجري

الزيارات: 65977

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إدارة المشكلات والخلافات وآليات الحل
 (مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)



يُواجه كلٌّ منَّا في حياتِه بين الحين والآخر مشكلةً أو أكثر؛ إذ يُمكن القول في ذلك: إنَّ حياةً بلا مشكلات تكون لشخصٍ بلا حياة، وهذا الفهم لطبيعة الحياة - بداية - أمر مُهم في الاستعداد للتعامل مع أي مشكلات مع المحيطين بنا، على اعتِبار أنَّ المشكلات جُزءًا من حياتنا، وكما أنَّها تسبب لنا الضيق والألم، فهي أيضًا لمن يُحسِن التَّعامُل معها، والاستِفادة من معطياتِها ونتائِجها - تكون رافدًا هامًّا لنهْر تجاربنا وخبراتنا وتذوُّقنا للحياة، والذي يهمُّنا ها هنا أن نتعلَّم كيف نُحسِن التَّعامُل مع مشكلاتنا، والطُّرُق المُثْلى لإدارة خلافاتِنا وحلِّها.

الهدوء والابتسام خطوة أولى:
وقبل أن نتحدَّث عن مراحل حلِّ المشكلات لا بدَّ أن ندرك أنَّه من الأهميَّة بمكان أن نكون دائمًا في حالة نفسيَّة جيِّدة - ولو بتكلُّف ذلك في البداية - قبل التَّفكير في حلِّ أيِّ مشكلةٍ تَعترِض طريقَنا أو سعادَتَنا أو نَجاحَنا، وهو الأمر الذي أوْصى به النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الرَّجُل الذي جاءه منفعِلاً وهو يقول: علِّمْني شيئًا ولا تكثر عليَّ؛ لعلِّي أعِيه، قال: ((لا تغضب))؛ فردَّد ذلك مرارًا، كل ذلك يقول: ((لا تَغْضب))؛ رواه الترمذي.

ذلك أنَّه كما يقول مايكل أرجايل: "يُعالج الأفْرادُ المشكِلاتِ وهم في حالة مزاجيَّة حسنة، بطريقةٍ مُختلِفة، عمَّا لو كانوا في حالة مزاجيَّة سيِّئة أو محايدة؛ فهم يعملون بسرعةٍ أكْبر، ويتبنَّوْن أبْسط الإستراتيجيَّات، ويبدون كفاءة في اتِّخاذ القرار، ولا يكونون مندفِعين أو مهملين أو متهوِّرين".

وهو ما يعني عدم اتِّخاذ أي قرار لحظة المشكِلة، وإنَّما يتأنَّى الإنسان قليلاً؛ ليُفكِّر في المشكلة من جَميع جوانبها، كما يعني أن تدرس الآثار والعواقب جيِّدًا قبل اتِّخاذ القرار، ويُمكن أن نسمِّيَ هذه المرحلة بالاستِكْشاف أو التَّشخيص، وهذه المرحلة أهمُّ مراحل الحلِّ، يقول ديفيد فيسكوت: "إنَّ الاعتراف بالمشكلات هو أوَّل خطوة لحلها؛ فإنَّك لا تستطيع أن تحلَّ مشكلة لن تواجهها"، ومن المفيد في هذه المرحلة أن تطرح أسئلة على نفسك مثل:
- ما مدى خطورة المشكلة وصعوبتها؟
- ما مدى تَكرارها؟ أهي مرَّة واحدة وتمر، أم أنَّها دائمة التكرار؟ وهكذا للتعرف على بعض الأسباب التي أدَّت إلى هذه المشكلة، وكلَّما استطعت تَحديد الأسباب الرئيسة، كان تشخصيك للمشكلة أدقَّ، وكان ذلك أقرب إلى حلِّ المشكلة - بإذن الله.

بيانات تكشف وتمهد:
أمَّا المرحلة الثَّانية، فأنت بِحاجةٍ إلى جَمع كلِّ البيانات والمعلومات المُمْكِنة، وكي تكون هذه المرحلة فعَّالة، فلا بدَّ أن تَجمع معلوماتٍ مهمَّة؛ لذلك لا بدَّ من توافر صفاتٍ أساسيَّة في المعلومات التي تقوم بجمعها، مثل:

- أن تكون المعلومات ذات صِلة مباشرة أو شبه مباشرة بموضوع المشكِلة؛ لأنَّها ما لم تكُن كذلك تشتِّت الفكر، وتشوِّش على العقل.
- الدِّقَّة، وقُوَّة المصادر المختلفة: فلا تتعامل مع معلومات ضعيفة المصدر، أو غير واضحة، أو تصلح لتفسيرات كثيرة جدًّا، أو ناتجة عن ظنونٍ وأوهام واتِّهامات لا دليل لها، بل يجب أن تكون المعلومة موثَّقة، محدَّدة، متوافقة مع غيرها من المعلومات؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6].

واجتهد في بحثِك عن الأسباب أن تتجنَّب اللَّوم، إذا أردتَ الحصول على نهرٍ دائمٍ من المعلومات والأفكار، واعلم أنَّ أسوأ شيءٍ هو القفز مباشرة   للفِعل دون تحليل الأسباب.

توليد البدائل والاستشارة:
أما المرحلة الثالثة، فهي أن تقوم بعرض جميع البدائل الممكنة، التي يُمكن أن تُساعدَ في حل المشكلة، فكما يقول بولينج: "أفضل طريقة للحصول على فكرة جيِّدة أن تكون لديْك العديد من الأفكار"، وهناك طرقٌ لتوليد تلك البدائل، ومن تلك الطرق:
1- طريقة العصْف الذهني: وتعْنِي أن يطرح الأفرادُ أفكارَهم أثناء التَّفكير فيها، من دون تنمُّق، أو حذْف، أو إضافة، وبدون وضع قيودٍ على التَّفكير، وبالتَّالي تخرج الفكرة عفويَّة.

2- طريقة توْليد الأفكار كتابة: وفيها يقوم الأفْراد بكتابة أفكارِهم على بطاقاتٍ ورقيَّة، ثم يتمُّ تبادل تلك البطاقات بين الأفراد المجتمِعين.

ويتَّضح في الطريقتَين السابقَتَين أنَّ توليد الأفكار يكون أكثر أثرًا حينما يكون مع الآخَرين، وكما هو معروفٌ فإنَّ أكثر من عقْلٍ يُفَكِّر أفضل من عقلٍ واحدٍ، ولكنَّك تستطيع أن تولِّد تلك البدائل وحْدَك أيضًا، ولكن يُفَضَّل أن تأخذ بآراء الآخرين معك.

تقييم البدائل انتقاء للأنسب:
أمَّا المرحلة الرابعة، فهي مرحلة تقييم البدائل، وتعني أنْ نقوم بالموازنة بين هذه الحلول والبدائل، واختيار الأنسب، وليس الأفضل؛ لأنَّ الأفضل أحيانًا غير متاح، وإنَّما يُوازن الإنسان بين الحلول، وأيهما آثاره الضارَّة أقل، سواء على النَّفس أو مَن يتناوله حل المشكلة، مع إدْراك أنَّه لا يوجد بديلٌ إلاَّ وله عيوب ومزايا، ولِكيْ تحسن تقْييم البدائل بشكل فعَّال، عليك بما يلي:

القيام بعمليَّة تصنيف لقائمة الأفْكار والبدائل، باستخدام قاعدة العيوب والمزايا كما يلي:
أ- بديل جيد: مزاياه أكثر.
ب- بديل ضعيف: عيوبه أكثر من مزاياه.
ج- بديل مختلط: مزاياه وعيوبه متساويان.
فتقوم باستبعاد البدائل الضَّعيفة، وتأخذ بالبدائل الجيدة، أو البدائل الفعَّالة من النوع المختلط.

عزم واستخارة:
وفي المرحلة الأخيرة نأخذ بالبديل الأفضل لتنفيذه، ويُمكننا هنا أن نقترِح بعض النَّصائح المُعينة عند الاختِيار بين البدائل التي تمَّ ترشيحُها في المرحلة السَّابقة، ومنها:

1- انظر في النتائج المترتِّبة لكل بديل، واحتِمالات حدوث عواقب غير مرغوبٍ فيها؛ نتيجة اختيار هذا البديل.
2- قد ينطوي الحلُّ الأفضل من وجهة نظرِك على قدر من المخاطرة أكبر مما ترغب أو تتحمل، فادرس المخاطر المتوقعة، ومقدار تحملك لها.
3- إنْ كان معك شركاء في المشكلة، فتأكَّد من كون البديل المختار يلقى قبولاً منهم؛ حتى يحفزهم ذلك على تنفيذه.
4- لا تنسَ الدُّعاء والاستِخارة قبل اتِّخاذ القرار النهائي، والبدْء في تنفيذ البديل المختار لحلِّ المشكلة، وإذا عزمتَ على اتِّخاذ بديلٍ معيَّن، قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159].

قلِّل خلافاتك تسعد بعلاقاتك:
ويبقى لنا أن نقول: إنَّ بعضَ المشكِلات قد نكونُ نحن سببًا رئيسًا في جلْبِها لأنفُسنا، وقبل أن نُلْقِي باللاَّئمة على الآخرين فيها، يَجب أن نقوم نحن بدايةً بِمعرفة الأسباب المؤدِّية لذلك ومعالجتها، ومن الوسائل والإجراءات التي تُساعِدُنا على تقليل الخلافات مع الآخرين:

1- أن نثِق في عوْن الله - تعالى - لنا، وأن نخطِّط لاستغلال مواردنا - مهما كانت محدودة - على الوجْه الأكمل؛ فبذلك نتمكَّن من أمر مهمٍّ في تجنُّب الصِّراع، ألا وهو التقليل من الآمال التي نعقِدها على الآخرين إلى أدْنى حد؛ حيث يقلُّ عَتبُنا على الآخرين، كما تقل خيبة أملنا فيهم، وقد كان النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يعلِّم بعض أصحابه - رضِي الله عنهم - يومًا، فقال: ((ألا تُبايعون رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟)) فقالوا: عَلامَ نبايعُك؟ قال: ((تبايعونني على أن تعبدوا الله، ولا تُشْرِكوا به شيئًا، والصَّلوات الخمْس، وتطيعوا))، وأسرَّ كلمة خفيَّة: ((ولا تسألوا الناس شيئًا))؛ قال راوي الحديث: فلقد رأيت بعضَ أولئك النفر يسقُط سوْطُ أحدهم، فما يسأل أحدًا أن يُناولَه إيَّاه؛ رواه مسلم وأبو داود.

2- على الواحد منَّا ألا يُسْرِف في إعطاء الوعود للآخرين، فيجعلهم يتوقَّعون منه أشْياء لا يستطيع الوفاء بها؛ إذ إنَّ كثيرًا من النَّاس يطلقون الكثير من الوعود عبر إشارات أو غمغماتٍ غير واضحة، وكثيرًا ما يتلقَّفها البعض ممَّن ينتظرون التعلُّق بأي شيء، ويحمِّلونها أكثر مما تحتمل، ويَبدؤون في التوقُّعات، ثم تكون العاقبة الخيبة التامَّة، ثم الغضب ممن سبَّب لهم ذلك، فلنحرص على الوضوح التامِّ، ونقلل إمكانات اللَّبس إلى أقلِّ ما يمكن، ولنتذكَّر أنَّ الوعد الذي نقْطَعُه على أنفُسِنا يُلزِمنا بمسؤوليَّة شرعية لا بُدَّ أن نفي به.

3- كثيرٌ من الخلافات ينشأ بسبب سوء الفهم، وفي الأمثال: "أساء فهمًا فأساء إجابةً"؛ أي: ساء فهمُه للكلام، فساء جوابه عليه؛ لذا فإنَّ عليْنا أن نُحسِّن مهارات الاستِماع لدينا، كما نحسِّن مهارات الحديث؛ حتَّى لا نُسيءَ فهم الآخرين، وحتَّى لا نتسبَّب في سوء فهمِهم لنا.

4- لا تدَعْ نفسَك فريسةً للآخَرين، فيثيروا غضبَك متى أرادوا، ويُدخلوكَ بذلك في العديد من الأزمات، واعلم أنَّ التَّماسُك والسَّيطرة على الانفِعالات من أهم الأسباب التي تتيح الفرصة للتفاهم وحل المشكلات، ولا يعني هذا ألاَّ تغضب أبدًا، لكن يعني ألاَّ تُصبح معروفًا بسرعة الانفِعال والتأثُّر لأتْفه الأسباب.

5- لنبحث دائمًا عن الحلول بدلَ أن يكون دأبنا إلْقاء اللَّوم على الآخرين؛ لأنَّ البحث عن حلول يعني تأجيل الصِّراع، كما يعني إيجاد نوعٍ من الضَّمان لعدم تجدُّد أسبابه، على حين أن لوم الآخرين - لا سيَّما إذا كثُر - يدلُّ على أنَّ هناك أخطاءً في العلاقات.

6- خفِّف من إصدار الأوامر والأحكام، ولا تَعمِد إلى التهديد أو الإكْثار من النصائح إلاَّ في أضيق نطاق، وهذا المسلك يَجب أن يكون عامًّا في المنزل ومع الزُّملاء والمرؤوسين والطلاَّب؛ لأنَّ هذا يثير دائمًا توتُّرات، ويفتح أبوابًا للحزازات.

7- حاوِل أن تقضيَ بعْضَ الوقت في مُحاولة فهم الأسباب الكامنة وراء سلوك النَّاس وتصرُّفاتهم؛ إذ إنَّ نوع السُّلوك قد لا يُمكن فهمُه وتفسيرُه من غير معرفة الدَّوافع العميقة التي دفعت إليه، ومعرفة الدَّوافع - إذا ما استطَعْنا وضْع اليد عليها - ستكون المِفتاح الذي نستخْدِمه في فتح مغاليق الكثير من تصرُّفاتِهم الغامضة والمتناقضة، ومن ثمَّ تقْليل الخلاف معهم.

مفاتيح إدارة الخلافات وآليات حلها:
أمَّا إذا وقع الخِلاف بالفعل، فممَّا يساعد على حلِّ الخلافات أو إدارتِها بشكْلٍ علمي راقٍ وحضاري أن نفهَم ونتعلَّم بعْضَ الأمور المهمَّة، مثل:
1- أنَّ ما يُثير الخلاف بين النَّاس - في أكثر الأمر - ليس الحق الصَّريح أو الباطل المحض، وإنَّما الباطل الملتبِس بالحق، والحقُّ المختلِط بالباطل؛ لذا فإنَّنا إذا تعاملْنا مع خلافاتِنا بعقليَّة "إمَّا هذا وإمَّا ذاك"، فالغالب أننا لن نصل على حلول جيِّدة.

لكن إذا فكَّرنا أنَّ غالب ما نملكه من أفكار أو دوافع لا يعدو أن يكون نتيجةَ رُؤى واجتهادات ظنِّيَّة، قابلة للكثير من النِّقاش والتَّفسير المغاير، فإنَّنا نكون مستعدِّين آنذاك للبحْث عن الطَّريق الثَّالث الذي نَسير فيه معًا نَحو الاتِّفاق والائتِلاف.

2- عند مناقشة أيِّ خلافٍ فإنَّ البداية قد تكون بتحديد نقاطِ الخلاف التي أدَّت إلى حدوث سوء الفهم بين المتخاصمين؛ لأنَّ التَّجربة أثبتتْ أنَّ كثيرًا من النِّزاعات، التي تثور بين الأهل والأصدقاء والزُّملاء، كثيرًا ما تكون عبارة عن تحسُّسات نفسيَّة لا أكثر.

3- من المفيد تهْيئة الجو النَّفْسي لحلِّ الخلاف، وذلك من خلال التَّقليل من شأن الخلاف مهما كان ذلك ممكنًا، وهذا الأمر يجب أن ينظر إليه على أنَّه خطوة مبدئيَّة هدفها إيجاد بعْض المشاعر الإيجابيَّة، وليس شيئًا آخر.

4- طرح العديد من الأسئِلة التوضيحيَّة البعيدة عن روح المواجهة والاستماع لإجاباتها، وإذا اقتضى الأمر نوجِّه المزيد من الأسئِلة حول تلك الإجابة، وذلك عوضًا عن أن نتَّهِم الطَّرف الآخر قبل أن تتَّضح لنا الصُّورة كلِّيًّا، وحتَّى لا نبني مواقِفَنا على استنتاجات من صورة مُشوَّهة.

5- حافظْ على هدوئِك، وأعطِ الوقت الكافي للخصم لسرد ما لديه، والتنفيس عمَّا يجده من كرب وضيق في نفسِه.

6- تجنَّب أثناء مناقشة المشْكِلة الحديثَ عن الدَّوافع والمشاعر؛ لأنَّه من السَّهل إنكارها، وتجنب - أيضًا - الحديث عن المسائل الشَّخصية؛ لأنَّها تسبِّب أذًى بالغًا لمن نختلف معه، وتزيد في الخلاف بدل أن تحلَّه.

7- من المستحسن أثناء البحث عن حلٍّ أن نتجاوز الماضي إلى الحاضر، فبدل أن تقول لخصمك: لم أثِق فيك في يوم من الأيام، أو تذكِّرَه بأخطائه السابقة، اعمدْ إلى القول: كلامك هذا يجعلني أشكُّ فيك، أو يضعف ثقتي بك.

ومن الأفضل أن نبحث عوضًا عن البحث عن أسباب حدوث خطأٍ من الأخطاء - في كيفيَّة إيجاد الاحتِياطات لعدم تكرُّره في المستقبل.

8- اعترف بدوْرِك في المشكلة ولو كان صغيرًا؛ لأنَّ هذا سوف يدفع الطَّرف الآخر إلى سلوك المسلك نفسه، وحين تحدُث اعترافاتٌ متبادَلة بالخطأ، فإنَّ المأمول أن ينتهيَ الخلاف من فوْرِه.

9- حاوِلْ أن تلفت نظَرَ الخصْم إلى هدفٍ سامٍ مشترك أنتُما مطالبان ببلوغه، ممَّا يفرض عليه تَجاوز الخلافات الصَّغيرة، والانطِلاق إلى الانخراط في أعمال أكبر وأهمَّ.

10- إذا لم يُمكِن الوصول إلى حلٍّ مناسب، فإنَّ من الممكن الاستِنْجاد بالوقت، وتأخير المواجهة لعلَّ الزَّمن يكون جزءًا من الحلِّ، ولكن احذر فإنَّ التَّأجيل المتكرِّر قد يؤدِّي إلى تأْزيم المشكلة؛ ولذا فتأجيل البحث ليس لطمْس المشكلة، وإنَّما للاستفادة من فرصة جديدة لحلِّها.

المصادر:
عصرنا والعيش في زمانه الصعب، د/ عبدالكريم بكار، دار القلم، دمشق، ط 1 1421هـ، 2000م.
- مقال بعنوان: "خطوات للنجاح والتفوق الدراسي"، موقع http://www.grenc.com/sfiles/stady/timeM6.htm
- سيكلوجية السعادة، مايكل أرجايل، ترجمة فيصل عبدالقادر، موقع صيد الفوائد على الشبكة.
- فجر طاقاتك الكامنة في الأوقات الصعبة، ديفيد فيسكوت، موقع صيد الفوائد على الشبكة.
- مقال بعنوان: "كيف تجعل المشكلات فرصًا للنجاح"، موقع العالم الإخباري على الشبكة.
- مقال بعنوان: "فن حل المشكلات"، موقع (لها أون لاين) على الشبكة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • واجب السبت
  • خواطر عن الحجاب
  • إنها زوجتي!!
  • انحسار
  • الرائد لا يكذب أهله
  • فقه منازعة الفقر بالإبداع
  • الغزو الإيديولوجي، والتطبيع الثقافي
  • حكمتي إليكِ
  • ثورة الشك
  • الوقف: شِرْعة ومفخرة
  • الكبائر وحكم مرتكبها
  • ديمقراطية أبناء الصحراء
  • عام تحت الحصار
  • ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف! (قصة قصيرة)
  • هكذا أدبتني شريعة الحياة
  • أنجح الزوجات أفضلهن تدبيرًا لمملكتها
  • الصداقة.. ما لها وما عليها
  • جزيرة الحب
  • لا أعرف
  • الحوار الحضاري
  • حكاية قدوة (أنا والفجر)
  • أدب الحوار
  • ابدئي في التغيير الآن
  • نحو عرب مسلمين جدد
  • لغة "الضاد" على مائدة "شامبليون"
  • الإرجاف
  • الآثار المترتبة على تخلي المرأة عن موقعها
  • العبادة وأثرها في إصلاح الفرد والمجتمع
  • قصة شعب
  • تحرير البناء الفكري للشخصية من سلطان الطباع
  • ترتيب أولوياتك أعظم أسباب نجاحك
  • نظرة حول الحكايات الساخرة
  • نخلة في بلاد بعيدة (قصيدة)
  • فنجان قهوة (قصة)
  • دعوتي وبريدي
  • كنز الكتب (قصة)
  • عرض كتاب: (الفساد والاقتصاد العالمي)
  • خواطر نفس
  • بين الاستثناء والوصف والبدلية
  • اتجاهات الأدب الفرنكوفوني في المغرب العربي
  • يوم عرسي (قصة قصيرة)
  • حرب الحجاب.. والقابضات على الجمر
  • التعليم وتحديات عصر جديد
  • أيهما نورث أولادنا
  • رهين الضنى والسهاد (قصة)
  • النية روح العبادة
  • ثورة الجمل (قصة)
  • إبحار في قلب المؤمن
  • المشكلات المتفاقمة والمنتشرة
  • العقيدة أساس الإيمان ولبه
  • المعلوم من الدين بالضرورة
  • ركن الجوار: الفن التعبيري في خدمة التنمية
  • منظمة تعيد البشرية إلى عصور الرق والعبودية!
  • الكلاب اللاعقة
  • الإرجاف
  • المجلة الزيتونية، مجلة أقدم الجامعات الإسلامية
  • الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين
  • ليل الحقيقة (قصيدة)
  • الأديب
  • ملاك بكف الموت (قصيدة)
  • إخضاع العلوم الإنسانية للشريعة الإسلامية فريضة شرعية
  • فتيلنا المنتهك حرمته
  • حوار النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الصغار
  • منظومة "تحفة الخطباء"
  • فضل المعلِّم (قصيدة)
  • طفل وحجر (قصيدة)
  • ضحولة مفرطة لآمال مغرقة
  • إلى بابا الفاتيكان "بندكت 16" (قصيدة)
  • المصارع
  • أسلوب حل المشكلات
  • المشكلات الإدارية وكيفية علاجها واتخاذ القرارات
  • تجديد المحبة الزوجية.. أهميته ووسائله
  • لا تعاند الآخرين في أشياء تافهة
  • معالجة المشكلات بتهوين أو مبالغة

مختارات من الشبكة

  • تطبيقات الإدارة الإلكترونية في الإدارة المدرسية ومتطلبات تطويرها من وجهة نظر مديري المدارس الثانوية بمدينة الرياض(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • اتجاهات مسؤولي مؤسسات التعليم العالي نحو تطبيق ثقافة إدارة الأعمال في إدارة جامعة أمِّ القرى(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • إدارة الذات للوقت: مقترح عملي في الإدارة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إدارة الوقت أم إدارة الذات؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ماجستير إدارة أعمال(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إصدارات دار الألوكة للنشر (الإدارية)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • كيف تحسن إدارة وقتك ؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الإدارة الإستراتيجية وتحديات القرن الحادي والعشرين للجنابي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • واقع الإدارة والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جازان: إدارة التعليم تحتفي بالفائزين في مسابقة الوزارة للقرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
7- السيطرة على النفس
احمد المحمدي - السعودية 03-04-2010 03:54 AM

جزاك الله خير وبارك الله فيك
مقال رائع جداً ويحتاج لتمعن فية وفهمة لكي يتم تطبيقة وليبدأ السخص بنفسة ويرى كيف يتعامل مع الأخرين اثناء حدوث اى مشكلة وكيف ردود أفعال المعنيين من من الأطراف عند المواجهة ودائماً على الشخص احسان النية بالغير .

6- ......
عبد الرحمن - جمهورية مصر العربية 01-05-2009 12:23 PM

يمكن أن تمر المشاكل دون أن نلحظها مالم نستخدم أساليباً مناسبة لاكتشافها ، وعندما يتم اكتشافها فإننا نحتاج إلى إعطائها إسماً أو تعريفاً مؤقتاً لمساعدتنا في تركيز بحثنا عن مزيد من المعلومات المتصلة بها ، ومن خلال هذه المعلومات يمكننا أن نعد وصفاً أو تعريفاً صحيحاً لها .

5- مقال رائع
محمد النجار - egypt 15-04-2009 09:40 PM

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك يا استاذ يوسف ،،مقال رائع بلا شك ينتاول حل لأهم المشاكل التى تواجهنا للخروج منها بالحل الامثل بدون اى عواقب ،،بالتأكيد المشاكل جزء من حياتنا فكما انها تسبب الكثير من الضيق والالم اذ ينبغى ان وسيلة هامة للخروج منها بشكل أمن والاستِفادة من معطياتِها ونتائِجها بالتأكيد المشكِلات قد نكونُ نحن سببًا رئيسًا في جلْبِها لأنفُسنا .
جزاك الله خيرًا كل خير على مجهودك وعطائك

4- نحتاج مثل هذه الأمور في التنمية
محمد عطا - السعودية 15-04-2009 11:45 AM

جزاك الله خيرا على هذا المقال الرائع ؛ لأننا نفتقد هذه الآليات ونقوم بحل مشاكلنا بطريقة انفعالية ، غير متروية ، فائق التقدير .

3- جزاك الله خيرا
مسلمة - المغرب 13-04-2009 10:21 PM
السلام عليكم
من المهم جدا عدم التهور في اتخاد القرارات بخصوص المشاكل اللتي تواجهنا وحتى نتمكن من ايجاد الحلول المناسبة
جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذا الموضوع البالغ الاهمية وخصوصا في ايامنا هذه التي لا تخلوا من المشاكل
بوركتم
2- سلمتم لنا
Ibrahim El Shafey - Egypt 08-04-2009 10:57 PM

السلام عليكم

إن هذا الموضوع فعلا من الموضوعات الجديرة بالاهتمام فجزاكم الله خيرا..

وليس من الضرورة إذا انتهت علاقة ما أن تنتهي بمشكلة وإذا لم تكن هناك مشكلة لازم يكون فيه مشكلة..

وهناك بعض الناس الممتازين الذين إذا واجهتهم مشكلة ما يفعلون أولا هذه الاستراتيجية الإيجابية التي تلطف من جو هذه المشكلة ثم يقومون بالتواصل الصريح وتحسيس المقابل بالأهمية وانتظار الرد بالأهمية أيضا من الطرف الآخر من المشكلة أو من صاحب المشكلة، وبالتالي هو فطريا سيرد بلمثل وبالتالي تتبدد أي مشكلة..

وعلى العموم جزاكم الله خيرا

1- أًولي الألباب
الشامي - فلسطين 08-04-2009 05:44 PM

إن طرح مثل ذلك المقال جدير بالإهتمام والتروي حين القراءة فهو بمثابة حل لجميع ما يواجهنا من مشاكل على طريقة فكر ثم قرر
لقد قمت بوضعنا على الطريق السليم لحل أي مشكلة أو خلاف بأسلوب منطقي وعلمي وشرعي في المقام الأول
فمن يتبع هذا الأسلوب السهل الممتنع لا ريب أنه سوف ينجح ويتوصل لأفضل الحلول لكل ما يواجهه من مشاكل ،أجدت أخي الكريم فأنت لم تخاطب أشخاص بقدر ما تخاطب العقول بمقالاتك الرائعة
جزاك الله خيرًا على مجهودك وعطائك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب