• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

مختصر الدروس في تزكية النفوس (23)

طه حسين بافضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/1/2013 ميلادي - 27/2/1434 هجري

الزيارات: 10358

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مختصر الدروس في تزكية النفوس

الدرس الثالث والعشرون

التوبة


التعريف:

لغة: مأخوذة مِن مادة (ت و ب) وتَعني الرجوع.

 

اصطلاحًا: ترك الذنب مخافة الله، واستِشعار قُبحِه، وندم على المعصية مِن حيث هي معصية، والعزيمة على ألا يعود إليها إذا قدر عليها، وتدارُك ما أمكنه أن يَتدارك مِن الأعمال بالإعادة.

 

حكْم التوبة وفضيلتها في الكتاب والسنَّة:

أمَر الله - سبحانه - بالتوبة فقال: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، ووعَد بالقَبول عليها، فقال: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ﴾ [الشورى: 25]، ووبَّخ وحذَّر مَن تردَّد وتأخَّر فقال: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11]، ورغَّب كثيرًا فيها فقال: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 119]، وقوله: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ﴾ [الفرقان: 70]، وقوله: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].

 

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لله أشدُّ فرَحًا بتوبة عبده - حين يَتوب إليه - مِن أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتَت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأَيِس منها، فأتى شجرةً، فاضطجَع في ظلِّها، قد أيس مِن راحلته، فبَينا هو كذلك إذا هو بها، قائمةً عنده، فأخذ بخُطامها، ثم قال مِن شدَّة الفرَح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ مِن شدَّة الفرح))[1]، وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رجلاً أتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أحدنا يُذنب، قال: ((يُكتب عليه))، قال: ثم يَستغفِر منه، قال: ((يُغفَر له ويُتاب عليه))، قال: فيعود فيُذنب، قال: ((يُكتَبُ عليه))، قال: ثم يَستغفِر منه ويَتوب، قال: ((يُغفَر له ويُتاب عليه، ولا يَملُّ الله حتى تملُّوا))[2]، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((التائب مِن الذنب كمَن لا ذنب له))[3]، وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل ابن آدم خَطاء، وخير الخطائين التوابُون))[4].

 

وقد دلَّت النصوص المُتضافرة على أنَّ المبادرة بالتوبة مِن الذنب فرضٌ على الفور، ولا يَجوز تأخيرها، وأنَّ التوبة عند المعايَنة لا تنفع؛ لأنَّها - والحالة هذه - تُصبح توبة ضرورة لا اختيارًا؛ كما قال – سبحانه -: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17]، وأما بعد حضور الموت فلا يُقبَل مِن الكفار رجوع، ولا مِن العاصين توبة؛ كما قال - سبحانه -: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 18].

 

شرائط التوبة:

1 - ترْك الذنب لقُبحِه:

أي بالإقلاع عن المعصية، سواء كانت من الكبائر أو مِن الصغائر، والأصل أن يكون ترك الذنب قد جرى بإرادة حرة، وإلا لم تُعتبَر توبة إذا كانت بطريق القهْر أو العَجز.

 

2 - الندم على ما فرَّط:

وهو أن يندم المذنب على فعلته التي تركها، ويَشعر بالحزن والأسف كلما ذكَرها، وهو مُهتَم بذلك؛ لشعوره بعِظَم الذنب وقبحِه وإدراكه مبلغ التفريط الذي صدر منه.

 

3 - العزيمة على ترك المعاوَدة:

وهي النية التي تنشأ في قلب التائب تُحقِّق صِدقَه بالتوبة، وهي بمثابة العهد الذي يقطعه بعدم الرجوع إلى الذنب، وتحوُّل الإرادة مِن المعصية إلى الطاعة.

 

4 - تدارك ما أمكنَه مِن الأعمال:

إذا كانت التوبة مِن معصيَة كانت بين العبد وربِّه، فإن كانت مُتعلِّقة بتقصير في صيام أو زكاة أو غير ذلك، فلا بد مِن تأدية العمل موضوع التقصير حسب المطلوب شرعًا.

 

وأما إذا كان الذنب مُتعلِّقًا بحق الناس، فلا بد مِن التحلُّل منهم وطلب الصفح أو إرجاع الحق إلى أصحابه إذا كان ماديًّا.

 

وتكون التوبة تامَّة إذا تحقَّق معها الاتجاه نحو الطاعة والعمل الصالح؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴾ [الفرقان: 71].

 

العبد والذنوب:

على العبد أن يَنظر في ذنوبه إلى أربعة أمور:

الأول: نظَر إلى الأمر والنهي؛ فهو لم يُخلق إلا لعبادة الله وطاعته.

 

الثاني: نظَر إلى الحكْم والقضاء؛ فالله له الخَلق والأمر وحده، يَفعل ما يشاء بحكمته.

 

الثالث: نظَر إلى محلِّ الجناية، وهي النفس الأمارة بالسوء، فيَعرف أنها جاهلة ظالمة، وعنها يَصدُر كل عمل قبيح، فيوجب له ذلك بذل الجهد في العِلم النافع الذي يُخرجها عن الجهل، والعمل الصالح الذي يُخرجها مِن الظلم.

 

الرابع: نظره إلى الآمر له بالمعصية، المزيِّن له فعلَها، وهو الشيطان الموكل به، فيفيده ذلك ملاحظته، واتخاذه عدوًّا، وكمال الاحتراز منه، وعدم طاعته.

 

فعلى المسلم أن يتوب إلى الله مِن جميع الذنوب والمعاصي، ويَهجُر ما نهى الله عنه مِن الأقوال والأعمال، والمعاصي والسيئات.

 

أنواع التوبة:

وهي ثلاثة أنواع:

أحدها: التوبة الصحيحة، وهي أن يَقترف العبد ذنبًا ويتوب عنه بصدقٍ في الحال.

 

الثاني: التوبة الأصحُّ، وهي التوبة النصوح، وعلامتها أن يَكره العبد المعصية ويَستقبِحها فلا تخطر له على بال، ولا تَرِد في خاطره أصلاً، وهي مِن أعمال القلب، وهي تَعني تنزيه القلب عن الذنوب.

 

الثالث: التوبة الفاسدة، وهي التوبة باللسان مع بقاء لذة المعصية في الخاطِر.

 

مُحفِّزات التوبة:

ويُقصد بها تلك الحوافز التي يرتقي بها التائب في درجات الكمال الممكنة، وتجعله دومًا في زيادة من دينه، وتجعل مِن التوبة عمل اليوم والليلة.

 

الحافز الأول: عموم الأمر بالتوبة والحثُّ على تعجيلها:

فهناك إذًا أمر إلهيٌّ عام لعموم الناس ولعموم المؤمنين بالتوبة إليه، وهذا الأمر يجعل مِن التوبة ثوبًا لا ينزعه العبد ما عاش، وإن نزعه لبعض الوقت عاد إليه مِن قريب.

 

توبة المؤمن ليست توبة الإسلام والإيمان؛ ولكنها توبة الإحسان التي تُجدِّد إسلامه، وتُقوِّي إيمانه، وتُصلح ما فسد مِن أعماله، وتقوِّم ما اعوجَّ مِن تصرفاته، وما دامت الأخطاء واردةً فالأمر بالتوبة قائم لا يُجاوزه أحد، وهو في كل وقت على التعجيل والفور، لا التأخير والتراخي، وكل توبة قبل الموت فهي توبة مِن قريب، وكل ذنب فارتكابه جهالة.

 

الحافز الثاني: التفكُّر الدائم في حقيقة الزمن:

إنَّ قراءة الزمن تَنتهي بالعبد إلى نتيجة أخيرة، هي: أنَّ أحسن ما يُقدَّم بين يديه في هذه الأيام هو العمل الصالح، وأول عمل صالح يُقدِّمه بين يديه هو التوبة الصادقة، فيُقبل على ربه بالافتقار، ويَعتذر إليه عن التقصير في القيام بواجب العبودية؛ لعلَّ توبته تلك تشفع له بين يدي أعماله القليلة الهزيلة.

 

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هَرَمك، وصحَّتَك قبل سقمك، وفراغك قبل شُغلِك، وغناك قبل فقْرِك، وحياتك قبل موتك))[5]، وقال بعض العارفين يَصف الدنيا: "إنها أنفاس تُعدُّ، ورحال تُشدُّ، وعارية تُردُّ، والتراب مِن بعد يَنتظِر الغد، وما ثمَّ إلا أمل مكذوب، وأجل مكتوب، فكيف يَغفل مَن يَوْمُه يَهدِم شهرَه، وشهره يهدم سنته، وسنته تَهدِم عمره، وعمره يقوده إلى أجله؟!".

 

وما أدري وإنْ أَمَّلتُ عُمرًا
لعلِّي حين أصبحُ لستُ أُمسي
أَلم ترَ أَنَّ كل صباحِ يوم
وعُمرُك فيه أقصى منه أَمسِ

 

الحافز الثالث: النظر إلى الماضي:

فالذي يُفكِّر في ماضيه على ضوء الطموحات التي اختطَّها لنفسه في الحياة، وعلى ضوء الغاية التي يسعى إليها، وهي رضوان الله والجنة - يَستقلُّ طاعاته لا محالة، ولسان حاله في كل مرحلة: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كذا ولتركْتُ كذا، فيتدارك ما استطاع، ويُعوِّض عما فات ويُسابق الأيام في ذلك، وهذا معنى قول بعض العلماء: "معصية أورثت ذلاًّ وانكسارًا خير مِن طاعة أورثت عجبًا واستكبارًا".

 

الحافز الرابع: النظر إلى المستقبل:

لا يُنجي من سوء الخاتمة إلا التفكُّر الدائم في المستقبل، والمستقبل يبدأ مِن اللحظة الآتية، ومَن خاف سوء الخاتمة اجتهَد في توسيع دائرة الإحسان في حياته وتقليص هامش الإساءة، وهذه هي التوبة الثانية بمعناها الواسع، فإنه لا يودع فترة مِن حياته إلا وقد شهد فيها إسلامه تحسنًا جديدًا.

 

الحافز الخامس: الشعور بالاصطفاء:

لقد مضَت سنَّة الله - تعالى - في الناس أن يكون أهل الهداية قِلَّة وأهل الضلالة كثرة؛ ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]، ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 116]، فالتائب سائر في ركب المؤمنين، وانتمى إلى الصفوة المُختارة مِن عباد الله يتقدَّمهم الأنبياء والمُرسَلون؛ يعمل أقصى جهده ليتبوّأ أفضل مقعد في هذا المَوكب، ويأخذ أحسن موقع في هذا الصفِّ، ولا يزال يُجاهد نفسه ويَحملها على الأحسَن والأصوب، وحتى يُدرك مِن المراتب ما لا يشاركه فيه إلا القليل مِن الناس.

 

الحافز السادس: التأسِّي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

إذا علم المسلم أنَّ النبي نفسَه - وهو المعصوم الذي غفَر الله له ما تقدَّم مِن ذنبِه وما تأخَّر - قد أُمر بالتوبة والاستغفار في عدة آيات، آخِرها عند فتح مكة، لما قال الله - تعالى - له: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3]، ماذا يكون حال غيره ممَّن لا يدري بَعْدُ مصيره، وفي الحديث الذي رواه مسلم يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه؛ فإنِّي أتوب في اليوم مائة مرة)).


الحافز السابع: الاقتداء بالسلف الصالح:

إنَّ الاقتباس مِن السِّيَر الناجحة والتجارب الموفَّقة في تطبيق الإسلام يُحدث توبةً مُتجدِّدة في حياة المسلم، ويُصحِّح مِن أوضاعه باستمرار؛ يقول أحد السلف وهو يُعاتب نفسه: "اللهم توبة خالصة من هذه الأقذار، ونهضة صادقة؛ لتصفية ما بقي مِن الأكدار".

 

الحافز الثامن: حقارة الإنسان بلا إيمان:

إنَّ مما يُزكي خطوات المسلم في طريق التوبة: علمَه أنَّ الإنسان بلا إيمان كائن تافه حقير، بل هو لا شيء، يولد ويَحيا، ويَموت كما ولد ومات الملايين مِن أمثاله.

 

الحافز التاسع: العلاقة بين الإنسان والكون:

فلو تذكَّر الإنسان أنَّه ليس وحده في هذا الكون، ولو التفَت يَمينًا وشمالاً، ورفع بصره وخفضه، ورأى آيات الله في الآفاق والأنفُس - لرأى مخلوقات مُقبِلة على شأنها، قائمة بحق ربِّها، فيُقبل مثلَها على شأنه وينظر في أمر ربه فيلزمه، عند ذلك يَشعُر بالأُنس، وتزول عنه الغربة التي يَشعُر بها غيره، فكيف إذا ترقى مِن الشعور بالأُنْس مع المخلوقات إلى الأنس بالخالق، فيأنس إلى ربه عندما يَشعر أنَّ الله - تعالى - معه، يَشهده ويَنظر إليه، ويحفظه ويرعاه، وهذه هي جنة الدنيا التي مَن دخَلها دخل جنة الآخِرة بإذن الله.

 

مِن ثمرات التوبة:

1- محبة الله للتائب ورضاه عنه.

2- سَعة رحمة الله - تعالى - للتائب.

3- عموم وشمول مَغفرة الله ورحمته لكل ذنْب تاب العبد منه، وإن كان شِركًا.

4- يُقبل الله على التائب أضعاف إقبال عبده عليه بطاعته.

5- تُسبِّب التوبة ذهاب الضيق وإزالة الهَمِّ.

6- المعاصي سواد القلب والجوارح والتوبة جلاؤها.

 

المراجِع:

1- لسان العرب (1: 454) ومقاييس اللغة (1: 357)، ومُفرَدات الراغب (75).

2- مقاصد التوبة (1-2) مجلة البيان العدد (105 و 106).

3- مُصطلحات إسلامية: التوبة، مجلة البيان العدد: (26).

4- موسوعة فقه القلوب (4: 3046).

5- موسوعة نضرة النعيم (4: 1269).

6- رياض الصالحين، ت الفحل (1: 14).



[1]- متَّفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1237)، ومسلم برقم (94) واللفظ له.

[2]- رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، وإسناده حسن.

[3]- أخرجه ابن ماجه (4250).

[4]- أحمد (3: 198)، (13080)، و"ابن ماجه"، (4251)، والترمذي (2499).

[5]- رواه الحاكم وابن المبارك في "الزهد" بسند صحيح مِن مُرسَل عمرو بن ميمون، وقال الألباني: صحيح؛ انظر: حديث رقم: (1077) في "صحيح الجامع".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (18)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (19)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (20)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (21)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (22)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (24)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (25)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (26)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (27)

مختارات من الشبكة

  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (17)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (16)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (15)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (14)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (11)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (9)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (8)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب