• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

مدرسة النجاح

مدرسة النجاح
أ. حنافي جواد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/12/2012 ميلادي - 4/2/1434 هجري

الزيارات: 18366

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مدرسة النجاح


• لن أتحدَّث عن الوجه الأول - المُشرِق الملمَّع - لمدرسة النجاح، باعتباره خطابًا رسميًّا للتسويق الخارجي، كما روج لها نظريًّا في وقتٍ ما، وما زال العمل بمخططِها ساريَ المفعول إلى ساعةِ كتابة هذه الكلمات.

 

• وخطاب "مدرسة النجاح"[1] مفيدٌ من حيث هو خطاب تربوي إنشائي، وسأتحدث عن الوجه الآخر الذي يعيشه المتعلِّم والمعلِّم والإدارة التربوية؛ وذلك من موقع ممارستي الميدانية، واحتكاكي اليومي بالمتعلمين والمتعلمات، والمدرسين والمدرسات، وطاقم الإدارة التربوية.

 

• فالمتعلِّم لا حولَ له ولا قوَّة، بقدرة قادر وَجَد نفسه في الصفِّ الموالي "ناجحًا"، ولو أنه لم يبذل جهدًا، نجح بالنسب الإحصائية وتعليمات الخريطة المدرسية، بصرف النظر عن مستواه؛ ففرح أفراد أسرته فرحًا ممزوجًا بالشك والقلق، يُخفُونه طورًا، ويُظهِرونه طورًا آخر.

 

♦ كيف نجح هذا الطفل المتعلِّم وهو لا يهتم؟!

♦ كيف نجح وهو يقضي معظم وقتِه خارج البيت؟!

♦ النقطة التي حصل عليها متدنِّية، ورغم ذلك نجح!

♦ ابنُنا عبقري، ما شاء الله، لم يَرسُب قط!

 

• هذا المتعلِّم لم يحقِّق الكفايات والأهداف المرجوَّة؛ لينتقل للفصل الموالي، يفتح عينه في السبورة ولا يفهم ما كُتب، ولن يفهمه ألبتة؛ لأنه لا يتوافر على "البِنْيَة التحتية المعرفية والمهارية المطلوبة"، فيرى ما كُتب وقيل في الفصل أشبهَ ما يكون بألغازٍ وموادَّ مشفَّرة، فيُشَاكِس ويشاغب، ويكسر ويلهو ويلعب، ويعمل على تبديد وقتِ "بعض" زملائه - ممَّن لهم رغبةٌ في التعلُّم - ويدخل مع الأستاذ في مشادَّة كلامية، قد تتحوَّل إلى تدافع وتراكل، وبالأخص في مستويات  التعليم الإعدادي والثانوي، وهذا ما يفسر فرار فئات كثيرة من الأقسام/ الفصول الدراسية، ليلتحقوا بالإدارة التربوية، أو يبحثوا عن مخارج أخرى، وعندما تسألهم يخبرونك بأن الفصل لا يطاق.

 

• وليس في يدِ إدارة المؤسسة سلطةٌ حقيقةٌ "تعالج" بها المخالفاتِ المرتكَبةَ؛ لأنها منزوعة الصلاحيات، ولا ينبغي لها - حسب فلسفة مدرسة النجاح - أن تساهم في "الهدر المدرسي - الانقطاع عن الدراسة"، ولو كان ذلك على حسابِ المدرسة، وهيبة المدرسين، والقيم التربوية.

 

• قد يقول قائل - من باب الفضول -: للأستاذ صلاحياتٌ وصلاحيات؟! أقول: على مستوى الأوراق هنالك صلاحيات، ولا تُجدِي نفعًا؛ لأنها غير مؤثِّرة، وتُجُووِزَتْ.

 

• والأساتذة والمدرِّسون ليسوا ملائكة؛ فمنهم... ومنهم... والأغلبية - والحمد لله - تؤدِّي ما عليها، وبإشراكِهم وتحميلهم المسؤولية سيُنتجون أفضل، خصوصًا إذا ربطت الترقيات في الدرجات بالجودة والإتقان في الفصول وفي المكاتب الإدارية، ومن الضرورة الملحة تركُ اعتماد "منطق الشيخوخة والأقدمية"في الترقيات والمكافآت.

 

• أما والحال هذا، بحيث إن المُجِدَّ وغيرَه على قدرِ المساواة في مجال الترقيات، فلن يُحفز المُجِدُّ على العطاء والابتكار، بل سيفعل كما فعل جارُه، أو سيصاب - على أقل تقدير - بالإحباط، وهناك فئة من رجال ونساء التربية والتعليم والإدارة؛ إذ نُحَيِّيها - من موقعنا هذا  - بحيث لم تُحْبَط، ولم تكلَّ، ولم تَمَلَّ - تعمل ليلَ نهارَ في الفيافي والجبال، رغم انعدام الحوافز، بل ظروف العمل!

 

الأستاذ حائرٌ أمام هذا الوضع المُقلِق:

♦ تلميذ  - أمامه - لا يفهم ما يقوله.

♦ تلميذ لا يتفاعل مع عناصر الدرس.

♦ تلميذ شاردُ الذهن، وغير مهتم.

♦ تلميذ ضحيةُ مناهجَ وبرامجَ وسياسات.

♦ تلميذ يحمِّل أستاذه المسؤولية، يرى أنه ظلمه.

♦ تلميذ مشحونٌ بنظرة سوداوية عن الأستاذ.

♦ أسرٌ ومجتمع يتَّهِم الأستاذ بالتقصير، ويحملونه مسؤولية الفشل - فشل سياسة "مدرسة النجاح".

♦ لقد أصبحتِ الفصول الدراسية أشبهَ ما تكون بإصلاحيات.

 

• في الأيام القليلة الماضية التَقَى بي تلميذٌ من تلامذتي، سَبَق أن درسته في سنةٍ سابقة، فبادرته بالسلام، كما هي عادتي؛ ففاجأنِي بقوله: أنتَ كنتَ سببًا في رسوبي وانحرافي، ودخولي السجن؛ ذلك لأنني وضعتُ له علامة غائب، وكان المفروض عليَّ - حسب هذا التلميذ المتعلِّم - أن أمنحه نقطةً تؤهِّله "للنجاح"؛ يعني: أكذب فأضع له نقطة، وإن كان لا يحضر للحصة الدراسية، بل لجميع حصص المواد الأخرى، حاولت أن أفسر له، لكني وجدتُه مصرًّا على رأيه، ويؤمن بأني ظلمتُه، وكنتُ سببًا في انحرافه، ودخولِه السجن، فلا حول ولا قوة إلا بالله على هذا الوضع!

 

فيضطر الأستاذ لـ:

♦ تغيير نمط الفروض والاختبارات؛ لتتناسب مع هذا الوضع.

♦ تغيير معايير التنقيط.

♦ يبحث عن المخارج المناسبة.

♦ يتنازل عن كثير من مبادئه والقيم التي كلِّف بنقلها.

♦ يتأسف الأستاذ ويبكي قلبه على الوضعية التي آل إليها التعليمُ.

♦ ويشتدُّ حاله عندما يقارن بين اليوم والبارحة.

 

• لقد أسفرتْ مدرسة النجاح عن تخريج جيوش من الناجحين والناجحات، لم يجدوا مقاعدَ  - مريحة - يدرسون فيها؛ فتراكموا وتَكَعْكَعُوا في فصول ضيِّقة، وقُلصتْ عدد ساعات المواد لتُملأَ الفصول ويوفَّر الأساتذة؛ ليُعاد نشرهم في المحيط القريب أو البعيد عنهم، كالتعيينات على مستوى النيابات أو الأكاديميات.

 

ويؤثِّر ذلك في جودة العملية التعليمية - التعلُّمية؛ إذ كيف سيَسْتَسِيغ أستاذٌ قضى في مدرسةٍ ما  عشر سنوات أو أكثر، وفجأة يجد نفسه من ضمن لائحة الأساتذة الفائضين، ليُعَاد نشرُهم على مستوى النيابة أو على مستوى الأكاديمية؟!

 

• وكان المتعلِّم قديمًا - قبل اختراع "مدرسة النجاح" - إذا رَسَب واستوفَى العدد المفترض؛ يُطرَد من المدرسة، ليجدَ نفسه مضطرًّا للبحث عن عمل أو حرفة يتعلَّمُها، وهؤلاء الآن تجارٌ كبار أغنياء.

 

• صحيحٌ أن الرسوب ما زال موجودًا، وعدد المطرودين مهم؛ لكن ينبغي أن نُشِير في هذا الصدد إلى أن الذين يرسبون قلة قليلة، خصوصًا في بعض المستويات، ويرسبون لأنهم ضعاف، أو لا يواظبون على الحضُورِ للفصول الدراسية، أو انقطعوا.

 

أما اليوم، فالمدرسة تَحتَفِظ بالمتعلِّمين إلى سنٍّ متأخرة؛ جزاها الله بخير، وتَقذِف بهم إلى الشارع؛ ليَجِدُوا أنفسهم بدون حرفةٍ ولا وجْهةٍ، لأن سِنَّ تعلُّم الحرفة إنما يكون في الصغر، فيُصبِح وضعُ هذا المتعلِّم كمَثَل مَن أخذتَه بعيدًا وتخلصتَ منه في غابةٍ أو صحراء؛ فيَتِيه ويَضِيع.

 

أما عن التوجيه المدرسي، فموجود - والحمد لله - لكن غير مؤثِّر، وغير مفعل بالشكل الذي يجعله قادرًا على توجيه "التلميذ - المتعلم" التوجيهَ السليم والمناسب؛ ليَأْخُذَ بعينِ الاعتبار المصلحةَ الفضلى للمتعلِّم، ولا يهتم بالنسب الإحصائية، ونسب النجاح الوهمية.

 

ملاحظة:

ظروف الاختبارات، وفروض المراقبة المستمرة:

نجد أستاذًا واحدًا يَحرُس أكثرَ من ستة وثلاثين تلميذًا، مستخدمًا عينيه، ويَجلِس المتعلِّمون في فصول مكتظَّة، والطالب بمحاذاة زميلِه، وعلى الأستاذ أن يُرَاقِبَ الأعين والأنفاس، ويَصعُب عليه التحكم ومراقبة الحركات والسكنات، فتغيبُ عن التقويمِ الموضوعيةُ المنشودة.


• ويعلم جميعُنا أن الغشَّ أصبح حقًّا من حقوق التلميذ - كما يُخيَّل له ولأسرته - فتجد المتعلِّم يدافع عن هذا الحق بكل ما أوتِي من قوة ووسائل، ولو كانتْ عنيفة، وأصبح المتعلِّمون بارعين في "ذكاء الغش"؛ باعتباره نوعًا من أنواع الذكاءات.


• فأصبح من باب فطنة الأستاذ - عند الحراسة - تجنُّب الاصطدام بالتلميذ؛ لأنه يعلم أنه الخاسر في هذه المعركة "الهامشية" - وبالخصوص عند الحراسة في الاختبارات المحلية، أو الجهوية، أو الوطنية - التي لن يُسانَد فيها، ويحرسُ أستاذان في الغالب فصلاً من أربعة وعشرين متعلمًا تقريبًا، يَحرِصُون ما أمكن على أداء مهمَّتهم على أحسن وجهٍ، رغم قلة الإمكانيات، وكثرة العراقيل والصعوبات.

 

وأول سؤال تسأل عنه أفراد الأسرة بعد إجراء ابنها لاختبار: "كيف مرَّت الحراسة؟".

♦ فيدعون للأستاذ الذي تساهل.

♦ ويدعون على مَن تشدَّد؛ أي:  قام بواجبه.


• من النتائج المباشرة لـ"مدرسة النجاح" ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام؛ مدرِّس لكل أربعين متعلِّمًا، وقد يزيد العدد قليلاً أو ينقص.

 

والأستاذ مطالَب بحراستهم، ومنعهم من الشغب، وتدريسهم، وتنشيطهم، وبمشاركتهم همومهم وأحزانهم، وتتبعهم نفسيًّا ووجدانيًّا، وباحترامِ خطوات الدرس ومراحله؛ كما هو منصوص عليها في البرامج والمناهج.

 

• وينبغي تذكير غير الملمِّين أن كلَّ تلميذ من تلامذة الفصلِ يَحمِل ثقافةً وتنشئة اجتماعية معينة، يُطلب من الأستاذ أن يلمَّ بها ويتعامل معها.


• وتضيعُ جهود الأساتذة في ضبط الفصول، بل إن المجهودات المبذولة في الضبط، لا أخشى أن أقول: إنها تفوقُ المجهودات التي تخصَّص للتدريس والتعليم، ويضيع في الضبط - حسب تقديري المتواضع - ما يقارب ثمانين بالمائة من الجهد.

 

• و"الضبط" في زمنِنا أصعبُ بكثير من التدريس، وأغلب تلامذة اليوم لا يَخشَون ولا يَسْتَحْيُون، ويُعَانُون من فرط الحركة والتهور في كل تصرفاتهم، فضلاً عن الجرأة السلبية.


والتخويف محظور ومرفوض؛ لآثاره النفسية والسلوكية، كما أن الضرب مرفوض قانونًا، والقانون الداخلي للمؤسسة لا يُسمِن ولا يُغنِي من جوع؛ إذ إنه لم يحين ليتلاءَم ومستجدات العصر الجديد، وما جدَّ  من تكنولوجيات حديثة، ساهمتْ بحدها في استفحال الأزمة.

 

• وعليه؛ فإني أجد الأستاذَ كمحارِبٍ منزوعٍ منه السلاحُ، وجديرٌ بالذكر أن أغلب الأُسر قد استقالتْ من مناصبها! وتُعتَبر المدرسة - في نظر الآباء وأولياء الأمور - فضاءً للتخلص من طفلها، ولو لحين، فقد أرهقها، ولم تُطِقْ تصرفاته ومشاكسته.

 

• وعندما يزورك مفتشٌ أو مشرف تربوي، ينفِّذ التعليمات الفوقية، يخيل لك أنه نزل من الفضاء، لا يَعِيش في الواقع، أو هو خارج التغطية، ويتجاهل ما يراه ويعرفه عن أسرار "مدرسة النجاح"، ومنهم - من باب الإنصاف - أناسٌ يتفهَّمون الإكراهات، ويتعاملون بمرونة، ويشجِّعون الأساتذة ويزوِّدونهم بطاقةٍ جديدة.


أما النوع الأول من المشرفين، فيزرعون اليأس؛ بتجاهلهم للواقع الذي لا يرتفع.

 

• البيداغوجيات الحديثة والفعَّالة تحثُّ حثًّا على تنشيطِ المتعلِّمين ومحاورتِهم، حوارًا أفقيًّا بنَّاءً لبناء المعرفة من خلال اقتراح المعلِّم لأنشطة "تعليمية - تعلُّمية" مندمجة وموازية، تأخذ بعين الاعتبار الفروقَ النفسية والاجتماعية والعوائق "السيكو - بيداغوجية".

 

والجدير بالذكر:

أن بناءَ المعرفة يتناقَضُ مع الاكتظاظِ وفلسفات مدرسة النجاح، فيتحوَّل التَّنْشِيط والحوار إلى فوضى وشغبٍ واستهتار - منطق السوق - خصوصًا إذا كان المتعلِّمون مدفوعين دفعًا؛ إذ نجحوا بنسبٍ إحصائية قررتْها الخريطة المدرسية، وحتى شكل جلوس المتعلمين في الفصل الدراسي ينمُّ عن جهل مُطبِق بالواقع الجديد والبيداغوجيات الحديثة، التي يتبجَّح بها أنصار مدرسة النجاح.

 

• ونفترض أن حصة من ستين دقيقة خصِّصت لمادة الرياضيات مثلاً، والفصل يتضمَّن أربعين متعلِّمًا، فكم سيخصِّص الأستاذ لكل متعلِّم؟! سيخصِّص ما يقارب دقيقة ونصفًا، وهل تظن أن دقيقةً ونصفًا كافية للتواصل مع المتعلم، وبناء التعلمات بشكل يراعي الفروق الفردية؟! طبعًا هي غير كافية.


• والمَعْنِيُّ بالأمر - وهو "السيد التلميذ - المتعلَّم" - غير موجود، وبعيدٌ كل البعد عمَّا يحدث، ينتقل من فصل لآخر بشكل ميكانيكي، أو قل: أوتوماتيكي؛ فقد تصل النسب أو تقارب في التعليم الابتدائي في السنة السادسةتسعة وتسعين بالمائة،وفي بعض المستويات الإعداديةتصلُ إلى أكثرَ من ثمانين في المائة، وبكالوريا البارحة ليستْ هي بكالوريا اليوم؛الفرق شاسع.

 

نقول للذين يقولون:

إن الأساتذة لا يؤدُّون وظائفَهم على أحسن وجه، وهم غير مؤهَّلين، ويُعَرْقِلون الإصلاحات، وهم سببُ كلِّ المشاكل التي تتخبَّط فيها المدرسة - نقول لهم: "أعطونا تلميذًا متعلمًا؛ نُعْطِكم أستاذًا معلمًا ومربيًا"؛ فالأساتذة والمعلِّمون موجودون بالقوة وبالفعل؛ ولما تتوفر لهم ظروف الاشتغال والعطاء، طبعًا ينبغي ربط المسؤولية بالمحاسبة، وربط الترقيات بالكفاءة، لا بالأقدمية - الشيخوخة.

 

• مصطلح التلميذ أو المتعلِّم - في الاصطلاحات التربوية الحديثة ووفقًا للمنظور البنائي وفلسفات التواصل الأفقي والبيداغوجيات الفعالة - يَعنِي أن يكون المتعلِّم مؤهَّلاً للتعلم؛ من حيثُ القبولُ، والرغبة، والاستعداد المعرفي والخلقي، والتربية الحسنة، والانضباط، فأين نحن من هذه الضوابط؟! "التلميذ - المتعلم" اليوم له من الجرأةِ والجسارة السلبية شيءٌ كثير، ويَحمِل في ذهنِه صورةً سوداء عن "مدرِّسه - معلِّمه"؛ وذلك من رواسب التنشئة الاجتماعية السلبية؛ انعكاسًا لما يروجُ في البيت والشارع وقنوات الإعلام، فضاعتْ هَيْبة "المعلم - الأستاذ"، وضاع معها النشءُ حاملُ قيمِ المجتمع، ورسولُ الأجيال.

 

• كان من أهداف وسياسات "النجاح للجميع، أو للأغلبية الساحقة"، تلميع وجه المدرسة بما جدَّ في السوق؛ من مساحيق التجميل، التي تُخفِى العيوب، وتغطي التشوهات المكتسبة، والأعطابَ المتوارثة.

 

• وفي نظر "بعضهم" وتصوراتهم - بل هم مقتنعون - أن الأستاذَ هو المسؤول الأول عن تعثُّر أوضاع المدرسة؛ لأنه... ولأنه... والعلل كثيرة، لكنها في مجملها واهية.

 

ويكاد يعلم جميعُنا أن الأستاذَ هو آخر مَن يعلم، وإن عَلِم، فمن باب الإخبار، لا من باب الإشراك في اتخاذ القرارات المصيرية،  في المجال الذي يلمُّونَ به أكثرَ من غيرهم؛ بحيث لا يستشار، ولا يُشرَكُ في بناء السياسات الإصلاحية؛ ربما "لأنهم" يظنون أنه لا يصلح إلا للتطبيق والتنفيذ، ولَمَّا ينضج بعدُ ليُدلِي بدَلْوِه ويشارك، كما لا يُشرَك الآباء وأولياء الأمور باعتبارِهم شريكًا في العملية، وتهميشهم في السياسات الإصلاحية لا تخفى منه خافية.

 

وهذا نموذجٌ لورقةِ تلميذ خريج "مدرسة النجاح":


إنشاء:

في يوم من الأيام طهرة الشمس قوية، وأذن المأذين، وذهب الناس ليصلي صلاتهم، وبدأ الريح قوي وطهرة العاصفة بقوتن كبيرة، وتخرب الأسجار والطيور وهربو الناس قليل وأكثرهم مات في هذه العصيفة، وعندما انتهت العاصف ورجعوا الناس البلد والقوي طفل صغير يبكي وقالو له ماذا احدث في هذه البلد وقال لهم ماتو واليدي وأطفال كيبار وصيغار وتخربة البلد كله.

 

 

يتبع، إن شاء الله



[1] تعد مدرسة النجاح من أهم مستعجلات المخطط الإصلاحي الذي دعت إليه وزارة التربية الوطنية المغربية، في الموسم الدراسي 2009 - 2012 م.

وقد اعتمدتُ في ذلك على توصياتِ الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ونتائج التقرير السنوي للمجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008م، بالإضافة إلى ما توصلتْ إليه التقارير الدولية؛ كتقرير البنك الدولي المتعلق بالتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أو ما يسمَّى أيضًا بتقرير "الطريق غير المسلوك".

هذا، وقد جاء التفكير في مدرسة النجاح لإنقاذ المدرسة الوطنية ضمن تصور إصلاحي استعجالي وفوري، بعد أن صنف التعليم المغربي ضمن المراتب الأخيرة بالمقارنة مع مجموعة من الدول العربية والإسلامية.

هذا، وقد قررتْ وزارة التربية الوطنية - المسؤولة عن قطاع التعليم بالمغرب - الأخذَ ميدانيًّا بثلاث مستلزمات أساسية لتحقيق مدرسة النجاح؛ وهي: الاجتهاد، والتقويم، والفعل، مع توفير العدة المادية والمعنوية لذلك؛ الدكتور جميل حمداوي  http://www.diwanalarab.com/spip.php?article20908 المقال متميز في نقد مدرسة النجاح؛ المرجو العود إليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مدرستي
  • الاكتظاظ والمردودية في التعلمات المدرسية (1)
  • مفهوم النجاح!!
  • كيف تنجح بعد فشلك؟ (1)
  • التفاهم أساس النجاح
  • خطوة واحدة بينك وبين النجاح.. هيا انطلق
  • النجاح: المفهوم - الأسرار - الأسباب - المقاييس - القواعد
  • أفكار لتطوير القيادة التربوية للمدرسة

مختارات من الشبكة

  • أهم المدارس اللسانية الغربية الحديثة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المدرسة الإسلامية بمانشستر تصنف ضمن أفضل مدارس المدينة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مرور 20 عاما على مدرسة كارديف الإسلامية بويلز(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مدرسة جامع السلطان امتداد لمدرسة الإمام أبي حنيفة (دورها وتعيين موقعها)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المدرسة البنيوية التقليدية (مدرسة جنيف) ومؤسسها دوسوسير(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الدور الحضاري للشعر العربي المعاصر - مدرسة الأصالة ومدرسة الحداثة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بلجيكا: السماح بالحجاب للمدرسات في المدارس(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: اختيار مدرسة إسلامية واحدة فقط ضمن المدارس النموذجية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • نيوزيلاند: تحويل مدرسة كاثوليكية إلى مدرسة إسلامية ثانوية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: مدرسة ابن رشد الثانوية الإسلامية من أفضل مدارس فرنسا(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
5- هناك أمل
حقي عبد القاسم - المغرب 13-01-2013 08:11 PM

أستاذي العزيز كتاباتك رائعة ومن صميم الواقع ولكن أنظر إلى النصف الآخر من الكأس فالكل مسؤول ويتحمل مسؤوليته أولهم الأسر والإداريين والمؤطرين والأساتذة في جميع الأسلاك والدولة من طبيعة الحال، لأنه ما من علة إلا ولها سبب وعلاج، ونحن على أبواب الامتحانات المحلية أريد من الجميع أن يراقب المكتبات القريبة من المؤسسات التعليمية فالكل يشارك في عملية الغش من بعيد أو قريب بما يستطيع الآباء يمولون وأصحاب المكتبات يحققون الربح المادي والأساتذة يصبحون أعداء للجميع لأن الكل يضعهم في قفص الاتهام وتهمهم كثيرة:*التقصير في أداء الواجب *عدم الرحمة بالتلاميذ *مخالفة رغبة الإدارة سواء للمؤسسة أو النيابة....
يتبع

4- (اقرأ باسم ربك)
حمزة - المغرب 27-12-2012 02:53 AM

كتاباتك أستاذي الفاضل رائعة بحق
أتفق معك في قولك إن ثمانين بالمائة من جهد الأستاذ يضيع في ضبط القسم وهذا واقع مشاهد محسوس يضير التلاميذ قبل الأساتذة مما يقودنا إلى الاهتمام بالتربية بنفس النسبة ثمانين بالمائة وتخصص العشرين الباقية للتعليم ووالله لينصلحن الحال ولنتذكر جميعا قول ربنا
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
فقد حرص سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التربية وكانت النتيجة مرضية.

3- الواقع بالباب
رمضان مصباح الادريسي 22-12-2012 10:47 PM

قرأت مقالك ،وأعترف أن ألمي كان يزداد سطرا بعد سطر.
وتمنيت أن يكون القارئ هو وزير التربية لينضبط لواقع يجهله كل الجهل.
فرق كبير بين تدبير الشعارات ،بكل ما يفرح ويزع الأمل وبين تدبير الواقع التربوي اليومي، على امتداد ربوع الوطن.
ذكرتني بسنوات الخدمة حين قتلت البكالوريا القديمة لتبذير المال في الأكاديميات.كنا مطالبين بالتقويم الدوري للنظام الجديد×ويشهد الله أنني خضت على مستوى الوزارة معارك ضارية لأنني كنت أتحدث اللغة التي تتحدثها :لغة الصراحة؛ ذات يوم خاطبني الطيب الشكيلي، بعد تدخل عنيف ظهر له أنه متشائم من النظام الجديد.قال لي :انظر أيضا الى نصف الكأس المليء.أجبت :معك حق لكن انظروا أنتم أيضا الى النصف الفارغ؛لنكون موضوعيين أكثر.
ثم تبين لي أن القوم عازمون على تصفية النظام التربوي برمته؛ وقد نجحوا في ذلك.
تحياتي

2- جميل
عبدالكريم القلالي - المغرب 19-12-2012 11:11 PM

موفق ما شاء الله تحليل دقيق ...

1- رفقا بالتلاميذ؟؟؟؟؟؟؟؟
عزالدين الراجعي - المغرب 19-12-2012 06:32 PM

أحيي فيك أستاذي الفاضل صراحتك وجرأتك وتحليلك الموضوعي للواقع، وكلنا أستاذي الفاضل نكتوي بنار الواقع المؤلم الذي آلت إليه الوضعية التعليمية التي (نتشرف) بالانتساب إليها (قهرا)
لكني أستغرب عندما نتحول إلى جلادين نرفع سياطنا (التي يو بلغة اليوم) لنحاسب ونحاكم ثم نعاقب الدولة والحكومة والأكاديمية والنيابة والمدير والحارس العام والإعلام والأسرة و (ولاد الحرام) إلى أن ننتقد المقررات والطاولات والبنيات (بكسر الباء وتسكين النون وليس كسرها)... لكن نقف مكتوفي الأيدي إن لم تتحرك هذه الأيادي بالتصفيق لنساء ورجال التعليم على كفاحهم ومجهوداتهم وتضحياتهم النبيلة دون أدنى لوم أو معاتبة أونقد؟؟؟ وهكذا إذا تكلم أولياء الأمور حاسبوا الجميع إلا أنفسهم، والدولة تتكلم نفس اللغة... وأصبح حالنا كالمثل القائل ( الجمل لا يرى سنامه بل سنام غيره)
أقسم صادقا أني حائر: لأن أبناء اليوم طينة أخرى: كيف نفهمهم؟ كيف نقترب منهم؟ كيف نوججهم؟ كيف نقنعهم؟ كيف نصنع منهم أساسا لهذه الأمة؟ كيف نحميهم من كل الأذى؟ كيف ننجح في مسؤولياتنا أمام الله أولا كآباء وكمربين وكمعلمين؟ أقسم بالله ( ولس هذا تواضعا ولا تصنعا للتواضع) ألوم نفسي ليلا ونهارا عن عجزي عن تحقيق الإصلاح المنشود، ولاشك أن قدوتنا جميعا سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي استطاع أن يربي جيلا لامثيل له، ويم مرت جنازة اليهودي تألم لأن نفسا تفلتت منه إلى النار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب