الحواس الخمس: الحاسة الثالثة (اللسان)

الحاسة الثالثة: اللسان

قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].

مما يتكوَّن اللسان؟

اللسان يتكوَّن من:

1- آلاف الألياف العضليَّة، تتخلَّلها خلايا دُهْنِية.

2- يغطي اللسانَ غشاءٌ مخاطي، ويسمَّى "النسيج الطلائي الحرشفي".

3- على سطحِه عددٌ كبيرٌ من النتوءات البارزة، تسمَّى "حلمات"، وبهذه الحلمات فتحة "البراعم الذوقية".

ما هي وظيفة اللسان؟

جعل الله اللسانَ يقوم بعدة وظائف، وهي:

المَضْغ - البَلْع - الكَلام - الذَّوْق.

كما جعله الله - سبحانه وتعالى - وسيلةً للوقاية من الأطعمة الضارَّة، التي لا يَستَسِيغها الذَّوْقُ؛ لتلوثها أو تسمُّمها، فيدرك اللسان ذلك أوَّل وَهْلَة.

فسبحان مَن وَسِعت رحمتُه كلَّ شيءٍ، وجعل لكل عضوٍ وظيفتَه.

اللسان أيضًا سببٌ في نعيم الإنسان أو عذابه، ويجب على المؤمن الموحِّد أن يحفظَ لسانه من كلِّ ما يؤذيه في الدنيا والآخرة؛ فكم من إنسانٍ حافظ على لسانه من الضرر الدنيوي، ولم يحفظ لسانَه من الضرر الأخروي!

معلومة مهمة عن اللسان:

يعرف اللسان بأنه أَقْوَى عضلة في الجسم؛ وذلك لتكوُّنه من مجموعة من العضلات؛ فهو لا يتعبُ من كثرة الكلام، فاجعل الكلامَ كلَّه لك لا عليك، صرفه واجعله في طاعة الله؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ومَن كان يُؤمِنُ بالله واليوم الآخر، فليقُل خيرًا أو ليصمُت)).

وفي الحديث النبوي الشريف يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال له معاذٌ: يا رسول الله، وَإِنَّا مؤاخذون بما نقول؟ قال: ((ثَكِلَتك أمُّك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرِهم - إلا حصائدُ ألسنتِهم)).

فاحفظوا ألسنتَكم؛ فإن جوارح الإنسان كلَّها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوِجاج.

وفي الأمثال: لسانُك حصانُك، إن صنتَه صانك، وإن أهنته أهانك.

وصدق الشاعر:

جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا الْتِئَامُ وَلاَ يَلْتَامُ مَا جَرَحَ اللِّسَانُ

يمكن معرفة الحالة الصحية للإنسان من مظهر لسانه:

1- كالقطيفة وردي غامق اللون: الشخص السليم .

2- على سطحه غطاءٌ أبيض: الشخص عنده سوءُ الهضم، أو ارتفاع في درجة حرارة الشخص.

3- يميل إلى الاصفرار: فهذا دليلٌ على أن نسبة الصفار عالية في الدم .

4- يميل إلى الزرقة: فهذا يدلُّ على وجودِ مرضٍ بالقلب، أو الجهاز التنفسي.

5- إذا كان لون اللسان باهتًا: فذلك يدلُّ على وجود أنيميا.

6- رعشة في اللسان عند إخراجه من الفمِ: فهذا يدلُّ على وجود تسمُّم، أو توتر عصبي.

7- بقع حمراء، أو بقع حمراء محوطة بخطوط بيضاء: نقصٌ في  حمض الفوليك، أو بسبب تغيُّر المكان، وتسمى مشكلة اللسان الجغرافية.

8- لون اللسان الأسود المغطَّى بالشعر: هو شكل غريب، وليس بخطير، و هو ناتج عن تزايد النتوءات بشكل كبير لدى بعض الناس، وهذا يجعلها أكثر عرضة لإيواء البكتيريا، التي عندما تنمو تتلوَّن باللون الأسود، وتزيد من تكوُّن تلك النتوءات التي تبدو كالشعر، وهذه الحالة ليست شائعة، وتظهر بشكل محدَّد لدى الأشخاص الذين لا يتبعون نظامًا صحيًّا مع أسنانهم، كما يمكن أن تُصِيب الأشخاصَ الذين يَستَخدِمون العلاج الكيميائي، أو المضادات الحيوية، وكذلك المصابين بمرض السكر.

9- وجود تشقُّقات باللسان: فهذا يدلُّ على أن الشخص يُعَانِي تعبًا في الجهاز الهضمي، أو الجهاز التنفسي.

فائدة:

1- البراعم الذَّوْقِية الواقعة في طرف اللسان مسؤولةٌ عن تذوُّق المادَّة الحلوة.

‏2- البراعم الذوقية الواقعة على السطح الجانبي وحافتي اللسان مسؤولة عن تذوُّق الموادِّ المالحة والحامضة.

‏3- البراعم الذوقية الواقعة عند مؤخرة السطح العلوي للسان مسؤولة عن تذوق الموادِّ المُرَّة.

كيف أحافظ على لساني؟

أذكار الصباح والمساء يحفظ الله بها كل جوارحي؛ فيجب عليَّ المداومة على أذكار الصباح والمساء.

مَن حافظ على ما أعطاه الله من نعمٍ بأن يجعلها في رضاه - سبحانه وتعالى - متَّعه الله بها في الدنيا والآخرة.

1- أشكر الله عليه بأن أجعله فيما يحب ويرضى؛ من ذكر، ودعاء، وتسبيح، وكلمة طيبة، وقراءة القرآن، وقول الحق، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وتعليم الأهل والأقارب والناس الخير.

2- أحفظه: عن الكذب، الغيبة، النميمة، شهادة الزور، القذف، والسب، واللعن، وكل كلام قبيح، فهذه تهلك الإنسان في الآخرة، وسبب في عذاب جسده كله، فلنتقِ الله في هذه العضلة؛ فهي سبب في فلاح العبد، وأيضًا سبب في عذابه، وتذكَّر قوله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ: ((وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتِهم))، وقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: ((مَن كان يُؤمِنُ بالله واليوم الآخر، فليقُل خيرًا أو ليصمُت)).

3- تذكَّر أن لسانك سيَشْهَد عليك، فاتقِ الله فيه؛ فقد قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].

4- على كلِّ شخصٍ أن يعتني بتنظيف لسانه، بأن ينظِّفه بالسواك، كما كان يفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو بالفرشاة؛ لأن سطح اللسان يعتبر بيئة خصبة للبكتيريا، خاصة الجزء الخلفي من اللسان، وهذه البكتيريا تسبِّب الرائحة الكريهة للفم، والفطريات، والفيروسات، وغيرها من الجسيمات المخاطية، والأمراض، ووجود اللون الأبيض أو الأصفر في نهاية اللسان، أو وسطه، أو على أحد الجانبين يدل على وجود البكتيريا فيه، فلا تُهْمِلوا تنظيفه؛ فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم.

5- لا آكل ولا أشرب الشديد السخونة، ولكن أَدَعُه يَبْرُد؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِصَحْفَةٍ تَفُورُ، فَأَسْرَعَ يَدَهُ فِيهَا، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ، فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُطْعِمْنَا نَارًا))؛ رواه الطبراني في المعجم الأوسط.

وهذا الفعل يجعل اللسان يحترِق؛ فيسبب لك آلامًا، وعدم الإحساس بطعم الطعام.

6- لا نُطْعِم الأطفال الطعام الحريف، ولا المالح، ولا المتبَّل بالبُهَار، ولا السكريات المصنَّعة؛ حتى تنمو حاسَّة التذوُّق بشكل طبيعي.

7- صحَّة الجهاز الهضمي، والدوري، والتنفسي، تؤثِّر على لون اللسان؛ فعلينا أن نحافظ على أجهزتنا، حتى يصبح لساننا سليمًا.

8- التغذية الصحيحة سببٌ في صحَّة أجهزة جسم الإنسان، فلنأكل الحلال والطبيعي، ولنبعد عن الأطعمة المصنعة والمعلَّبات.

بعض الأمراض التي تصيب اللسان، وكيفية علاجها:

﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80].

علاج جميع الأمراض عند الله؛ فهو الطبيب، فيجب علينا عند المرض أن نفعل هذه الأشياءَ، مع أخذ العلاج المناسب:

1- الدعاء، وأتحرَّى أوقات الإجابة، مثل: السجود، والثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة.

2- أحمد الله تعالى، ولا أتسخَّط؛ فهذا المرض كفَّارة، وخير للإنسان في الآخرة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يُصِيب المسلمَ: من نصبٍ، ولا وَصَب، ولا هَمٍّ، ولا حَزَن، ولا أذًى، ولا غَمٍّ، حتى الشوكة يشاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه))؛ متفق عليه.

3- الرقية الشرعية، فالله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].

4- أكثر من الاستغفار؛ لأن الذنوب سبب في وقوع البلاء.

5- أضع يدي على ما يُؤلِمُني، وأقول: "اللهم ربَّ الناسِ، أَذْهِب الباسَ، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا".

• اشكروا الله - سبحانه وتعالى - على هذه النعمة العظيمة.

• اجعلوها فيما يُرْضِيه؛ حتى تنالوا بها رضوانه وعافيته في الدنيا والآخرة.

• نظِّفوه من كل ما يُغْضِب الله، اجعلوا لسانكم رطبًا بذكر الله - عز وجل - فهو الذي خلقه.

الأسئلة:

مما يتكوَّن اللسان؟

..........................................................................

..........................................................................

..........................................................................

ما هي وظيفة اللسان؟

..........................................................................

..........................................................................

كيف أُحَافِظ على اللسان؟

..........................................................................

..........................................................................

..........................................................................

..........................................................................

..........................................................................

علِّل لما يأتي:

أذكر الله، وأدعوه، وأسبحه، وأقرأ القرآن، وأقول الحق، وآمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأعلم الأهل والأقارب والناس الخير.

..........................................................................

أحفظ لساني عن الكذب، الغيبة، النميمة، شهادة الزور، القذف، والسب، واللعن، وكل كلام قبيح.

..........................................................................

أنظِّف لساني بالسواك أو الفرشاة.

.........................................................................

لا آكل ولا أشرب الشديد السخونة، ولكن أدعه يبرد.

.........................................................................

لون اللسان باهت.

..........................................................................

لون اللسان أبيض.

..........................................................................

لون اللسان أحمر وردي.

..........................................................................

ضع علامة (صح) أو علامة (خطأ)، ثم صحِّح الخطأ:

1- الغناء والكلام على الناس لا يؤثِّر على لساني.

2- على سطح اللسان غطاء أبيض: الشخص عنده سوء الهضم، أو ارتفاع في درجة حرارة الشخص.

3- صحَّة الجهاز الهضمي، والدوري، والتنفسي،  لا تؤثِّر على اللسان؛ لأن اللسان بعيدٌ عنها.

4- سيشهد اللسان يوم القيامة عن كل ما تكلَّمت به.

5- جروح اللسان لا تلتئم بسرعة.

6- أما إذا جرح لساني أحدًا بكلمة؛ فإنها تلتئم بسرعة.