• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

الاضطرابات السلوكية والانفعالية

الاضطرابات السلوكية والانفعالية
د. طارش الشمري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/10/2011 ميلادي - 22/11/1432 هجري

الزيارات: 210742

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاضطرابات السلوكية والانفعالية

دكتور/ طارش الشمري

ألقيت في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 15/10/1416هـ

مدير الجلسة

دكتور/ إبراهيم الفوزان

 

التعريف بالمحاضر:

محاضرنا لهذه الليلة هو الدكتور (طارش الشمري) ولد عام (1382هـ) وحصل على البكالوريوس من كلية التربية جامعة الملك سعود ثم سافر إلى (الولايات المتحدة الأمريكية) ومن هناك حصل على الماجستير والدكتوراه في التربية الخاصة من جامعة (إنديانا).


في بداية حياته عمل في عدد من الدوائر والمؤسسات الحكومية وكان ذلك أثنا دراسته في المرحلة الثانوية والجامعية، وبعد حصوله على البكالوريوس عين معيداً في قسم علم النفس بكلية التربية جامعة الملك سعود، وأثناء تواجده في (الولايات المتحدة الأمريكية) عمل مشرفاً على طلاب التدريب الميداني بجامعة (إنديانا) أيضاً، وبعد عودته إلى المملكة العربية السعودية عين عضواً بهيئة التدريس في قسم التربية الخاصة بكلية التربية جامعة الملك سعود.


والدكتور (طارش) عضو في بعض الهيئات المهتمة بمجال المعوقين مثل:

• مجلس الأطفال غير العاديين في أمريكا.

• الجمعية العالمية للتربية الخاصة والخدمات الأمريكية.

• الجمعية الوطنية للتوحد في بريطانيا.

• جمعية التوحد في أوربا.

• الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية.

• لجنة المنطقة الوسطى لرياضة المعوقين.

• وهو مستشار غير متفرغ بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وفي كلية التربية جامعة الملك سعود له نشاط بارز حيث أنه:

• رائد اللجنة الثقافية والعلمية والفنية.

• مقرر لجنة الاحتياجات التجهيزية بقسم التربية الخاصة.


وفي قسم التربية الخاصة هو عضو في:

• لجنة الدراسات العليا.

• لجنة الندوات والمؤتمرات.

• لجنة اختيار الكوادر البشرية.


والدكتور (طارش) له العديد من المشاركات والبحوث العلمية منها:

• قام بتنفيذ ورشة عمل في أساليب تعديل السلوك بالجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة.

• شارك في ندوة جريدة الرياض حول موضوع دمج الطلاب المعوقين في المدارس العادية التابعة لوزارة المعارف.

• شارك في وضع تصور حول كيفية تقديم خدمات تعليمية لبعض الطلاب الذين يعانون من بعض التعويق البسيط من قبل وزارة المعارف.

• شارك في العديد من الدورات والمؤتمرات والندوات داخل المملكة وخارجها.


والدكتور (طارش) حاصل على العديد من المنح والجوائز العلمية محلياً ودولياً فهو حاصل على:

• منحة بحث لمرحلة ما بعد الدكتوراه من قبل المجلس الثقافي البريطاني في مجال تعويق التوحد في المملكة المتحدة.

• جائزة (كارل فينتشل) في مجال العوق السلوكي والانفعالي من قبل مجلس الأطفال المعوقين سلوكياً وانفعالياً الأمريكي.


من مؤلفات الدكتور (طارش):

• دراسة بعنوان (استخدامات التغذية والاسترخاء مع التلاميذ المعوقين تعليمياً وسلوكياً).


ومن الكتب التي ترجمها الدكتور (طارش):

• (العمل مع أولياء أمور الأطفال المعوقين).

• (دليل معلم التلاميذ المعوقين المبتدئ).

• (المهارات الاجتماعية لدى التلاميذ الذين لديهم اضطرابات التوحد).

فنرحب بكم وبه في هذه الليلة المباركة.


الدكتور طارش الشمري:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أيها الأخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البداية أود أن أشكر زميلي وأخي الدكتور (إبراهيم الفوزان) على تفضله بإدارة هذا اللقاء، وأشكر من ساهم في عقد مثل هذه اللقاءات وأخص بالشكر الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) مدير المكتبة الناطقة لما له من دور في متابعة مثل هذه اللقاءات.


موضوع محاضرتنا لهذه الليلة يمكن القول أنه عن:

• سوء التكيف الاجتماعي.

• أو اضطرابات الشخصية.

• أو التعويق السلوكي والتعويق الانفعالي.

• أو الاضطرابات السلوكية والانفعالية.


وقد يقول قائل: (لماذا هذا التعدد في المسميات؟)


هذا التعدد في المسميات يعكس واقع مجال: (الاضطرابات السلوكية والانفعالية).


وهذا التعدد يرجع إلى عدة أسباب منها سبب مهم وهو تعدد النظريات التي تحاول أن تفسر ظاهرة الاضطرابات السلوكية والانفعالية لدى الأطفال، إلا أن مصطلح (الاضطرابات السلوكية والانفعالية) هو الأكثر استخداماً والأكثر شيوعاً من غيره من المصطلحات، وهو المتداول في الآونة الأخيرة أكثر من غيره.


السؤال الذي يتبادر إلى الذهن في البداية هو:

من هو الطفل المضطرب سلوكياً أو انفعالياً؟ والإجابة ليست سهلة كما سنرى.


أكثر الأشياء التي نلاحظها على الطفل المضطرب سلوكياً وانفعالياً للوهلة الأولى هو أن هذا الطفل غير قادر على تكوين صداقات طويلة المدى مع أقرانه ومع زملائه ومع أفراد عائلته، هذه هي الملاحظة الأولى التي تبرز أكثر من غيرها عند الطفل المضطرب سلوكياً وانفعالياً.


أما إذا أردنا أن نعرف الاضطرابات السلوكية والانفعالية تعريفاً واضحاً ودقيقاً فنواجه أيضاً صعوبة أخرى وهي أنه من الصعب أن نأتي بتعريف واحد واضح وشامل لتعريف الاضطرابات السلوكية والانفعالية متفق عليه، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب من أهمهما:

أولاً: ليس هناك تعريف دقيق لمفهوم الصحة النفسية، وهذا بالطبع يؤثر على إيجاد تعريف واضح وشامل للاضطرابات السلوكية والانفعالية.


ثانياً: اختلاف النظريات التي تحاول أن تعرف أصل ومنشأ الاضطرابات السلوكية والانفعالية.


ثالثاً: صعوبة القياس: نحن نتعامل مع سلوك إنساني ونصف إنساناً بأنه مضطرب سلوكياً وانفعالياً وبالتالي يكون أمراً طبيعياً أن عملية القياس تكون صعبة.


رابعاً: عامل التداخل بين التعويق السلوكي والانفعالي والمعوقات الأخرى والتي يحصل الخلط بينها أحياناً كما هو الحال فيما بين الاضطرابات السلوكية وصعوبات التعلم.


خامساً: اختلاف برامج المؤسسات التي تقدم خدمات لهؤلاء الأطفال:

فإذا كانت الجهة مثلاً تربوية فقد تركز على الجانب التربوي أكثر ويكون الجانب التربوي هو المحك في معرفة إذا كان الطفل المضطرب سلوكياً أو انفعالياً، خاصة إذا أثر اضطرابه على التحصيل الأكاديمي ولم يكن لديه تعويق حسي واضح.


لكن هذا لا يمنع محاولة أن نأتي بتعريف يكون هو المتداول أكثر من غيره، وهو تعريف تبناه (مجلس الأطفال غير العاديين) في الولايات المتحدة الأمريكية وهو في الأساس تعريف لشخص يدعى (باور)، وفي هذا التعريف يقول (باور): [إن الطفل الذي لديه اضطراب سلوكي أو انفعالي هو ذلك الطفل الذي يظهر مظهراً واحداً أو أكثر بدرجة واضحة لفترة زمنية طويلة من المظاهر التالية:

1- عدم قدرة الطفل على التعليم والتي ليس لها أسباب عقلية أو حسية أو جسمية واضحة.

2- عدم قدرة الطفل على تكوين علاقات طيبة مع الآخرين والمحافظة عليها.

3- أن يظهر الطفل أنماطاً من السلوك والشعور والانفعال غير المرغوب فيها تحت ظروف عادية.

4- أن يكون لدى الطفل شعور عام بعدم السعادة.

5- الميل إلى إظهار بعض الأعراض الجسمية والمخاوف المتعلقة بالمشاكل الشخصية والمدرسية].


هذه خمسة مظاهر حسب تعريف (باور) والذي تبناه (مجلس الأطفال غير العاديين) الأمريكي، فإذا وجد مظهر واحد على الأقل أو أكثر لفترة زمنية، ولم تحدد الفترة الزمنية، غير أننا لو رجعنا إلى القائمة التشخيصية للأمراض العقلية التابعة للجمعية الأمريكية للطب النفسي لوجدنا أنها في أغلب الأحيان تحدد بستة أشهر، مع العلم أنه ليس هنا اتفاق على هذه المدة، ولهذا ترك التعريف مفتوحاً وقيل لفترة طويلة واكتفى بذلك.


كما أن هناك تعريفات كثيرة إذا نظرنا إلى أي تعريف منها نجد أنه يركز على محك ومعايير معينة، فنجد بعض التعاريف مثلاً تعتمد على المحك الاجتماعي وتقول بأن الفرد الذي يتصرف تصرفات غير مقبولة اجتماعياً في بيئة معينة أو في مجتمع معين فهو فرد مضطرب سلوكياً، ونجد أحياناً أنه يعتمد على المحك النفسي الاجتماعي، وأحياناً يعتمد على المحك التربوي في التعريف وأحياناً أخرى يعتمد على المحك القانوني، والمحك القانوني واضح في انحراف الأحداث، فالطفل الذي يسرق أو يسبب ضرراً لممتلكات الآخرين فهو مخالف لقانون المجتمع والبيئة التي يتواجد فيها.


كما أن هناك محك التكرار والشدة: تكرار السلوك، حيث أن الاضطراب السلوكي أو السلوك المنحرف أو السلوك الشاذ لدى الطفل يعتمد على درجته وشدته وتكراره وليس وجوده أو عدم وجوده، بمعنى أن السلوك قد يكون موجوداً لدى الطفل فيبدو للوهلة الأولى أنه مضطرب سلوكياً، لكن لا نستطيع الحكم بذلك إلا إذا رجعنا إلى بعض المحكات كمحك التكرار وشدة حدوث السلوك أو بمعنى آخر عدد مرات حدوث السلوك والمواقف التي يحدث فيها هذا السلوك، فكلها محكات تستخدم لمحاولة معرفة ما إذا كان هذا السلوك يمكن القول بأنه سلوك مضطرب أو انفعال مضطرب.


ماذا عن مدى انتشار التعويق السلوكي والانفعالي؟

التقديرات متفاوتة في هذا الموضوع، وأحب أن أوضح أنه بالنسبة للتقديرات المحلية فليس هناك تقديرات دقيقة وشاملة للمجتمع ككل إلى الوقت الراهن حسب علمي، لذلك نلجأ أحياناً إلى الإحصاءات العالمية ونحاول القياس عليها، وهذه تعطينا مؤشراً لا معياراً دقيقاً لتحديد النسبة، فمثلاً التقديرات في (الولايات المتحدة الأمريكية) أشارت إلى أن نسبة انتشار الاضطرابات السلوكية والانفعالية بين الأطفال الذين في سن المدرسة تتراوح بين نصف إلى عشرين في المائة، وهذا يعتبر تفاوتاً واضحاً، فلماذا هذا التفاوت؟ هذا التفاوت في الحقيقة راجع إلى عدة أسباب، منها: طبيعة هذه الدراسات، ومن الذي يحكم على هؤلاء الأطفال بأن لديهم اضطرابات سلوكية أو انفعالية، فمثلاً وجد في دراسة أعتمد فيها على المدرسين في المدارس أن يقرروا ما إذا كان الأطفال أو مجموعة من الأطفال لديهم اضطرابات سلوكية وانفعالية، فوجد أن نسبتهم (7,4%) مضطربين سلوكياً وانفعالياً.


وفي دراسة أخرى وجد أن نسبة الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً هي تقريباً (2%) وهذه الدراسة اعتمدت على أولياء أمور هؤلاء الطلاب بعد توزيع بعض الاستبيانات وقوائم التقدير لتحديد ما إذا كان أطفالهم لديهم اضطرابات سلوكية.


إذن مصدر المعلومات أو الجهة التي تحكم على هؤلاء الأطفال كانت عاملاً في تغيير هذه النسبة من (7,4%) إلى (2%) فقط.


التقدير الذي يمكن العمل به قياساً على الإحصاءات العالمية يتراوح بين (3%) إلى (5%) وأعتقد أن هذا تقدير معقول إلى حد ما إذا تجاوزنا الأخذ بالتقديرات التي ترفع النسبة لتصل بها إلى (15%) أو إلى (20%).


نظريات تفسير الظاهرة:

هناك كما أشرت في البداية عدة نظريات تحاول أن تفسر ظاهرة الاضطرابات السلوكية والانفعالية ولا أريد أن نخوض في هذه النظريات، ولكن أريد أن أذكر لكم أمثلة من هذه النظريات فقط.


النظرية البيولوجية:

تفسر الاضطراب السلوكي والانفعالي على أنه قد يرجع إلى خلل في تركيبات الجينات أو خلل في الجهاز العصبي أو اضطراب في العوامل الكيميائية العضوية وما يسمى (بالبيوكيميكل)، هذا تفسير لظاهرة الاضطرابات السلوكية والانفعالية مستمد من النظرية البيولوجية.


النظرية السلوكية:

تقول بأن الاضطراب السلوكي ما هو إلا خلل في عملية التعلم أو خطأ في عملية التعلم السلوكي، فالسلوك المضطرب أو الشاذ أو غير المرغوب فيه أو غير السوي تم تعلمه نتيجة التعزيز لهذا السلوك، سواء كان بشكل مقصود أو غير مقصود، وإذا حدث خلل في تعلم هذا السلوك واستمر هذا التعزيز لهذا السلوك غير السوي فإنه يصبح مشكلة سلوكية أو انفعالية.


نظرية التعلم الاجتماعي:

تفسر الاضطراب السلوكي على أنه راجع إلى (النمذجة) أو (التعلم عن طريق الملاحظة)، حيث أن الطفل يلاحظ ويشاهد ويتعلم عن طريق التقليد والمحاكاة.


تصنيفات الاضطرابات السلوكية:

تصنيف الطب النفسي:

وهو أقدم أنواع التصنيفات للاضطرابات السلوكية والانفعالية، والطب النفسي له قائمة تشخيصية وإحصائية للاضطرابات العقلية، وهي صادرة عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وتجدد تقريباً كل ثلاث أو أربع سنوات متضمنة بعض التعديلات، وآخر قائمة ظهرت في عام (1994) ضمت تحت مسمى (الاضطرابات النمائية) مع التخلف العقلي.


التصنيف السلوكي:

يصنف الاضطرابات السلوكية والانفعالية إلى أربع فئات:

1- اضطرابات تصرف (كاندكت دس أوردر): مثل السلوك العدواني والسرقة والكذب.

2- اضطرابات القلق الانسحابية (إنج ساياتي ويدرول دس أوردرز): مثل القلق الزائد والحياء والاكتئاب والحزن والانطواء.

3- اضطرابات عدم النضج (إم تشورتي): مثل عدم القدرة على التركيز لفترة زمنية كافية، وعدم القدرة على التنسيق أو التحمل والصبر، ومثل الكسل، والإهمال، والخمول، وعدم الاستقلالية.

4- العدوان الاجتماعي: وينتج عن مرافقة أصدقاء السوء كالسرقة الجماعية.


وبالنظر إلى هذه الفئات الأربع نجد أن التصنيف السلوكي يعطينا مجموعتين من السلوك للاضطرابات السلوكية والانفعالية:

أولاً: سلوك موجه للخارج يتمثل في اضطرابات التصرف والعدوان الاجتماعي.

ثانياً: سلوك موجه للذات يتمثل في اضطرابات القلق الانسحابية واضطرابات عدم النضج.


المجموعة الأولى: تظهر للناس وتلفت انتباه الآخرين، أما المجموعة الثانية: فقد لا يتم التعرف عليها مبكراً لدى الأطفال لأن الطفل يتوجه بسلوكه المضطرب نحو ذاته فيظهر أمامنا هادئ الطبع وهو في الحقيقة منطوي وقد يكون مكتئباً ولديه مشكلة، واضطراب السلوك الموجه نحو الذات هو الأكثر خطورة على الطفل وقد يؤثر عليه في المدرسة بحيث لا يتعلم بسبب أنه منطوي وغير اجتماعي، وخطورة هذا السلوك تكمن في أننا قد لا نكتشف اضطرابه هذا ونعالجه بعكس الطفل الآخر الذي يكون اضطرابه السلوكي موجه للخارج فهو قد يكون مشاغباً ومشاكساً ولديه نشاط زائد لذا فالمدرس لا بد أن يهتم به بشكل أو بآخر وإما أن يهتم به بأن يوفر له الخدمة المطلوبة إرشادية أو تربية خاصة أو يحيله إلى جهة أخرى أي سيسعى بأي وسيلة.


تصنيف التوحد:

يدخل تحت تصنيف (الاضطرابات الشديدة) وينقسم إلى:

أ- توحد طفولي: لكي يصنف الطفل تحت التوحد الطفولي لا بد أن يحدث له هذا الاضطراب قبل سن (30) شهراً من ولادة الطفل.

ب- ذهان الطفولة المتأخرة: إذا حدث الاضطراب للطفل بعد سن (30) شهراً يصنف تحت ذهان الطفولة المتأخرة.


خصائص تصنيف التوحد:

• عدم التجاوب والتفاعل من الطفل مع الآخرين.

• صعوبة في النمو اللغوي.

• طرق غريبة وشاذة في الكلام.

• استجابات شاذة.

• تعلق زائد ببعض الأشياء.

• المعارضة الشديدة لأبسط أنماط التغيير في البيئة أو المكان الذي يتواجد فيه.

• صعوبة في عملية التواصل والانتماء للآخرين.


عوامل الإصابة بالاضطراب السلوكي والانفعالي:

إطلاق لفظ عوامل بدلاً من أسباب قد يكون أدق في الدلالة على المعنى هنا، أدق لأنه ليس هناك في الحقيقة سبب محدد حتى الآن يمكن أن ينطبق على جميع الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً أو يمكن أن يقال بأنه السبب الرئيس في الإصابة:


1- يمكن تصنيف هذه العوامل في ثلاث مجموعات:

1- عوامل أسرية: الأسرة هي البيئة الأولى التي ينمو وينشأ ويتعلم الطفل فيها، وتتغير أحوال الأسرة وظروفها من واحدة لأخرى، فمثلاً إذا كانت أسرة أفرادها غير متعلمين أو أنها فقيرة أو غاب عائلها لسفر أو وفاة أو غابت الأم للوفاة أو للعمل خارج المنزل وتركت رعاية الأطفال لغير الأب والأم فهذه كلها متغيرات أسرية إما أن تكون إيجابية وإما أن تكون سلبية، وكلما زاد عدد المتغيرات السلبية داخل الأسرة كلما زاد احتمال وجود طفل لديه اضطراب سلوكي أو انفعالي والعكس صحيح فكلما قلت العوامل الأسرية الإيجابية وكلما كانت الأسرة متماسكة متفاهمة متعلمة ومستواها الاقتصادي والمعيشي طيب كلما قل احتمال وجود الاضطراب السلوكي والانفعالي.


2- العوامل المدرسية: المدرسة لا تقل أهمية عن الأسرة ويمكن أن تساهم إما إيجاباً أو سلباً في الاضطرابات السلوكية والانفعالية ومن هذه العوامل:

أ- النظام المدرسي الذي لا يراعي الفروق الفردية بين الأطفال.

ب- النظام المدرسي الذي ليس لديه مرونة في المنهج ولا في طريقة التدريس.

جـ- التوقعات غير المرغوبة من هيئة المدرسة: ويقصد بها أنه إذا عرف بأن هذا الطفل مثلاً لديه تصرفات غير طبيعية أو أنه صنف من قبل المختصين بأن لديه اضطراباً سلوكياً أو انفعالياً، فإذا علم المدرس أن لديه تلميذ عنده اضطراب فلن يتوقع منه مواصلة الانتباه أو التحصيل الدراسي، ومثل هذا التوقع سينعكس على تصرفات المدرس تجاه التلميذ.

د- عدم الثبات في ضبط السلوك داخل المدرسة: فإذا كان المدرس لا يستخدم نظام ضبط وإدارة واضح فذلك يؤدي إلى احتمال ظهور وتكرار مثل هذه السلوكيات، بمعنى أن المدرس عند حدوث السلوك نفسه من قبل الطلاب يكون متذبذباً فيعاقب مرة ويعزز مرة أخرى رغم أن السلوك واحد.

ه- تدريس مهارات لا يدرك أهميتها الطالب: فيحس بالملل والسأم والتضجر وبالتالي قد يقوم ببعض السلوكيات أو التصرفات غير المرغوب فيها.

و- تعزيز سلوك غير مرغوب فيه: سواء بقصد أو بغير قصد وقد يحدث هذا داخل الأسرة أيضاً.


3- العوامل البيولوجية:

أ- العوامل الجينية.

ب- العوامل العصبية.

ج- العوامل الكيميائية العضوية داخل الجسم.

د- خلل في افرازات الهرمونات.

ولكن يجب أن نؤكد أنه قد يوجد طفل لديه اضطراب سلوكي وانفعالي رغم أنه من الناحية البيولوجية سليم لا يوجد به خلل ما.


المظاهر الأساسية للاضطرابات السلوكية والانفعالية:

1- النشاط الزائد أو (هيفير اكتفتي): وله طرقه الخاصة لضبطه وتعديله منها مثلاً تعديل السلوك والضبط الغذائي وغيرها، وأحياناً تستخدم العقاقير الطبية من قبل الطبيب النفسي ولكن العلاج بالعقاقير يعتبر حلاً مؤقتاً كمن لديه صداع فيأخذ حبة (اسبرين) أو (بانادول) فيشفى الصداع لفترة، وقد يعود له مرة أخرى، فالعقاقير لا تعالج مشكلة الاضطرابات السلوكية والانفعالية من جذورها وإنما هي علاج مؤقت، بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن لها آثاراً سلبية بعد ذلك غير أنها من الأساليب المستخدمة في العلاج.


2- السلوك العدواني: فقد يقوم المصاب بالاضطراب السلوكي والانفعالي الشديد بسلوكيات عدوانية وهي نوعان:

أ- إيذاء الذات (سولف انجري).

ب- إيذاء الآخرين: أو التسبب في الإضرار بممتلكاتهم.


وقد يرجع هذا إلى عوامل بيولوجية، وهناك افتراضات ترجعه إلى الحرمان العاطفي الشديد الذي يؤدي إلى الشعور بالإحباط وبالتالي التعبير عنه بشكل إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين.


3- الانطواء والانسحاب وعدم النضج: والانطواء يأخذ شكل درجات متعددة منها:

أ- العزل الاجتماعي (سوشل أيزيليشن).

ب- السلوك التوحدي (تستيك بهيفير).

جـ- السلوك الانتحاري: وهذه هي الدرجة الخطيرة لسلوك الانطواء وعدم النضج.


وإلى هذا الحد نقف ونفتح النقاش.


الدكتور إبراهيم الفوزان:

أشكر الدكتور طارش على هذا الطرح الجيد الذي تحدث فيه عن عدد من القضايا، وقد تحدث عن:

• المصطلحات التي تناقش تفسير ظاهرة الاضطرابات السلوكية.


• تعريف الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً وأشار إلى عدد من الأسباب التي أدت إلى عدم الاتفاق على تعريف موحد، كحال أي تخصص جديد مثل التخلف العقلي، إذ ليس هناك تحديد أو تعريف متفق عليه غير أن هذه الجوانب يتناولها عدد من المتخصصين:

• فالأطباء ينظرون إلى التخلف العقلي أو الاضطرابات السلوكية من وجهة نظر طبية.

• وعلماء البيولوجيا أو علم الأحياء ينظرون إليها من زاوية أخرى.

• والسلوكيون ينظرون إليها من جانب مغاير.


ولذلك فليس هناك اتفاق على تعريف موحد تقريباً.


• كما تحدث الدكتور طارش عن المحكات التي يؤخذ بها عند تصنيف الاضطرابات لدى الأطفال.

• وتناول مدى انتشار الإعاقات السلوكية والانفعالية.

• وأشار بشكل جيد إلى التفاوت الكبير الذي يعود إلى تعدد مصادر التشخيص، فحين تنظر إلى المضطربين سلوكياً من واقع نظرة أولياء الأمور فستجد أنهم يحاولون تخليصهم من هذا التعويق السلوكي إلى أقل حد ممكن وبناء على هذا تقل النسبة.

ولكن حين ينظر إليها المدرسون فهي تزيد حيث تصل إلى 7,5% تقريباً.


• قد تحدث أيضاً عن قائمة تشخيص الاضطرابات السلوكية والانفعالية ضمن المعوقات النمائية، وأعتقد أن هذا بعد صدور قانون الاضطرابات الانفعالية والنمائية عام (1976م)، وأدخلها ضمن العلاقات النمائية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك تصنيفها حسب التصنيف السلوكي أو مظاهر السلوك.


• تحدث أيضاً عن العوامل المؤثرة أو المساعدة على ظهور الاضطرابات السلوكية والانفعالية وأشار إلى ثلاث نقاط رئيسية:

أولاً: السبب الرئيسي وراء الاضطرابات السلوكية والانفعالية وهو الاضطرابات البيولوجية والاضطرابات الجسدية.

 

• ثم أشار إلى العوامل التي تساعد على ظهور هذه الاضطرابات أو تزيد منها لدى الطفل المضطرب سلوكياً وانفعالياً، وهي العوامل التي تحصل في المدرسة أو تلك التي تحصل في الجو الأسري.

 

• كما تحدث أخيراً عن الخصائص والمظاهر للمضطربين سلوكياً وانفعالياً.

 

وهناك نقطتان مهمتان كنت أود أن يتعرض لهما الدكتور طارش بشكل أكثر تركيزاً:

الأولى: نحن هنا في المجال التربوي كلنا تربويون وكنت أود أن يتحدث أكثر عن التعامل مع الطفل المضطرب سلوكياً وانفعالياً في الجو المدرسي سواء من ناحية التشخيص أو من ناحية التعامل مع الطفل أثناء وجوده في المدرسة، وإن كان أشار إلى ذلك إشارات مقتضبة إلا أن بودي لو يعلق أكثر، خصوصاً وأن لدينا أخصائيين نفسيين في هذه الليلة، فيا حبذا لو أثيرت مثل هذه القضايا بشكل أكثر تركيزاً خصوصاً في مجالنا التربوي هنا سواء كان في معاهد التربية الفكرية أو في معاهد النور أو في معاهد الصم.

 

ثانياً: قضية أخرى تتعلق بالتوجيه كنت أود لو تعرض لها بشكل أكثر تفصيلاً، وهي قضية (التوحدية) وهي المجال الأوسع انتشاراً في المملكة وفي العالم كله، حيث إن التوحدية تعد بذاتها مشكلة من المشاكل التي نتعرض لها دائماً في المدرسة وفي الحياة الأسرية، وأتمنى أن يفرد هذا الموضوع بمحاضرة في المكتبة ويتبنى النقاش فيها الدكتور طارش أو من لديه القدرة على مناقشته من خلال رؤية تربوية وخلفية تخصصية.

 

والآن نفتح النقاش.

أحد الحاضرين:

ما الحلول لمعالجة الاضطرابات السلوكية والانفعالية وكيف يتعامل معها المربي؟

الدكتور طارش:

قبل أن نتعرض للحلول نطرح سؤالاً: أين هم هؤلاء الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً هنا في المملكة؟ أين يتواجدون؟ ما هي أعدادهم؟ ما هي المظاهر الأكثر انتشاراً بينهم من مظاهر الاضطرابات السلوكية والانفعالية؟... هذه كلها تساؤلات لم يجب عليه بدقة حتى الآن، والإجابة على هذه التساؤلات مطلب سابق للبحث عن الحلول، يجب أولاً أن نتعرف على هؤلاء الأطفال أين هم؟ ما هي طبيعة الخدمات التي تقدم لهم؟... إذا كنت لا أعرف ما هو الاضطراب السلوكي لديهم وما هي مظاهره وعلاماته فكيف أستطيع أن أقدم حلولاً، لا بد أن أعرف أين يتواجدون؟ هل هم في المدارس العادية وهنا الإجابة تختلف عما لو كانوا في مستشفيات الصحة النفسية، أم هل هم داخل الأسرة وهذا شيء آخر أيضاً، فالحلول والطرق العلاجية لهذه الاضطرابات السلوكية والانفعالية كثيرة ومتعددة، ذكرت منها على سبيل المثال العقاقير الطبية، وهي تستخدم ويعتبرها البعض نوعاً من الحلول، غير أنها حل مؤقت كما سبق، وإذا كان الأطفال متواجدون في المدارس فالحلول في هذه الحالة تقديم خدمات التربية الخاصة لهؤلاء الأطفال، وقسم التربية الخاصة وضع خطة نرجو أن يبدأ فيها عن قريب في بداية الفصل القادم تتمثل في استحداث مسار للاضطرابات السلوكية والانفعالية لتخريج وإعداد مدرسين ومدرسات مؤهلين ومدربين للعمل في المدارس العادية لمساعدة الأطفال الذين قد يكون لديهم بعض المشكلات السلوكية والانفعالية، مساعدتهم ليس من الناحية النفسية وإنما من الناحية التربوية وذلك من خلال إعداد برامج خاصة لهم مع إعداد خطط تربوية فردية بالإضافة إلى إعداد برامج تعديل سلوك خاصة بهم.

الأستاذ حمد الموسى[1]:

يرتكز محور حديثك يا دكتور طارش حول الاضطرابات السلوكية والانفعالية لدى الأطفال العاديين، ماذا عن الاضطرابات السلوكية والانفعالية لدى الأطفال المعوقين بشكل عام والأطفال الصم بشكل خاص.


الدكتور طارش:

من الاعتقادات الشائعة أن الشخص إذا أصيب بتعويق معين فسوف يكون لديه أنماط سلوكية معينة من الاضطرابات السلوكية والانفعالية، وهذا بشكل عام غير صحيح، بمعنى أننا لا نستطيع أن نعمم، وإنما يبرز ذلك بشكل فردي، فالشخص الذي لديه تعويق مثله مثل الشخص العادي في احتمال حدوث اضطراب سلوكي أو انفعالي.


كما تعرفون هناك بعض الأشخاص الذين ليس لديهم تعويق حسي أو عقلي، وفي الوقت نفسه لديهم بعض المشكلات والاضطرابات السلوكية والانفعالية، ومن الصعوبة بمكان الربط بين تعويق معين بمظاهر اضطرابات سلوكية وانفعالية معينة وإنما يعتمد مثل ذلك على الفرد المعوق مثله مثل أي فرد آخر.


إلا أن المفهوم العام هو أن التعويق يعتمد على درجته بحيث إذا زادت درجته زاد احتمال أن الشخص قد يعاني من بعض الصعوبات والإحباط وما إلى ذلك مما يترتب عليه ظهور بعض مظاهر الاضطرابات السلوكية والانفعالية، ولكن لا تستطيع التحديد كما أننا لا نستطيع الجزم بأن كل فرد لديه تعويق لديه أنماط سلوكية من الاضطرابات السلوكية والانفعالية، هذه لا بد من دراستها بشكل فردي ومن ثم نستطيع أن نحدد بدقة ما إذا كان لديه اضطراب سلوكي أو انفعالي، وأي شخص من المحتمل أن يكون لديه الاضطراب سلوكي أو انفعالي لفترة معينة، والعبرة هنا بالدرجة والتكرار وليس في وجود أو عدم وجود الاضطراب.


الأستاذ عبد الرحمن الخلف:

لدي بعض الملاحظات:

الموضوع الأول: هو ملاحظة عامة، نستخدم دائماً كلمة الإعاقة والمعوقين وهي كلمة غير فصيحة وليست موجودة في القاموس العربي، هذا تنبيه أرجو وضعه في الاعتبار.


الموضوع الثاني: النسبة التي ذكرها الدكتور طارش والتي تمثل 7,4% للمنحرفين سلوكياً أو لمن لديهم اضطرابات سلوكية وانفعالية، إذا أخذنا التقديرات العالمية نجد أن نسبة المعوقين تتراوح ما بين 10% إلى 15%، فهل يدخل ضمن هذه النسبة المضطربون سلوكياً، فإذا أدخلنا هذه النسبة لم يبق للمعوقين غير هؤلاء المضطربين سلوكياً سوى 3% فقط.


الموضوع الثالث: الطفل المسلم تضبط سلوكه الأسرة المسلمة، فهل هناك دراسات توضح الانحرافات أو الاضطرابات السلوكية والانفعالية في بعض المجتمعات الإسلامية، من سياق حديث الدكتور طارش يظهر لي أن النسبة التي ذكرها تنصب على المجتمع الأمريكي، فهل قامت الجامعات العربية والإسلامية بدراسة نسبة المضطربين سلوكياً في المجتمع الإسلامي.


الدكتور طارش:

شكراً يا أستاذ عبد الرحمن، تساؤل جيد وطيب وفي مكانة خاصه فيما يتعلق بالدراسات سواء المحلية أو في البلدان الإسلامية، وأود أن أعلق على النسبة التي ذكرها الأستاذ عبد الرحمن وهي 7,5% هذه في الحقيقة ليست تقديراً للمعوقين سلوكيا ً وانفعالياً وإنما هي ضرب مثال على دراسة واحدة فقط على شريحة صغيرة من الأطفال وذكر فيها بأن نسبة انتشار الاضطرابات السلوكية والانفعالية طبقاً لهذه الدراسة 7,5% تقريباً، لو قسنا على التقديرات العالمية فالنسبة تتراوح ما بين 3% إلى 5%.


بالنسبة لإجراء دراسات في مجتمعات إسلامية تتعلق بالاضطرابات السلوكية والانفعالية فليس لدي علم بوجود مثل هذه الدراسات، لأن مجال دراسة الاضطرابات السلوكية والانفعالية مجال حديث جداً، وإذا وجدت مثل هذه الدراسات في المجتمعات الإسلامية فهي ليست خاصة بالاضطرابات السلوكية والانفعالية، وأوضح ذلك بمثال، في المملكة العربية السعودية ليس هناك مختصون في مجال الاضطرابات السلوكية والانفعالية حسب معرفتي، والموجودون فيها يمكن أن يعدوا على الأصابع فقط، ومن هنا تبرز أهمية الدراسات في مثل هذا المجال، وبالتالي لا أعرف بوجودها في العالم الإسلامي، ويتطلب القياس عليها وجودها في المجتمعات الإسلامية، وهناك لقاء عقد في الجمعية السعودية لرعاية الأطفال المعوقين طرح فيه بحث لمشروع وطني لدراسة الاضطرابات السلوكية والانفعالية في المملكة، ونرجو أن يتحقق هذا المشروع ويكون لدينا تقدير محلي على مستوى المملكة عن مدى انتشار هذا التعويق.


أما فيما يتعلق بالأسرة المسلمة فقد أجريت دراسات على تفاعل وتعامل الأسرة مع الطفل المضطرب سلوكياً وانفعالياً، وتبين من خلال هذه الدراسات أن الأسرة لها دور كبير في الاضطرابات السلوكية والانفعالية، كان الباحث يراقب الأب والأم عند قيامهما بمهمة ما، فوجد أن هناك أساليباً غير إيجابية أحياناً عند التعامل مع هؤلاء الأطفال، وقد يكون لهذا دور في ذلك الاضطراب، وإذا وجد تعامل إيجابي فيه ثبات واحترام لهذا الشخص فالمردود سيكون إيجابياً أيضاً.


الدكتور الفوزان:

لي تعليق على ما قاله الأستاذ (عبد الرحمن):

أولاً: بالنسبة لكلمة (الإعاقة)، فأعتقد أن هذه القضية قد نوقشت بشكل مفصل في (الجمعية السعودية لرعاية الأطفال المعاقين) وتدخل فيها الشيخ (عبدالله بن خميس) والأستاذ (عبد الرحمن السدحان) ومجموعة كبيرة من الباحثين، وقد توصلوا إلى أن كلمة (المعاقين) كلمة عربية صحيحة، ولذلك أصبحت الجمعية تستعمل كلمة الأطفال المعاقين وليس المعوقين، هذا للعلم فقط.


ولي تعليق آخر حول ما قاله عن اختلاف النسبة حيث إن لي رأياً آخر في الموضوع ربما يتفق مع الدكتور (طارش) فيما قاله، غير أن القضية تظل على أساس أن المقاييس التي تشخص بها الاضطرابات السلوكية والانفعالية تختلف من مجتمع إلى آخر مثل التخلف العقلي وأي تعويق آخر، فإذا أخذنا العالم الإسلامي مثلاً فإن المقاييس قد تستعمل إذا نظرنا إلى انحراف الأطفال وجنحهم، وربما نجد من بين الأطفال المنحرفين الموجودين الآن في مراكز الرعاية الاجتماعية أو مراكز التأهيل الاجتماعي أطفالاً مضطربين سلوكياً وانفعالياً دون ملاحظة ذلك، فهؤلاء قد يكونون مضطربين سلوكياً وانفعالياً، والمقاييس التي ننظر بها إلى الاضطرابات السلوكية والانفعالية تختلف من مجتمع إلى آخر، ولذلك يصعب تحديد هذه النسبة تماماً إلا بعد تعريف محدد في كل مجتمع للاضطرابات السلوكية والانفعالية التي يجب أن تقاس وتحدد وتصنف في المجتمع نفسه.


الدكتور زيد المسلط:

أشكر الدكتور (طارش) على تجاوبه، ونهنئ أنفسنا في الأمانة العامة للتعليم الخاص باستمرار هذه اللقاءات وبتزايد العدد والحمد لله، مدير المكتبة بنشاطه وحماسه ومتابعته قد نجح إلى حد كبير في تفعيل ندوات هذا البرنامج، الذي نأمل أن يستمر وأن يكون كل منا رسولاً لإبلاغ الآخرين عن مثل هذه اللقاءات التي هي محك للخبرة وتبادل الآراء، وقد بدأت تأخذ شكلاً جدياً أكثر وأخذت تنتقل إلى مواضيع متعددة.


لي تساؤل مكمل للتساؤل الذي طرحه الأستاذ (عبد الرحمن) عن موضوع من هم العلماء العرب في هذا المجال؟.. ألا يوجد من لديهم بحوث ودراسات تخدم هذه الفئة وأعني بها فئة المضطربين سلوكياً وانفعالياً، لسنا في العالم العربي متخلفين إلى هذه الدرجة.


ظهرت الجمعيات الخيرية التي تركز وتهتم بقضايا المعوقين المختلفة، ولعله مع ظهور هذا الاتجاه الطيب تظهر بعض الدراسات والبحوث التي تخدم هذا المجال، والاهتمام بالمعوقين ارتفع حتى وصل إلى أذهان الجهات العليا في المجتمع السعودي وذلك متمثل في تأسيس مدينة الأمير (سلطان بن عبد العزيز) الخيرية، وفي اهتمامات الأمير (سلطان بن سلمان)، وكان لهذا اثر واضح في انبثاق نور جديد وعمل خيّر ساهم فيه أهل الخير والمعروف من رجال المجتمع السعودي وتجاره، انطلاقاً من تعاليم شريعتنا السمحة، شريعة التراحم والتكافل الاجتماعي.


الشيء الآخر، الدكتور طارش يتساءل عن وجود المضطربين سلوكياً وانفعالياً وربما نشعر من كلامه أنه يشك في وجودهم في المملكة، فإذا كان هذا افتراض صحيح فلماذا ننشئ مساراً للاضطرابات السلوكية والانفعالية في جامعة الملك سعود إذا لم تكن هناك دراسة توضح وتحصي النسبة الدقيقة لمثل هؤلاء الأطفال، فعلى أي أساس وجد هذا المسار لهم.


الدكتور طارش:

بالنسبة لتساؤل الدكتور زيد لماذا يفتح المسار للاضطرابات السلوكية والانفعالية رغم أنه ليس لدينا معلومات محددة؟... وجوابي أنه قياساً على الإحصائيات العالمية فهم موجودون، فلا يوجد مجتمع مثالي في العالم خالٍ من الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً كأي تعويق آخر، هذه سنة الله في خلقه، الناس يتفاوتون فيهم الصحيح والمريض والمعوق، فيتوقع قياساً على الإحصاءات العالمية أن هؤلاء الأطفال موجودون، ولا يلزم بالضرورة أن يكونوا أطفالاً مضطربين سلوكياً وانفعالياً بدرجة شديدة، قد يكون تعويقهم بسيطاً ولكن إن لم ينل الاهتمام الكافي أولاً بأول فسوف يستفحل ويصل إلى درجة شديدة، لذلك ففتح مسار صعوبات التعلم نتيجة للإحصاءات والدراسات العالمية هذا بالإضافة إلى ما لاحظه طلاب قسم التربية الخاصة الذين أصبحوا مدرسين حيث يذكرون لنا أنهم وجدوا مثل هؤلاء الأطفال، وأنهم في أمس الحاجة إلى مثل هذه الخدمة، ومع تسليمنا بوجودهم إلا أننا لا نستطيع أن نحدد نسبتهم بشكل دقيق.


أما بالنسبة لتعليقك حول قلة العلماء العرب في هذا المجال، فعندما قلت أن هناك قلة أو ندرة فلا يعني هذا أنه ليس هناك أحد متخصص في مجال الاضطرابات السلوكية والانفعالية نهائياً، وإنما أقصد أن هناك ندرة في التخصص التربوي، أما هذه الفئة بصفة عامة فلها متخصصون من العرب في ناحية الصحة النفسية، أما في المجال التربوي فلو نظرنا إلى العالم العربي فلا نجد جامعة تقدم فيها دراسة لطلاب البكالوريوس في مجال الاضطرابات السلوكية والانفعالية سوى جامعة الملك سعود، مثلاً في الأردن لديهم هذا التخصص يدرس على مستوى الدراسات العليا، أما على مستوى الطب النفسي فهناك متخصصون على مستوى الجامعات العربية بالقطع ولا ننكر وجود مثل هذا التخصص[2].



[1] مدرس في معهد الأمل الابتدائي بالرياض، خريج التربية الخاصة.
[2] المحاضرة رقم (19) من كتاب: لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة، إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظرية الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم
  • الاضطرابات النفسية وعلاجها في القرآن الكريم (1)
  • إنذار للغافلين: طفلك في خطر
  • السلوك الإجرامي كركن من الأركان المادية لجريمة التلوث السمعي في القانون
  • كيف تنتصر الفعالية على الانفعالية وفي محكمة رسمية؟
  • هل لدى كل واحد منا شيء من السادية؟
  • أعظم أسباب النجاة من الاضطراب (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تقويم الاضطرابات السلوكية والانفعالية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الاضطرابات السلوكية وغرس القيم عند الأطفال (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاضطرابات النفسية وعلاجها في القرآن الكريم (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاضطرابات النفسية وعلاجها في القرآن الكريم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشكلات الشعر.. الأسباب والعلاج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • شرح البيقونية: الحديث المضطرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مرض اضطراب المزاج الدوري (سيكلوتيميا)(استشارة - الاستشارات)
  • الوظائف التنفيذية وعلاقتها بالسلوكيات النمطية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اضطراب الهوية الجنسية(استشارة - الاستشارات)
  • النظرة الأركونية للنص القرآني بين الغموض والاضطراب(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
7- شكرا جزيلا
فتحي إبراهيم علي آدم - السودان 17-09-2020 12:43 PM

ما شاء الله.. الموضوع جميل جدا

6- شكر وطلب مساعدة
مباركي - الجزائر 10-01-2016 11:06 PM

أشكركم جزيل الشكر على التوضيحات فالموضوع ذو أهمية بالغة أنا فقط أريد المساعدة حول طرق تدريس هؤلاء الأطفال كيف لي أن أختار طرق التدريس**طريقة اللعب أو النمذجة أو اللعب بالأدوار أو حل المشكلات وغيرها **حسب الاضطراب.
شكرا

5- إعجاب
هويدا صالح - السودان 10-01-2016 03:34 PM

لكم جزيل الشكر الأساتذة الأجلاء على تلك الموضوعات الهادفة حقا ونحنا بحاجة إلى التطرق إليها حتى نرتقي لمستوى الأمة السليمة

4- اعمل فى هذا المجال
ديانا عبد الله البر - السودان 13-07-2013 11:23 AM

أرى أن كثير من الناس يحتا جون إلي التوعية وجزاكم الله خير

3- هل تدخن
عبدالناصر التام - اليمن 06-11-2012 12:36 AM

إن الأطفال هم المحور الرئيسي لتحقيق النهوض في العاجل القريب لذلك يترتب على المجتمع جناية كبيرة في حال إهمال هذا المصدر الرئيسي لتنمية الحياة وأهمالنا لهم يعتبر غش وفساد في الأرض .. يوجد لدي مداخلة في التقليد عند الأطفال الشخص الذي يدخن أمام الطفل أو المراهق يرتكب جريمة لأن الطفل يخرج لشراء الدخان وأحذر بشده أخواني المسلمين من ممارسة العادات السيئة والأفعال والأقوال أمام الأطفال فهم يتلقون ذلك على المحك فلا يتسع المجال لتوسع وواجبناء تجاه الأطفال والمراهقين من أعظم الواجبات الخطيرة ..وأشكركم على هذا الموضوع الجوهري والسلام عليكم ورحمة الله

2- إعجاب
إبراهيم بوعافية - الجزائر 05-11-2012 09:01 PM

مشكورين على هذا الموضوع

1- نقد وتعقيب
محمد ربيع عشري - مصر 04-11-2012 11:02 AM

ما ورد فى هذا المقال كلام جميل وشيق ولكن لا يصل إلى درجة الحقيقة لاعتمادها على خبرات ودراسات وتحليلات أجنبية ، وهذا لا يفيدنا فى شيء وإنما الحقيقة أن تكون هذه الدراسات من واقعنا الفعلى العربي لما فيها من متغيرات وتحليلات قد تختلف عما ذكر بالمرة وسوف نشهد نسب متغيرة بل ومنحرفة عما يذكر فى هذا المقال وقد تكون حقيقية لو تعرضنا بالإحصائيات والتحليلات العربية البحتة، قد يؤدي بنا إلى المقارنة الفعلية والمفيدة لخدمة البشرية.
والله الموفق، وشكرا لسعة صدركم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب