• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

المسلمون بين التحديات القائمة والتضحيات اللازمة

خميس النقيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/10/2010 ميلادي - 2/11/1431 هجري

الزيارات: 6544

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مُؤامَراتٌ تُحاك، ودِماء تُراق، وشعوب تُساق؛ صَدٌّ عن سبيل الله، وحَرْقٌ لكتاب الله، وتعَرُّضٌ لرسول الله في زَوْجاته وصحابته وسُنَّته، حِصار مخطَّط، وإفساد مُمَنهج، وتخريب مُبَرمج، مقدَّسات مسلوبة، وأعراض مَنْهوبة، وحقوق مَهْضومة، ابتلاءاتٌ تتعرَّض لها أمة الإسلام، وعَقَبات تقف في طريق دعوة الإسلام، تحدِّيات تواجه المُسْلِمين على مدار اليوم والليلة، مَن لها؟ مَن يُقاوِمُها؟ من يتصدَّى لها؟ لا بُدَّ من تضحيات على قدر الابتلاءات، لا بُدَّ من مُرابطين في جميع الميادين، لا بُدَّ من مجاهدين لنصرة هذا الدِّين، العاملون لدين الله يجب أن يأتمروا بأمر الله، ويتَرسَّموا خُطى رسول الله، ويَتَّبعوا منهجًا صنَعَه الله، يجب أن يعلموا أنَّ دين الله في أعناقهم، وأنَّ شرع الله أمانة عندهم، له يحافظون، وعنده يرابِطُون، وبين هذا وذاك صابرون مُصابرون؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]، لن يَصِلوا إلاَّ بهذا الأمر، ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، ولن يُفْلِحوا إلاَّ بهذا التوجُّه، ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

 

ودُعاة اليوم كدُعاة الأمس، إنَّما وصَلُوا إلى مكانتهم؛ لأنَّهم يُرابِطُون في طريق الله، ويَحفظون أمانة الله، ويَهْدون بأمر الله عندما تحَلَّوْا بالصبر واليقين، جعلهم الله رُؤَساء، لما تمكَّنوا من اليقين والصبر الذي هو رأس الأمر.

 

طبيعة الطريق:

إنَّ الأُمَّة الفاضلة تربِّي بنيها على البَذْل والعطاء، على التضحية والفداء، على الكرَم والإنفاق، أمَّا البُخْل والإمساك فلا يقوم عليهما خلُقٌ، ولا يُبنى عليهما عمل، ولا يُوصَل بهما إلى نجاح، ولا يَنتج عنهما فلاح، ثم إنَّ الحياة ليستْ لَونًا واحدًا؛ فإن الجوَّ يَصْفو ويغيم، والصِّحة تَقْوَى وتضعف، والأيام تُقْبِل وتُدْبِر، ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ [الرعد: 8]، فلا يجب أن تتعثَّر الخُطى مع بلايا الأيام، أو تتراجع الهِمَم مع نكبات الدَّهر، أو تَخُور العزائم مع بُعد الغاية ووَعثاء الطَّريق.

 

دُعاةُ الإيمان، ورجال الدِّين، وحُرَّاس العقيدة، وأهل الحقِّ، وحاملو الأمانة، أجْدَرُ الناس بمعرفة هذه الحقيقة، والنُّزول عن حكمها، فمَن ظنَّ أنَّ طريق الإيمان مفروش بالأزهار والرَّياحين، تحفُّه أنضج الثِّمار، وأجمل الورود، وأعظم البساتين، فقد جَهِل طبيعة الإيمان بالرِّسالات، وطبيعة طريق الجَنَّات، وما فيه وما عليه وما حوله من فِتَن ومِحَن وابتلاءات، ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ﴾ [البقرة: 214]، ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 2]، الجنَّة إذًا لا بُدَّ لها من ثمن، وهي سلعة غالية، وقد دفعه أصحاب الدَّعوات السابقون، فلا بدَّ أن يدفعه إخوانهم من اللاحقين.

 

عن خَبَّاب بن الأَرَتِّ - رضي الله عنه - قال: "شكونا إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد لقينا من المشركين شِدَّة، وكان متوسِّدًا بُرْدة له في ظلِّ الكعبة، فقلنا: ألا تَسْتَنصِرْ لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال - يحثُّهم على الثَّبات في مقاومة الشِّرك ونُصْرة التوحيد -: ((قد كان الرَّجل من قبلكم يُؤْخَذ، فيُحفَر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثم يُؤتَى بالمِنشار فيُوضَع على رأسه فيُجعل نصفين، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يَصُدُّه ذلك عن دينه، واللهِ، لَيُتمَّنَّ الله هذا الأمر، حتى يسير الرَّاكب من صَنْعاء إلى حضر موت، لا يخاف إلاَّ الله، والذِّئبَ على غنمه! ولكنَّكم تستعجلون))؛ رواه البُخاري.

 

إرادة الله أفضل:

إنَّ المسلمين في "بَدْر" ما كان في ظنِّهم قتال، ولا كان في فِكْرهم حرب، ولا كان في خيالهم مُواجَهَة، وإنَّما خرجوا لِيَعْتَرِضوا طريق القافلة فحَسْب، ورغبوا غير ذات الشَّوكة، ولكنَّ الله أراد أن يُقدِّموا التَّضحيات، ويَنصروا الحُرِّيات، ويحجزوا عنده لأنفُسِهم جنَّات، أراد الله أن يُعِيد بهم الحقوق المسلوبة، ويَنْصُر بهم الجماهير المغلوبة، ويجري بهم الأقدار المكتوبة، ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال: 7]، أراد الله أن يقطع بهم دابر الفئة الباغية المستبِدَّة، كما قطع بموسى - عليه السَّلام - دابر الفراعنة السابقين.

 

العاملون لدين الله، أين أنتم؟!

فيا مَن تريدون الخلاص والنَّصر والتمكين، أيأتيكم ذلك وأنتم نائمون، غافلون، خاملون، مسطولون؟!

 

أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - وهو يرى سُميَّة بنت ياسر، وقد ضُرِبَتْ من الملعون أبي جَهْل، فلَقِيَت ربَّها أوَّلَ شهيدة في الإسلام، وآل ياسر يُعذَّبون؟ فكانوا الوَقُود الأوَّل للإيمان، والتَّضحية الأولى للرِّسالة، والنُّور الأول للدَّعوة، دعوة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول لهم - وهم أفراد تُعدُّ على الأصابع، لا مليار ونصف المليار -: ((صبْرًا آل ياسر؛ فإنَّ موعدكم الجنَّة)).

 

أين أنتُم من حبيبكم - صلى الله عليه وسلم - وهو ينظر إلى عمِّه حمزة - رضي الله عنه - وقد فُتِحَت بطنه، وأُخرِجَت كبده، ومُثِّلَ به؟! عن حارثة بن مُضرِّب قال: دخلتُ على خَبَّاب وقد اكتوى سبعًا، فقال: لولا أنِّي سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا يتَمَنَّ أحدُكم الموت)) لتمنَّيْتُه، ولقد رأيتُني مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما أملِكُ درهمًا، وإنَّ في جانب بيتي الآن لأربعين ألف دِرْهم، قال: ثُمَّ أتى بكفنه، فلمَّا رآه بكى، وقال: لكن حمزة لم يُوجَد له كفَنٌ إلاَّ بُرْدة ملحاء إذا جُعِلَت على رأسه قَلصَتْ عن قدَمَيْه، وإذا جُعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مُدَّت على رأسه وجُعِل على قدميه الإِذْخر؛ رواه أحمد والترمذي، وقال: لولا أن تَجِدَ صفيَّة في نفسها لتَركَتْه حتى تأكل العافية حتى يُحْشَر من بُطونها - يعني حمزة؛ تحقيق الألباني: (حسن)؛ انظر حديث رقم: 5324 في "صحيح الجامع".

 

أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يَخرج إلى الطائف يُعبِّد الطريق إلى الله، فيُهْزَأ به، ويُسخر منه، ويُقذَف بالحجارة، فتختلط دموعُه ودَمُه وعرَقُه، فيتَّجه إلى رَبِّه وخالِقِه، فيتحمَّل كُلَّ ذلك في ذات الله وفي سبيل الدَّعوة، قائلاً: ((إن لم يكن بك غضَبٌ عليَّ فلا أُبالي))؟!


أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - وهو يَرَى أولاد جعفر بن أبي طالب، وقد قُطعَتْ أوصاله، وبُتِرت يَدُه، وذهب إلى ربِّه، فتتزاحم الدُّموع في عينيه، وهو يمسح رؤوسهم ويطلب الطعام لهم؟! عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان في غزوة مُؤْتَة قال: "فالتَمَسْنا جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - فوجدناه في القتلى، فوجَدْنا بما أقبل من جَسَده بضعًا وتسعين بين ضربة ورَمْية وطعنة"، وفي رواية: "فعدَدْنا به خمسين طعنة وضربة"؛ رواه البخاري.

 

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رأيتُ جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - ملكًا يطير في الجنة ذا جناحين، يطير منها حيث شاء، مقصوصة قوادِمُه بالدِّماء))؛ رواه الطَّبراني بإسنادَيْن، أحدهما حسَن، قال الحافظ: كان جعفر - رضي الله عنه - قد ذهبت يداه في سبيل الله يوم مؤتة، فأبدَلَه بهما جناحين، فمِنْ أجل ذلك سُمِّي: جعفر الطيَّار.

 

أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في غزوة أحُد يُجابِهُ الأعداء، ويَحْمي شريعة السَّماء، فشُجَّ في وجهه، وكُسِرَت رَبَاعِيَتُه، وسال دَمُه؛ عن أنس بن مالك قال: لما كان يومُ أُحُد كُسِرَت رَبَاعِيَةُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشُجَّ، فجعَل الدَّم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((كيف يُفْلِح قومٌ خَضَّبوا وجْهَ نبيِّهم بالدَّم وهو يدعوهم إلى الله))؟! فأنزل الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128]؛ قال الشيخ الألباني: صحيح.

 

أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نُسِجَت حادثة الإفك، فطُعِن في بيته وزوجه وعِرْضِه؟! عن عائشة قالت: لما ذُكِر من شأني الذي ذُكِر، وما عَلِمتُ به، قام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فِيَّ خطيبًا، فتشَهَّد، وحَمِدَ الله وأثنى عليه بما هو أهْلُه، ثم قال: ((أمَّا بعدُ، أشيروا عليَّ في أناس أَبَنُوا أهلي، والله ما عَلِمتُ على أهلي مِن سُوء قَطُّ، وأَبَنُوا بِمَنْ واللهِ ما علمتُ عليه من سوء قط، ولا دخل بيتي قطُّ إلاَّ وأنا حاضر، ولا غِبْتُ في سفر إلاَّ غاب معي))؛ صحيح، حتى جاءت البراءةُ من السَّماء: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11].

 

قالتْ عائشة - رضي الله عنها -: وأُنزل على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من ساعته فسَكَتْنا، فرُفِعَ عنه وإنِّي لأتبيَّن السُّرور في وجهه وهو يَمْسَح جَبِينَه، ويقول: ((البُشْرى يا عائشة؛ فقد أنزل الله براءَتَكِ))، قالتْ: وكنتُ أشدَّ ما كنتُ غضَبًا، فقال لي أبواي: قُومي إليه، فقلتُ: لا والله، لا أقوم إليه، ولا أحمده ولا أحمدكما، ولكن أحمد الله الذي أنزَل براءتي؛ لقد سَمِعْتُموه، فما أنكرتمُوه، ولا غيَّرتموه؛ رواه التِّرمذي، وصحَّحه الألباني.

 

السابقون واللاحقون على نفس الطريق!

هذا غيضٌ من فيض، مما تعَرَّض له مَن تحبُّونه وتتبعونه، وتسيرون على نهجه، وتترسَّمون خطاه، حُبًّا لأوامر الله، ونُصْرة لدين الله؛ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، والطريق هو ذاته الطَّريق؛ وَعثاؤه، وابتلاءاته، وعقَبَاته، والرِّسالة هي ذاتها الرسالة؛ جمالها، وكمالها، وشمولها، حان الوقت لأنْ يكون السائرون في الطريق، والحاملون للرِّسالة، والعاملون للدِّين، مثل سابقيهم تَضْحية وعطاء وفداء، لماذا؟! نشرًا للدعوة، ونُصْرة للحقِّ، وحِفْظًا للرسالة.

 

﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

هل تملكون الثَّمن؟ الطُّرق ممهَّدة، والأبواب مُفَتَّحة، والكَتَبَة متأهِّبة.

 

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ *يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التوبة: 20 - 22].

 

هل تدفعون الثمن؟! الله يَنْظركم، والرَّسول يَنْتظركم، والجنة تناديكم.

 

﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43]، لَهُم فيها خيرُ استقرار، وأحسن مَقيلاً، ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24].

 

اللهم شَرِّفنا بالعمل لدِينِكَ، ووَفِّقنا للجهاد في سبيلك، امْنَحْنا التَّقوى، واهدنا السَّبيل، وارزقنا مَعِيَّتك، وأورثنا جَنَّتك، اللَّهم ارزُقْنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تَجْعل الدُّنيا أكبر هَمِّنا ولا مَبْلَغ عِلْمِنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المسلمون بين قيصر اليوم وقيصر الأمس
  • المسلمون حول العالم ودورنا تجاههم

مختارات من الشبكة

  • روسيا: المسلمون يطالبون بحذف القرآن من قائمة الكتب المحظور بيعها(مقالة - المسلمون في العالم)
  • النرويج: المسلمون على قائمة المواطنين الجدد بنسبة كبيرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: توفير التسهيلات اللازمة للمسلمين في رمضان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: مطالب بتوفير التسهيلات اللازمة للمسلمين في عيد الأضحى(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: توجيهات لتوفير التسهيلات اللازمة للمسلمين في رمضان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • القواعد الكلية اللازمة للاقتصادي المسلم!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • حكم بطاقة الائتمان القائمة على المشاركة(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • القائمة في الزواج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • العقل ودوره في مواجهة الأزمة الحضارية القائمة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب