تطوير التعليم الفني والتقني ضرورة عصرية

تطوير التعليم الفني والتقني ضرورة عصرية

تحرص الدول والشعوب على تحقيق القوة الاقتصادية، والتنمية المستدامة وريادة الأعمال، وتقسيم العمل إلى تخصصات دقيقة لتحقيق الجودة في العمل؛ مما أدى إلى زيادة الطلب على القوى العاملة المدربة القادرة على تحقيق متطلبات المستقبل، ويعد التعليم الفني والتقني المصدر الرئيس لإعداد هذه القوى التي تستطيع التعامل مع متغيرات هذا العصر الذي أصبح يُعرف بعصر التقنية، فلقد أصبح التعليم الفني والتقني مصدرًا أساسيًّا لتوفير الكوادر الفنية المؤهلة في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والتجارية؛ لذا فإن الاهتمام وتطوير التعليم الفني والتقني أصبح ضرورةً عصريةً مُلِحَّةً لا بد منها، تفرضها علينا طبيعة عصرنا التقني؛ حتى نتمكن من اللحاق بركب الحضارة العالمية لنستفيد منه في خدمة خطط التنمية التي تعتمد على التقنية الحديثة.

المقترحات العملية التطبيقية التي يمكن من خلال الاهتمام بها تطوير التعليم الفني والتقني:

وفيما يلي بعض المقترحات العملية التطبيقية التي يمكن من خلال الاهتمام بها تطوير التعليم الفني والتقني:

• الاهتمام بالتعليم الفني والتقني على كافة المستويات، من خلال العمل على تحقيق الارتباط بين نظم التعليم، ومستوياته وأنواعه، وبين متطلبات التنمية.

• تمهين التعليم العام من خلال تقديم مدارس التعليم العام في جميع المراحل التعليمية مقررات تقنية يكون التركيز فيها على الجوانب العملية.

• التكامل والتقارب بين التعليم الأكاديمي، والتعليم الفني والتقني، بأن تقدم المدارس الأكاديمية مقررات تقنية، ويمكنها استقبال طلاب المدارس الفنية في أي وقت.

• الربط بين احتياجات مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليم بهدف تلبية احتياجات سوق العمل.

• تبادل الأيدي العاملة بين الدول العربية، وتوحيد أسس التقويم، والشهادات الدراسية في التعليم الفني والتقني، وتشجيع الطلاب للإقبال على التعليم الفني والتقني، مع الاهتمام بتدريب الكوادر بما يضمن نقل الخبرة التقنية والفنية، مع الاستفادة من الخبرات المتخصصة في المجالات الفنية والتقنية.

• تخطيط حملة إعلامية لمساندة التعليم الفني والتقني والتدريب المهني بما يُغيِّر مفاهيم السلبية من خلال بيان أهمية وقيمة العمل الوطني والحرفي.

• إدخال أنماط من مقررات التعليم الفني والتقني في برامج التعليم العام.

• ربط العلم بالعمل، وتشجيع الطلاب على حب العمل، فالإسلام أكد على تقدير أهمية العمل اليدوي، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ))؛ رواه البخاري.

• دفع القطاع الخاص إلى الاستثمار في مجال التعليم الفني والتقني.

• منح الصلاحيات الكاملة لإدارة التعليم الفني والتقني بمرونة حتى يمكن الاستجابة السريعة لحاجات سوق العمل من برامج وتخصصات ودورات تدريبية.

• المزاوجة بين الإنتاج والتعليم الفني في مؤسسات الإنتاج، حيث يتم التعليم الفني في مراكز تتبع مؤسسات الإنتاج: مصانع، مزارع...إلخ.

فمن خلال نشر التعليم الفني والتقني يتم التعليم في مراكز التدريب الفني للشركات والمؤسسات التي تُعد جزءًا أصيلًا في منظومة العمل في قطاع ما أو مؤسسة ما، وهذا التوجه في التعليم الفني يتسم بتوفير الخبرة العلمية المباشرة التي يتعلم فيها الطلاب، وترتبط بمتطلبات الشركة أو المؤسسة.

• إنشاء إدارة بوزارة التعليم وإداراتها للبحوث المتعلقة بالتعليم الفني والتقني لبحث ودراسة مشكلاته وعلاجها، وتزويد متخذي القرار بها، مع عقد مؤتمرات وندوات دورية لمناقشة تطوير التعليم الفني والتقني تطويرًا أمثل على أن تترجم نتائج البحوث إلى أفكار وإجراءات تتصل بالواقع الذي يعمل فيه متخذ القرار.

المراجع:

• بدران، شبل (2000م): نظم التعليم في دول العالم: تحليل مقارن، القاهرة، دار قباء للنشر والتوزيع.

• العنقري، سليمان (1428م): البحث العلمي التربوي، الرياض، مطابع الحميضي.

• الغامدي، حمدان وعبدالجواد، نور الدين (1426هـ): تطور نظام التعليم في المملكة العربية السعودية، الرياض، مكتبة الرشد.

• متولي، نبيل عبدالخالق وآخران (1426هـ): المدخل في أصول التربية، الرياض، مكتبة الرشد.