خطة عمل لاستثمار العام القادم

خطة عمل لاستثمار العام القادم

الآن لنتذكر أول يوم من شهر يناير عام 2023، التقينا به لفترة طويلة واستطعنا أن نفعل فيه أشياء كثيرة، منها ما هو جيد ومنها غير ذلك، فأين هو بيننا اليوم؟ أين كان أول يوم يناير عام 2020؟ أين أول يناير عشناه أو واجهناه؟ ماذا بقِيَ بين أيدينا؟

ومع بداية أول يوم في العام الجديد، سنراه عند الفجر وكأنه يوم طويل يمتد أمامنا، ونستطيع أن نفعل ما نشاء، ثم يأتي الليل ويذهب، واليوم لم يعد بإمكاننا الاستفادة منه أو الاستمتاع به.

عن الحسن البصري قال: "ابنَ آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك"، فكلما كبِر أحدنا سنةً، تناقص عمره سنة واحدة حتى يصل إلى نهاية عمره، ويتلقى حياة جديدة تبدأ بالموت، وعندها يتساءل الإنسان: ألم يكن من المفيد له أن يتحمل بعض المتاعب خلال رحلاته التي استغرقت بضع ليالٍ من الراحة، خلال سنوات إقامته العديدة، فيستفيد بها في إقامته الدائمة؟

وفي هذا الإطار يجب أن نراجع حساباتنا، وكيف مرَّ العام علينا، وما هي استفادتنا منه، وما هي الدروس المستفادة من أعمال هذا العام، وبناء عليه نبدأ نبني خطتنا للعام القادم؛ حتى لا ينقضيَ العام مثل سابقه، بل يكون هناك استفادة أكبر من العام القادم.

وفيما يلي خطة عمل لتحقيق الاستفادة الكبرى من العام الجديد:

أولًا: الحياة المتوازنة:

1- إننا كمسلمين، غايتنا الكبرى رضا الله سبحانه وتعالى عنا، فلا بد أن تكون لها الأولوية دائمًا.

2- التوكل على الله، والأخذ بالأسباب في كل أمور حياتك، وأن تستشعر معية الله معك.

3- احتياجاتك النفسية لا بد أن تكون موجودة في خطتك.

4- لا تنسَ الآخرين، سواء بواجباتكم نحوهم، أو أدوارهم في تحقيق أهدافك.

5- الحرص على الاستفادة من أيام حياتك، وتنظيم الوقت والجهد.

6- تحديد الأولويات في الحياة والمبادئ والقيم الأساسية في حياتك.

7- تعزيز التركيز والتحفيز والاحتفال مع إنجازاتك، بشكر الله عليها، والعمل على الاستزادة منها، فالنجاح يأتي بالنجاح بعده.

8- الثقة بالنفس وبالقدرة على تحقيق الأهداف، وتحمُّل ضغوط الحياة ونسيطر عليها.

9- استخدام طرق عملية لبناء الخطة ومتابعتها، والتعلم من خبرات الآخرين، وإضافتها إلى خبراتك.

10- تحديد الأهداف بشكل عملي ومرن وواقعي، وتوثيق هذه الخطة، ومتابعة تنفيذها دومًا.

ثانيًا: معادلة تحديد الأهداف: الإمكانيات والقدرات:

1- كتابة المشاريع الكبيرة، ورغباتك العامة التي ترغب في الوصول إليها.

2- تحديد قدراتك ومواهبك التي تتميز بها.

3- كتابة الفرص المتاحة للوصول لأهدافك.

ثم يتم عمل الجدول الآتي:

• تقييم من 1 إلى 10.

1- تقوم بكتابة الأهداف الكبرى التي تود تحقيقها في كل دور في حياتك.

2- تقييم مدى الرغبة في كل هدف بناء على ارتياحك إليه.

3- تحديد القدرة الموجودة لديك لتنفيذ هذا الهدف.

4- كتابة نسبة الفرص المتاحة لتحقيق كل هدف.

ثم يتم جمع الإجمالي = الرغبة + القدرة + الفرصة.

• في حال كان الرقم الإجمالي للهدف أكبر من 8 إلى 10، ابدأ فيه مباشرة.

• من إذا كان الرقم الإجمالي يقع بين 6 إلى 8، يتم العمل عليه جانبيًّا، وبنسبة تركيز قليلة، أو تأجيله لبعد الانتهاء من الأهداف الأساسية ما فوق 8.

• أقل من ذلك يتم إلغاؤه.

ثالثًا: الخطوات العملية للتخطيط:

أن تتخيل كتابًا فيه مذكرات نجاحاتك التي حققتها في حياتك، اخْتَرْ ما شئت، المهم أن تخطَّ جميع ما تتمناه، أن تحققه في هذه الدنيا.

أولًا: أدواري في الحياة:

أولًا: الدور الإيماني: ماذا أستطيع أن أحقق؟ وماذا أستطيع أن أحُسِن؟ (العبادات القلبية).

ثانيًا: الدور التعبدي: أداء الفروض والصيام والزكاة والحج وقراءة القرآن ... إلى غير ذلك من العبادات.

ثالثًا: الدور الاجتماعي: علاقاتك مع أهلك، مع أقاربك، مع أصدقائك.

رابعًا: الدور الفكري: تطور نفسك فكريًّا أو عقليًّا أو علميًّا.

خامسًا: الدور الصحي: الاهتمام بالجسد وبالصحة الجسدية والنفسية، وضبط المأكولات.

سادسًا: الدور المالي: وجود دخل مالي ثابت بجانب مصدر دخل من مكان آخر تستثمر ما يفيض عليك من المال فيه.

سابعًا: الدور الحياتي: المكان الذي تعمل فيه، أو تديره، أو تمتلكه، فتؤدي كل ما يجب عليك فيه، وبذل الجهد والطاقة.

ثانيًا: أهدافي في الحياة:

1- تحديد الهدف النهائي الذي ترغب في الوصول إليه في كل دور.

2- تحديد الدوافع التي تساعد على تحفيزك لإنجاز هذه الأهداف.

3- تحديد الأهداف التي تريد تحقيقها في كل دور من الأدوار التي تم ذكرها.

4- تحديد الهوية للأهداف بكتابتها في مكان منظَّم، وأن تكون مكتوبة بشكل جذَّاب.

5- صياغة هذه الأهداف بصيغة صحيحة، بحيث تكون محدِّدًا فيها المطلوب، ومدة التحقيق، وكمية المطلوب أو عدده.

6- تقسيم الأهداف على مراحل، في كل مرحلة يتم إنجاز نسبة معينة من الهدف.

7- تقسيم الأهداف إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تكون مدتها ثلاثة شهور.

8- في بداية كل ربع سنة أو مجموعة يتم كتابة الأهداف المطلوبة تفصيليًّا، وطريقة تنفيذها، وكيفية التأكد من إنجازها بالشكل الصحيح.

9- مراجعة الأهداف بشكل شهري للتأكد من دقة الأهداف، ومن مدى التقدم في تحقيق كل هدف منها.

10- تعديل الأهداف، وإعادة صياغتها، بناء على نتائج كل ربع من السنة.

ثالثًا: متابعة تنفيذ والتحسين للأفضل:

1- كتابة الأهداف في كراسة أو ملف محدد لذلك.

2- تقسيم الأهداف إلى أهداف قصيرة المدى لكل شهر.

3- كتابة الوسائل والأدوات التي ستستخدم في تحقيق الأهداف.

4- تحديد العقبات التي قد تعوق تنفيذ الأهداف، وتحديد كيفية التغلب عليها.

5- كتابة الخطة التشغيلية مقسمة على الشهور.

6- الاستعانة بمن حولك لدعمك في تحقيق هذه الأهداف.

7- متابعة التنفيذ أسبوعيًّا، وتعديل الخطة حسب الإنجاز.

8- عدم التردد في تغيير الأهداف في حال عدم القدرة على إنجازها من أول مرة.

9- التقييم مع نهاية كل شهر، وتعديل أهداف الشهر التالي بناء على ذلك.

10- الاحتفال بأي إنجاز يتم، وتجديد الدوافع التي تساعدك على الصبر على تحقيق أهدافك.

وأخيرًا:

• استعن بالله، واعلم أن الله يحب عباده المتوكلين العاملين، والآخذين بالأسباب نحو النجاح.

• لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وإذا حدث شيء تسبب في تأخر هدفك، عدل الخطة بما يتناسب مع هذا التغير، ولا تجعل الخطة جامدة.

• ابذل جهدك وطاقتك في سبيل تحقيق هذه الأهداف.

• اكتب إنجازات في مكان منفصل؛ حتى تنظر إليها إذا أحسست بأي ملل، أو في حال حدوث شيء غير جيد، فتعطيك دافعًا للعودة إلى الإنجاز.

• ابحث دومًا عن الطرق والوسائل والأشخاص التي تساعد في إنجاز أهدافك في وقتها، وبالكيفية المطلوبة.

• اجعل بينك وبين النجاح علامة، فكلما نجحت في شيء، تصدَّق بصدقة ولو يسيرة؛ فيزيد الوصل بينك وبين ربك.

العمر سيمضي والأيام ستنتهي، فإن لم تستفد من هذه الأيام، فسوف تصيبك الحسرات بعد ذلك في وقت لا تنفع فيه الحسرة، إن الله يحب عبده الساعي إلى نفع نفسه وغيره، فكن دومًا في معية الله وقريبًا منه، والجأ إلى ربك دومًا في كل حالك، سواء في وقت النجاح، فعليك بشكره والثناء عليه، وإن حدث غير ذلك، فالجأ إليه، واستغفره، واسأله أن يعوِّض عليك ما هو أفضل منه.