• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

الطريقة الصحيحة لإيصال الخبر الحزين أو السار إلى ذويه

الطريقة الصحيحة لإيصال الخبر الحزين أو السار إلى ذويه
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/6/2022 ميلادي - 27/11/1443 هجري

الزيارات: 19926

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الطريقة الصحيحة لإيصال الخبر الحزين أو السَّارِّ إلى ذويه


تتسم النفس البشرية بالضعف، وقلة احتمال الأخبار المفاجئة التي تهجم عليها هجومًا وهي لاهية عن موضوع ذلك الخبر بغيره، فإذا جاءها من غير الباب المشرع عند ذوي الفطنة والحكمة لإيصال الأنباء العظيمة إلى أهلها أثّر عليها تأثيرًا كبيرًا له ما بعده من المآلات المؤلمة.

 

لهذا فإن العقل والحكمة والحب والرحمة تقضي بوجوب حسن الابتداء بإيصال الخبر، وبراعة الاستهلال، واختيار المقدمات المناسبة بين يدي التحدث بالنبأ العظيم؛ حتى يكون ذلك التمهيد الحكيم مهيئًا للنفس لاستقبال الخبر، وجاعلًا لها على أهبة الاستعداد لتلقيه، واحتمال ما ستسمع من حامل الخبر.

 

فنبأ الموت أو الحادث المروع أو المكروه الشديد نبأ مؤلم جدًا للنفوس المحبة القريبة من تلك النفس المخبَر عنها، فنقل هذا النبأ الفادح إليها عاريًا من حسن التوصل والمقدمة الصحيحة يؤثر عليها تأثيرًا مُرًا؛ فكم من إنسان بلغه نبأ وفاة قريب أو حبيب أو إصابته بمكروه كبير من غير أن يتلطف المخبِر له في الإخبار؛ فغشي على المخبَر، أو لازم فراش المرض، أو ذهب عقله أو اهتلس، وربما مات. هذا إذا صدق المخبِر.

 

والداهية الدهياء أن يكون ذلك الخبر كاذبًا حمل عليه قلةُ التثبت أو المزاح الشيطاني.

 

لهذا كله كان لابد من سلوك الطريق الصحيحة لإيصال الخبر الحزين إلى أهله؛ حتى تؤمَن العواقب الوخيمة لسوء أسلوب البريد، ولكيلا يكون الراوي صانعًا مصيبة على مصيبة بعدم إحسانه إيصال رسالة الحزن.

 

فمن معالم الطريق الصحيح لإبلاغ نبأ الموت وأمثاله من المكروهات:

1- بعدُ العاقل عن أن يكون أول من يبادر لحمل هذا الخبر المفزع.

وكم من إنسان يفرح فرحًا كبيرًا بأن يكون هو أول من يوصل الخبر المزعج إلى أهله من غير تمهل ولا مراجعة كجميل بن معمر. وهذا من ضعف العقل، وضيق النفس.

 

2- استغلال الأزمنة المناسبة والأمكنة الملائمة.

فلا يكون الإنباء باتصال بمن كان نائمًا، بل الصواب انتظار استيقاظه؛ لأن ضرر الاتصال بالنائم بهذا النبأ المؤلم كبير.

وليس من السداد أيضًا إخبار النساء القريبات للمصاب وهن في الشوارع أو الأماكن العامة؛ لما سيؤدي إليه الخبر من ردة الفعل غير المحمودة؛ كارتفاع صراخهن أو تكشفهن أو إغمائهن.

 

3- إذا كان الخبر سيكون بالذهاب إلى البيت فليكن دق الباب بلطف وهدوء، وأن تكون هيئة حامل الخبر لا تثير الرعب والفزع.


4- اختيار أعقل مَن في الأسرة لإيصال النبأ إليه، وهو سيعرف كيفية إبلاغ النساء والأطفال وكبار السن ، وإيصاؤه بحسن الأسلوب في البلاغ.


5- تأجيل إخبار من كان مشغولًا بمهمة لابد من الانتهاء منها، أو كان في فرح وأمور ساره حتى يقضي وطره منها-هذا إذا أمكن إرجاء الإنباء- كمن كان في عرس، أو حفل سرور، أو سفرة مهمة.


6- الابتعاد عن إبلاغ الخبر إلى المريض الشديد مرضه، أو المشرف على الموت من أم أو أب. خشية أن يتضاعف المرض والألم، إلا إذا اضطُر لإخبارهم، ولكن في الوقت المناسب، وبمقدمات يتوقى بها وقوعُ ما يخشى عليهم من آثار وقع الخبر المؤلم.

 

7- إذا كان لابد من الإخبار ومشافهة المخبَر فليكن من المخبِر مقدمة حسنة تخفف وقع الخبر على النفس، ومن ذلك:

أ- المرحلية في المعلومات، وتقسيط الخبر وعدم إلقائه جملة، فلا يلقي المخبِر نبأ الفقد أو المكروه مباشرة فيقول: مات أو أصيب، بل يقول: حصلت له بعض المكروهات، أو يحتاج إلى دعاء، أو ما أشبه هذا من الكلمات.

ب- اختيار ضرب المثل الممهد لحسن قبول الخبر، كما سيأتي.

ج- التذكير بفضيلة الصبر على قدر الله تعالى، والرضا بقضائه، وأن اختيار الله خير من اختيار العبد لنفسه ولمن يحب.

د- اختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن الموت أو حادث المكروه، كلٌّ حسب لغته ولهجة بلده.

 

هـ- حسن التسلية بعد الإخبار، وتهوين المصاب، والقيام بخدمة أهل الفقيد، ومعاونتهم على تخفيف ما نزل بهم؛ كصنع الطعام (اصنعوا لآل جعفر طعامًا)،، وقضاء حوائج البيت، وتجهير شؤون التغسيل والدفن والتشييع، والمساعدة المالية إن كانوا بحاجة لذلك.

 

وسأذكر هنا نموذجًا فذًّا في الطريقة الصحيحة لإبلاغ خبر الموت.


وهذا النموذج عجيب جدًّا بكل ما يحتويه من عناصر تهوين المصيبة النازلة:

1- فهو من امرأة لا من رجل.

2- ومن أم الميت لا من شخص بعيد.

3- وفيه من الصبر على كتمان المصاب وإذهاب علامات من الوجه والنفس ما فيه.

4- ثم التهيؤ لفعل لا يكون إلا عند السرور.

5- ثم اختيار الوقت المناسب للإنباء.

6- ثم الأسلوب البديع والبلاغة الفذة في اختيار النص الذي سيكون مطية الإخبار.

 

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: (مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ، مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ لِأَهْلِهَا: لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ قَالَ: فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَقَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ، فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ) رواه مسلم.

 

وفي رواية للبيهقي: (فَلَمَّا عَلِمَتْ أَنَّهُ طَعِمَ وَأَصَابَ مِنْهَا قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا قَوْمًا عَارِيَةً لَهُمْ فَسَأَلُوهُمْ إِيَّاهَا أَكَانَ لَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهَا؟ فَقَالَ: لَا ، قَالَتْ: فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ أَعَارَكَ ابْنَكَ عَارِيَةً ثُمَّ قَبَضَهُ إِلَيْهِ فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ وَاصْبِرْ).

 

وفي رواية لأبي نعيم وأحمد والبيهقي وأبي يعلى: (فَدَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ وَقَالَ لَهَا: كَيْفَ الصَّبِيُّ؟ قَالَتْ: بِأَحْسَنِ حَالٍ فَحَمِدَ اللهَ ثُمَّ قَامَتْ فَقَرَّبَتْ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ إِفْطَارَهُ ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ فَأَصَابَ أَبُو طَلْحَةَ مِنْ أَهْلِهِ فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَلَمْ تَرَ آلَ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً فَتَمَتَّعُوا بِهَا فَلَمَّا طُلِبَتْ مِنْهُمْ شَقَّ عَلَيْهِمْ قَالَ: مَا أَنْصَفُوا قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ قَبَضَهُ، فَحَمِدَ اللهَ وَاسْتَرْجَعَ).

 

وله أيضًا وللطبراني: (لَا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ قَالَ: فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءَهُ وَشَرَابَهُ فَأَكَلَ وَشَرِبَ قَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا شَبِعَ وَرُوِي وَقَعَ بِهَا فَلَمَّا عَرَفَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَرُوِي وَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ بَيْتٍ أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ آخَرِينَ فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ أَلَهُمْ أَنْ يَحْبِسُوا عَارِيَتَهُمْ قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ).

 

وفي رواية لابن حبان: (فَأَتَى أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: كَيْفَ أَمْسَى بُنَيَّ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ مَا كَانَ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَسُرَّ بِذَلِكَ فَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ فَتَعَشَّى ثُمَّ مَسَّتْ شَيْئًا مِنْ طِيبٍ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ حَتَّى وَاقَعَ بِهَا فَلَمَّا تَعَشَّى وَأَصَابَ مِنْ أهله قلت: يَا أَبَا طَلْحَةَ رَأَيْتَ لَوَ أَنَّ جَارًا لَكَ أَعَارَكَ عَارِيَّةً فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا ثُمَّ أَرَادَ أَخْذَهَا مِنْكَ أَكُنْتَ رَادَّهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لَرَادُّهَا عَلَيْهِ قَالَتْ: طَيْبَةً بِهَا نَفْسُكَ؟ قَالَ: طَيْبَةً بِهَا نَفْسِي، قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَارَكَ بُنَيَّ وَمَتَّعَكَ بِهِ مَا شَاءَ ثُمَّ قُبِضَ إِلَيْهِ فَاصْبِرْ وَاحْتَسَبَ، قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ أَبُو طَلْحَةَ وَصَبَرَ).

 

فتأملوا في هذا الصبر العجيب، وحسن التوصل في الإخبار فيه!

 

قال ابن هبيرة في فوائد هذا الحديث: " وفيه أيضًا ما يدل على حسن التوصل في تسكين القلوب المنزعجة، كما فعلت أم سليم من توصلها حتى أعلمت أبا طلحة بعد أن قضت هي أربها؛ فإن أرب أم سليم كان أن تجاهد نفسها حتى تكون مع بعلها، وفي دارها، وولدها ميت. فإن هذا من المقامات العجيبة، ولو كانت قد أعلمت أبا طلحة من قبل أن يقضي أربها لما تم لها مرادها، ومما يدل على أن الإيمان هو ثمرة العقل.

 

والثاني: أن هذه أم سليم توصلت بحسن عقلها ونياتها ومجاهدتها نفسها وإعراضها عما يستحسنه أراذل الناس، وسمو همتها إلى ما يكون هو الحسن عند الله، وعند خيار المسلمين، فآثرت الأعلى حتى قاربت بمقام جمع لها من حسن الصبر، وكريم العزاء، وتجهيل الرجال الذين لا يكونون مثلها، وحسن القول التي توصلت به إلى غرضها به من التعريض العجيب الذي سلمت به من الكذب؛ فقالت رضي الله عنها قول رضى الله ورضى رسوله صلى الله عليه وسلم ورضى كل مؤمن يسمع بهذا الحديث إلى يوم القيامة"[1].

 

وقال القاضي عياض: " وضربها له المثل بمن أعار عارية وما فعلته دليل على علمها وفضلها وصحة إيمانها ووفور عقلها. ويقال: إن الغلام الذي مات لها هو أبو عمير صاحب النغير"[2].

 

وقال ابن الملقن: "فيه منقبة عظيمة لأم سليم بصبرها ورضاها بقضاء الله تعالى، وعدم إظهارها الحزن عند المصيبة، فإنها اختارت الصبر، ومن قهر نفسه وغلبها على الصبر ممن تقدم ذكره في الباب قبل هذا فهو آخذ بأدب الرب جل جلاله في قوله: ﴿ ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ﴾ [النحل: 126]. ولقد أخذت أم سليم في الصبر إلى أبعد غاية، على أن النساء أرق أفئدة"[3].

 

وجزاء هذا الموقف الخالد لأم سليم رضي الله عنها: دعاء النبي عليه الصلاة؛ فإن أبا طلحة لما أصبح غدا على النبي عليه الصلاة والسلام فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا) فَحَمَلَتْ أم سليم في تلك الليلة، فولدت غلامًا سمي بعبد الله، فكبر عبد الله بن أبي طلحة وتزوج وكان عالمًا فاضلًا فولد له تسعة أو سبعة من الولد كلهم ختم القرآن!.

 

إيصال الخبر السارّ:

وعلى المنوال نفسه ينبغي حسن التوصل في إبلاغ الخبر السار إلى أهله إذا كان السرور به عظيمًا؛ لأن السرور إذا جاوز الحد ضر النفس، وليست كل النفوس تستطيع تحمل الفرح الجامح خاصة إذا جاء بعد طول انتظار، أو يئسٍ من حصوله، كمن بشر بعودة حبيب غائب أو تحقق أمل ميؤوس منه.

 

فكم من إنسان وصل إليه خبر مفرح جدًا لم يحتمله فغشي عليه، أو خالط عقله شيء.

 

ولا يبعد موت بعض الناس من شدة الفرح؛ لذلك كان لابد من التدرج، وحسن التقديم. واختيار الأزمان والأماكن والأحوال لإبلاغ.

 

قال الميداني: "قال أشعب: وَهِبَ لي غلامٌ، فجئت إلى أمي بحمار موقور من كل شيء والغلام، فقالت أمي: ما هذا الغلام؟ فأشفقت عليها من أن أقول: وهب لي، فتموت فرحا، فقلت: وهب لي غين، فقالت: وما غين؟ قلت: لام، قالت: وما لام؟ قلت: ألف، قلت: وما ألف؟ قلت: ميم، قالت: وما ميم؟ قلت: وهب لي غلام، فغشى عليها فَرَحًا، ولو لم أقطع الحروف لماتت"[4].

 


[1] الإفصاح عن معاني الصحاح (5/ 67).

[2] إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/ 483).

[3] التوضيح لشرح الجامع الصحيح (9/ 569-570) بتصرف.

[4] مجمع الأمثال (1/ 440)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الطريقة الصحيحة لتقصير الشعر
  • الطريقة الصحيحة لاستخدام الأرقام في صلب الرسائل العلمية
  • الطريقة الصحيحة عند إسداء النصيحة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • كيف يحضر الساحر جنيا ؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعليم الخط العربي في مدارسنا بين الطريقة الكلية والطريقة الجزئية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تدريس اللغة الإنجليزية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • ملخص كتاب كيف تقرأ كتابا: الطريقة المثلى للاستفادة من القراءة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • إثبات وجود الله بين طريقة القرآن وطريقة المتكلمين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (4) وسائل تسهيل الحفظ وتثبيته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (3) الحفظ النموذجي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة التي يستفيد منها المدعو المعاصر من منهج ابن كثير(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب