• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية
علامة باركود

الوسائل الشرعية لاكتساب العلم والمعرفة ومضامينها التربوية

الوسائل الشرعية لاكتساب العلم والمعرفة ومضامينها التربوية
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/10/2018 ميلادي - 17/2/1440 هجري

الزيارات: 5725

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوسائل الشرعية لاكتساب العلم والمعرفة ومضامينها التربوية


قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78].

 

يقول القرطبي رحمه الله: إن من نعم الله عليكم أن أَخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالًا لا علم لكم بشيءٍ، وفيه ثلاثة أقاويل: أحدها: لا تعلمون شيئًا مما أخذ عليكم من الميثاق في أصلاب آبائكم، الثاني: لا تعلمون شيئًا مما قضى عليكم من السعادة والشقاء، الثالث: لا تعلمون شيئًا من منافعكم.

 

وجعل لكم السمعَ لتَسمعوا به الأمر والنهي، والأبصار لتبصروا بها آثار صُنعه، والأفئدة لتصلوا بها إلى معرفته، لعلكم تشكرون نعمَه وتُبصرون آثار صنعته؛ لأن إبصارها يؤدي إلى الشكر[1].

 

ويقول السعدي رحمه الله: إن في ذلك دليلًا على أن الله هو المتفرد بهذه النعم، ولا أحد يقدِر على ذلك إلا هو، ثم خصَّ الله تعالى هذه الأعضاء بالذكر لشرفها وفضلها؛ لأنها مِفتاح لكل علمٍ، فلا يصل للعبد علمٌ إلا عن طريقها، وعلى العبد شكر الله باستعمال هذه الجوارح في طاعته، فمن استعملها في غير ذلك كانت حجة عليه، وقابل النعمة بأقبح المعاملة[2].

 

المضامين التربوية:

قبل ذكر ما تَحتويه الآية الكريمة من مضامين تربوية، فإنه تجدر الإشارة إلى أن هذه الآية يشبهها آيات أخرى في مضمونها، ومنها قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 78]، وقولـه سبحانه: ﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [السجدة: 9]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك: 23]، ويستفاد من ذلك أنه تأكيدٌ من الله تعالى على عِظَم هذه النعمة: (السمع، البصر، الفؤاد)، ووجوب شكر الله عليها بإعمالها في مرضاته واجتناب نواهيه.

 

ومن المضامين التربوية التي تتضمنها الآية الكريمة:

أولًا: أن الله تعالى لمَّا خَلَقَ الإنسان على هذه الأرض: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، ثم حمَّله الأمانة: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]، ثم جعل الدنيا دار ابتلاءٍ له: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2].

 

فقد جعل له من رحمته سبحانه وتعالى بعد ذلك ما يُعينه على تحمُّل الأمانة ومواجهة الابتلاء، فزوَّده بوسائل معينة له على معرفة الخير واتِّباعه ومعرفة الشر واجتنابه، ومـن جملة تلك الوسائل: (الرسل عليهم الصلاة والسلام، الكتب السماوية، الفطرة المستقيمة، العقل السليم).

 

وفي هذه الآية حدَّد الله تعالى وسائل أخرى؛ هي: [ السمع، البصر، الفؤاد: القلب)]؛ ليعيَ بها أوامر الله تعالى ونواهيه، فيتبعَ أوامرَه ويجتنب نواهيه.

 

ثانيًا: خلق الله تعالى للإنسان خمس حواس أساسية؛ هي: ( اللمس، الذوق، الشم، السمع، البصر)، وأفضلها في كسب العلم السمع والبصر؛ لأن تأثُّر الإنسان بما يراه ويسمعه أعظمُ من تأثره بما يلمسه ويذوقه ويشمه[3].

 

ولذلك يجب على المسؤولين القائمين على شؤون التعليم، والمربين - التركيزُ الشديد على هاتين الحاستين تحديدًا في إيصال المعلومات للطلاب، واستخدام الوسائل التعليمية السمعية والبصرية، وما أكثرها هذه الأيام نتيجة التقدم المذهل في وسائل التقنية، والتي تأتي في مقدمتها الحاسبات الآلية، والشبكة العنكبوتية (الإنترنت).

 

ثالثًا: إن الموجه الأساس والمشرف العام عل هذه الحواس، وكافة أعضاء الجسم، هو القلب، وبصلاح القلب يصلح الجسد كله، وبفساده يفسد كله، ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"[4].

 

ولذلك يجب على المؤسسات التعليمية والتربوية بأشكالها المختلفة - العنايةُ التامة بسلامة القلب من كل ما يؤثر فيه سلبًا؛ من الأحقاد والضغائن، والمعاصي والذنوب، والشهوات والشبهات، والعمل على تنقيته بشكل مستمر، بغرس عقيدة التوحيد الخالص والإخلاص لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والإكثار من طاعة الله تعالى بأداء أوامره بقدر استطاعته واجتناب نواهيه، وأن يُعتنى بغرس المحبة لإخوانه المسلمين ولأمته قولًا وتطبيقًا.

 

رابعًا: إن الهدف الأساس والمقصد الأسنى من هذه الوسائل، وكل أعضاء الإنسان أن تسخر لعبادة الله تعالى وحده، ويقول ابن كثير رحمه الله: إن العبد إذا أخلص الطاعة لله صارت أفعاله كلها لله عز وجل، فلا يسمع إلا لله ولا يبصر إلا لله، ولا يبطش ولا يمشي إلا في طاعة الله عز وجل، وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورِجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن يَكره الموت وأنا أَكره مساءته"[5] - [6].


خامسًا: إن هذه الوسائل وغيرها مسؤول عنها الإنسان مسؤولية تامة، فإذا لم يسخرها لعبادة الله تعالى، وسُخِّرت في غير مرضاة الله تعالى، فقد وقع تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة من الخالق جل جلاله؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

 

ويقول السعدي رحمه الله: أي: ولا تتبع ما ليس لك به علمٌ، بل يجب التثبت من كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن أن ذلك يذهب دون مساءلة من الله تعالى يوم الحساب[7].

 

ولذلك يجب على الإنسان المسلم العاقل أن يراقب الله تعالى في كل ما يسمع ويقول ويفعل، فكل صغيرة وكبيرة مكتوبة في صحائفه، وتُعرض عليه يوم القيامة، فمن عمل خيرًا لقي خيرًا، ومن عمل شرًّا عاقبه الله تعالى بما يستحقه، وإن شاء غفر الله له بعفوه وكرمه ومنِّه، وما أحسن الالتزام بالتوجيه النبوي الشريف القائل: "مِن حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه"[8].

 

ويقول ابن القيم رحمه الله معلقًا على هذا الحديث: فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع، والبطش والمشي والفكر، وسائر الحركات الظاهرة والباطنة[9].

 

سادسًا: من أعظم الشهود على أقوال الإنسان وأفعاله وحركاته وسكناته يوم القيامة، أعضاؤه، فإن عمل خيرًا شهدت له، وإن عمل شرًّا شهِدت عليه؛ يقول الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65]، ويقول سبحانه: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 20]، ويقول عز وجل: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]، ويقول تعالى: ﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [فصلت: 21].

 

وقد ورد في الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو تبسَّم، فقال: ألا تسألوني من أي شيء ضحكت؟ فقال: عجبت من مجادلة العبد ربَّه يوم القيامة، يقول يا رب، أليس وعدتني ألا تظلمني ؟! قال بلى: قال: فإني لا أقبل علي شهادة شاهد إلا من نفسي، فيقول: أو ليس كفى بي وبالملائكة الكرام الكاتبين؟! قال: فيردِّد هذا الكلام مرات، فيختم على فيه، وتتكلم أركـانه بما كان يعمل، فيقـول بعدًا لكم وسحقًا؛ عنكم كنتُ أُجادل"[10].

 

وهذا الإخبار من الله تعالى، ومن رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، يجعل الإنسان المسلم على حذرٍ دائمًا في كل تصرفاته القولية والفعلية والفكرية؛ حتى لا يتحرك أي عضو من أعضائه إلا بما يرضي الله تعالى؛ لأنه سيأتي عليه يوم إما عاجلًا أو آجلًا، وسيحاسب على هذه التصرفات، وإن نسيها أو أنكرَها، ستتولى أعضاؤه التي هي من نفسه الشهادة عليه.

 

سابعًا: طالما خُلق الإنسان وهو لا يعلم شيئًا، وزوَّده الله تعالى بهذه الوسائل المهمة، فهي إذًا لم تُعْطَ عبثًا، وفي ذلك دليلٌ واضح للحث على طلب العلم والسعي إليه بكل الوسائل المشروعة والممكنة، فأول ما يجب أن يبدأ به من العلم ما يُعينه على معرفة ربه سبحانه وتعالى وتوحيده والإخلاص له، ومن ثَم معرفة كيفية عبادته عبادةً وَفق شرعه، دون إفراطٍ أو تفريط، ثم ينذر نفسه للتخصص في أحد التخصصات الشرعية أو العلمية التي تَميل إليها نفسه، ويحقِّق من خلالها النفع لنفسه ولمجتمعه ولأمته.

 

ثامنًا: هناك بعض الآيات القرآنية المتأمل فيها يجدها أنها تُنكر وتعيب على الذين لا يُعْمِلُون آذانهم وأبصارهم وعقولهم فيما يحقِّق لهم الهداية إلى سبيل الرشاد، بل إن الله تعالى شبه هؤلاء القوم بالأنعام، بل هم أضلُّ منهم، وأي استنكار وذمٍّ وتوبيخ من أن ينحدر إلى فصيلة الحيوانات إن لم يكن أقلَّ منها مرتبة، ومن تلك الآيات قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، وقوله سبحانه: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، وقوله تعالى: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 7].

 

تاسعًا: يولد الإنسان وقد زوَّده الله تعالى بهذه الوسائل العظيمة، وهي تبدأ ضعيفة وتتدرج حتى تصل مع مرور العمر إلى مرحلة النضج، وعبر هذه المسيرة تعترض الإنسان الكثير من الشهوات والشبهات التي قد تؤثر على الاستفادة المطلوبة من هذه الوسائل.

 

ولذلك وجب على المربين في جميع المستويات ابتداءً من الأسرة والمدرسة والمجتمع بمؤسساته التربوية المختلفة أن يحافظوا على هذه الوسائل من جانبين، وهما:

الجانب الأول: الابتعاد عن المؤثرات السلبية؛ مثل: الإهمال المبكر لهذه الوسائل وعدم توجيهها التوجيه الأمثل؛ كسماع الأغاني الساقطة، والموسيقا المثيرة للغرائز، والنظر المحرم وما أشبه ذلك.

 

الجانب الثاني: الحرص على تنميتها بكل ما هو نافع ومفيد لها، ومن أهم وسائل العناية بها: إلحاق الناشئة بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، والعناية بتهيئة محاضن تربوية لهم، مع الاهتمام بالرفقة الصالحة المعينة على الخير.

 

عاشرًا: لعلم الله تعالى بحال الإنسان وقلة شكره، قال جل جلاله: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].

 

فلذلك وجَّه الله تعالى في كثير من الآيات إلى وجوب شكره؛ لأنه سبحانه هو المستحق بالشكر، فهو الخالق وهو المدبر وهو الرازق وهو المنعم، وما من خير في الإنسان إلا منه سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53].

 

فشكرُ الله تعالى من أوجب الواجبات على العبد، ومهما بلغ فلن يوفي الله تعالى حقَّ شكره، ومن فضل الله تعالى أنه يجازي الشاكر له بالزيادة والإنعام: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، فهذا فضل على فضل.

 

الحادي عشر: العلم الذي يحصل عليه الإنسان عن طريق وسائل العلم الأساسية التي مرَّ ذكرُها، هو من عند الله تعالى، ولولا الله جل وعز ما علم شيئًا، فالوسائل من عنده وحصول العلم وتهيئة أسبابه أيضًا من عنده سبحانه؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 31، 32]، وقال تعالى: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5]، لذلك فإن هذه الوسائل وحدَها لا تكفي؛ إذ لابد أولًا من توفيق الله تعالى للمتعلم: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [هود: 88]، وهذا التوفيق لا يتأتَّى إلا عن طريق تقوى الله تعالى وطاعته: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282].

 

ولذلك يجب على المسلم إن عَلِم شيئًا أن يردَّ ذلك العلم إلى الله تعالى؛ لأنه منه تعالى ابتداءً وانتهاءً، وقد درَج علماء الأمة الخلف والسلف في كتبهم ومؤلفاتهم ودروسهم ومواعظهم ومحاضراتهم وفتواهم - أن يردَّوا كلَّ ما كتبوا وما قالوا إلى الله تعالى، ولذا تجدهم يقولون بعد أي علم توصلوا إليه عبارة: (والله تعالى أعلم).

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



[1] ( القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج10، ص 151 ).

[2] ( السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص397-398 ).

[3] ( انظر : ابن القيم، مدارج السالكين، ج2، ص 408).

[4] ( البخاري، صحيح البخاري، باب فضل من استبرأ لدينه، حديث رقم 52، ج 1، ص 28 ).

[5] ( البخاري، صحيح البخاري، باب التواضع، حديث رقم 6137، ج 5، ص 2384).

[6] ( ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج2، ص 580 ).

[7] ( السعدي، تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 409 ).

[8] ( ابن حنبل، المسند، حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما، حديث رقم 1737، ج3، ص 259 ).

[9] ( ابن القيم، مدارج السالكين، ج 2، ص 21 ).

[10] ( الحاكم، المستدرك على الصحيحين، حديث رقم 8778، ج 4، ص 644 )، ( وصححه الذهبي في تعليقه).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الوسائل الشرعية الفعالة للتغلب على فتن الدنيا
  • من الوسائل الشرعية لإنكار المنكر: الحسبة

مختارات من الشبكة

  • مشروعية الوسائل والأساليب الدعوية ومصادرها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من وسائل الإعلام المقروءة ( الكتاب )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأدلة الشرعية على ضرورة الاعتناء بفقه البدائل الشرعية(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • تسديد النظر في حقيقة المقاصد الشرعية والمصالح المرعية وكيفية اعتبارها في استنباط الأحكام الشرعية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صور الصرف عبر وسائل الاتصال التي تنقل اللفظ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف وأنواع وسائل الدعوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرقية الشرعية مسائل ووسائل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وقفات مع الوسيلة الشرعية في الدعوة إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان الوسيلة الشرعية والشركية في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوسيلة الشرعية في الدعوة إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب