نقود على التقويم اللغوي والقرائي في الكتب الخارجية إلى الصف الثاني الثانوي (3)

نقود على التقويم اللغوي والقرائي

في الكتب الخارجية إلى الصف الثاني الثانوي (3)

أتابع هنا ما بدأته في الجزء الأول والثاني من قراءاتي بند التقويم في مختلف الكتب الخارجية لمختلف الصفوف من الأول الابتدائي حتى الثاني الثانوي:

1- الخلط بين الحرف والصوت في الأول الابتدائي

يشيع في كتابين خارجيين سائرين للغة العربية للصف الأول الابتدائي هذه الصيغة غير الصحيحة للسؤال.

ما هي؟

يقولان: صل حرف (أَ- إِ - أُ - أْ) بالصورة المناسبة.

وماذا في هذا؟

فيه أنه يعبر عن الصوت بالحرف؛ فما دام الحرف قد ضُبط بحركة ما فإنه يصير صوتاً لا حرفاً.

قد يقول قائل: قد يكون هذا مقتبس من كتاب الوزارة، وهما يقلدانه؟

والجواب: لا، إن كتاب الوزارة لا يرتكب هذا الشيء، بل يصوغ الصياغة الصحيحة. ماذا يقول؟ يقول: ضع (أَ- إِ - أُ - أْ) مكان النقط، ولا يسميها حرفا؛ فليتهما يراعيان ذلك في طبعات السنوات القادمة إن شاء الله تعالى.

2- الخطأ في صيغة السؤال في الثالث الابتدائي

تختلف الكلمات فيما بينها؛ فمنها الكلمات العامة، ومنها المصطلحات، ومنها أسماء الذوات، و...إلخ.

ويؤدي هذا الاختلاف إلى اختلاف طرق السؤال عن المراد بها؛ فهناك ما يسأل عنها بـ"ما معنى؟"، وهناك ما يسأل عنها بـ"وضِّح المراد بـ، أو عرِّف، أو ما شابه".

ومن هذا القبيل كلمة "البلبل" التي سأل عنها الكتاب الخارجي السيار في اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي ص77 س5:

[أ- هات معنى البلبل.....].

وكما حدث في الصف الخامس الابتدائي فيما يخص كلمة "الدينار" الواردة في موضوع العلم النافع الذي يعالج حديث: "العلماء ورثة الأنبياء"، لكن الصفحة لا تحضرني التوة.

هاتان الكلمات وأمثالهما لا يصح أن نسأل عن المراد بها بـ" ما معنى؟" كما ورد بل ما يصح هو: (عرِّف، أو ما المراد بـ، أو ما كذا؟).

وتكرر ذلك في موضوع "الطفل والسحابة" في كتاب خراجي آخر، فأورد: ما معنى السحابة؟"، والصحيح ان يقول: عرف السحابة.

3- واستجاب كتاب الامتحان للأول الثانوي، وغيَّر

في 27 / 11 / 2015م كتبت لوحة عنوانها "مفرد أولي في الأول الثانوي" أشرت فيها إلى ما ورد في موضوع "قيم اجتماعية" ص 66 هامش 16 من كتاب "الامتحان" في طبعة العام الدراسي السابق، ذلك الكتاب الذي أقدّره للصف الأول الثانوي- بخصوص كلمة "أولي" في (وأصبح واجبا على القبيلة أن تقدم القاتل إلى أولي الأمر حتى يلقى جزاءه). ماذا قال الكتاب في طبعة 2015/ 2016م؟ قال في الهامش المشار إليه آنفا: (أولي الأمر، أصحاب الأمر، أي الحكام. مفرد أولي: ولي). وبينتُ في ذلك التاريخ 27/ 11/ 2015م أن مفرد "أولي" ليس من لفظه بل من معناه وهو "ذو"، أما جمع "ولي" فهو "أولياء". ثم تصفحت طبعة هذا العام 2016/ 2017م من كتاب "الامتحان"، فوجدت القائمين على أمر الكتاب قد استجابوا، فحذفوا الجزء الأخير (مفرد أولي: ولي) من هامش 18 ص 65، فجاء الهامش كالآتي: (أولي الأمر، أصحاب الأمر).

4- مرادف اضطر ألجئ لا لجأ

بدأ العام الدراسي بحمد الله تعالى، وأعود إلى سلسلة "هذا النمط من الأسئلة" مع هذا الكتاب الخارجي المشهور الذي ينال إعجابي؛ لذا أذكر هذه الهنات لتغيب في الطبعات القادمة إن شاء الله تعالى.

ما هنة هذه المرة؟

وردت هذه الهنة ص24 س10 (أ) من مقرر الصف السادس الابتدائي، يقول السؤال:

[اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي:

أ- معنى "اضطر".......... ( هرب - لجأ - ابتعد)].

ماذا في هذا؟

فيه أنه لا معنى لـ"اضطر" في بدائل الجواب.

لماذا؟

لأن معنى "اضطر" هو "أُلْجِئَ" بضم الهمزة وتسكين اللام وكسر الجيم لا "لجأ"؛ لذا يجب تصحيح هذه المعلومة من المعلمين إلى أن تعدل في طبعة الكتاب.

5- غياب الإنشائي لفظا الخبري معنى من الأول الثانوي

ينقسم الأسلوب في اللغة العربية أقساما أربعة.

ما هي؟

هي: الخبري لفظا ومعنى، والإنشائي لفظا ومعنى، والخبري لفظا الإنشائي معنى، والإنشائي لفظا الخبري معنى.

فهل سار الكتاب الخارجي للغة العربية للصف الأول الثانوي على ذلك؟

♦ لا.

♦ كيف؟

قسم ذلك الكتاب الخارجي للأول الثانوي في اللغة العربية الأسلوب في اللغة العربية ص ص 188 189 إلى نوعين، هما: الخبري، والإنشائي، وأدرج تحت قسمه الطلبي الاستفهام والنداء والتمني والأمر والنهي، وأدرج تحت قسمه غير الطلبي القسم والتعجب والرجاء وكم الخبرية والمدح والذم. ثم وضع القسم الثالث الذي هو الأسلوب الخبري لفظا الإنشائي معنى في مربع للانتباه ص189، لكنه أهمل القسم الرابع من الأساليب، ولم يتحدث عنه لا في التمثيل والشرح ولا في التنبيهات.

ما هو؟

إنه الأسلوب الإنشائي لفظا الخبري معنى كالاستفهامات التقريرية؛ لذا لزم التنويه لتدارك ذلك في الطبعات القادمة من الكتاب إن شاء الله تعالى، ولتداركه من المعلمين والمعلمات إكمالا يشمل الشرح والتمثيل والتدريب.

6- سؤال عن مضمون محذوف من طبعة هذا العام والعام الماضي في 6 ب

أجريت على قصة "علي مبارك" المقررة على السادس الابتدائي تعديلات حذفت فيها أجزاء كبيرة من الفصل الثاني من طبعة 2015/ 2016م كما أشرت إلى ذلك في مقالي (وهم التصحيح التربوي في طبعة 2015/ 2016م في الفصل الثاني من قصة "علي مبارك")، لكن أحد الكتب الخارجية السيارة في اللغة العربية أورد في سؤال 14 ص 45 الفقرة "د"عن المضمون المحذوف ص45 من طبعة 2015/ 2016م و2016/ 2017م كما يأتي:

[ضع علامة صح أمام العبارة الصحيحة، وعلامة خطأ أمام العبارة غير الصحيحة فيما يلي:

د- ذهب علي مبارك إلى أخ له في برنبال ليقنع والده بعدم الذهاب إلى الكتاب ( )].

أذكر ذلك حتى يختفي من الطبعات القادمة إن شاء الله تعالى، وحتى ينتبه المعلمون والمعلمات!

7- رأس السؤال يتنافي وموضوعه

ما زلنا مع الكتاب الخارجي للغة العربية للصف الأول الثانوي، وما زلنا مع الخبر والإنشاء، وهذه المرة سنيمم وجهنا شطر ص191 حيث س1 الذي يقول: بين نوع الأسلوب فيما يلي (خبري - إنشائي)، ثم يسرد أمثلة ستة، هي:

أ- إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا ♦ ♦ ♦ ب- هل الدهر إلا غمرة وانجلاؤها وشيكاً وإلا ضيقة وانفراجها ♦ ♦ ♦ ج- فليت الليل فيه كان شهراً ومر نهاره مر السحاب ♦ ♦ ♦ د- يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم ♦ ♦ ♦ هـ- عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن وخفق البنود ♦ ♦ ♦ و- لا تطمحن إلى المراتب قبل أن تتكامل الأدوات والأسباب

ماذا رأينا؟

رأينا كل الجمل أساليب إنشائية، ولا يوجد مثال للأسلوب الخبري- على الرغم من طلب السؤال تحديد نوع الأسلوب.

8- التمثيل الخطأ للتورية في الأول الثانوي

عرّف الكتاب الخارجي المشهور في اللغة العربية للصف الأول الثانوي "التورية" ص 186، ثم مثّل لها بمثالين: آخرهما يصلح للتمثيل، وأولهما لا يصلح. كيف؟ أولهما هو البيت الآتي: [أَيُّهَا الْمُعْرِضُ عَنَّا *** حَسْبُكَ اللَّهُ تَعَالَ]. أين التورية؟ في كلمة "تعال". كيف؟ قال الكتاب:

فهل هذا صحيح؟ لا.

لماذا؟

لأن "تعال" هنا فعل أمر له معنى واحد هو "أقبل" ملحوظ فيه الارتفاع. أما الفعل الذي معناه "علا وارتفع" فهو الفعل الماضي "تعالى"، وهو الذي تصف الله "تعالى". وعلى هذا فالشطر الآخر جملتان بينهما كمال انقطاع؛ لذا فصل بينهما؛ لكون الأولى خبرية لفظا ومعنى والأخرى إنشائية لفظا ومعنى- لا جملة واحدة كقولنا: قال الله تعالى".

ولا ينفرد هذا الكتاب بالاستشهاد بهذا البيت؛ فهناك كتب بلاغة أخرى غير مدرسية تستشهد به ككتاب "البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها" (ص: 750).

9- تكرار التمثيل الخطأ للتورية في الثاني الثانوي

لا أدري سر التكرار في المرحلة الثانوية في البلاغة والأدب بين سنواتها الثلاثة، ومن هذا التورية التي كتبت عنها في الصف الأول الثانوي قبل ذلك، ثم وجدت الكتاب الخارجي المشهور في اللغة العربية للصف الثاني الثانوي يذكر لـ"التورية" ص 185 المثال الخطأ نفسه الذي ذكره في الصف الأول الثانوي ص186.

ما هو؟

إنه البيت الآتي: [أَيُّهَا الْمُعْرِضُ عَنَّا *** حَسْبُكَ اللَّهُ تَعَالَ]. أين التورية؟ في كلمة "تعال".

كيف؟

قال الكتاب:

فهل هذا صحيح؟

لا.

لماذا؟

لأن "تعال" هنا فعل أمر له معنى واحد هو "أقبل" ملحوظ فيه الارتفاع. أما الفعل الذي معناه "علا وارتفع" فهو الفعل الماضي "تعالى"، وهو الذي تصف الله "تعالى". وعلى هذا فالشطر الآخر جملتان بينهما كمال انقطاع؛ لذا فصل بينهما؛ لكون الأولى خبرية لفظا ومعنى والأخرى إنشائية لفظا ومعنى- لا جملة واحدة كقولنا: قال الله تعالى".