• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / حوارات وتحقيقات
علامة باركود

حوار الدكتور محمد مختار المهدي حول بناء الأسرة والزواج في الإسلام (1)

أحمد الشايب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/11/2013 ميلادي - 17/1/1435 هجري

الزيارات: 8933

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار الدكتور محمد مختار المهدي

حول بناء الأسرة والزواج في الإسلام (1)


كيف اهتم الإسلام ببناء أركان الأسرة؟ وما هي أهداف الزواج الصالح كما حددها الدين الصحيح؟

من أهم الدروس المستفادة من سيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه بيَّن لنا كيف نبني الفرد، وكيف نبني الأسرة، وكيف نبني المجتمع، ونحن في هذه الأيام أشدُّ ما نكون حاجة في أن نقتبس من أنوار النبوَّة ما يُبدِّد الظلام الذي نعيشه الآن، وفي هذا الصدد كان لنا حوار مع فضيلة الدكتور محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية الرئيسية للعاملين على الكتاب والسنة، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر؛ لكي يحدِّثَنا عن كيفية بناء الأسرة في الإسلام، وما هو قوامها الصحيح؟


فإلى نص الحوار:

بداية: لماذا اعتنى القرآن الكريم ونبيُّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بالفرد المسلم؟

الدكتور محمد مختار المهدي: أولاً قبل كل شيء، لقد اعتنى نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالفرد على أساس أن هذا الفرد مكوَّن من جسدٍ وروح، وهذا الجسد خُلِق من التراب والماء، ولا يمكن له أن ينموَ ولا أن يعيش إلا بما يخرج من أصله، وهو التراب والماء، وفي ذلك يقول الله -تعالى-: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [عبس: 24 - 32].


حتى إذا جاء الأجل عاد الجسد إلى أصله الذي خُلِق منه، طبقًا لقول الله -تعالى-: ﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾ [طه: 55]، أما الروح، فالقرآن الكريم يقول: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾ [الإسراء: 85]، فالمنبع إذًا يختلف؛ منبع الجسد من الأرض، أما منبع الروح، فمن عند الله - عز وجل - وبما أن الجسد لا ينمو أو يعيش إلا بالغذاء الذي يخرج من أصله، فكذلك الروح لا تنمو ولا تعيش إلا بما يأتيها من منبعها، وهو الوحي الذي أنزله الله - عز وجل - على الرسل والأنبياء.


كيف اهتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بتأسيس دعائم الفرد المسلم؟

الدكتور محمد مختار المهدي: لقد أكرمنا الله - عز وجل - بأن أنزل القرآن على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- شاملاً لكل وحي السماء، منذ آدم إلى أن جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- فختم الله به الرسل، فلم يَعُد هناك تفسير للروح إلا كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيِّه، باعتبارهما الوحي الخاتم لهذه الأمة العظيمة، التي امتنَّ الله - عز وجل - عليها ببعثة نبيِّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قال: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]، فإذا جاء الأجل عادت الرُّوح إلى بارئها، كل يعود إلى أصله، كما عاد الجسد إلى الأرض تعود الروح إلى السماء، ومن هنا اهتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتكوين الفرد المؤمن على أن تتوازن القوى الجسدية والروحية، بمعنى أنه لم يُحرِّم عليها شيئًا ممَّا يخرج من الأرض ورزقهم من الطيبات، ثم حثَّ هذا الفرد على أن ينمِّيَ روحه بالوحي، هنا يحدث التوازن، ويحدث التوازن بين الدنيا والآخرة، وباستمرار يقول لنا: ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 17]، وبناءً على ذلك كانت شخصية المؤمن تتكون أساسًا بناءً على حياتين: حياة يعيشها ولا يعرف متى يغادرُها، وحياة أخرى باقية لا نهاية لها، فعلى الراشد العاقل أن يوازن بين حياةٍ لا يعرف متى تنتهي وبين حياة لا نهاية لها.


كيف اهتم الإسلام بتأسيس الفرد من خلال تعليمه الدين الإسلامي الصحيح؟

الدكتور محمد مختار المهدي: بعد أن تكوَّنت شخصية المسلم على هذا الأساس، الإيمان بالله رازقًا وخالقًا ومهيمنًا، والإيمان باليوم الآخر على أساس أنه الأفضل والأبقى، وعلى أنه وقت الحساب ولقاء المولى - جل في علاه - والمُحاسِب على كل صغيرة وكبيرة، حتى يعبر سيدنا لقمان عن تلك الحقيقة عندما يُحدِّثنا الله -تعالى- على لسان سيدنا لقمان لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16].


إذًا فلا شيء يفوتُ من قول أو عمل إلا ويُكتَب في الصحيفة الخاصة بك، سواء أكانت عملاً أو قولاً؛ لقول الله -تعالى-: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، ويقول أيضًا: ﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 11، 12]، هذه الحقيقة الإيمانية هي التي يتربَّى عليها الفرد، ذكرًا كان أو أنثى.


ما هو السبيل لإقامة أسرة مسلمة تتمسك بكتاب الله وبسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم؟

بعد أن تتكوَّن هذه الشخصية تبدأ عملية الأسرة، وعملية الأسرة لا بد أن تبدأ من شخصين تربَّيَا على هذه المبادئ؛ ولهذا جاءت وصيَّات النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))، صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأصبح هنا الشرط الأساسي هو الدين والخُلُق، وهما لا يظهران إلا بالتجرِبة، فلا يصح مثلاً أن أختار لابنتي رجلاً أراه في المسجد كثيرًا يُصلِّي، فهذا دين، لكن هل هذا الدين أثَّر على طبيعته فصارت أخلاقُه كأخلاقِ نبيِّنا محمد - صلى الله علية وسلم -؟ إذًا فلا بد من تكامل الدين مع الخُلق، ثم جاء للأنثى فقال نبينا -صلى الله عليه وسلم- لمن يريد الزواج: ((فاظفرْ بذات الدين تَرِبت يداك))، فأصبحت الأسرة هنا مكوَّنة من عنصرين، كل منهما يؤمن بذات الدين وبهذا الخُلُق، تكوَّن هنا مُخضَل صالح لجيل صالح، يرى من سلوك أبيه وأمه ما يُساعِده على أن يحيا حياة الدِّين والخلق؛ بهذا تتكون الأسرة.


ما هو الهدف من وراء الزواج كما يبين لنا القرآن الكريم وكما فسَّرته لنا السنة النبوية؟

الدكتور محمد مختار المهدي: لقد جاء الوحي ليبيِّن الهدف من وراء هذا الزواج، فالهدف أولاً العفاف؛ حتى لا ينظر أحد منهما إلى ما حرَّم الله - عز وجل - لقول الله -تعالى-: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 33].


وما معنى قولة -تعالى-: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ﴾ [النور: 32]؟

الدكتور محمد مختار المهدي: لقد جاء الأمر الإلهي في عملية الزواج حين قال -تعالى-: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾ [النور: 32]، فالأمر موجَّه إلى أولياء الأمور للبنات أو البنين؛ لأن كلمة الأيِّم هي مَن لا زوج لها، أو مَن لا زوجة له، فالأيِّم يصدُقُ على الرجل وعلى المرأة سواء، فالأمر الإلهي يقول: أنكحوا؛ أي: زوِّجوا الأيامي منكم.


كيف يسَّر الله أمر الزواج؟ ولماذا؟

الدكتور محمد مختار المهدي: يسَّر الله أمر الزواج بمعنى أنه لم يشترط في هذا الزواج تكلفة خاصَّة غير المهر والصَّداق الذي يعتبر منحةً وهِبَةً وهديَّةً للزوجة؛ حتى لا تشعرَ بأنها هي الطالبةُ للزواج، فهو كناية عن إبداء الرغبة فيها؛ حتى تكون هي مرغوبة ومطلوبة، وليست راغبة أو طالبة، حفاظًا على حياتها، وفي هذا الصدد يقول الله - عز وجل -: ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ [النساء: 4].


حين نتأمَّلُ في هذا الصداق وفي هذه النِّحْلة نجد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يسَّر هذا الأمر تيسيرًا عجيبًا، يأتي عليه رجل ويطلب منه زواج امرأة تَهَبُ نفسَها للرسول -صلى الله عليه وسلم- فأعرَض عنها، فقال: زوِّجنيها يا رسول الله، فقال له: ((التَمِس ولو خاتمًا من حديد))، فأخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يُقدِّم لها أي شيء ولو حتى خاتمًا من حديد، وليس من ذهب أو من فضة، ويذهب الرجل ولا يجد خاتمًا من حديد، فيأتي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ليشجِّعَ على حفظ القرآن ويقطع الطريق على الحرام، فيقول له: ((ماذا معك من القرآن؟))، فيقول له: معي كذا وكذا وكذا، فيقول له: ((زوَّجتُك لها على ما معك من القرآن الكريم)).


الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضربُ لنا دائمًا أروعَ الأمثال في كل شيء، فكيف كانت حياته عندما تزوج مننساء المؤمنين وزوَّج بناته؟

الدكتور محمد مختار المهدي: إذا نظرنا إلى النبي نفسه - عليه الصلاة والسلام - وقد زوَّج بناته وتزوَّج هو أمهات المؤمنين، لننظر في ماذا قدَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- وماذا أخذ من مهور، فقد ثبت أنه لم يَزِدْ لا في بناته ولا في زوجاته على اثنتَي عَشْرَة أوقيَّة من الفِضَّة، بما تعادل الآن ألفي ونصف جنيه.


والسؤال هنا:

هل بناتنا أفضل من بنات النبي - صلى الله عليه وسلم؟

وهل زوجاتُنا أفضل من زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم؟

الدكتور محمد مختار المهدي: ولكن هذا ما كان من أمر التيسير في عملية المهر؛ لندرك أننا بمخالفتنا لسيرة النبي وسلوكه -صلى الله عليه وسلم- وقعنا الآن في المحظورات التي قال عنها: ((فتنة وفساد كبير)).


وما هو الضرر الواقع علينا بمخالفتنا لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم؟

الدكتور محمد مختار المهدي: كما أخبر ربنا - عز وجل -: ﴿ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73]، فالفساد بدأ من العنوسة والعزوبة، ووصلت النسبة إلى أكثر من اثنَي عشر مليون عازب وعانس، الاثنا عشر مليونًا هؤلاءِ لا ينتجون، وقد عبَّر القرآن عن عملية الزواج فجعلها ضرورة لكلٍّ من الرجل والمرأة، وقاس هذه الضرورة على الملابس، فقال - تعالى جل في علاه -: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].


فإن كنت تستغني عن ملابسك وتستطيع أن تسير عُريانًا، فلتكن بغير زوجة، وإن كانت هي الأخرى تستطيع أن تعيش عريانة، فلتعِشْ بدون زوج، وبناءً على هذا أصبح الزواج ضرورةً كضرورة الملبس والمسكن والمشرب والمأكل.


كيف يسَّر لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عملية إتمام عقد الزواج بعد التيسير في المهور والصداق؟

الدكتور محمد مختار المهدي: كذلك أيضًا حدَّد لنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بعد عمليةِ التيسير في المهور أن نبدأ هذا العقدَ في مسجد بدون تكلفة، فالآن أصبحت المسألة في نادي كذا، أو في فندق كذا، ويختلفون في ليلةٍ وقد تنفسخ العَلاقة في ليلة الدخلة على إثر الاختلاف على المكان الذي يكون فيه الزواج؛ كالفندق والنادي وغيرها من الأماكن.


وما هي الحكمة في بداية شعائر الزواج من المسجد؟

الدكتور محمد مختار المهدي: يبدأ الزواج من المسجد؛ ليكون هذا عُنوانًا ورمزًا لخضوع كلا الطرفين لأوامر الله - عز وجل - وأن يوفِّقهما الله في حياتهما.


ما هو الهدف الثاني من الزواج؟

الدكتور محمد مختار المهدي: قُلنا بأن المسألة أولاً الإعفاف عمَّا يُغضِب الله، ثم يأتي بعد ذلك النَّسل الصالح، فالأنبياء جميعهم كانوا يطلبون من ربِّ العزة ذريةً طيبة، فسيدنا إبراهيم - عليه السلام - طلبها، وجعلها له - سبحانه وتعالى - مكافأةً له، والرسل جميعًا كان لهم أزواج وذرية، وبالتالي الذرية هدفٌ من أهداف الزواج، وهدف مقدَّس؛ لأن تواصلَ الأجيال لن يأتي إلا من هذا الطريق، ثم مع النسل لم يحدِّد لنا عددًا من النسل، بل جعل الولد أو البنت هبةً من الله، والهبة دائمًا تكون بقدر الواهب، وسنضرب مثالاً: كأن يكون شخصًا حصل على نيشانًا من رئيس الجمهورية مثلاً، فيقوم هذا الشخص بأخذ النِّيشان ويضعه في المنزل؛ لكي يفتخر به أمام الناس، فما بالك بهدية جاءتك من رب السماء؟ ولذلك يعبر القرآن الكريم كثيرًا عن الأولاد بالهبة، فيقول الله - عزل وجل -: ﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ﴾ [الشورى: 49، 50]، فالله يَهَبُ للطرفين الذكور والإناث، وأيضًا يَهَبُ الإناث قبل الذكور، ويقول أيضًا: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ﴾ [الأنعام: 84].


كيف نقابل هبة الله وهديَّته؟

الدكتور محمد مختار المهدي: ما دامت هبة وهدية من الله، فهي تحتاج إلى شكر؛ لأنها نعمة، والشكر لا بد أن يتمثَّل في فرحةٍ بإتيان هذا الولد كنعمة من نِعَمِ الله، فيطلب من الإنسان بأن يقوم بعقيقة؛ شكرًا لنعم الله - عز وجل - والهبة التي أعطاه إيَّاها، وهي هبة الولد، وعليه أن يعتني بهذه الهبة في تربيتها في الحلال، وأكثر من هذا أنه - سبحانه وتعالى - حثَّ الأم أن تُرضِع هذا الطفل حتى ولو طُلِّقت، فآية الرضاعة جاءت في المطلَّقات، فعندما يقول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233]، فهذه الآية نزلت في المطلَّقات، فهي لو كانت متزوجة وفي بيت الزوجية لا تحتاج أن يعطيَها الزوج أجرةً على هذه الرضاعة، فهي تعيش معه، لكنها إذا طُلِّقت منه أصبحت محتاجةً للأجر الذي تحصل عليه من الرضاعة، فأصبحت الرضاعة حقًّا مكتسبًا للولد؛ لأن هذا هو المصدر الوحيد لتغذية الطفل في السنتين الأوليين له، وإن الله - عز وجل - يمنحه من فضله الكريم هذا اللبن في الضرع، فيه كل ما يحتاجه هذا الطفل في كل يوم ينمو فيه، فالغذاء المناسب له وهو ابن خمسةَ عشرَ يومًا يختلف عن غذائه وهو ابن شهرين مثلاً، ومع ذلك أيضًا يرضَعُ الحنانَ من صدر أمه وهي تضمه إليها، فهذا الحنان مطلوب؛ لأنه ينعكس على سلوك الطفل بعد أن يَكْبَر، فهذا هو الهدف الثاني من أهداف الزواج وتكوين الأسرة في الإسلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار شبكة الألوكة مع الدكتور صالح الرقب
  • حوار تشارلز غيست حول تاريخ الربا والتأمين الإسلامي
  • حوار الدكتور محمد مختار المهدي حول بناء الأسرة والزواج في الإسلام (2)
  • حوار ألان فرسكين حول الفتوى وفقه الأقليات الإسلامية

مختارات من الشبكة

  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في مركب "حوار الحضارات": أي حوار وأية مقومات؟(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • الحوار المفروض والحوار المرفوض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحوار المفقود (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نتائج الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • حكم الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • مفهوم الحوار لغة(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب