• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / أطفال
علامة باركود

التنشئة الاجتماعية وأساليب المعاملة الوالدية (2)

التنشئة الاجتماعية وأساليب المعاملة الوالدية (2)
د. موسى نجيب موسى معوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/3/2013 ميلادي - 7/5/1434 هجري

الزيارات: 144068

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التنشئة الاجتماعية وأساليب المعاملة الوالدية (2)


رأينا في المقال السابق أن عملية التنشئة الوالدية - التي يقوم بها الآباء لأبنائهم – تتم من خلال مجموعة من الأساليب، تتنوع وتختلف باختلاف الخبرات والمهارات التي يتميز بها الآباء عن بعضهم البعض، فتعرفنا على التنشئة الاجتماعية، ومصادرها، وعملياتها، ومظاهرها، وأسسها النفسية.. ونتابع بالأهداف وغيرها.

 

سادسًا: أهداف التنشئة الاجتماعية Goals Of Socialization:

تهدف التنشئة الاجتماعية إلى إكسابِ الفرد أنماط السلوك السائدة في مجتمعه؛ بحيث يمتثل القِيَم والمعايير التي يتبنَّاها المجتمع، وتصبح قِيَمًا ومعايير خاصة به، ويسلك أساليب تتسق معها بما يحقِّق له المزيد من التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي، ويرى البعض أن الهدف الأساسي من عملية التنشئة الاجتماعية هو خلق ما يسمَّى بالشخصية المنوالية للمجتمع؛ أي: الشخصية التي تجسِّم العَلاقات البارزة التي تَسِم الأفراد، أو الذين يعيشون في مجتمع ما؛ بحيث يؤدي هذا إلى وجود إطار مشترك، تتحدَّد من خلاله الملامح المميزة للمجتمع.

 

كما تهدف التنشئة الاجتماعية أيضًا إلى:

• غرسِ عوامل ضبط داخلية للسلوك، وتلك التي يحتويها الضمير، وتصبح جزءًا أساسيًّا؛ لذا فإن مكونات الضمير إذا كانت من الأنواع الإيجابية، فإن هذا الضمير يوصف بأنه حيٌّ، وأفضل أسلوب لإقامة نسق الضمير في ذات الطفل أن يكون الأبوان قدوةً لأبنائهما؛ حيث ينبغي ألا يأتي أحدهما أو كلاهما بنمطٍ سلوكي مخالف للقِيَم الدينية والآداب الاجتماعية.

 

• توفير الجو الاجتماعي السليم الصالح، واللازم لعملية التنشئة الاجتماعية؛ حيث يتوفَّر الجو الاجتماعي للطفل من وجوده في أسرة مكتملة تضم الأب والأم والإخوة؛ حيث يلعب كلٌّ منهما دورًا في حياة الطفل.

 

• تحقيق النضج النفسي؛ حيث لا يكفي لكي تكون الأسرة سليمةً متمتعة بالصحة النفسية، أن تكون العَلاقات السائدة بين هذه العناصر متزِنة سليمة، وإلا تعثَّر الطفل في نموه النفسي، والواقع أن الأسرةَ تَنجَح في تحقيق النضج النفسي للطفل، إذا ما نجحت في توفير العناصر التالية:

 

• تفهُّم الوالدين وإدراكهما الحقيقي في معاملة الطفل، وإدراك الوالدين ووعيهما بحاجات الطفل السيكولوجية والعاطفية المرتبطة بنموه، وتطور نمو فكرته عن نفسه وعن علاقته بغيره من الناس، وإدراك الوالدين لرغبات الطفل ودوافعه التي تكون وراء سلوكه، وقد يعجز عن التعبير عنها.

 

• تعليم الطفل المهارات التي تمكنه من الاندماج في المجتمع، والتعاون مع أعضائه، والاشتراك في نواحي النشاط المختلفة، وتعليمه أدواره؛ ما له وما عليه، وطريقة التنسيق بينهما وبين تصرفاته في مختلف المواقف، وتعليمه كيف يكون عضوًا نافعًا في المجتمع، وتقويم وضبط سلوكه.

 

سابعًا: العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية: affecting the socialization Factors:

العائلة هي أول عالَم اجتماعي يواجِهُه الطفل، وأفراد الأسرة هم مرآةٌ لكلِّ طفل لكي يرى نفسه، والأسرة بالتأكيد لها دورٌ كبير في التنشئة الاجتماعية، ولكنها ليستِ الوحيدة في لعب هذا الدَّوْر، ولكن هناك الحضانة، والمدرسة، ووسائل الإعلام، والمؤسسات المختلفة، التي أخذتْ هذه الوظيفة من الأسرة؛ لذلك قد تعدَّدت العوامل التي كان لها دورٌ كبير في التنشئة الاجتماعية، سواء كانت عوامل داخلية أم خارجية، وسوف نعرض هذه العوامل:

أولاً: العوامل الداخلية:

1- الدين: يؤثِّر الدين بصورة كبيرة في عملية التنشئة الاجتماعية؛ وذلك بسببِ اختلاف الأديان، والطباع التي تنبع من كلِّ دين؛ لذلك يحرص كلُّ دين على تنشئة أفراده حسب المبادئ والأفكار التي يؤمن بها.

 

2- الأسرة: هي الوحدة الاجتماعية التي تَهدف إلى المحافظةِ على النوع الإنساني؛ فهي أوَّل ما يقابل الإنسان، وهي التي تُسَاهِم بشكلٍ أساسيٍّ في تكوين شخصيةِ الطفل، من خلال التفاعل والعَلاقات بين الأفراد؛ لذلك فهي أُولَى العوامل المؤثِّرة في التنشئة الاجتماعية، ويؤثِّر حجم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية، وخاصة في أساليب ممارستها؛ حيث إن تناقصَ حجمِ الأسرة يُعتَبر عاملاً من عوامل زيادة الرعاية المبذولة للطفل.

 

3- نوع العلاقات الأسرية: تؤثِّر العَلاقات الأسرية في عملية التنشئة الاجتماعية؛ حيث إن السعادة الزوجية تؤدِّي إلى تماسك الأسرة، مما يخلق جوًّا يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة.

 

4- الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الأسرة: تعدُّ الطبقةُ التي تنتمي إليها الأسرة عاملاً مهمًّا في نمو الفرد؛ حيث تصبغ وتشكِّل وتضبط النظم التي تُسَاهِم في تشكيل شخصية الطفل؛ فالأسرة تُعتَبَر أهمَّ محور في نقل الثقافة والقيم للطفل التي تصبح جزءًا جوهريًّا فيما بعد.

 

5- الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة: لقد أكَّدت العديد من الدراسات أن هناك ارتباطًا إيجابيًّا بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للطفل، وبين الفرص التي تقدم لنمو الطفل، والوضع الاقتصادي من أحد العوامل المسؤولة عن شخصية الطفل ونموه الاجتماعي.

 

6- المستوى التعليمي والثقافي للأسرة: يؤثِّر ذلك من حيث مدى إدراك الأسرة لحاجات الطفل، وكيفية إشباعها، والأساليب التربوية المناسبة للتعامل مع الطفل.

 

7- نوع الطفل (ذكر أو أنثى) وترتيبه في الأسرة: حيث إن أدوار الذَّكر تختلف عن أدوار الأنثى؛ فالطفل الذكر ينمَّى في داخله المسؤولية، والقيادة، والاعتماد على النفس، في حين أن الأنثى في المجتمعات الشرقية خاصة لا تنمَّى فيها هذه الأدوار، كما أن ترتيب الطفل في الأسرة - كأول الأطفال، أو الأخير، أو الوسط - له علاقة بعملية التنشئة الاجتماعية، سواء بالتدليل، أو عدم خبرة الأسرة بالتنشئة، وغير ذلك من العوامل.

 

ثانيًا: العوامل الخارجية:

1- المؤسسات التعليمية: وتتمثَّل في دور الحضانة، والمدارس، والجامعات، ومراكز التأهيل المختلفة.

 

2- جماعة الرفاق: حيث الأصدقاء من المدرسة، أو الجامعة، أو النادي، أو الجيران، وقاطني نفس المكان، وجماعات الفكر والعقيدة، والتنظيمات المختلفة.

 

3- دُور العبادة: مثل المساجد، والكنائس، وأماكن العبادة المختلفة.

 

4- ثقافة المجتمع: لكلِّ مجتمع ثقافتُه الخاصة المميزة له، والتي تكون لها صلةٌ وثيقة بشخصيات مَن يحتضنه من الأفراد؛ لذلك فثقافةُ المجتمع تؤثِّر - بشكل أساسي - في التنشئة، وفي صنع الشخصية القومية.

 

5- الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: حيث إنه كلما كان المجتمع أكثر هدوءًا واستقرارًا، ولديه الكفاية الاقتصادية، ساهم ذلك بشكلٍ إيجابيٍّ في التنشئة الاجتماعية، وكلما اكتنفتْه الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي؛ كان العكس هو الصحيح.

 

6- وسائل الإعلام: لعلَّ أخطر ما يهدِّد التنشئة الاجتماعية الآن هو الغزو الثقافي، الذي يتعرض له الأطفال من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة التليفزيون؛ حيث يقوم بتشويه العديد من القِيَم التي اكتسبَها الأطفال، إضافةً إلى تعليمهم العديد من القِيَم الأخرى الدخيلة على الثقافة الفلسطينية، وانتهاء عصر جدَّات زمان وحكاياتهن إلى "عصر الحكاوي" عن طريق الرسوم المتحركة.

 

ثامنا: مؤسسات التنشئة الاجتماعية: Institution socialization:

تتمُّ عملية التنشئة عن طريق مؤسسات اجتماعية متعددة، تعمل وكالات للتنشئة نيابةً عن المجتمع؛ أهمها: الأسرة، والمدرسة، ودُور العبادة، وجماعة الرفاق، ووسائل الإعلام، ودَوْر كل مؤسسة كما يلي:

• الأسرة: هي الممثِّلة الأولى للثقافة، وأقوى الجماعات تأثيرًا في سلوك الفرد، وهي المدرسة الاجتماعية الأولى للطفل، والعامل الأول في صبغ سلوك الطفل بصبغة اجتماعية؛ فتشرف على توجيهِ سلوكه، وتكوينِ شخصيته.

 

• المدرسة: هي المؤسَّسة الاجتماعية الرسمية، التي تقوم بوظيفة التربية، ونقل الثقافة المتطوِّرة، وتوفير الظروف المناسبة لنمو الطفل - جسميًّا، وعقليًّا، وانفعاليًّا، واجتماعيًّا - وتعلم المزيد من المعايير الاجتماعية، والأدوار الاجتماعية.

• دُور العبادة: تعمل دُور العبادة على تعليم الفرد والجماعة التعاليم والمعايير الدينية، التي تمدُّ الفرد بإطارٍ سلوكي معياري، وتنمية الصغير، وتوحيد السلوك الاجتماعي، والتقريب بين الطبقات، وترجمة التعاليم الدينية إلى سلوك عملي.

 

• جماعة الأقران: يتلخَّص دَوْرها في تكوين معايير اجتماعية جديدة، وتنمية اتجاهات نفسية جديدة، والمساعدة في تحقيق الاستقلال، وإتاحة الفرصة للتجريب، وإشباع حاجات الفرد للمكانة والانتماء.

 

• وسائل الإعلام: يتلخَّص دَوْرها في نشرِ المعلومات المتنوعة، وإشباع الحاجات النفسية المختلفة، ودعم الاتجاهات النفسية، وتعزيز القِيَم والمعتقدات، أو تعديلها، والتوافق في المواقف الجديدة.

 

تاسعًا: دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية Role Family in Socialization:

إن مسؤولية تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصحيحة تَقَعُ على كاهلِ الأب والأم معًا، ومن بعد ذلك تأتي باقي المؤسَّسات التربوية التي تهتم بهذا الشأن.

 

والأسرة تلعب دورًا كبيرًا في عملية التنشئة الاجتماعية، وخاصة في سن الطفولة المبكرة، وتقوم بذلك من خلال عمليات التعزيز، وإعطاء المكافآت، والعقاب، وتوفير المثال، والقدوة.

 

وهي في تعليمها للطفل تغرسُ فيه القيمَ والمعايير السائدة في المجتمع، حتى تعده لأَنْ يَعِيش حياةً اجتماعية ناجحة بين أفراد الجماعة، وفشل الطفل في امتصاصِ معايير الجماعة وقيمتِها يعرِّضه لخطر العقاب الذي تفرضه الثقافة على الخارجين عليها، وفي الوقت نفسه يزداد قبولُه الاجتماعي كلما ازداد التماثل بين معاييره ومعايير البيئة الاجتماعية، وامتصاصُ أسلوب حياة الجماعة يبدأ من وقتٍ مبكر؛ مما يدلُّ على أهمية تأثير الأسرة في تكوين شخصية الطفل، بمعنى أن تأثير الخبرات الأوَّلية في حياة الطفل يشكل الأساس الأول لسلوكه فيما بعد؛ وذلك لقوة تأثيرها فيه.

 

والأسرة - كجماعةٍ من الأفراد يتفاعلون مع بعضهم البعض - تعتبرُ البيئةَ الأساسية التي تقوم بعملية التطبيع ونقل ثقافة المجتمع، وغرس العديد من العادات والتقاليد والقِيَم؛ فهي مسؤولة عن تكوينِ أخلاقياتِ الفرد بوجهٍ عام؛ كاتجاهه نحو الأمانة، والصدق، والوفاء، وبقية القيم الأخلاقية الأخرى، وتمكنه من الحصول على الاحتياجات الأساسية، وتعطيه الإحساس بالأمن والطمأنينة، وتبعد عنه عوامل القلق والاضطراب، وتدربه على مواجهة المعايير الإنسانية.

 

كما أن للأسرة دَوْرًا كبيرًا في تنشئة أطفالها؛ حيث إنها تقوم بتوفير الحماية اللازمة لهم، كذلك فإنها تعمل على تطبيع القِيَم الشخصية وقيم المجتمع، والتي تريد الأسرةُ غرسَها في نفوس الأطفال، كما أنها تنقلُ التراث بما يشتمل عليه من عاداتٍ وتقاليد لهم، كما أن الآباءَ يعملون على إكساب أطفالِهم السلوكيات الإيجابية المرغوب فيها، والتي تساعد على تنمية وصقل شخصية أطفالهم.

 

وترجع أهمية الأسرة ودَوْرها المؤثِّر في تنشئة الأبناء إلى:

• أن الأسرة - وما تشتمل عليه من أفراد - هي المكان الأول الذي يتمُّ فيه باكورة الاتصال الاجتماعي، الذي يمارسه الطفل في بداية سنوات حياته، الذي ينعكس على نموه الاجتماعي فيما بعد، ويعتبر الآباء فيها نموذجًا للقدوة؛ المثَلِ الذي يجبُ على أطفالهم الاقتداءُ به.

 

• كذلك، فإن الأسرة تعتبر الجماعة المرجعية التي يعتمد الطفل على قِيَمها ومعاييرها وطرقِ عملِها عند تقويمه لسلوكه، ويتضمن ذلك أن الطفل يُثبِت شخصيته مع أسرته كجماعة، لدرجة أن طرقها تصبح جزءًا من نفسه.

 

• والجدير بالذكرِ أنه كما يؤثِّر الوالدان في تنشئة الطفل وتطبيعِه؛ يؤثِّر الطفل أيضًا في تطبيع الوالدين؛ فالطفل الصغير الذي يستيقظ ليلاً، بالرغم من محاولة والديه المتكرِّرة لتركه يبكي فترةً ثم يصمت، ولكنه يصر على ذلك - ينجح في تحقيق هدفِه، وكذلك الطفل الذي يُجبِر والديه على تحقيقِ مطالبِه وحاجاته الزائدة يعتبر نوعًا من التطبيع للوالدين، والتفاعل الاجتماعي داخل الأسرة أثناء عملية التنشئة الاجتماعية لا يحدث فقط بين الوالدين والطفل، بل يحدث بين كلِّ أفراد الأسرة بعضهم وبعض، وتتأثَّر الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال بمجموعة من العوامل؛ فهي لا تَحْيَا في فراغ، بل توجد في مجتمع أكبرَ منها ويؤثر فيها؛ فالفقر، والمجاعات، والاضطراب الاجتماعي، والأمراض الجسمية والنفسية؛ تؤثِّر على وظائف الأسرة بطرق مختلفة، تلك الوظائف التي تقف على رأسها عمليةُ التنشئة الاجتماعية للأطفال.

 

وهذا لا يعني أن تَقتَصِر وظيفةُ الأسرة على عملية التنشئة الاجتماعية فقط، بل تُعَد المصدر الأساسي في نمو الطفل السويِّ والنمو اللاسوي؛ حيث توجد الأسرة السوية المستقرة التي تعمل على إشباع حاجات الصغار بكفاية واتزان، وحيث يتَّسِم سلوك أفرادِها بالتعاطف، ويسود الأمن النفسي لأفرادها، ويشعر صغار هذه الأسرة بالسعادة، وهناك على طرَف آخر توجد الأسرة المريضة المضطربة، التي من سماتها الخلافات والاضطرابات، والتي تكون مصدرًا لتعاسة أطفالها، واضطراب وانحراف سلوكهم، ومن هنا يتَّضح لنا أن الأسرة تعتبر مصدرًا أساسيًّا في بِنْيَة الشخصية السوية أو المضطربة؛ أي: إنها مسؤولة عن إكساب أبنائها سمات شخصيةٍ يدخل فيها عنصرَا التدريب والتعلم؛ كالاتكالية، أو الاعتماد على الغير، والعدوانية، والانبساطية الانطوائية، وغيرها من السمات السلوكية المختلفة.

 

• وتتزايد أهمية الأسرة في حياة أطفالها؛ حيث إنها بالإضافة إلى تأثيرها الكبير في اتجاهات وسلوكيات أطفالها، فإنها إن قامتْ على تربية الطفل وتوجيهه منذ الصغر على الاستقلالية، والحرية في التفكير، والملاحظة، والمناقشة، والقراءة، والاعتماد على النفس؛ فإن كلَّ ذلك سوف يؤدِّي إلى تنمية وتطوير قدراته الابتكارية واكتشاف ورعاية مواهبه الكامنة.

 

عاشرًا: أساليب المعاملة الوالدية Parental Treatment Methods:

تتم عملية التنشئة الاجتماعية التي يقوم بها الآباء لأبنائهم من خلال مجموعة من الاتجاهات والأساليب الوالدية، التي تتنوَّع وتختلف طبقًا لمجموعة من العوامل والمحاكاة التي تحدِّد هذه الأساليب.

 

وقد تتمثَّل هذه العوامل والمحاكاة في عدمِ الثقة، ونقصِ الخبرة، ونقص المعلومات، وعدم وجود التعضيد والمساندة المناسبة، وكلها تعتبر من العوامل والمحاكاة الأساسية التي تحدِّد أساليب المعاملة الوالدية؛ فتربيةُ الأطفالِ وتنشئتهم ليست بالمهمَّة السهلة أو اليسيرة؛ لذا يَجِبُ على الآباءِ أن يُحَاوِلُوا تقديمَ كلِّ إمكاناتهم وخبراتِهم للإسهامِ في تشكيل نموذج مثالي للتنشئة السليمة لأطفالهم.

 

وكذلك، فإن معظمَ الآباء لديهم بعضُ المعتقدات حولَ خصائصِ الأطفال التي يُرِيدُون أن يَرَوها في أطفالهم، والطرق والأساليب التي يُعَامِلون بها أطفالهم؛ لكي تحقَّق لهم هذه الخصائص، وأيضًا تعمل على تنمية وغرس السلوكيات الاجتماعية الإيجابية في نفوس أطفالهم.

 

وأساليب المعاملة الوالدية تَختَلِف من وجهة نظر الأبناء عنها من وجهة نظر الآباء؛ حيث إنها من وجهة نظر الأبناء تتمثَّل في آراء الأبناء، وتعبيرهم عن نوع الخبرة التي يتلقَّون من خلالها معاملة والديهم، وهو ما يتمثَّل في الرأي الذي يحمله الابن في ذهنه، ويدركه في شعوره عن معاملة أبيه وأمه له.

 

ورغم أن معاملة الوالدين كما يتمثَّلها الأبناء هي أكثر ارتباطًا بنموِّ الأبناء النفسي والاجتماعي من ارتباطها بالسلوك الفعلي للوالدين؛ حيث من الممكن أن يَشعُر الطفل برفض والده له، رغم أن والده يحبُّه حبًّا حقيقيًّا، ولكن قد يكون اعتقادُ الأبِ أن على الآباء عدمَ إظهار عواطفهم لأبنائهم، وأن التربية الصارمة ضروريةٌ لنمو الطفل أخلاقيًّا، ومن منظور الطفل قد يُدرِك أنه غيرُ جديرٍ بالحبِّ، وإدراكه هذا قد يؤدِّي إلى مظاهر سلبية في التفاعل.

 

لذلك، فإن هذه الدراسةَ تُحَاوِل الوصولَ إلى أساليبِ المعاملة الوالدية للأطفالِ الموهوبين كما يدركها الآباء (آباء - أمهات)، وأيضًا تحاول الوصولَ إلى أساليبِ المعاملة الوالدية للأطفال الموهوبين كما يدركها الأبناء، ومن أجل ذلك قام الكاتب بتصميمِ مقياسَينِ لأساليب المعاملة الوالدية؛ الأوَّل: خاص بأساليب المعاملة الوالدية للأطفال الموهوبين كما يدركها الآباء (آباء - أمهات)، والآخر: خاص بأساليب المعاملة الوالدية للأطفال الموهوبين كما يدركها الأبناء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التنشئة الاجتماعية وأساليب المعاملة الوالدية (1)
  • من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. الحماية الزائدة
  • أسلوب التسلط في المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال
  • أسلوبا الاختيار الحر والدفء في المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال
  • أسلوبا إثارة الألم النفسي والتفرقة في المعاملة الوالدية للأطفال
  • أساليب المكافأة والعقاب والإهمال والتساهل في المعاملة الوالدية للأطفال
  • جدولة تجارب الطفل - تخطيط تربوي واستعداد

مختارات من الشبكة

  • أسلوب التذبذب في المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أثر الأسرة وأساليب التنشئة على طالبات المرحلة الثانوية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التنشئة بأسلوب القدوة العملية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التنشئة الاجتماعية للفتيات وعلاقتها بتنمية مهارات الحياة الزوجية لديهن من منظور العلاج الأسرى(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • دور التنشئة الوالدية في تكوين الطباع في النظرية التربوية الإسلامية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الطفل بين التنشئة والنجاح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تصحيح مسار التنشئة الأسرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التنشئة الدينية في الصغر كالنقش على الحجر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ملخص بحث: دور الأسرة في التعامل مع الابن مدمن المخدرات ( بين التنشئة وسبل العلاج )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • أثر التنشئة على العقيدة في حياة الأولاد وسلوكهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- شكر الكاتب
Khaoula queen - Maroc 29-04-2017 02:35 PM

شكرا جزيلا لك أخي الكريم جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الراقي و الممتلئ بالمعلومات التي أفادتنا شكرا لك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب