• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / قضايا الأسرة
علامة باركود

جرائم الشرف وضحاياه

جرائم الشرف وضحاياه
د. منال محمد أبو العزائم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/7/2024 ميلادي - 11/1/1446 هجري

الزيارات: 1257

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جرائم الشرف وضحاياه

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فلقد خلق الله تعالى الإنسانَ من ذكر وأنثى، وجعل بينهما رابط الزواج لتستمر حياة البشر على وجه الأرض، ويستمر النسل والتزاوج؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189]، فبيَّن الله تعالى أن الزواج صلة مودة ورحمة وخير، وكيف ولا، وبه تجتمع القلوب على المحبة والوداد، وتزدان الدنيا بالبنين والبنات، ويملؤها الفرح والجمال؟ ولكي يتهيأ الزوجان لذلك لا بد أن يكون بينهما ثقة واحترام، ولما كانت قضايا الشرف من أهم أركان هذه الثقة وأساسياتها، كان هذا حافزًا لي للتطرق لهذا الموضوع، وما فيه من ملابسات وخلط، وهو موضوع حرِجٌ التحدث فيه، ولكن لأهميته وكثرة المشاكل به، ووقوع الطلاق بسببه؛ كان لا بد لكاتبٍ البحثُ فيه، وتوصيله للناس، من باب الأمانة العلمية ورفع اللبس، وسأستعين في ذلك بالله أولًا، ثم بخلفيَّتي في مجالي السابق في دراسة الطب البشري، والله أسأل أن يجعله سببًا لمنع الكثير من الظلم والطلاق والبهتان، وغيرها من المصائب التي تحدث في هذا الزمان.

 

خداع الشرف:

وهو أن تحاول الفتاة خِداعَ زوجها بأن تبدو وكأنها عفيفة، وهي على غير ذلك، فتكون زَنَتْ ولعِبت مع الرجال، وأفسدت، ثم جلست يوم خطبتها لتمثل دور البِكْرِ البريئة، وتلجأ إلى الحِيَلِ التي تُوهِمُ بأنها عذراء يوم عُرْسِها، سواء باتخاذ غشاء بكارة صناعي، أو بإجراء عملية لترقيعه، ونحوها، فتصبح بذلك الشريفة والوضيعة سواءً، وهذا فيه ظلم كبير للعفيفات وغِشٌّ للزوج، والغش حرام في الإسلام؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من غشَّنا فليس منا))[1]، ولا يخفى على أحد أن هذا الأمر أصبح فيه التباسٌ، ولا بد فيه من التفصيل، فليست كل فتاة نزل منها دمٌ ليلة الدخلة بعفيفة على ما سبق ذكره، وليست كل فتاة لم ينزل منها دم بزانية، فغشاء البكارة له أنواع، ومنها "نوع مطاطي مرن، ولا يتمزق بسهولة"[2]، ولا ينزل منه دم، وهناك من ينزل منها دم بسيط كنقطة فيضيع لونها بين الثياب وبينه وبينها، فلا يظهر أحمر، وهناك من فقدت غشاءها أثناء إجراء عملية جراحية في منطقة المهبل، وهناك من اغتُصبت أو تأذَّت؛ كأن أُصيبت بحادث، أو وقعت على شيء حادٍّ كالدرج، أو تأذت من ركوب الخيل أو الدراجة، ونحوها، وهناك من فقدته بالعادة السرية، ورغم أن هذا ليس بعذر لها، وهي مذنبة، ولكنها تظل أقل جرمًا من الزانية، وهناك من فقدته في صغرها بسوء التصرف؛ كإدخال عُودٍ أو شيء جارح أثناء اللعب، أو أثناء النظافة، أو بمجرد العبث بالأصابع ونحوها، وتكثُر حوادث الأطفال في هذا الباب، فالصغيرات غير مدركات لأهمية ذلك، ولا يعملن له حسابًا؛ لأنهن جاهلات بالأمر كله ولا يُميِّزْنَ فيه، بل رُصِدت حوادث لأطفال في سن الثالثة والرابعة، ويعبثون بتلك المناطق الحسَّاسة، ورغم أن هذا شيء غريب وغير مفهوم، ولكن الواقع أثبت حدوثه، فهل يمكن محاسبة الطفل على ذلك؟

 

دور الأمهات في الحفاظ على بناتهن:

على الأمهات توعية بناتهن منذ الصغر بوجود هذا الغشاء، وأنه يجب الحفاظ عليه، وعدم العبث به، أو فعل ما يمكن أن يمزِّقه، وأنه يجب إعلامهن فورًا إن حدث أيُّ أذى أو اغتصاب، وأن يبعدن عن الرجال، ولا يَقْبَلْنَ حلوى أو هدية منهم، كما على الأمهات أن يحرصن ألَّا يتركن بناتهن الصغيرات دون رفقة، فالزمن تغيَّر وتغيَّرت معه نفوس الناس، ففي السابق كان خروج الأطفال ولعبهم مع أبناء الجيران أمرًا عاديًّا، ولكن في هذا الزمان انعدم الأمان، وكم من حوادث ومصائبَ حصلت حتى في بيوت العائلات الكبيرة! وعليهن تفقُّد بناتهن ومساعدتهن إن حدث مكروهٌ، وإن أُصيبت الفتاة أو تم اغتصابها، فلْتَفْتَح قلبها لأمِّها وتخبرها بأسرع وقت حتى تستطيع مساعدتها، وتأخذها لطبيب للعلاج، ولتحرص على أن تحصل منه على تقرير شرعي يوضِّح أنها قد أُصيبت، حتى إذا تمت خطبتها، يمكن لأمها أن تعطي نسخة منه للخاطب قبل العرس؛ حتى يكون على علم قبل أن يجد نفسه أمام أمر مفروض عليه بعد الزواج إن لم يقبله، فتتفادى بذلك أذى الفتاة والشاب معًا، ورغم أن من أُصيبت أو تمَّ اغتصابها لا ذنب لها ولا جرم، ولكن رغم ذلك، فالأفضل ألَّا يفاجأ الزوج بذلك في يوم العرس ليتهيأ نفسيًّا، ولا يسيءَ الظن بها، ويتجنَّبا الخلافات والفضائح.

 

كيفية معرفة العُذْرِيَّة:

وللتأكد من عذرية البنت يجب مراجعة الطبيبة لعمل فحص طبي لها، وكذلك يجب ألَّا ننسى أن تصرف العذراء يختلف عن تصرف من سبق لها معاشرة أحد، فالعذراء أقل خبرة وأكثر حياء، كما أنها تتألم عادة عند أول زواجها من المعاشرة الزوجية لضيق مهبلها، وكون الجماع أمرًا جديدًا عليها، أما الزانية فلا حياء لها، ولا تستحي من زوجها، والدخول بها سهل بسبب ما أفسدته أفعالها السابقة.

 

تعامل المجتمعات مع شرف العروس:

يختلف تعامل المجتمعات مع شرف العروس ويتباين، فهناك بعض المجتمعات - سواء مسلمة أو كافرة - تتعامل مع شرف العروس بطريقة لا تليق، فمثلًا في إحداها ينتظر المعازيم بأن يخرج العريس يحمل معه منديلًا به دم يبين شرف العروس، وهذا فيه خدش لحياء العروسين، وإدخال الأغراب في العلاقة بينهما، ولينتبه الناس أن ليس كل العرسان يستطيعون القيام بالدخلة في الليلة الأولى، بل إن بعضهم ينتظرون لأيام وأسابيع؛ وذلك إما بسبب الحياء، أو لصعوبة عملية فض غشاء البكارة، وفي كثير من الأحوال يكون هذا الغشاء قويًّا، ولا يستطيع الزوجان فضَّه من أول معاشرة، بل ربما يصل الأمر لعشر محاولات أو أكثر، وفي هذه الحالة ما الذي سيحصل للعروسين تحت ضغوط انتظار الناس لرؤية الدم؟ فإن هذه عادة غير مستساغة، وبها من خدش الحياء ما بها، وما دَخْلُ الناس بهذا؟ وهل هم من يحددون مصير العروسين وشرف العروس أو فسادها؟ ثم من قال إن نقاط الدم تلك هي التي تحدد إذا كانت العروس شريفة أم لا؟ فإن ذلك فيه شيء من الجهل بماهية الوضع.

 

ضحايا الشرف:

على الشاب أن يتخير الفتاة ذات السمعة الطيبة والدين والخُلُق؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، ترِبت يداك))[3]، كما عليه أن يسأل عن الفتاة قبل خطبتها، ويسأل عن أهلها وأصلها، وفصلها ونسبها، ويسأل عن ماضيها، وليعتمد على سمعتها وتاريخها، وما يقوله معارفها عنها، ثم عليه بالاستخارة كثيرًا، وما ارتاح له قلبه فيها، فإن تمَّت الرؤية الشريعة، وأعجبته البنت، توكَّل على الله، ولا يجعل ما يحدث ليلة الدخلة سببًا لهدم بيته، وضياع ما صرفه من مال في عرسه، ويتسرع في إطلاق الأحكام على زوجته؛ لأنه قد يظلم نفسًا بريئة بذلك، فيحمل ذنبها، ويدمر حياتها، ويُسأل عن ذلك يوم القيامة، وسيجعل ألسنةَ الناس تَلُوك في شرفها بسببه، فيدمر سمعتها ومستقبلها ظلمًا وزورًا، وهذه جريمة كبيرة وبهتان عظيم، ويمكن أن تصل لحدِّ اللِّعان إن لم يتراجع عن اتهامه لها، وفي ذلك اللعن والطرد من رحمة الله؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [النور: 4 - 7]، وقد يصدِّق والد البنت وإخوتها ما يقول زوجها عنها، فيقومون بإيذائها وضربها أو حبسها، وفي بعض المجتمعات قد يصل الأمر لحد القتل بحجة "غسل العار ورد الشرف"، كما يزعمون، فأي ظلم أكبر من هذا؟ وهل لمجرد أن يقول عريسها إنها غير شريفة، يُصدِّق والدها ما يُقال عن بنته التي ربَّاها بنفسه، وعرفها منذ الصغر، فهو لا يعرف عريسها إلا لبضعة أسابيع، أو شهور، ولكنه يعرف ابنته منذ ولادتها، كما أن الشرف لا يرده قتلٌ، حتى ولو كانت البنت مذنبة، بل إن القتل جريمة وعار أكبر من جريمة الزنا، وتبِعاتها أسوأ من جريمة الزنا في الدنيا والآخرة، ويكون قاتلها عالَجَ ظلمها بظلم أكبر منه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، فما بالك إن كان كل ما قيل عنها مجرد ملابسات وغير حقيقي؟ إن هذا لظلم وبهتان عظيم، وقد سمَّاه الله تعالى كذلك في حديثه عن قصة الإفك؛ قال تعالى: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 15 - 17]، فلام الله تعالى من تحدثوا به وقال: ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15]، وحذرهم من الخوض في ذلك مرة ثانية، والله تعالى هو من يدافع عن كل شريفة ظُلِمت في شرفها، وظالمها سيلقى عقابه؛ وذلك لأن اتهامه لها فيه من الضرر والدمار ما فيه، وهناك الكثيرات اللاتي ظلمن في هذا الباب، ومنهن من تكون عاشت على طاعة الله، ولم ترتكب فاحشة في حياتها، ثم يأتي زوجها ويخرب حياتها في يوم وليلة بكلامه وقذفه لها لأجل نقطة دم لم تنزل منها، فيكسر فرحتها بيوم عرسها، ويدمر نفسيتها ومستقبلها، وسمعتها وسمعة أهلها، ويخرب بذلك بيته وزواجه الذي انتظره سنين، وصرف فيه الأموال دون أن يتحرى ويتأكد، وقد ظلم زوجته التي اختارها بنفسه من بين كل النساء، وبدل أن يكون هو فارس الأحلام الذي انتظرته طويلًا ليطير بها لهناء عش الزوجية، يصير هو الجلَّاد الذي سقاها مرارة كأس الظلم، وقتلها بسُمِّه بدم بارد، فكيف سيستطيع النوم بعد تلك الليلة التي فعل فيها ما فعل، وقال فيها ما قال؟ فجُرْمُه ذلك لا يُغتفر، وكل ما يحدث في هذه الحياة لا ينتهي معها، بل تبعاته آتية لا محالة، وماذا لو اكتشف بعد أن فضحها أنها بريئة؟ وماذا لو أخذها للطبيبة بعد ليلة الفضيحة تلك وأكدت أنها بريئة؟ ما الذي سيشعر به؟ وماذا سيكون موقفه منها ومن أهلها؟ وما الذي سيقوله الناس عنه وعن زوجته؟ وهل سيصلح ذلك الزواج بعدها؟ وهل ستحبه زوجته أو تشعر معه بالأمان بعدما فعله؟ إن هذا التسرع سيجلب له ندمًا وخرابًا كبيرًا، وربما لن ترضى به بعد ذلك أي حرة، بعدما فضح زوجته وقذفها، ثم ظهرت براءتها، وسيعيش تبعات الندم وذُلَّ الانكسار طيلة عمره.

 

التريث قبل الندم:

وبعد كل ما قيل لا بد من التريث والتصرف بحكمة، وإن شكَّ عريس في ليلة الدخلة، فعليه التصبر وعدم إصدار أحكام لمجرد نقطة دم لا تساوي شيئًا، ولا يمكن أن يحدد بها شرف إنسان أو مصيره، وليأخذ زوجته للطبيبة قبل أن يثير فضائح ويهتك ستره وستر زوجته، وهي غالبًا بريئة ولا ذنب لها، وليس كل فتاة أُصيبت في عذريتها تستطيع أن تذهب لطبيبة لتعطيها شهادة، فهناك الفقيرة التي لا تملك حق الطبيب، وهناك اليتيمة التي ليس لها أمٌّ تعتني بها ولا أخت، وهناك من لم تعرف أساسًا أن مكروهًا أصابها فتُهمل الأمر، وهناك من هي جاهلة بالأمر من أساسه لصغر سنها، وقلة خبرتها وجهلها، والتسرع في هذه الأمور يجلب الندم والخسارة في الدنيا والآخرة، ومن يتسرع فيه سيثير عليه ألسنة الخلق، وسيُلقون اللوم عليه؛ لِما عرفوه مسبقًا من صلاح البنت واستقامتها، كما أنه سيفقد ماله الذي صرفه على زواجه، الذي غالبًا ما يكون جُلَّ ما يملكه، وفي الآخرة سيُحاسَب حسابًا شديدًا لظُلْمِهِ لمسلمة، وطعنه في شرفها.

 

حسن التصرف مع المخطئة:

وإن كان رأي الطب أن الزوجة مذنبة، فينبغي التروي والنظر في أمرها أيضًا، فإن تابت ورجعت إلى الله، فيُفضَّل أن يستر عليها ويتركها لشهر أو نحوه عنده، ثم يمكنه أن يفارقها فيما بعد إن أراد، وربما وجدها صالحة وطيبة، ورَضِيَت بها نفسه، والتوبة تجُبُّ ما قبلها، ومَن مِنَ الناس مَن هو معصوم ولا يخطئ؟ بل إن الزوج نفسه ربما كان لديه ماضٍ أسوأُ من ماضيها، ولكنه تاب مثلها، والله ستره، ومن يستر على الناس يستره الله يوم القيامة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من فرَّج عن مسلم كُربة، فرَّج الله عنه بها كربة من كُرَبِ يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة))[4]، فيكون بذلك حافظ على زواجه، وأنقذ نفسًا مسلمة، وكسب فيها الأجر، وإن لم تَقْبَل نفسه ذلك، يمكنه أن يُطلِّقها فيما بعد، ويتركها تذهب لحال سبيلها، دون أن يُشهِّر بها، وما دامت تابت، فإن الله تعالى سيعوِّضها بخير، وهو يقبل التوبة من عباده، وأما إن وجدها فاسدة، ولا تزال في فجورها ذلك، وتجاهر بالمعاصي، فلا ينبغي التستر عليها؛ لأن غيره سيقع معها، وكان يستحق عفيفة مثله؛ قال تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26].

 

وجوب توعية الشباب:

يجب توعية الشباب وتعليمهم بجوانب هذا الأمر؛ لتقليل مشاكل الشرف، وسوء الفهم، وخراب البيوت بسبب الجهل، وستَقِلُّ بذلك نسبة الطلاق المبكر بشكل كبير في مجتمعاتنا، وتقل المنازعات فيه.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى القبول والرضا، وأن يستر على بيوت المسلمين، ويكفيَهم شر الطلاق والفتن، والظلم والقذف، والخوض في أعراض الناس، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

المصادر والمراجع:

* القرآن الكريم.


* الموسوعة الحديثية بموقع الدرر السنية لتخريج الأحاديث.

 


[1] مسلم (101).

[2] موقع الطبي، ما هي مواصفات غشاء البكارة المطاطي؟

[3] أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466).

[4] أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مظاهر الشرف والعزة المتجلية في فهرسة الشيخ محمد بوخبزة
  • مفهوم العرض والشرف
  • الشرف الذي يتقاصر دونه كل شرف
  • مراتب الشرف في رحلة الإسراء والمعراج (خطبة)
  • نزول الملائكة يوم بدر ونيلهم الشرف الرفيع بقتالهم مع الصحابة
  • الظلال الشرفة في الفضائل العشرين ليوم عرفة

مختارات من الشبكة

  • جرائم الشرف ( دراسة فقهية مقارنة ) (WORD)(كتاب - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • نتائج وتوصيات في قضية جرائم الشرف(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أحكام جرائم الشرف(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • مكافحة جرائم الشرف(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أدلة تحريم جرائم الشرف من السنة(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أدلة تحريم جرائم الشرف من القرآن(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أركان جرائم الشرف وشروطها(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • تعريف جرائم الشرف في المؤسسات الحقوقية الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • جرائم الشرف ( مشكلة الدراسة - المنهج - الخطة )(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • جرائم الشرف ( لغة واصطلاحا )(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب