نحو برنامج مقترح للتدخل المهني للخدمة الاجتماعية لتنمية اتجاهات أسر المعاقين ذهنيا

ملخص البحث بعنوان

نحو برنامج مقترح للتدخل المهني للخدمة الاجتماعية لتنمية اتجاهات أسر المعاقين ذهنيًّا

نحو الدمج بالمدارس المدمجة بمحافظة الفيوم [1]

أولًا: مشكلة البحث:

تزايد في الآوِنة الأخيرة الاهتمامُ بذَوي الاحتياجات الخاصَّة، وخاصَّة المعاقين ذهنيًّا، ومن أهمِّ تلك الجهود دَمجُ المعاقين ذهنيًّا مع التلاميذ الأسوياء في المدارس العاديَّة، ولكن واجه دَمج المعاق بعض المشكلات؛ منها مشكلات المعاقين مع الأسوياء، أو مع أُسَرهم، أو مع الإدارة المدرسيَّة، ومن ثمَّ كان لا بدَّ من التعرُّف على طبيعة اتِّجاهات أُسَر المعاقين ذهنيًّا نحو دَمج أبنائهم؛ لأنَّ المعاق عُنصر بشريٌّ لا يَنفصِل عن المجتمع، ولكي تَحدث التَّنمية الشَّاملة في المجتمع؛ فلا بدَّ من الاهتمام بتنمية البشَر باعتباره العنصر الأساسي المحرِّك لطاقات التَّنمية المجتمعيَّة، ولقد اهتمَّت العديد من الدول - ومنها مصر - برِعاية ذَوي الاحتياجات الخاصَّة، وأنشأَت لهم مدارس مُنفصلة قائمة على نِظام الإعاشَة الدَّاخليَّة، وتوفير الخدماتِ الضَّروريَّة لهم.

وتشير العديد من الدلائل إلى أنَّ هذه الفئات الاجتماعيَّة والتعليميَّة مهمَّشة؛ نظرًا لتدنِّي كفاءة المعلِّمين من ناحية، وارتفاعِ التَّكلفة الماديَّة من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الآثار السلبيَّة لرعاية المعوَّقين "ذوي الاحتياجات الخاصة" في هذه المؤسَّسات المنفصلة؛ مما تؤثر سلبًا على التحصيل الدِّراسي والتكيُّف الاجتماعي والنَّفسي للنموِّ الشخصي لديهم.

وتمثِّل مشكلة الإعاقة إحدى الصعوبات التي يَجب مواجهتها مِن خلال تَقديم أصناف الرِّعاية التي تَتناسب مع حَجم المشكلة وتأثيرها على أَدوار هؤلاء المعاقين؛ ولذا يَجب أن يهتمَّ المجتمع بكافَّة مؤسَّساته بمساعدة هؤلاء المعاقين حتى يتحقَّق لهم التكيُّف الاجتماعي؛ فالإعاقة مُشكلة خطيرة تواجِه كافَّة المجتمعات، وتؤدِّي إلى العديد من الآثار السلبيَّة، ليس فقط على المستوى الفردي (مستوى المُعاق)، بل تمتدُّ آثارها للأسرة والمجتمع برمَّته، وتعدُّ رِعاية المعاقين مبدأً إنسانيًّا وحضاريًّا راقيًا يؤكِّد على حصول المعاقين على حقوقهم؛ حتى يتسنَّى لهم الاندِماج مع الآخرين في المجتمَع بدرجةٍ تمكِّنهم من الحياة الكريمة؛ فمن المتعارَف عليه أنَّ وجود طفل مُعاق في الأسرة هو إعاقة للأسرة ككلٍّ؛ وذلك من منطلَق أنَّ الأسرة بناء اجتماعي يتكوَّن من أجزاء "أفراد" تتسانَد وتتعاضد وظيفيًّا حفاظًا على النسق الكلِّي، ومن هنا كان لا بدَّ من التعرُّف على طبيعة اتِّجاهات أُسَر المعاقين ذهنيًّا نحو الدَّمج، وهذا كان انطلاقًا للدراسة الحالية، وتتمَحور في "نحو برنامج مقترَح للتدخل المهني للخدمة الاجتماعية لتنمية اتجاهات أسر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج بالمدارس المدمجة بمحافظة الفيوم".

ثانيًا: أهداف البحث:

يسعى البحثُ الرَّاهن إلى تحقيق الأهداف التالية:

1- تحديد المكوِّن المعرفي لدى أُسَر المعاقين ذهنيًّا نحو الدَّمج.

2- تحديد المكوِّن الوجداني لدى أُسر المعاقين ذهنيًّا نحو دمج أبنائهم.

3- تحديد المكوِّن السلوكي لدى أُسر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج.

4- تحديد المعوقات التي تحدُّ من دمج المعاقين ذهنيًّا.

5- الوصول إلى برنامج مقترح للتدخُّل المهني للخدمة الاجتماعيَّة لتنمية اتجاهات أسر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج.

ثالثًا: تساؤلات البحث:

يسعى البحث إلى الإجابة عن التساؤلات التالية:

1. ما المكوِّن المعرفي لدى أُسَر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج؟

2. ما المكوِّن الوجداني لدى أسَر المعاقين ذهنيًّا نحو دمج أبنائهم؟

3. ما المكوِّن السُّلوكي لدى أسر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج؟

4. ما المعوقات التي تحدُّ من دمج المعاقين ذهنيًّا؟

رابعًا: مفاهيم البحث:

1- مفهوم الإعاقة العقليَّة.

2- مفهوم الدَّمج.

3- مفهوم الاتِّجاه.

خامسًا: الإجراءات المنهجية:

1- نوع البحث:

تَنتمي هذه الدِّراسة إلى نمط الدراسات الوصفيَّة التحليلية؛ حيث تستهدف هذه الدِّراسات تقليل خصائص ظاهرة معيَّنة أو موقف تغلب عليه صفة التَّحديد، وتعتمد على جمع الحقائق، وتحليلها، وتفسيرها؛ لاستخلاص دلالتها.

2- منهج البحث:

تستخدم منهج المَسح الاجتماعي الشَّامل لمدارس الدمج بمحافظة الفيوم (بندر الفيوم - مركز أبشواي - مركز سنورس - مركز إطسا - مركز طامية).

3- أداة البحث:

استمارة قياس اتِّجاهات أُسر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج يتضمَّن الخمسة الأبعاد؛ وهي: (البعد المعرفي - البعد الوجداني - البعد السلوكي - البعد الخاص بالمعوقات - البعد الخاص بالمقترحات).

سادسًا: مجالات البحث:

1) المجال المكاني:

المدارس المطبَّق فيها نظام دمج المعاقين ذهنيًّا بمحافظة الفيوم، وبلغ عددهم (17 مدرسة).

2) المجال البشري:

جميع أُسر الطلَّاب المعاقين ذهنيًّا المدمجين بالمدارس العامة والخاصة، سواء دمج (كلي - جزئي - مكاني)، وبلغ عددهم (159 مفردة)، ولم تتمكَّن إلَّا من مقابلة (100 مفردة فقط).

3) المجال الزمني:

فترة جمع البيانات.

سابعًا: نتائج البحث: توصَّل البحث إلى أهم النتائج التالية:

1. أنَّ القيمة المقدَّرة لِمتوسط مجتمع الدراسة إزاء البُعد الأول المرتبط بالجانب المعرفي لاتجاهات أُسَر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج - "تقع في فترة الثقة من (2.36) (2.51)"، وأنَّ متوسِّط استجابات أفراد عيِّنة الدراسة قد بلغ (2.4369) بانحراف معياري (0.38265)، ممَّا يشير إلى أنَّ متوسط العام للبعد من وجهة نظَر عيِّنة الدِّراسة من أُسر المعاقين ذهنيًّا المدمجين يعدُّ (منتشرًا)؛ حيث يَقع في فئة المتوسطات الفارِقة التي تتراوح من (2.35 إلى 3)، ما يُشير إلى أنَّ الجانب المعرفي للأسر منتشر.

2. أنَّ القيمة المقدَّرة لمتوسط مجتمع الدراسة إزاء البعد الثاني المرتبط بالجانب الوجداني لاتجاهات أسر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج - "تقع في فترة الثقة من (2.163) (2.32)"، وأنَّ متوسط استجابات أفراد عيِّنة الدراسة قد بلغ (2.2431) بانحراف معياري (0.4020)، ممَّا يشير إلى أنَّ متوسط العام للبعد من وجهة نظر عيِّنة الدراسة من أسر المعاقين ذهنيًّا المدمجين يعدُّ (منتشرًا إلى حدٍّ ما)؛ حيث يقع في فئة المتوسطات الفارِقة التي تتراوح من (1.68 إلى 2.34)، ما يُشير إلى أنَّ الجانب الوجداني للأسر منتشر إلى حدٍّ ما.

3. أنَّ القيمة المقدَّرة لِمتوسط مجتمع الدراسة إزاء البعد الثالث المرتبط بالجانب السلوكي لاتجاهات أسَر المعاقين ذهنيًّا نحو الدمج - "تَقع في فترة الثقة من (2.377) (2.54)"، وأنَّ متوسط استجابات أفراد عينة الدراسة قد بلغ (2.4613) بانحراف معياري (0.4204) ممَّا يشير إلى أنَّ متوسط العام للبعد من وجهة نظر عينة الدراسة من أسر المعاقين ذهنيًّا المدمجين يعدُّ (منتشرًا)؛ حيث يَقع في فئة المتوسطات الفارقة التي تتراوح من (2.35 إلى 3)، ما يُشير إلى أنَّ الجانب السلوكي للأسر منتشر.

4. أنَّ القيمة المقدرة لمتوسط مجتمع الدراسة إزاء البعد الرابع المرتبط بالمعوقات التي تُعيق دمج الأطفال المعاقين ذهنيًّا (تخلف عقلي بسيط) - "تَقع في فترة الثقة من (2.210) (2.34)"، وأنَّ متوسط استجابات أفراد عيِّنة الدراسة قد بلغ (2.278) بانحراف معياري (0.34356) ممَّا يشير إلى أنَّ متوسط العام للبعد من وجهة نظر عيِّنة الدراسة من أسر المعاقين ذهنيًّا المدمجين يعدُّ (منتشرًا إلى حدٍّ ما)؛ حيث يقع في فئة المتوسطات الفارقة التي تتراوح من (1.68 إلى 2.34)، ما يُشير إلى أنَّ المعوقات التي تعيق دمج الأطفال المعاقين ذهنيًّا (تخلف عقلي بسيط) للأسر منتشر إلى حدٍّ ما.

5. أنَّ القيمة المقدَّرة لمتوسط مجتمع الدراسة إزاء البعد الخامس المرتبط بالمقترحات من وجهة نظَر أسَر المعاقين ذهنيًّا المدمجين - "تقع في فترة الثقة من (2.813) (2.910)"، وأنَّ متوسط استجابات أفراد عيِّنة الدراسة قد بلغ (2.861) بانحراف معياري (0.245) ممَّا يشير إلى أنَّ متوسط العام للبعد من وجهة نظر عيِّنة الدراسة من أسر المعاقين ذهنيًّا المدمجين يعدُّ (منتشرًا جدًّا)؛ حيث يقع في فئة المتوسطات الفارقة التي تتراوح من (2.35 إلى 3)، ما يشير إلى أنَّ الجانب المرتبط بالمقترحات من وجهة نظر أسَر المعاقين ذهنيًّا المدمجين للأسَر منتشر جدًّا.

6. توصَّل البحث إلى برنامج التدخل المهني للخِدمة الاجتماعيَّة لتنمية اتجاهات أسَر المعاقين ذهنيًّا نحو الدَّمج.