• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

بين المد والجزر

نانسي خلف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/11/2015 ميلادي - 20/1/1437 هجري

الزيارات: 12997

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين المدِّ والجزر


إنها نظرية المدِّ والجَزْر، النظرية العِلمية والظاهرة الطبيعية التي تترُكُنا نتأمَّل في حال البحر؛ لنترك وراءَنا كلَّ ما هو دون المد والجزْر ونتأمل، وإذا ما غُصْنا في أفكارنا واسترسلْنا في لحظات التفكُّر وجدْنا أن مبادئها تَنطبِق على النفس البشرية.

 

ودَعوني بدايةً أشرح هذه الظاهرة التي تَحدُث للبحار، وبداية مع مرحلة المد الذي يَحدث فيها الارتفاع التدريجي والوقتي لمنسوب مياه سطح البحر، أما مرحلة الجزر فيحدث فيها انخفاضٌ وقتي تدريجي في منسوب مياه سطح البحر، وليس هذا طبعًا ما أودُّ شرحه؛ فهو معلوم لديكم، ولكن ما هو السبب وراء عملية المدِّ والجزْر؟ وما علاقة المد والجزر بموضوع حبِّ الظهور؟

 

ولكن في عودةٍ إلى نقطة البداية نعرف أن السبب وراء ظاهرة المد والجزر هو قانون الجاذبية؛ فقانون الجاذبية يقول: إن أيَّ كتلتين تنشأ بينهما قوة جاذبية متبادلة، ولذلك عندما يكون القمر فوق البحر فإنه يَجذبه بقوة أكبر منها في حالة وجود القمر بعيدًا عن البحر، وبالتالي يرتفع منسوب البحر عندما يكون قريبًا من القمر، ثم يَنخفِض عندما يكون بعيدًا عنه.

 

ولعلَّكم لاحظتم أنَّ المقال بعنوان "بين المد والجزْر"، وحتى الآن لم يُذكَر فيما كُتب شيءٌ عن علاقة المد والجزر بحب الظهور، فترفَّقوا في القراءة، وتوقَّفوا وراقِبوا معي المد والجزر.

 

إنَّها الجاذبية، والتي ليست حكرًا على عمليَّة المدِّ والجزْر، وليستْ حِكرًا على هذه السنن الكونيَّة، ولكن فيها العبرة بما يَخدم سنن المكنونات البشرية وحالاتها النفسية.

 

فبين الإنسان وحب الظهور والشهرة جاذبيَّةٌ فِطريَّة قد تكون أحيانًا ظاهرة وأحيانًا أخرى خفية، ولكن لا يَستطيع أحد أن يُنكِر وجودَها أو يَنفيَ بشكل مطلَقٍ الشعورَ بها، ولولا هذه الجاذبيةُ لما وُجدَتْ عملية المد والجزر، ولولا ابتعاد القمر عن الأرض لرأيتَ المدَّ عمليةً مستمرة، ولو كان القمر ملازمًا في قربه للأرض لشهِدْنا جزرًا لا مدَّ بعدَه.

 

ولكن يبقى الفرقُ بين المد والجزر كظاهرة طبيعية، والمد والجزر كحالة نفسيةهو أجهزةَ الرَّصد العاليةَ الكفاءةِ؛ لتَرصُد بعينك وتدلُّك نفسُك على مدِّك وجَزرِك، وأجهزتها عندك حصريًّا أجهزة لا تجدها في أسواق الغير، لا تجدها إلا عندك.

 

يقول قانون الجاذبية لنيوتن: "إنه توجد بين الأرض والقمر قوةُ تجاذُب مُتبادلةٌ بسبب كُتلتيهما، لكن إذا كان الأمر فعلاً هكذا، فلماذا لا يسقط القمر فوق الأرض؟ والإجابة سهلة؛ لأن القمر يدور حول الأرض بسُرعة معيَّنة تَحميه من السقوط فوق الأرض.

 

وهنا السؤال: ما الذي يمنع من السقوط في حب الظهور، خاصَّةً وأن بين النفس البشرية وحب الظهور علاقةَ جاذبية فِطريَّة؟

وما هي السرعة التي تَمنعنا من السقوط في جاذبية حبِّ الظُّهور مع تكرار هذه العملية التي أصبحت جزءًا مِن حياتنا، ووسيلة لتحقيق أهداف أكبر مِن نطاق كلمة اسمها؛ (ظهور)؟

الشهرة والظهور: هل هو خطأ دائمًا؟


تعلَّمنا من مشايخنا، وتردَّد على أسماعنا: لا تطلب الشُّهرة، احذر هذا المنصب؛ ففيه شهرة، احذر هذا المكان؛ ففيه شهرة، احذر هذه المسألة؛ قد تُعرِّضك للشهرة... وتنهال علينا التحذيرات حتى تفعل فعل التهديدات في نفوسنا، وكأنَّ الشُّهرة تهدد نفوسنا بالانهيار، فبات أيُّ شيء يَقترن بهذه الشهرة مشبوهًا ممنوعًا علينا، بل وتعدَّى الموضوع مُستوى المشاعر ليدخل مستوى الأفعال، فنرى الشيخ الفلانيَّ يتحاشى الظهور في وسيلة إعلامية؛ حيث يحتِّم عليه ظرفٌ معيَّن الظهورَ والتبيان للناس.

 

والأمثلة في ذلك كثيرة، وآخرها مسألة الاعتصامات وما رأي الشارع منها، ومفهوم المواطَنة، حتَّى وصلنا إلى مرحلة الغياب عن الشاشات ووسائل الإعلام في مُستجدات وأحداث مفصليَّة وعقائدية، وبدأنا نسمَع كلمات: (لا أحبُّ الظهور الإعلامي) مِرارًا وتَكرارًا، وكأنَّ حبَّ الظهور ليس حبًّا مجبولاً في النفس البشرية، وكأننا نُنكر الفطرة التي خلقَنا الله عليها والتي نتحدَّث عنها في خطابنا، وندور بها في مجالسنا، بل ووصلنا إلى الهروب منها، وأبسط من ذلك التنحِّي عن الإمامة من بعض ممَّن نرى من طلبة العلم، فيتعازَمون على الإمامة، وكل واحد يحاول أن يُظهر زهده وورعه، وعدم حبه للظهور، ويبقى السؤال: من سيؤمُّ في الصلاة؟ إنه تفصيلٌ بسيط لمشكلة كبيرة قد نَستهين بتفاصيلِ ما ذَكرتُ عنها.

 

وإذا ما نظَرْنا في الكفَّة الأخرى نرى الناس في زمن التنافُس على إظهار الأفضل؛ فكلُّ واحد يَسعى لإظهار أفضلِ ما عنده في زمنٍ ارتفعَت فيه معايير الجمال والسعي للكمال، وأصبح التفاخر في الماديات جزءًا من الحياة اليومية الاجتماعية، حتى بات مِن ضرورات بعض المجتمعات، وأصبح سوق العرض يتَّسع لكل الفئات، والتفنُّن والإبداع في عرض السلع الشخصية؛ مِن علم وشهادات، ومهارات وقدرات، حتَّى صار التنافس في عَرضها أكثرَ من مَنتوجها، ومردودِ هذه المؤهِّلات على مجتمعاتها.

 

ولكن أعود إلى عُزوف فئة عن الظهور؛ بحُجة الهروب من الشُّهرة، وسَمَّيتها حجَّة لأنها في زمن ضرورة الظُّهور لبيان الحق، ولحاجات اجتماعية، بل وشرعية؛ لما تُحقِّقه من مقاصدَ دينية اجتماعية وإنسانية، وبات السؤال الذي يطرح نفسه: هل الشُّهرة مذمومة في كل الأحيان وجميع الأوقات؟!

 

الاعتراف للنفس بأن حب الظهور أمر فطري:

الإنسان عدوُّ ما يَجهل، وقد يعلم كل واحد منا في حقيقة نفسه أنه يحب الشهرة ويَميل للظهور، فإما أن يسعى لتغذيتها ودعمها؛ لتُصبح هدفًا في حياتِه، فيَقع في فخِّها، وإما أن يَخاف على نفسِه فساد أمرِها، فيُعاديها ويهرب منها في المجمَل، فيَنعزل ويَعتزل مهمَّة لا بد من تنفيذها في موقع شُهرة، وإذا به يُحارب الشهرة بدلاً من محاربة المسألة المستجِدَّة والدفاع عن قضية هو محامي الدفاع فيها، والسبب كي لا يقال عنه: "محبٌّ للشهرة"، فأين القضية وأين الهدف؟!

 

ولكننا جهلنا أن حبَّ الظهور حاجةٌ في النفس البشرية، وهي سببٌ لوصول الفكرة، والشهرة سبب لطرح القضية، فهل من قضية يدافع عنها في السر؟ وهل من قضية بالغةِ الأهمية لا تُدوِّي بها جدران المحكمة ولا يَتداوَلها الناس؟ وهل من قضية بدون عرضٍ ومواكَبة تلفزيونية وإعلامية؟!

 

فعلى هذا فالشهرة هي مضمارٌ للوصول للأهداف؛ مما يَستدعي تقعيدَ الشهرة على أنها سببٌ لنجاح الهدف وليست هي الهدف، فلا تستطيع أن تعيش للشهرة ولتكون مشهورًا، "فتكون دائمًا في موقع الشهرة"، كما لا يُمكنك أيضًا أن تُعاديَها، وأن تَصل إلى هدفك ومُبتَغاك دون أن تسلك طريقًا فيه بعضٌ من الشُّهرة، فتكون دائمًا في "موقع الخامِل"، وقانون التوازن: ((طوبى لعبدٍ آخذٍ بعِنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسُه، مغبرَّة قدَماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السَّاقة كان في الساقة))، فتارة في "الحراسة" وتارة "في الساقة"، وما بين الساقة والحراسة قانونُ المدِّ والجزْر، ولكنَّنا اعتدنا أن ننظر إلى الساقة فقط، ونركِّز على وجودنا في الساقة وننسى الحراسة، ولكي تكون فارسًا لا بدَّ مِن أن تمرَّ بالساقة وتمرَّ بالحراسة، فلا يفوتك أي موقع منهما.

 

لذا فليس المطلوب أن تُعادي الشُّهرة في كفَّة، كما ليس المطلوب أن تعشَق الشُّهرة في الكفَّة الأخرى، فلا تَطغَ في الميزان.

 

فإذًا هناك ما يُسمَّى بغريزة الظهور؛ وهي التي نجتمع عليها كلنا سواسية، فيتولَّد عندنا حب الظهور والغريزة - كما هو معلوم - وهي حاجة ضرورية؛ كالحاجة إلى الطعام والماء والراحة، وغريزة الظهور - كما صنَّفها علماء النفس - تَنتمي إلى الحاجات النفسية، وظهرت هذه الحاجة في حديث ابن القيم: "سبحان الله! في النفس كِبْرُ إبليس، وحسَدُ قابيل، وعتوُّ عادٍ، وطغيانُ ثمود، وجُرأة نمرود، واستِطالة فرعون، وبغْيُ قارونَ، وقِحَة هامان".

 

وبناءً عليه، فإن حاجة الظهور تحتاج إلى الإشباع كأيِّ حاجة نفسيَّة أو فيزيولوجية، وعدم إشباعها بالطريقة الصحيحة سيؤدِّي إلى طريقين:

الطريق الأول: الكبت، وبالتالي الخمول والعزلة عن المواجهة؛ لاعتزال الضوضاء، وبالتالي العزوف عن أداء واجبٍ مخافةَ احتمال الوقوع في فخ الشهرة.

 

أما الطريق الثاني؛ وهو: إشباعها الزائد، والنتيجة: الإصابة بتُخمة الشُّهرة؛ تمامًا كتخمة الطعام عندما تُشبَع شهوة الطعام، وتَزيد على الإشباع حتَّى تتحول إلى هدفٍ في الحياة، بل وهدفِ الحياة الوحيد، بدلاً من أن تَشغَر دورها الوظيفيَّ كوسيلة نحو بلوغ الهدف، وهو إشباع حاجة الظهور.

 

ولكن السؤال الذي يُهمُّنا جميعًا الآن هو: كيف أُشبع هذه الحاجة بطريقة سليمة؟

لعلَّ المسألة تبدأ منذ الصِّغَر بالتدريب على التقلُّب في مواقعَ مختلفة بين (الساقة) و(الحراسة)، فلا يتولَّد الشعور برفض المراكز الاعتيادية للرغبة في الاعتلاء الدائم للمراكز القيادية مِن جِهة، ولا يتولَّد الشعور أيضًا بعشقٍ للمركَز القيادي؛ لمُجرَّد حب القيادة وحب الظهور، فنُفوِّت علينا الإنجازات العَملية، سواء كانت فردية أو جماعيَّة؛ لتحكُّم وسَطْو حب الظهور على عقولنا، فيَنشغِل العقل بما هو دون المهمِّ، ويُغيِّر المسار عمَّا هو أهم.

 

هذه المرآة بمقاييس إضافية؛ فهي تُظهر الصورة أكبر حجمًا، وكلُّنا سبق أن رأى على مرآة إحدى السيارات عبارة: "إن هذه المرآة لا تُظهر الحجم بشكله الطبيعي"!

 

كذلك هي البداية في الظهور، ولكن البداية فقط، أما مَن ليس له بداية مع الظُّهور فستبقى المرآة تُعطيه حجمًا مبالغًا فيه، فلا يرى الحقيقة مِن وَراء الظُّهور، وسيَكون تركيزُه على ذاته وظهوره، بدلاً مِن إظهاره لأفكاره وآرائه، وسيَبقى شَغفُه ورغبته في الانضِمام إلى قائمة المَشاهير تُلاحقه، ويَنمو عنده حبُّ الظُّهور للظهور، وليس لغاية معيَّنة، وتَكبُر الحاجة إلى الظهور بدل الحاجة إلى إظهار ما عنده من خلال وسيلة الظهور.

 

وعلى هذا فإن المسألة تَحتاج إلى تدريب منذ الصِّغَر، لكن ماذا لو لم يتمَّ هذا الأمر؟ هل ستَختلِف الطريقة في إشباع حاجة الظهور؟

يقول أحد الحكماء: "الممارسة تُقلِّص النقص وتقلِّل الأخطاء"، والممارسة والتدريب أمران مَطلوبان في كلِّ وقت، ومهما كانت المرحلة العمريَّة فالرجل - طفلاً أو شابًّا - يَحتاج إلى التدريب على مهارات معيَّنة، والأنثى - طفلةً كانت أو امرأة - تَحتاج إلى الصَّقل والتدريب، والتدريب هو أصعب مراحل التعلُّم، وأقوى أداة للتغيير؛ لذا فلا مهرَبَ مِن التَّدريب بين الحراسة والساقة.

 

وعندها ماذا سيحصُل؟ إنَّك ستَعتاد الظهور دون أن يكبِّل عقلك وتجمح نفسك؛ فأنت مُعتاد عليه، فتراه بصورته الحقيقية وسيلةً لإظهار فِكرة، وحلِّ قضيَّة، بعيدًا عن المرآة المكبِّرة، ولكنَّ هذا التعرُّض لدفق الظهور يحتاج إلى دِرع حماية ووسيلةِ وقاية، وإن كان الهجوم ضروريًّا لاقتحام كبرياء الشُّهرة وتقزيمه؛ فلا بد للهجوم أن يكون مع سلاح، فما هو؟

 

1 - التوازُن في لعب الأدوار بين "خشبة الظُّهور"، و"كواليس الضُّمور".

قال سفيان الثوري: "إيَّاك والشُّهرة؛ فما أتيتُ أحدًا إلا وقد نهى عن الشُّهرة"، وسماها ابن تيميَّة الشهوة الخفيَّة، فهي خفية تَخفى عن الناس، وكثيرًا ما تَخفى عن صاحبها، ومع ما ورد مِن منعٍ ونهيٍ عن حب الظهور؛ كيف السبيل إلى الظُّهور المضمون، الذي يضمن لك نفسك، ويضمَن لك عدم اغترارها؟

 

2 - وهنا لا بدَّ من التفرقة بين (النهي عن حب الظهور) و(النَّهي عن الظهور)؛ فالمنهيُّ عنه هو (حبُّ الظهور) وليس (الظهور)، ولكن كل واحد منَّا يَحتاج إلى ضَمانات إضافية لعدم الوقوع في فخِّ "حبِّ الظهور".

 

3 - ومنها التدريب على الظهور - كما سبق وذكرتُ - حتَّى لا نَراه أعظم الأمور في كلِّ مرَّة نظهر فيها على شاشة تلفزيونية، أو في حلقة إذاعية، أو لإلقاء محاضرة، فمع التَّكرار تخفُّ الوهلة والشعور بالعظمة؛ لتَنتقِلَ إلى مرحلة التعوُّد، ولكن تبقى بحاجة إلى ما يَمنعك من تذوُّق حبِّ الشُّهرَة، وهو في النقطة التالية.

 

4 - لكلِّ معركة سلاح، وقد تتساءل: هل الظهور معركة؟ نعم، وهو معركة تريد أن تصلَ بها لإظهار الحق لا إظهار النَّفْس، وإن كانت الشخصيَّة البارزة مِن لَوازم الهدف وأدوات تحقيقه.

 

والهُجوم يحتاج إلى سلاح؛ ذكَره ابن عطاء الله السكندريُّ: "لا عمل أرجى للقَبول من عمل يَغيبُ عنك شهودُه، ويُحتقَر عندك وجودُه"، وفي هذا القول لفتة قيِّمة إلى ضرورة وجود عمل خفيٍّ بينَك وبين الله ولا يَعلمُه إلا الله، دون التعميم على جميع الأعمال بالخفية والسريَّة، فما احتاج الإعلانَ واسترعى الإعلام كان مُعلَنًا، وما استدعى الخفيَة كان خفيًّا، وإذا كثر الظهور فلا بدَّ مِن عمل خفيٍّ، ولو كان واحدًا فقط، يكون هو السِّلاحَ الحافظ من الانغِماس في غفلات الشُّهرة.

 

فإذا أردتَ أن تَبقى على أرض الواقع ولا تَطير إلى أرض الأمانيِّ فعليك بعمل سرِّيٍّ بينك وبين ربك، وكلما كان العمل بعيدًا عن الشُّهرة بعيدًا عن المنصبِ كان مفعوله أقوى، وأعادك إلى أرض الواقع، فتعود من الشهرة إلى كونك إنسانًا لا يزال يَنقصك الكثير، ولا تزال مقصِّرًا، وأنَّ الشُّهرة عصبة على عينك تمنعك من رؤيةِ إلى أين أنت ذاهب؟ ولكن دون أن تَعتزِلَ الشُّهرة، ودعوني هنا أصحِّح المفهوم الذي يقول: "حبُّ الظُّهور يَقصِم الظُّهور"؛ إلى: "كثرة الظُّهور تَقصِم الظُّهور"، فاعمل على التوازُن.

 

5 - ومما يُساعدك في تحقيق عملية التوازُن على خشبة الظهور: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8].

 

6 - ولا تنسَ تذكير النَّفس دائمًا بسؤال: ما الهدف من الظهور؟ ومُحادثتِها وفق منهج ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]، فالقاعدة تقول: إن العلوَّ مرفوض لذاته، ولكنه مطلوب لغَيرِه.

 

ولأُوضِّح الفكرة أكثر: فالعلو مطلوب لحاجةٍ أو مقصد شرعيٍّ فيه واجبٌ إنساني، وليس شخصيًّا، وبالتالي فلا يمكنك رفضُ العلوِّ والظهور لمجرد أنك تخاف أو تشكُّ في نيَّتكَ؛ فهذا عذر الضعفاء، وعلى هذا فإن الجميع سينكفئ خشية الوقوع في حبِّ الظهور، وسيَجلسون في منازلهم دون أخذ المُبادَرات، ولكن لِمَ لا نتخذ حلولاً عمليَّةً في تهيئة أنفسنا بدل الهروب من مواجهة ما نَحتاجه لزيادة كفاءتنا، وإذا كان المثل يقول: (الحاجة أمُّ الاختراع)، فالحاجة إلى الظهور في زمننا لا تحتاج مِنا إلى اختراع، ولكن إلى استخدام سُبل وقاية موجودة ومعلومة.

 

تقدير الحاجة إلى الظهور:

ومِن ثَمَّ لا بد من تقدير الحاجة إلى الظهور، فليس كلُّ ظهور مطلوبًا، ولا كل ظهور مرفوضًا، ولكن لا بد من معرفة الهدف منه، وما مقدار هذا الظهور؟ ولا بد من معرفة الحاجة الشرعية وراء هذا الظهور، بل والحاجة الاجتماعية؛ فقد بات الظهور للمسلمين - سواء في وسيلة إعلامية أو غيرها - لازمًا وضروريًّا في ظلِّ سيَلان الظهور والشاشات، وأصبح حاجةً اجتماعيَّةً لمجتمع بُني على الظهور، ولكن يُمكن الاستفادة من هذا الأمر واستثمارُه ليكون وسيلةً لظهور عباقرة المسلمين ومُبدعيهم، وأصحاب الشخصيات الفذَّة، وأصحاب (الكاريزما)، نعم؛ هؤلاء النماذج عليهم الظهور ليتحدثَّوا عن الإسلام.

 

وحتى إنه من الواجبات الدينية عليهم، وممَّا تُحتِّمه الحاجة الشرعية لتوضيح الأمور المغلوطة عن الدين، وإظهار الصورة المشعَّة، بعدما أظلمَها ظهورُ مَن هم ليسوا أهلاً ولا على مستوًى من الكفاءة ليقولوا: قال الله، وقال رسوله.

 

نعم، هذا هو الظهور المطلوب؛ ظهورٌ لإظهار الصَّواب وإزالة الظلام والغمام، فلِمَ نترُك الصُّفوفَ الأولى لغيرنا في ظُهوره الملوَّث، ونمتنع عن الظهور؟! ولمَ لا نُهيِّئ أنفسَنا ونتعَبُ على تأهيلها لتظهر وتقف في الصفوف الأولى، فيصل الصوت أقوى؟!

 

وكلُّنا يَعلم أن الله يُريد أن يرانا حيث أمَرَنا، فإنْ كان في الظهور أمرٌ أراد الله أن يُظهرَه وقد عيَّنك واستخدمك له، فلا ترفُضْه ولا تَحرِم نفسَكَ مِن هذه الفرصة، ولكن هل أنت مستعدٌّ لهذه الفرصة ككفاءةٍ وقدرات؟ وهل تَملك السلاح المذكور؟ هنا السؤال، وعندك الإجابة.

 

وكما تقول القاعدة الشرعية: "الضرورات تقدَّر بقَدْرها"، والحاجة إلى الظهور مهما اختلفَ نوعُها وتعدَّدت - سواء شرعية أو اجتماعية - فهي ضرورة تقدَّر بقَدرِها، وحتَّى على المستوى النفسي فالظهور بشكل مُعتدِل يحقِّق معادلة التوازن النفسي، وتكون إحدى وظائف الظُّهور التي نَغفل عنها هي تحقيقَ هذا التوازُن بين حبِّ الظُّهور والحاجة إلى الظهور.

 

حبُّ الظهور عملية حسابية مع النفس أم مع الآخرين؟

وإن كان ما تحدَّثْنا عنه يتعلق كله بمقياس الذات - وليس مقياس ريختر للهِزَّات الأرضية - وكلُّ ما أورَدْناه على مستوى العلاقة مع النفس، فإننا نواجه مشكلةً مِن الخارج قد تؤثر على هذه العملية الحسابية مع النَّفْس، ألا وهي الانشغال بالحكم على الآخرين: (هذا يحب الظهور)، وذاك (لا يحب الظهور)! هنا تَكمن مصيبتُنا، وليست فقط مشكلتُنا؛ حيث انشغَلنا بالحكم على الشخص بدلاً مِن دَعمِ مسارِه، ونوجِّه إليه أصابعَ الاتهام بعدم إخلاص النيَّة، ونُرهبه منها - وإن كان العلم بخطورتها لازمًا - ولكننا نرهِّبه من الرياء والنِّفاق دون أن نرغِّبه في الإخلاص!

 

فعندما يلمَع الفردُ منا ويتميَّز فإنَّا نُطفئ تميُّزه بدلاً مِن أن نُسلِّط الضوء عليه، وإن كانت الأحاديث وردت في النهي عن مدح الشخص فهل نهتْ عن مدح أعماله وإنجازاته؟!

 

وهل امتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن مدح أصحابه والثناءِ عليهم في حضورهم؟!

 

وقد مدَح النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب في حضوره فقال: ((ما رآك الشيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجِّك))؛ أخرجه البخاري ومسلم، ولكن هل نتَّهم عُمر بأنه قد يَشعر بالغرور؟! وهل نجعلُه محطَّ الشكِّ عندنا؟!

 

قال النوويُّ رحمه الله: ومَدْح الإنسان قد يكون في غيبته وهو غير موجود، وفي وجهه؛ بشرط عدم الكذبِ وعدم المبالغة، وفي حضوره، فلا مانع من مدح الشخص بحُضوره والثناء على أعماله وإنجازاته من باب دفعه إلى تقديم المزيد وحثِّه على المزيد من الإبداع، فلا يكون المدْح والثناء من باب التشجيع وحث النفس البشرية على تقديم المزيد وتحريك دافع المثابرة هو المنهيَّ عنه، ولكن ما نُهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلَّم: ((لا تُطروني كما أطرَتِ النَّصارى عيسى))، ما قال عليه السلام: لا تمدَحوني، ولكن قال: ((لا تُطروني))، وهو زيادة المَدْح، فلا نَقطع عنه كلمة تشجيع ونظرةَ تقدير؛ ليجفَّ عنده مخزونُ العطاء، بل وقد نبخَسه تميُّزه وعطاءه، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتم المدَّاحين فاحثوا في وجوههم التراب))؛ رواه مسلم، وأتى بصيغة المبالغة ((المدَّاحين)) الذين يُكثرون المدح، ويستعملونه بكثرة، فيجعلونه صنيعهم ودأبهم الدائب.

 

فإذًا المنهيُّ عنه هو التمادُح؛ أي: أن يتبادَلوا المديح الواحد تلوَ الآخر في جوٍّ مِن التملُّق؛ مما يهدِر الأوقات ويُزعزع النيات، ويَسقي بذور الغرور.

 

والتميُّز والإبداع يحتاجان إلى احتِضان وإلى تُربة صالحة للنمو؛ كالطفل الصغير الذي يحتاج إلى احتِضان لقدراته، فلمَ لا نُشجِّع هذا الوليد في الإبداع؟ ولمَ لا نقول له: "ما شاء الله، أُقدِّر جهودَكَ، وعمَلُك مميَّز، وأعجبَتْني لفتتُك"، ونُضيف: "وأتمنَّى أن تُثابر على تحقيق المزيد، ولا تتوقف عند هذا الحد"، بلَفتة إلى ما يتمتَّع به مِن قدرات أخرى، وفي لفتة إلى ضرورة تقديم المزيد، وأن الهدف ليس هذا الإنجاز ولا ذلك الإبداع، ولكنَّ الهدف أسمى وأبعد، وأن الطريق لا يزال فيها الكثير، فالهدف من الحياة ليس محطَّة تُدرَك ويَنتهي الأمر، ولكنه محطات في السعي إليه.

 

فما المانع من تقديم التشجيع اللازم والدعم الناجع، دون أن تتحوَّل إلى جلسة (تبييض وش)؟!

ولكنَّنا إذا ما رأينا تميُّز فلان رمَقْناه بأعيُن تَملؤها الهواجس ويَملؤها الخَوف بأن يُصاب بالغرور، وهل سنعلم أصلاً ما في نَواياه لنتَّخذ موقعَ القاضي والحاكم على أموره النفسية ومكنوناته الداخلية، وندخل في تفاصيل حواره مع نفسه، ونَخترق بنظراتنا التي تحمل الشكَّ جدارَ علاقته بربه؟! فلمَ نُشكِّكه في عمله ونيَّتِه، والطريقُ إلى الإخلاص والصدق معلومٌ بخطوات العمل الخفيِّ، وما يُقدِّمه فإنَّه يقدمه لنفسه أولاً وآخرًا؟!

 

نعم؛ لقد انشغلنا بالحكم عليه، و﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ [الأنعام: 57]، فلم لا نعطيه الوقت ليفرغ إلى نفسِه ويُعالج بعض التقوُّصات التي أصابت عملَه ويمحوَ الشوائب في حبِّ الظُّهور للظُّهور إن وجدَتْ، ونفسُه أعلم بذلك، فيُنقِّيها مِن حبِّ الظهور للظهور إلى حب الظهور لتحقيق مقصود، وهي عملية تَخْلية فردية، لا يدخل فيها سمْتُ الجَماعة.

 

وها هو مالك بن دينار يقول: "رحمَ الله عبدًا قال لنفسه: ألستِ صاحبةَ كذا؟ ثمَّ ذمَّها، ثم حطَمَها، ثم ألزَمَها كتاب الله تعالى، فكان لها قائدًا"، فإذا هو مَن يُحطِّم غرورَه ويردَعُ كبرياءه، وليس حملاً عليك - أنت ولا أنا - أن نسعى لتحطيمه، وإن كان قصدنا خيرًا، لكن الطريق محفوفة بالألغام، فلْنحذَر من أن نُحطِّم التميُّز والتفوق الذي فيه، فنكون كمَن ذكرهم الأستاذ باسل شيخو: "بعض الناس يَستريح تمامًا إذا حطَّم هذا التمثالَ الجميل الذي تَنظُر إليه العيون، وتلتفُّ حوله القلوب، يستريح عندما يرى هذا التمثال مجموعة متناثرة من الأَحجار، منظَر الضَّعفِ يُريحه، فهو يكره الامتياز ويُعادي التفوق"، فلمَ لا ندَعه يَنصَب، وإلى ربه يَرغب؟! ويجعَل له عملاً يَغيب عنا شهودُه كمُصحِّحٍ للمسار، وبين المدِّ والجزْر في الظهور تتوازن الأمور وتَظهر الصورة بمَقاييسها الطبيعية، وتُختتَم الأعمال و﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، وفي سكونه لِيَقول: "اللهم اغفر لي ما لا يَعلمون، ولا تُؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا مما يظنُّون".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مع الندوي وسنة المد والجزر في تاريخ الإسلام (1)
  • بين (التحصيل) و(التوصيل).. التغيير بالتدريب
  • تعريف مد التعظيم وشروطه

مختارات من الشبكة

  • (التعليم بالترفيه) كيف تمكن المعلمة المد البدل؟ للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • مراجعة المدود للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • تعليم المد المتصل للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • الحرف الممدود هو حرف المد، لا الذي قبله كما تدعي الأدلة الإرشادية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أقسام المد اللازم من شرح تحفة الأطفال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المد الفرعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حروف المد للأطفال: المد بالألف(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • مراجعة على المد بالألف والمد بالياء والمد بالواو(كتاب - موقع عرب القرآن)
  • تعليم المد اللازم للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • (التعليم بالترفيه) كيف تمكن المعلمة المد المتصل؟ للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب