• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أزواج وزوجات
علامة باركود

حوار مع د. فوزية العشماوي حول مكانة المرأة في الإسلام

خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/12/2009 ميلادي - 13/12/1430 هجري

الزيارات: 26167

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدكتورة فوزية العشماوى
للمرأة مكانة رفيعة في الإسلام
لو تم تطبيقها لحسدتها المرأة الغربية عليها

• العداء التاريخي للإسلام روَّجه المستشرقون، ورجال الكنيسة، والإعلام الصهيوني.
•
لجهلهم بإسلامنا وتقصيرنا في عرضه دورٌ كبير في توارث الأجيال للمفاهيم الخاطئة واستعداء الإسلام.
•
أُطالب المؤسساتِ الإسلاميةَ بالتنسيق مع الأقليات المسلمة للدفاع عن ديننا.
•
كثير من الأوروبيين اعتنقوا الإسلامَ عندما عرَّفناهم حقيقته، وتحوَّلوا لدعاة له.


حـوار: جمال سالم

أكَّدت الدكتورة فوزية العشماوي - أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة جنيف بسويسرا -: أن الصورة المغلوطة عن وضع المرأة في الإسلام توارثتْها الأجيالُ الغربية انطلاقًا من الميراث العدائي، وأكاذيب المستشرقين، وخشية رجال الدِّين هناك من انتشار الإسلام، وأوضحت أنها تقوم بتصحيح هذه الصورة من خلال تعاونها مع قادة الأقليات الإسلامية في الغرب، عن طريق وسائل الإعلام، والمحاضرات، والندوات، إلا أن هذا التصحيح لن يتمَّ بين يوم وليلة، وإنما يستغرق سنواتٍ، ومطلوبٌ من كل المؤسسات الإسلامية المشاركةُ فيه؛ حتى لا يقتصر على جهود فردية، وأشارت إلى أن بعض المنصِفين من مفكِّري الغرب يتفهمون حقيقةَ الإسلام، وبعضهم يعتنقه عندما توضح الصورة الحقيقية لهم؛ لأن ما في أذهانهم ناتج عن جهل منهم، وتقصير منا، وفي الحوار التالي نلقي الضوء على هذه القضية: 

• يتهمون الإسلام بأنه يعادي تعليمَ المرأة، ويستشهدون بارتفاع نسبة الأميَّة بين النساء في العالم الإسلامي، فما ردُّكِ على ذلك؟
هذه سلوكيات خاطئة في بعض البيئات، والإسلام منها بريء؛ بدليل أن جميع الأوامر الإلهيَّة والنبويَّة بالتعليم جاءتْ بدون تفرقة بين الرجل والمرأة؛ حيث قال - سبحانه -: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، والأمر الوحيد الذي طلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الاستزادةَ منه، هو العلم: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]، وحث الرسول - صلى الله عليه وسلم - جميعَ المسلمين على طلب العلم، فقال: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))، وكلمة مسلم هنا اسم جنس، تشمل الرجلَ، والمرأةَ، والطفلَ.

وأَستشهِد لهم بمواقفَ من السيرة النبوية؛ حيث أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه بتعليم بناتهم وزوجاتهم، وطبَّق ذلك على نفسه، حيث كانت معظم زوجاته يُجِدن القراءة والكتابة، فكانت السيدة عائشة - رضي الله عنها - مرجعًا من أهم مراجع السيرة والسُّنة، وكانت فقيهةً، تراجع الرواةَ والقرَّاء والفقهاء، وكذلك السيدة أم سلمة؛ بل إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استعان بامرأة من قبيلة بني عدي، تُدعى الشفاء بنت عبدالله؛ لتُعلِّم زوجتَه حفصةَ تحسينَ الخط، وتزيينَ الكتابة؛ بل إن كثيرًا من الفقهاء تلقَّوُا العلمَ والفقهَ عن فقيهات.


حبس المرأة
• يتَّهم الغربُ الإسلام بمنع المرأة من العمل عامةً، والمناصبِ خاصة، فكيف تردِّين على هذا الاتهام؟
حقُّ العمل مكفول للمرأة عند الحاجة، ويشترط أن يتناسب مع طبيعتها، ومدى احتياجها للعمل، ومدى احتياج العمل إليها، وألاَّ يؤدي ذلك إلى تقصيرها، أو تضييعها للأمانة والرسالة الأولى في حياتها، وهي رعاية زوجها وأولادها.

وبالنسبة للمناصب، فإن أبسط مثال: الشفاء بنت عبدالله، وهي أول وزيرة في الإسلام، حيث تميَّزتْ بالحكمة ورجاحة العقل، حتى إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - جعلها تعلِّم السيدة حفصة، وبعد ذلك اختارها عمر بن الخطاب لولاية الحسبة؛ أي: ما يشبه وزارة التجارة والأوزان، والأسواق، والمعاملات، حيث كانت تراقب وتحاسب، وتفصل بين التجار وأهل الأسواق من الرجال والنساء.

كما أن المرأة كانت في عصور الإسلام تساعد زوجها في عمله وحرفته منذ عهد النبوة، وهذا ما تصفه السيدة أسماء بنت أبي بكر، زوجة الزبير بن العوام: "كنت أعلف فرسه، وأسقي الماء، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي، وهي على ثلثي فرسخ، فلقيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يومًا وكان معه نفر من الأنصار، فدعاني ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال"، وقد كفل الإسلام للمرأة العاملة كافة الحقوق مثل الرجل العامل دون أي تفرقة.


الزواج بمن لا تحب
• إكراه المرأة على الزواج بمن لا تحب اتِّهامٌ دائم من الإعلام الغربي ضد الإسلام وأتباعه، فما عملكنَّ لتصحيح هذا المفهوم الخاطئ؟
باعتباري أستاذةَ تاريخ وحضارة، أقول لهم عبر المحاضرات، ووسائل الإعلام، والمؤتمرات والملتقيات الفكرية: لا تقتصروا على رسم صورة الإسلام من خلال تراثكم وإعلامكم المعادي لنا؛ بل اقرؤوا تاريخَنا، وتراثَنا، وسماحةَ ديننا، ثم احكُموا علينا، ولا تتخذوا بعض السلوكيات الخاطئة من بعض المسلمين وتعمموها، حتى تتوافق مع صورتنا المشوهة لديكم.

وأَعرِض عليهم ما قرَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أن المرأة إذا لم توافِقْ على الزواج، أو تمَّ إكراهُها، يكون العقد باطلاً، ومِن حقها فسخه، ورفع الأمر للقاضي لرفع الظلم عنها، وطبَّق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك عمليًّا حينما جاءته خـنساء بنت خدام الأنصارية، التي زوَّجها أبوها بدون رضاها، فردَّ نكاحَها، وأعطاها حقَّ فسخ الزواج، ورُوي عن عبدالله بن عباس أيضًا: أن فتاةً بِكرًا جاءت للرسول تشكو أباها الذي زوَّجها رجلاً هي له كارهة، فخيَّرها الرسول بين قَبوله أو رفضه، وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُنكَح الأيِّمُ حتى تُستأمَر، والبكرُ حتى تُستأذَن))، فقالت السيدة عائشة - رضي الله عنها -: يا رسول الله، البكر تستحيي، فقال: ((رضاها صمتها)).


تكريم المرأة
• يصوِّر الإعلام الغربي المرأةَ المسلمة على أنها مضطهدة وأسيرة بالمنزل، وقد أكرمها الإسلام وأعطاها من الحقوق ما لم تُعطِها الدياناتُ السابقة، أو القوانينُ الوضعية، فهل تبرزْنَ تلك الجوانب المضيئة؟
كثيرًا ما نعرض ونوضِّح للغرب أمورًا بسيطة، إلا أن لها دلالةً بالغة، مثل احتفاظ المسلمة باسمها، واسم أبيها وعائلتها بعد الزواج، حتى ولو كان زوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا أكبر دليل على تكريم ومساواة المرأة بالرجل في الاحتفاظ بكيانها، على عكس المرأة الغربية التي تحمل اسم زوجها، أو اسم عائلته بمجرد الزواج.

كما نستدل بمشاركة المرأة للرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة في الحروب والغزوات، حيث كانت تداوي الجرحى، وتعد الطعامَ، وهذه مشاركة إيجابية منها في نشر نور الإسلام، فضلاً عن تخصيص الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيعة خاصة للنساء في بداية الدعوة، وعندما استقر بالمدينة كانت له دروس دينية خاصة بالنساء، يتلقى أسئلتهن ويجيب عليها، ولم يمنعْهن من الصلاة في مسجدٍ خلفَ صفوف الرجال، وبالتالي فالمرأة ليست حبيسة أو أسيرة بالمنزل كما يصورها الإعلامُ الغربي.


الظلم في الميراث
• يروِّجون عنا أن الإسلام ظَلَم المرأة في الميراث؛ حيث أعطى للذَّكر مثل حظِّ الأنثيَين، فكيف تفندنَ هذه الفِرْية التي توارثتها أجيالهم؟
الأصل في الإسلام أن المرأة لها أنصبة مختلفة في الميراث، حسب درجة قرابتها بالمتوفى، وقد يتساوى نصيبها بالرجل أو يزيد عنه في كثير من الأحيان، وهذا هو الوضع العام في قرابة الثلاثين حالة للميراث، وهذا هو المقرر شرعًا؛ {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [النساء: 7]، أما الحالة الوحيدة التي فيها تقرير أن الذَّكر ضعف الأنثى، فهي أن يكونا شقيقين؛ حيث قال - تعالى - في سورة النساء: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11].

وأوضحتُ لهم أن توزيع أنصبة الميراث قد تفيد المرأة أكثر من الرجل؛ لأنه هو المكلف بالإنفاق عليها في كل مراحل حياتها: ابنة، وأختًا، وزوجة، وأمًّا، وكل مَن تلزمه نفقتُهم من النساء، في حين نجدها ليست مكلَّفةً بالإنفاق على الرجل إطلاقًا، حتى ولو كان هو أفقرَ الناس وهي أغنى الناس، وهناك دراسات تؤكِّد أن هناك أكثرَ من عشر حالات ترث فيها المرأةُ نصيبًا أكبرَ مِن الرجل، فهل نقول: إن الإسلام ظلم الرجل لصالح المرأة؟!


الخلع مقابل الطلاق
• قالوا: إن الإسلام ظَلَم المرأة بأن جعل حقَّ الطلاق بيدِ الرجل، ووصفوا ذلك بأنه استعباد للمرأة، فكيف تصحِّحنَ هذا المفهومَ الخاطئ؟
أحاول مع زملائي في الأقليات الإسلامية في الغرب، نفْيَ هذه الأكاذيبِ، حيث نوضح أن تبعات الطلاق يتحمَّلها كلَّها الرجلُ، من نفقةٍ وغيره، ووصف الطلاق بأنه تسريح بإحسان، ورفض إنزال الضرر بالمرأة؛ فقال - سبحانه -: {وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [البقرة: 231]، وفي الوقت نفسه نجد أن الإسلام أعطى المرأةَ حقَّ الخلع إذا كرهَتِ العيشَ مع الرجل، مقابل تحمُّل جزء من النفقات، حيث تتنازل عن مؤخَّرها، وتردُّ له ما دَفَعه مِن مهر لها؛ فقال - تعالى -: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} [البقرة: 229]، وقد طبَّق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك في حياته، حيث أمر الزوجة بردِّ حديقةٍ كان زوجُها قد أعطاها مهرًا لها، وطلقت منه عن طريق الخلع، الذي يوازي حقَّ الرجل في الطلاق، وبالتالي لا ظلم للمرأة إطلاقًا.


القوامة تكليف
• قوامة الرجل امتهان للمرأة؛ حيث يصفها الرسول بأنها ناقصة عقل ودين، كيف تصحِّحن هذا التصور الغربي الخاطئ؟
نسي الغربيون أو تناسَوْا أن القوامة لا تعني السيادةَ، ولا الأفضلية، ولا السيطرة، ولا الهيمنة على المرأة، ولكن تعني درجة أعلى في القيادة، وليس معنى القوامة الانفراد بالرأي والسيطرة، وإلاَّ لَمَا أقرَّ الإسلامُ مبدأَ الشورى، وحثَّ عليه في جميع أمور الحياة، بما في ذلك أمور إدارة الأسرة، التي يشترك في إدارتها الزوج والزوجة، حسبما جاء في الحديث الشريف: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))، فالقوامة إذًا معناها: أن لكل من الرجل والمرأة درجةً في سُلم القيادة، ودرجة الرجل هي أعلى درجة في السلم؛ لأنه مثل ربان السفينة، فهو الذي يقودها ويوجِّهها، ولا يمكن أن يكون لأية سفينة - منذ قديم الأجل، وحتى زماننا هذا - قائدانِ في نفس الوقت، وإلا غرقَتِ السفينةُ، فالقوامة في الإسلام تكليف قبل أن تكون تشريفًا، وهي مرتبطة بالرجل، الذي هو المتكفِّل بالإنفاق.

أما القول بنقصان العقل والدِّين، فهو تقرير لحقيقة، وليس امتهانًا، حيث تغلب عاطفةُ المرأة عقلَها، ولا تصلي ولا تصوم وقتَ الحيض والنفاس، وبالتالي فهي لم تكمل دينها كالرجل، ومع هذا سامَحَها الإسلامُ، وحرَّم عليها أن تصليَ أو تصوم في هذه الحالة؛ ولهذا فهو لا يحاسبها على ذلك، وليس هذا إنقاصًا من عقل المرأة، التي قد تكون أذكى من كثير من الرجال، أو دينها، حيث قد تكون أكثر صلاحًا وعبادة، وأقرب إلى الله من كثير من الرجال.


مصادر الشبهات
• ما مصادر تلك الشبهات الظالمة التي توارثها الغرب عن وضع المرأة المسلمة؟ وكيف تردين عليهم؟
للأسف الشديد، فإن المصادر الرئيسة لصورتنا عندهم تتمثل في أقوال المستشرقين المعادِين لنا، وما زالت أقوالهم تدرس في المناهج الدراسية، وتنشر في الكتب الثقافية، وتذيعها وسائل الإعلام، ويضاف إلى ذلك التراث المعادي لنا؛ نتيجة الحروب الصليبية، وغيرها من الفترات الاستعمارية الغربية لعالمنا الإسلامي، والتشويه المتعمَّد لفترة الوجود الإسلامي في الأندلس، وأقوال رجال الدين النصراني واليهودي المعادية للإسلام منذ أقدم العصور، حيث يتم التطاول على الإسلام ورسوله بأقبح الألفاظ، حتى وصل الأمر إلى أنهم جعلوا ذلك وسيلة تعبديَّة، وترجموا معاني القرآن والأحاديث النبوية وشوَّهوها؛ لضرب الإسلام، وتحجيم انتشاره عبر العصور.

ونحن نحاول الردَّ عليهم بتوضيح حقيقة وسماحة الإسلام، الذي انتشل المرأةَ من تقاليدَ جاهليةٍ، أدَّتْ إلى وأدها في التراب، وإذلالها إن عاشت، وأن الإسلام كرَّم المرأة، وجعلها إنسانًا عاقلاً، ذا مسؤولية أمام الله والمجتمع، وفى العبادات، والثواب والعقاب؛ فقال - سبحانه -: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]، وأن حواء بريئة من تهمة إغواء آدمَ؛ بدليل قوله - تعالى -: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} [البقرة: 36]، وجعل توبتهما مشتركة: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، وأكمل التكريم والمساواة بقوله - تعالى -: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء: 124]، وجعلها خير متاع الدنيا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُ متاع الدنيا الزوجةُ الصالحة؛ إن نظرتَ إليها سرَّتْكَ، وإن غِبتَ عنها حفظتْكَ في نفسها ومالِكَ))، وأوصى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالنساء حتى وهو على فراش الموت: ((أوصيكم بالنساء خيرًا))، وجعل حسن رعاية الأنثى طريقًا إلى الجنة، فقال: ((مَن كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو بنتان، أو أختان، فأحسَنَ صحبتَهن، واتَّقى الله فيهن - فله الجنةُ))، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات.

وأدعو مَن أساؤوا فهْمَ الإسلامِ أن يعرِفوا مكانة المرأة من خلال تشريعات دينها، وليس من خلال بعض التقاليد والممارسات الخاطئة مِن قلَّة مِن الرجال؛ لأن الإسلام هو الحجة على أتباعه، وليس العكس.

وأُطالب كافة المؤسسات الإسلامية بأن تحاول التنسيق مع أبناء الأقليات؛ لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، بدلاً من الصورة الحالية المغلوطة، الناتجة عن الجهل منهم، والتقصير منا في عرض حقائق ديننا بالأفعال قبل الأقوال.


ماضٍ وحاضر مظلم
• إذا كانتْ هناك نظرة سلبيَّة للغرب تجاه المرأة المسلمة، وحرص دائم على تشويه صورتها، فإن ماضي المرأة الغربية وحاضرَها مأساويان، ويرثى لهما، فلماذا لا توضِّحن ذلك، وتفندن مزاعمهم حول حقوق المرأة الغربية وتحريرها؟
هذا ما نفعله بالفعل، حيث نوضح لهم أن القانون اليوناني عند الإغريق جعل المرأةَ مسلوبةَ الحريةِ والأهلية، ولا تتمتع بأية حقوق مدنيَّة، حيث اعتبروها قاصرًا طوال حياتها، وخاضعة لسلطة الرجل الذي يتصرَّف فيها كما يتصرف في أملاكه، وفى عهد الأثينيين القدماء لم تكن المرأةُ تختلف كثيرًا عن الحيوانات، حتى إنهم جعلوها شيطانًا وروحًا نجسة.

أما في ظل القانون الروماني، فكانت خاضعة تمامًا لسلطة رب الأسرة، ولم يتغير هذا الوضع نسبيًّا إلا في قانون جوستينان المتوفى عام 565 ميلادية، الذي اعتبرها أيضًا من فاقدي الأهلية في التعامل، وعندما عقد الأوروبيون ما يشبه المؤتمر في عام 586 ميلادية، كان هدفه تقرير: هل المرأة إنسان أو لا؟! وانتهوا إلى أن المرأة خُلقت لخدمة الرجل فحسب.

بل إنه بعد قيام الثورة الفرنسية ظل القانون الفرنسي يعتبر المرأة قاصرًا، ونص قانون نابليون على أن المرأة ليست أهلاً للتعاقد دون رضا الوصي عليها، سواء كانت متزوجة أم غير متزوجة، وقد حدَّد هذا القانون القصر في (الصبي، والمجنون، والمرأة)، وظل هذا القانون معمولاً به، ليس في فرنسا فقط؛ بل في كثير من الدول الأوروبية حتى 1938، حيث تم إعطاء المرأة بعض الحقوق، إلا في المعاملات المالية، التي أخضعها لزوجها حتى الآن، حيث يسري نظام توحيد الأموال بين الزوجين، وتعتبر الزوجة مسؤولة عن ديون الأسرة والزوج. 

كما أحرص على عرض موقف التراث الديني الأوروبي من المرأة، حيث نجدها في اليهودية ملعونة؛ لأنها أغوتْ آدمَ وأخرجتْه من الجنة، حيث جاء في التوراة: "المرأة أمرُّ من الموت، وإن الصالح أمام الله ينجو منها"، وليس لها ميراث في حالة وجود أخ ذكر.

أما في المسيحية، فهي طبقًا لمقولة القديس ترتوليان: "مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان"، وفي القرن الخامس قرر مجمع ماكون، بعد دراسة مسألة المرأة: هل المرأة مجرد جسم لا روح فيها، أو لها روح؟ وانتهى إلى خلوِّها من الروح الناجية من عذاب جهنم، فيما عدا مريم أم المسيح.

وأخيرًا: أرجو أن نثبت ونؤكد للغرب أن كثيرًا من الشوائب التي تشوِّه صورةَ المرأة المسلمة ليست لها علاقة بالإسلام؛ لأن الإسلام جعل للمرأة مكانةً رفيعة، لو تم تطبيق الدول الإسلامية لها مثلما كانت مطبَّقة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المدينة المنورة، لحسدتْها المرأة الأوروبية على تلك المكانة.
المادة باللغة الإنجليزية
اضغط هنا




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موقع المرأة المسلمة بين الإسلام ودعاوى التجديد
  • المرأة بين ظلم الجاهلية والعدالة الإسلامية
  • المرأة في السنة النبوية المطهرة
  • المرأة في الإسلام (1)
  • المرأة في الإسلام (2)
  • المرأة في الإسلام (3)
  • دراسة التاريخ بمنهجية الإسلام حق.. فأين المطالب؟
  • حوار شبكة الألوكة مع الدكتور صالح الرقب
  • حرمة المرأة في الإسلام
  • المرأة بين التأثر والتأثير
  • الدكتور: محمد حسان الطيان في حوار حول "العربية لغة لن تموت"
  • المرأة المظلومة (1)
  • حوار مع د. ليلى دسوم مديرة المركز الإسلامي في إكوادور
  • حوار مع الداعية البريطاني عبدالله الأندلسي
  • من أنصف المرأة؟
  • حوار ريمون هارفي حول الدراسات القرآنية عالميا
  • حوار مع الدكتور محمد شريف أوغلو مفتي اليونان
  • حوار مع د. محمد أحمد لوح - رئيس مجلس أمناء اتحاد علماء إفريقيا
  • يكرمون المرأة في يوم ويهينونها سائر الأيام وليس لها كرامة إلا بدين الإسلام

مختارات من الشبكة

  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الطفولة في ديوان (مراكب ذكرياتي) للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الأسئلة في ديوان عناقيد الضياء للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التناص في قصيدة اعتراف للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وصف النار في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الحكمة في شعر الموت عند عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في مركب "حوار الحضارات": أي حوار وأية مقومات؟(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)

 


تعليقات الزوار
2- نعم كلام صحيح و لكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فريد اسد الحوطي - ارض الحرمين الشريفين السعوديه 04-12-2009 08:14 PM
لوجود اقوى واهم واول عوامل الهدم الداخلي الذي يؤثر على الصوره الخارجيه

المنافقين المتأسلمين

ومن يعيش بيننا من الحاقدين الوصوليين

العرب غير المسلمين ...................................................................

أسأل الله عز وجل ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين .
1- تنبيه
سحنون - مصر 02-12-2009 03:42 AM
قصة تولي الشفاء رضي الله عنها للحسبة ليس لها إسناد، لا صحيح، ولا ضعيف، ولا غيره، فلا تصلح للاستدلال، وقد وصفها القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي في تفسير قوله تعالى (إني وجدت امرأة تملكهم) الآية بأنها من دسائس المبتدعة.
وقال: الْمَرْأَةَ لَا يَتَأَتَّى مِنْهَا أَنْ تَبْرُزَ إلَى الْمَجَالِسِ ، وَلَا تُخَالِطَ الرِّجَالَ ، وَلَا تُفَاوِضَهُمْ مُفَاوَضَةَ النَّظِيرِ لِلنَّظِيرِ ، لِأَنَّهَا إنْ كَانَتْ فَتَاةً حَرُمَ النَّظَرُ إلَيْهَا وَكَلَامُهَا ، وَإِنْ كَانَتْ مُتَجَالَّةً بَرْزَةً لَمْ يَجْمَعْهَا وَالرِّجَالَ مَجْلِسٌ تَزْدَحِمُ فِيهِ مَعَهُمْ ، وَتَكُونُ مَنْظَرَةً لَهُمْ ، وَلَمْ يُفْلِحْ قَطُّ مَنْ تَصَوَّرَ هَذَا ، وَلَا مَنْ اعْتَقَدَهُ .
وعلى التسليم بثوبته مع استحالته ـ إذ لا سبيل إلى معرفة إسناده ـ فليس بدليل وجيه.
قال الكتاني في التراتيب الإدارية (1/286،285): وفي التيسير في أحكام التسعير للقاضي أبي العباس أحمد بن سعيد: من شرط المحتسب أن يكون ذكرًا؛ إذ الداعي للذكورة أسباب لا تحصى، وأمور لا تستقصى، ولا يرد ما ذكر ابن هارون أن عمر ولي الحسبة في سوق من الأسواق امرأة تسمى الشفاء وهي أم سليمان بن أبي حثمة الأنصارية؛ لأن الحكم للغالب، والنادر لا حكم له، وتلك القضية من النُّدور بمكان، ولعله في أمر خاص يتعلق بأمور النسوة،انتهى.
ولو ثبتت القصة ـ ودون ذلك خرط القتاد ـ فإنها لا تصلح على قول كثير من أهل العلم ممن لا يرون حجية قول الصحابي وفعله، والله أعلم.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب