• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أنثى في القلب
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    خلف الكواليس
    د. ابتهال محمد علي البار
  •  
    إن لم تحرز تقدما تراجعت!
    أسامة طبش
  •  
    المحطة السابعة عشرة: المرونة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الآباء والأمهات لهم دور كبير في توجيه الطفل حتى ...
    عثمان ظهير
  •  
    جيل الحساسية الاجتماعية المفرطة
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الطفل (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    معذور لأنه مراهق!
    محمد شلبي محمد شلبي
  •  
    الزواج وفوائده وآثاره النافعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الحقوق بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    حقوق الطفل (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة السادسة عشرة: الاستقلالية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    العنف المدرسي في زمن الحياة المدرسية: من الصمت ...
    عبدالخالق الزهراوي
  •  
    في العمق
    د. خالد النجار
  •  
    كيف يمكن للشباب التكيف مع ضغوط الدراسة وتحديات ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    المحطة الخامسة عشرة: استخدام القدرات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

حاجة الشباب إلى منهج يصحح عقائدهم وأخلاقهم

حاجة الشباب إلى منهج يصحح عقائدهم وأخلاقهم
الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/2/2015 ميلادي - 21/4/1436 هجري

الزيارات: 14518

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حاجة الشباب إلى منهج يصحح عقائدهم وأخلاقهم


نحن - أيها الشباب - في حاجة إلى منهجٍ تربوي صحيح، وفي حاجةٍ إلى منهج الإسلام الهادي، وشبابنا اليوم في حاجة إلى منهج القرآن والسنة؛ للخروج من هذه الفتن الحالكة المحيطة بهم، والأهواء والأفكار الباطلة من حولهم، والمغريات والمستغربات، من الشهوات والشبهات الباطلة، وذلك لعدة أسباب منها:

1- أن الشباب المسلم في حاجةٍ مُلحَّة وماسة إلى منهج يُصحح لهم عقائدهم وأخلاقهم، التي ربما يشوبها شيء من الشُّبهات والانحرافات؛ بسبب تعدُّد مناهج التربية، وربما تناقضها كثيراً، واضطرابها في عرض تصور صحيح عن مفاهيم العقيدة الإسلامية ومباحثها، وبيان سبل الوقاية من خطر الزيغ والانحراف عنها.

 

ذلك أننا نرى حولنا من الفرق والمذاهب المختلفة والمتناقضة، وهي اتجاهات مُعادية ومحاربة للإسلام وشريعته، فمنها ما هو علماني مادي، ومنها ما هو فكري تصوري، ومنها ما هو وجودي إلحادي، ومنها ما هو متحلل إباحي، وهكذا مخاطر كثيرة ومتعددة المناهج والمعتقدات.

 

وقد تكون هذه الاتجاهات من الجماعات المحسوبة على الاتجاه الإسلامي والدعوي، إلا أنها لم تأخذ منهجاً صافياً واضحاً، في عقيدتها ومنهجها وتصورها نحو الإسلام، فنراها تجمع في صفوفها بين المتناقضات، فيُحدث هذا نوعاً من الخلل في التربية والتلقي لمنهج الإسلام الصحيح، كما أنه يحُدث أنواعاً من الضعف في الصف الإسلامي.

 

وجُلُّ هذه الفرق والمذاهب فيها ما فيها من مزالق الانحراف والزيغ ما حذر الله - تعالى - منه ورسوله - صلى الله عليه وسلم، وحينما ترى شاباً في مُقتبل عمره يعتنق مذهباً منها يأسف القلب كمداً عندها؛ لما وصل إليه وهذا وغيره من هذا الخلل والانحراف عن التصور الصحيح عن الكون والحياة وعن الدين والإله.

 

ولا ريب أن العاصم من كل ذلك ملازمة منهج القرآن الصحيح الصافي، الذي جعله الله - تعالى - عصمةً من كل ضلالة وزيغ وفتنة، وفي متابعة السنة النبوية: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15 - 16].

 

ونحن - أيُّها الشباب - في حاجة إلى منهجٍ تربوي صحيح، وفي حاجةٍ إلى مَنهج الإسلام الهادي، وشبابنا اليوم في حاجة إلى مَنهج القرآن والسنة؛ للخروج من هذه الفتن الحالكة المحيطة بهم، والأهواء والأفكار الباطلة من حولهم، والمغريات والمستغربات، من الشهوات والشبهات الباطلة، وذلك لعدة أسباب منها:

2- مكر الأعداء بشباب الأُمَّة الإسلامية، والكيد لهم في الليل والنهار؛ بُغيةَ إفسادهم وإبعادهم عن حقيقة دينهمومَحاسنه السامية، وما كل ذلك إلا ليتمكنوا من خلق أجيال تنتسب إلى الإسلام شَكلاً، ولا تعرفُ عن حقيقة الإسلام شيئًا يُذكر، ومن ثَمَّ تُحقق أمثال هذه الأجيال مآرب الأعداء، بلا جهد منهم ولا مَشقة ولا عناء، فتنقلب مَوازينُ الأخلاق والقيم في النفوس، ويصبح الحال كما قال القائل:

مَا كَانَ فِي مَاضِي الزَّمَانِ مُحَرَّمًا
لِلنَّاسِ فِي هَذَا الزَّمَانِ مُبَاحُ
صَاغُوا نُعُوتَ فَضَائِلٍ لِعُيُوبِهِمْ
فَتَعَذَّرَ التَّمْيِيزُ وَالإِصْلاَحُ
فَالْفَتْكُ فَنٌّ وَالخِدَاعُ سِيَاسَةٌ
وَغِنَى اللُّصُوصِ بَرَاعَةٌ وَنَجَاحُ
وَالعُرْيُ ظُرْفٌ وَالْفَسَادُ تَمَدُّنٌ
وَالْكِذْبُ لُطْفٌ وَالرِّيَاءُ صَلاَحُ

 

ولا ريبَ أنَّ هؤلاء ناصبوا الأمةَ العداء والكيد، بكثير من غرسِ الشَّهوات المنحرفة في النفوس، من حُبِّ جمع الأموال والثَّروات، منخلال صُورٍ اقتصادية وتِجارية، لا تَعرِف الإسلامَ في تعامُلها ولا تِجارتها، فتأكل من الرِّبا والغش والاحتيال بصُورٍكثيرة.


وكذلك فتحهم لأسباب الانحراف، وحُبِّ الشهوات المحرمة من الإباحية، وحب النساء، بلا ضوابطَ أو قيود، تنظم للناس معاشهم،وتَحفظهم من الوقوع في حمأة الشَّهوات الجارفة، والفتن والرذيلة، ففتحوا دورَ السينما، والأفلام الفاجرة، والأغانيالهابطة، ولا يزالون يضربون على هذا الوتر إلى اليوم، مع نفث شيء من المسكرات والمخدِّرات؛ لإضعاف الأبدان عنالتطلُّع إلى العافية واليقظة، والدِّفاع عن الأوطان والدين والشريعة، والجهاد في سبيل الله تعالى.


ولا يعني هذا أيضًا أنَّنا نُلقي بالتَّبِعَة والواقع المتردي - اليومَ - على أعدائنا؛ لنبرِّئ أنفسنا وأمتنا من أخطائها الكبيرة في واقعنا المعاصر، كلاَّ، لكننا نؤكد على سُنَّةٍ من سنن الله الجارية في الصراع بين الخير والشر، والإيمان والكفر، وقد أكَّد ذلك ربنا في عِدَّة مواضع من القرآن، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 100].


وقال تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 89].


وقال تعالى: ﴿ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].


وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 149].


فهل بعد هذا البيانِ بَيان؟ وهل بعد هذا البُرهان برهان؟ إلاَّ أنه لا يقع ذلك من أعدائنا، إلاَّ في حالةِ تَضييع شرائع الإسلام والعمل بها، وفي غَفلة المسلمين وأَمْنِهم مكرُ أعدائهم.


وقد جاء في السنة النبوية ما يؤكِّد هذا الصراع أيضًا، كما أخبر بذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - منذ ألف وأربعمائة وثلاثين سنة في حديث القصعة المشهور والمحفوظ، فقد روى الإمام أحمد في "مسنده" عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشِك أن تداعَى عليكم الأمم من كلِّ أفق، كما تداعَى الأكلة على قصعتها))، قلنا: يا رسول الله، أمن قلَّة منَّا يومئذ؟ قال: ((أنتم يومئذ كثير، ولكنَّكم غُثاء كغُثاء السيل، تُنزَع المهابة من قلوبِ عدوِّكم، ويُجعَل الوهن))، قالوا: وما الوهن؟ قال: ((حبُّ الدنيا وكراهة الموت)).


وها نحن اليوم نرى تلك الهجمة الشرسة الجديدة من أعداءِ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من الشيوعية المادية المُلحِدة، والصهيونِيَّة العالمية الماكرة، والصليبية الجديدة الخادعة، وغيرهم من العُملاء والأذناب.


وكما قال صاحبُ كتاب "حتى يعلمَ الشباب": "إنَّ المخططات التي تُتَّخذ في أوكار الصهيونية، والماسونية، والصليبية، والشيوعية... كلُّها تستهدف إفسادَ المجتمعات الإسلامية عن طريق الخمر، والجنس، وإطلاق العنان للغرائز والشَّهوات، والجري وراء المظاهر، والتقليد الأعمى...


والمرأة عند هؤلاء هي أول الأهداف في هذه الدعوة الإباحية، والميدان الماكر، فهي العُنصر الضعيف العاطفي، الذي ينساق وراء الدعاية والفتنة بلا رَوِيَّة ولا تفكير، وهي ذات الفعالية الكبيرة، والتأثير المباشر في إفساد الأخلاق".


يقول كبير من كبراء الماسونية الفجرة: "يَجب علينا أن نكسب المرأة، فأي يوم مدت إلينا أيدِيَها، فُزْنَا بالحرام، وتبَدَّد جيشُ المنتصرين للدين".


ويقول أحدُ أقطاب المستعمرين: "كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حبِّ المادة والشهوات".


وجاء في "بروتوكولات حكماء صهيون" ما يلي: "يَجب أن نعملَ؛ لتنهارَ الأخلاق في كل مكان، فتسهل سيطرتنا، إنَّ "فرويد" منا، وسيظلُّ يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس؛ لكي لا يبقى في نظر الشباب شيءٌ مقدس، ويصبح هَمُّه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية، وعندئذ تنهار أخلاقه...".


ومن وراء هذه القوى المعادية والتخطيط المدمر - اليهود؛ فهم الذين آلَوْا على أنفُسِهم أنْ يتبنوا كلَّ باطل من الآراء الفكرية في مَجال ما وراء الطبيعة، وفي مَجال الأخلاق، وفي مجال تحطيم القيم الدينية غير اليهودية؛ ليُفسدوا العالم في عقيدته وفكره وأخلاقه.


وليتمكنوا من وراء ذلك من قيادته، واستعباده، والسيطرة عليه، ولقد أعلن اليهودُ في بروتوكولاتهم أنَّهم يعملون جاهدين لإفساد الضَّمائر البشرية عن طريق التشكيك في الأخلاق والعقائد، ويعملون جاهدين لإفساد العقول عن طريق تزييف الحق، وترويج الباطل، ويتبنون شخصيات إبليسِيَّة ماكرة خبيثة تدعو إلى هدم العقيدة الدينية تارة، وهدم الأخلاق تارة أخرى.


بل قد وصل الأمر باليهود أنْ رَسَموا لإفساد الإنسانية مَنهجًا، أخذوا في تنفيذه عن طريق وسائل الإعلام، ودور النشر، وعن طريق المسرح والسينما، والبرامج الإذاعِيَّة والتلفزيونية، وعن طريق كل عميل خائن، وكاتب مأجور؛ لتتِمَّ لهم القيادة الفكرية، والنفسية، والفلسفية في العالم كله، فعلينا أنْ نعلمَ أن التخنُّث في شبابنا، والفجور في نسائِنا، وانتشار الخمر، والعهر، والقمار، والميوعة في بلادنا - هو من مخططات اليهود.[7]


وبهذا - أيها الشباب - نُدرك خطر مكر أعداء الأمة الإسلامية، وخطر ما يسوقون العالم إليه، وقد قال القائل:

مُؤَامَرَةٌ تَدُورُ عَلَى الشَّبَابِ
لِيُعْرِضَ عَنْ مُعَانَقَةِ الْحِرَابِ
مُؤَامَرَةٌ تَقُولُ لَهُمْ تَعَالَوْا
إِلَى الشَّهَوَاتِ فِي ظِلِّ الشَّرَابِ
مُؤَامَرَةٌ مَرَامِيهَا عِظَامٌ
تُدَبِّرُهَا شَيَاطِينُ الْخَرَابِ

 

ونحن - أيُّها الشباب - في حاجة إلى منهجٍ تربوي صحيح، وفي حاجةٍ إلى مَنهج الإسلام الهادي، وشبابنا اليوم في حاجة إلى مَنهج القرآن والسنة؛ للخروج من هذه الفتن الحالكة المحيطة بهم، والأهواء والأفكار الباطلة من حولهم، والمغريات والمستغربات، من الشهوات والشبهات الباطلة، وذلك لعدة أسباب منها:

3- ونحن في حاجةٍ ماسَّة أيضًا إلى منهجِ الإسلام التربوي؛ بسببِ اضطراب مَناهج التربية نفسها، فالمناهجُ التربويةاليوم متَخَبِّطة كثيرًا، ومتأثِّرة بالغرب، والولع بتقليده، في كل ما يأتي به، حقًّا كان أم باطلاً، صوابًا كان أم خطأً.


4- ونحن في حاجةٍ ماسَّة لمنهج الإسلام؛ لأَنَّه هو المنهج التربوي الشامل، الكامل، والمحفوظ من كل تغيير، أو تحريف، أوتبديل، أو نقص، أو خلل، ولأنَّه المنهج المنزل من عند الله - تعالى - الذي يعلم النفسَ البشرية، ويعلم ما يهذبُها ويصلحها، ويعلم ما ينفعها ويضرها، ويعلم ما يهديها ويقومها، وما يغويها ويشقيها، ولأنَّه ليس من عند أفكار أو تصورات قاصرة، وليس من عند مناهج بشرية تُغلِّب النفسَ وشهواتِها على مرضاة ربها وموجدها، أو تُغلِّب العقلَ على الوجدان، أو الوجدان على العقل، أو على العاطفة وهكذا، لكنَّه منهجُ الله وحْدَه، الذي أقام به وفيه كل مقومات البناء العقدي،والأخلاقي، والتعبُّدي، والحياتي، كلها على أحسن وأكمل وجوهِها، بل كان ذلك واقعًا مرئيًّا وبشريًّا، أقامه الله وجعله حقًّا في حياةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضوان الله عليهم - فحملوا هداياته وإشراقاتِه، وعلومه وأخلاقه، وتشريعاته الكاملة الشاملة، ففتحوا به الدنيا، ونالوا به حسن الثواب في الآخرة، فما أجله وأكرمه من منهج رَبَّاني محفوظ؛ ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].


5- وكذلك جهل كثير من المسلمين بمحاسن الشَّريعة الإسلامية، وبما جاءت به، من الحثِّ على مكارم الأخلاق، والإعلاء من شأن أصحابِ الأخلاق الحسنة عند الله - تعالى - في الدنيا والآخرة.


6- وكذلك حب الدنيا، والانغماس في طلبها، واللهث الدَّائمخلفها؛ بُغية الطمع فيما لا يدوم ولا يبقى، ولكنه الشيطان وشهوات النفوس الزائغة عن الرضا بما قسم الله - تعالى - من أجل ذلك يبيع كثيرٌ من الناس أخلاقَهم ومبادئَهم بالسبِّ والشتم واللعن والكذب والغش والظُّلم؛ بُغيةَ جَمع شيء من حطام الدُّنيا الفانية.


لكل هذه الأسباب وغيرها نَحن في حاجة إلى منهج تربوي عاصم، منهجٍ فيه الجمع بين خيري الدُّنيا والآخرة، وفيهالمفاهيم العقدية الصحيحة عن الكون والإنسان والحياة، وفيه الوقاية من الانحراف والفساد الأخلاقي، مع تَهذيب النفس،والارتقاء بها إلى حيث مكانة الإنسان السامية.


وكل ذلك جاء به القرآن المنزل على قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء بمنهاجه القويم، الذي أخرج به الناس من الظُّلمات إلى النور، وهداهم إلى مَعرفة خالقهم وعبادته وحْدَه لا شريك له، وفتح لهم به الدُّنيا وخيراتها وكنوزها، تحت سيف الجهادفي سبيل الله وحْدَه، وليس في سبيل الدُّنيا القليلة الفانية، وجاء بالعلم، وكشف مغاليق الكون والحياة، والكثير مما لميكن يعلمه الإنسان، لولا هداية الله - تعالى - وحْدَه، فحكموا الدنيا، وصاروا أسيادَها وقادتها، فهل لنا إليهم من سبيل؟


وصدق الله - تعالى - إذ يقول في كتابه العزيز: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المنهج النبوي في بناء الأخلاق
  • ضبابية المنهج وغياب الهدف
  • منهج الإسلام فى الحياة
  • منهج القرآن والسنة في بناء العقلية العلمية

مختارات من الشبكة

  • الشباب أمل الأمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مرحلة الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجة الشباب إلى اللعب والترفيه(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حاجة الشباب إلى الإيمان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حاجة الشباب إلى الأمن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الدكتور: خالد بن أحمد السعدي في محاضرة بعنوان ( حاجات الشباب )(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • ماذا يصنع سن الشباب؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحاجات الجسمية عند الطالبات المدعوات في المرحلة الثانوية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد تحديات العصر؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحاجات الدعوية للشباب(مقالة - موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/1/1447هـ - الساعة: 11:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب