برنامج العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي للمعاق بصريا

برنامج العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي

للمعاق بصريًّا

العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي تناول شامل للعلاج النفسي الذي لا يوظف الطرق الانفعالية السلوكية فحسب بل يركز أيضًا على تفويض العنصر اللاعقلاني في السلوك التخاذلي، فالنفوس البشرية معقدة بشكل كبير بحيث يصعب أن تجد سبيلاً وحلاً لتفسير اضطرابهم، وهناك طرق يمكن بها مساعدتهم على تجاوز هذا الاضطراب، تظهر مشاكلهم النفسية من الشعور الخاطئ، والإدركات الخاطئة بشأن ما يشعرون به، ومن ردود فعلهم العاطفية الأقل من الطبيعية أو المبالغ فيها للمثيرات الطبيعية، ومن أنماط سلوكهم الاعتيادي المضطرب، والذي يشجعهم على الاستمرار في تكرار الاستجابات غير التكيفية حتى عندما يعرفون أنهم يتصرفون بشكل خاطئ في تكرار الاستجابات غير التكيفية حتى عندما يعرفون أنهم يتصرفون بشكل خاطئ وسيء، وبالتالي يكون من المرغوب فيه تناول عقلاني انفعالي سلوكي ثلاثي الاتجاهات لمشاكلهم، والعلاج العقلاني الانفعالي السلوكي يوفر هذا الهجوم متعددة الأوجه[1].

أهمية البرنامج:

يعاني بعض الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية من ارتفاع مستوى القلق لديهم، وذلك من جراء اعتقادهم بصحة عدد من الأفكار اللاعقلانية والمعتقدات الخاطئة مما يدعهم اضطرابهم سلوكي يسهم بشكل فعال في دحض الأفكار اللاعقلانية التي يتمسكون بها واستبدالها بأفكار أخرى أكثر عقلانية، ومن ثم يساعدهم ذلك في خفض مستوى القلق لديهم قبل أن يصل بهم إلى مراحل متطورة من المرض النفسي.

فعلى الرغم من الجهود التي تبذل لرعاية ذوي الإعاقة البصرية في الحقل التعليمي، إلا أن هذه الجهود في حاجة إلى نتائج البحوث السيكولوجية حتى يمكن تهيئة المناخ الملائم لمساعدة هذه الفئة على تحسين توافقهم الشخصي والاجتماعي عن طريق التصدي للمشكلات النفسية التي يعانون منها[2].

الحاجة للبرنامج:

أكدت البحوث والدراسات السابقة على أن المراهقين من ذوي الإعاقة البصرية يعانون من ارتفاع مستوى القلق لديهم بمقارنتهم بأقرانهم المبصرين، مما يسبب لهم الكثير من الاضطرابات الفسيولوجية والاضطرابات الاجتماعية، والاضطرابات الانفعالية، وأيضًا اضطرابات في عمليات التفكير والذاكرة، مما سبق الحديث عنه، كثير من الدراسات أكدت على فاعلية العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي في خفض القلق.

دلت الدراسة الاستطلاعية التي تم القيام بها بمدارس النور للمكفوفين أن الكثير من ذوي الإعاقة البصرية يمتسكون بأفكار ومعتقدات لا عقلانية كاعتقاد البعض بأنه يجب إخفاء كف البصر حتى ينال قبول واستحسان الآخرين[3].

الأسس التي يقوم عليها البرنامج:

يقوم هذا البرنامج على مجموعة من الأسس الهامة وهي:

1- الأسس العامة:

حيث تم مراعاة حق الفرد ذي الإعاقة البصرية في الإرشاد والعلاج النفسي وكذلك حقه في التقبل بدون قيد أو شر، وكذلك مراعاة قابلية السلوك للتعديل والتغيير.

2- الأسس الفلسفية:

استمد البرنامج أصوله الفلسفية من نظرية إليس.Ellis.A والتي تقوم على أن التفكير اللاعقلاني هو المسؤول عن إحداث الاضطراب، وأيضًا تمت مراعاة الأسس الفلسفية العامة والتي تتضمن مراعاة أخلاقيات العلاج وسرية البيانات والعلاقة المهنية التي تقوم على الألفة والتسامح واستخدام الإقناع المنطقي في المقابلة العلاجية.

3- الأسس النفسية و التربوية:

روعيت الخصائص العامة للنمو في مرحلة المراهقة بصفة عامة، والخصائص المميزة لذوي الإعاقات البصرية وكذا الفروق بين أفراد العينة بصفة خاصة.

4- الأسس الاجتماعية.

استخدام أسلوب العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي الجماعي، حيث أظهرت الدراسات أن هذا الأسلوب ذو كفاءة عالية في العلاج.

5- الأسس الفسيولوجية والعصبية:

روعيت الخصائص النفسية والعصبية والجسمية لأفراد العينة العلاجية (من ذوي الإعاقة البصرية) [4].

الخدمات التي يقدمها البرنامج:

يقدم البرنامج عددًا من الخدمات منها:

1- الخدمات العلاجية:

وتتمثل في معاونة أفراد العينة العلاجية على خفض مستوى القلق لديهم.

2- الخدمات الوقائية:

حيث يقدم البرنامج عددًا من الخدمات الوقائية، من خلال تدريب المجموعة العلاجية على مجموعة من الأساليب المعرفية والانفعالية والسلوكية التي تساعدهم على تجنب الوقوع فريسة للأفكار اللاعقلانية التي تسبب لهم القلق.

3- الخدمات الاجتماعية:

وتتمثل في تدعيم العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجموعة العلاجية، وانتقال الأثر الحسن لهذا التدعيم إلى زملائهم أثناء تفاعلهم الاجتماعي معهم خارج إطار الجلسات العلاجية.

4- الخدمات التربوية:

وتتمثل في تحسين التحصيل الأكاديمي لدى أفراد العينة العلاجية بعد انخفاض مستوى القلق لديهم.

5- الخدمات الترويحية:

وتتمثل في تقديم الخدمات العلاجية التي تحث أفراد المجموعة العلاجية على استغلال وقت الفراغ وممارسة الأنشطة الرياضية والفنية والاجتماعية.

6- خدمات المتابعة:

وتتمثل في المتابعة الدورية التي يقوم بها الباحث لكل خطوات البرنامج للوقوف على التغيرات المعرفية والسلوكية والانفعالية التي يحدثها البرنامج:

التخطيط العام للبرنامج:

اتبعت نفس الخطوات التي تم اتباعها في برنامج التحصين التدريجي السابقة[5].

وفيما يلي تتابع خطوات البرنامج:

أولاً: أهداف البرنامج:

تنقسم الأهداف إلى قسمين:

• الأهداف العامة (الرئيسية)، والتي تحدد في هدفين:

1- هدف علاجي: حيث يعمل البرنامج على خفض مستوى القلق لدى ذوي الإعاقة البصرية (العينة العلاجية) من خلال تعديل الأفكار اللاعقلانية وأخطاء التفكير التي يتمسكون بها.

2- هدف وقائي: من خلال اكسابهم عددًا من الفنيات المعرفية والانفعالية والسلوكية التي تمكنهم من مواجهة مواقف القلق التي يتعرضون لها في مستقبل حياتهم[6].

الأهداف الخاصة (الإجرائية):

تتحقق الأهداف الإجرائية من خلال العمل البناء داخل الجلسات، ومن خلال تنفيذ الواجبات المنزلية التي يكلف بها المفحوصون وهذه الأهداف تتلخص في النقاط التالية:

1- أن يتعرف الأفراد ذوو الإعاقة البصرية على طبيعة المعتقدات اللاعقلانية وأنواعها.

2- أن يتعرف الأفراد ذوو الإعاقة البصرية على الدور الذي تلعبه الأفكار اللاعقلانية في إحداث القلق.

3- أن يتعرفوا على الدور الذي يلعبه الحديث الذاتي السلبي في إحداث الاضطراب الانفعالي.

4- أن يتعرفوا على التغلب على التفكير الانهزامي من خلال إعادة الحوار المنطقي مع النفس.

5- أن يتدربوا على فحص العلاقة بين الحدث المحزن (A) وبين كل من الانفعال والتفكير (C) والتفكير (B) من خلال التدريب على استخدام فنية (ABC).

6- أن يتدربوا على مناقشة وتفنيد كل فكرة على حدة وإحلال معتقدات عقلانية محل المعتقدات اللاعقلانية من خلال فنية التفنيد (D) والإحلال (E).

7- أن يتدربوا على تنفيذ الواجبات المنزلية كخطوة أساسية نحو العلاج[7].

أساليب تدريس المعاقين بصرياً، وتتناول ما يلي:

• تنمية القدرات البصرية التتبعية من خلال تنمية مهارات الإدراك والتمييز البصري للأشياء واستخدام البرامج متعددة العناصر.

• استخدام البرامج الفردية والتدريب في البيئة الطبيعية لتطوي مهارات التحرك والتنقل.

• تدريب الطفل على المشي بطريقة منتظمة.

• تدريب الطفل على التنقل باستخدام العصا البيضاء.

• تدريب الطفل على المهارات الحياتية اليومية.

• تدريب الطفل على مهارات التواصل باستخدام نظام برايل، والآلات الكاتبة، والكتب الناطقة، والمسجلات والأشرطة.