• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / أطفال
علامة باركود

تربية الطفل على الطريقة التركية

تربية الطفل على الطريقة التركية
مها مصطفى إسماعيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/5/2014 ميلادي - 28/7/1435 هجري

الزيارات: 19885

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تربية الطفل على الطريقة التركية

مترجم للألوكة من اللغة التركية


إنَّ الاستثمار الحقيقي لأيِّ مجتمع يكْمُن في مدى اهتمامه بأطفاله؛ لأنهم الثروة الفعلية المدَّخرة للأزمنة القادمة، فالأطفال هم أبناؤنا الذين نرعاهم اليوم ليرعَوْنا عند الكِبَر، ونعلِّمُهم اليوم ليقودوا مسيرةَ الدولة كلِّها بعد ذلك، وجميعُنا يدرك هذا ونسعى لتحقيقه، وإنما لكلِّ مجتمع مجموعةٌ من القيم والمبادئ التي يسير عليها، والتي تؤثر في منظوره الفكري ورؤيته للأمور، وكذلك طريقته لتحقيق هذا المبتغى في ظلِّ المُناخ السائد في الدولة، وهذه هي الفكرة الرئيسة التي عالَجْناها في هذا الحوار؛ للتعرف على كيفية تربية الشعب التركيِّ لأبنائهم، في ظل مجموعة العادات والتقاليد من جهة، ونظام الحكم العلماني وما ينجم عنه من عقبات من جهة أخرى.

 

أسس تربية طفل صالح - الطفل مرآة لأبويه -:

أول سؤال يتبادر إلى الأذهان هو: ماذا يجب علينا أن نفعل لتنشئة طفل صالح؟ وردًّا على هذا السؤال؛ قالت (زينب سربست) - طالبة بكلية الشريعة جامعة بورصا -: "يقع عبءُ التربية على الآباء والأمهات؛ لأن التعليم الذي يُمنَح للأطفال في المدارس قليل جدًّا، ومحدودٌ، وغير وافٍ، ولذلك يجب على الآباء والأمهات أن يقرؤوا كثيرًا، ويتعلَّموا ليعلِّموا أولادهم، ويجب عليهم أن يكونوا قدوةً حسنة لأبنائهم، وأن يعيشوا بشكل صحيح حتى يستطيعوا نقل هذه المبادئ لأبنائهم".

 

وتتفق معها السيدة (ملك) - من مدينة (بولو)، ربة منزل وأم لطفل في الخامسة من العمر - حيث ترى أن الآباء والأمهات يُشكِّلون أهمَّ وأولَ عنصر لتنشئة طفل صالح؛ فالأطفال يقلِّدون دائمًا والديهما في كلِّ شيء، سواءٌ كان حسنًا أم سيِّئًا، فإذا كنَّا قدوةً صالحة لأطفالنا؛ فإنه ستظهر نفس الجوانب الطيبة، وأضافت: "فالخلاصة أن الطفل هو مرآة لأبويه، تُظهِر ما تضعونه أمامها".

 

كما قال دكتور (تحسين دليتشاى) - الأستاذ المساعد بجامعة (تشكوروفا)، من مدينة (أضانا) جنوبي تركيا، أبٌ لخمسة أطفال في أعمار مختلفة -: إنه ينبغي علينا أنْ نربِّي أطفالنا تبعًا للمعايير التي نستقيها من ديننا، والعلوم الحديثة والتربوية، ولا يجب أن نتغاضَى عن النصائح التي يمنحها لنا الكبار مثل الجَد والجدة.

 

أما (خديجة قهواجي أوغلو) - طالبة بثانوية الإمام والخطيب من مدينة غازي عنتب - ترى أن المرأة هي المفتاح، موضحة أهمية التعليم، وأنه يُشكِّل عنصرًا هامًّا في حياة الأفراد، حيث قالت: "أوَّلاً: يجب على المرأة أن تُتمَّ تعليمها الجامعي، وتتَّخذ مجالاً تعمل به، وبذلك تكون قد وصلت لمستوى مرتفع من الوعي، وخاصةً من الناحية الدينية، فمع الأسف بعض النساء الآن على غير معرفة بتعاليم الدين، فأنا أرى أن المرأة التي على وعي بتعاليم دينها يمكن أن تُربي طفلاً صالحًا؛ لأن الأم لا يجب عليها أن تربي ابنها من أجل الحياة الدنيا فقط، وإنما من أجل الحياة الآخرة أيضًا؛ لأن هذا الطفل - عاجلاً أو أجلاً - سيصير إنسانًا راشدًا، وسيبدأ هو نفسُه في تربية طفل جديد، وأولُ ما يجب على الأم أنْ تعلِّمَه لأبنائها هو المعلومات الدينية، ولذلك يجب على المرأة أولاً أن تُنمِّي نفسها ثقافيًّا ثم تبدأ في الاهتمام بطفلها".

 

الضرب ليس حلاًّ:

يتفق الجميع بخصوص كون الضرب شيئًا مضرًّا للطفل، وليس مفيدًا، فترى السيدة (ملك) أن الإقناع هو الحل البديل والفعال وتقول: "بالطبع الضرب ليس شيئًا حسنًا؛ فالغلظة والعنف لا يصلحا لإيجاد الحلول، حيث يجب علينا استخدام الإقناع بدلاً من ذلك، فكما قلتُ: الطفل هو مرآة لنا، فإذا قمنا بضربه أو أجبرناه على فعل ما نريد بالقوة والعنف، فإنه سيفعل نفس الشيء مع الآخرين، ولن يعرف كيف يحترم الآخر، بَيْدَ أن الإقناع هو وسيلة ناجحةٌ للحصول على إيمان الطفل بصواب ما نطلبه منه".

 

وتقف (زينب) أيضًا ضدَّ الضرب بشدة، حيث ترى أنه أسلوب لا يصلح للتعامل به مع أيِّ كائن حيٍّ، وليس الأطفال فحسب، وعبَّرت قائلةً: "أنا ضدُّ الضرب، فلا يجب أن نتعامل بالضرب، سواءٌ مع الإنسان أو الحيوان؛ لأننا مخلوقات ذات روح، وأنا أرى أنه لا يمكن تعليم طفل عن طريق الضرب، حيث يجب علينا أن نعلِّمهم عن طريق تحبيبهم في الشيء، لا عن طريق إخافتهم؛ ولذلك أنا ضد الضرب، ولكن في بعض الأحيان بهدف العقاب يمكن أن نخيف الأطفال ولكن ليس بالضرب، يمكن أن نمنع عنهم المصروف، فالأم يمكن أن تقول لابنها أشياءَ مثل: "إذا لم تفعل هذا لن أعطيَك النقود، لن تتنَزَّه خارج المنزل، لن تستخدم الكمبيوتر".

 

وأعطَتْ مثالاً من أسرتها، وكيف أن والدها كان يسْتاءُ من ضرب والده له قديمًا؛ فقرر ألاَّ يضرب أبناءه، وقالت: "فمثلاً إذا تكلمت عن عائلتي، فأبي لا يضربنا أبدًا، فهو يخاف علينا، ولا يريد أن يُحدث لنا مكروهًا، ولكن جَدِّي كان يضرب أبي عندما كان صغيرًا، ونقل لي أبي عدم ارتياحه من ذلك، وهو يقول دائمًا: "أنا لم أتعلم أيَّ شيء من أبي بضربه لي"، ولذلك فأبي يرى - مثلي تمامًا - أنه طريقةٌ خاطئة لتربية الطفل".

 

أما (خديجة) فقالت: "إن العنف يكون له مردود سلبي على الأطفال"، وحذَّرَتْ أنه لا يجب استخدام الضرب؛ لأن الأطفال صغار السن يكونون نشيطين للغاية ومتحركين، ولكن عند تعرُّضهم للضرب يبدؤون في فعل ذلك العمل مرات أكثر، ومضتْ قائلةً: "فإذا قلتَ لطفلك: لا تفعل هذا، وضربتَه، فإنه يفعل نفس الشيء مرات عديدة؛ لأن العنف يأتي برد فعل عكسي على الطفل".

 

هل تضرب النساء التركيات أبناءهن؟

ومع هذا نرى الضرب مازال منتشرًا بين الأُسَر التركية، وربطت (خديجة) بين المستوى التعليمي وطريقة التربية للطفل، قائلةً: "النساء غير المتعلمات وغير المثقفات يمكن أن يستخدمْنَ العنف في تربية أطفالهن، ولكنني أعتقد أن نسبة العنف قد قلَّتْ؛ نظرًا لانتشار التعليم بين النساء في الوقت الحاضر".

 

واستنكر الدكتور (تحسين) مَن يتخذون الضرب كوسيلة للتربية، فهو يرى أن الضرب هو أسلوب سيئ للتربية، وقال: "في الجيل السابق كان يمكن للآباء أحيانًا أن يضربوا الأبناء؛ لأنه جيل أقل تعليمًا وثقافة، ولكن الجيل الحالي على وعي أكبر بمعايير العلوم الحديثة، ولذلك فهو ليس من مؤيِّدي الضرب".

 

أما السيدة (ملك) فعبَّرت عن أسَفِهَا لانتشار ضرب الأطفال، وقالت: "مع الأسف يضرب الكثير من الأمهات التركيات أبناءهن، ولكن كلما تثقَّف الفرد كلَّما أدرك خطأ هذا، وكان يوجد لدينا قولٌ مأثور قديمًا يقول: "الضرب نزل من الجنة"، ولكنَّ الحال ليس هكذا بالطبع، ولكن بصفة عامة يقلُّ الضرب في الأماكن ذات مستويات التعليم العالي، ويكون منتشرًا أكثر في الريف، كما أن الأمهاتِ هنَّ من يضربْنَ الأطفال أكثر من الآباء؛ لأنهنَّ المعنيَّات بتربية الطفل"، وأعطتْ مثالاً عن تجربة سابقة مرَّتْ بها في هذا الخصوص على النحو الآتي:

" أنا أيضًا من الممكن أن أفقد أعصابي وأضرب ابني من آن لآخر، ولقد التحق ابني العام الماضي بالحضانة، وكان دائمًا ما يَضرب الأطفال الآخرين في الحضانة، وأعلمتْنِي المُدرِّسة بهذا الوضع، وسألتْني إذا ما كان يتعرض الطفل للضرب في المنزل، فقلت لها: إنني أحيانًا أضربه، فقالت لي: إن ما تفعلينه به يفعله هو بأصحابه، وبعد هذا الموقف خجلتُ من نفسي كثيرًا، وأدركْتُ أنه إذا كنا لا نريد أن يصبح أبناؤنا أشخاصًا سيئين مثل القتلة أو المافيا أو شخص فظِّ التعامل مع الآخرين، فيجب علينا أن نعتبره فردًا له حقوق، وأن نُكِنَّ له الاحترام".

 

دور الدين:

وأجابت السيدة (ملك) ردًّا على سؤال: "هل تحرصين على أن ينال ابنك قسطًا من التعليم الديني؟" مُشيرةً إلى عدم وجود تعليم ديني كافٍ في المدارس، وقالت: "في مدارسنا يوجد مادة (التربية الدينية) ولكنها لا تتضمَّن القرآن الكريم، فقط بعض المعلومات الدينية وسيرة حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعلمونهم كيف يُصلُّون، وبعض السور القصيرة من أجل الصلاة، أما بالنسبة للقرآن الكريم فتوجد دورات لتعليم القرآن يذهب إليها الأطفال صيفًا، وفي الواقع مَن لا يرتاد المدرسة، يُمكنه أن يلتحق بهذه الدورات أيضًا أثناء العام الدراسي، وتُخصَّص أماكن معينة في المساجد لهذه الدورات، كما توجد في مدارس الجماعات الدينية".

 

ووضَّحتْ أنه في ظلِّ الحكومة الجديدة تغيَّر الوضع إلى الأفضل بخصوص دورات القرآن هذه؛ حيث قالت: "وقديمًا كانوا يُزعجون مرتادي هذه الأماكن ويُغلِقونها، حتى إن دورات القرآن كانت ممنوعةً للأطفال الذين لم يلتحقوا بالمرحلة الابتدائية بالمدرسة، فجاء رئيس وزرائنا - فلْيُطِل اللهُ في عمره - وأزال كلَّ هذه العوائق وأصبح غير ممنوع، ولقد أرسلتُ ابني العام الماضي لأحد هذه الأماكن التي تُحفِّظ القرآن الكريم، وسوف أُرسله هذا العام أيضًا ليستمرَّ في الحفظ، فابني الآن عمْرُه خمسُ سنوات، ويعرف مقدارًا من القرآن الكريم - الحمد لله - والعام القادم سيبدأ المرحلة الابتدائية".

 

ثم مضتْ في حديثها قائلةً: "وأنا أرى أنه من المهم للغاية أن يتعلَّم دينَه؛ حتى تتكوَّن لديه بنْيَةٌ فكريَّة، ويُصبح له منظورٌ للحياة؛ لتقييم الأوضاع التي نحياها هنا، أما بالنسبة لبعض العائلات الأخرى يرون أنه إذا علَّمْنا طفلاً هذه الأشياء، فنحن بذلك نُدمِّر عقله، فليس كلُّ الناس تنظر من النافذة نفسها للعالم".

 

وتشاركها (زينب) في نفس الرأي بخصوص نظام التعليم في تركيا، حيث قالت: "إن التعليم في تركيا موحَّد، وبناءً على ذلك فالتعليم الديني ممنوع قبل سن اثني عشر عامًا؛ ففي المدارس يوجد نبذات مختصرة فقط في مادة تسمى (الثقافة والأخلاق)، وبخلاف ذلك فإنه ممنوع إرسال الطفل للمسجد أو دورات تحفيظ القرآن الكريم، ويمكن للطفل في تركيا بعد سن الثانية عشرة أن يتعلم القرآن، ولكن يوجد بعض دور الحضانة والمدارس التي تُدرِّس القرآن في الخفاء؛ لأنه ممنوع".

 

ولكنها دافعت في نفس الوقت عن المدارس التركية، موضِّحةً أنها ليست مليئةً بالعيوب، وإنما لها أيضًا العديد من المميزات على النحو الآتي:

"وبخلاف التعليم الديني، فلا توجد في تركيا مشاكل في التعليم بوجه عام؛ لأن نظام التعليم لَدَيْنَا - وان كان ليس جميلاً جدًّا - فإن له مميزاتٍ كثيرةً، فهو على الأقل بالمجان، وفرصة متاحة للجميع، وبالنسبة للمدارس الخاصة يتم التعليم بجودة عالية جدًّا، ويوجد لدينا أيضًا مراكز تعليمية وهي مؤسسات تساعد الطلاب في المواد الدراسية التي يتلقونها في المدارس، ويذهب إليها الطلاب في عُطلَة نهاية الأسبوع، فالتعليم في تركيا ليس له عيوبٌ كثيرة، بالطبع له بعض العيوب (والتعليم الديني منها)، فالمشكلة أن التعليم الديني مرتبط بالحكومة، فبقدر ما تسمح الحكومة بقدر ما نستطيع أن نمنح تعليمًا دينيًّا، وهذا بالطبع يتفق مع مفهوم العلمانية، فهذه هي تركيا!"

 

وأكَّد دكتور (تحسين) على حرص الأسر التركية بشكل عام، وحرصه هو بشكل خاص على تعليم أبنائه مبادئَ ديننا الحنيف، قائلاً: "نعم أنا أحرص على ذلك؛ ففي تركيا توجد دروس الدين بشكل رسميٍّ في المدارس، وكذلك تعمل العائلات نفسُها على منح مقدار من المعلومات الدينية بقدر الإمكان، تتراوح هذه المعلومات حسب ظروف كلِّ عائلة، وأنا أيضًا مثلهم أفعل ذلك".

 

الإشراف على استخدام التليفزيون والكمبيوتر:

كما نعلم، فإن التكنولوجيا الحديثة بقدر ما تقدم من فوائد، بقدر ما تقدم من عيوب وأضرار، وأكثر مَن يتأثَّر بأضرارها هم الأطفال، وذلك لقلَّة وعيهم؛ ولذلك فهم في حاجة دائمة للإرشاد والإشراف العائلي، وترى (زينب) أن عملية الإشراف هذه مرتبطة بمدى وعي الأم والأب بشكل كبير، حيث تقول: "نعم، بعض العائلات تقوم بذلك، ولكن العديد من العائلات غير الواعية لا تقوم بأي رقابة، فبالنسبة للتليفزيون، يوجد في تركيا العديد من القنوات، والكثير منها غير أخلاقي؛ بمعنى: أنها تُظهر الفواحش بصورة واضحة جليَّة، فمثلاً في فترة الصباح تعرض بعض المسلسلات المقززة التي تحتوى على مشاهد خارجة، ويمكن للأطفال أن يشاهدوا تلك المسلسلات، كما توجد بعض المسلسلات التي تحتوى على كمية كبيرة من العنف مما يخيف المشاهد، ويشاهد الأطفال كذلك تلك النوعية من المسلسلات".

 

ثم أشارت للدور الذي تلعبه الدولة في هذا الشأن، قائلةً: "إلاَّ أنه في الآونة الأخيرة افتُتِحَت مؤسسة للرقابة على برامج التليفزيون في تركيا، تُحدد مستوى البرنامج قبل بدئه بكتابة عبارات إرشادية مثل: هذا البرنامج صالح للأطفال، هذا البرنامج لمن فوق السادسة عشرة، هذا البرنامج يحتوى على مشاهد عنف، هذا البرنامج للراشدين فقط.. إلخ، وبالرغم من ذلك هناك بعض العائلات التي لا تهتم، وفي نفس الوقت هناك من يراعى هذا مثل عائلتي، فبالرغم من أن لدينا قمرًا صناعيًّا، إلاَّ أن أبي قام بحذف العديد من القنوات سواء الأجنبية أو التركية".

 

ومضت قائلةً: "أما بالنسبة للكمبيوتر، فأخي الصغير (محمد على) يريد أن يلعب بالكمبيوتر طوال الوقت، ولكنَّ أبي يخصص له وقتًا محددًا في اليوم، فيمكنه أن يستخدم الكمبيوتر لساعتين يوميًّا كحد أقصى، ولكنْ توجد العديد من العائلات التي لا تنْتَبه لوجود أشياء غير لائقة على الإنترنت خاصةً".

 

وأشارت (خديجة) للانتشار الواسع للإنترنت في المنازل، ونصحتْ باستخدام ما يسمَّى (المستوى الأسري) لتنقية المواقع السيئة، على النحو الآتي: "الإنترنت أصبح الآن موجودًا في كل البيوت التركية تقريبًا، وهذا موضوع حديث العهد؛ ولذلك فمعظم الأطفال على غير وعي بخطورته، لكنَّ الآباء والأمهات أقلُّ وعيًا أيضًا، ولذلك يمكن للأطفال أن يدخلوا على مواقع سيئة على الإنترنت ويضيفونها، ولكنْ في وقت الدراسة تبدأ الأمهات بالإشراف على عدد ساعات استخدام أبنائهن للإنترنت؛ ولذلك تضع كلمة سر على الكمبيوتر، ويمكنها هي وحدها أن تفتحه، وكذلك يوجد ما يسمَّى (المستوى الأسري) وهو يحول دون فتح المواقع البذيئة، ويعوق الطفل من الوصول إليها".

 

أما السيدة (ملك)، فلا تسمح لابنها أن يشاهد أيَّ شيء سوى الأفلام الكرتونية؛ لأنه مازال صغيرًا، حيث قالت: "لأن ابني مازال صغيرًا، أسمح له فقط بمشاهدة أفلام الرسوم المتحركة، وبالطبع محتوى هذه الأفلام هام جدًّا، فأحرص على ألاَّ تكون متضمنةً مشاهدَ عنف، وأن تكون ذات صبغة تربوية، ولكن بالطبع أحيانًا أغفل عن بعض الأشياء، فعلى سبيل المثال: في أحد الأفلام الكرتونية رأى ابني (بابا نويل) و(شجرة الكريسماس)، فقال لى: فلنشترِ نحن أيضًا واحدة، فتعجَّبتُ من أين أتى بهذه الفكرة؟! نحن لا نذكر في المنزل مثل هذه الأشياء أبدًا، وعندما سألتُه: أين سمعت عن هذا؟ قال: (ميكي ماوس) كان يقول هذا في الفيلم، فحاولتُ كثيرًا أن أوضح له أننا لا نقوم بمثل هذه الأشياء حتى استطاع أن يفهم ذلك، وبعد ذلك منعت هذا الفيلم".

 

وبالنسبة للإنترنت والكمبيوتر قالت: "أما بالنسبة للإنترنت فابني لا يستخدمه كثيرًا؛ لأنه مازال صغيرًا، فهو يلعب ببعض الألعاب فقط، ولكن هذا لا نستطيع أن نطبقه على الأبناء الكبار سنًّا، ولديَّ صديقةٌ تتأذَّى كثيرًا بخصوص هذا الشأن، فعندما لا تسمح الأمهات باستخدام الإنترنت في المنزل، يذهب الأبناء إلى (مقاهي الإنترنت) بعد المدرسة، وأنا أعتبر هذه فجوة في القانون، حيث يجب منع دخول الأطفال أقل من 18سنة مثل هذه الأماكن، أما ابني فمازال يذهب إلى الحضانة، ولا يجد فرصة كبيرة لانشغاله بالدروس، ثم يلعب قليلاً وينام".

 

وبناءً على هذا؛ نرى أن المجتمع التركي بشكل عام يتَّحد حول فكر معين بشأن كيفية تربية الأطفال، فيرى أن نبدأ من الآباء أنفسِهم، ويرى أيضًا أن للدين دورًا كبيرًا وهامًّا في توسيع المدارك العقلية، ليس للطفل فحسب، بل للإنسان بشكل عام، والشيء الملفت للانتباه هو انتشار الضرب والعنف في الأسرة التركية، بالرغم من الاقتناع التام بأن الضرب ليس أفضلَ وسيلة للتعليم والتوجيه، وإلى جانب ذلك نرى أيضًا أنه في غياب الوعي وقلة الثقافة، يُصبِح الطفل هو الضحية الحقيقية، كما أن ترك الأطفال للتعامل مع أساليب الحياة الحديثة والتكنولوجيا يؤدِّي إلى آثار سلبية، فالطفل دائمًا في حاجة للتوجيه والإرشاد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كلمات نيرة في تربية الطفل من كلام الشيخ مصطفى الغلاييني (1)
  • الحنان وأثره في تربية الطفل

مختارات من الشبكة

  • تربية الأفراد وكيفية غرسها فيهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أهمية التربية النفسية للطفل (الأطفال والتربية النفسية)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التربية الجمالية في الإسلام ومفهومها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التربية والتوفيق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تربية أولادنا (8) التربية بالعقوبة وضوابطها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (6) التربية الخلقية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (5) التربية بالقصة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (4) التربية بالمواقف والأحداث (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (3) أساليب تربوية: التربية بالتحفيز (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (2) التربية بالحب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب