• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

ابن سحنون وآراؤه التربوية من خلال كتابه " آداب المعلمين "

ابن سحنون وآراؤه التربوية من خلال كتابه " آداب المعلمين "
محمد والزين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/3/2014 ميلادي - 29/5/1435 هجري

الزيارات: 131047

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ابن سحنون وآراؤه التربوية

من خلال كتابه "آداب المعلمين"


لقد اهتمَّت الأمم عبر عصور التاريخ بموضوع التربية والتعليم، وطرائقه وأساليبه، وأسهمَ العلماء والفلاسفة والباحثون منذ أفلاطون حتى يومنا هذا في وضع النظريات التي ما زالت تتطور حينًا بعد حين، وما تزال موضِعَ اهتمام المُفكِّرين والمُصلِحين.

 

ومن أهم وأنضج الدراسات التي أرست أسسًا هامة، ووضعت مبادئ صالحة على مرِّ السنين: التربية الإسلامية، تلك التربية التي أسهم العلماء المسلمون فيها إسهامًا كبيرًا.

 

ومن أبرز أعلام التربية والتعليم الذين كان لهم فضل السبق في التأليف في النظام التربوي الإسلامي: ابن سحنون، الذي هو موضوع حديثنا في هذه السطور.

 

فمَن هو العلامة ابن سحنون؟ وما هي أهم آرائه في النظام التربوي الإسلامي؟

أولاً - التعريف بابن سحنون وذِكر أبرز ما جاء في كتابه:

1- التعريف بابن سحنون:

ورد في "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي أن ابن سحنون هو أبو عبدالله محمد بن سحنون، ولد بالقيروان سنة 202هـ، ونشأ في كنَفِ أبيه، فقيه المغرب وإفريقيا: عبدالسلام سحنون التنوخي القيرواني شيخ المالكية، الذي اعتنى بتربيته وتأديبه وتعليمه، فأخذ حظه من القرآن الكريم والعلوم الضرورية، وتحوَّل إلى مجالس الدروس على يد ثُلَّة من شيوخ إفريقية، فحمل عنهم مروياتهم وأتقنها، ورحل إلى الأمصار وتعلم عدة علوم، وعاد إلى إفريقية مزودًا بتجربة وعلم غَزير ليشعَّ به على المَغرب وإفريقيا.

 

وقد اشتغل بالتعليم بالقيروان، وألَّف رسالة سماها: "آداب المعلمين"، وهي على صِغَر حجمها - إذ لا تتجاوز ستًّا وعشرين صفحة (26 صفحة) - رسالة قيِّمة ونفيسة، بما تتضمَّنُه من آراء تربوية تعبِّر بوضوح عن أن الأمة الإسلامية عُنيت بقضايا التعلُّم والتعليم.

 

وقد تُوفِّيَ ابن سحنون - رحمه الله - سنة 256 هـ[1]، مخلفًا وراءه تراثًا كبيرًا في مختلف الفنون.

 

ومن أهم ما كتَبَه ما يلي:

• آداب المعلمين.

• آداب المناظرين.

• الجامع في فنون العلم والفقه.

• الرسالة الجنوبية.

• السير - التاريخ - أجوبة ابن سحنون... وغيرها كثير.

 

2- أهم ما جاء في كتاب ابن سحنون "آداب المعلمين":

اشتمل كتاب ابن سحنون هذا على الأمور الآتية:

• ما جاء في تعليم القرآن العزيز.

• ما جاء في العدل بين الصبيان.

• ما جاء في الأدب وما يجوز فيه وما لا يجوز.

• ما جاء في الختم وما يجب في ذلك للمعلم.

• ما جاء في عطية العيد.

• ما جاء في العطل في الأعياد.

• ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان.

• ما جاء في إجارة المعلم ومتى تَجب.

• ما جاء في إجارة المصحف وكتب الفقه.

 

هذا ما اشتمل عليه كتابه على وجه الإجمال، وإليكم تفصيل بعض المحاور التي نراها تتعلق بموضوعنا.

 

ثانيًا - آراؤه التربوية:

• المجال المعرفي عند ابن سحنون، أو ما ينبغي تعلمه وتعليمه.

 

1- البدء بتعلُّم القرآن الكريم:

اعتبر ابن سحنون أن القرآن الكريم هو منبع العلوم وأساسها؛ لذا كان أول ما بدأ به في كتابه: "ما جاء في تعليم القرآن العزيز"، مستندًا في ذلك على أحاديث نبوية شريفة، من مثل ما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلَّم القرآن وعلمه))[2]، وفي رواية أخرى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه))[3]، وضمن كتابه أحاديث كثيرة لا يتسع المجال لذِكرها، كما روى أثرًا عن سفيان الثوري عن العلاء بن السائب قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: "...لا بدَّ للناس من معلم يعلم أولادهم، ويأخذ على ذلك أجرًا، ولولا ذلك لكان الناس أُمِّيين"، وما روي عن عطاء: أنه كان يعلِّم الكتاب على عهد معاوية ويَشترِط[4].

 

وتحدث ابن سحنون في أمور كثيرة تتعلق بتعلم القرآن وتعليمه؛ كأخذ الأجرة على تعليمه، وما يتعلق بالختمة، ومَن يستحق أجرَها من المعلِّمين إذا تعلم التلميذ على أكثر من معلم.

 

إلا أن ما يلاحظ على ابن سحنون أنه لم يبيِّن بتفصيل كيفية تعلم القرآن الكريم، ولا سن المتعلم، ويَبدو أن نظرية ابن سحنون هذه، التي تجعل القرآن الكريم أول ما يتعلمه المتعلم، توافق ما كان منتشرًا في زمانه، خاصة في المغرب؛ حيث يتمُّ تعليم القرآن الكريم قبل كل شيء، وهذا فيه دليل واضح على أن النظام التربوي الإسلامي[5] يَنطلق من الواقع ويعود إليه، فلم يؤلف ابن سحنون رسالتَه إلا بعد أن درس ومارس مهنة التعليم، وهذا فيه ردٌّ على مَن زعم أن المسلمين لم يهتمُّوا بقضايا التعلم والتعليم.

 

ولا نَنسى أن الكتاتيب القرآنية وُجدَت منذ فجر الإسلام، وهي أماكن يَجتمع فيها الصبيان لحفظ القرآن الكريم وتَدارُسه.

 

وهنا نجد ابن سحنون يُشير إلى هذه النقطة فيقول: "سُئل مالك عن تعليم الصبيان في المسجد فقال: "لا أرى ذلك يجوز؛ لأنهم لا يتحفَّظون من النجاسة، ولم يُنصَب المسجد للتعليم"[6]، فهذا يدل على أن القرآن الكريم كان أول ما يتعلمه المتعلم، وذلك في الكتاتيب القرآنية التي كانت منتشرة وما تزال في الأمة الإسلامية إلى يومِنا هذا.

 

2- العلوم الأخرى التي يلزم تعلُّمها (مواد الدراسة):

لم يذكر ابن سحنون بابًا خاصًّا لطريقة التعليم، أو المواد التي يلزم تعلمها، ولكن يُمكن استِشفاف ذلك من مؤلَّفه؛ حيث يُبيِّن ابن سحنون في ثنايا رسالته أن على المعلِّم أن يعلم الصبية المواد الآتية:

• الفقه: قال ابن سحنون فيما يَرويه عن أبيه: "ويلزمه أن يُعلِّمهم الوضوء والصلاة؛ لأن ذلك دينُهم، وعدد ركوعها وسجودها، والقراءة فيها والتكبير، وكيف الجلوس والإحرام والسلام، وما يلزمهم في الصلاة... وليتعاهدهم بتعليم الدعاء ليرغبوا إلى الله، ويعرفهم عظمته وجلاله؛ ليَكبروا على ذلك"[7]، ثم تحدَّث عما يَنبغي تعلمه من سنن الصلاة وأمور الدِّين عامة.

 

• الفرائض، والنحو، والشِّعر، والخطابة، وتَحسين الخط، والرسائل؛ وذلك بأن يأذن للمتعلمين بكتابتها، ثم يُعلِّمهم الحساب، يقول في هذا الأمر: "ويَنبغي أن يعلمهم الحساب، وليس ذلك بلازم له، إلا أن يُشتَرَط ذلك عليه، وكذلك الشِّعر، والغريب، والعربية، والخط، وجميع النحو، وهو في ذلك متطوِّع...، وينبغي أن يعلِّمَهم إعراب القرآن، وذلك لازم له، والشَّكل، والهِجاء، والخط الحسن، والقراءة الحسنة، والتوقيف، والترتيل، يلزمه ذلك، ولا بأس أن يُعلِّمهم الشعر مما لا يكون فيه فحش من كلام العرب وأخبارها، وليس ذلك بواجب عليه"[8].

 

وتحدَّث عن تعلم الخطابة فقال: "ولا بأس أن يُعلِّمهم الخطب إن أرادوا"، وتحدَّث أيضًا عن تعليم الألحان، أو ما نُسمِّيه الآن: "المقامات الصوتية" فقال: "ولا أرى أن يُعلمهم ألحان القرآن؛ لأن مالكًا قال: "لا يجوز أن يقرأ القرآن بالألحان"، ولا أرى أن يُعلِّمهم التحبير؛ لأن ذلك داعية إلى الغناء، وهو مَكروه، وأن ينهى عن ذلك بأشدِّ النهي"[9].

 

واشترط ابن سحنون في تعلُّم هذه العلوم ألا يَنتقِل المعلم من درس إلى آخر، إلا بعد أن يَحفظه المتعلمون، ويقوم المعلم باختبارهم ليعرف هل سيَنتقل إلى درس آخر أم لا؟ قال ابن سحنون: "ولا بأس أن يجعلهم يُملي بعضهم على بعض؛ لأن ذلك منفعة لهم، وليتفقَّدإملاءهم، ولا يجوز أن ينقلهم من سورة إلى سورة حتى يحفظوها بإعرابها وكتابتها.."[10].

 

وهنا يظهر الحديث عن شرط من شروط التعلم الذي يَزعم الغربيون أنه من حسناتهم، وأقصد به: "عامل التدرُّج"، وهو واضح في منطوق النص قبل مفهومه.

 

ثالثًا - علاقة المعلِّم بالمتعلم عند ابن سحنون:

يمكن الحديث في هذا المِحور عن جملة من الضوابط التي تحكم علاقة المعلِّم بالمتعلِّم، ومنها:

1- مبدأ الثواب والعقاب:

أعطى ابن سحنون للمعلم صلاحية ضرب تلاميذه على منافعهم، وألا يتجاوَز ثلاثًا، إلا بإذن الولي في أكثر من ذلك، ولا يجوز له أن يضرب رأس الصبي ولا وجهه، متبعًا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أدب الصبي ثلاث درر، فما زاد عليه قُوصِصَ به يوم القيامة، وأدب المسلم في غير الحد عشر إلى خمس عشرة، فما زاد عنه إلى العشرين يُضرَب يوم القيامة))[11].

 

وأورد ابن سحنون حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: ((لأن يؤدِّب الرجل ولدَه خيرٌ له من أن يتصدق بصاع))[12]، إلا أن ابن سحنون - إلى جانب هذا - جعل مبدأ الرفق مُنطلقًا أساسيًّا من منطلقات التربية والتعليم على الخصوص، ونهجًا ثابتًا في علاقة المسلم بالوجود عامة، وفي هذا الصدد يُورد ابن سحنون ما روي عن بعض أهل العلم كسعيد بن المسيب أنه قال: "إن الأدب على قدر الذنب، وربما جاوز الأدبُ الحدَّ"، وبيَّن ابن سحنون أيضًا أن على المعلم أن يؤدب المتعلمين إذا آذى بعضهم بعضًا...، ويرد ما أخذ بعضهم لبعض، وليس من ناحية القضاء"[13]، ونبه على أن الضرب لا يكون في حالة الغضب.

 

2- التفرُّغ لأداء مهمة التعليم:

يؤكد ابن سحنون على ضرورة التزام المعلم بأداء مهمته على أحسن وجه، وفي هذا يقول: "ولا يحلُّ للمُعلِّم أن يشتغل عن الصبيان، إلا أن يكون في وقت لا يعرضهم فيه..."، ثم قال: "وليلزم المعلم الاجتهاد، وليتفرَّغ لهم، ولا يجوز له الصلاة على الجنائز إلا فيما لا بدَّ منه، ممن يلزمه النظر في أمره؛ لأنه أجير لا يدع عمله، ولا يتبع الجنائز، ولا عيادة المرضى"[14].

 

ويتبيَّن من خلال هذا الكلام أن التزام المعلم أمر ضروري لأداء واجبه الذي التزم به، وهذا أمر أصبحت الدول التي تَحترِم نفسها تحرص عليه، وتُراقِب المعلمين من أجل سير العملية التعليمية التعلمية على أحسن وجه، وهو - كما ترى - سبَق إليه علماء المسلمين منذ قرون.

 

كما وجدنا ابن سحنون خصَّص لذلك بابًا سماه: "ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان".

1- تحديد العطل:

أقرَّ ابن سحنون عطلة عيد الفطر للصِّبيان يومًا واحدًا، ولا بأس أن تَصِل إلى ثلاثة أيام، وأقر في عيد الأضحى ثلاثة أيام، ولا بأس أن تصل إلى خمسة أيام، إضافة إلى عطلة الأسبوع من عشية يوم الخميس إلى صباح يوم السبت.

 

3- ما جاء في العدل بين الصِّبيان (المتعلمين):

في هذه الباب نجد ابن سحنون يركز على ضرورة التسوية بين المتعلمين، بين الفقراء والأغنياء، وأن يكونوا سواسية عند مُعلِّميهم، واستدل على هذا الأمر بما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما مؤدب ولِيَ ثلاثة صبية من هذه الأمة فلم يعلمهم بالسوية، فقيرهم مع غنيهم، وغنيهم مع فقيرهم، حشر يوم القيامة مع الخائنين))[15]، وما روي عن الحسن أنه قال: "إذا قوطع المعلم على الأجرة، فلم يعدل بينهم - أي بين الصِّبيان - كُتبَ من الظلمة".

 

ومِن ضمن ما تحدث عنه ابن سحنون: مسألة الإجارة، أو تعاقد المعلم مع أولياء المتعلمين لدفع أجرة المعلم، وفصَّل في هذا الأمر تفصيلاً؛ إذ تحدث عن أجرة ختم القرآن الكريم، أو نصفه أو ربعه، ومتى تكون، ولمن تكون؟.

 

وتحدَّث عن إجارة تعليم الفقه والفرائض، والشِّعر والنحو، وبيَّن أن أحكام هذه الإجارة مثل إجارة معلِّم القرآن، وأشار إلى أن المعلم يمكن أن يعمل بأجر معلوم كل شهر أو كل سنة، وأن ذلك يُحدَّد مع ولي أمر المتعلم في عقد الإجارة، ونبَّه على أمر مهم وهو: "الهدية للمُعلِّم"، فبيَّن أنه لا يحل للمعلم أن يكلف الصبيان فوق أجرتِه شيئًا من هدية، وغير ذلك.

 

ولا يسألهم في ذلك، فإن أهدَوْا إليه على ذلك فهو حرام، إلا أن يُهدوا من غير مسألة، ولا ينبغي أن يُهدِّدَهم إن لم يُهدوا إليه، ويُخليهم إن أهدوا إليه؛ لأن التخلية داعية إلى الهدية، وهو أمر مكروه[16].

 

3- إشراك الأسرة في تدبير شأن المتعلم:

مما هو جدير بالذكر هنا ما أشار إليه ابن سحنون، في حديثه عن عقاب المتعلِّم، وتأكيده على ضرورة إشراك الأسرة في تحديد عدد الضربات إن أراد الزيادة فوق ثلاثة؛ إذ قال في هذا الصدد: "ولا بأس أن يضربهم على منافعهم، ويؤدبهم على اللعب والبطالة، ولا يجاوز بالأدب ثلاثًا، إلا أن يأذن له الأب في أكثرَ من ذلك"[17].

 

وبهذا يكون ابن سحنون قد دعا إلى التعاون بين البيت والمدرسة لإنجاح التعليم، ويُبيِّن هذا ما أورده في رسالته؛ حيث قال: "وعلى المعلم أن يُخبر أولياءهم إن لم يَجيئوا، ولا يُرسل بعضهم في طلب بعض إلا بإذن أوليائهم"[18].

 

وهكذا جاء كتاب ابن سحنون - على صِغَر حجمه - بمثابة منهج قويم لمن جاء بعده من علماء المسلمين الذين طرَقوا هذا الموضوع وألَّفوا فيه؛ لأنه استرشد بآيات بيِّناتٍ من الذِّكر الحكيم، وبأحاديث من سنَّة سيد المرسَلين، وبوقائع وقعت ودقق فيها النظر، فأصدر عليها أحكامًا، فكانت كالقضية المقضية.

 

لائحة المصادر والمراجع:

• الجامع الصحيح؛ للإمام البخاري.

• سير أعلام النبلاء؛ للإمام الذهبي، مؤسسة الرسالة، تحقيق علي أبو زيد ط: 1 سنة 1983م.

• التربية في الإسلام؛ أحمد فؤاد الأهواني، دار المعارف - القاهرة، مصر.

• آداب المعلمين"؛ لابن سحنون، مضمَّنة في المرجع السابق للأهواني.

• "الجامع في كتب آداب المعلمين"، لأبي عبدالله عادل بن عبدالله بن سعد آل حمدان، ط: 1 / 2009 م.



[1] سير أعلام النبلاء، (13: 6)؛ للإمام الذهبي، مؤسسة الرسالة، تحقيق علي أبو زيد، ط: 1403هـ - 1983م، بتصرف.

[2] صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (ح: 5028).

[3] صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (ح: 5027).

[4]- رسالة آداب المعلمين مضمنة في كتاب: التربية في الإسلام، (ص: 354) أحمد الأهواني، دار المعارف، القاهرة مصر، بدون ط.

[5] عبرنا بالنظام التربوي؛ لأن النظام مرتبط بما هو وظيفي وعملي خلافًا للنظريات.

[6] آداب المعلمين (مُضمَّن) مصدر سابق (ص: 354).

[7] "آداب المعلمين"؛ لابن سحنون، (مضمن) (ص: 362).

[8] نفسه (ص: 360).

[9] نفسه.

[10] نفسه.

[11] يُنظر "الطبقات"؛ لأبي العرب، (ص: 156)، و"تهذيب الكمال"؛ لابن معين، 16/ 316، وهو حديث مقطوع.

[12] رواه أحمد والترمذي واللفظ له، (ح: 1951).

[13] أي: إن المعلم مربٍّ، وليس قاضيًا يحكم بين المتنازعين.

[14] "آداب المعلمين"، (مضمَّن)؛ لابن سحنون، مصدر سابق.

[15] ضعَّفه النسائي وابن مَعِين والذهبي في المغني في الضعفاء 1/228.

[16] آداب المعلمين، مصدر سابق، بتصرف.

[17] نفسه "ما جاء في الأدب وما يجوز فيه وما لا يجوز".

[18] آداب المعلمين، مصدر سابق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من روائع الكلم: في العلم والمعلمين
  • التربية العلمية في برامج إعداد المعلمين
  • أوهام بعض المعلمين في بعض إستراتيجيات القرائية

مختارات من الشبكة

  • آراء ابن بطال الفقهية من خلال شرحه لصحيح البخاري: كتاب الطهارة جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • آداب المعلم والمتعلم عند الإمام ابن مفلح من خلال كتابه: الآداب الشرعية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • آداب المعلم والمتعلم عند الإمام ابن مفلح من خلال كتابه الآداب الشرعية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صدر حديثاً (الشيخ عبدالرحمن الثعالبي وآراؤه الاعتقادية من خلال تفسيره).(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • آثار الإجماع والتطبيقات عليها من خلال كتابي ابن المنذر وابن حزم في بابي الطهارة والصلاة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مآخذ ابن خروف على ابن بابشاذ من خلال شرح جمل الزجاجي (عرض)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله من خلال كتابه: تفسير القرآن العظيم (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • توجيه ابن قدامة لكلام الإمام أحمد من خلال كتابه المغني: دراسة مقارنة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاختيارات الفقهية للإمام ابن رجب في الطهارة من خلال كتابه فتح الباري (دراسة مقارنة)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مثارات الغلط الإعرابي من خلال كتاب مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب