• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

أعاصير تستحق الرثاء

خيرية الحارثي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/6/2009 ميلادي - 27/6/1430 هجري

الزيارات: 10637

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبدأ مقالي بقول الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ * اِهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيْمَ * صِرَاطَ الذِيْنَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّيْنَ} [الفاتحة: 5- 7].

إياك نعبد يا رب بغاية الذل والتعظيم والحب، ونطلب منك العون، نستعين بقوتك لتتصل بضعفنا، فنقوى بها على طاعتك، والمدافعة عن دينك، والدعوة في سبيلك.

آيات عظيمة، من سورة عظيمة هي أم الكتاب، لو تدبرناها لصارت حياتنا نوراً على نور، نطلب الهداية من الله في صلواتنا باليوم والليلة، نطلب الاستقامة على صراط الله المستقيم لا على صراط الضالين، ولا على صراط المغضوب عليهم، صراط الاستقامة والتوفيق الذي يقود إلى جنة عرضها السموات والأرض.

وقد فرض الله علينا طاعته منذ أن أوحى إلى نبيه: {قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2] وتقوم أمته من بعده لنشر الدعوة وهذه هي خيرية هذه الأمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وهذا من باب الشكر له سبحانه، وله الفضل والمنة حيث جعلنا من هذه الأمة، و قد يكون المنكر واضحاً لكل أحد، وقد يخفى أحياناً فيكون كالسم الأسود في العسل الأسود فلا يستدل عليه إلا بحاسة شم قوية، أو بتذوق حساس.

ولا يفتأ أعداء الإسلام من صرف الأمة عن دينها مثلهم كمثل الشيطان يتدرج تدرجاً، لا ملل ولا كلل، وسيظل هذا الصراع بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر، بين المؤمنين والمنافقين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وها هي الفتن كقطع الليل المظلم يكون الحليم فيها حيران ما بين مُصدِّقٍ ومُكذِّبٍ، وما بين جاهلٍ ومُرتابٍ، ومنهم من نفض يديه لاختلاف وجهات النظر، حتى اختلط الحابل بالنابل، فصار النظر يعلوه غبش، والقلب يجف وهو يرمق نذر التدمير والإفساد يغشى أمته، فما نخرج من كهف مظلم، إلا وندخل في آخر أشد ظلمة، ومن جعل الله له هداية ونوراً تبين له ابتداءً طريق الاستقامة قلباً وقالباً.

ومن بين هذه الفتن التي غَزَتْ بلاد المسلمين: تلك الدورات التي انبرى لها كثير من أبناء الأمة، وغاصوا في بحورها بعمق للبحث عن اللؤلؤ فما عادوا إلا بفُتات نحاس، قليلة النفع، باهتة الجدوى، تسير في خطوات متسارعة، بعيدة عن الاتباع، ويكثر فيها الدجل، ونهب الأموال، ولها ضلالات وتخرُّصات .. سلسلة متصلة مأخوذة من ديانات ومعتقدات الشرق في الهند والصين ولوثات الهندوسية والبوذية والطاوية ولها مسميات: "التناغم مع الطبيعة"، "الرياضات الروحية"، "اليوجا"، و"الاسترخاء"، و"المشي على النار"، "الماكروبيوتك"، وغيرها الكثير.

ويحتج أصحابها بفلترة وأسلمة هذه العلوم وإعطائها الصبغة الشرعية، ولَيِّ النصوص للتلبيس على الجهلة والعامة من هذه الأمة مما يجعلها أكثر خطورة وأشد فتكًا، فغُيّرت المسميات: "العلاج بأشعة لا إله إلا الله"، و"العلاج بطاقة الأسماء الحسنى" .. إلى غير ذلك من التُرَّهاتِ، والإِسفافِ الفكريّ.

وصدق ابن عباس - رضي الله عنهما - بقوله: "من أخذ رأياً ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله لم يدر على ما هو مُنتَهٍ إليه إذا لقيَ الله".

وما أجمل ما أوصى به الإمام ابن تيمية تلميذَه ابن القيم: "لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل الإسفنجة فيشربها...".

وكل هذه الدورات تظهر فيها التبعية، رغم عزوف عقلاء الغرب عن أولها وهي البرمجة، وعدم الاعتراف بها كعلم في الجامعات، وقد نشر مقال في مجلة "النيويورك تايمز" في عددها الصادر- 29 سبتمبر 1986م - بعنوان: "المبادئ الروحية تجتذب سلالة جديدة من الملتزمين".

وصدق ابن رجب - رحمه الله - إذ يقول في (جامع العلوم والحكم): "فإذا حسن الإسلام اقتضى ترك ما لا يعني كله من المحرمات، والمشتبهات، والمكروهات، وفضول المباحات".

وكل هذا بعيدٌ عن الإسلام وحُسْنِهِ.

وأصحابها يُسمَّون بالمُدرِّبين فهم أشدُّ الناس ذكاءً، وأكثرهم كلامًا، يعلمون من أين تُؤكل الكتف - مُستخدمين جميع حواسِّهم للسيطرةِ على الآخرين، فهم يسيرون وسط جمعٍ غفيرٍ من المُصفِّقين ... يُمهِّدُون لهم الطريق، ويُعظِّمُون من شأنهم، حتى صاروا خبرًا من الأخبار، فزادهم هذا التكريم فخرًا، وصار لها رواجٌ، وسُخِّر لها أتباعٌ، وكأن بأيديهم الدواة والقلم - فطغيانُ الذات - كامنٌ وراءَ دوراتهم وإن اجتهد أصحابها بإلباسها صورًا بعيدةً عن الرِّيبَةِ والشك، ولك أن تختار إما أن تنحني لهم بسلام، وإما أن تغُضَّ الطرفَ لكي لا تتعرَّض للهلاك.

وآخرها: تلك التي تقومُ من خلال دوراتها بإصلاح البيوت الزوجية، فبدأت بالمرأة، فعندما اكتشف أعداء الإسلام أن المرأة صار لها دورٌ في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جاءوا بخيلهم ورجلهم ليزُجُّوا بها في متاهاتٍ هي في غِنًى عنها.

فبدأت بتشكيلِ عقول المسلمات والتأثير عليها، ثم تدرَّجَتْ مُتماديةً خالعة ثوب الحياء، فبدأتْ بمُسمَّياتٍ لدوراتها تدريجيًّا، تبُثُّ إعلاناتها بصورةٍ جذَّابةٍ مُشوِّقةٍ، مُبطِنة تُساقُ بحِنْكةٍ من خلال موقعها على الشبكة العنكبوتية، .. حتى انساقَتْ إليها أعدادٌ هائلة، فخَبَطْنَ في محيطها خبْطَ عشواء، وأرسَيْن سلوكهنَّ على قواعدها، فضمنت حبّهنَّ وتعلُّقهنَّ، وإقبالهنَّ على تلقُّفها، مُستخدمةً الأسلوبَ الرقيق - على حدِّ قولهنَّ - ودغدغة العواطف، وفيض الحنان، وإن من البيان لسحرًا.

وصدق ابن القيم - رحمه الله - في قوله: "إذا أردت أن تستدِلَّ على ما في القلبِ فاستدِلَّ عليه بحركة اللسان؛ فإنه يُطلِعُك على ما في القلب، شاء صاحبُهُ أو أَبَى".

يقول - عليه الصلاة والسلام: ((لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُهُ، ولا يستقيمُ قلبُهُ حتى يستقيمَ لِسانُهُ))؛ رواه أحمد.

وقد قيل لابن المبارك - رحمه الله: مالك لا تجالسنا؟ فقال: "أنا أذهب لأُجالِس الصحابة والتابعين".

فكلٌّ يُسهِمُ في التأثير على العقول وتشكيلها، وكلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضح، وليتَ الحال توقَّفَ عند هذا؛ بل تغلغلت بجرأتها حتى دخلت إلى غرف النوم وصرحت ووضحت، وليتها في حدود المقبول والمألوف، فنحن بحاجةٍ لإصلاح البيوت، ولكنها لم تعرف لنفسها حدوداً، فالعلم أمانة فإذا استعمل في نشر الفاحشة كان خيانة له.

فاسترسلت بدوراتها بثًّا للإباحية، وتفصيلاً للعورات، في زحامٍ من المُتَعِ والشهوات اتباعًا لحضارةٍ رديئةٍ، واستغراقٍ مُذهلٍ في نزع المروءة والأدب، مطارح ربما لا يعود العفيف منها سالماً، وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ كلام ابنِ آدم عليه لا له، إلا الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكرُ الله - عز وجل))؛ أخرجه الترمذي، وهو في (ضعيف الجامع رقم 4283).

وكل هذا مبطن بحجَّة تثقيف المرأة المسلمة في حياتها الزوجية، وطريقة التعامل مع الزوج وجذبه؛ حتى يصبح مُكبَّلاً بالحديد في أطراف المنزل لا يغادره؛ لأنه صار يملك "سندريلا" التي لا يُمكِن مُفارقتها، وفتحت أعينهنَّ على أمورٍ كثيرةٍ كانت تخفى عنهنَّ، وأثارَتْ ما لم يُثَر، فأخرجت الجاهلة من جهلها إلى علمٍ لا ينفع، وأخرَجَتْ الحَيِيَّةَ من عِفَّتِها، وأشغَلَتْ صاحبة النُّبْل والفَضْل، وكما أن للبيوت لصوصًا، فللعقول لصوصًا ومختلسين - نسأل الله الثبات، فصارت حديث النساء في المجالس، دون تحفُّظٍ ولا تصوُّن، فإلى الله المُشتَكَى، وإليه الملاذ.

وأحبُّ هنا أن ألفِتَ النظر إلى حقائق هامة مُستعِينةً بتوفيق الله وسداده:
أولاً: أن الحياء والإيمان قُرِنا جميعًا، فإذا خفَّت قبضة الإيمان على زمام الحياء، نشأ انحدارٌ شديدٌ تُخشَى عواقبه، ولم نر في كتاب الله ولا سنة رسول الله تفصيلاً في العلاقات الزوجية.

يقول - عليه الصلاة والسلام: "إنَّ الحياء والإيمان قُرِنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"؛ رواه الحاكم.

وعن أبي سعيد الخدري: "كان رسول الله أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها، وكان إذا رأى شيئًا يكرهُهُ عرَفْناهُ في وجهه"؛ رواه مسلم.

فنحن مُقيَّدُون بهذا الحياء الذي هو سِمَةُ نبيِّنا - عليه الصلاة والسلام، فإذا سقطت صبغة الحياء عن الوجه فقد آذنت الحياة الفاضلة بالضمور، ومعلومٌ أن ما يصدُر من الإنسان من كلامٍ يُشيرُ إلى حقيقة عقله وطبيعة خلقه.

يقول الشيخ محمد الغزالي: "الحياء في الكلام يتطلَّبُ من المسلم أن يُطهِّرَ فَمَهُ من الفُحْش، وأن يُنزِّهَ لسانَهُ عن العَيْب، وأن يخجل من ذكر العورات، فإن من سوء الأدب أن تفلت البذيئة من المرء غير عابئٍ بمواقعها وآثارها".

فأخلاقنا التي استبانت معالمها في الكتاب والسنة هي هدايةُ الله لخلقه، وكل محاولةٍ للإضافة غير مُقيَّدةٍ بضوابط الشرع مرفوضةٌ ومشكوكٌ فيها.

ثانياً: وِزْرُ من يقوم على هذه المواقع؛ حيث يُبثُّ فيها كلامُ الفُحْشِ، بحُجَّةِ إصلاح البيوت، وأن لا يسجّل إلا المُتزوِّجات، ومعلوم أن شبكات الإنترنت، والتي يكاد لا يخلو منها بيتٌ هي سهلةُ المنال، وسرية المنهج، وتعتبر مدخلاً للنفايات التي تُلوِّث القلوب، وتُضاعِفُ الشهوات، فقد يُسجِّلُ شابٌّ باسم امرأة، وقد تُسجِّلُ فتاةٌ على أنها متزوجة، وبهذا تهيج غرائز الشباب والفتيات، فيدخل هذا في قوله تعالى: {إِنَّ الذِيْنَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيْعَ الفَاحِشَةُ فِيْ الذِيْنَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النور: 19].

ثالثاً: هذه المواقع تبثُّ كل ما هو موجودٌ في المواقع الإباحية لأهل الكفر والفساد، من صورٍ مغلفة، مثيرة للغرائز، وأقاصيص للمتزوجات ربما كانت مخترعة، وممارسات وأخلاقيات ضد الحياء والعفة، بما يمثل إذابة للهوية، ومتاجرة بالحياء.

ويظهر فيها التناقض العجيب، فالصدق والإخلاص يضيع في هذا الجو المفتعل، حيث تُصاغ في قوالب توهمهن على أنها أعلى الممارسات وأشرفها، وماهي إلا تشتيت للقلوب وإيقاد للشهوات،  خيانة من بعض أبناء الأمة لمجتمعاتهم عندما تنكروا لدينهم ونبذوا كتاب الله وسنة رسوله حتى وإن استشهدوا بآية أو حديث، فماهو إلا من باب ذر الرماد، مدعية ملكة الفهم، والقدرة على القياس .. مسلطة أفكارها الضيقة على النصوص فتختار منها ما تشتهيه وفق ما يُملِيْه عِلمُها، وما يتفتَّقْ عليه ذِهْنُها.

رابعاً: صرف المرأة المسلمة عن الهدف الذي خلقت له فأصبح شغلها الشاغل حجة إسعاد زوجها، وبكل الطرق السمجة، فجعلوها تجوب الأسواق بنَزَوات مُهتاجة لتبحث عن الأعشاب، والأدوية، واللباس، والمجلات، والأثاث، والألعاب بحُجَّة أنها زوجة، فتبقى حياتها في هذه الدوامة، فإذا الشهوات تفورُ، والأهواء تطيش، فيطغى سلطانُ الشهوة على العقل والإيمان، ويهدر الوقت والمال.

يقول ابن القيم - رحمه الله - في كتابه الداء والدواء: "فوقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادةُ حياته الأبدية في النعيم، وهو يمر مر السحاب، فما كان وقته لله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، وإن عاش عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خيرٌ له من حياته"، ويقول: "وإذا كان العبد - وهو في الصلاة - ليس له إلا ما عَقَلَ منها، فليس له من عمره إلا ماكان فيه لله وبالله".

خامساً: التشبه بإخوان القردة والخنازير في نزع ثوب الحياء، فاليهود هم صناع الدعارة، والأفلام الإباحية، وفلسفة الجنس، والتحدُّث بالفحش، فصار المسلم صنعةَ الكافر فيكون سائراً في طريق الشياطن متبعاً لخطواته، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ...} [النور: 21] إلى آخر الآية.

ومعلومٌ أن هذه المواقع تُدار بأصابع خفية، فمثل اليهود كمثل الشيطان الذي يجري مجرى الدم في الإنسان، فهم يجرون مجرى الدم في عروق الأمة الإسلامية، فما حدث من فُرقةٍ بين أبناء الأمة من تفجيرات وتدمير وإن كان الذي قام بها من استقام ظاهرهم، إلا أنه معروف لدى كل عاقل، ولب حصيف أنها حصيلة نسيجهم، وعلينا اللباس دون التفريق بين المقبض والبهيج.

وقد أخبر - سبحانه - أنه جعل محمداً - صلى الله عليه وسلم - على شريعةٍ من الأمر، وأمره باتباعها، ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون، وكل من خالف شريعته دخل في الذين لا يعلمون، ولهذا يفرح الكافرون والذين غضب الله عليهم بموافقة المسلمين في بعض أمورهم، يقول الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيْعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الذِيْنَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18].

سادسًا: إفسادُ بعض البيوت بدلاً من إصلاحها، فهي تُوهم المتزوجات بأماني وسراب لا حقيقة له، بأن حياتك ستكون سعيدة وحبك أبدي، ثم تُصدَمُ الزوجة بأن هذه الممارسات لم ترق لزوجها فيصيبها إحباط، وتقلب حياتها جحيماً، وهذا المسلك يعتبر قصر مفهوم على نطاق ضيق، فليس كل رجل خالياً من الشغل، وليس كل الرجال متشابهين، وليس كل تدريب ينطبق على هذا الزوج ينطبق على الآخر.

ولو اتبعت نصيحة تلك الأم لابنتها لما أضاعت وقتها، ومالها، وعمرها، وصحتها؛ إذ قالت: "كوني له أرضًا يكن لكِ سماءً، ومهاداً يكن لك عِمادًا، وأَمَةً يكن لك عبداً، ولا تلحقي به فيقلاكِ، ولا تُباعِدِي عنه فينساكِ، إن دنا منكِ فاقربي منه، وإن نأَى فابعدي عنه، واحفَظِي أنفَهُ وسمعَهُ وعينَهُ؛ فلا يشُمَّنَّ منكِ إلا طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلاً".

وما أعقل أبا الدرداء - رضي الله عنه - وأحكمه وهو يخاطب زوجته قائلاً: "إذا رأيتِني غاضباً فرضِّني، وإذا رأيتُكِ غضبَى رضَّيتُكِ، وإلا لم نصطحِبْ".

بمثل هذا السمو الراقي، والأدب والعفة والرقي ترتقي بيوتنا.

سابعاً: الاعتماد الكلي من النساء على هذه المواقع وما يبثُّ فيها، وعلى صاحبة هذه الدورات حيث تتعلق بها الأعين، وتميل إليها الآذان؛ إذ هذه مهنتها ومهمتها ومن تحتها هن الصاحبات الموافقات المطيعات، وما عليهن إلا التسليم لها والثقة بها، وكأنه كتاب مُنزل، فإذا اصطلح ما بينها وزوجها قالت: هي القديرة التي بيدها تحقيق المعجزات! فصار الاعتماد على الأسباب والعباد، وليس على المُسبِّب - سبحانه.

فبَدَتْ العلاقة واهيةً مع الله، وخفّ وازِعُه في قلوبنا، وصرفت محبته إلى محبتها، وتناسوا رب الأسباب الذي بيده المقادير وتدبير الأمور، إن تحقيق السعادة لا يكون إلا بالخضوع له والتذلل بين يديه، فلا صلاح ولا نعيم إلا بمحبته، واللجوء إليه.

أنتَ   القتيلُ   بكلِّ    مَن    أحببتَه        فاختَرْ لنفْسِكَ في الهَوَى مَنْ تَصْطَفِي
 

قال بعضُ العلماء: "فكَّرتُ فيما يسعى فيه العقلاء، فرأيتُ سعيَهُم كلَّهُ في مطلوبٍ واحدٍ، وإن اختلفت طرقهم في تحصيله، رأيتُهم جميعًا إنما يسعون في دفع الهمِّ والغمِّ، فهذا بالأكل والشرب، وهذا بالتجارة والكسب، وهذا بالنكاحِ، وهذا بسماعِ الأغاني، وهذا باللهوِ واللعبِ، فقلتُ: هذا المطلوبُ مطلوبُ العقلاء، ولكن الطرق كلها غير مُوصلة إليه إلا بالإقبال على الله، ومعاملته وحده، وإيثار مرضاته على كل شيء، فليس للعبد أنفع من هذه الطرق، ولا أوصل منها إلى لذَّته وبهجته وسعادته".

ثامناً: تلبيسها على النساء بأن تجعل حياتها كله في الجنس؛ ليكون ذلك نوعاً من الإدمان، ولكن أين هذا من المنطق والعقل؟ وأين الميزان الذي توزن به الأمور؟

فمعلومٌ أن الإنسان إذا تشبَّع من طعام، صعُبَ عليه إدخال طعام آخر وإلا تقيَّأَهُ، وصدق - عليه الصلاة والسلام؛ إذ يقول: ((إن مما أخشى عليكم: شهوات الغيِّ في بطونكم، وفروجكم، ومُضِلاَّت الهوى))؛ أخرجه أحمد في المسند، ورجاله رجال الصحيح.

فإذا عرفنا مواطن العلل تبصَّرنَا بحسْمِها، فكل ما وافَقَ دينَنَا وحياءَنا قبِلنَاهُ، وكل ما قارب الفُحْش والبذاءة نبَذْنَاهُ، فلنُطهِّر صُفُوفَنا من أمثال هؤلاء، ولنُطهِّر أنفُسَنا من الرذائل، وخيرٌ لنا إغلاقُ البابِ أمام هذا العِوَج، وإلقاء الستار عليه، واتباع الأوامر والنواهي التي حفل بها كتابُنا وتعاليم سنة نبينا التي تدفع بسلوكياتنا إلى مجرى عفيف طاهر لا تعتريه النقائص.

يقول - عزَّ من قائل: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

اللهم ثبِّتْنا بالقولِ الثابتِ في الحياة الدنيا وفي الآخرة، واختِمْ لنا بخاتمة السعادة، ويسِّر لنا أسبابها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بعض مما قدمته الرسالة النبوية للمرأة
  • المرأة الصالحة رابطة المجتمع
  • شباب (الإنترنت).. مخاطر ومحاذير
  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (1/4)
  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (2/4)
  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (3/4)
  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (4/4)
  • حين يكون السوق ملاذاً للمرأة!
  • الثقافة الإسلامية وقضايا المرأة
  • المرأةُ بين إنصاف الإسلام وإجحاف الغرب
  • التربية الإسلامية سلاحنا الأول في مواجهة مخاطر الإنترنت
  • تحرير المرأة
  • الإنترنت
  • الآثار المترتبة على تخلي المرأة عن موقعها
  • المرأة وجيل التحرير
  • الرثاء في الشعر العربي
  • غرض الرثاء في شعرنا العربي القديم

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الأضحى 1435 هـ - ثبات المؤمن في أعاصير الفتن(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الإعصار آية من آيات الجبار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة العواصف والأعاصير(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • مسجد يفتح أبوابه لمتضرري إعصار بيريل بمدينة هيوستن(مقالة - المسلمون في العالم)
  • خطبة الزكاة والإعصار(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • وقفات مع زلزال المغرب وإعصار ليبيا (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفة مع أحداث زلزال المغرب وإعصار دانيال في ليبيا قراءة في شعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الزلازل والأعاصير بين الإنذار والتبشير (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الزلازل والأعاصير: آية وعبرة (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • مسلمو نيوزيلندا يغيثون المتضررين من إعصار غابرييل(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- رد
أبو محمد - السعودية 29-06-2009 01:32 PM

أخطر ما تفتَّقت عنه أذهانهم الخبيثة , هو الدخول على أبناء الإسلام بخديعة التجديد والتطور , وتنمية القدرات والأداء البشري , وتطوير الذات , وإكسابها القوَّة والثقة , وفي سبيل ذلك استخدموا تقنيات حديثة , فيها من التزييف والتزويق ما يخدع الألباب , وسموها بفلسفة ( البرمجة اللغوية العصبية ) أو ( NLP ) .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب