• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / حوارات وتحقيقات
علامة باركود

داء السمنة... من المشكلات الصحية الأسرية

د. حذيفة أحمد الخراط

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/6/2009 ميلادي - 23/6/1430 هجري

الزيارات: 20295

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

  داء السمنة... من المشكلات الصحية الأسرية
   (مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)

 

تَظهر في سماء الأسرة المعاصرة الكثيرُ من سحائب المشكلات الصحيَّة المتنوعة، فيتكدَّر لذلك صفوُ الحياة، ويُسارع حينَها أفراد الأسرة إلى البحث عن مخرج من تلك الظُّروف الطارئة التي نزلتْ بهم، ويَنشطون لإيجاد الحلِّ الناجع لَمَا حلَّ في ساحتهم من جديد المشكلات.

وقد تَطورت الحياة بمرور الزَّمن، وارتبط ظهورُ الكثير من الأمراض بهذا التطوُّر من حولنا، وكان أنْ دفعتِ الحضارة ثمنًا باهظًا لَمَا قدَّمتْه لنا من تقدُّم وسائل العيش، وظهور شيء من الرفاهية التي لم تكن حاضرةً بهذا الزخم الواضح قبلَ الآن، وغَدَا من المسلَّم به أنَّه بقدر ما كان للمدنيَّة الحديثة من محاسنَ وإيجابياتٍ أفدنا منها الشيء الكثير، كان لها في الجانب الآخر من الآثار الصِّحيَّة الضارة، ما ترك بصماتِه واضحةً في صحة أجسامنا؛ ونتيجة لذلك ظهرتْ في الساحة أمراضٌ عُرفتْ بأمراض العصر الحديث التي كنَّا نعدُّها فيما مضى أمرًا نادرَ الحدوث.

ويتصدَّر داء السِّمنة قائمةَ تلك الأمراض، ويندرج تحتَه الكثيرُ من الأمراض الأخرى التي تنتج عنه، ولأهمية الأمر وخطورته أصبحتِ السِّمنةُ محطَّ أنظار الكثير من الباحثين حولَ العالَم، وغدت انعكاساتُها الصِّحية على صعيد الأسرة أمرًا مثبتًا لا غبار عليه، وأوضحتِ الدِّراساتُ ما يحمله الداء في طيَّاته من ضرر كامن يُهدِّد صحةَ أفراد الأسرة، وما يملكه من تأثيرات ضارَّة تَدُّق ناقوسَ الخطر، وهي ترى وقْعَ أقدامه القادمة.

إذًا؛ فالسِّمنة مشكلة أُسريَّة لا تقلُّ ضررًا عن غيرها من المشكلات التي لا تحمل الصِّبغةَ الصحيَّة، بل وقد يَزيد على المدى البعيد ضررُها، فيفوق غيرَه، وليس ثَمَّةَ فردٌ من الأسرة بمنأًى عن الوقوع ضحيةً لها، ونحن هنا بصدد تسليط بعض الأضواء على جانب من الخطر الذي يُحيط بنا، ولعلَّ دراسةً كهذه تنجح لِتجعلَنا نُعيدُ النظر في أسلوب حياتنا الغِذائي، وتحثُّنا على صُنْع تغيير جذري في نظامنا المعيشي، يُساعدنا على الوصول إلى مرفأ آمن مِن أضرار داء السِّمنة.

تُعدُّ السِّمنة من أكثر أمراض الأسرة علاقةً بحياة الكسل والخمول، التي اعتادها الناس حديثًا، حين نسوا ما لأجسامهم عليهم من حقوق وواجبات، وما يزال هذا المرض الأكثر حدوثًا في محيط الأسرة في دول العالَم المختلفة، فواحدٌ من كلِّ ثلاثة أشخاص في العالَم من حولنا يشكو من داء السِّمنة، وهي لا شكَّ نسبة مرتفعة تستدعي اهتمامًا وتدخُّلاً سريعَين.

وقبل أن نخوض في أساس المشكلة، يجب أن نُحيط ببعض الحقائق التي تدور حولَ طبيعة المواد الغذائيَّة التي تَدخل أجسامَنا، وما تحتويها من عناصرَ وموادَّ تحافظ على صِحة الجسم، وتمدُّه بالطاقة، وتَقيه من الوقوع فريسةً للكثير من الأمراض.

يحتوي ما نتناوله مِن غذاء على عناصر أوَّليَّة مختلفة، تضمُّ الدُّهون والبروتينات والسُّكريات والفِيتامينات والمعادن، ولكلٍّ منها وظائفُه وفوائده، فالجِسم على سبيل المثال يستمدُّ طاقته ممَّا يتناوله من دهون وسُكريات بأشكالها المختلفة، وهي بذلك تُساعده على القِيام بأعماله اليوميَّة وشؤون حياته، وأداء رِسالته التي خَلَقه الله من أجْلها في هذا الكون.

من جانبٍ آخرَ، تقوم البروتينات ببناء أنسجة الجِسم، وتعويض ما يتلف من خلاياها، وهي بذلك تَدعم كتلة العضلات والأنسجة الرابطة، كما أنَّها تَدخل في تركيب إنزيمات الجِسم اللاَّزمة لإنجاح تفاعلاته الحيويَّة والفسيولوجيَّة، وتُعطي الفيتامينات والمعادن المزيد من الطَّاقة والحيويَّة والنشاط الذِّهني والبدني، وتُعزِّز من مناعة الجسم، وتعمل على وقايته من بعض الأمراض.

يُمكننا تعريف السِّمنة Obesity علميًّا بعبارة يسيرة، فنقول: إنَّها حالةٌ مَرَضيَّة يَزيد فيها وزنُ الجسم على الحدود المسموح بها، وتنتجُ عن وجود كميَّات زائدة من دهون الجسم المخزَّنة التي تفوق الحدَّ الطبيعيَّ.

إذًا؛ لماذا يَزيد وزن الجسم؟
ثَمَّةَ ميزانٌ دقيق في جسم الإنسان يقوم على استهلاك طاقةِ ما يدخله مِن الغِذاء، وتوجيه صرْفها نحوَ القِيام بشأن وظائفِ الجسم ومهامِّه، ومن الطبيعي أن يَحدثَ خللٌ في ذلك التوازن إذا نَقصتِ الطاقةُ الغِذائيَّة الواردة عن الحدِّ المطلوب الذي يحتاج إليه الجسم، فيُصابُ حينَها بالنُّحول، وتظهر فيه أماراتُ الهزال، وقد تتطوَّر الحالة فتظهر لاحقًا أمراضُ سوء التغذية المختلفة.

وفي الناحية المقابلة، فإنَّ رجوحَ كِفَّة الميزان الأخرى، الذي سيَجعل طاقةَ الغِذاء تلك تفوق حدَّها المطلوب، سيُلجئ الجِسمَ حينئذٍ إلى تخزين الغذاء الفائض في صورة دُهون تتراكم ضِمنَ أنسجته، وهذا سيَزيدُ من وزن الجسم تدريجيًّا، وستظهر إذًا السِّمنة، وسيبدأ الجسم في تجرُّع آثارها الضارَّة شيئًا فشيئًا.

ومن الممكن أن تُعزى زِيادةُ الوزن إلى الأسباب التالية:
أولاً: العمر:
قد يتعرَّض جسم الإنسان إلى زيادة في وزنه في أيَّة مرحلة من مراحلِ العُمر، بدءًا من الطُّفولة أو الشَّباب، أو حتَّى الشيخوخة، بَيْدَ أنَّ الدِّراساتِ العلميَّةَ أفادتْ بأنَّ متوسطي العمر أكثرُ عرضة لزيادة أوزانهم من باقي الفِئات العمريَّة، وسبب ذلك: ميل هؤلاء إلى الراحة والتخفيف من النَّشاط العضلي الذي تمتاز به فئةُ الشباب.

أمَّا بالنسبة لما سُجِّل من حالات السِّمنة لدى الأطفال، فقد لوحظ استمرارُ زيادة الوزن في غالبها طَوالَ فترات حياتهم، ويعود ذلك إلى أنَّهم اعتادوا في طفولتهم على تناوُل كميَّات كبيرة من الغِذاء تفوق حاجةَ أجسامهم، فزاد لذلك حجمُ النسيج الدُّهني، وصارتِ السِّمنة لدى هؤلاءِ سِمةٌ ظاهرة غلبتْ على أجسامهم طوالَ حياتهم.

ثانيًا: الحالة الاجتماعية والاقتصادية:
تكثر حالاتُ السِّمنة، إلى أن تصل إلى حدِّ الظاهرة المرَضيَّة في المجتمعات الغنيَّة، وسبب ذلك واضح؛ إذ إنَّ ارتفاع الدَّخل هناك يجعل النظام الغذائيَّ قد يصل في بعض الأُسر إلى حدِّ السَّرف والتبذير، وتفيض فيه السُّعْرات الحراريَّة في الغِذاء عن حاجة الجِسم، فتتراكم الدُّهون نتيجةً لذلك تدريجيًّا، ويزيد الطِّينَ بِلَّة افتقارُ تلك الحياةِ الحديثة إلى وجود مَصْرف تُصْرف فيه طاقةُ الغذاء المخزونة، فينتجُ عن ذلك المزيدُ من حالات السِّمنة.

ولبعض المِهن دَورٌ في زيادة أوزان ممتهنيها، فالأعمالُ المكتبيَّة والإداريَّة مثلاً تتطلَّب المكوثَ خلف المكتب ساعاتٍ طويلةً دون حركة أو نشاط بدني، وهذا يَحرِم صاحبَها من استهلاك طاقة الغذاء، فيضطرب الميزانُ من جديد، ويَزيد الوزن شيئًا فشيئًا، ويدخل المريض حينَها في دوَّامة لا نهاية لها.

وعلى النقيض من ذلك، فإنَّ المهنَ التي تستدعي بذلَ مزيدٍ من النشاط والحركة المستمرَّين - كمهنة المزارع والعامل مثلاً - تضمنُ حدوثَ توازن غذائي دقيق، يتمُّ عَبرَه صرفُ طاقة الغِذاء أوَّلاً بأوَّل دون السماح للدُّهون بالتراكُم ضمنَ أنسجة الجسم؛ ولذلك يندر حدوثُ حالات السِّمنة لدى هؤلاء.

ثالثًا: العوامل الوراثية:
أثبتتِ الدِّراسات المعاصرة التي تمَّ إجراؤُها في محيط بعض الأُسر أنَّ السِّمنة ظاهرةٌ تَشيع في أسر بصورة أوضحَ من غيرها، وقد دفع هذا العلماءَ إلى وضْع فرضية تعتمد على وجود عواملَ جِينيَّة مسؤولة عن حمل الصِّفات الوراثيَّة في جسم الإنسان ونقلها من جيل لآخر، ووجود عواملَ كتلك تجعل تلك العوائلَ أكثرَ عرضةً للسِّمنة من غيرها.

صحيح أنَّه لم يتمَّ حتى الآن إثباتُ ذلك، ولم يتمَّ بعدُ تحديد (جين وراثي) بعينه ينقل صِفةَ السِّمنة من جيل إلى جيل، إلاَّ أنَّ هناك ما يدعم تلك النظرية، ويُرجِّح صوابَها، ومن ذلك ما نراه في ظهور السِّمنة بين الإخوة في الأسرة الواحدة، وشكوى ربِّ أسرتهم من الدَّاء نفسه، وغالبًا ما توجد حالاتٌ مشابهة لدى أقارب الدرجة الأولى، كما تتشابه البنية الجِسميَّة لدى التوائم، ويتماثل حجمُ النسيج الدُّهني في أنسجتها، ولذلك يتقاربُ احتمالُ الإصابة بالسِّمنة المستقبليَّة لديهم، وفي ذلك دليل يدعم صحةَ الفرضيَّة الوراثيَّة تلك.

رابعًا: الغدد الصماء:
للغُدد الصمَّاء دورٌ هامٌّ في التأثير في محتوى الجسم من الدُّهون، ويتَّضح ذلك بصورة أكبرَ في جسم النِّساء، فالهرمونات الأنثويَّة المفرَزة من تلك الغدد، تجعل اكتسابَ جسم الأنثى للدُّهون وتخزينه لها ضِعفَ حالِه مع الذُّكور، كما أنَّ لتلك الهرمونات دَورًا واضحًا في زيادة وزن الجسم أثناءَ فترة الحمل، وذلك لميلِه إلى زيادة ترسُّب الدُّهون ضمنَ الأنسجة.

وهناك الكثيرُ من الأمراض التي قد تصيب الغددَ الصمَّاء، وينتج عنها زيادةً ملحوظة في الوزن، ومن ذلك: بعض أمراض الغُدَّة الدرقيَّة، والغدة النخاميَّة، إلاَّ أنَّه يجب أن نتذكَّر بأنَّ تلك الأمراضَ من المسببات النادرة لداء السِّمنة، ويبقى اضطراب النِّظام الغذائي في ذروة سَنام أسباب السِّمنة دون نزاع.

خامسًا: ميزان الطاقة الغذائية:
تَوضِّح الدِّراسات أنَّ تناولَ أيَّة كميات تزيد على حاجة الجِسم من السُّعرات الحراريَّة يؤدِّي إلى تراكم الدُّهون، وبالتالي يَزيد تخزينها ضمنَ أنسجة الجسم، وهذا بدوره يَزيد من الوزن التدريجي الذي سيقود إلى السِّمنة، ونضرب مثالاً: تناول شريحة من الخبز تزيد 30 غرامًا تقريبًا على الحدِّ الذي يحتاج إليه الجسم يوميًّا، سوف يزيد في الوزن مقدار 10 كيلوجرامات خلالَ سنوات قليلة، وهذا المثال يقتصر على شريحة الخبز الصغيرة تلك، فكيف الحال إذًا مع مائدة طعام الأسرة المعاصرة، وقد حوتِ الكثيرَ من فائض الطعام والشراب، الذي ستنوء بحِملِه الثقيل أجسامُنا المسكينة.

من جهة أخرى مغايرة، فإنَّ إهمال شأن الرياضة، وعدم القيام بالنشاطات الكافية لضمان المحافظة على التوازُن القائم بين طاقة الغِذاء من جهة، والطاقة المستهلَكة من الجهة المقابلة، سيؤدِّي إلى تفوُّق ملحوظ لصالح طاقة الغذاء، ممَّا يقود إلى ظهور مزيد من ارتفاع الوزن والسِّمنة.

سادسًا: تأثيرات بعض الأدوية:
لبعض الأدوية تأثيراتٌ جانبيَّة تتنوَّع بين الخفيف العابر، والخطير الدائم، والسِّمنة إحدى تلك التأثيرات التي قد تظهر أثناءَ تعاطي بعض العقاقير، إلاَّ أنَّ السِّمنة هنا أثرٌ عابر سَرعانَ ما يزول؛ ليعودَ الوزن إلى سابق عهده، ويبقى الخطر إذًا قائمًا مع تناول أدويةٍ كتلك بصورة مستمرَّة، ومما ثبتَ من أثرٍ جانبي في هذا المجال، نذكر أدوية الكورتيزون وحبوب منع الحمل والإنسولين، ويَكمنُ السبب الرئيس في زيادة أوزان متناوليها في فتْح الشهيَّة تُجاهَ الطعام، ممَّا يعني استهلاكًا غذائيًّا يفوق الحدَّ المطلوب.

سابعًا: التأثيرات النفسية:
من الممكن – كما تُشير الأبحاث النفسية - أن تزدادَ الشهيَّة تُجاهَ الطعام لدى بعضِ الناس لأسباب نفسيَّة بحتة، وبخاصَّة لدى الفَتيات في سنِّ المراهقة، إذ يغدو الطعام هُنا وسيلةً لإرضاء النفس وتعويض النَّقص، في حال انعدام الثِّقة، أو ظهور بعض الخلل النفسي، أو التربوي أو الإصابة بالقلق، والتخوُّف من ترقُّب النتائج، في ظروفٍ صعبة نحياها في هذا الزَّمان الصَّعب.

وينعكس هذا الوضع الجديد في صورةِ مزيد من السُّعرات الحراريَّة التي ستدخل الجسم لاحقًا، ممَّا يعني بالطبع زيادة الوزن.

تشخيص داء السِّمنة طبيًّا:
في غالب الحالات يَسهُل تشخيص داء السِّمنة لوضوح معالمه في جِسم المريض، الذي ستظهر خلالَ مظهره العام، ولا داعيَ هنا لسبر أغوار الدَّاء كما هو متَّبع في كثير من الأمراض الأخرى الخفيَّة التي قد لا تكشف هُويَّتُها بسهولة أمام الآخرين.

وهناك طريقة أخرى سهلةُ الاستخدام يتَّضح خلالَها الوزن المثالي للجِسم، وتعتمد هذه الطريقة على إنقاص الرقم (100) من طول الجسم للحصول على وزنه المثالي المقترح، فنقول مثلاً: إنَّ الوزن المثالي لرجل طوله 170 سنتيمترًا هو 70 كيلوجرامًا، وهكذا، وبالرَّغم من أنَّ الطريقة هذه أصبحتْ قديمةً بعض الشيء وتنقصها بعضُ الدِّقة أحيانًا، إلاَّ أنَّها مقبولة من قِبل الكثير من علماء التغذية، وتَحظَى لدى العامة بقَبول واضح.

وهناك طرق أخرى أشدُّ دِقَّةً من تلك الوسيلة، وهي أخْذُ قياس طول الجسم والوزن، ثم مطابقة ذلك على جدول خاصٍّ يوضِّح الفئة التي ينتمي إليها، لمعرفة حالة الشخص، وإلى أيِّ فئة يتبعها جسمُه.

وقد ظهر الكثيرُ من الجداول في هذا الصَّدد، وقد اخترنا منها جدولاً تمَّ تصميمُه على أسس علميَّة دقيقة، ويحوي الجدولُ ثلاثَ فئات، هي الفِئة ذات الوزن المقبول، والفئة السمينة، والفئة الشديدة السِّمنة.
 

الطول بالسنتيمتر الوزن المقبول
(كيلوجرام)
الفئة السمينة الفئة الشديدة السِّمنة
145 42 – 53 63 84 فأكثر
150 45 – 56 68 90 فأكثر
154 47 – 59 71 95 فأكثر
158 50 – 63 75 100 فأكثر
162 52 – 66 79 105 فأكثر
166 55 – 69 83 110 فأكثر
170 58 – 72 87 116 فأكثر
174 61 – 76 91 121 فأكثر
178 63 – 79 95 127 فأكثر
182 66 – 83 99 132 فأكثر
190 72 – 90 108 144 فأكثر

 

وأخيرًا:
ينبغي للطبيب الحاذق أن يُفرِّق بين زيادة الوزن الناتجة عن السِّمنة بحدِّ ذاتها، وتلك التي تنتج عن أمراض أخرى، فبعضُ أمراض القلْب والكُلى والكبد على سبيل المثال تؤدِّي إلى احتباس السوائل في الجِسم، ممَّا يزيد من وزنه، رغم أنَّ محتوى دهونه تكون ضمنَ الحدِّ الطبيعي.

مشكلات السِّمنة:
للسمنة مشكلاتها الكثيرة التي لا يُستهان بها، والتي تدعو أهلَ الاختصاص إلى الاهتمام بها وإدراجِها ضمنَ قائمة أمراض الأُسرة ذات الخُطورة الكامنة، التي تتطلَّب تدخُّلاً حازمًا وسريعًا، وبخاصَّة ونحن نرى الكثيرَ من أفراد الأسر من حولنا، وهم يَسقطون ضحايا المرض الواحد تِلوَ الآخر.

وقد تُهدَّد مشكلاتُ السِّمنة الصِّحيَّة حياةَ المصاب، وقد يُعيق بعضُها سيرَ حياته بصورة طبيعيَّة، ممَّا يؤثِّر سلبًا في عمله وإنتاجه في المجتمع، وما سنذكره من مشكلات السِّمنة غيضٌ من فيض، وما خفي كان - لا محالةَ - أعظمَ:
       
المشكلات النفسية:
لا شكَّ أنَّ مظهر الشخص البدين غيرُ مقبول في محيط الأسرة أو المجتمع، وهو محطُّ أنظار مَن حولَه مِن الناس، وبخاصَّة في حالات البدانة المفرِطة، وتتفاقم المشكلة لدى الفتيات، فكلُّ فتاة تتطلَّع إلى أن تكون ذاتَ وزنٍ مثالي، وقوام جِسميٍّ متناسِق؛ ولذلك فإنَّ الفتاة السَّمينة أكثرُ عرضةً للتأثُّر النفسي، وقد تتطوَّر الحالة فتنطوي الفتاةُ على نفسها، وتنفر من التجمُّعات العامَّة؛ هربًا مما قد يلحقها من تعليقات ونظرات فُضوليَّة، ولا شكَّ أنَّ لذلك تأثيرًا سلبيًّا في الصِّحة النفسيَّة، قد يكون له انعكاساته الخطيرة.

المشكلات الصحية:
للسِّمنة – ولا سيِّما المفرِطة منها – الكثيرُ من التأثيرات السلبيَّة في صحة الجسم، وتترافق عادةً مع الكثير من الأمراض؛ منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- الْتهاب المفاصل؛ إذ يَفرض الوزنُ الزائد على مفاصِل الجسم القيامَ بحَمل وزْن يزيد على الحدِّ الطبيعي، ومن هنا فإنَّ تلك المفاصلَ ستقع تحتَ رحمة ذلك الوزن الكبير، وستنهك لاحقًا، وستُصبح أكثرَ عُرضةً للضُّمور، ومع استمرار هذه المشكلة يشكو المصابُ عادةً من آلام مفصليَّة حادَّة، قد تستمرُّ معه حتى أثناءَ ساعات النوم أو الراحة، ومِن أكثر المفاصل عرضة لتلك المشكلة: مفصل الرُّكبة والحوض.

2 - أمراض القلْب والأوعية الدَّمويَّة، فالسِّمنة تَفرض على القلْب مضاعفةَ عمله لضخِّ الدَّم إلى مختلف أنحاء الجسم التي سيَزيد حجمُها بسبب السِّمنة، وهذا يقود إلى إنهاك عضلة القلْب وتحميلها المزيد من الجهد والعِبء، وفي ذلك خطرٌ محدق بصحَّة القلْب، وتوضِّح البياناتُ الإحصائية أنَّ عددَ حالات أمراض القلْب تَزيد لدى مريض السِّمنة مقارنةً مع ذوي الأوزان المثالية، ومن تلك الأمراض نذكر: أمراض شرايين القلْب التاجية Coronary arteries diseases، ومرض نقص تروية القلب Ischemic heart disease، والذَّبحة الصدريَّة Angina.

3 - التعرُّض لفتوق البطن والجهاز الهضمي، فتراكم الدُّهون بصورة كبيرة في جسم الإنسان - وبخاصَّة في منطقة البطن - سبب رئيسٌ لارتفاع ضغط الأنسجة داخلَ البطن، وهذا قد يقود لاحقًا إلى ظهور الفتوق Hernia في كثير من الحالات، ويحدثُ هنا مرور جزءٍ من هذه الأحشاء عبرَ جدار البطن الأمامي نتيجةً لارتفاع ضغطه الداخلي، وللفتوق بحدِّ ذاتها الكثيرُ من المشكلات الصحيَّة الأخرى. 

4 - اضطرابات نظام الاستقلاب الداخلي للجسم metabolism، ونعني بذلك خللَ نظام التفاعُلات الكيميائيَّة التي تطرأ على الغِذاء المتناوَل، ويظهر ذلك في صورة بعض الأمراض كالدَّاء السُّكري، وزيادة نسبة دُهون الدَّم (مثل ارتفاع الكولسترول والشُّحوم الثلاثية)، وظهور حصيات المرارة، والإصابة بداء النَّقرس.

5 - للسمنة - أخيرًا - ارتباطٌ وثيق مع أعراض مَرَضيَّة أخرى، منها على سبيل المثال: الإصابة بالالْتهابات الصدريَّة، وضِيق النفس، وارتفاع ضغط الدَّم، والشَّكوى المزمنة من آلام الظَّهْر، والإصابة ببعض الأمراض الجلديَّة كالالتهابات الفطريَّة مثلاً، كما تقترح بعض النظريات الطبيَّة الحديثة وجودَ رابط بين السِّمنة المفرِطة، وظهور بعضِ أنواع السرطان.
 

علاج مشكلة السِّمنة:
نخلُص ممَّا ذُكر في معرض الحديث عن داء السِّمنة، وما يحيط به مِن مخاطرَ وأضرار، إلى أنَّ على مريض السِّمنة إعادةَ النظر والتفكيرَ في ضرورة إيجاد حلٍّ سريع لمشكلته هذه، فنذير الخَطر قريب، والحالة تزداد سوءًا بمرور الوقت، وعلينا - نحن الأطباءَ والمربِّين، وأولياء أمور والمختصِّين الاجتماعيِّين - أن نأخذَ بِيَد الطفل البَدِين نحوَ جادة الصحة والوقاية من أمراض السِّمنة وعواقبها، فهذا المسكين لا يُدرك صالِحَ أمره، ولا يعلم ما تُخفيه السِّمنة من مخاطرَ خفيَّة، وله علينا حقُّ النصح والشرح والإرشاد تارة، والجِد والحزم تارةً أخرى.


وقد كثُرَ الحديثُ حولَ وسائل تخفيف الوزن، وتمَّ وضْع عشرات النظريات والمقترحات في هذا الباب، إلاَّ أنَّها تتَّفق في مجملها على مبادئَ مشتركةٍ، يأتي على رأسها ضرورةُ التدخُّل في ميزان الطاقة الغذائي الذي سَبَق الحديث عنه، ويتأتَّى ذلك بشقَّين:
أولهما: تقليل المأخوذ من الطاقة الغذائيَّة، عبرَ التخفيف من تناول المواد الغذائية الغنيَّة بالسعرات الحراريَّة.

أمَّا شقُّ برنامج العلاج الآخَر، فهو زيادة صَرْف الطاقة المخزونة في أنسجة الجِسم.

ويجب على مريض السِّمنة أن يتفهَّم أنَّ داءَ السِّمنة مرضٌ صعبُ العلاج بعض الشيء، ويتطلَّب من مريضه التحلِّي بالصبر وقوَّة التحمُّل، ويتيسَّر الأمر وتظهر نتائجُه الحسنة بوصول المريض نحوَ هذه القناعة، أمَّا إذا أظهر المريض تذمُّره من برنامج العلاج الذي قد يطول حتى يؤتيَ أُكلَه، فإنَّ المشكلة ستغدو بلا حلٍّ، وسيبقى الجسم عرضةً للمزيد من مشكلات السِّمنة وتأثيراتها الضارَّة.

في بداية مشروع تخفيف الوزن، يجب على المريض أن يتدخَّل في نظام حياته الغِذائي، حتى يُقلِّل من الطاقة الغذائيَّة الداخلة إلى الجسم، وحينَها سيلجأ الجسم حتمًا إلى استعمال مخزونِه من طاقة الدُّهون شيئًا فشيئًا، وهنا يجب أن يتراوحَ محتوى ما يتناوله الجسم يوميًّا من طاقة المواد الغذائيَّة ما بين 1000 إلى 1500 كيلو سُعر (السُّعر وحْدة لقياس الطاقة الغذائية)، وفي وجبات غذائيَّة كتلك، لا مانعَ من توافُر 100 جرام من السُّكريات، و50 جرامًا من البروتين، و40 جرامًا من الدُّهون، ولا بدَّ من احتواء الغذاء على الخضروات والفاكهة الطازجة؛ لضمانِ حُصولِ الجسم على حاجته من الفيتامينات والمعادن.

وممَّا يجب التركيزُ عليه في برنامج علاج السِّمنة: التخفيفُ من تناوُل الموادِّ الغذائيَّة المعروفة بارتفاع نِسبة السُّعرات الحراريَّة، ومن أشهر ما يذكر هنا: السكريات (وتعرف علميًّا بالكربوهيدرات) ومن أمثلتها الحلويات بأشكالها المختلفة، والبسكويت، والشيكولاتة، والعصائر المعلَّبة، والمواد النِّشويَّة؛ مثل: الأرز والبطاطس، والمكرونة و"المعجنات" عمومًا.

كما يُنصح بالتخفيف من نسبة اللُّحوم الحمراء المتناوَلة؛ وذلك لاحتوائِها على نِسبة دُهون مرتفعة أحيانًا، ويمكن أن نستبدل بها اللُّحوم البيضاءَ كالدجاج والسَّمك، لقلَّة محتواها من السُّعرات الحراريَّة، وللإكثار من الخضروات والفاكهة الطازجَين مزيةٌ جيِّدة في نجاح مشروع علاج السِّمنة، فهي عناصرُ فقيرة عمومًا بوحدات الطاقة، ولها القدرةُ على ملْء المعدة، وسرعة إعطاء الشُّعور بالشبع.

تظهر بعد ذلك أهمية الجانبِ الآخَرِ من برنامج العلاج الناجح، وهو استهلاكُ أكبر جزء ممكن من الطاقة الغذائيَّة المختزَنة ضِمنَ أنسجة الجسم الدُّهنيَّة، وتعدُّ مضاعفة النشاط الحركي والبدني أسرعَ طريقة لاستهلاك هذه الطاقة، وممَّا يجب تذكير مريض السِّمنة به أنَّ النشاط الرِّياضيَّ ينبغي أن يكون ضِمنَ إمكانات جسمه، وقدرة تحمُّل قلبه، فالإفراط في مثل هذه الأنشطة قد يؤثِّر على نحو سلبيٍّ في قلب المريض، وبخاصَّة مَن لَم يَعتدِ القيام بمثل ذلك من قَبلُ، ومن الحِكمة التدرُّج في بذل النشاط الرِّياضي، حتى يعتادَ الجسم على ذلك شيئًا فشيئًا.

ومِن أهمِّ أنواع النشاطات الحركيَّة التي تَستهلك وحداتِ الطاقة على نحوٍ كبير: الهوايات الرِّياضيَّة التي تضمن تحريكَ أكبرِ قدرٍ من عضلات الجسم، ولعلَّ المشي أفضلُها، فممارسته مدَّة ساعة مثلاً يكفل استهلاك 240 سعرًا حراريًّا؛ لكن يجب أن ننوِّهَ إلى أنَّ رياضة المشي المفيدة هي التي تحمل طابعًا جادًّا من الخطوات السريعة المنتظمة، وليس المقصود بها المشي البطيء الذي يتخلَّله الوقوف بين حين وآخَرَ، كما توضِّح دراسات أخرى أنَّ المشي مدَّة نصف ساعة يوميًّا يحرق فائض الطاقة التي تمَّ تناولُها في ذلك اليوم، وإضافة نصف ساعة أخرى سوف تدفع الجسم إلى البدء باستهلاك مخزونه المتراكم من الدُّهون القديمة.

وقد يلجأ بعضُ الناس - رغبةً منهم في علاج مشكلة السِّمنة على نحوٍ سريع - إلى تناول بعض الأدوية التجاريَّة التي توصف لتخفيف الوزن، والتي تعمل في تقليل الشهيَّة تُجاه الطعام، وهنا يجب التنبيه إلى خُطورة الكثير من هذه الأدوية، وليس من الصَّواب تناولها دونَ استشارة الطبيب؛ إذ إنَّ لها تأثيراتٍ جانبيَّةً ضارَّة، ولا بدَّ من تناولها تحت إشراف طبي دقيق.

وهناك بعضُ مَن يتحمَّس لعلاج مشكلة السِّمنة بصورة سريعة، فيلجأ إلى الانقطاع التام عن تناول الغذاء، إلى أن يصل إلى الوزن المطلوب، وهي أيضًا طريقةٌ ثبتَ ضررُها في صحة الجسم، فالانقطاع المفاجئ والتام للموادِّ الغذائيَّة يُتعب الجسم، ويُصيبه بالخمول، ويَحرِمه من الطاقة اللازمة للقيام بواجبات حياتِه اليوميَّة، وعلاوةً على ذلك، فقد برهنت التجارِب أنَّ الوزن المفقود في هذه الحالات سَرعانَ ما يعود إلى سابق عهده قبلَ بدء العلاج، بل وقد يَزيد عمَّا كان عليه، وقد تكون خُطوة كهذه - إذًا - سببًا في تفاقُم المشكلة بدلاً من حلِّها.

وقد ظهر حديثًا بعضُ المقترحات الجراحيَّة، التي يتمُّ خلالَها تدخُّلُ الطبيب الجرَّاح لوضْعِ حدٍّ لمشكلة السِّمنة، وبخاصَّة المفرِطة منها، ومن ذلك اللُّجوء إلى عمليات تصغير حجم المعدة، التي تُساعد في التقليل من كمية الطَّعام التي تدخل الجسم، إلاَّ أنَّ لهذه العملية - كغيرها من عمليات تخفيف الوزن - العديدَ من المشكلات الصحيَّة الثانويَّة، والتأثيرات الجانبيَّة، وتحتاج إلى خبرة طويلة، وكفاءة عالية؛ ولذلك يُقتصر استخدامُها على بعض حالات السِّمنة الشديدة المنتقاة.

ختامًا:
فإنَّ ما في كتاب الله الكريم والسُّنَّة النبويَّة المطهَّرة من نصائحَ ثمينةٍ في هذا المجال يُغنينا عن المزيد من التوسُّع في الحديث عن داء السِّمنة والوقاية منه، ويَكفينا من ذلك أن نتذكَّر قول الله – تعالى -: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وقول رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما ملأَ ابنُ آدمَ وِعاءً شرًّا من بطن، بِحسْبِ ابن آدم لُقيماتٌ يُقمن صُلبَه، فإنْ كان لا محالة، فثُلُث لطعامه، وثُلُث لشرابه، وثُلُث لنَفَسِه))؛ رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه.

وممَّا ذُكر من جيِّد التعليقات هنا: قولُ لقمان - عليه السلام - وهو يعظ ابنَه:"يا بُنيَّ، إذا امتلأتِ المعدة نامتِ الفِكرة، وخرستِ الحِكمة، وقعدتِ الأعضاءُ عن العبادة"، وقول ابن القيِّم - رحمه الله -: "وأمَّا فُضول الطعام، فهو داعٍ إلى أنواع كثيرة من الشَّرِّ؛   فإنَّه يحرِّك الجوارح إلى المعاصي، ويُثقلها عن الطاعات، فكَمْ من   معصية جلَبَها الشِّبع، وفُضول الطعام، وكَمْ من طاعة حالَ دونَها؛ فمن وُقِي شرَّ بطنه فقد وُقِي   شرًّا عظيمًا، والشيطان أعظم ما يتحكَّم من الإنسان إذا ملأَ بطنَه من الطعام، والنَّفس إذا شبعتْ تحرَّكت، وجالتْ وطافتْ   على أبواب الشَّهوات، وإذا جاعتْ سَكَنتْ، وخشعتْ وذلَّت". 

والحمد لله ربِّ العالمين.

مصادر البحث:
-  Cardiology , D.G.Julian
-  Current Medical Diagnosis & Treatment
-  Davidson Internal Medicine
-  Harrison Internal Medicine 
-  The Modern Medical Encyclopedia, B.F.Miller
Psychiatry, L.Rees
- د / حسان شمسي باشا: وصايا طبيب، دار القلم.
- ابن قيم الجوزية: بدائع الفوائد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • السمنة.. مرض العصر
  • كيف تتخلصين من السمنة؟
  • فوبيا البدانة
  • التكلفة الاقتصادية للسمنة!!
  • حمية غذائية تحميك العمر كله
  • هل هناك علاقة بين الوزن والنوم ؟
  • السمنة ومخاطرها، وعلاجها في السنة النبوية

مختارات من الشبكة

  • حديث: دخل مكة من كداء(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • الحسد: حقيقته ومخاطره وسبل الوقاية منه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاكتئاب داء العصر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المشكلات الصحية في زواج الأقارب(استشارة - الاستشارات)
  • منظمة بحثية تؤكد دور الختان في منع المشاكل الصحية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • هل يجب مصارحة من أريد خطبتها ببعض المشاكل الصحية لي؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • فنلندا: ضعف التواصل اللغوي عائق أمام حل مشكلات المهاجرين الصحية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حول الداء السكري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فوائد الصيام الصحية والنفسية رحلة نحو جسد سليم وعقل متزن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التغذية الصحية في رمضان التوازن بين الإفطار والسحور يساهم في صيام صحي(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- وفقكم الله
صابر - مصر 17-06-2009 03:10 PM

دراسة طبية حديثة عن وجود هرمون طبيعي يدعي "PYY"، تفرزه القناة الهضمية أثناء عملية الأكل، وبالتالي يعطي إشارات إلى الجزء الذي يتحكم بالشهية في المخ، مما يؤدي إلى الشعور بالشبع.
وأشار الباحثون إلى أنه يمكن إعطاء جرعة زائدة من الهرمونات الطبيعية، التي تحد من شهية الذين يعانون من البدانة بحوالي الثلث مما قد يُعد فتحاً علمياً في
مكافحة السمنة.
وأوضح باحثون من جامعة "إمبريال كوليدج"، أن الدراسات قد بينت فعالية الهرمون في الحد من شهية أشخاص معتدلي الوزن، وذلك من خلال إرسال إشارات إلى المخ تحثه إلى التوقف عن الأكل والإحساس بالشبع.
وأضاف الباحثون أن إعطاء جرعة من هرمون "PYY3-36"، قد حد بنسبة 30 في المائة من شهية المشاركين في البحث من جميع فئات الأوزان.
وأعرب الباحثون عن أملهم في أن يؤدي الاكتشاف إلى التوصل إلى عقار طبيعي يحد من داء السمنة الذي , ونشكر الكاتب على هذا الطرح الجيد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب