• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

قوة التفكير

قوة التفكير
شادية سعيد أبوعزيز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/6/2013 ميلادي - 8/8/1434 هجري

الزيارات: 92992

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قوة التفكير


خطة البحث:

الباب الأول: التفكير.

الفصل الأول: مصطلحات.

المبحث الأول: المفكر والفكر والتفكير.

المبحث الثاني: التفكير السلبي.

المبحث الثالث: مسببات التفكير السلبي.

المبحث الرابع: صفات الشخصية السلبية.

المبحث الخامس: نتائج التفكير السلبي.

 

الباب الثاني: التفكير الإيجابي.

الفصل الأول: ماذا عن التفكير الإيجابي.

المبحث الأول: تعريف التفكير الإيجابي.

المبحث الثاني: أنواع التفكير الإيجابي.

المبحث الثالث: صفات الشخصية الإيجابية.

 

الفصل الثاني: استراتيجية التفكير.

المبحث الأول: كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي.

المبحث الثاني: الوصايا العشر للتفكير الإيجابي.

 

المقدمة

الحمد لله الذي جعل لنا من العلم نورا نهتدي به وأصلي وأسلم على أشرف الخلق وسيد المرسلين نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

إن هذا البحث يتضمن موضوع من الموضوعات الهامة التي يحتاجها المجتمع وله أهمية في تطوير وتحسين أوضاع أفراده، والوصول بهم إلى حياة أفضل تؤمن لهم مستقبل مشرق وواعد.

 

وقد قمت بتقسيم عناصر هذا البحث إلى بابين، فالباب الأول يحتوي على فصل واحد يشتمل على خمسة مباحث. أما الباب الثاني مقسم إلى فصلين، بحيث يحتوي الفصل الأول على ثلاثة مباحث. كما يحتوي الفصل الثاني على مبحثين قسمت بترتيب وتسلسل منطقي.

 

ولقد واجهتني بعض الصعوبات أثناء اختياري لهذا الموضوع، لأني كنت مطالبة بأن أحسن الاختيار لكي أساهم ببحثي في تقديم فائدة لمجتمعي. كما واجهتني صعوبات أيضا في انتقاء المصادر وجمعها.

 

أتمنى أن أكون قد وفقت في حسن اختيار الموضوع وطريقة إعداد البحث. وآمل أن أكون على الأقل لم أقصر ولم أهمل تبيان جواهر عناصر هذا البحث.

 

كما أحب أن أوجه جزيل الشكر والعرفان لكل من ساعدني في إعداد هذا البحث. وأخص بالذكر معلمتي الفاضلة: سارة التمامي حفظها الله وجزاها خيرا.

 

وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا ويجعل النجاح حليفنا.

 

الباب الأول

التفكير

الفصل الأول: مصطلحات.

المبحث الأول: المفكر والفكر والتفكير.

المُفَكِّر.. الفِكر.. والتفكير

((المُفَكِّر هو صانع الأفكار، والأفكار تسبب التفكير، والتفكير يسبب التركيز، والتركيز يسبب الأحاسيس، والأحاسيس تسبب السلوك، والسلوك يسبب النتائج، والنتائج تحدد واقع حياتك، فلو أردت فعلا أن تحدث تغييراً في حياتك غير إدراك المفكر))[1]

 

1- المُفَكِّر:

هو الشخص الذي يضع الفكرة في ذهنه.. هو الأساس والسبب في كل شيء، فهو الذي يقرر ما يريد، ثم يختار الأسلوب ويضعه في الفعل.

 

المفكر عنده الاختيار أن يضع في ذهنه أفكاراً سلبيةً أو أفكاراً إيجابيةً.. أفكار سعادة أو أفكار تعاسة.. أفكاراً روحانيةً أو أفكاراً دنيوية.. أفكاراً صحيةً أو أفكاراً غير صحية.

 

المفكر مثل الفلاح الذي يقرر ما يريد من محصول فيختار البذور التي يزرعها، ثم يرويها ويهتم بها حتى يحصل على المحصول الذي يريده، فهو يحصل على نتائج البذور، فلو أراد عِنباً فهو يضع بذور العنب لكي يحصل على العنب، ولو أراد خياراً أو فاصوليا لاختار البذور المناسبة لكي يحصل على المحصول من نفس النوع. تماماً مثل المفكر، فهو الذي يقرر ويختار نوع الفكر الذي يضعه في ذهنه، فيتحول الفكر إلى تفكير، ومنه إلى تركيز، ثم أحاسيس، ثم سلوك، ثم نتائج من نفس نوع الفكرة، فلو كانت الفكرة سلبية ستكون النتيجة سلبية، وإذا كانت الفكرة إيجابية ستكون النتيجة إيجابية.

 

2- الفِكر:

كل شيء في الوجود بدأ بفكرة، ثم تبلورت الفكرة إلى إمكانية، ثم إلى هدف، ثم إلى الفعل، حتى أصبحت حقيقة، فالطائرة بدأت بفكرة في ذهن الإخوة جويس.. مدينة ديزني بدأت بفكرة في ذهن والت ديزني ثم أصبحت حقيقة يزورها ملايين من الناس سنوياً. كل شيء من الصواريخ إلى الطائرات والسفن والسيارات والأجهزة الإلكترونية والطبية والرياضية، كل شيء في كل مجال بدأ بفكرة، لأن الفكرة هي جذر كل شيء، فالأفكار الإيجابية أدت إلى الاكتشافات والتقدم الذي نراه ونستخدمه في العالم، والأفكار السلبية أدت إلى القتل والسرقة والاستغلال والأمراض النفسية والعضوية، كما قالت عنها كلية الطب في سان فرانسيسكو بأن معظم الأمراض ترجع إلى الفكر والتفكير.

 

3- التفكير:

عندما يقرر المفكر ويختار فكرة معينة سواءً كانت هذه الفكرة سلبية أم إيجابية فهو يضعها في ذهنه، وهنا يتعرف عليها العقل ويقوم بتحليلها من كافة الزوايا، ثم يعطي لها منطقاً ومعنى مبنياً على معلومات مشابهة متواجدة في مخازن الذاكرة، ثم يقوم بالمقارنة بينها وبين أفكار أخرى مشابهة، وأخيراً يبحث العقل في كافة الملفات العقلية في أية معلومات تدعم الفكرة التي وضعها الشخص في ذهنه.

وبذلك أصبحت الفكرة لها معنى ومنطق وجاهزة للاستعمال، فيصبح كل انتباه وتركيز الشخص على الفكرة، مما يسبب الأحاسيس، ثم السلوك والنتائج.

 

والآن دعوني أسألكم:

لو كان هناك شخص يشتكي من الحالة المادية أو الاجتماعية أو العائلية أو الشخصية..إلخ، من الذي وضع هذه الأفكار في ذهنه؟ هو، أليس كذلك؟ لذلك يجب أن يرجع المفكر إلى القوة الثلاثية فيقرر أن يختار أفضل الاختيارات التي يضعها في ذهنه، ثم يأخذ المسئولية كاملة، ويبتعد تماماً عن القتلة الثلاثة: فلا يلوم أحدا، ولا ينقُد أحداً، ولا يُقَارِن بينه وبين أحد، ولكن يختار أفضل الأفكار لذهنه، لكي يحصل على أفضل النتائج، تماماً مثل الفلاح الذي يختار أفضل البذور لأرضه ويراعاها ويحميها، حتى تعطيه المحصول الذي يتمناه.

 

لذلك كُن حريصاً كل الحِرص على اختيار الأفكار قبل أن تَضَعَها في ذهنك، فتتحول إلى تفكير وتركيز وأحاسيس ونتائج لا ترضى عنها، بل وتُسبب لك تحديات ليس لها أي داع...

 

المبحث الثاني: التفكير السلبي

(لا يُمكِن للمَرء أن يَحصُل على المَعرِفة إلا عِندما يَتَعلَّم كيف يُفَكِّر) فيكتور هوجو.

 

الحقيقة أن التفكير السلبي أخطر مما يَتَصَور أي إنسان فهو يجعل الحياة سلسلة من المتاعب والأحاسيس السلبية والسلوكيات السلبية وأيضا النتائج السلبية مثل الأمراض النفسية والعضوية والشعور بالضياع والوحدة والخوف. أنا شخصياً أعتبِره مثل عَضَّة الثعبان مؤلمة فعلاً ولكنها في حَد ذاتِها لا تُسَبب الموت، ولكن الذي يَقتُل هو السُّم الذي يَجري في العروق والدم. تماماً مثل الفكرة السلبية فهي في حد ذاتها مُجَرد كلمات داخلية يستخدمها الإنسان ولكن ما يجعلها خطرة هو تكرارها وتخزينها حتى تصبح عادة يستخدمها الإنسان في حَياتِه فتسبب له متاعب ليس لها نهاية.

 

التفكير السلبي يَبحث ويُفكر في السلبيات التي حدثت في الماضي ويقلق ويخاف من المستقبل ويعيش الحاضر بأحاسيس سلبية واعتقادات سلبية تجعل حياته سلسلة من التحديات والمشاكل. والعجيب أن الشخص الذي يفكر بطريقة سلبية عنده قدرة خيالية على العثور على السلبيات في أي شيء حتى ولو كان إيجابياًّ! هل تعرف أحداً يُفكر بهذه الطريقة؟ الحقيقة أننا جميعا تمُر علينا أوقات نَقَع فيها في مَطَب التفكير السلبي ونَسلُك فيها الطرق المظلمة وهناك بعض الناس يُغَيِّر من ذلك الوضع ويتوكل على الله سبحانه وتعالى فَيُوجد له المولى عز وجل مخرجاً، ولكن هناك البعض الذي يستمر بالتفكير في هذه الطريقة فتجده يعيش معظم أيام حياته في تعاسة وصعوبات ولو حدث أنه شَعُر بالسعادة فهو يَشُك فيها أو يَقلَق منها حتى يُحَوِّلها مرةً أخرى إلى تحدٍّ.

 

إذن، إذا كانت الفكرة بهذه القوة، وإذا كان التفكير السلبي يفتح ملفات العقل السلبية ويسبب الامراض النفسية والعضوية وحالات الطلاق والتعاسة وضياع الفرص والفشل والبعد عن الله سبحانه وتعالى. إذا كان ذلك فعلا حقيقيا فدعوني أطرح لكم بعض التساؤلات:

لماذا يفكر معظم الناس في أفكار سلبية تسبب لهم الضياع والأمراض النفسية والعضوية أيضا؟


لماذا يفكرون أفكارا سلبية تبعدهم عن تحقيق أهدافهم وتسرق منهم سعادتهم وتسبب لهم آلاماً وتبعدهم عن الله سبحانه وتعالى وتجعلهم يتصرفون تصرفات قد تكون السبب في ضياعهم في الدنيا والآخرة؟

 

لابد من أن هناك أسبابا تدفعهم إلى التفكير بسلبية تسبب لهم التحديات في حياتهم.

 

وهذا ما سنتعرف عليه في المبحث الثاني، لأن معرفة الفرد بكل هذه الأسباب توسع آفاقه وتساعده على أن يسلح نفسه بالعلم والمعرفة.

 

وقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((المعرفة نور القلب، والعلم مصباح العقل وفي كل تجربة موعظة)).

 

فدعونا نستمر معاً في رحلتنا في (قوة التفكير) ونكتشف مسببات التفكير السلبي.

 

المبحث الثالث: مسببات التفكير السلبي

• البعد عن الله سبحانه وتعالى:-

إن الحياة التي المادية التي نعيش فيها، والمنافسة القوية التي نراها حولنا، والتغيير السريع، جعل معظم الناس يضيع مع التحديات ويبتعد عن الله سبحانه وتعالى سواءً كام يدرك ذلك أم لا.

 

هل تعرف أحدا حياته عبارة عن سلسلة من المشاكل والمتاعب والصعوبات، وكلما خرج من مشكلة دخل في مشكلة أخرى؟ إذا كانت إجابتك نعم، هل تعرف ما هو السبب الأساسي في ذلك؟ هو بعده عن الله سبحانه وتعالى فالمؤمن الحقيقي يتوكل على الله تعالى ويتقيه، ويشكره في السراء والضراء، ولا يكف عن التقرب منه عز وجل. اما الشخص الذي يبتعد عن الله سبحانه وتعالى، تكون الدنيا أكبر همه، وحياته ضنكاً مملوءة بالسلبيات وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].

 

• البرمجة السابقة:

إن البرمجة السابقة السلبية تعتبر مثل فرامل اليد، فكلما حاولت أن تتحرك إلى الأمام تشدك بقوة إلى الخلف أو تجعلك تقف في نفس مكانك لا تستطيع الحركة.

 

إننا تبرمجنا من العالم الخارجي، ولكن من المهم أن تعرف أن أول سبع سنوات من حياتنا تكونت لدينا خلالها أكثر من تسعين بالمائة من قيمنا الراسخة التي اكتبناها من الوالدين ومن المحيط العائلي، ثم بعد ذلك من المحيط الاجتماعي ومن المدرسة والأصدقاء وهكذا، فلو كانت برمجتنا سلبية فهي تؤثر بشدة على حياتنا في كافة النواحي. فمثلاً: من الأشياء التي قد يكون الإنسان قد تبرمج عليها هي عدم محاولة فعل أي تغيير لأن ذلك يؤدي إلى الفشل. فنجده يتفادى[2] أي تغيير حتى لا يواجه بالفشل. ولو كان الشخص قد تبرمج على أن أسلوب التعامل مع الآخرين يكون عن طريق العصبية والصوت المرتفع ستجده يستخدم هذه البرمجة في التعامل مع الناس.

 

• عدم وجود أهداف محددة:

إن الناس خمسة أنواع:

النوع الأول: أشخاص لا يعرفون ما يريدون. إن هذا النوع من الناس يعيش حياته مثل ورقة شجر تحركها الريح أينما شاءت، فهم لا يعرفون ما يريدون من الحياة. فتجدهم دائمي الشكوى من أن الحياة صعبة جداًّ، وأنه لا يوجد فرص عمل، وأن معظم الأغنياء نصابون وأن الحظ وحده هو السبب في حالتهم المادية والنفسية وأيضا الصحية. وتجد هذا النوع لا يفعل أي شيء إيجابي، ولغته الأساسية هي الشكوى الدائمة.

 

النوع الثاني: أشخاص يعرفون ما يريدون ولكنهم لا يفعلون شيئاً للحصول عليه: هذا النوع من الأشخاص عنده علم تام بأهدافه، ولكنه لا يتخذ أي خطوة إيجابية لكي يحقق هدفه. وتجد هذا النوع يعاني نفسياًّ أكثر من النوع الأول، لأن النوع الأول لا يعرف ماذا يريد، لكن النوع الثاني عنده المعرفة ولكنه لا يفعل شيئاً لكي يحققها، فتجده يقارن بينه وبين الآخرين. ولغته الأساسية هي النقد واللوم.

 

النوع الثالث: أشخاص يعرفون ماذا يريدون وعندهم أهداف محددة ولكنهم لا يثقون في قدراتهم: هذا النوع من الناس لا يعتقد أنه يستطيع أن يحقق أهدافه، فتقديره الذاتي ضعيف وثقته في نفسه تكاد تكون منعدمة ويخاف من الفشل والسخرية. هذا النوع يعاني أكثر من النوعين الأولين لأنه عنده علم ومعرفة ولكنه لا يجد عنده الشجاعة ليتخذ خطوات إيجابية، ولغته سلبية مليئة بالحقد على الناجحين.

 

النوع الرابع: أشخاص يعرفون بالتحدي ما يريدون ولكنهم يتأثرون سلبياًّ من العالم الخارجي. هذا النوع من الناس يعرف جيدا ما يريد وعنده أهداف محددة وتخطيط دقيق، لكنه ضعيف الشخصية يتأثر بسرعة بآراء الآخرين مما يسبب له تغيير في خطته في تحقيق أهدافه، لذلك لا يستخدم قدراته ومهاراته. إنه لا يتقجم كثيراً ولا يحقق إلا القليل من أهدافه. لذلك هو عصبي المزاج دائم الشكوى ممن حوله وينعي حظه. لغته سلبية وثقته في نفسه ضعيفة.

 

النوع الخامس: أشخاص يعرفون ما يريدون ويذهبون وراء أهدافهم بقوة حتى يحققوها: هذا النوع من الأشخاص يعرف تماماً ما يريد، ويخطط لأهدافه ثم يذهب وراءها بكل قوته ولا يتركها حتى يحققها بإذن الله. وهذا النوع يعلم جيِّدً قانون الرجوع الذي يقول: ((ما تفكر فيه وتفعله يعود إليك من نفس نوعه)). لذلك فهم يحققون أهدافهم ويعيشون أحلامهم. إن عدم وجود هدف محدد في حياة الإنسان يجعله لا يستغل قدراته التي وهبها له الله سبحانه وتعالى، فيعيش في ضياع وخوف وقلق من المستقبل. فتجده يتخبط في الظلام زلا يجد معنى لحياته.

 

4- الروتين السلبي:

كل منا يعيش في روتين معيَّن، وفي محيط عائلي واجتماعي ومهني محدد. وكل منا يشعر بعدم الراحة وحتى عدم الأمان لو حدث تغيير في حياتنا. لذلك يحرص كل إنسان على أن تكون عنده منطقة أمان تجعله يضمن بقاءه.

 

ولكن من الممكن أن تتحول هذه المنطقة إلى روتين سلبي ينعكس على الشخص نفسه، ويجعله يخرج عن حيز الاتزان. والروتين السلبي يعني أن الشخص يقعل نفس الشيء بنفس الطريقة في كل لحظة من حياته بدون أن يكون هناك أي تغيير على الإطلاق. فالدوامة الروتينية تجعل الإنسان يشعر بأنه لا يوجد معنى لحياته. فالشخص الذي يعيش روتين سلبي يفقد الاهتمام بعمله وبكل شيء حوله، ولا يجد أي طعم لأي تغيير ويصاب بالاكتئاب.

 

5- المؤثرات الداخلية:

من أكبر التحديات التي قد يواجهها الإنسان في حياته هي تحدياته مع نفسه. أي أن التحديات لا تحدث مع العالم الخارجي، سواءً كان ذلك من الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء، ولكن يحدث بسبب التحديات والمؤثرات الداخلية. ومن أخطر هذه المؤثرات: هي التقبل الذاتي، لأنه من أهم أسباب التعاسة التي قد يشعر بها الإنسان.

 

إن التقبل الذاتي إذا أصاب الإنسان يجعله لا يتقبل نفسه ولا شكله ولا حياته، ومن الممكن أن يجعله يفكر في الانتحار لكي يتخلص من عذابه. والحقيقة أن أكثر الناس تعاسة هم الذين لا يتقبلون أنفسهم، لأن ذلك سيؤدي إلى سلسلة من التحديات التي لا حصر لها، وكلها موجودة في الداخل. فتجعل الشخص يفكر بطريقة سلبية تؤدي به إلى الأمراض النفسية والعضوية.

 

لذلك تجد أن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم يقول ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، لأن الصورة الذاتية والتقدير الذاتي والتقبل الذاتي والحب الذاتي والاحترام الذاتي والثقة في النفس والمفهوم الذاتي والمثل الأعلى الذاتي، كلهم جميعاً متواجدون في داخل الإنسان في ملفاته العقلية والمخزنة بقوة في العقل الباطن والتي سببها الأساسي هو الشخص نفسه، وذلك عن طريق أفكاره السلبية عن نفسه والتي يكررها أكثر من مرة وربَطَ معها أحاسيسه حتى أصبحت اعتقاداً، ثم كرر هذا الاعتقاد بأحاسيس مُرتبِطة حتى أصبحت عادة من عاداته.

 

6- المؤثرات الخارجية:

للأسف الشديد المؤثرات الخارجية قد تكون أهم عوامل ضياع الأهداف والتفكير السلبي الذي قد يؤدي إلى الإصابة بكافة الأمراض النفسية وأيضا العضوية. فمن الممكن أن تتأثر بشخص يدخن فتقرر أن تدخن مثله، أو تترك هدفك بسببه أو حتى تترك زوجتك أو زوجة تترك زوجها بسببه. فكم من القصص نسمع ونرى من أن شخصاً ما تسبب في مشاكل لأسرة أو تسبب في فشل مشروع. لذلك، المؤثرات الخارجية سواء كانت من الأشخاص أو الراءات أو الأشياء أو وسائل الإعلام، قد تكون من أهم أسباب التفكير السلبي.

 

7- العيش في الماضي:

هل تفكر في الماضي من وقتٍ لآخر وتشعر بأحاسيس سلبية؟

 

الحقيقة أننا جميعاً نفعل ذلك، وأن معظم مشاكل الناس تأتي من شيئين: الماضي والمستقبل.

 

وعندما نفكر نجد أنهما ليس لهما وجود. فالماضي انتهى بكل ما فيه من خيرٍ وشرٍّ. فلو تعلمت منه لأصبحت ماهراً في التعامل مع الحياة. وإن لم تتعلم منه، ستجد نفسك سجيناً في الأحاسيس السلبية التي ليس لها وجود إلا في الذاكرة.

 

8- التركيز السبي:

إن التفكير السلبي يسبب التركيز السلبي، والذي بدوره يجعل الإنسان يُوجِّه كل انتباهه إلى التحدي الذي يواجهه، ويلغي كل الإيجابيات الموجودة في حياته. ويكرر ما يركز عليه حتى يصبح اعتقاداً يسبب للشخص مشاكل لا حصر لها.

 

9- حالة المزاج المنخفض:

هل سمعت أحد الناس يقول: ليس لديَّ مزاج اليوم؟

الحقيقة إن حالة المزاج المنخفض قد تسبب للشخص مشاكل مع نفسه ومع الآخرين أيضاً. فعندما يشعر الشخص بأن مزاجه منخفض يبحث عن أي شيء يجعله يهرب من هذه الحالة، وقد يكون ذلك في مشاهدة التلفاز لساعات طويلة بدون أي هدف محدد، أو يتناول الطعام بدون أن يكون جوعان، أو يدخن أو يشرب الخمر أو يتعاطى المخدرات. هذه الحالة من أهم أسباب ضياع الفرص عن الناس وهي أيضاً من أهم أسباب المشاكل العائلية التي قد تصل إلى الطلاق.

 

والشخص المصاب بحالة المزاج المنخفض تجد تعبيرات وجهه حادة أو شاردة. تركيزه سلبي وسلوكه سلبي وعصبي، أو قد يكون صامتاً لا يريد أن يتكلم، فيكون منغلقاً على نفسه ويفضل العزلة.

 

وبذلك تجد أن التفكير السلبي الذي يضعه الإنسان في ذهنه سوءاً كان مدركاً أم لا، يجعله يصل إلى حالة المزاج المنخفض والتي بدورها تجعل الإنسان يفقد الشهية في نشاطات الحياة.

 

10- الصحبة السلبية:

الصحبة السلبية تركز على السلبيات، وتجعل العقل يفتح كل الملفات من نفس النوع، مما يسبب نتائج أيضاً من نفس النوع. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)).

 

فالشخص الذي يفكر بأفكار سلبية سيجد من يدعم رأيه في أفكاره، فيحدث بينهما رابط صداقة، ولكنه رابط سلبي قد يزيد من حدة التحديات التي يواجهها. وهناك مثل يقول: (التعاسة تجذب التعاسة، والتعساء يجذبون التعساء).

 

لذلك فإن التفكير السلبي يجعل الشخص يرتاح للناس الذين يدعمون رأيه السلبي، وتكون أفكارهم من نفس نوع أفكاره. فالتفكير السلبي يسبب الصحبة السلبية والصحبة السلبية تسبب وتُقوِّي التفكير السلبي. وبذلك يعيش الإنسان في محيط سلبي يسبب له تحديات أكبر ويجعل حياته سلسلة من المتاعب.

 

11- بعض وسائل الإعلام:

يقول الكاتب د. إبراهيم الفقي: لي صديق متديِّن جدًّا قرر عدم استخدام التلفاز. وعندما سألته لماذا فعل ذلك؟ قال: (بسبب ما يقدموه من برامج لا تساعدنا على التقرب إلى الله) وأضاف: (أعترف أن هناك برامج تقدم فائدة ولكن، باقي البرامج لا تشجع إلا على الفساد والتفكير السلبي والتشاؤم من كل شيء).

 

كما ترى أن بعض وسائل الإعلام من أهم أسباب التأثير على الناس بطريقة سلبية مما يجعل التفكير والتركيز يتكون من نفس النوع.

 

المبحث الرابع: صفات الشخصية السلبية

قال إليانور روزفلت[3]: (( من الممكن لأي إنسان أن يخطئ، ولكن السلبي هو الذي يتمسك بالسلبيات ويكررها حتى تصبح عادات )).

 

صفات الشخصية السلبية:-

1- الاعتقاد والتوقع السلبي:

الشخصية السلبية تعتقد في الفشل أكثر ما تعتقد في النجاح، وتتوقع الفشل مُقدماً.

 

2- مقاومة التغيير:

بسبب الاعتقاد والتوقع السلبي، تتفادى هذه الشخصية أي تغيير يجعلها تخرج عن حيِّز الأمان والراحة، بل تقاوم التغيير وتنقده بشتى الطرق.

 

3- غير فعال في حل المشاكل:

لأن الشخصية السلبية متصلة بأحاسيسها بالمشكلة، فهي تعمل على تعقيد الأمور بدلاً من حلِّها.

 

4- دائم الشكوى ولوَّام ويجِد السلبيَّات في كل شيء:

عندما تواجه الشخصية السلبية أي نوع من أنواع التحديات فهي تُلقي اللوم على الناس أو الأشياء أو حتى الحظ السيء.

 

5- الشعور بالإحباط والفشل من وقت لآخر:

بسبب أفكاره السلبية المتكررة وتدعيم هذه الأفكار باعتقاده، أصبح يتوقع الفشل، مما يجعله يفقد الأمل في التقدم والنمو الإيجابي.

 

6- إنجازاته المهنية أو الشخصية ضعيفة ولا يُحقِّق إلا القليل من أهدافه:

الأفكار والتركيز السلبي والأحاسيس السلبية، لا تساعد أي إنسان على التقدم والنمو، بل نجدها تؤثر في الشخصية السلبية وتجعلها لا تحقق أهدافها لا في عملها ولا في الحياة.

 

7- منعزل وغير اجتماعي وليس له أصدقاء:

نجد هذا الشخص يتصرف ويتكلم بالسلبيات، فهو بذلك يبعد الناس عنه، مما يسبب له الشعور بالوحدة والحزن من وقت لآخر.

 

8- احتمال إصابته بالأمراض النفسية وأيضاً العضوية مرتفع:

إن التفكير السلبي يجعل الجهاز العصبي في حالة تأهب * عالية. وجهاز المناعة أيضاً يكون في حالة تأهُّب ومستعد لاستخدام جيوشه للدفاع عن الشخص، والتنفس يكون سريعاً وقصيراً، وضغط الدم يرتفع ودرجة حرارة الجسم تتغير، وتزداد نسبة الأدرينالين في الجسم. كل ذلك يؤدي إلى معظم الأمراض العضوية. أما عن الأمراض النفسية فلا حصر لها. فقد يصاب الشخص بالاكتئاب، والقلق والتوتر، والإحباط والشعور بالحزن الشديد.

 

المبحث الخامس: نتائج التفكير السلبي

سلبيات قوة الفكر:

إن التفكير السلبي لا يجعل قوة الفكر إيجابي، بل على العكس. فالتفكير السلبي يسبب أحاسيس وسلوكيات ونتائج من نفس نوعه. والتفكير السلبي يضع كل أعضاءك في حالة تأهب.

 

قام بعض الباحثين في جامعة ستانفورد بعمل بحث عن قوة التفكير السلبي وكيف أنه يؤثر على الأعضاء. فوجدوا أن التفكير السلبي يجعل المعدة تفرز أحماضا شديدة القوة، فقاموا بأخذ عينة من هذه الأحماض ووضعوها في طعام فأر التجارب، وكانت النتيجة مفاجئة للجميع.. مات الفأر متأثراً من هذه الأحماض!

 

تقوية الذات السفلى:

الذات السفلى تعتبر من أقوى تحديات الإنسان في حياته، فهي ذات سلبية، دنيوية وتركيزها على المتعة والرغبات. من أهم أعمالها هو أن تكون على صواب مهما كانت الظروف حتى ولو كان الشخص مخطئاً.

 

الذات السفلى لا ترى إلا المصلحة الشخصية والاستغلال والظلم. هي الذات التي تخاصم وتكره وتحقد وتحسد. الذات السفلى هي التي تجعل الإنسان يغتاب الآخرين. فلو وجدت إنسان يتكلم بطريقة سلبية عن إنسان آخر فهو يستخدم ذاته السفلى.

 

التفكير السلبي قد يؤدي إلى الإدمان بل هو في حد ذاته إدمان:

في رأي الكاتب أن التفكير السلبي مرض خطير جداًّ، بل هو إدمان مثل إدمان المخدرات وشرب الخمر. الواقع أن الإدمان في حد ذاته ليس إلا نتيجة عدم اتزان جعلت الشخص يحاول الهرب والخروج منها فاتجه إلى شيء اعتقد أنه الحل لمشاكله، فبدأ بالخطوة الأولى ثم كررها حتى أصبحت عادة يستخدمها للهروب من مشاكله.

 

الباب الثاني

التفكير الإيجابي

الفصل الأول: ماذا عن التفكير الإيجابي.

المبحث الأول: تعريف التفكير الإيجابي.

التفكير الإيجابي هو مصدر قوة ومصدر حرية أيضا ً. مصدر قوة لأنه سيساعدك على التفكير في الحل حتى تجده، وبذلك تزداد مهارة وثقة وقوة. ومصدر حرية، لأنك ستتحرر من معاناة وآلام سجن التفكير السلبي وآثاره الجسيمة.

 

مفهوم آخر:

التفكير الإيجابي هو موقف ذهني يجيز أن تقوم في الذهن أفكار وألفاظ وصور تساعد على النمو والتحقق والنجاح. إنه الموقف الذهني الذي يتوقع صاحبه نتائج طيبة لكل مشروع يُقبل عليه. والعقل الإيجابي يتوقع السعادة والفرح والصحة والنجاح لكل وضع ولكل عمل. وما يتوقعه الذهن يجده.

 

التفكير الإيجابي علمياًّ:

هو التفاؤل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، والنظر إلى الجميل في كل شيء.وللتفكير الإيجابي أثر فعال وقوي في نفسياتنا وأمور حياتنا اليومية والمستقبلية.

 

المبحث الثاني: أنواع التفكير الإيجابي

أولا: التفكير الإيجابي لتدعيم وجهات النظر:

هذا النوع من التفكير يستخدمه بعض الناس لكي يدعم وجهة نظره الشخصية في شيء معين، وبذلك يقنع نفسه بأنه على صواب حتى ولو كانت النتيجة سلبية. فمثلاً: المدخن الذي يدعم وجهة نظره في التدخين ويقول: إن التدخين يهدئ من أعصابه ويجعله متزناً في عمله ومع أولاده ولذلك فهو يدخن لكي يظل متزناً.

 

ثانياً: التفكير الإيجابي بسبب التأثر بالآخرين:

في هذا النوع من التفكير يكون الشخص إيجابياًّ، لأنه تأثر بشخص آخر، سواءً كان ذلك من الأقارب أو الأصدقاء أو حتى بسبب برنامج قد شاهده في التِّلفاز. فمثلاً: لو شاهدت برنامجاً عن الرياضة والرياضيين تشعر أنك تريد أن تمارس الرياضة أيضاً،فمن الممكن أن تبدأ فعلاً وتستمر حتى تصل إلى ما تريد من وزن وصحة. ومن الممكن بعد وقتٍ قصير أن تترك كل شيء وتعود إلى ما كنت. فهذا النوع من التفكير الإيجابي، قد يكون تأثيره سلبياًّ على بعض الناس الذين يتأثرون بالآخرين ولكنهم يفقدون الحماس بعد فترة قصيرة ويشعرون بالإحباط.

 

ثالثاً: التفكير الإيجابي بسبب التوقيت:

هل سألت نفسك لماذا تكون سلوكيات الناس أفضل في شهر رمضان وفي الأيام الروحانية؟

لأن هذا التوقيت له رابط روحاني عند الناس، فلا يريد الشخص أن يُغضِب الله سبحانه وتعالى. وأيضاً يريد أن يكسب أكبر عدد من الحسنات. فيكون الإنسان واعياً ومُدرِكاً لتصرفاته. ولكن ما يحدث بعد شهر رمضان، أن يعود الشخص مرة أخرى إلى ما كان عليه وقد يكون أسوأ! لأن تفكيره وسلوكه كان متوقِفاً على وقت محدد وليس على قيمة مستمرة في الزمن. ومن الممكن استغلال هذا النوع من التفكير الإيجابي المرتبط بتوقيت لتحسين سلوكياتنا وأيضاً لبناء عادات إيجابية جديدة.

 

رابعاً: التفكير الإيجابي في المعاناة:

عندما يصاب الإنسان بمرض خطير أو يفقد أحد أعضائه في حادث، أو يفقد عزيزا عليه، فإنه يمر بعدة مراحل نفسية قد تستمر معه لفترات طويلة أو تنتهي بالتقبل والتحول والتفكير الإيجابي والتركيز على الحل. وهناك بعض الناس لو واجهته صعوبات في حياته تجعله سلبياًّ.فنجد تفكيره سلبياًّ، وتركيزه يكون على أسوأ الاحتمالات، وأحاسيسه سلبية، مما يؤثر على سلوكياته.

 

خامساً: التفكير الإيجابي المستمر في الزمن:

هذا النوع من التفكير الإيجابي هو أفضل وأقوى أنواع التفكير. لأنه لا يتأثر بالمكان أو الزمان او المؤثرات، بل هو عادة عند الشخص مستمرة في الزمن.

 

فسواءً واجه الشخص تحدياً أم لا، فهو دائماً يشكر الله سبحانه وتعالى، ثم يفكِّر في الحل والبدائل، حتى أصبحت عادة يعيش بها في حياته.

 

الشخص من هذا النوع تجد حياته متزنة وسعيدة وهادئة. هذا هو التفكير الإيجابي المستمر في الزمن، الذي لا يتأثر بشيء أو بأحد. ولكن على العكس ففي الأزمان يستخدم الشخص هذا السلاح الرائع في التغلب عليها، ويركز دائماً على الجانب الإيجابي من الحياة. وهذا لا يعني الهروب من المشاكل، بل إيجاد الحلول لها.

 

قال المحاضر الأمريكي دكتور واين داير: ((إن هناك حلاًّ روحانياًّ لكل مشكلة)). وهذا صحيح، لأن الشخص الروحاني إيجابي بطبيعته ويتوكل على الله سبحانه وتعالى ويحقق أهداف حياته ويعيش في سلام داخلي واتزان في كافة أركان الحياة.

 

المبحث الثالث: صفات الشخصية الإيجابية

هناك عشر صفات أساسية تتميز بها الشخصية الإيجابية الرائعة، لتكون مصدراً للقوة والإصرار والتميز وتساعد صاحبها على تحقيق أهدافه والشعور بالسعادة والهدوء النفسي وراحة البال:

1- الإيمان بالله سبحانه وتعالى والاستعانة به والتوكل عليه:

الشخصية الإيجابية شخصية مؤمنة بالله عز وجل وتتوكل عليه حق التوكل والاستعانة به في كل الأوقات. وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

2- القِيَم العُليا:

الشخصية الناجحة تعيش بقيم عليا، فتجدها تبعد عن السلوكيات السلبية مثل الكذب والغيبة والنميمة والغيبة والفتنة والاستغلال وكل ما يبعدها عن الله سبحانه وتعالى. بل تتميز هذه الشخصية بالصدق والأمانة وحب الخير للناس والعطاء والكرم والانتماء لله والتطبع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام وأخلاق الرسول والأنبياء، والتسامح المتكامل.

 

3- الرؤيا الواضحة:

الشخصية الناجحة تعرف جيِّداً ما تريد على المدى القصير والمتوسط والبعيد. وتعرف ماذا تريد ومتى تريد وكيف تستطيع أن تحصل عليه باستخدام كافة المصادر والإمكانيات لديها. وتخطط للتنفيذ بمرونة تامة حتى تحصل على أهدافها.

 

4- الاعتقاد والتوقع الإيجابي:

الشخصية الإيجابية تعلم جيِّداً قانون الاعتقاد والتوقع، وكيف أن أي شيء تعتقد فيه بأحاسيس مرتبطة وتتوقعه، ينجذب إليك من نفس نوعه. وهذا الاعتقاد والتوقع مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بإيمانه بالله عز وجل ومعرفته أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

 

5- التركيز على الحل عند مواجهة الصعوبات:

الشخصية الناجحة تعرف جيِّدا قانون التركيز وقوته، وكيف أنه يلغي أي شيء آخر لكي يستطيع الإنسان أن يُرَكِّز انتباهه على ما يريد. فهو يأخذ الأمور ببساطة ويفسرها لنفسه بطريقة إيجابية ويستمر يفكر بهذه الطريقة حتى يجد الحل للمشكلة.

 

6- الاستفادة من التحديات والصعوبات:

الشخصية الناجحة تستفيد من أي تحدٍّ تواجهه وتستخدمه في التخطيط للمستقبل، وبذلك فهي تحول التحديات إلى مهارات وخبرات قوية وتجارب يستند إليها.

 

7- لا يدع التحديات والصعوبات تؤثر على أركان حياته:

هناك سبعة أركان أساسية نسميها الأركان السبعة للحياة المتزنة وهي: الركن الروحاني، الركن الصحي، الركن الشخصي، الركن العائلي، الركن الاجتماعي، الركن امهني، وأخيرا الركن المادي. فلو واجه الشخص الإيجابي تحدياًّ مادياًّ أو مهنياًّ فهو لا يدع هذا التحدي يؤثر على باقي الأركان، بل على العكس يكون أقوى روحياًّ ويهتم أكثر بنفسه وصحته وأفكاره وعائلته. وبذلك يعيش حياته باتزان تام ويركز على الحل في نفس الوقت.

 

8- واثق من نفسه يحب التغيير وخوض المخاطر:

الشخصية الناجحة تعرف جيدا أن التغيير شيء واقعي لا يستطيع أي إنسان أن يتجنبه، لذلك فهو يعرف ما يريد من أهداف ويخطط لتنفيذها ويضع كافة الاحتمالات لها، ويضعها في الفعل وهو يقيم ويعدل في خطته وفي نفس الوقت يتعلم من أخطائه ثم يعود مرة أخرى للتنفيذ بثقة تامة في الله سبحانه وتعالى.

 

9- يعيش على الأمل والكفاح والصبر:

الشخصية الناجحة تعرف جيدا أنه لولا سعة الأمل لضاقت الحياة، وأنه بدون الأمل يضيع الإنسان ويقع في مطبات التحديات والأحاسيس السلبية. هذه الشخصية تعرف أن الأمل هو بداية التقدم، ولولا وجود الأمل لتوقف كل شيء، وأن الأمل بدون الفعل والكفاح لا يحدث التقدم والتغيير. هذه الشخصية مكافِحة إلى أبعد الحدود. لا تَكِل، لا تمِل ولا تيأس مهما كانت الظروف والتحديات.

 

10- اجتماعي ويحب مساعدة الآخرين:

الشخصية الناجحة تتمتع بشخصية محببة إلى القلب، لما تتمتع به من أسلوب إيجابي يحترم الآخرين ويتعامل معهم بتقبل تام دون محاولة التحكم فيهم أو استغلالهم أو السيطرة عليهم. فهو يحب الناس ويتمتع بمساعدتهم فيقوم بتقديم يد العون لهم بكافة الطرق.

 

الفصل الثاني: استراتيجية التفكير.

المبحث الأول: كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي:

التخلص من التفكير السلبي والأفكار السلبية[4]:

للتخلص من التفكير السلبي والأفكار السلبية، والتي تحدك عن التقدم في حياتك وأخذ ما تريد، هناك تقنيات سهلة يمكنك استخدامها والتي يمكنها أن تحول تفكيرك للأفكار الإيجابية، وتجعلك تركز على كل ما هو إيجابي في حياتك وتحقق لك النتائج المرجُوَّة بإذن الله. فقط داوم على استخدام هذه التقنيات "البسيطة في تنفيذها القوية في تأثيرها"، وسترى كيف أن حياتك في مدة قصيرة اختلفت كثيراً عن السابق، هذه التقنيات أعرضها كالتالي:

1- تحويل الفكر لحدث أو موقف سعيد:

كلما أتتك الأفكار السلبية اعمل على تحويل تفكيرك لشيء إيجابي في حياتك، تذكر فكرة سعيدة أو حدث أو موقف سعيد ينتشلك[5] من هذا التفكير السلبي بشكل فوري. مثال: يوم نجاحك في التعليم الثانوي ودخولك الجامعة وفرحتك بذلك. أو نصيحة أعجبتك من والدك وتأثرت بها كثيراً وفرحت بها. مع ملاحظة أن لا تستدعي الأحداث او المواقف السعيدة التي تجلب مشاعر بها شجن وبكاء، أو مشاعر تؤدي لذكريات أخرى لها وقع سلبي في حياتك.

 

إن تحويل تفكيرك فوراً لفكرة إيجابية، سيلغي تأثير الفكرة السبية عليك. حيث إن العقل يميل للأفكار الإيجابية ويقربها إليك، لأنها تُدخل السعادة على العقل والنفس، وبذلك سيلفظ الأفكار السبية، ذلك لأنها تقربه للألم وهو ما يرفضه العقل وترفضه النفس. فالأفكار الإيجابية أقوى ألف مرة من الأفكار السلبية، فهي مبعث السعادة والبهجة، وكما يقولون: "البقاء للأقوى". لذا حول تفكيرك بشكل إيجابي فوراً عند ظهور الفكرة السلبية لأسعد شيء تتذكره في حياتك. وهذا من شأنه إلغاء تأثير الفكرة السلبية تماماً. يقول نورمان فينسنت بيل: (إذا غيرت أفكارك تكون بذلك قد غيرت العالم). وأقول: (إذا غيرت أفكارك تكون بذلك قد غيرت عالمك).

 

2- استخدام تقنية ((توقف)):

كذلك تعامل مع فكرتك السلبية بحزم، كلما لاحت[6] الفكرة السلبية في عقلك قل لها: قف أو توقف. وكلما عاودتك هذه الفكرة من جديد قل لها: توقف. يمكنك قول ذلك بصوت مسموع في البداية ثم يمكنك بعد فترة قول ذلك بأمر ذهني داخلي لعقلك بصوتك الداخلي، وذلك حتى يعلم عقلك أنك لا تريد هذه الفكرة ثانية في حياتك، ويشطبها من مخزن أفكارك، ويشطب كذلك كل ما يعمل على توكيدها. وبذلك تصبح أفعالك انعكاساً لأفكارك الإيجابية فقط عن نفسك، وتنمو وتتزايد تأثير هذه الأفكار الإيجابية في حياتك من نفس نوعها. يقول بيت كوهين- وهو خبير حياة استراتيجي-: (إنك إذا أمرت الأصوات القلقة النافذة في رأسك بأن تسكت، فإنها سوف تسكت).

 

المبحث الثاني: الوصايا العشر للتفكير الإيجابي:

أولاً: الرغبة المشتعلة:

هي الوقود الذي يحرك الأحاسيس ويعطي قوة للسلوك. الرغبة المشتعلة هي التي جعلت رون سكاليون يصبح من أبطال العالم في الكاراتيه رغم أنه كان معاقاً. هي التي جعلت والت ديزني يقاوم السخرية والاستهزاء والضياع لكي يحقق هدفه وحلم حياته وهو مدينة ديزني.

 

ثانياً: القرار القاطع:

معنى كلمة قرار يأتي من أصل يوناني وهو ((دوكايتيري))، اْي: قاطع. فالقرار الذي يتخذه الشخص يجب أن يكون قراراً قاطعاً، أي: لا رجعة فيه مهما كانت الظروف أو التحديات أو المؤثرات الداخلية أو الخارجية. لو نظرت حولك ستجد أمثلة كثيرة عن الأشخاص الناجحين الذين قرروا أن ينجحوا رغم كل المؤثرات السلبية التي كانت تواجههم، لأن قرارهم كان مدعماً برغبة مشتعلة، واعتقاد راسخ، وتوقع إيجابي، ومرونة تامة. هذا هو القرار الذي أتكلم عنه، القرار الذي أخذه خالد حسان وسبح المانش وفاز على الرغم من أنه فقد أرجله في حادث أليم وهو طفل صغير.

 

ثالثا: تحمل المسؤولية كاملة:

إن عدم تحمل المسؤولية يجعلك تركز كل أفكارك وطاقتك فيما لا يفيدك في أي شيء، بل على العكس يبعدك كل البعد عن أن تصبح الشخص الذي تريد أن تكونه. ولكن عندما تأخذ مسؤولية حياتك فإنك بذلك تركز كل أفكارك وطاقتك في تحقيق أهداف حياتك.

 

رابعاً: الإدراك الواعي:

في بحث قامت به جامعة جورج تاون عن الإدراك كانت نتيجته أن أكثر من تسعين بالمائة من سلوكياتنا تلقائية نفعلها بدون تفكير! في رأيي الشخص يمثل الإدراك أكثر من خمسين في المائة من التغيير، فمثلاً: المدخن الذي لا يدرك خطورة التدخين، وأنه من الممكن أنه يُودي بحياته، سيستمر في التدخين! ولكن لو أدرك إدراكاً واعياً يكون في طريقه إلى التغيير. لذلك كن مدركاً لما تفكر فيه، وقرر أن تتحكم في التفكير السلبي وتحوله إلى صالحك، لأن التغيير الحقيقي يبدأ في الأفكار.

 

خامساً: تحديد الأهداف:

الأهداف من أهم عوامل التفكير الإيجابي، لأنها تجعلك تركز على ما تريد، وليس على ما لا تريد. الأهداف تجعل لحياتك معنى، وبدونها يشعر الناس بالضياع. اعدك أنه عندما تعرف أهدافك، وتخطط لحياتك، لن تكون حياتك كما كانت بل سيصبح لها معنى آخر.

 

سادساً: التأكيدات المتضامنة:

من ضمن الرسائل التي من الممكن أن نكون قد استقبلناها: أنت فاشل، أنت عصبي جداًّ، أنت غبي مثل عمك تماماً. لن تكون نافعا في أي شيء.. إلخ من الرسائل السلبية التي استقبلناها من العالم الخارجي سواءً كان ذلك في المنزل أم المدرسة أم من الأصدقاء أم من الناس.

 

المهم هو أن البرمجة الأولية تعتبر أقوى البرمجة التي تعودنا عليها. ثم أضفنا عليها من العالم الخارجي. فبسبب هذه البرمجة نسينا أنفسنا. والحقيقة أن آراء الناس لا تدل عليك أنت، بل تدل عليهم هم. فلو كان الشخص متزناً فهو يتكلم باتزان ويساعد الناس. لذلك لو قال لك شخصاً ما: إنك فاشل، فهو في الحقيقة يتحدث عن نفسه وإلا حاول أن يساعدك على التغيير بدلاً من أن يحبطك.

 

والآن دعنا نستخدم التأكيدات المتضامنة مع الأشخاص:

1- فكر في شخصٍ ما تعرف أنه ينقدك ويقول لك كلاماً كان يسبب لك إحباطاً.

 

2- انفصل بأحاسيسك عن كلامه وانظر إليه وكأنك تشاهد كل شيء من بعيد.

 

3- قل لنفسك: ما يقوله غير صحيح، فأنا لست فاشلاً، وأنا الآن أخطط لأهدافي، وإن شاء الله سأحققها.

 

4- اقرأ تأكيداتك المتضامنة واربط بها أحاسيسك.

 

5- ارجع لكلام هذا الشخص ستجد أنها فقدت قوتها، وحلت محلها تأكيداتك المتضامنة.

 

من اليوم استخدم التأكيدات المتضامنة مع الأشخاص والأشياء، وخصوصاً مع رأيك أنت عن نفسك ولو كان سلبياًّ.

 

سابعاً: الوقت الإيجابي:

الغرض من وصية الوقت الإيجابي هو أن تستخدم قدرة عقلك على التركيز على وقت تحدده أنت، وقد يكون ذلك الوقت لا يزيد عن عشرة دقائق كبداية تدرب فيها عقلك على التركيز على التفكير الإيجابي. ثم تصعيد هذه المدة، المهم هو الاستمرارية في فعل ذلك حتى تصبح من عاداتك المخزنة في مراكز الذاكرة في العقل، مما يجعلك تتصرف إيجابياًَ بطريقة تلقائيةٍ.

 

ثامناً: التنمية الذاتية:

التنمية البشرية أصبحت من أهم المتطلبات الأساسية التي تطلبها الشركات والمؤسسات في موظفيها اليوم. فمن الممكن أن يكون موظفاً حاصلا على شهادات عليا من جامعات عالمية ولكنه لا يستطيع التعامل مع الآخرين، مما أدى إلى طرده من العمل. كلمة تنمية تعني: النمو في الأركان السبعة (الركن الروحاني، الصحي، الشخصي، العائلي، المهني، والركن المادي). وبشرية تعني: الجنس البشري.

 

هناك وسائل عدة يمكنك أن تستخدمها لكي تستفيد من التنمية البشرية منها:

1- القراءة.

2- الأشرطة السمعية.

3- الأشرطة البصرية.

4- الأمسيات الجماهيرية.

5- البرامج التدريبية.

6- الدورات المكثفة.

 

تاسعاً: السكون والتأمل اليومي:

لو نظرت إلى الطبيعة التي حولنا ستجد أن كل شيء يحدث وينمو في هدوء وسكون تام. فالشمس تشرق في هدوء وتغرب في هدوء، والقمر يظهر في هدوء ويختفي في هدوء. هل رأيت غروب الشمس؟ هل تمعنت فيه؟ ستجد نفسك في هدوء تام. لذلك قررت أن أضع لك وصية السكون والتأمل اليومي، والتي عندما تجعلها جزءاً من جدولك اليومي ولو لبضع دقائق فقط ستعود عليك بفائدة لم تكن تخطر لك على بال.

 

عاشراً: الاهتمامات الشخصية والنشاطات اليومية:

الهوايات لها قوة علاجية رائعة، فهي تبعدك عن ضغوط الحياة اليومية وتأخذك غلى الراحة والسعادة. العمل والراحة وجهان من نفس العملة النقدية، ففي العمل تشعر بأنك تنجز وتنمو وتتقدم، وأيضاً في الراحة التي تحصل عليها عندما تمارس هواية تحبها ستشعر بالراحة والهدوء النفسي الذي يساعدك على إنجاز أكبر في عملك، وتوفير صحة أفضل في حياتك.

 

من اليوم...

لاحظ أفكارك قبل أن تتحول إلى تركيز، لاحظ تركيزك قبل أن يتحول إلى إحساس، لاحظ إحساسك قبل أن يتحول إلى نتائج، لاحظ نتائجك قبل أن تحدد مصيرك.

 

و تذكر..

أنك لست العنوان الذي أعطيته لنفسك أو أعطاه لك الآخرون. أنت لست اكتئاب أو قلق أو إحباط أو توتر أو فشل. أنت لست سنك أو وزنك أو شكلك أو حجمك أو لونك. أنت لست الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل. أنت أفضل مخلوق خلقه الله عز وجل. فلو كان أي إنسان في الدنيا حقق أي شيء، يمكنك أنت أيضاً أن تحققه، بل وتتفوق عليه بإذن الله تعالى.

 

و تذكر دائماً أن:

الليل هو بداية النهار، والشتاء هو بداية الصيف، والألم هو بداية الراحة، والتحديات هي بداية الخير، والتفاؤل بالخير هو بداية القوة الذاتية. لذلك، عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك، عش بحبك لله عز وجل، عش بالتطبع بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

عش بالأمل..

عش بالكفاح..

عش بالصبر..

عش بالحب.. وقدِّر قيمة الحياة.

 

الخاتمة

احتوى بحثي على تعريفات للتفكير وأنواعه، وصفات الشخص السلبي والشخص الإيجابي ومسببات التفكير السلبي والتفكير الإيجابي.

 

كما دعمت بحثي بأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف بما يناسب موضوع بحثي.

 

و توصلت - بفضل الله - إلى أضرار التفكير السلبي ومميزات التفكير الإيجابي. كما توصلت إلى مساوئ التفكير السلبي وتأثيره على سلوكيات الفرد وتعامله مع الآخرين. كما توصلت إلى حلول ووصايا تهدف إلى تغيير التفكير السلبي وتحويله إلى تفكير إيجابي.

 

كما أوصي كل من يقرأ هذا البحث أن يحاول جاهداً تطبيق ما فيه من وصايا ومقترحات. وأوصي أفراد مجتمعي بأن يتجنبوا قدر الإمكان التفكير بسلبية والبعد عن حياة التشاؤم.

 

أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا المجهود في ميزان حسناتي يوم القيامة وأن أخدم بهذا البحث أفراد مجتمعي.

 

وهذا وصلِّ اللهم على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعي.

 

قائمة المصادر والمراجع:

• الفقي، إبراهيم. استراتيجيات التفكير. القاهرة: دار الراية للنشر والتوزيع، 1430ه.

• الفقي، إبراهيم. التفكير السلبي والتفكير الإيجابي. القاهرة: دار الراية للنشر والتوزيع، 1430ه.

• بيفر، فيرا. الحياة الإيجابية. الرياض: مكتبة جرير للنشر والتوزيع، 2004 م.



[1] د. إبراهيم الفقي، استراتيجيات التفكير. ص9.

[2] يتفادى: يتجنب.

[3] إليانور روزفلت: زعيمة سياسية أمريكية كان لها تأثير نشط في مجال حقوق الإنسان.

[4] د. أماني محمد. (30/12/2009). التخلص من التفكير السلبي والأفكار السلبية. www.dramany.com

.[19 / 5 / 1434 هـ]

[5] ينتشلك: يُخرجك، ينقذك.

[6] لاحت: ظهرت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التفكير (1)
  • التفكير المؤجل
  • شيء يستحق التفكير
  • العقل وحرية التفكير في الإسلام
  • من أخطاء التفكير
  • تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن: التفكير الكلي والتفكير الجزئي
  • التفكير النافع
  • التفكير البنائي
  • نعمة التفكير وضرورة توظيفها

مختارات من الشبكة

  • تركيا تعلن عدم التفكير في سحب قواتها من كوسوفو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • قوة النبي صلى الله عليه وسلم أنموذجا لبناء قوة الأمم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قوة الرسالة وقوة الإقناع(مقالة - موقع الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط)
  • قوة النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • غزوة بدر الكبرى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أيها الإعلامي: ذكر العالم بنقاط قوتك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هزيمة الغرب للإسلام أمر غير ممكن نظرية دافيد سيلبورني(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • المقاومة سلاح الردع الإسلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فهم واقع الحياة في قصة صاحب الجنتين: تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن في قصة صاحب الجنتين(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)

 


تعليقات الزوار
9- شكر
مبارك الشمري - السعودية 06-06-2017 02:42 AM

في ميزان حسناتك إن شاء الله.. أنا إنسان سلبي وفعلا كل ما قلته بي وأحاول أن أغير وجزاك الله خيرا

8- شكر و تقدير
salma - maroc 05-04-2016 05:23 PM

موضوعك من أهم المواضيع التي وجب إيلاء مزيد من الاهتمام لها نظرا لأهميتها القصوى
فالتفكير هو الذي يحكم مصير الإنسان ,,, هنا تكمن خطورة التفكير السلبي الذي يجعل الإنسان يعيش في جحيم لا يطاق
الأفكار التي تبنيتها في بحثك ,,خاصة حول كيفية التخلص من التفكير السلبي جد نافعة وذات قيمة
جزاك الله كل خير على هذا المجهود القيم

7- انت الافضل
عمر تاج السر - sudan 28-10-2015 02:32 AM
انت الافضل لانك من عباد الله الذين سخرهم لهدايه ومساعده الناس تشكر على العمل العظيم.
وان شاء الله في ميزان حسناتك يا رب
6- شكر وملاحظة
هدى - الكويت 31-01-2015 12:09 PM

نشكر الباحثة على أداءها ومجهودها وفعلا دقيق ومفيد . ولأهمية هذا الموضوع الذي يطرق إحساس وحاجة كل الشرائح والأعمار. نتمنى أن يشمل ويتناول مشاكل الكبار عندما تزداد المسؤولية بحيث تتعدى طاقتهم فيما يخص الأبناء والعمل والأمراض المزمنة بحكم العمر .حيث تفرض الطاقة السلبية نفسها.. وإعطاء الحلول في التطبيق للخروج من الحاله السلبية إلى لإيجابية بما يحقق النجاح . ولكم كل الشكر والتقدير.

5- شكر خاص
زائر - العراق 27-07-2014 07:00 AM

أشكرك أخي الكريم الله يجعله في ميزان أعمالك إن شاء الله سوف أعمل على هذا الكلام الجميل وأدعو لشخصك بالتوفيق والصحة والعافية

4- شكر و تقدير
المسلم - تونس 07-11-2013 01:23 PM

بارك الله فيك ، عمل ممتاز وقد استفدت منه

3- تقبلي التعليقات الإيجابية والسلبية بصدر رحب
shadia - السعودية 19-06-2013 10:11 AM

أخي محمد من السعودية .. أود أن ألفت انتباهك بأن هذا أول بحث قمت بعمله ، كما أن الوقت كان محدودا جدا وأني ما زلت في مقتبل عمري لأكتسب من الآخرين التجارب و أصحح أخطائي . كنت أتمنى أن تورد لي بعضا مما أخطأت فيه لكي أصححه وأتفاداه في المرات القادمة بإذن الله .
أود أن أشكرك على إعجابك ببحثي و تعقيبك عليه إيجابيا و سلبيا .

2- التفكير السلبي
نجاح - الاردن 18-06-2013 12:41 PM

إن آلية التفكير عند الانسان مكتسبة تولدت من خلال تفاعلة بالعالم المحيط به ابتداءا بالعائلة إلى الحي والمجتمع المحيط به وإلا ما الذي يجعل فتاة في مقتبل العمر تردد عبارة (ول على حظي ) كلما واجهتها مشكلة أو شاب ما زال على مقاعد الدراسة يخاف من المستقبل ويفكر بالوظيفة وكيفية مواجهة صعاب الحياة إنها النظرة السلبية للحياة التي اكتسبها من أمه وأبيه قبل الاختلاط بالعالم الخارجي فكل مولود يولد على فطرة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الفطرة السليمة تتلوث بالشوائب التي حولها ومن قدر الله له النجاة عاد بفطرته الى منهاج التكير الايجابي الصحيح بالقرب من الله والايمان بالقضاء والقدر والتوكل ع الله في كل أمور حياته ... فشكلتنا هي البعد عن منهاج الله وحلها بالعودة إليه .فالأسرة هي النواة الأساسية لبناء المجتمع وهي التي يجب أن تكون مؤهلة لصنع فردا موحدا راضيا بالله ربا مقبلا على الحياة بتفاؤل... عفاك الله وشكرا جهودك

1- شكر وتقدير
محمد - السعودية 18-06-2013 09:55 AM

أشكر الباحثة الكريمة على ما قدماه لنا من جهد واضح ومفيد ، والذي استفدت منه شخصيًا وسوف أسعى لتطبيق ماتعلمته على نفسي ، وأحاول أن أطبق ما قرأته من أساليب وتقنيات في تحويل التفكير السلبي إلى إيجابي ، تمنيت فقط من الباحثة الاعتناء بتصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية في هذا البحث ، الذي أراه نافعًا جدًا .
تحياتي ....

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب