• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه؟!

ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه؟!
الشيخ أشرف عبدالمقصود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/5/2013 ميلادي - 16/7/1434 هجري

الزيارات: 137911

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه؟!


قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾[1] [الشورى: 30].

 

وقال سبحانه: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123].

 

وقال سبحانه: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم:41].

 

وعن زينب بنت جحش - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يومًا فزعًا يقول: "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه" - وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها - قالت زينب: فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: "نعم، إذا كثر الخبث"[2].

 

وما أكثر الخبث بين ظهرانينا..

 

فتن وبليات، شرور ومحدثات، وبدع وضلالات..

 

شريعة معطلة، وانتهاك لحرمات الله، ونقض لعهوده ومواثيقه التي ألزم عباده الوفاء بها، والإعراض عن تنفيذ أحكامه والقضاء بها بين العباد واستبدال غيرها بها.

 

الذنوب والمعاصي سبب كل مصيبة وبلاء:

وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي؟!

فعياذًا بك اللهم من مخالفة أمرك وارتكاب نهيك!!

 

فما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال؟

 

وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية، ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم، حتى صاروا عبرة للأمم يوم القيامة؟

 

وما الذي أرسل على قوم صالح الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم، وأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ميتين هامدين باركين على ركبهم لاصقين بالأرض؟!

 

وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبح كلابهم، ثم قلبها عليهم، فجعل عاليها سافلها، فأهلكهم جميعًا، ثم أتبعهم حجارة من السماء أمطرها عليهم، فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه على أمة غيرهم، ولإخوانهم أمثالها، وما هي من الظالمين ببعيد؟!

 

وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل، فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم نارًا تلظى؟!

 

وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر، ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم فالأجساد للغرق، والأرواح للحرق؟!

 

وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله؟!

 

وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميرًا؟!

 

وما الذي أهلك قوم صاحب يس بالصيحة حتى خمدوا عن آخرهم؟!

 

وما الذي بعث على بني إسرائيل قومًا أولي بأس شديد، فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال، وسبوا الذرية والنساء، وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال، ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علوا تتبيرًا؟[3].

 

ومن آثار الذنوب والمعاصي: أنها تحدث في الأرض أنواعًا من الفساد في المياه والهواء والزروع والثمار والمساكن، قال تعالى:﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41] قال ابن زيد: الذنوب.

 

أراد أن الذنوب سبب الفساد الذي ظهر، وإن أراد أن الفساد الذي ظهر هو الذنوب نفسها فيكون اللام في قوله: ﴿ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ﴾ [الروم: 41] لام العاقبة والتعليل.

 

وعلى الأول: فالمراد بالفساد النقص والشر والآلام التي يحدثها الله في الأرض عند معاصي العباد، فكلما أحدثوا ذنبًا أحدث لهم عقوبة، كما قال بعض السلف: كلما أحدثتم ذنبًا أحدث الله لكم من سلطانه عقوبة.

 

والظاهر - والله أعلم - أن الفساد المراد به الذنوب وموجباتها، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ﴾ [الروم: 41] فهذا حالنا وإنما أذاقنا الشيء اليسير من أعمالنا، فلو أذاقنا كل أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابة[4]. ا. هـ.

 

وقال الحافظ ابن القيم أيضًا:

"ومن تأثير المعاصي في الأرض: ما يحل بها من الخسف والزلازل ويمحق بركتها، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديار ثمود، فمنعهم من دخول ديارهم إلا وهم باكون، ومن شرب مياههم، ومن الاستسقاء من آبارهم، حتى أمر أن يعلف العجين الذي عجن بمياههم للنواضح لتأثير شؤم المعصية في الماء.

 

وقد ذكر الإمام أحمد في مسنده في ضمن حديث قال: (وجد في خزائن بني أمية حبة حنطة بقدر نواة التمر، وهي في صرة مكتوب عليها: كان هذا ينبت في زمن العدل) وكثير من هذه الآفات أحدثها الله سبحانه وتعالى بما أحدث العباد من الذنوب". ا. هـ[5].

 

تحذير أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من التغيير والتبديل:

عن صفية بنت أبي عبيد قالت: زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر فخطب عمر الناس فقال: أحدثتم!! لقد عجلتم، لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم!!".

 

وفي رواية لابن أبي الدنيا: "تزلزلت الأرض على عهد عمر فقال: يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه، والذي نفسي بيده إن عادت لا أساكنكم فيها أبدًا"[6].

 

نعم والله! ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثناه!!

 

وما أكثر المحدثات والمخالفات!!

 

إن ذنوبًا جسيمة جلبت علينا هذه الكوارث والمحن والمصائب والويلات التي تهددنا وتهدد العالم أجمع بالخراب، وتنبئنا بدواهٍ مقبلة وبعقاب عظيم مرتقب.

 

فكل أنواع المعاصي والجرائم والفسوق والفجور على اختلاف أشكالها وألوانها بادية بأجلى مظهر عرفته البشرية! وذلك لاستيطان الهوى على النفوس، وتوغل الناس في الانهماك في شهوات بطونهم وفروجهم أو ما يؤول إلى ذلك، مع اقتفائهم أثر أوروبا والغربيين الهالكين.

 

• احذروا هذه الذنوب!!

ولا يفوتنا أن ننبه إلى طرف من هذه الذنوب والمعاصي التي تجلب علينا غضب الجبار فيحل بنا البلاء والدمار، فمن ذلك:

1- ترك تحكيم شريعة الله: واستبدالها بالقوانين الوضعية والأنظمة البشرية، فالواجب على عامة المسلمين وأمرائهم وحكامهم أن يتقوا الله عز وجل ويحكموا شريعته في بلدانهم ويقوا أنفسهم ومن تحت ولايتهم عذاب الله في الدنيا والآخرة وأن يعتبروا بما حل في البلدان التي أعرضت عن حكم الله وسارت في ركاب من قلد الغربيين من الاختلاف والتفرق وضروب الفتن وقلة الخيرات والمعيشة الضنك.

 

2- هجر كتاب الله تعالى: سواء هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه واستبدال ذلك بسماع الشيطان من الأغاني الخليعة الهابطة التي تحض على الفواحش.

 

أو هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، أو هجر تحكيمه والتحاكم إليه أو هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه، أو هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع الأمراض والأدواء. وكل هذا داخل في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30][7].

 

3- ترك الصلاة وإضاعتها: سواء من تركها بالكلية فلم يسجد لله قط أو من يضحك على نفسه بأن يصلي الجمعة فقط وكذلك من يضيع أركانها وشروطها وواجباتها وسننها وكذلك من يترك إقامتها في الجماعة ويهجر مساجد رب العالمين ويسمع الأذان ولا يلبي النداء، وقد قال الله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].

 

4- منع الزكاة: وهذا ذنب عظيم فيه إطاحة بركن من أركان الإسلام وللأسف كثير من المسلمين اليوم ممن يملكون الأموال والعقارات وغير ذلك مما تجب فيه الزكاة ترك هذا الركن الركين إما جهلًا وإما قصدًا وبخلًا: فأما الجاهل - وما أكثر هؤلاء - يظن أن إيتاء الزكاة هو زكاة الفطر من رمضان فقط ونسي المسكين حق الله وحق عباده من زكاة المال والحبوب والثمار والأنعام والتجارة وغيرها.

 

وأما البخيل الذي منعها قصدًا وضنًا بها فما أبخس حظه! قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنزونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنزتُمْ لأنفسكم فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنزونَ ﴾ [التوبة: 34- 35].

 

وفي الحديث: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا"[8].

 

5- التعامل بالربا: ويا له من ذنب عظيم!!

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *َ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 278- 279].

 

فأي ذنب في المعاملة أعظم من هذا الجرم الذي يكون فيه فاعله محاربًا لله ورسوله؟!

 

ومع ذلك نرى المسلمين يتهافتون على المعاملات الربوية في البنوك لا سيما ربا النسيئة وهو الزيادة التي يأخذها البنك في مقابلة دينه أو ما يسمى بالفائدة فهي الربا بعينه وهو الذي كان معهودًا في أيام الجاهلية قبل الإسلام وفيه نزلت تلك الآيات القرآنية وجاءت القوارع الإلهية تندد على تعاطيه بمآله ومصيره وتهدد المتعاملين به وتزجرهم.

 

فالمرابون على خطر عظيم إن لم يرعووا عما فيه ويتوبوا إلى الله ويردوا مظالم الناس ثم إن الملامة في الربا ليست قاصرة على متعاطيه فقط بل هي عامة في كل من يشارك فيه بأي وجه كان، ففي الحديث: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه هم فيه سواء"[9].

 

6- الفواحش والزنا: ذلك الخلق الفتاك الهدام الذي يحدث بالمجتمعات الخراب والدمار. وقد جرت سنة الله سبحانه في خلقه أنه عند ظهور الزنا يغضب الله سبحانه ويشتد غضبه، فلا بد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة[10]، وفي الحديث: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا*"[11].

 

وفاحشة الزنا - والعياذ بالله - وظهورها بيننا وفشوها واضح لكل ذي عينين، وقد شارك في إعلانها تجار إشاعة الفاحشة في المجتمع عن طريق ما يسمى بالفن! وما يعرضونه في السينما وغيرها من أفلام هي الفاحشة بعينها، نعوذ بالله من سخطه وعقابه، وكذا مجلاتهم وما يصورون فيها من فواحش دون حياء أو خجل!

 

7- الأغاني الخليعة واللهو الماجن: الذي يصد عن ذكر الله ويفسد القلوب إفسادًا ما بعده من إفساد ويحمل لوائه سفلة القوم ورذالتهم ممن تركوا منازل أهليهم وفشلوا في التعليم فتجد الواحد منهم يأتي بالحركات كأنهم القرود مما يدل على الفطرة المنتكسة ومع ما ينتظره من عقاب الله في الدنيا قبل الآخرة.

 

قال الحافظ ابن القيم: "وقد تظاهرت الأخبار بوقوع المسخ في هذه الأمة، وهو مقيد في أكثر الأحاديث بأصحاب الغناء وشرب الخمر، وفي بعضهما مطلق" ا. هـ[12].

 

8- البخس في الكيل والميزان وتعاطي الرشوة: وهذا من الأمراض الفتاكة التي يتسبب عنها الجدب والقحط وارتفاع الأسعار وظهور الغلاء في الأغذية وغيرها وتسلط الحكام على الناس بالجور والظلم وهضم حقوقهم. وفي الحديث: "ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم"[13].

 

وفي الحديث: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي"[14].

 

9- الظلم: بأنواعه كلها من ظلم العبد لربه ولنفسه وللعباد.

 

وفي الحديث: "الظلم ظلمات يوم القيامة"[15] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"[16]. وفي الحديث القدسي:((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا))[17].

 

10- خذلان المسلمين وترك نصرتهم:

قال الله تعالى: ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ [الأنفال: 72].

 

وفي الحديث: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره"[18].

 

ومع ذلك نرى المسلمين قد خذلوا إخوانهم في البوسنة والهرسك الذين يتعرضون للإبادة والذبح على أيدي الصرب[19] والكروات حملة لواء الحروب الصليبية في العصر الحديث واكتفوا بالشجب والاستنكار كالعادة وسوف يجني المسلمون غب هذا التخاذل ولو بعد حين!!



[1] قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/116):((أي: مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هي عن سيئات تقدمت لكم)). ا. هـ.

[2] رواه البخاري (7135) ومسلم (2880) (2).

قال العلامة ابن العربي:((فيه البيان بأن الخير يهلك بهلاك الشرير إذا لم يغير عليه خبثه وكذلك إذا غير عليه لكن حيث لا يجدي ذلك ويصر الشرير على عمله السيئ ويفشو ذلك ويكثر حتى يعم الفساد فيهلك حينئذ القليل والكثير ثم يحشر كل أحد على نيته)).ا ه. فتح الباري (13/117).

[3] الجواب الكافي لابن القيم ص (85، 86).

[4] الجواب الكافي ص (124: 126).

[5] الجواب الكافي ص (124: 126).

[6] أثر صحيح: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/473) والبيهقي في سننه (3/342) وإسناده صحيح.

وأما رواية ابن أبي الدنيا فهي مرسلة كما قال السيوطي في كشف الصلصلة (44) إلا أنها تشهد للرواية الأولى.

اصطفقت السرر: أي اضطربت وهو افتعل من الصفق.

[7] راجع الفوائد لابن القيم (82) في الكلام عن هجر كتاب الله.

[8] حديث صحيح: رواه ابن ماجة (4019) والحاكم (4/540) وحسنه الألباني من حديث ابن عمر في السلسلة الصحيحة (108).

[9] رواه مسلم (1598) (106) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.

[10] الجواب الكافي لابن قيم الجوزية ص (285).

[11] حديث صحيح: تقدم تخريجه وهو جزء من حديث ابن عمر السابق.

وفي حديث بريدة مرفوعًا: "ما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت" رواه الحاكم (2/126) وصححه الذهبي وهو كما قالا.

وما مرض الإيدز منا ببعيد فهو يفتك صباح مساء بهذه المجتمعات الغربية المنحلة.

[12] إغاثة اللهفان (1/403، 404).

[13] حديث صحيح: تقدم تخريجه ضمن حديث ابن عمر السابق ص (61).

[14] حديث صحيح: رواه أبو داود (3580) والترمذي (1337) وابن ماجة (2313) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح وهو كما قال وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2/683).

[15] البخاري (3447) ومسلم (2579) (57) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

[16] البخاري (4686) ومسلم (2583) (61) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

[17] مسلم (2577) (55) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

[18] حديث صحيح: رواه أحمد (2/277).

[19] وقد كتب د. مصطفى محمود مقالًا بجريدة الأهرام بتاريخ 31/10/1992م يحسن إيراده هنا، قال:

هذه الزلازل رسالة

في البوسنة يحارب المسلمون في أسوأ ظروف يمكن أن يحارب فيها المقاتل.. فالحليف الكرواتي غدر، والعدو الصربي فجر، والتموين الغذائي نضبت موارده، والسلاح انقطعت أسبابه.. وماذا تفعل بندقية أمام دبابة ورصاصة أمام مدفع.. وأمريكا تقول لا رخصة في تصدير السلاح إلى الجيش البوسني، حتى لا تتسع المعركة ويكثر القتل.. والقصد الخفي واضح، وهو ألا تتسع القدرة الدفاعية عند المسلمين، ويكثر القتلى من الصرب، فالهدف الذي لا يقال هو أن يكون القتلى دائمًا من المسلمين، والإبادة دائمًا للطرف المسلم، وألا يعود في أوروبا موطئ قدم للإسلام بعد اليوم..

والجيش الصربي تطوع بأن يكون هو اليد القذرة التي تحمل عبء هذا الإثم التاريخي.. ألا يقول فوشتيك السفاح الصربي بالحرف الواحد في حديثه لمجلة "دير شبيجل" الألمانية.. لقد قتلت وحدي مئات المسلمين، وقمت شخصيًا بإطلاق الرصاص على الأسرى المسلمين للقضاء عليهم.. وعندما نبهته المجلة إلى المعاهدات الدولية التي تحرم قتل الأسرى، قال إنه لم يجد سيارات لنقل الأسرى، فوجد أرخص طريقة أن يقتلهم بالجملة مثلما أجهز رفاقه الصرب على 640 مسلمًا كانوا يختفون في مخبأ.. وحينما سألته المجلة عن الهدف من تلك الحرب، قال دون تردد: هدفنا هو القضاء على المسلمين، فالمسلمون في أوروبا يجب أن يختفوا كأمة.. وأنا أقتل كل قادر على الحرب من المسلمين، ومن لا أقتله أقوم بخرق عينيه، ونحن نلجأ إلى تهشيم أيدي الأسرى ببطء حتى يعترفوا بما نريد من معلومات........

وهذا هو الفحش الإجرامي الذي يجري على ملأ من دول تتحدث عن العدالة وحقوق الإنسان، وتحاكم هذا الزعيم على مظنة نسف طائرة، وهذا الزعيم الآخر على خطف رهينة، وهذا الثالث على إخفاء صواريخ سكود.. بينما هناك عملية إبادة عرقية وطرد جموعي لثلاثة ملايين مواطن من أراضيهم، وقتل وتعذيب وحرق أكثر من سبعين ألف شهيد جهارًا نهارًا أمام تواطؤ عالمي، وأمام دول عربية تكتفي بالشجب والتصريحات، ودول إسلامية أخرى تخفي رؤوسها في الرمال، وأكثرها في الواقع في جيب أمريكا.. والظلم على رؤوس الضعفاء دوار.. ودورنا قادم في الطريق..

أقول لهؤلاء إن دورنا قادم في الطريق.. فالجنود التاميل يقتلون اليوم مئات المسلمين في مذابح متصلة في سريلانكا... والهنود يقتلون مسلمي كشمير.. البورميون يذبحون مسلمي بورما بالألوف.. وبالأمس سمعنا عن الدبابات الروسية التي حاولت إرجاع الشيوعي رحمن ناباييف إلى مقعد السلطة في طاجيكستان، وأعملت القتل في الجبهة الإسلامية الديمقراطية التي طردته.. ثم أخطر من هذا كله ما ينتظرنا في قلب القلعة العربية الإسلامية.. الترسانة العسكرية النووية والميكروبية والكيميائية التي اسمها إسرائيل، والتي تتربص لتصفية الإسلام من الكرة الأرضية كلها في المعركة التي يبشر بها تلمودهم وبروتوكولاتهم، والتي يسموها معركة "هرمجدون ".

أقول هذا لكل الإخوة الذين ينعمون اليوم بالفراش اللين، والمطعم الهنيء، والأمن السابغ، وينامون وادعين في حضن الحية الرقطاء، بينما الظلم الدوار يتنقل حرًا من وطن إلى وطن ومن بيت إلى بيت.. والإخوة الأعداء على الشاطئ الآخر من البحر قد أعطوا الضوء الأخضر للقتل والتصفيات والمذابح.. ولنا مع هذا الغدر موعد.. فلسنا أحب إلى هؤلاء الإخوة من إسرائيل حبيبة العمر.. والله يرج الأرض بالزلازل ويقول: أنا أقوى من كل هؤلاء.. اتقوني أرحمكم وأطيعوني أنصركم.. فأنا وحدي ناصر الضعفاء معز الأذلاء أنا وحدي ولا سواي من يستطيع أن يحيي موتاكم...

فهل وصلتنا الرسالة.. أم ما زلنا في واد آخر؟!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • يسألونك عن الزلازل
  • من أشراط الساعة: كثرة الزلازل
  • هل الزلازل غضب من الله تعالى؟!
  • الزلازل تخويف وعظة من الله لعباده
  • ألم يأن الوقت لكي تقشعر جلودنا قبل أن تتزلزل الأرض من حولنا
  • ماذا فهم عمر رضي الله عنه من زلزلة المدينة في عهده؟!
  • مشاهد من سورة الزلزلة

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أيها المقلد غيره لا أنت هو ولا أنت أنت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أنتم، من أنتم، من أنتم؟!(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • كأنما كانت هذه الآية لأجلي!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لهذه الأسباب السبعة كانت الغيبة من الكبائر!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أشياء كانت تعجب الرسول عليه الصلاة والسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شكرا معلمي.. أتعلم من أنت يا معلمي؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • همسات الأرخبيل المغلقة (قصيدة عمودية)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ألغاز جدتي(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب