البحث السريع بالمشاركة (2)

البحث السريع بالمشاركة (2)

تقسيم الأساليب في البحث السريع بالمشاركة:

يُستخدم العديد من الأساليب في البحث السريع بالمشاركة، ويَختلف استخدام الأساليب في البحث حسَب الهدف المطلوب.

1- أساليب تُستخدم لجمع البيانات:

• مراجعة المصادر الثانوية.

• المشاهدة أثناء المعايشة والعمل.

• التدرُّج.

• الرُّسوم البَيانيَّة.

• مجموعة المناقشة والتحليل.

• التقويم الموسمي التاريخي.

• إعداد الخرائط.

• الأنماط الزمنيَّة.

• الصور التاريخية.

• الرسومات البيانية.

• الحلقات والورش الدراسية.

• القصص والصور ودراسات الحالات.

2- أساليب تستخدم للتحليل:

• تقسيم الابتكارات.

• التدرُّج.

• مجموعة المناقشة والتحليل.

• الرسومات البيانية.

• الحلقات والوِرش الدراسيَّة.

• دراسة الحالات.

3- أساليب تُستخدم في جمع البيانات وتحليلها.

• التدرُّج.

• بعض الرُّسومات البَيانية.

• الأنماط الزمنية.

• مجموعة المناقشة والتحليل.

• الحلقات والورش الدراسية.

• السيرُ على الأقدام في مجموعات.

• الحلقات النِّقاشيَّة المركَّزة F. G. D..

مثال على تحديد احتياجات الأطفال الرُّضع من الرعاية:

1- مراجعة المصادر الثانوية:

الرجوع إلى مكتب الصحة بالقرية أو التَّعداد للتعرُّف على:

• عدد الأطفال في العمر من 1 يوم إلى 3 سنوات.

• التعرُّف على نِسبة الذكور والإناث في هذا العمر.

• نِسبة الوفَيَات في الأطفال في هذا العمر.

• نسبة الوفيات من الذكور والإناث.

• أسباب الوفاة.

1- الصور:

الرجوعُ إلى بعض الصورِ التي توضِّح معيشة الأطفال وطريقة تغذيتِهم، والأماكن التي يلعبون فيها، وكيفيَّة قيام الأم بنظافتهم (على سبيل المثال).

2- المشاهدة المباشرة:

قيام فريقٍ يَضمُّ بعض التخصُّصات - مثل طبيب أطفال، أخصائي اجتماعي، طبيب صحة عامة، بزيارة الأمهات اللائي لديهن أطفال في عمر 1 يوم إلى 3 سنوات، ومشاهدة كيفيَّة رعاية الطفل، والأدوات التي تَستخدِمها في ذلك، والوقوف على العادات الخاطئة في التعامل مع الطفل.

ثانيًا: أساليب البحث السريع المستخدَمة (P. R. A. METHODS):

1- المشاهدة المباشرة:

تغلِب على المناطق الأقل نموًّا والمستهدَفة بالبحوث والدراسات بعض الصفات التي ترتبط بالأمية وضعْف الوعي وبعض الأمراض الاجتماعية الأخرى، مثل: التفاخُر والتباهي، ومحاولة الظهور بمستوى لا يُعبِّر عن الحقيقة في بعض الأحياء، أو أقل من الحقيقة في أحيان أخرى عندما يتعلَّق الأمر بالحصول على مساعداتٍ.

وغالبًا ينخدِع الباحثون بما يَسمعونه من آراء الناس وترديد الشائعات والحديث عن عادات أو بعض أنماط الحياة التي انتهت منذ فترة طويلة، ولا يوجد لها أثرٌ الآن، وتَفرِض الظروف السابِقةُ على الباحثين ضرورة السعي للمشاهدة المباشرة للوصول إلى المؤشرات الحقيقة التي يُمكِن عن طريقها استخلاص النتائج، والتأكُّد من صحة وجودة هذه النتائج.

كما أنه يمكن استخدام هذه المؤشرات في إدارة حوارٍ مباشرٍ أو حلقات نِقاشيَّة مع أعضاء هذا المجتمع مع تحديد الأسئلة، وطبيعة الحوار الذي يقود الفريقَ البحثي إلى الحقيقة.

كيف يمكن القيام بالمشاهدة المباشرة بشكل صحيح؟

الهدف من استخدام أسلوب المشاهدة المباشرة هو السعي من أجل المشاهدة المنظمة للأشياء، والأحداث، والعملياتِ التي تربِط بينها.

ويتم تدوين هذه المشاهدات في نموذجٍ خاصٍّ سبق إعداده، وتُستخدَم المشاهدة المباشرة كأسلوب مُتميِّز للتأكُّد من صحة المعلومات، ويتم فيها استخدام الحواس الخمس للإنسان (السمع، البصر، اللمس، الشم، التذوق).

وعليك أن تلاحِظ الأفراد المستهدَفين في الأماكن المختلفة، وعليك أن تُشاهِد بنفسك ما يدور في مناطق العمل، والمراكز التنموية، والمدارس، والاجتماعات، وأماكن العبادة... وهكذا.

الخطوات:

أ- فكِّر أولاً في أهداف وموضوعات البحث بالمشاركة الذي تَنوي القيام به.

ب- حدِّد المؤشرات التي يمكنك تقييمها خلال المشاهدة المباشرة.

ت- اجعل من هذه المؤشِّرات قائمةَ مراجعةٍ لك.

2- مراجعة المصادر الثانوية:

الهدف من استخدام المصادر الثانوية هو استخدامها كمصادر للمعلومات المتَّصِلة بموضوع البحث السريع بالمشاركة.

لماذا؟ لأنها عملية أساسيَّة لأية عملية جمْع معلومات، ويمكن أن توفِّر الكثير من الوقت والجُهد عندما نحصُل عليها؛ حتى لا نقوم مرة أخرى بجمعها، ويجب دائمًا مراجعة المصادر الثانوية قبل بَدء العمل.

المشكلات: استهلاك هذا الأسلوب لوقتٍ كبير قد يؤثِّر على الوقت المحدد للعمل الميداني، والذي سوف يؤكِّد صحةَ بيانات المراجع الثانوية.

أهم المصادر الثانوية:

الدفتر، المستندات، الجداول، الرُّسوم البيانية، التقارير، الخرائط البيئيَّة.

الخطوات:

أ- يقوم فريق البحث بمراجعة المصادر الثانوية أثناء العمل المَيداني.

ب- تتمُّ مراجعة ما يحتاج إليه الفريق من بيانات ومعلومات في السجلات والتقارير.

ت- يتم من خلال ما تَمَّ الحصول عليه صياغة الأسئلة وتحديد الموضوعات التي يتناولها الباحثون عند النزول للميدان.

يتم إعداد الرُّسوم البَيانية والجداول وقوائم المراجعة لتلخيصِ البيانات الثانوية خلال الزيارات المَيدانية.

3- المقابلات شِبه المنظمة:

الهدف من استخدام المقابلات شِبه المنظمة هو الحصول على معلوماتٍ عامة أو خاصة أو مُحدَّدة الأفراد أو المجموعات.

لماذا؟ لأنها إحدى الأدوات الأساسية المستخدَمة في مجال البحثِ السريع بالمشاركة.

كيف؟ إعداد مجموعة من الأسئلة التي تَمَّ إعدادُها وصياغتها قبل إجراء المقابَلة، ولا تُستخدم في هذه المقابلة استماراتُ استطلاعِ الرأي (الاستقصاء)، ولكن يمكن استخدام قوائم المراجعة كدليلٍ إرشاديٍّ، وتأتي الأسئلة باستخدام أساليب التدرُّج، ومشاهدة الأشياء التي حول المستهدَفين، ومن خلال خلية فريق البحث من استخدام الأساليب الأخرى.

المشكلات مهارات التعامُل والاتصال لإجراء المقابلة شبه المنظمة تتطلَّب الكثير من التمرين والممارسة حتى لا يقع فريق البحث في بعض الأخطاء، أو يواجِه بعض المشكلات أثناء العمل الميداني.

أنواع المقابلات شبه المنظمة:

3-1- المقابلة الشخصية:

يَشعر الأفراد بحريَّة أكثر في الحديث بصورة فردية أكثر من الحديث أثناء وجود آخرين معهم، والمقابَلة الشخصيَّة يمكن أن تكشِف مشكلات وصِراعات داخلية، وغالبًا ما تحمل أحاديث الأفراد الانطباع الشخصي.

وتتم المقابلة مع عيِّنة من الأفراد المتجاوبين على أن تشملَ فئات عديدة ليست فئة واحدة؛ فالمقابلات مع عدد من الأفراد من مختلف الفئات تكشف بسرعة عن عدد كبير من الآراء والاتجاهات، كما تُجنِّبنا قدرًا كبيرًا من التحيُّز.

3-2- المقابلة بين الأفراد الأساسيين:

حيث يتم اللقاء مع الشخصِ الذي يكون قادرًا على الإجابةِ عن الأسئلة الخاصة بمعلومات وسلوك الآخرين، ويجب التحقُّق من صحتها.

3-3- المقابَلة مع أفراد خارجيين:

وهو الأفراد الذين يَنتسِبون للمجتمع أو المجاورين له، فكثيرًا ما تكون آراؤهم أكثر فائدة من أعضاء المجتمع نفسه.

3-4- المقابلة الجماعية:

تُعطي معلومات على مستوى المجتمع، وتتميَّز بإمكانيَّة الوصول إلى قَدْر أكبر من المعلومات، كما أنها تُتيح فرصةَ التحقق الفوري من صحتها.

ويجب ألا تَزيد المجموعة عن 15 فردًا؛ حتى لا يصبح التنظيم صعبًا، ويجب العمل على تقسيمها إذا زادت عن ذلك، ومن عيوب المجموعات: أنها قد تُعطي معلومات مضلِّلة عندما يرى أعضاء المجموعة أن مَن يُحاورهم ذو سلطة عليهم.

وتستطيع المقابلةُ الجماعيَّة أن تكشِف عن القيم التي يؤمن بها الأشخاص أكثر من كشْفها عما يُمارِسونه في الواقع، ولكن استخدام نظامِ الجودة الثلاثي وأساليب التحقُّق من صحة المعلومات سوف تكشِف الصورةَ كاملة.

ويجب على القائمين بإجراء المقابلة الجماعيَّة تشجيع إبداء الرأي وعَرْض وِجهات النظرِ المختلفة، وتقليل إرهاب بعض الأفراد للآخرين، والحوار غير الرسمي قبل وبعد الاجتماع كثيرًا ما يكون مفيدًا في الحصول على معلومات من بعض الأفراد الذين يَستطيعون التعبير عن آرائهم أثناء الاجتماع، وتَحتاج المقابَلة الجماعيَّة لإعداد جيد.

3-5- المناقشة "جماعية" F.G.D:

وهي أحدثُ الأساليبِ الهامَّة الشائعة الاستخدام للكشف عن اتجاهات وقِيم الأفراد، والتعرُّف على ميولهم الحقيقية بأسلوب حوارٍ خاصٍّ، وتُناقِش موضوعاتٍ مُحدَّدة، ويُشارِك في النقاش مجموعات صغيرة في حدود 10 أفراد، ويتم اختيار مُيسِّر لإدارة المناقشات، لا يفرض رأيه أو يتحيَّز لاتِّجاهاته، ولكنه يُدير النِّقاش بحياد تامٍّ.

المقابَلة شِبه المنظمة:

مقابَلة موجَّهة يتم فيها الإعداد لمحاور الأسئلة فقط، وتستكمل الأسئلة الأخرى طبقًا لطبيعة الحوار، ويتم إعداد محاور أسئلة، وليست استمارة استقصاء مع الأفراد؛ للحصول على معلوماتٍ لأفراد مختلفين حول موضوع واحد (رجال - شباب - نساء - فتيات).

مع الأفراد الأساسيين، للحصول على معلوماتٍ مُتخصِّصة؛ حيث يكون لديهم معلومات غير متوافِرة للآخرين.

المجموعات، للحصول على معلوماتٍ عامَّة من المجتمع في حالة المجموعات العامة، وفي حالة المناقشة الجماعيَّة المركَّزة F.G.D للحصول على اتجاهات وقِيَم وميولِ الناس.

كيف تقوم المقابلة شِبه المنظمة:

1- يتكوَّن الفريق من 4 - 3 أشخاص من أصحاب التخصُّصات المختلفة.

2- بداية العمل بإلقاء التحيَّة، والتأكيد على أن الهدف هو أن يتعلم الفريق.

3- بداية الحوار بالأشياء المعروفة أو مع شخص مُحدَّد.

4- لا تَفصل بين السؤال والمُناقَشة.

5- اجعل اللقاءَ يأخذ الطابَع غيرَ الرسمي.

6- لا تُقاطِع زملاءك من أعضاء الفريق.

7- حدِّد مَن سيقوم بتدوين الملاحظات والنتائج.

8- لا تبدأ بالأسئلة ذات الحساسية، ولكن تناولها بحصر بعد ذلك.

9- لا تعتمِد في فَهْم الآخرين على كلماتهم، ولكن تابِع حركةَ أعضاء الجسم ونظراتِ العين.

10- لا تُلقِ بالأسئلة المغلَقة، (التي لا تنتهي بنعم أو لا).

11- لا تُلقِ بأسئلة ذات إجابات معروفة ومعلومة.

12- تُسبِّب طول فترة اللقاء المَلل والضيق، وهي من 30 - 60 دقيقة في المقابلة الفردية، ومن 1-2 ساعة في الجماعية.

13- يجب أن يكون لدى الشخص المسؤول عن المقابَلة قائمة بالموضوعات والأسئلة المحوريَّة.

مشكلات المقابلات شبه المنظمة:

• عدم تَوافُر مهارةِ إلقاء السؤال وإدارة النِّقاش.

• تَكرار الأسئلة.

• عدم القدرة على الإنصات الجيد.

• عدم القدرة على تجنُّب اتجاهاتِ القائم بالسؤال.

• تَجاهُل مشاعر وعادات وتقاليد الأفراد عند إلقاء الأسئلة.

• عدم السعي دائمًا للتأكُّد من صحة البيانات والمعلومات.

• إلقاء بعض الأسئلة الموجهة نحو إجابات معيَّنة.

• طول وقت المقابَلة.

• المُبالَغة في النتائج ومحاولة تقييمها.

• الاعتماد على الأشخاص المتميِّزين في المجتمع.

• الاهتمام بالأرقام والأعداد.

• التسجيل الخاطئ.

الوصايا الثماني عشرة للمقابلات شبه المنظمة:

1- عليك بالاستعداد قبل قيامك بإجراء المقابَلة.

2- تذكَّر أن مهارات المناقشةِ هي السبب الرئيسي لنجاح المُقابَلة.

3- اجعل أسئلتك مرتبِطة بما تُريد الوصولَ إليه من بيانات ومعلومات فقط.

4- ابدأ بالمساعدات الست لتستوضِح الصورة الأساسية: ماذا؟ لماذا؟ مَن؟ متى؟ كيف؟ ومن الخطأ أن تبدأ بها مُسلسَلة، ولكن يجب أن تعرف إجابتَها من خلال الحوار مع حرصك على ألا تُغفِل شيئًا منها.

5- عليك بالأسئلة القصيرة والدقيقة والمحدَّدة وواضحة الغرض؟

6- راعِ أن استخدامك كثيرًا لأسئلة تبدأ بـ: "لماذا؟" يجعل الأشخاص في مواقف دِفاعيَّة، ويمكنك أن تصل إلى ما تريد من خلال طلَبِ إعطاء أمثلة، أو أي أسلوبٍ آخر.

7- ابتعِد عن الأسئلة الموجهة؛ حيث إنها ذات مصداقيَّة أقل في إجابتها.

8- لا تساعد الآخرين في الإجابة، ولا تُعِد صياغةَ إجاباتهم.

9- جَهِّز قائمةً في ذهنك بالأسئلة المحورية، وقلِّل النظرَ للأسئلة المكتوبة أمامك.

10- تناول الموضوعات الحساسة بحرص وبأسئلة غير مباشرة.

11- ضعْ نظامًا مناسبًا لتسجيل الملاحظات يَدويًّا، ولاستخدام التسجيل والتصوير.

12- استخدم سلسلة من التعبيرات (فرد - أفراد أساسيون - جماعية - نِقاشية مركَّزة).

13- يمكنك استخدام الاستقصاء (استمارة الرأي)، إذا كان هناك ضرورة في نهاية الاجتماع، واجعلها قصيرةً، واجعل الهدف محدَّدًا جدًّا.

14- تَحقَّق من صحة كل المصوغات، وبصفة خاصة الفرعيَّة منها من الإيضاحات أو الأمثلة أو التفاصيل الدقيقة.

15- اجعل فريقَ البحث بسيطًا، ويَستخدم أدواتٍ بسيطة للغاية، وتَجنَّب أن تأخذ المقابلة الشكل الرسمي.

16- تعامَل مع الناس كما تحب أن يتعاملوا معك به، واحترم أسلوبَهم، ولا تنتقِد تصرُّفاتهم، أو يبدو عليك بعض الضيق، ولا تتَبادَل نظرات ذات معنى معيَّن مع مَن حولك.

17- لاحِظ أن المقابَلة تعني المشاهدة وإجراء المقابلة معًا، وعليك تسجيل الكلمات والمعاني والمشاهدات أيضًا المرتبِطة بما يقال: (الضحك - الخجل - الضيق - التوتر.... إلخ).

18- اجعل نهاية المقابلة مقبولة من الجميع ووجِّه الشكر للجميع.

مصادر ومراجع:

• أحمد عبدالفتاح ناجي، وآخرون، البحث الاجتماعي في الخدمة الاجتماعية.

• محمد محمود عرفان وآخرون: تقويم مشروعات وبرامج الرعاية الاجتماعية.

• محمد عبدالغني هلال: مهارات البحث السريع بالمشاركة