• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

الصرع

الصرع
د. طلعت الوزنه

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/12/2011 ميلادي - 19/1/1433 هجري

الزيارات: 44220

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المحاضرة (23)

الصـرع

الدكتور/طلعت الوزنه

ألقيت في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 22/11/1417هـ

مدير الجلسة

الدكتور/ فارس حسن سليم

التعريف بالمحاضر:

الدكتور طلعت حمزة الوزنة مدير عام الخدمات الطبية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

 

ولد الدكتور طلعت بمكة المكرمة عام (1957م)، وحصل على بكالوريوس الطب من جامعة الملك سعود، ثم سافر إلى إنجلترا حيث حصل على الدكتوراه في طب الأعصاب من جامعة لندن كلية (كوين سكوير) عام (1989م) بمرتبة الشرف مع حصوله على جائزة أفضل خريج التي تحمل اسم (بات هيرس) وسافر إلى ألمانيا حيث نال الشهادة الألمانية العليا في طب الأعصاب من المستشفى الجامعي في (هانوفر).

 

وقد شغل محاضرنا وظائف منها:

1- كبير أطباء الأعصاب المقيمين ومنظم البرنامج التدريبي للمجلس العربي بمستشفى الرياض المركزي.

2- استشاري المخ والأعصاب بمجمع الرياض الطبي.

3- أستاذ مساعد بقسم طب الأعصاب السريري جامعة الملك سعود.

4- مستشار بوزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية في الوقاية من أسلحة الحرب الكيماوية.

5- عضو لجنة الطوارئ بمجمع الرياض المركزي.

6- عضو لجنة الموت الدماغي بالمركز الوطني لزراعة الكلى.

7- مستشار طب الأعصاب لمراكز تأهيل مرضى الأعصاب بالمملكة وعددها يقارب (18) مركزاً.

 

ومحاضرنا حضر ما يزيد على عشرين دورة طبية تدريبية داخل وخارج المملكة، وعضو ما يزيد على (16) جمعية ولجنة داخل وخارج المملكة وشارك فيما يزيد على (23) مؤتمراً علمياً داخل وخارج المملكة، وقام وشارك فيما يزيد على (8) أبحاث علمية، وقام بتأليف (8) كتيبات علمية بعضها باللغة العربية وبعضها بالإنجليزية، وشارك في تأليف (4) كتيبات باللغة الإنجليزية.

 

وسوف يحدثنا في محاضرة الليلة عن مرض الصرع وأسبابه وكيفية التعامل مع المصابين به.

 

ويسعد المكتبة أن تمتد الجسور بينها وبين جمعية الأطفال المعوقين في هذه الندوة حيث يديرها الدكتور (فارس حسن سليم) المدير الطبي لمركز إعادة تأهيل الأطفال المعوقين بالرياض، وهو زميل الكلية الملكية البريطانية لأطباء الأطفال، وعضو الجمعية البريطانية لأطباء الأطفال والجمعية السعودية لأطباء الأطفال، ومن الأعمال التي سبق أن شغلها:

• مشرف الدراسات العليا لطب الأطفال بوزارة الصحة بالمملكة.

• معار من كلية الطب جامعة (أدنبره) ببريطانيا للإشراف على برنامج دبلوم طب الأطفال بوزارة الصحة بالمملكة.

 

له العديد من المشاركات والمساهمات والأبحاث في مجال طب الأطفال المعوقين، وله حضور مميز في المؤتمرات الدولية والعربية، كما أن له مساهمات إذاعية من خلال إذاعة الرياض.

 

فنرحب بكم جميعاً في هذه المحاضرة وباسم الله نبدأ.

دكتور: فارس:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، يسعدني ويشرفني في هذه الليلة أن أقدم أخي وزميلي الأستاذ الدكتور (طلعت الوزنة) المستشار وطبيب أمراض الأعصاب والأطفال، والدكتور (طلعت) أشهر من أن يعرف فقد عمل فترة طويلة في هذا المجال سواء في الجامعة أو في مستشفى الرياض المركزي الذي يعرف الآن باسم (مجمع الرياض الطبي)، شارك في الكثير من الأبحاث وفي كثير من الندوات داخل المملكة وخارجها، كما يقوم بتدريس مادة الأعصاب وأمراض المخ للأطباء المقيمين أثناء تدريبهم في المستشفيات الحكومية في مدينة الرياض، والدكتور طلعت هو المشرف على الخدمات الصحية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومن الخبراء في مجال الصرع تشخيصاً وعلاجاً، حتى لا أطيل عليكم أترك المجال لأستاذنا الدكتور طلعت ليبدأ الحديث ونأمل أن يكون الحديث على مستوى نستطيع أن نتابعه وأن نفهمه حتى تصبح الجلسة جلسة زمالة ومعلومات عامة بدلاً من أن تتحول إلى جلسة علمية متخصصة حتى لا نضيع وسط الألفاظ العلمية والأدوية.

 

ويشاركنا في هذه الليلة الأخ الزميل الدكتور (فتحي أخضر) استشاري تعويقات الأطفال في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، الدكتور فتحي ذو باع طويل في مجال البحث العلمي، وكلا المتحدثين أو كلا المشاركين من خريجي جامعة لندن وهي من الجامعات المعروفة.

 

أترك للأخ الدكتور طلعت ليبدأ حديثه ثم نبدأ بعدها باستماع الأسئلة والرد عليها.

دكتور: طلعت الوزنة:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

في البداية أحب أن أشكر الإخوة الذين دعوني للمشاركة في النقاش وأخص بالذكر الدكتور (ناصر الموسى) والإخوة في الأمانة العامة للتربية الخاصة، وكذلك أشكر الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) على الاتصال المتواصل والتنسيق المستمر، والحقيقة تعمدت ألا أحضر معي (سيلاتات) أو شرائح تصويرية أو أوراق معينة حيث قد ركزت على أن يكون النقاش مفتوحاً وأن نركز فيه على الأمور الاجتماعية أكثر من أن نقدم محاضرة علمية بحتة تتحدث عن الصرع من مفهوم طبي.

 

كلمة الصرع في حد ذاتها كلمة مخيفة، وكنت أطالب بتغيير هذا المسمى حيث أرى في كلمة الصرع وصمة خوف ورعب على أسرة المريض قبل أن تكون على المريض، ولذلك كنا نحاول بقدر الإمكان مع الإخوة المتخصصين في مجامع اللغة العربية أن نبحث عن بديل للكلمة كتشنجات أو اختلاجات أو ما إلى ذلك، ومازلنا نبحث عن المصطلح البديل لأننا كما تعلمون عندما يقال لقي الإنسان مصرعه نقصد بذلك أن هذا الشخص قد لقي حتفه أو توفي، فهي تعبر عن أشد إصابة في الإنسان وهي مصيبة الموت.

 

كثير من العلماء كانوا يصابون بالتشنجات أو الصرع وكانوا أذكياء وعباقرة، وهذا يرد على كثير من المفاهيم التي كانت تتداول في المجتمعات على أن المصابين بالصرع هم مرضى نفسيون وأنهم يعانون من الجنون أو عدم القدرة على التكيف، وهذا الكلام ليس صحيحاً بالجملة، صحيح أن هناك بعض الأمراض النفسية المترتبة على أمراض عضوية في فصوص المخ قد يصاحبها صرع ولكن هذا لا يعني أن الصرع الذي ليس له أسباب عضوية واضحة يعني أن الإنسان مختل عقلياً، بل أحياناً تجده من العلماء، والشواهد في التاريخ كثيرة، فكما هو معروف (أديسون) مخترع المصباح الكهربائي كان يصرع، وكذلك (بيتهوفن) المشهور في ألمانيا بالنسبة لعباقرة الموسيقى، كذلك بعض العلماء في الاتحاد السوفيتي سابقاً والمشهورين في مجال الصناعة والصحافة مثل: (كوزفيل) و(كروستوف)، كما أن هناك كثيراً من العمالقة في الطب وفي الهندسة وفي علوم الأمراض كانوا يعانون من الصرع، إذن مفهوم ارتباط الصرع بالتخلف العقلي غير صحيح.

ما هو الصرع أو التشنجات؟

بالمفهوم البسيط هو اختلال مفاجئ في النشاط المخي الذي نسميه النشاط الكهربائي في المخ.

 

والمخ كما نعرف هو عبارة عن فصوص تنقسم إلى جهتين في اليمين واليسار، وكل جهة فيها فص صدغي وفص جانبي وفص خلفي، هذه هي الفصوص الرئيسة ولكل واحد وظيفة، ولم يتوصل العلم الحديث إلى وظائفها بشكل كامل، ولكن على سبيل المثال الفص الأمامي والفص الصدغي مسؤولان عن تصرف الإنسان والعادات والتقاليد والمهارات السلوكية، إضافة إلى أن هناك وظائف أخرى كالحركة والتحكم في البول وما إلى ذلك، الفص الصدغي به كذلك الانطباعات النفسية والتفكير ومراكز السمع وتحليل الأصوات وما إلى ذلك، فعندما يبدأ النشاط الكهربائي الزائد في جزء من هذه الخلايا التي في المخ تبدأ الاختلالات تترجم على الإنسان، فلو بدأت في الفص الأمامي المسؤول عن الحركة فإذن ما يظهر على المصاب بالصرع هو الاختلال في الحركة، فتحدث حركة مفاجئة لا يستطيع التحكم فيها، وهكذا لو أصاب النشاط الكهربائي الزائد في مكان يتحكم في حركة الوجه أو الرجل، كذلك لو أصاب مكاناً مسؤولاً عن التصرفات الاجتماعية أو السلوكية أو النفسية فنجد أنه يتصرف تصرفاً غريباً، كذلك لو جاء في المركز المسؤول عن التحدث فقد يهذي بكلام غير صحيح وهكذا.

 

إذن الصرع هو اختلال مفاجئ في النشاط الكهربائي في المخ يبدأ في بؤرة ثم ينتشر في جميع أنحاء المخ، هذا عندما يكون كاملاً أو شاملاً، ويؤدي في هذه الحالة إلى فقدان الوعي وسقوط الشخص، وهذا يصيب كل الأعمار الكبار والصغار.

 

ولا توجد نسبة محددة لمرضى الصرع، ولكن الوراثة قد تكون لها عامل مؤثر، فبعض الأسر قد ينتشر فيها نوع معين من الصرع نتيجة معاناتهم من مرض معين في المخ، وقد تكون هناك نسبة من الحالات لا نعرف لها أسباباً.

 

بالنسبة للأسباب فهي في الغالب غير معروفة، ولكن إذا فهمنا أنه خلل موجود في المخ فقد يكون مرئياً أو غير مرئي، وقد يكون الخلل نتيجة لوجود ورم في جزء من المخ، فيبدأ هذا المكان يتأثر ويؤدي هذا إلى نشاط كهربائي، غالباً ما يكون مصاحباً بعجز أو بعوق، وقد يكون نتيجة لالتهابات في المخ همجية بكتيرية أو فيروسية، وربما يكون نتيجة لتشوهات خلقية أو نزيف أو تجلط أو لإصابة الدماغ بضربة، هناك أسباب كثيرة عضوية، وتظهر عندما نجري الفحص، فالذي تظهر عليه أعراض الصرع لأول مرة نجري عليه فحصاً كاملاً سريرياً لنتأكد أنه لا يعاني من أي علامة تدل على إصابة في المخ سواء كان في الأطراف أو القدرات الذهنية أو وظائف الأعصاب العلوية، ونقصد بالمخية العصب الأول والثاني والثالث إلى الثاني عشر، ثم بعد ذلك نركز على قضية الحركة في الجسم والإحساس كما نركز على التوازن وما إلى ذلك كذلك نجري الفحوصات المخبرية لنتأكد أنه ليس هناك أملاح زائدة أو ناقصة أو نقص في السكر أو حتى الزيادة في السكر، فهناك بعض الأسباب قد تؤدي إلى هذه التشنجات أو الصرع، فكثيراً ما يحدث لدى الطفل تشنجات ناتجة عن الحرارة العالية، لأن الطفل في هذا العمر ليس له المناعة الكاملة في التركيب التشريحي للمخ، وبالتالي يمكن أن تكون الحرارة مؤشراً على النشاط الكهربائي في المخ المؤدي إلى التشنجات.

 

وإذا انتهينا من الفحوصات السريرية ووجدنا أنه لا توجد علامات على وجود أمراض عضوية سريرية نجري تخطيطاً للمخ، وهو عبارة عن أسلاك توضع على الرأس والهدف منها هو تسجيل النشاط الكهربائي في جميع أجزاء المخ، لمعرفة إن كان هناك اضطراب في جزء من المخ أو كل المخ، وتظهر علامات النشاط الكهربائي في شكل معين معروف للطبيب، وكذلك نجري التصوير الدماغي الطبقي أو المقطعي، ويوجد الآن ما هو أفضل من التصوير وهو الرنين المغناطيسي وقد يكون أدق في إظهار الأمراض الموجودة في المخ.

 

وهذا كله لا يعني أننا قد تأكدنا (100%) أنه لا يوجد شيء في المخ حيث أن هناك مستوى الخلايا الصغيرة التي لا يمكن للإنسان أن يفحصها بالتصوير الطبقي أو الرنين المغناطيسي، ولذلك إذا تأكد لنا الشك فقد نذهب أبعد من ذلك بأن نجري تصويراً ملوناً للشرايين، فنحرص عندما يكون هناك اشتباه في وجود تشوهات خلقية أن نصور تصوير ملوناً، متى ما تأكد أنه ليس هناك عيوب أو تشوهات أو أشياء تحتاج إلى جراحة نتأكد من أن هذه النوبات أكيدة بأن نسأل الأسرة عن هذه النوبات لأن التشخيص الأساسي يعتمد على المشاهدة العينية، بمعنى آخر أنه عندما يأتي أب ويقول: (ابني سقط، أو سقط منه زبد) هذا قد لا يكون صرعاً قد يكون شيئاً آخر مثل اضطرابات القلب فقد تؤدي إلى انخفاض مستوى الدم المندفع للمخ مما يؤدي إلى سقوط الشخص، لكن معرفة حيثيات الحالة ممن شاهدها أمر مهم جداً بمعنى أننا يجب أن نستمع إلى وصف دقيق لما حدث من المصاب ممن شاهده أثناء التشنجات كأن يقول: (المصاب حرك رأسه على جهة أخرى أو صعدت عينه إلى أعلى أو عض لسانه أو أخرج زبداً أو سقط أو أنه ظهرت بعض العلامات على فقد تحكمه في البول فوجد بلل في الملابس الداخلية... وهكذا).

 

والوصف الدقيق كثيراً ما نفتقده للأسف من الذين شهدوا تشنجات المصاب، لأن الذي يشاهد المريض في هذه الحالة لأول مرة قد يتأثر نفسياً وعاطفياً فيحدث له عدم تركيز على الشيء الذي حدث بدقة للمريض، فالتشخيص يعتمد على المشاهدة في الدرجة الأولى ثم بعد ذلك إذا أجرينا فحوصاً وتبين لنا أن هناك نشاطاً كهربائياً مرتبطاً بالصرع أو بالتشنجات فهذا نعتبره تأكيداً على ذلك، وهنا تبدأ الخطة في العلاج.

أنواع الصرع:

أنواع الصرع كثيرة، وهناك تصنيفات كثيرة لجمعيات عالمية في الصرع ولكن أقتصر هنا على الشيء الذي نلاحظه كثيراً لدى تساؤلات المرضى وأسرهم، فنقسم الأنواع إلى:

1- كبيرة.

2- صغيرة.

 

1- الكبيــرة: هي التي غالباً ما تؤثر في نفوس الأسر والمشاهدين للحالة ويحضرون المريض على أساس أنه فقد حياته.

 

ومن علامات هذه الحالة رؤية الشخص فجاءة ينتفض، وهذا معناه أن هناك انقباضاً وانبساطاً، تنقبض العضلات وتتقلص وتؤدي حركة معينة سواء كان بانقباض أحد المفاصل كالذراعين أو اليدين أو الرجلين أو انبساطها وانفرادها، وهذه الحركة في حد ذاتها حركة مخيفة تؤدي إلى عدم التحكم، فإذا كان الشخص واقفاً يسقط، ولو كان جالساً يميل إلى أحد الجانبين، إضافة إلى حركة العينين وتبدأ بأن العين تتحرك إلى أعلى وتكون مفتوحة وتتجه في اتجاه معين إلى أعلى سواء كان إلى أعلى اليمين أو اليسار ثم ينفصل المريض عن المجتمع الذي حوله ولا يدرك ماذا يدور حوله، وقد يتحدث معه أحد الحاضرين فلا يرد عليه أو ينقطع عن الكلام بعد أن كان يتحدث ثم تزرق شفتاه وهذه نقطة مهمة جداً تدل على أنه في حالة انقباض كامل لعضلات الجسم وينتج عن هذا توقف التنفس والشهيق والزفير، وبالتالي يقل الأكسجين في الجسم كله، ومن هنا تزرق شفتا الشخص وقد يتحول لون البشرة أحياناً إلى البياض لأنه لا توجد في جسده فورة للدم فيختفي احمرار لون الدم المنتشر في خلايا الجلد، ولأن الفكين قد ينقبضان أيضاً فقد يخرج لسانه للخارج ويعضه، وهذا المنظر قد يكون رهيباً لشخص قد يراه لأول مرة، وعندما تصير مرحلة الانقباض والانبساط قد يسقط.

 

إذن هي سلسلة من الحركات قد تبدأ فجأة بأن الشخص ينفصل عنك فلا يدرك ما حوله، ثم يتوقف عن الكلام مثلاً إذا كان يتكلم، حركة عينيه تصبح غريبة ولون البشرة يتغير، ثم قد يعض على لسانه ثم توجد الحركات الانقباضية والانبساطية، وهناك أنواع انقباضية فقط أو انبساطية فقط تؤدي إلى سقوط الشخص.

2- جزئيــة: وهناك نوعان منها:

أ‌-الجزئي البسيط: جزء واحد فقط من الجسم يتحرك سواء لأعلى أو لأسفل، بينما الشخص في كامل قواه، أو يتحرك جزء من عضلات جسمه سواء كان في وجهه أو يديه أو رجليه ولكنه واع ومتيقظ ويعرف ما يدور حوله حتى أنه يتكلم.

ب‌- الجزئي المعقد: وقد يكون مصدره الفص الصدغي، والمصاب به يأتي في الغالب بتصرفات غريبة سلوكية نفسية قد تصاحبها أحياناً حركات في الوجه غريبة.

 

ويهمني كثيراً أن أوجه إلى قضية الغياب، لأنني ألاحظ كثيراً أن هناك أطفالاً يعانون من سوء معاملة الأسرة والمدرسين لهم، بمعنى أن الطفل المصاب قد يكون ذكياً جداً لكن تتكرر عليه حالة الغياب عدة مرات وقد تصل إلى عشرين أو مائة، تأتي حالة الغياب في أقل من ثانية فينقطع الطفل فجأة عن العالم الخارجي وتتحول عينه إلى وضع شخوص في غضون ثانية أو ثواني، وربما تحدثه بينما هو في حالة سرحان، وفي الواقع ليس هناك سرحان وإنما هو نوع من التشنجات أو الصرع، وأضرب لذلك بمثال، هناك طفل جالس على مائدة الغداء ويمسك بملعقة ويأكل ويرفع الملعقة إلى فمه وفجأة تتوقف الملعقة قبل وصولها إلى الفم، والذي يراه يندهش لماذا توقفت الملعقة ويسأله لماذا لم تصل اللقمة إلى فمك فلا يجيب، ثم يعود فيرفع الملعقة إلى فمه، وهذا التوقف الفجائي يعني أن هناك نشاطاً كهربائياً حدث في المخ وانتشر في جميع خلاياه لمدة ثواني أدى إلى انقطاع وعيه وإدراكه، ورغم توقف كل الأنشطة في جسمه إلا أنه لم يتحرك أو يسقط لأن حالته لم تؤد إلى فقد الانبساط المتمثل في حركة السقوط، ولكن هناك حالات أخرى قد تؤدي إلى سقوط المصاب بها.

 

وحالة الغياب هذه يترتب عليها إصدار أحكام خاطئة على الطفل المصاب بها لتكرار حدوثها، حيث قد تحدث مثلاً في الحصة الدراسية أكثر من أربعين مرة، فلا يستطيع الطفل أن يتابع المدرس لأنه يسمع المعلومات بشكل متقطع فلا يكتمل معناها في ذهنه نتيجة لهذا الخلل المتكرر في المخ، ومن ثم يحكم عليه المدرس بالبلادة أو التخلف العقلي.

 

ومثل هذه الحالة عندما تشخص وتعالج يتحول الطفل من بليد وعنيد وولد لا يسمع الكلام إلى ولد مطيع ونشيط، ومن الأشياء التي يؤسف لها وتؤثر في النفس أن الأب قد يضرب ابنه المصاب بهذه الحالة لظنه أنه لا يسمع الكلام أو يعاند، وحقيقة الأمر ليست كذلك فإنه يصاب بنشاط كهربائي يحدث في المخ ينتج عنه حالة الغياب، وبالتشخيص يتضح الأمر لدى الأب والمدرس.

أنواع الصرع متعددة لدى الكبار والصغار، ولا أريد أن أتعرض لها بشكل مفصل في هذه المحاضرة.

العــلاج

ولا أرى كلمة العلاج مناسبة لحالات الصرع، إذ أن الدواء الذي نعطيه ليس علاجاً، وإنما هو مثبط للنشاط الكهربائي في المخ حيث أننا لم ننزع جذور هذا المرض من أصله ولا أرى أن يطلق عليه مرض لأنه نشاط فجائي يأتي ويختفي، فهي حالات متكررة بعضها يختفي عند الكبر خاصة تلك التشنجات المرتبطة بالحمى والحرارة، ولا بد من التركيز على الأسرة والأقارب والمدرسين لتوعية الطفل بأنه غير مريض لكي لا يستغل هذه الحالة ويدعي أنه مريض أو لا يستطيع الخروج من المنزل ويستثير عطف الأسرة بالتدليل والشفقة وبالتالي تعوق هذه التصرفات نموه وتحصيله العلمي، لا بد أن نشعره بأنه طبيعي إلى حد ما.

 

ولا بد أن نأخذ في الاعتبار أن الذي تصيبه حالات الصرع يجب ألا يسبح في مسبح بمفرده؛ لأن ذلك يمثل خطورة على حياته إن أصابه الصرع وهو في الماء، وكذلك لا يمشي على مكان مرتفع يحتمل سقوطه منه إذ من المتوقع أن تحدث له النوبات في أي وقت وفي أي لحظة.

 

وهناك مثيرات لحالات التشنجات حتى مع تناول العلاج، منها الإرهاق الجسماني الشديد والسهر الكثير والتعرض للشمس أو الأضواء المتكررة، إذ أن بعض المرضى لديهم حساسية مفرطة للأضواء، وكذلك عندما يصاب أحياناً بحمى أو حرارة فهو عرضة لأن يصاب ببعض التشنجات، حيث أن أي اختلال ولو متوسط في الجسم ككل قد يثير النشاط الكهربائي لدى هؤلاء الناس سواء كان صغيراً أم كبيراً حتى مع تناولهم للعلاج، فالأفضل الابتعاد عن هذه المثيرات، وتخطئ الأسرة عندما تظن أن إعطاءها المريض بالصرع للعلاج كاف لعدم حدوث التشنجات فهذا غير صحيح، لأن العلاج ما هو إلا مثبط للنشاط الكهربائي لكن المريض إذا تعرض إلى مثيرات الصرع فقد تأتيه النوبة، من هنا لا بد أن نفهِّم المريض وأسرته حقيقة التشنجات وما الذي يمكن أن يتجنبه.

 

هناك كلام كثير على موضوع العلاج الدوائي ببعض الأعشاب، وعلى بعض الحركات المعينة التي تستخدم للصرع، وهذه الأشياء لا أستطيع الخوض فيها لأنها لا تزال في مجال البحث ولم تظهر لها نتائج أكيدة.

 

وهناك أمر مهم يتعلق بأخذ الأدوية وهو أنه لا بد من تناولها بانتظام؛ فهذا يساعد كثيراً على تحسن وضع الشخص مستقبلاً كطالب أو موظف لأن تكرار هذه النوبات يؤثر في نفسيته وعطاءه لعمله، فالانتظام في العلاج يؤدي إلى إقلال أو منع النوبات التي تأتي له في المستقبل.

 

ولا بد أن ندرك الآثار الجانبية المترتبة على تناول العلاج، وأن نخبر المريض بكونه قد يستمر في تناول العلاج طيلة حياته وهذا بالطبع ليس في كل الحالات فقد يأخذه فترة طويلة تصل إلى ثلاث سنوات ويلاحظ عليه خلالها نشاط كهربائي ثم نحاول أن نقلل الجرعات ونراقب حتى يمكن أن يستجيب، فلا بد من فترة لأخرى أن نجري على الشخص بعض الفحوصات لنتأكد من عدم وجود آثار جانبية في الدم.

دكتور: فارس:

نفتح النقاش والتعليقات للحضور.

دكتور: إبراهيم الفوزان:

فيما يتعلق بموضوع الأدوية المستخدمة الملاحظ أنه في معاهد التربية الفكرية غالباً ما يعطى هو (تبريتول)، وهذه مشكلة يعاني منها الزملاء الذين يعملون في هذه المعاهد إذ أن الكمية التي تعطى للأطفال أكثر من الحد الذي يستطيع أن يستوعبه؛ ولذلك يكون في الفصل في حالة غياب تام، في أغلب وقته نائماً لا يقدر على الاستفادة مما يدور في الفصل طالما هو تحت تأثير الدواء، وربما يستمر كذلك لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، فما الذي يمكن أن نعمله في مثل هذه الحالات، هل تخفيف الجرعات يمكن أن يساعد على تخفيف الوضع؟ والذي أعرفه أن تخفيف الجرعات قد يساعد تنشيط الصرع نفسه، وربما يعود له بشكل أكبر، كما أنني أعرف أن مثل هذه الجرعات ترتبط بوزن الشخص، فربما أحياناً يكون هناك خطأ في التشخيص ويعطى له جرعات أكثر من التي يحتاج.

دكتور: طلعت:

فيما يتعلق بالأدوية سواء كان (التبريتول) أو غيرها، هناك أهمية للاتصال بين المصاب بالتشنجات أو الصرع وبين الطبيب المختص، إذ يجب من فترة لأخرى التأكد من الآثار الجانبية المترتبة على تناول مثل هذا الدواء ومدى تأثيرها على الشخص.

 

وحسب خبراتي يعتبر (التبريتول) الذي يعني في المصطلح العلمي (كروموزافين) أقل الأدوية التي بها تأثيرات جانبية، ومن المعلوم أنه يؤدي إلى النعاس في البداية نتيجة لدخول دواء جديد على الجسم يؤثر في حركته وامتصاصه ثم تصريفه عن طريق الكلى والكبد، وغالباً في البداية لا يخلو تأثيره من نعاس وهذا ما نلاحظه في جميع المرضى ولذلك نبدأ بجرعات بسيطة جداً ويستحسن أن نعطيها للطفل في الليل، أي عندما يذهب لينام لكي يكون تأثيرها عليه تحت وطأة النوم مما يجعله مستغرقاً في النوم أكثر، لأننا إذا أعطيناه هذا الدواء خلال النهار وشعر بتغيرات فربما يكره الدواء.

 

(التبريتول) هو أقل الأدوية تأثيراً خاصة لدى الأطفال، نحن كأطباء نفضل أن نتجنب (الفريتون) إلى حد ما خاصة مع الفتيات أو صغار البنات، إذ يترتب على تناوله بعض العلامات كنمو اللثة وكذلك ظهور الشعر في الجسم مع وجود بعض المشاكل المرتبطة بالدورة الشهرية وما إلى ذلك، لكن (التبريتول) و(الفريتون) لهما التأثير نفسه تقريباً، وأعتقد أن تأثير (التبريتول) يتعلق بمقدار الجرعة.

 

فيما يتعلق بضوابط صرف العلاج، الطبيب يعطي أقل جرعة تصل إلى الهدف وهو منع النوبات، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى الدواء في الدم، فلا بد من قياسه لمعرفة ما إذا كان قليلاً أو كثيراً بالإضافة إلى معرفة ما إذا كان يأخذ أدوية أخرى تؤثر على الجسم، ولا بد من الرجوع إلى الطبيب هل هذا الطفل يأخذ (200) أو (400) أو (500)، الغالب في الأطفال أن يأخذوا (200) أو (300) وذلك حسب وزنهم، أما الكبار فقط يصل مستوى الجرعات إلى (600) أو (800)، فلا أدري كم الجرعة التي يأخذونها، ولا بد من استشارة الطبيب عن مدى إمكانية تنزيل مستوى الجرعات ليتم التحكم في النوم، وتعميم الحكم بالنوم على جميع الأطفال الذين يتناولون جرعة (التبريتول) ليس صحيحاً، فقد يرجع هذا إلى ارتفاع نسبة هذا الدواء في الجسم وقد ينتج عن سبب آخر، علماً بأن (التبريتول) هو الشائع استعماله خصوصاً في معاهد التربية الفكرية، أما (الفريتون) فيقل استعماله، ومعرفة مقدار الجرعات أمر مهم لكي نحكم على الطفل إذا زادت نوبة النعاس لديه؛ لأنها إذا زادت فقد يستمر تأثيرها معه إلى صباح اليوم التالي إذا كان قد أخذه خلال الليل.

أحد الحاضرين:

الأطفال الذين يتناولون أدوية الصرع يأتي الطفل منهم في فترة الصباح يعاني من النوم وربما يستمر في نومه لمدة ساعة أو ساعتين.

 

وسؤالي هل أتركه نائماً إلى أن يصحو بنفسه؟ أم أجبره على الانتباه من أول النهار بأدائه لبعض التمارين الرياضية مثلاً؟

دكتور:طلعت:

ما أفضله هو أن ينشط هؤلاء الأطفال في بداية يومهم الدراسي مع أقرانهم ولا يجب أن تؤخر الحصص لهم عن برنامج بقية زملائهم، وعلينا أن نعرف وقت حدوث نوبات الصرع لهم: هل تحدث في النوم أم في اليقظة فمن تأتيه النوبة في النوم لا داعي لأن يأخذ دواءً في النهار.

دكتور: فارس:

الأطباء أحياناً يتسببون من خلال وصفاتهم في أضرار جانبية سواء في التشخيص أو في العلاج، وعلى الطبيب حين يشخص حالة تشنجات أن يسأل نفسه قبل أن يبدأ إعطاءه الدواء: هل هناك داع أصلاً لإعطاء الدواء؟ قد تأتي التشنجات مرة كل أسبوعين أو ثلاثة وتستمر لدقائق معدودة ولا يترتب عليها تغيراً في حالة الطفل العقلية والنفسية المتوقعة بعد التشنجات، ومن هنا يسأل الطبيب نفسه هل هناك داع للعلاج؟ أما أنه يكفي أن نضع الطفل تحت المراقبة وفقط يعلّم الأهل ماذا يصنعون عند نوبة التشنج، أما فيما يتعلق باختيار الدواء، فالأدوية الموجودة متعددة، ويختلف الأطباء في وصفهم من طبيب لآخر للدواء مع كثرته واختلاف تأثير أنواعه، وأحياناً يظهر دواء جديد ويقال عنه إنه ممتاز وليس له آثار جانبية، ثم نفاجأ بعد سنة من استعماله أن له كثيراً من الأضرار الجانبية ومفعوله ليس كما توقعناه، فنعود إلى العلاج الذي كنا نستعمله قبل سنوات.

 

وإذا ظهر لنا تأثير سلبي للعلاج فعلينا أن نغير الجرعة بالتدريج فنبدأها بجرعات صغيرة جداً، ربما نصف الجرعة المتوقعة لمدة أسبوعين وبعدها يرى الطبيب أثر هذا الدواء على الطفل وكيفية استجابته له، وهل لدى الطفل حساسية من هذا الدواء؟ فمن المعلوم أن هناك حساسية من بعض الأدوية، وكذلك أدوية التشنجات أيضاً لها حساسية، بل قد يكون لها آثار قاتلة أحياناً لخطورتها على الدم أو الكبد، لذا فيجب البدء بجرعات بسيطة مع استمرار فحض الدم ووظائف الكبد ونوعية الخلايا الدموية وهل جرى فيها تغيير، فلا بد من معرفة مستوى هذه الجرعات ونتائجها في مستوى الدم وهل وصلت إلى المستوى العلاجي الذي ينفع في وقف التشنجات أم لا؟ ويختلف الأطفال في ذلك اختلافاً كبيراً جداً في استجابة أجسامهم للجرعات، فمثلاً تعطي أطفالاً لهم نفس الوزن جرعات مماثلة ثم تفاجأ بعد أسبوعين أن هذا الطفل وصل إلى المرحلة العلاجية التي تكفيه والثاني كأنه لم يأخذ شيئاً والثالث وصل إلى أنه يكون نائماً في أغلب الوقت، وهناك متغيرات كثيرة، منها وقت الجرعة، فلدينا مجال واسع لإعطاء الجرعات، فالطفل الذي يذهب إلى معهد التربية الفكرية من الساعة (8) إلى  (12) ويمكث في المعهد أربع ساعات نستطيع أن نعطيه الجرعة الدوائية بعد الظهر بدلاً من أن نعطيها له في الليل، كي يكون في الفترة الصباحية في أحسن درجات الاستيقاظ، وأتفق مع الدكتور طلعت على أن الطفل يجب أن ينام مبكراً لأنه إذا اجتمع عليه سهره على برامج التلفاز مع نعاس تعويضي في الصباح مع تتبعه لبرامج الكرة إلى ا لساعة الحادية عشرة ليلاً أو بعدها فمتى يستيقظ مثل هذا الطفل، فمهم جداً أن تبحث مثل هذه القضايا كلها، وما يؤسف حقاً أن كثيراً من الحالات يبدأ الطبيب علاجاً لها مع أنه ليس هناك داع للعلاج في نظري مبدئياً، وذلك مثل التشنجات التي تأتي بعد أسبوعين أو ثلاثة أو كل شهر، صحيح ما قاله الدكتور طلعت فيما يتعلق بحالة التشنج الكبيرة غير أنها لا تأخذ إلا وقتاً قصيراً ولا تتكرر كثيراً، ولو علَّمنا الأسرة كيف تتعامل مع مثل هذه الحالات عند نوبة التشنج وماذا يصنعون وكيف يُنوِّمون الطفل وفي أي وضع يكون، مع تجنب بعض الأشياء مثل الأضواء المتحركة السريعة والخروج المفاجئ إلى الشمس والإرهاق الشديد أو السهر الشديد، فالارتفاع في درجة الحرارة قد يأتي بالصرع أحياناًً حتى في التشنجات غير الحرارية، ومحاولة تجنب هذه الأشياء قد تفيد أحياناً أكثر من الدواء، يجب أن يكون الدواء آخر شيء يلجأ إليه الطبيب كأنه الكي، فمن المهم جداً أن نتساءل كثيراً هل هناك داع للدواء أم لا؟

دكتور: إبراهيم الفوزان:

الدكتور فارس يقول أن العلاج كالكي آخر شيء يتم اللجوء إليه ولكن في معاهد التربية الفكرية الوضع يختلف حيث أننا نتعامل مع الجوانب النفسية أكثر مما نتعامل مع جوانب مرضية، وبالتالي عندما تحدث حالات الصرع الكبيرة وحالات الصرع المعممة للطفل في الفصل بين زملائه تكون هناك مشكلة لا نريد وقعها، وهي أنه قد ينتج عن مشاهدة الطلاب له في هذه الحالة آثار نفسية، لذا نحرص على إعطائه الدواء كي لا تحصل في الفصول مثل هذه الحالات بين الطلاب حتى ولو كانت على فترات متباعدة.

 

دكتور: فتحي أخضر:

أود في هذا اللقاء أن أستغل فرصة وجود أساتذة التعليم الخاص وأقول أن الطفل المصاب بالصرع هو طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو مهمل وغير تابع لأقسام التعليم الخاص، وبالتالي هو مدمج مع الطلبة العاديين، فالتنسيق في التعليم ووضع برنامج لمثل هؤلاء الأطفال يجب أن يتم عن طريق مدرس التعليم العام والجهة المسؤولة بتعليم وتربية ذوي الاحتياجات الخاصة، ورأي المدرس في هذا الطفل مقبول أكثر من رأي الطبيب.

د. إبراهيم الفوزان:

أشار الدكتور فتحي إلى نقطة أود إثارتها وهي هل نعتبر الطفل المصاب بالصرع من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ ونحن كمربين نهدف في المستقبل أن يدخل ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن فئات المجتمع.

 

الصرع في حد ذاته مشكلة، وتكون المشكلة أكبر إذا صاحبه تخلف عقلي أو عوق آخر، ومثل هذه الحالات الخاصة إن وجدت فالمربي يتعامل مع التخلف العقلي ولا يدخل تحت اهتمامه موضوع الصرع.

 

المربون يسعون إلى التكامل وذلك بإدخال ذوي الفئات الخاصة ضمن المجتمع العادي، فلا نحاول أن نعزلهم على الإطلاق.

 

إذا وجدت حالة خاصة مثل الصرع المصحوب بمشاكل نفسية فالاهتمام بها يدخل تحت مظلة التربية الخاصة وعلينا أن نتعامل معها كحالة خاصة.

 

فيما يتعلق بحالات التخلف العقلي البسيط ومسار حالات عوق الكلام فالخطة التي سوف تطبق مستقبلاً سواء في وزارة المعارف أو في الرئاسة العامة لتعليم البنات أن يدخلوا ضمن برنامج التعليم العام، وقد بدأت هذه الخطة بالفعل.

دكتور: طلعت:

أوافقك أن عملية الدمج هي مطلب تربوي هام جداً بشرط ألا يفقد الطفل الميزات التي يمكن أن تعطى له بصفته من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وأعرف من دراساتي لأوضاع التعليم الخاص وتجاربه أن هناك تجربة كانت في المدينة المنورة دُمج فيها الطلبة ذوي التعويق الفكري والذهني مع أقرانهم العاديين، ولم تنجح هذه التجربة حيث لم يسبقها وعي إعلامي عن موضوع الدمج، وما يؤسف حقاً أن كثيراً من الآباء سحبوا أطفالهم الأسوياء من هذه المدرسة كي لا يختلطوا مع هؤلاء الطلاب.

 

لا ننكر أن الدمج عملية جيدة وينادى بها ونجحت في السويد وفي بعض البلدان الأخرى لكن شريطة ألا تفقد الطفل الحاجات التي يحتاجها نتيجة لهذا الدمج.

أحد الحاضرين:

ما هي كيفية توجيه الطالب المصاب بالصرع أكاديمياً في الفصل الدراسي في مجال التدريس سواء في معاهد التربية الخاصة أو في معاهد أخرى؟ كيف نوجه هؤلاء الأطفال بحيث نرتفع بمستواهم التعليمي مع علم المدرس بوجود تشنجات لدى هذا الطفل أو ذاك.

دكتور: فتحي أخضر:

الموجه الأول في الموضوع هو المدرس ولا بد من فتح قنوات بينه وبين الطبيب، ولا ننكر أن الأهل يتقبلون توجيهات المدرس أكثر من الطبيب، وهذا الرأي قابل للتجربة والخطأ غير أنه يعتمد على الإمكانات، ونحن كأطباء مستعدون أن نتجاوب مع المدرسين ونرى ما هي الأشياء القابلة للتطبيق، وليس هناك حل جذري في نظري لهذا الموضوع حتى الآن.

دكتور: فارس:

بعض الأطفال الذين تصيبهم التشنجات قد يكونون من الأذكياء وقد يكونون من أصحاب الاحتياجات الخاصة فإذا كان الطفل لديه عوق عقلي يقتضي وجوده في معهد التربية الفكرية مع وجود تشنجات لديه أيضاً فإن الموضوع لا شك صعب وسيحتاج إلى تعليم فردي وجهد أكبر، وإذا كان يأخذ أدوية فبعض هذه الأدوية لها أضرار جانبية سواء النعاس أو عدم القدرة على التركيز أو النسيان، ومن هنا يصبح الموضوع أكثر صعوبة، ويجب مناقشة الحالة فوراً مع الطبيب حيث أن هناك بعض الأدوية التي لها أثر أقل من الأدوية الأخرى، وكما ذكرت بعض الأدوية لا داعي لها وعلينا أن نتحمل بعض الأضرار التي تنتج عن التشنجات ونعمل على وقفها عندما تحدث بدلاً من أن نعطي دواء يؤثر على قدرات الطفل بصفة عامة، كما أن علينا رفع مستواه التعليمي بمختلف الوسائل والطرق الممكنة.

دكتور طلعت:

حينما نسأل عن كيف نرفع مستوى المصاب بالتشنجات تعليمياً لا بد أن نعرف قدراته العقلية خلال تواجده في الفصل كي نحدد الإجابة الصحيحة لأن هناك عوامل كثيرة تندرج تحت إطار هذا الموضوع:

• الأول: معرفة المرض الأساسي الذي يعاني منه الطالب أو العوق الموجود لديه، هل هو تخلف عقلي بسيط أو متوسط.

• العامل الثاني: معرفة ما إذا كان لديه مشاكل نفسية أو سلوكية مصاحبة.

• العامل الثالث: معرفة إن كان يعاني منه مشاكل مرتبطة بالنطق أو الكلام.

 

فلا بد من أخذ كل هذه العوامل في الاعتبار، فمن خبرتي عند زيارة دور التربية أقول أنك قد تجد الأولاد الحاضرين في الفصل بينهم تفاوت من واحد لآخر في المتلازمة وهي مجموع ما يعانون منه، وبالتالي هناك عوامل مشتركة في تحديد المستوى العلمي لدى المدرس لهؤلاء.

 

ولكي نحاول رفع المستوى العلمي لدى هؤلاء الأطفال لا بد من التعامل مع كل شخص بطريقة  معينة لكي يعطي المعلم كل ذي حق حقه حيث أنه يوجد مثل هذا التفاوت، فلا بد من التأكد من النواحي النفسية والانطباع السيئ لدى الطفل عن النظرة الاجتماعية تجاهه داخل هذا المجتمع، وما يشغل ذهن الطالب يكون من جانبين:

• الجانب الأول: شعوره بالإحباط نتيجة لمعاناته من الصرع، أو ما يسمعه عن نفسه بأنه مجنون وأن حالته النفسية غير مستقرة أو شعوره بالدونية، ونتيجة لهذا الشعور يطمع بأن يحظى بالاهتمام والرعاية، وإذا نزلنا عند استثارته للشفقة والعطف فقد يستغل هذا العطف استغلالاً سيئاًَ الأمر الذي يترتب عليه ضرر له، وعلينا بقدر الإمكان أن نتعامل معه على أنه شخص طبيعي كأقرانه الذين يعانون من نفس الشيء، وليس كل طلاب معاهد التربية الفكرية مثل بعضهم.

• الجانب الثاني: التقليل بقدر الإمكان من تكرر الصرع لديه، إذ أن تكرر سقوطه من خلال أوضاع وأوقات مختلفة نتيجة لتكرر الصرع يدل على أن ظروف مثل هذا الطفل لا تسمح له بالدراسة.

 

القضية الأخرى: التأكد من عدم تأثير صرف أدوية الصرع على الجوانب النفسية للطفل، إذ أن زيادة تأثيرها وعدم تحري الدقة في الوصفة العلاجية يأتي بنتائج عكسية على الطفل وحتى على أسرته.

 

أحد الحضور:

نريد تعليق الدكتور طلعت على موضوع حدوث نوبات الصرع سواء كانت كبيرة أو متوسطة لدى بعض مدرسي التربية الفكرية.

دكتور: طلعت:

كما ذكرت أن الصرع الكبير يحدث لكثير من الناس سواء كان كبيراً أو صغيراً، وقد لا يتصرف البعض التصرف الملائم، فعندما يُرى الشخص في الأماكن العامة يسقط أو يحدث له بعض التشنج يتصرف بعض من يراه تصرفاً يدل على الارتباك وعلينا أن نركز على توعية الناس.

 

فإذا رأينا إنساناً كبيراً أصابته النوبة وسقط فنحاول بقدر الإمكان في البداية أن نبعده من أن يسقط على أشياء حادة أو صلبة يمكن أن ينتج عنها ضرر على صحته وسلامته.

 

وعلينا ألا نهمل النوعيات الصغيرة والخفيفة، فإهمالها قد ينتج عنه تكررها أكثر مما قد يؤدي إلى تطورها إلى نوع آخر من الصرع.

 

المصاب بالتشنج لو كان شاعراً بالاختناق فملابسه قد تؤثر عليه في التنفس، لذا فلا بد من فك أزرار الملابس وترك حرية النفس تمر دون مضايقة، فقد يأتي وقت تتوقف فيه الحركة ويزرق الجسم نتيجة لتوقف النفس.

 

والحذر من وضع أشياء في فم المريض إذ ربما يؤدي هذا إلى مشاكل.

 

وننصح الإخوة الذين يعانون من التشنجات أو الصرع أن يحملوا بطاقات، وهذه التجربة طبقناها في مستشفى الرياض المركزي، حيث وزعنا (3) آلاف بطاقة، ولكن للأسف لم يوضع تطبيقها في الاعتبار، وهي بطاقة صغيرة ومكتوب عليها الاسم وعبارة (أنا أعاني من التشنجات أو الصرع) وكذلك اسم العلاج الذي يتناوله حيث أن كثيراً من المرضى قد يسقطون في الشارع أو في السوق وللأسف يؤخذون من قبل الشرطة أو بعض الهيئات على أن هذا شارب أو على أنه يعاني من مرض آخر كالسكر، ومثل هذه البطاقة تساعد الجهات المعنية على معرفة حقيقة المرض للمصاب به.

أحد الحضور:

إذا كانت الأشعة سليمة والتخطيط للمخ سليم فكيف يحدث الصرع؟ وما هي مسببات الصرع التي تثبت طبياً حتى الآن؟

دكتور: طلعت:

المصاب بالصرع قد يجري تخطيطاً للمخ عادياً أو بالتصوير الطبقي بالكمبيوتر أو بالحقل المغناطيسي قد يكون طبيعياً بكل هذه الأنواع، حيث أننا نرى الخلايا بمقاييس كبيرة، وليس في إمكاننا رغم هذه الأجهزة الدقيقة أن نعرف الاختلال الموجود على مستوى الخلية الصغيرة جداً، لكن إذا وجد الصرع فقد يكون هناك اختلال في هذه الخلايا الصغيرة التي لم نستطع حتى الآن أن نفحصها، وهناك نسبة كبيرة من أنواع الصرع لم نعرف حتى الآن الأسباب التي تثيرها.

 

عمل التخطيط والتصوير لمعرفة النشاط الكهربائي قد لا يُظهر خللاًَ، بين النوبات قد يكون طبيعياً لأن الصرع في بعض الحالات قد لا يكون في المصاب به طوال الوقت وإنما هو اختلال مفاجئ يحدث في النشاط الكهربائي في المخ لذا فبين النوبات المفاجئة قد يكون المخ طبيعياً وإذا تم إجراء تخطيطياً قد يكون طبيعياً خالياً من أي خلل.

 

قد نجد نسبة معينة يمسمونها العلامات المرتبطة بالتشنجات أو الصرع، وإذا ظهرت لنا العلامات فنحكم عليه مبدئياً بأنه يعاني من الصرع.

 

أما الأسباب فهناك أسباب منها الاختلالات الاستقلابية للأملاح ولبعض الهرمونات والأنزيمات وأشياء أخرى تعتبر علامات سريرية أثناء الفحص مثل اضطرابات في الغدد والتهابات وتورمات، وكل هذه تؤخذ مجتمعة بعين الاعتبار لدى الفحص أو متابعة حالة المريض.

أحد الحضور:

سؤال عن بعض الحالات، فرد عانى من كثرة الصداع لمدة سبع سنوات تقريباً ثم حدث له إغماء استمر لمدة حوالي ساعتين، كان إغماءً طبيعياً لم يصاحبه أي تقلصات أو تشنجات، وبمراجعته للمستشفى وإجراء الكشف عليه ذكر له الطبيب أن هذه حالة من حالات الصرع.

دكتور: طلعت:

قد يكون هذا علامة من علامات الصرع حيث أن الصرع اختلال مفاجئ ربما يكون نتيجة تعكر في المزاج أو الفكر أو اضطراب في النظر أو السمع، أو نتيجة لوجود أورام صغيرة تنمو نمواً بطيئاً جداً قد تكون علامتها الرئيسية الصداع، وربما يهمل هذا الموضوع مدة طويلة ولا يهتم به على أنه صداع يحدث لأي إنسان نتيجة إرهاق جسماني أو نفسي أو ضغط في العمل، إلا أنه عندما يتكرر بشكل ملفت للنظر ربما يكون هذا نتيجة لوجود ورم يؤثر على بعض المراكز في المخ مما يؤدي إلى فقدان الوعي والسقوط.

 

فقدان الوعي المرتبط بالصرع لا بد أن يسبقه علامات وتشنجات ثم يسقط وهذا السقوط وفقد الوعي يسمى نوم ما بعد التشنجات، المصاب ينام نوماً عميقاً ولا يستجيب لمن يحاول إيقاظه، ثم يستيقظ وحده، والنوبة التي يفقد فيها وعيه هي النوبة أثناء النشاط الكهربائي.

 

وقد يكون هناك أسباب أخرى مثل اضطرابات دقات القلب هي أيضاً يمكن أن تؤدي إلى فقدان الإنسان وعيه وبالتالي سقوطه.

 

فإذن ليس كل سقوط وفقدان للوعي مرتبط بالصرع.

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

بسم الله الرحمن الرحيم وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين، هناك رأي في الطب القديم يقول أن الصرع ينقسم إلى قسمين:

• قسم لا أريد أن أخوض فيه ولا أريد أن أتعرض له لأنه ربما يدخلنا في بعض الأمور التي لا أريد أن نتشعب أو نتعمق فيها.

• الرأي الثاني يقول: إن الصرع ناتج عن بعض الأخلاط أو بعض الروائح التي تصل إلى المخ.

 

فأريد من الدكتور طلعت أن يوضح هذا الرأي القديم ومدى التصاقه بالتشخيص المعملي الموجود الآن حديثاً.

دكتور: طلعت:

هذا الكلام ذكر في أحد الكتب المترجمة لكاتب أمريكي كتب عن الصرع وذكر أنه حتى الهنود الحمر في أمريكا كان اعتقادهم كما ذكرت.

 

وفي أدغال إفريقيا كانوا يعتبرون الصرع من الأرواح الشريرة أو أنه ينتج عن بعض الأبخرة والدخاخين والروائح العفنة أو البقاء في مكان معين في الشمس.

 

وفي الحقيقة إن تفسيري الخاص لظاهرة الصرع من خلال الإطلاع على بعض كتب الصرع القديمة وحتى في الطب النبوي، أرجع ذلك وأفسره أنه ينتج عن استعداد كهربائي لدى بعض الناس.

 

وما أشرت إليه في أول حديثك ربما تعني به موضوع الجن، وحضرت في ندوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة نقاشاً طويلاً مع إخوة أفاضل من علماء الشريعة حول هذا الموضوع، وكنا نعيب على بعض الأطباء والأساتذة في الجامعة إنكارهم هذا القول تماماً، فمن يحترم علمه لا يحق له إذا عرف شيئاً أن ينكر الآخر لأنه قد لا يعلم مثل هذه الأمور التي يعرفها غيره بحكم علمه أو تخصصه.

 

وما ذكرت أنك لا تريد الخوض فيه أريد أن أتعرض له بإيجاز، فقبل أن آتي إلى هذه المحاضرة وقبل أن تقام الندوة التي حضرتها في المدينة مع بعض علماء الشريعة والأطباء راجعت كتب ابن تيمية في هذا الموضوع، وقرأت عن المرأة التي جاءت إلى رسول الله وتشتكي من الصرع، واطلعت على بعض الكتب في الطب النبوي، وخلصت إلى أن الله سبحانه وتعالى أثبت تلبس الجن بالإنسان في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾[1]، وما دام أن الله قد أثبته وهو الأعلم بأحوال خلقه من الجن والإنس فليقف الطب عند هذا عاجزاً، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا الأمر مادام الله قد أثبته في كتابه.

 

غير أني أحب أن أؤكد للإخوة الحضور من خلال تخصصي وخبرتي بالطب والصرع أنه ليس كل صرع ينتج عن تلبس الجني بالإنسان، فربما ينتج الصرع في بعض الحالات عن أشياء أخرى من بينها وجود بعض التورمات في المخ.

 

وما نطالب به نحن الأطباء هو توجيه المصروع إلينا أولاً لنجري عليه بعض الفحوص المخبرية والتحاليل، فإذا لم نجد نتيجة نضع أيدينا عليها بعد الفحوص والتحاليل فليذهب هذا المريض إلى من يجد عنده العلاج بإذن الله سواء كان متمثلاً في الرقية الشرعية أو في أي دواء آخر.

أحد الحضور:

هل يذكر لنا الدكتور طلعت بعض المراجع العربية التي تحدثت عن الصرع.

دكتور: طلعت:

يوجد في الأسواق كتب باللغة العربية من بينها كتاب مترجم عن الإنجليزية للدكتور (تركستاني) وآخر، كما أن هناك أربعة أو خمسة كتب مترجمة تتحدث بالتفصيل عن مرض الصرع.

دكتور: فارس:

في نهاية هذه المحاضرة نشكر الدكتور طلعت على هذه المحاضرة القيمة ونكرر الشكر للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[2].



[1] سورة البقرة، الآية: 275.

[2] المحاضرة رقم (23) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصرع (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • عالم الجن (2) الصرع أسبابه وعلاجه(مقالة - موقع الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي)
  • مواضع الحجامة لمرض الصرع ( كهرباء زائده في المخ )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مرض الصرع والتشنجات (أسبابه وعلاجه)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ابني مصاب بالصرع الجزئي(استشارة - الاستشارات)
  • دير العاقول .. حيث صرع المتنبي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة السنة في التشريع الإسلامي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • امرأة من أهل الجنة (سعيرة الأسدية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مخاطر الألعاب الإلكترونية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • شبهة إنكار الوحي(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- النوبات أثناء النوم
برابح فافة منصورية - الجزائر 07-02-2015 05:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم لمراهقة مصابة بالصرع ومختصة نفسانية عيادية وأقوم بالتكفل النفسي للمصابين بالصرع. يسعدني التواصل معكم حتى أكون على اطلاع بكل ما يتعلق بهذا المرض الذي سميته في إحدى محاضراتي بالمرض الذي يعيش في الظلام في مجتمعاتنا العربية مقارنة مع المجتمعات الأخرى وراجع لقلة التوعية حيث إنه مزال ينحصر تحت مفهومه الإنثروبولوجي والثقافي ومن يحصد ثمار هذا الغموض هو المصاب بالدرجة الأولى والعائلة بالدرجة الثانية .
جميل جدا قولكم إن الدواء ليس هو الحل أو العلاج وهذا مبدئي في التربية العلاجية التي أمارسها مع الحالات .
دون أن أشعر تحدثت عن عملي قبل الموضوع الذي أود الحديث عنه ابنتي سبق وأن توضح أنها تتعرض إلى نوبات أثناء النوم وأعطتها طبيبتها (اميكتال) إلا إنه تسسبب لها في آثار جانبية خطيرة مما استدعى إيقافه فورا لأن الطبيبة لم تعوضها بدواء آخر منذ عامين ماذا أفعل? أنا مستعدة أن افعل أي شيئ يساعد ابنتى على الاستقرار الصحي في حالتها.
تحياتيالخالصة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب