• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

جهاز نظام سعيد

د. محمد سعيد ميلودي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/5/2011 ميلادي - 15/6/1432 هجري

الزيارات: 8365

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جهاز نظام سعيد

ألقاها: دكتور/ محمد سعيد ظاهر ميلودي

في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 18/7/1416هـ

مدير الجلسة: أ/ عبد الرحمن الخلف


الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعد:

منذ أن قامت وزارة المعارف بتطبيق منهج العلوم المطورة والرياضيات المعاصرة قبل أكثر من عشر سنوات، واجهتها بعض الصعوبات المتعلقة بعدم وجود اختصارات تتناسب مع المصطلحات والرموز العلمية الموجودة في هاتين المادتين، وشكل ذلك عقبة تحول بين الوزارة وبين مسايرة المكفوفين في معاهد النور لزملائهم المبصرين الذي يدرسون هذا المنهج في التعليم العام، الأمر الذي جعل تعليم المكفوفين في ذلك الوقت يقوم بإيجاد رموز ومصطلحات علمية مستمدة من الشفرة البريطانية ليتغلب على بعض هذه المشاكل ومن هنا بدأت فكرة إعادة النظر في المصطلحات والرموز العربية القديمة التي وضعت قبل ثلاثين سنة، قبل حصول التطور التقني الذي يشهده ميدان المكفوفين على مستوى العالم في مجال الحاسبات الآلية، وعقدت الوزارة ندوات على مستوى الميدان، طرحت فيها بعض الآراء واستخلصت بعض النتائج للعاملين في الميدان.

 

ومن جهة أخرى قدم تعليم المكفوفين عدة بحوث للهيئات الدولية والعربية مثيراً فيها بعض القضايا والمشاكل حول الخط البارز العربي، وكانت هذه البحوث محل اهتمام الجهات المعنية في المنظمات الدولية والعربية، ومن أهم هذه البحوث بحث قدم للمؤتمر الاقتصادي المنعقد في بغداد عام (1407هـ) لدول غرب آسيا حول مشكلات الخط البارز العربي وعدم ملاءمته للتطور التقني.

 

وفي هذا المؤتمر تقدم الدكتور (محمد طاهر ميلودي) لي وكنت أمثل الوزارة في هذا المؤتمر وطلب مني بالإضافة إلى ما أثير في البحث من قضايا إمداده بجميع ما يتعلق بهذا الموضوع، ومن هنا بدأ الدكتور (ميلودي) اهتمامه بمشاكل الخط البارز العربي ومدى ملاءمته للتطور التقني.

 

وعلى ضوء ما توصل إليه من الدراسات قام بتصميم جهاز (نظام سعيد) الذي يقوم بتحويل الخط البارز العربي إلى الخط العادي وبالعكس، كما يقوم بكتابة برايل العربي مختصراً وغير مختصر، ومن أهم وظائفه إزالة الحواجز بين الشخص المبصر والكفيف.

 

ومنذ ذلك الوقت والدكتور (ميلودي) على صلة مستمرة بميدان المكفوفين بالمملكة، يزودنا بنتائج أبحاثه ويطلب مني الاطلاع على أبحاثه وإبداء الملاحظات لأخذها في الاعتبار.

 

وقد كللت جهود الدكتور (الميلودي) بتبني منظمة (اليونيسكو) لهذا المشروع وطلبت منه زيارة ميدان المكفوفين في العالم العربي للاطلاع على هذا الجهاز ومعرفة آراء المتخصصين حول أنظمته العربية.

 

والدكتور (إبراهيم المانع) مندوب المملكة الدائم في منظمة اليونيسكو له جهد مشكور في تسهيل مهمة هذا الخبير ليزور الميدان، ويقوم بعرض هذا الجهاز وأنظمته، ويسر المكتبة أن تقدم:

نبذة موجزة عن الدكتور (الميلودي):

فهو شخص من الجزائر الشقيقة، ولد عام (1952م) في دولة الجزائر، وقضى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدينة (الأغواط) في صحراء الجزائر، وحصل على شهادة الهندسة في الحاسبات من المعهد الوطني للإعلام الآلي في مدينة الجزائر، كما حصل على الدكتوراه من جامعة تولوز في فرنسا عام (1981م).

 

عمل مدرساً في هندسة الحاسبات، ثم مدير مختبر (هاردوير) وأنشأ وحدة بحث للحاسبات في الجزائر وكان يعمل مديراً لها، ثم انتقل إلى فرنسا إلى جامعة (باريس6) مدرساً بها.

 

وبعد أن عرض مشروعه (نظام سعيد) على منظمة (اليونيسكو) تبنت هذا المشروع؛ لحاجة المكفوفين في العالم العربي إلى مثل هذا النظام.

 

ونرحب بكم جميعًا في هذه الأمسية المباركة ضيوفاً أعزاء على المكتبة الناطقة لنحظى جميعاً بمشاهدة (نظام سعيد).

 

الدكتور: محمد طاهر ميلودي:

بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً وقبل كل شيء أشكر الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) على الجهد الذي بذله فيما يخص مساعدته لي في كل المعلومات التي طلبتها منه منذ سنة (1987م) حول الخط العربي البارز، وأشكر أيضاً الأستاذ الدكتور (إبراهيم المانع) الذي بذل جهداً كبيراً ليسهل لي إجراءات الزيارة، ولأكون بينكم اليوم.

 

كما أشكر الإخوان في وزارة المعارف وعلى رأسهم الأستاذ (إبراهيم الشدي) الوكيل المساعد لوزارة المعارف للثقافة والعلاقات الخارجية، والدكتور (زيد المسلط) الأمين العام للتعليم الخاص، والدكتور (صالح المهنا) مدير إدارة تعليم المكفوفين، ولا أعتبر نفسي غريباً أو بعيداً عن وطني (الجزائر) حينما أكون بينكم.

 

كان الجهد الذي أعطاه الأخوان العاملون في مجال التربية الخاصة في تقييم (نظام سعيد) جيداً ومشكوراً، وأرجو من هذا النظام أن يفتح آفاقاً جديدة في مجال الخط العربي البارز لجميع المكفوفين الذي يقرؤون ويكتبون بهذا الخط، ويمكنهم بشكل جيد من الاستفادة من العلم بواسطة هذا النظام الجديد، ليساهموا في تطوير البحوث العلمية، فللنابهين من المكفوفين دور ملحوظ في دفع عجلة تطور البحوث العلمية إلى الأمام في مختلف المجالات، وأرجو من خلال هذا النظام أن يتاح للمكفوفين في الدول العربية الفرص المتاحة لنظرائهم المكفوفين في الدول الغربية، حيث تمنح لهم الإمكانيات في مجالات الإنتاج الفكري والعلمي والاقتصادي، وذلك باستخدام الأجهزة الحديثة مثل الحواسيب وغيرها.

 

مشوارنا في هذا النظام يتجاوز الجهد فيه سنوات تبدأ من عام (1987م)، ولا تزال التجارب على هذا النظام مستمرة، وهذه إحدى الركائز التي نهدف إلى تحقيقها من هذه الزيارة، ولا أريد أن أكرر شكري للأستاذ (عبد الرحمن الخلف) غير أني أعترف بأنه هو الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبي في العالم العربي، وبفضل الله ثم بتعاونه معي خرج هذا النظام إلى حيز الوجود، فهو مشارك مشاركة فعالة في النتائج التي أتوصل إليها وإن كان بعيداً عني.

 

برنامج نظام سعيد يشتمل على جانب (سوفت وير) يقوم بالترجمة من الخط العربي العادي إلى (برايل) مختصراً وغير مختصر، وبواسطة هذا النظام يمكن تحقيق الاتصال بين الكفيف والمبصر في تبادل المعلومات بتحويل الجهاز للخط العادي إلى الخط البارز وبالعكس، ويمكن استخدام هذا الجهاز كوسيلة لتبادل المعلومات بين الطالب الكفيف ومعلمه في جميع ما يتعلق بالعملية التعليمية، كما أنه يوسع المجال أمام المكفوفين ليقوموا بأعمال ومهمات كانوا لا يقدرون عليها من قبل، ولا يقوم بها إلا المبصرون.

 

وما أطالب به هنا وأرجوه من المكفوفين هو متابعتهم لكل جديد وتطور تقني مثلما يحصل من متابعة وملاحقة من المكفوفين في الغرب، ويؤسفني أن جهد المكفوفين العرب العلمي ينحصر في بعض الجوانب الأدبية النظرية، ويهملون جانب البحث العلمي التطبيقي الفني، وأرجو أن لا يجبر الكفيف العربي على الالتحاق بكليات نظرية فقط من قبل المسؤولين عن الجامعات، بل يجب أن تفتح أمامهم الأبواب في اختيار أي كلية نظرية مسلكية أو علمية تطبيقية، كما هو الحال في المجتمعات الغربية.

 

الأستاذ عبد الرحمن الخلف:

نشكر الأخ الدكتور (محمد الميلودي) وأحب أن أضيف إلى حديثه بعض النقاط، إن الاختصارات العربية الموجودة الآن في الخط البارز العربي وضعت قبل ثلاثين سنة، قبل أن يحصل التطور التقني الذي يشهده الميدان في الوقت الحاضر، وفي القديم كان الحكم هو العقل والقاعدة المنضبطة، وكانت الاختصارات الموجودة بطريقة برايل قد وضعت لما شاع وذاع من الكلمات وعددها (150) كلمة، وضعت هذه الاختصارات، وبدأ العمل بها في عام (1371هـ) تقريباً الموافق (1951م)، وتم الاعتراف بها من قبل الجامعة العربية عام (1379هـ) الموافق (1959م) تقريباً، ومن ذلك التاريخ لم يطرأ على هذه الاختصارات تغيير.

 

في عام (1393هـ) عقد مؤتمر في الرياض تبنته وزارة المعارف في المملكة، ووضعت أثناء انعقاد المؤتمر بعض الاختصارات على عجل، حيث أن اللجنة التي شكلت لإضافة بعض الاختصارات إلى الاختصارات القديمة تم تشكيلها أثناء المؤتمر، ولم تتجاوز مدة المؤتمر أربعة أيام واختارت هذه اللجنة بعض الكلمات، وأظن أن عددها في حدود (80) كلمة لتضاف إلى الاختصارات العربية القديمة.

 

بعد سنة من تطبيقها رأى المختصون والعاملون في الميدان أنها لم تدرس دراسة متكاملة مثل الدراسة التي أجريت للاختصارات السابقة لها، ومن هنا اختفت هذه الاختصارات، فلم تثبت فائدتها، ولم يقتنع بها العاملون في الميدان.

 

والاختصارات القديمة هي الأخرى بعد التطور التقني واتصال المعلومات ببعضها خصوصاً فيما يتعلق بالمصطلحات العلمية لا يوجد فيها مصطلحات علمية كافية تسد حاجة العلوم المطورة، والرياضيات المعاصرة، وحينما ظهر التطور التقني في مجال الحواسيب وضعت لها برامج لا يتحكم فيها العقل، وإنما تسير وفق برنامج محدد، وأصبحت الاختصارات العربية في الخط البارز بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في رموزها ومصطلحاتها العلمية القديمة؛ لتفي بحاجة العلوم والرياضيات إلى مصطلحات علمية جديدة.

 

وقد كتبت بحوثاً حول هذا الموضوع وقدمتها إلى عدة جهات، وأثمرت هذه الجهود والبحوث عن (نظام سعيد)، وودي قبل أن نستمع إلى التعليقات أن يحدثنا الدكتور (الميلودي) عن مراحل التصنيع التي مر بها هذا النظام، ومكوناته وأنظمته، وعن الجانب العلمي لكل مكون من مكوناته، وعلى الرغم من اتصالي به مثلما ذكر خلال السنوات الماضية إلا أنني أفضل أن يعطيكم فكرة عن المراحل التي وضعها متدرجاً من البدايات إلى نهاية وصوله لهذا النظام.

 

الدكتور الميلودي:

تاريخ التفكير في هذا النظام يرجع إلى أكثر من عشر سنوات، وقد بدأت الفكرة على الرغم من أنني لم أعرف مكفوفين حتى الوقت الذي كنت أحضر فيه الدكتوراه في فرنسا، بدأت الفكرة حينما كان لي زميل فرنسي كفيف يحضِّر الدكتوراه معي في الجامعة، وكنت دائماً أراقبه كيف يقرأ ويكتب بطريقته الخاصة، وكانت تأخذني الدهشة لطريقته في القراءة والكتابة، وتساءلت عن وضع المكفوفين في العالم العربي، وبعد أن عدت إلى الجزائر في عام (1979م) وجدتهم لا يتمتعون بالميزات نفسها التي يتمتع بها الكفيف الغربي فيما يتعلق بوسائل القراءة والكتابة، ولم أجد في أيديهم كتباً دراسية مطبوعة بطريقة برايل، ومن هنا بدأ التفكير، وبما أني شخص فني أستطيع أن أساهم في حل مشكلاتهم بدأ التفكير في إيجاد أنظمة متطورة تخدم قراءة وكتابة المكفوفين في الجزائر والعالم العربي، وأخذت أجتمع ببعض الطلبة، ودرسنا معاً كيف نوجد أجهزة تكتب بهذه الطريقة، وبالفعل نجحنا في إيجاد آلات تحول الخط العادي إلى الخط البارز بواسطة المملي المبصر، وتعاونت معنا مدرسة المكفوفين في الجزائر.

 

ولم أقتصر عند هذا الحد، بل واصلت الدراسة والبحث، وكما تعلمون في العالم العربي تواجه الباحث صعوبات كثيرة من بينها المشاكل الاقتصادية، ومن بينها عدم وجود الوعي الكافي فيما يتعلق بهذه الأبحاث، بالإضافة إلى عدم تجاوب المسئول، سواء كان في ميدان المكفوفين أو في الجهات التي تملك اتخاذ القرار.

 

وطريقة برايل كما تعلمون لها مستويان:

أحدهما: الكتابة بدون اختصارات، وهي لا تمثل مشكلة كبيرة لدينا.

والمستوى الثاني: برايل المختصر، وتمثل مشكلة لمن يفكر في إيجاد أنظمة تخدم برايل العربي.

 

ووسط هذا الخضم من التفكير ومحاولة التغلب على هذه المشاكل حضرت ممثلاً لميدان المكفوفين في الجزائر مؤتمراً عقد في بغداد عام (1407هـ)، وقد حضر هذا المؤتمر الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) ممثلاً لميدان المكفوفين في المملكة، وقدم بحثاً عن المشاكل التي تعترض طريق الأجهزة الإلكترونية فيما يتعلق بـ: (برايل) العربي المختصر، وركز هذا البحث على تجربة وزارة المعارف في مجال تطبيق العلوم المطورة والرياضيات المعاصرة في ميدان المكفوفين، وذكر حاجة برايل العربي إلى إيجاد رموز ومصطلحات علمية تفي بمتطلبات هاتين المادتين في هذا المجال، وقد وجدت من هذا البحث ما أجاب على تساؤلاتي في جوانب كثيرة، واستمر الاتصال بيني وبينه.

 

وواجهتني صعوبات كبيرة جعلتني أتوقف سنة أو أكثر ثم أعود لمواصلة البحث ومحاولة التغلب عليها، ونجحت بعد هذه المحاولات عام (1413هـ) الموافق (1993م) في إيجاد برنامج (سوفت وير) للخط البارز العربي للترجمة من الجهتين، من الحروف العادية إلى حروف برايل المختصرة وغير المختصرة وبالعكس من برايل المختصر إلى برايل غير المختصر إلى الحروف العادية، وبمثل هذا ربط بين الكفيف والمبصر، والمبصر والكفيف، وقد بدأت مراحل التشغيل الأولى لهذا النظام على أجهزة ألمانية وفرنسية، ثم عقدت ندوة علمية في المغرب (الدار البيضاء) عن اللغة العربية والحاسبات، نظمتها مؤسسة الملك عبد العزيز، وطرح هذا البحث في هذه الندوة، وناقشه الحاضرون بعد أن أعطيت فكرة عن مراحله واهتماماتي بهذا الجانب، وقد تقبل الأخوة السعوديون الذين شاركوا في ذلك المؤتمر هذا الفكرة واستحسنوها.

 

ونظراً لارتفاع سعر الأجهزة الخاصة بطباعة ونسخ الخط البارز في أوروبا صممت على أن أوجد جهاز نظام (الهارد وير) وأطلقت عليه بالإضافة إلى (السوفت وير) اسم: (نظام سعيد).

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

نفتح النقاش الآن.

 

أحد الحاضرين:

ما هي مكونات هذا النظام ومسمياته، وما هي أنظمته؟

 

الدكتور: الميلودي: مكونات النظام أربعة:

• حاسب (بي سي).

• جهاز برايل حروف بارزة.

• طابعة برايل.

• طابعة حروف عادية.

 

ويمكن أن يربط بشبكة معلومات محلية أو عالمية، بواسطته يمكن للكفيف أن يتخاطب مع أي جهة داخل البلد أو خارجه كما هو الحال للمبصرين.

 

والجهاز له نظامان:

• نظام تحويل الكتابة العادية إلى حروف بارزة.

• ونظام تحويل الخط البارز إلى الخط العادي.

 

أحد الحاضرين:

هل يستطيع الكفيف أن يعمل على هذا الجهاز بسهولة؟ وما هو الوقت اللازم للتدريب الذي يتطلبه استعمال الجهاز بشكل جيد؟

 

الدكتور: الميلودي:

هذه الأنظمة جديدة على المكفوفين، ويتطلب الوضع تدريباً مكثفاً للإلمام بمتطلبات الكتابة بهذا النظام، ويعمل معي على هذا النظام شخص كفيف هو الدكتور (مروان)[1] ، وهو لديه خبرة في الحواسيب، كما أنه ملم بطريقة برايل بصفة عامة، وقد استعمل هذا النظام بتمديداته الكهربائية وكتب به وقرأ بشكل جيد.

 

أما الوقت اللازم للتدريب فهذا يختلف باختلاف قدرات الشخص نفسه، ومستواه في القدرات العقلية، فالمبصر يحتاج إلى فترة تتراوح بين أسبوع وربما تمتد إلى شهر، وكذلك الكفيف، يجب أن يلم بوظائف الكمبيوتر فيما يتعلق باستخدام الذاكرة، وكيف يوجد ملفاً، وكيف يلغيه، ثم إن فكرة مسبقة لدى الشخص عن الحواسيب ربما تقلل من فترة التدريب.

 

الأستاذ: عبد الله الخليف[2]:

سررت كثيراً عندما علمت أن الأخ المحاضر من بلد عربي عزيز على الجميع، فهذا في الحقيقة دعاني أن أتغلب على كثير من المشاغل وأحضر هذه الندوة المباركة، فمرحباً بأخينا الدكتور (الميلودي)، ونفتخر ونعتز بهذا الإنجاز العربي الذي يدل على ما يتمتع به سعادة الدكتور (الميلودي) من إنسانية، وحرص على خدمة أمته.

 

الحقيقة لست فنياً حتى أخوض في التفصيلات الفنية فأبحث فيها، فهذا أتركه للإخوان المختصين، والعاملين في الميدان، لدي تساؤلات بسيطة أبدأها بتساؤل عن السر في تسمية الجهاز بـ: (نظام سعيد)، هذا التساؤل الأول.

 

الثاني: هل يتفضل الدكتور بإعطائنا لمحة أو فكرة عمَّا إذا كان قد طبق الجهاز في بلد عربي، أو تبنته دولة عربية، أو منظمة دولية، ونفذته على أرض الواقع؟ وهل قومت هذه التجربة أم لا؟

 

التساؤل الثالث: عن تكلفة الجهاز ومكوناته، وما يحتاج إليه على مستوى كل فرد فيما لو احتيج له في قطاعات التعليم في المملكة؟

 

الدكتور: الميلودي:

عن سبب تسميتي له بهذا الاسم؛ فقد سميته بهذا الاسم لأن (سعيد) هذا اسم والدي.

 

فيما يخص التجربة والتقويم: حقيقة لم نكمل هذه المرحلة بعد، بالنسبة لي كمبصر وفني لا يخدمني بدرجة كبيرة، وإنما يخدم المكفوفين بدرجة أكبر، وهم الذين يحسون ويقتنعون بفائدته، ومنهم التقويم بعد توفره بأيديهم، والتجارب والتقويم الذي تم كان مع الدكتور (مروان) في فرنسا، ومع الإخوان هنا في المملكة الشيخ (عبدالله الخلف) والدكتور (صالح المهنا)، وأخذت من هؤلاء بعض الملاحظات، وبناء على هذه الملاحظات حاولت أن أعدل بعض الأخطاء ولا يزال أمامي مشوار طويل في هذا السبيل.

 

أما ما يتعلق بالتكلفة: فبعض أجزاء هذا الجهاز تصنع في مصانع خاصة مثل الحروف، وترتفع تكلفتها، وربما يتذبذب سعرها بحسب كل بلد وعملته، أما سعر الجهاز أو النظام ككل فحتى الآن لم نتوصل إلى سعر محدد؛ إذ أنه لا يزال تحت التجارب، ويحتاج إلى مكونات لابد من الحصول عليها من جهات أخرى، وتختلف أسعارها من بلد لآخر كما ذكرنا.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

هناك توضيح بسيط على تسمية هذا النظام، كلمة سعيد تدل على معاني علاوة على الأسماء، فهي تأتي صفة كأن تقول: (رجل سعيد)، و(حظ سعيد)، و(نظام سعيد)، وهو سعيد - إن شاء الله - إذا نجح في خدمة المكفوفين العرب، ولعل التفاؤل بهذه الصفة يخدم الدكتور (الميلودي) فيكون نظاماً سعيداً، ويسعد الآخرون به.

 

أحد الحاضرين:

هل يمكن لنظام سعيد أن يستخدم النص إنجليزي وعربي في الوقت نفسه؟


الدكتور: الميلودي:

نعم، هناك مفتاح يضغط عليه، وبعد سماع الصوت يتبين هل يدخل نصاً إنجليزياً أو عربياً.

 

أحد الحاضرين:

هل في استطاعة النظام أن يحول النص المختصر بطريقة برايل إلى نص غير مختصر؟


الدكتور: الميلودي:

نعم في استطاعته أن يحول النص المختصر إلى برايل كامل وبالعكس.

 

أحد الحاضرين:

هل يستخدم (نظام سعيد) الرموز الرياضية والمصطلحات العلمية العربية؟


الدكتور: الميلودي:

إذا وجدت رموز ومصطلحات علمية متفق عليها فيمكن أن تضمن البرمجة، وهذه تكون في مرحلة تالية، ولا نزال في طور التجربة في مجال كتابة الكامل والمختصر.

 

الدكتور: صالح المهنا:

بسم الله الرحمن الرحيم، أكرر الشكر للشيخ (عبد الرحمن) على تنظيم هذا اللقاء الموفق إن شاء الله، وأرجو أن يكون النقاش مفيداً للجميع، ولدي بعض الاستيضاحات أرجو من الدكتور (ميلودي) الإفادة عنها:

السؤال الأول: بالنسبة للجهاز الشخصي الذي يحتاج إليه (نظام سعيد) ما هي طاقته؛ هل يطلب سرعة معينة في وحدة المعالجة المركزية؟ هذا أولاً.

 

الثاني: هل يطلب سعة معينة في الذاكرة؟

 

الثالث: هل يطلب سعة معينة في القرص الصلب، وما هي السرعات والطاقات المطلوبة في هذه الأشياء الثلاثة هذا من ناحية.

 

الناحية الأخرى: الوقت، لو فرض أن لديك ملفاً يحتوي على نصوص طولها لنفرض ثلاثة آلاف كلمة تقريباً، فكم الوقت الذي يحتاج إليه البرنامج لترجمتها من طريقة إلى أخرى إذا أدخلت بـ (برايل) المختصرة، هل تحتاج إلى وقت أطول حتى تترجم إلى الخط العادي؟ وما هو الوقت؟ وشكراً.

 

الدكتور: الميلودي:

كل الحواسيب الآلية الشخصية المتوافقة والتي سرعتها من (286) وصولاً إلى نوع (البانتيوم) ذات سرعة المعالجة العالية يمكن استخدامها مع نظام سعيد، فنظام سعيد هو عبارة عن قرص مرن فقط، ويمكن تحميله على أي حاسوب بصرف النظر عن سعته.

 

أما فيما يتعلق بسرعة الترجمة فهي مرتبطة أيضاً بسرعة معالجة الحاسوب المستخدم مع نظام سعيد، والحاسب الآلي الذي أستخدمه الآن مع نظام سعيد سرعة معالجته (486) ويمكن ترجمة المصحف كاملاً من حروف عادية إلى برايل في أقل من نصف دقيقة.

 

الحميدي محمد الضيدان[3]:

هل يمكن ربط نظام سعيد بالفاكس بحيث يترجم للكفيف رسالة يقرأها بيده؟


الدكتور: الميلودي:

الفاكس يمكن أن يربط على أي حاسب، وبما أن المكفوف سيستعمل الحاسب فكل ما يربط على الحاسب يمكن أن يستعمله المكفوف بما في ذلك الفاكس.

 

ويمكن ترجمة رسائل إلى برايل على جهاز (الفاكس مايل) وعلى شبكة الحاسوبات، فهذا يتوقف على إمكانية الحاسب الشخصي المستخدم، فلو كان الحاسب المستخدم به الكارت السطحي البيني (إنترفيس) الذي يمكنه تشغيل الفاكس بالحاسب الشخصي المستخدم مع (نظام سعيد) فيمكن أن تتم ترجمة أي رسالة فاكس إلى برايل.

 

أحد الحاضرين:

هل يلزم لاستخدام الجهاز أن يكون الشخص تابع لمؤسسة، أم أنه صنع للاستعمال الشخصي؟

 

الدكتور: الميلودي:

في البلاد الأوروبية كل مكفوف له حاسوب شخصي؛ وخاصة طلبة الجامعات، أما طلبة المرحلة الثانوية فلهم أجهزة ثابتة بالمدارس يستعملونها عدة مرات في الأسبوع، وتجرى لهم عليها بعض الاختبارات للإلمام بوظائفها.

 

وتعمم هذه الأجهزة في أوروبا على كل طالب وعامل حيث أنها وسيلة الاتصال مع بعضهم البعض، وهي تمثل وسيلة عمل وتعليم ووسيلة ربط بين المبصر والكفيف، ويستخدم الحاسوب في أوروبا كوسيلة ضرورية لكل فرد، لا يمكن له الاستغناء عنها كما لا يستغني الشخص عن القلم  والورق.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

التطور التقني الموجود في الغرب متاح للكفيف الغربي، وغير متاح للكفيف العربي، فإذا كان هذا أول جهاز يعمل بالحروف البارزة العربية ويتجاوز ثمنه بجميع مكوناته (60000) دولار، أي أكثر من مائتي ألف ريال، فهذا الثمن يعجز عن دفعه كثير من المكفوفين العرب، الذين تمثل مصادر دخلهم الطبقات المتوسطة الدخل، وربما يعرف الكثير ممن هم في الصالة أن هناك أجهزة شخصية صنعت لتخدم المكفوفين بشكل بسيط وأسعارها في متناول الشخص الكفيف.

 

وقد رأيت خلال حضوري لمؤتمر عقد في تركيا هذا العام امرأة كفيفة أوروبية تستخدم كمبيوتر شخصي ربط بمصادر المعلومات، وهو صغير، يمكن وضعه في حقيبة تحمل باليد، وتكلفته كما فهمت منها في مقدور الإنسان العادي.

 

أحد الحاضرين:

ما هي المرحلة التي يستخدم فيها الطالب هذا الجهاز بشكل أفضل؟ وهل طالب المرحلة الابتدائية يمكن أن يستخدم هذا الجهاز بنجاح؟


الدكتور: الميلودي:

طالب المرحلة المتوسطة والثانوي يمكن أن يستخدم هذا الجهاز، وتبرز أهميته أكثر لطالب المرحلة  الجامعية الذي يمكن أن يستخدمه بشكل جيد، وغالباً المرحلة المتوسطة والثانوية تكون مرحلة تدريب لاستخدام هذه الأجهزة يتدربون عليها ويقرءون ويكتبون، ويعدهم هذا التدريب للمرحلة الجامعية لاستخدام أجهزة الحيسوبات في مجال العمل في مختلف المجالات التي تتناسب مع ظروفهم وقدراتهم.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

الجهاز كما علمنا يعمل (جريد ون) (Grad 1) و(جريد تو) (Grad 2) أي: المستوى الأول والمستوى الثاني، فـ (برايل) المستوى الأول يناسب أي طفل يقرأ به، وكتابة الطفل بهذا الجهاز غير ممكنة في نظري؛ لأن هذا يحتاج إلى تدريب مكثف قد يكون هذا على حساب تعليمه المادة العلمية، ومطلوب من الطفل أن يقرأ الحروف البارزة خلال السنوات الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية ويدرك أشكالها دون اختصار، وغالباً المستوى الثاني (Grad 2) لا يبدأ إلا بعد الصف الرابع الابتدائي، وبعدما تتكون محصلته المعرفية بحروف برايل وكلمات وجمل يقرأها بدون اختصار توسع الإلمام لديه بالحروف البارزة الغير مختصرة، وترفع من محصلته العلمية، وبعد ذلك يأت دور الاختصارات المركبة في السنة الخامسة والسادسة الابتدائية وفي المراحل التالية لها.

 

الدكتور: صالح المهنا:

لدي مداخلة وليست استفسار، وهذه المداخلة هي رجاء من الدكتور (ميلودي) وأضم صوتي إلى صوت من قال بأهمية الاستقصاء وأنص على الاستقصاء، وعندما أعني الاستقصاء فلا أعني الاقتصار على الشركات الفرنسية والألمانية بل في أنحاء العالم، وخصوصاً الشركات التي أنتجت أجهزة بها شاشة (برايل)، استقصاء أجهزتها وإمكانية الاستفادة منها لبرنامج سعيد، فإذا فرض أننا عثرنا على جهاز من إحدى الشركات يمكن الاستفادة منه؛ فهذا سيقلل المدة الزمنية ويبقى علينا أن ندرس ونستقصي إمكانية التفاوض معهم بخصوص السعر والتكلفة، وهذه قابلة للأخذ والعطاء، ولو أني أعرف ما ذكره الدكتور (ميلودي) وهذا صحيح إلى حد كبير، ففي الغرب نجد الشركات في كثير من الأحيان تربط مستخدم أجهزتها بها، وقل أن تفتح أجهزتها للاستعمال العام، ولكن من معلوماتي، وحيث أن المنافسة الحرة كبيرة في العالم الآن ومفتوحة على أنحاء العالم، فإن وجود المنافسة الكبيرة لا شك في بعض النواحي سوف تضطر الشركات إلى أن تقلل من بعض قيودها وتتعاون لتسويق أجهزتها، وكذلك فأعتقد أنه من المهم جداً للإسراع في الاستفادة من هذا النظام استقصاء جميع الأجهزة التي تعرض المعلومات بخط برايل في العالم، والنظر بجدية في إمكانية الاستفادة منها بدلاً من البديل الآخر، وترك البديل الآخر للمدى البعيد، وهو تطوير جهاز عربي (100 %) يعرض المعلومات بخط برايل يمكن أن تكون فيه ميزات خاصة أخرى كوجود القرآن الكريم على ذاكرة ذاتية دون الحاجة إلى قرص ووجود أشياء أخرى كثيرة يمكن النظر فيها.

 

على كل حال هذا لا ينفي إذا أثبت الاستقصاء عدم الإمكانية، فمن المهم أيضاً معرفة ميزة تلك الأجهزة وعيوبها؛ لتجنبها في الجهاز الذي يطور ويبنى خصيصاً، يجب فعلاً أن نسعى لمعرفة جميع العيوب الموجودة في الأجهزة الأخرى ونسعى لتذليل هذه العيوب.

 

ولا يعني هذا أننا قادرون على ذلك بالضرورة، ولكن نسعى؛ فهذا هو ما أهيب بالدكتور (الميلودي) أن يعمله، وأعتقد أنه عازم على ذلك، ولكن وددت التأكيد لأحظى أيضاً بآراء الحاضرين في هذه الناحية، وأعتقد أن الرأي المشترك دائماً أفضل من رأي واحد أو اثنين.

 

الشيء الآخر: هناك بعض التساؤلات، وربما أن الإجابة عليها صعبة ما لم يكن جمهور المستخدمين المكفوفين أكثر، هناك مثلاً على سبيل المثال أسلوبان لإعطاء الأوامر للحاسب فرضاً ليحذف:

• أسلوب أن يكون هناك مفتاح خاص للحذف، ومفتاح خاص للإضافة مثلاً، ومفتاح خاص لفتح الملف، ومفتاح آخر لعمل كذا، ومفتاح رابع لعمل كذا... إلخ، وهذه معمول بها في لوحات المفاتيح التي يستخدمها المبصرون في معظم الأحيان.

 

ولكن إذا كنا نريد تصغير حجم لوحة المفاتيح فهناك حل بديل وهو أن يكون إعطاء هذه التعليمات هو بضغط مفتاح الفراغ مع مفتاح أو أكثر من مفاتيح حروف برايل، وهذه تصغر حجم اللوحة بشكل كبير جداً، وربما توفر في التكلفة، فأيهما نفضل؟


يجب علينا كمكفوفين أن نناقش هذه الناحية مع بعضنا ومع زملائنا، ولعلنا نفيد الدكتور (ميلودي) بما نتوصل إليه ولو بعد حين، أيهما نفضل؟... هذه نقطة جديرة بالاهتمام.

 

أما عن أهمية التقنية في الوقت الحاضر، وعالم المعلومات وتقنية المعلومات؛ فهي لا تحد، وليس من السهل إطلاقاً الحديث عنها، ولكن يكفي أن نعرف أن بإمكان القرص الواحد أن يستوعب موسوعات عديدة على قرص واحد يحمله الإنسان في راحة يده، وفي حالة تذليل العقبة بين الكفيف والحاسبات فسيكون بإمكانه الوصول إلى قواعد المعلومات، سواء المسجلة على مثل هذه الأقراص، أو الموجودة في أنحاء المملكة، أو في الخارج عن طريق الهاتف، ولذلك فهي كنز ثمين جداً نرجو أن نحظى به كما حظي الغربيون به، بل وبعض الشرقيين كاليابانيين وبعض الصينيين وحتى الماليزيين.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

بقي أن أضيف شيئاً إلى ما ذكر الدكتور صالح وهو: أن هناك جهاز (فرسا برايل) الذي ظهر في الميدان، وكانت هناك جهود مشكورة لسفارة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية في إضافة بعض مكونات لهذا الجهاز لتعريبه، وكان هناك تحمس من المكفوفين السعوديين الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة في ذلك الوقت لاستخدام هذا الجهاز.

 

وفيما أتذكر أن سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن صاحب السمو الملكي الأمير (بندر بن سلطان بن عبد العزيز) اشترى عدد من هذه الأجهزة، وأعطاها لبعض المكفوفين بدون مقابل، ومن بينهم - إذا لم تخنني الذاكرة - الدكتور (صالح المهنا)، وكان هناك حماس من قبل الأمير (بندر) لتعريب هذا الجهاز، غير أن المكفوفين وللأسف لم يساهموا بشكل فعال في استثمار هذا الحماس، ولم يسارعوا في استخدام هذا الجهاز في حياتهم العلمية والعملية؛ لكي يقتنع الآخرون بجدوى فائدته في مجال العلم والعمل، وهذا حالنا للأسف نتحمس ثم نقف في منتصف الطريق، وأعني بهذا الكلام المكفوفين العرب، إذ لم يستفيدوا من التطور التقني الذي استفاد منه - بشكل فعال وجيد- المكفوفون في الغرب، أما المكفوفون فهم مشغولون بأعمالهم ومشاكلهم الخاصة، ولا يقدرون الثقافة.

 

فمثلاً جمعية المكفوفين في (هونج كونج) قد سجلت قاموساً للغة الصينية - وهي من أصعب اللغات - يتكون من (78) مجلداً، وأكثر من (11) ألف صفحة على أربع اسطوانات، ويمكن استدعاء معلوماته في خلال ثانية أو ثانيتين، والمكفوفون هناك يستفيدون من هذه القواميس.

 

أما نحن المكفوفين العرب فقد طبع لنا قاموس في مصر (عربي - إنجليزي) يتكون من (16) مجلداً، إلا أنه لم يستفد منه إلا عدد قليل من المكفوفين، والمشكلة مشكلة الكفيف العربي نفسه، هل يريد أن يستفيد من هذا التطور التقني؟ وهل يريد أن يساعد على تثقيف نفسه؟ هذا التساؤل أطرحه والجواب يملكه المكفوفون أنفسهم.

 

الدكتور: صالح المهنا:

لا أود أن أستأثر بالساحة، ولكن بما أن الأخ الشيخ (عبد الرحمن) أثار موضوع الجهاز الذي حدث تطويره في أمريكا وكنت طرفاً في ذلك؛ لذلك أجد لزاماً علي أن أوضح لبعض الحاضرين ماذا حصل.

 

لعل من فضل الله أن أنعم علي بالحصول على بعثه، وأنعم علي بوجود توفر مادي، وهذا جعلني محباً وراغباً في الاطلاع على التقنية، ودفع التكاليف من أجلها، ولذلك كنت على صلة بالتقنية الموجودة باللغة الإنجليزية إلى حد كبير.

 

في البداية اشتريت جهازاً كلفني أكثر من (7) آلاف دولار، وهو جهاز (الفرسا برايل) الذي أشار إليه الشيخ (عبد الرحمن) وقد شرحت للإخوة المكفوفين الذين كانوا يدرسون آنذاك في أمريكا فوائد ومميزات هذا الجهاز، وتكلفته ليست سهلة عليهم، فقالوا إنهم سيعرضون الموضوع على سفير خادم الحرمين الشريفين لعله يتبنى تمويله.

 

فأرشدتهم إلى شيء آخر، قلت: إذا كان الأمر كذلك فلنطلب أيضاً تطويعه للغة العربية، فاستحسنوا الفكرة وتحمسوا لها، وذكرت لهم أن هناك شركة كانت موجودة آنذاك في إحدى ضواحي (كاليفورنيا) شركة تنتج بعض أجهزة الحاسوب للغة العربية، وبعض البرامج، وكان يطمح أو يأمل أن يكون لها مستقبلاً طيباً، غير أن الواقع بعد ذلك خيب الآمال، وكانت تنتج أجهزة معروفة باسم (الرائد)، لعل المختصين في مجال الحيسوبات يذكرونها، المهم فعلاً اتصلنا بها وقلنا: لما أنك تنتجين حاسوبات تعمل باللغة العربية وبرامج، فما هي إمكانية ربط هذا الجهاز الذي تنتجه شركة (تي أس أي) ومواصفاته كذا وكذا... بآلاتكم لكي ندخل المعلومات (برايل) إلى هذا الجهاز باللغة العربية، ويخرج مطبوعاً باللغة العربية المقروءة من قبل المبصرين؟

 

فتحمسوا من حيث المبدأ، وقدموا مشروعاً بالتكلفة، وقد عرضنا الموضوع على الشركة المنتجة للجهاز (فرسا برايل)، وهي شركة تسمى اختصاراً: (تي أس أي)، واسمها الحالي: (تي لاسنسيري) فقالت: إن الموضوع يحتاج إلى وقت طويل وإلى تمويل غير قليل، أما الأخوة في الشركة العربية فكانوا أكثر تواضعاً في التكلفة، وأكثر تفاؤلاً في الوقت؛ ولذلك نال عرضها القبول.

 

وكان على المكفوفين الموجودين هناك التعاون معهم، وليس لقدرة أتميز بها، ولكن لما كان لدي من خبرة في هذا المجال وجدت لزاماً علي أن أعمل معهم، وعملت معهم فعلاً لمدة غير قصيرة؛ لتطوير الجهاز الذي كان يربط بين جهاز (فراسا برايل) وبين الطابعة العادية، وقد وُضع البرنامج فعلاً، والبرنامج يعمل بـ: (برايل) غير المختصر، وفي كثير من الرموز الرياضية العادية وليست الجديدة، أو كل العادية المستعملة سابقاً، إضافة إلى ذلك - حيث أن الشركة كانت في برامجها تهتم بالقرآن الكريم - أضفنا بعض الرموز الخاصة الإضافية لتمثل بعض العلامات المعمول بها في القرآن الكريم، مثلاً في القرآن الكريم بدلاً من أن توضع ألف في كلمة مثل (الرحمن) هناك ما يسمى بعلامة مد، هذه ليست موجودة في قائمة (برايل) العادية، فاتفقت مع الأستاذ الأخ (ناصر الموسى) على وضع رمز معين لا يستعمل عادة في لغة برايل العربية المستوى الأول، ليمثل هذا الرمز، وهكذا بعض الرموز مثل مد الكلمة إلى نهاية السطر لتساوي نهايات السطور، فوفقنا إلى حد كبير، وأنتجت الشركة عشرة أجهزة، وتولى سفير خادم الحرمين نيابة عن جلالة الملك تمويل المشروع فعلاً، واشترى عدداً من الأجهزة من الشركة الأمريكية، وضم إليها جهاز الترجمة وسمي بـ (الرائد خمسة)، وآلة طابعة من نوع جديد كانت تطبع باللغتين العربية والإنجليزية.

 

وقد استخدمتها استخداماً طيباً أثناء وجودي هناك، وكنت أطبع عليها مراسلاتي الرسمية للمكتب التعليمي في أمريكا، وأيضا لوزارة المعارف، وكانت تطبع بخط جيد جداً، وبها إمكانية جيدة لدمج اللغة الإنجليزية مع العربية والعكس، والتنقل بينهما بسهولة.

 

لسوء الحظ هناك أمران في الموضوع:

أولاً: قلة التدريب.

ثانياً: التطور التقني.

 

قلة التدريب:

جعل الأخوة الآخرين لا يستفيدون من أجهزتهم للأسف، فأودعوها خزاناتهم، ولعلها لم تأكلها الفئران؛ لأنها معظمهما من الحديد ولكنها كما لو كانت أكلتها الفئران، فهي ربما علاها الصدأ، ولا شك أن القطع الإلكترونية فيها تلفت، أو على الأقل في طريقها إلى ذلك، وهذا شيء مؤسف جداً، وأعزو هذا إلى قلة التدريب، ولا أظنه الحماس وحده ولكن قلة التدريب.

 

للأسف الشديد من عادة الإنسان أن ينزع إلى الراحة، وإذا كان سيخدم فلماذا يتعب هناك لم يكن من السهل أن أجد من يكتب لي العربية، الأخوة الموجودون العرب لا يبخلون بوقتهم ولكنهم مشغولون، بالإضافة إلى رغبتي في الاستقلال عنهم بنفسي، وأن أعتمد بعد الله على نفسي، أما في مجال العمل هنا فليس من السهل علي أن آخذ الأجهزة كلها إلى الوزارة خاصة أن الوزارة لم تدفع فيها ثمناً.

 

أما التطور التقني:

فهذه ناحية أخرى وهي سبب أيضاً في إشكالية، هذا التطور التقني دفع بالشركة التي تنتج الـ (فرسا برايل) إلى إنتاج نموذج آخر من الـ (فرسا برايل)، ولم يكن هذا النموذج الآخر متوافقاً مع صندوق الترجمة؛ ولذلك لم يمكن الاستفادة منه للأسف الشديد.

 

إضافة إلى هذا: جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير ألا وهي: خسارة الشركة العربية التي كانت في أمريكا وإفلاسها وإغلاقها.

 

إن التجربة كانت تجربة أعتبرها رائدة وجيدة، وهذا لا يرجع لكوني طرفاً فيها، ولكن لأنها كانت فعلاً الأولى في العالم العربي، ولكن للأسف الشديد أستطيع أن أقول: إنها تجربة انتهت، ولعله يستفاد من الخبرات التي اكتسبت فيها، ومن بين الخبرات التي اكتسبت فيها - وأود أن أؤكد عليها - أن مثل هذه الأعمال تأخذ وقتاً، فالشركة عندما قدمت عرضها تصورت أن الموضوع لن يستغرق أكثر من شهرين، وفي الواقع استغرق سنة وشهرين، وترددت عليهم مراراً وتكراراً، وكانوا يعتقدون أن الزيارة الأولى ستكون كافية إضافة إلى الوقت الكثير الذي قضيته في تجربة المنتج، وإعطائهم الملاحظات، ثم التصحيح، ثم التجربة مرة أخرى[4].


[1] كفيف أردني مقيم في باريس، له صلة بالدكتور (ميلودي).

[2] أمين عام التعليم الخاص في رئاسة البنات.

[3] رئيس قسم السكن الداخلي بمعهد النور بالرياض، وحاصل على بكالوريوس تربية فنية من كلية المعلمين بالرياض.

[4] المحاضرة رقم (10) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بداية تعليم المكفوفين في المملكة العربية السعودية
  • مجالات العمل المناسبة للمكفوفين
  • البدايات التاريخية لتعليم المكفوفين في المملكة
  • دمج الأطفال المعوقين بصريًّا في المدارس العادية

مختارات من الشبكة

  • أسلمة العلوم.. من أجهزة جسم الإنسان " الجهاز العظمي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسلمة العلوم .. من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز العصبي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسلمة العلوم .. من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز الدوري"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز البولي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أطفالنا والأجهزة الذكية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خلاف مع أختي(استشارة - الاستشارات)
  • أولادنا والأجهزة الإلكترونية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المياه المهدرة من أجهزة التكييف المنزلية (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • استطلاع رأي أولياء الأمور بشأن بناء مقرر دراسي بسوء استخدام الأجهزة المحمولة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العلاقات الأسرية في عصر الإنترنت(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب