سلسلة دروب النجاح (1) البوصلة الداخلية: دليل لاختيار مسارك الجامعي بثقة

سلسلة دروب النجاح (1)

البوصلة الداخلية: دليل لاختيار مسارك الجامعي بثقة

في عالم يمتلئ بالتحديات والفرص، يقف الشباب عند مفترق طرق يحدد ملامح مستقبلهم، ويختبر صبرهم وقدرتهم على التقدم رغم العوائق.

سلسلة دروب النجاح هي رفيق صادق لكل شاب جامعي، ولكل أب وأم يطمحان لرؤية أبنائهما يحققون أحلامهم بخُطًى ثابتة، وقلب مؤمن بقيمته، وفي هذه السلسلة نقدم لكم هذه السلسلة بأسلوب يجمع بين التوعية العميقة والتحفيز الملهم.

سنخوض معًا عشرة دروب أساسية: من تحديد الهدف واكتشاف الشغف، إلى فن إدارة الوقت وبناء شبكة العلاقات، وصولًا إلى الإبداع والاتزان النفسي والحافز الداخلي، ولكل دربٍ قصته الخاصة، ولكل خطوةٍ ثمنها وتحديها، لكن في النهاية ستدرك أن النجاح ليس حكرًا على الموهوبين وليس هناك حظ عابر، بل هو رحلة واعية تحتاج إلى قلب مؤمن، وعقل متفتح، ويد لا تتوقف عن المحاولة.

هذه السلسلة موجَّهة إليكم:

• أيها الشاب الباحث عن مكانه في هذا العالم.

• وأنتِ أيتها الطالبة الطموحة التي ترفض أن تكون نسخة مكررة.

• ولكم أنتم أيها الآباء والأمهات الذين تؤمنون بأهمية بناء إنسان متوازن وناجح.

اقرأوا دروب النجاح واحدًا تِلْوَ الآخر، تأملوها، وطبقوا منها ما يلائمكم، ولعلها تكون شمعةً تضيء الطريق حين تكثر حولكم الأسئلة وتشتد التحديات.

الدرب الأول: البوصلة الداخلية: دليل لاختيار مسارك الجامعي بثقة:

• في كل مرحلة مفصلية من حياتنا، نقف أمام مفترق طرق تزدحم فيه الاحتمالات والتوقعات، ونبحث عن إجابة صادقة عن سؤال جوهري: إلى أين أسير؟

• شباب الجامعات خاصة يواجهون تحديًا صعبًا، فمنذ أن ينتهوا من التعليم الثانوي، يجدون أنفسهم وسط سيل لا ينتهي من الآراء المتباينة؛ هذا يصرُّ على أن دراسة الطب هي الطريق الوحيد للنجاح، وآخر يرى أن الهندسة هي المهنة المرموقة، بينما يعتقد بعضهم أن دخول مجال معين هو ضمان الأمان المادي، ووسط هذا الضجيج، تضيع أحيانًا أصواتنا الداخلية التي تحمل حقيقتنا وأحلامنا.

• إن اكتشاف وجهتك يبدأ أولًا بمعرفة نفسك معرفة حقيقية، خصص وقتًا هادئًا بعيدًا عن المشتتات، واسأل نفسك بصدق: ما الأمور التي أحبها فعلًا؟ ما الذي يثير شغفي ويجعلني أنسى الوقت حين أفعله؟ ما القيم التي أراها غير قابلة للتفاوض مهما كانت الظروف؟ قد تظن أن هذه الأسئلة بديهية، لكنها في الحقيقة صعبة وعميقة؛ لأنها تتطلب مواجهة الذات دون تزييف.

• يخلط كثير من الشباب بين ما يحبونه حقًّا وبين ما يظنونه مرغوبًا، ثم يقضون سنوات في دراسة تخَصُّص لا يطيقونه. هنا تبدأ دوَّامة الإحباط وفقدان الدافع، لكن حين تتحلى بالشجاعة وتتبنى خيارك الشخصي عن وعي، فإنك تشعر بطمأنينة غريبة، حتى لو بدا الطريق أصعب.

• إلى الآباء والأمهات، إن دعمكم لا يقل أهمية عن اكتشاف الابن لذاته. أبناؤكم لا يحتاجون إلى من يختار عنهم بل لمن يستمع إليهم، يناقشهم باحترام، ويؤمن بأنهم قادرون على تحمل مسؤولية قراراتهم. تذكَّروا أن كثيرًا من العباقرة والمبدعين وجدوا نجاحهم حين أتاح لهم أهلهم مساحة للتجربة والخطأ، وللإصرار على ما يحبون.

• ابنك قد يختار دراسة معينة، وقد لا يبدو لك أن هذه اختيارات "مضمونة"، لكن الأهم من ذلك أن يسلك الطريق بروح مليئة بالشغف والالتزام والمسؤولية؛ لأن الشغف هو الوقود القادر على دفع الإنسان لتخطي الصعاب، بينما المهن التي يختارها فقط لإرضاء الآخرين تصبح عبئًا ثقيلًا.

• إذا كنت شابًّا جامعيًّا، فتذكَّر أنك ستقضي سنوات طويلة في تخصُّصك، وقد يصبح جزءًا من هويتك. لا تسمح للخوف من كلام الناس أن يسجنك في حياة لا تشبهك. النجاح لا يُقاس بلقب وظيفي، ولا بشهادة مرموقة فقط، بل بأن تعيش وفق ما تؤمن به وتكون حاضرًا في عملك بقلبك وروحك.

• انظر حولك إلى النماذج الملهمة: كم من شخص صنع قصة نجاح عظيمة؛ لأنه اتَّبَع صوته الداخلي، وكم من آخر عاش حياة مهنية باردة؛ لأنه استسلم لرغبات الآخرين؟

البوصلة الداخلية لا تختفي، لكنها قد تصبح صامتة حين تنشغل بالصخب الخارجي؛ لذا تدرَّب على الإصغاء لها، وكن صادقًا مع نفسك. تذكَّر أن الطريق الصحيح ليس دائمًا الأسهل، لكنه الطريق الوحيد الذي يستحق أن تقطعه.

♦ في دروب النجاح، أنت وحدك من تعرف إلى أين تريد أن تصل.