• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الثامنة عشرة: الحكمة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (2)
    نجلاء جبروني
  •  
    حاجتنا إلى التربية
    محمد حسني عمران عبدالله
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (1)
    نجلاء جبروني
  •  
    الإجازات وقود الإنجازات
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أنثى في القلب
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    خلف الكواليس
    د. ابتهال محمد علي البار
  •  
    إن لم تحرز تقدما تراجعت!
    أسامة طبش
  •  
    المحطة السابعة عشرة: المرونة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الآباء والأمهات لهم دور كبير في توجيه الطفل حتى ...
    عثمان ظهير
  •  
    جيل الحساسية الاجتماعية المفرطة
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الطفل (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    معذور لأنه مراهق!
    محمد شلبي محمد شلبي
  •  
    الزواج وفوائده وآثاره النافعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الحقوق بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    حقوق الطفل (1)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / قضايا الأسرة
علامة باركود

المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (2)

المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (2)
نجلاء جبروني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2025 ميلادي - 12/1/1447 هجري

الزيارات: 74

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (2)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:

فقد استعرضنا في المقال السابق كيف كان حال المرأة قبل الإسلام، وكيف لاقت أشدَّ أنواع الظلم والتعذيب والاضطهاد في ظل الحضارات السابقة لحضارة الإسلام، حتى وصل بها الحال أنها كانت تُدخل في ممتلكات الرجل، وكانت محرومة من جميع حقوقها؛ حتى حقها في الحياة.

 

وكيف كانوا - في ظل الديانات المحرَّفة والعقائد الباطلة - ينظرون إلى المرأة نظرةَ احتقار، ويسمُّونها منبعَ الشر وأصل الخطيئة، وبعضهم يُطلق عليها اسم (الشيطان)، ورأينا كيف كان العرب في الجاهلية يَئِدون البنات خوفًا من العار أو الفقر.

 

وهكذا كانت المرأة قبل الإسلام ليس لها قيمة ولا اعتبار، محرومة من كل الحقوق حتى حق الحياة، حتى أشرقت شمس الإسلام، فبدَّدت عن المرأة الظلم والظلام.

 

مكانة المرأة في الإسلام:

في أواخر القرن السادس عشر، ووسط هذا الظلام المُخيِّم على المرأة؛ أشرقت شمس الإسلام، وانطلق من جزيرة العرب في مكة.

 

نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم يضع الميزان الحقَّ لكرامة المرأة، ويُعطيها حقوقها كاملةً غير منقوصة، ويرفع عن كاهلها أوزارَ الظلم والإهانة التي لحِقت بها عبر التاريخ، وعلى مرِّ العصور، ويعلن إنسانيتها الكاملة، وأهليتها التامة، وحقوقها وكرامتها.

 

بعد أن كانت المرأة قبل الإسلام لا وزن لها ولا كيان ولا حقوق، يحتقرونها أشد الاحتقار، ويظلمونها أشد الظلم، ويهينون كرامتها وشخصيتها، ويجعلونها ضمن الأشياء التابعة للرجل، بل هي عُرضة للبيع والشراء.

 

• جاء الإسلام فرفع عن المرأة كل هذا الظلم، وشرع لها من الحقوق ما لم تحصل عليه في حياتها في غير الإسلام، وكرَّمها أمًّا وزوجة وبنتًا، ومن خلال هذه النقاط نرى ما هو شأن المرأة في الإسلام، وكيف أن الإسلام كرم المرأة وشرفها:

1- إنسانية المرأة، وأنها مثل الرجل في أصل الخِلقة فهما من أصل واحد:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما النساء شقائقُ الرجال))[1].

 

2- المرأة مثل الرجل في اعتبار أن كلًّا منهما هبة من الله:

قال تعالي: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49، 50]، وقدَّم الإناث جبرًا لهن.

 

3- المرأة مثل الرجل في المطالبة بتحقيق العبودية لله عز وجل، وعمارة هذا الكون:

قال تعالي: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

 

4- المرأة مثل الرجل في أغلب التكاليف الشرعية،إلا في حالات مخصوصة خفَّف الله فيها عن المرأة؛ رحمةً بها، ومراعاةً لطبيعتها وتكوينها؛ مثل: إسقاط الصلاة عنها وهي حائض أو نُفَساء.

 

قال تعالى، والخطاب للرجال والنساء: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ [الحجرات: 11].

 

﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

 

5- المرأة مثل الرجل في الجزاء الأُخروي:

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124].

 

وقال عز وجل: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ [آل عمران: 195].

 

﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

 

6- تبرئة المرأة من التُّهم التي أُلصقت بها في ظل الأديان المحرَّفة:

فخروج آدم وحواء من الجنة ليس بسبب حواء فقط، بل أخبرنا الله عز وجل في كتابه أن كليهما عصى وأن كليهما تاب؛ قال تعالى: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36].

 

7- تحرير المرأة من ظلم الجاهلية:

ومن هذا الظلم الضيقُ بها عند ولادتها، والحزن والغم والكراهية لها؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [النحل: 58]، فأنكر الله عليهم هذه العادة الجاهلية، وحرَّم وأدها، ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9].

 

ونهى أن تورث المرأة وأن تُجعل كالمتاع؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ﴾ [النساء: 19].

 

فكانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها، كان ابنه أو قريبه أولى بها من غيره، إن شاء نكحها، وإن شاء عضلها فمنعها من الزواج حتى تموت، فيرثها أو تفتدي منه بفدية.

 

وحرم الإسلام على الابن أن ينكح زوجة أبيه بعد وفاة زوجها؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 22].

 

وحرَّم الجمع بين المرأة وأختها؛ قال تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 23].

 

وجاء في السنة النبوية تحريم الجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها، في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيحي البخاري ومسلم: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها))[2].

 

8- المرأة قسيمة الرجل في الحقوق المدنية:حق الملكية، حق التصرف، حق الاتجار في مالها الخاص، فلها حرية التصرف في كل هذه الأمور كالرجل تمامًا.

 

وكذلك في الحقوق الاجتماعية: فحماها الإسلام من القتل والعنف.

 

قال ابن المنذر في الإجماع: "أجمعوا على أن القصاص بين المرأة والرجل في النفس".

 

قال البخاري: "باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات".

 

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من رد حقوق المرأة واستعادة كرامتها وإنسانيتها، بل أمر الإسلام بتكريم المرأة ورفع شأنها.

 

أما تكريم المرأة:

فقد جاءت نصوص الشرع لتُوصي بالأم حسنًا؛ قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].

 

و((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك))[3].

 

تكريم المرأة بنتًا وأختًا:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ابتُلِيَ من هذه البنات بشيء، كُنَّ له سترًا من النار))[4].

 

فمن وهبه الله شيئًا من البنات، فأحسن إليهن بالقيام بحقوقهن وتربيتهن ونحو ذلك، كُنَّ له سترًا من النار، وسُمِّيت هبة الإناث ابتلاءً؛ لِما من كفالتهن وتربيتهن من المشقة، فالابتلاء بمعنى الاختبار؛ أي: من اختُبر بشيء من البنات لينظر ماذا يفعل، أيُحسِن إليهن أم يسيء.

 

قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان، فأحسن صحبتهن، واتقى الله فيهن دخل الجنة))[5].

 

تكريم المرأة زوجةً:

قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان في الصحيحين، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((واستوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهن خُلِقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوجَ؛ فاستوصوا بالنساء خيرًا))[6].

 

وجعل الإسلام للمرأة كزوجة حقوقًا كثيرة؛ منها:

• المهر وإلزام الرجل بالإنفاق عليها؛ من مأكل وملبس، وشرب ومسكن، وغير ذلك.


• وجعل الإسلام العلاقة بين الرجل وزوجته قائمة على الاحترام والأمانة.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها))[7].

 

وجعل الإسلام للمرأة حقوقًا كحقوق الرجل؛ قال تعالى:

﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]، درجة الرعاية والحفظ التي لا يتجاوزونها إلى القهر أو الظلم.

 

• وجعل الإسلام لها أهلية في تحمُّل الالتزامات، وإجراء مختلف العقود؛ من بيع وشراء، ورهن وهبة، ووصية، وغيرها.


• وجعل لها ثروتها الخاصة، وذمتها المالية المستقلة عن زوجها، ولا يجوز للزوج أن يأخذ شيئًا من مالها إلا بإذنها؛ قال تعالى:

﴿ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ﴾ [البقرة: 229].

 

إلا في حالة الخلع؛ فيجوز للمرأة أن تفتدي نفسها لأنه عوض؛ لتحصيل مقصدها من الفُرقة.

 

• وجاء الإسلام بتقييد الطلاق بما يمنع ظلم المرأة.


فكان الطلاق في الجاهلية بلا نهاية، يطلقها، فإذا اقترب وقت انقضاء عدتها، راجعها، ثم يطلقها، وهكذا.

 

فقال الله عز وجل: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229].

 

وجاء الإسلام بتحديد تعدد الزوجات.


قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3].

 

• وكان نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم المثلَ والقدوة مع أهله في بيته، فهذه صور رائعة من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته:

يواسي زوجته، يقدِّر مشاعرها، يسمع شكواها.

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: ((لما بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهوديٍّ، فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: ما يبكيكِ؟ قالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وإنكِ لابنة نبيٍّ، وإن عمكِ لَنبيٌّ، وإنكِ لتحت نبي، ففيمَ تفخر عليكِ؟ ثم قال: اتقي الله يا حفصة))[8].

 

وسُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: ((كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة))[9].

 

استشار زوجته أم المؤمنين أمَّ سلمة رضي الله عنها، فأشارت عليه وقبِل مشورتها في صلح الحديبية.

 

هكذا كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته؛ حبًّا ورعاية، وعطفًا وتقديرًا؛ تقول عائشة رضي الله عنها: ((كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيَّ، وكنت أتعرق العرق وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيَّ))[10]؛ أي: يضع فمه على الموضع الذي كانت تضع عليه فمها، فيشرب من مكان شربها، وإذا أكلت ما على العرق - وهو العظم الذي عليه بقية من لحم - أخذه النبي صلى الله عليه وسلم وأكل من الموضع الذي كانت تأكل منه، وكان ذلك تطييبًا لقلبها، وإذهابًا للحزن الذي يأتيها وقت الحيض، وهو أيضًا من حسن العشرة، وحسن الملاطفة بين الأزواج.

 

أما المرأة المسلمة الأجنبية عن الرجل:

فقد وضع الإسلام ضوابطَ لحفظ حقوقها، ومنع التعدي عليها ولو بنظرة؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

 

وحرَّم على الرجل أن يمَسَّ جسدها حتى ولو بالمصافحة؛ احترامًا لها وإجلالًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لَأن يُطعن في رأس رجل بمخيط من حديد، خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تحل له))[11].

 

وأوصى الشرع بإعانة المرأة حتى ولو كان أجنبية؛ قال صلى الله عليه وسلم:

((الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليلَ، الصائم النهارَ))[12].

 

وجاءت الشريعة الإسلامية بعدة أحكام من شأنها الحفاظ على المرأة، وصيانة عفَّتها وكرامتها وحمايتها، وكذلك حماية المجتمع والحفاظ على طهارة المجتمع المسلم، ومن هذه التشريعات والأحكام: فرض الحجاب، والنهي عن التبرج والاختلاط، وتحريم الخلوة بالأجنبية، وتحريم الخضوع بالقول، وألا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَم.

 

الإسلام أعزَّ المرأة وأكرمها، وأعطاها حقوقَها، وردَّ لها كرامتها وإنسانيتها.

 

يشهد لذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ كما جاء في صحيح البخاري: "كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئًا، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله، رأينا لهن بذلك علينا حقًّا"[13].

 

وللحديث بقية بإذن الله تعالى...



[1] السلسلة الصحيحة (2863).

[2] أخرجه البخاري (5110)، ومسلم (1408).

[3] صحيح مسلم (2548).

[4] صحيح البخاري (1418).

[5] صحيح ابن حبان (446).

[6] صحيح مسلم (1468)

[7] صحيح مسلم (1437).

[8] صحيح الترمذي (3894).

[9] صحيح البخاري (676).

[10] أخرجه مسلم (300)، وأبو داود (259)، والنسائي (282)، وابن ماجه (643)، وأحمد (25765) واللفظ له.

[11] السلسلة الصحيحة (226).

[12] صحيح البخاري (5353).

[13] صحيح البخاري (5843).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (1)

مختارات من الشبكة

  • حديث: لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: لا يجمع الرجل بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها".(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • ملخص بحث: خصوصية تعليم المرأة رؤية تأصيلية شرعية لتحديات تعليم المرأة بين الواقع والمأمول(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • في اليوم العالمي للمرأة(مقالة - ملفات خاصة)
  • عورة المرأة المسلمة بالنسبة إلى المرأة الكافرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة المرأة في الإسلام: ستون صورة لإكرام المرأة في الإسلام (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • المرأة بين تكريم الإسلام وعبث اللئام(مقالة - ملفات خاصة)
  • لو فهموا الإسلام لما قالوا نسوية (منهج الإسلام في التعامل مع مظالم المرأة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • سورة النساء تكريم للمرأة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/1/1447هـ - الساعة: 15:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب