• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الطفل (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    معذور لأنه مراهق!
    محمد شلبي محمد شلبي
  •  
    الزواج وفوائده وآثاره النافعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الحقوق بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    حقوق الطفل (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة السادسة عشرة: الاستقلالية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    العنف المدرسي في زمن الحياة المدرسية: من الصمت ...
    عبدالخالق الزهراوي
  •  
    في العمق
    د. خالد النجار
  •  
    كيف يمكن للشباب التكيف مع ضغوط الدراسة وتحديات ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    المحطة الخامسة عشرة: استخدام القدرات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    غرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال: استراتيجيات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    أحكام العِشرة بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    المحطة الرابعة عشرة: الطموح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الجهل الرقمي كفجوة بين الأجيال: حين لا يفهم ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    التعلق المرضي ليس حبا، فكيف لنا أن نفرق بين الحب، ...
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / أطفال
علامة باركود

حقوق الطفل (2)

حقوق الطفل (2)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/6/2025 ميلادي - 3/1/1447 هجري

الزيارات: 87

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الطفل (2)

 

الحمد لله الواحد الأحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الفرد الصمد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أفضل مَن وحَّد الله وعبَد.

 

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه صلاة وسلامًا دائمين بلا عدد؛ أما بعد:

فلا زلنا مع حقوق الطفل في الإسلام.

 

مكانة الأطفال:

مع الأطفال تلك الزهرات الندية والبراعم الطرية التي خلَقها الله مِن رحم الحياة الزوجية التي تكون سكنًا ورحمة بين الأبوين، وليتمِّم لهما هذه السعادة، فيَخلفهما من بعدهما، ويَبر بهما إذا كبِرَا.

 

الأطفال هم زينة الدنيا وبراءتها التي يهفو لها كلُّ حي، وهم النواةُ الحقيقية للمجتمع، فإذا أردت أن تنظر إلى حضارة أي دولة في العالم وأي أُمة، فانظُر إلى شبابها ماذا يفعلون؟ فيمَ يفكرون؟ ما أهدافهم؟ ما أمنياتهم؟

 

وإذا أردنا أن ننظر إلى مستقبل أي أمة، فلننظر إلى أطفالها كيف يعيشون؟ كيف يُعامَلون؟ ما حقوقهم؟

 

إن الخُطوة الأولى في بناء المجتمع المسلم هي تربية الطفل المسلم، ولأهمية الطفولة نرى أن الطفولة الإنسانية هي أطول من أي طفولة في الكائنات الحية.

 

وقَفنا مع حقوق للطفل قبل الحمل وأثناء الحمل وبعد الولادة، ومن حقوق الطفل على أبويه حقُّ التعليم، فقد حثَّ الإسلام على طلب العلم، وجعله فرضًا عل كل مسلم، وهذا ما فهِمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، فقال: « علِّموهم وأدِّبوهم».

 

وقد روى الترمذي أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لأن يؤدِّب الرجل ولده خيرٌ من أن يتصدق بصاع».


هناك آباء يُخرجون أبناءهم من المدارس بحجة العمل والتجارة.

 

هناك آباء يُخرجون أبناءهم من مدارس تحفيظ القرآن والعلم الشرعي بحجة العمل والتجارة والكسب، وهذا مما لا ينبغي فعله.

 

ومن حقوق الطفل:

حق المراقبة: نعم، إن مراقبة الطفل وحُسن متابعته من حقه على أبويه؛ لأن في ذلك صلاحه ونجاته، فإنه لا يعقل أن يترك للطفل الحبل على الغارب بدعوى الحرية والتفتح.

 

كم رأينا من آباء تركوا لأطفالهم الحبلَ على الغارب، يفعلون ما يشاؤون، ويصاحبون من يشاؤون، ويأخذون ما يشاؤون، فندِموا أشدَّ الندم بعد أن كبروا ووصلوا إلى مرحلة يَصعُب فيها التربية.

 

أيها الإخوة، علينا أن نُراقب أبناءنا بحكمة في مدخلهم ومَخرجهم، في جدهم وهزلهم في واجباتهم المدرسية والتعبدية، ولا بد من معرفة أصدقائهم ومرافقيهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يُخبر أن هذا مما سنُسأل عنه يوم القيامة، ففي الحديث المتفق عليه عَنْ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ رضي الله عنه أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّكُم رَاعٍ، وكُلُّكُم مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

 

ولا نعني بالمراقبة إخافتهم وتهديدهم، بل تعليمهم ومراقبتهم بلا مبالغة.

 

أخي الحبيب، متى آخر مرة زرت ابنك إلى المدرسة؛ لتسأل عن حاله وأحواله، أين مستواه التعليمي؟!

 

كم غاب هذا الشهر؟ اتَّق الله أيها الأب واعلم أن أولادك أمانة في عنقك.

 

حق النفقة عليهم:

الشريعة أوجبت على الأب أن يبدأ بمن يعول، يُنفق عليهم حتى يبلغ الذكر، وتتزوج الأنثى، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل دينار يُنفقه الرجل: دينار يُنفقه على عياله»؛ [حديث صحيح رواه مسلم].

 

قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال، وأي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عياله الصغار؟! يعفهم، أو ينفعهم الله به ويُغنيهم، قال صلى الله عليه وسلم: (وكفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت»؛ [ حسن، سنن أبي داود: كتاب الزكاة - باب في صلة الرحم، حديث (1692)، وأخرجه أيضًا أحمد (2/160)، والطبراني في الكبير (13414)، وصححه ابن حبان (4240)، والحاكم (1/415)، وأصله عند مسلم: كتاب الزكاة - باب فضل النفقة على العيال... حديث (996) بلفظ: ((كفى بالمرء إثمًا أن يَحبس عمن يَملِك قوته))، وانظر إرواء الغليل للألباني (894)].

 

ونفقة الصغار لا تَسقط بالإعسار عند العلماء، ويُفرض على الأب القادر أن ينفق على أولاده، وأن يعمل ليكتسب مالًا، ويُحبس إذا امتنع، ويُرغم على العمل؛ قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [الطلاق: 7]، فإن كان عاجزًا فنفقته على بيت المال، لا يوجد شيء في الشريعة (أولاد من غير نفقة)، أو (أطفال من غير مصروف)، لابد أن يُوجد لهم مصروف ونفقة.

 

العدل بينهم:

الإسلام يهتم بمشاعر الطفل، فالطفل مخلوقٌ له أحاسيس ومشاعر، فالعدل بين الأولاد واجب، في الهدايا والألعاب، والعيديات والأعطيات، إلا ما اقتضت المصلحة التفاوت فيه، وما وُجد سببه: وفي الصحيح من حديث النعمان بن بشير أيضًا رضي الله عنه أن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم (بشير بن سعد أتى بابنه النعمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني نحلت ابني هذا غلامًا كان لي - نحلته أي أعطيتُه ومنحتُه - غلامًا؛ أي عبدًا ليكون ملكًا له، فقال صلى الله عليه وسلم: «أكُلَّ ولدك نَحَلْت مثل هذا؟»، (أعطيت كل واحد من أولادك غلامًا كما أعطيت النعمان)، قال: لا، فقال: «أرجِعه»، وفي رواية لمسلم: «فعلت هذا بولدك كلهم؟»، قال: لا، قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله واعدِلوا بين أولادكم»، قال النعمان بن بشير: فرجع أبي في تلك الصدقة.

 

ولذا طبَّق السلف هذا الأمر، فيقول إبراهيم التيمي رحمه الله: «إني لو قبَّلت أحدَ الصغار من أولادي، لرأيتُ لازمًا عليّ أن أقبِّل الصغيرَ مثله؛ خوفًا من أن يقعَ في نفس هذا عليَّ أذى».

 

فما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل، ولا يمكن أن تستقيم أحوال الناس إلا بالعدل؛ فمما يجب على الوالدين تجاه أولادهم أن يعدِلوا بينهم، وأن يتجنَّبوا تفضيل بعضهم على بعض، سواء في الأمور المادية كالعطايا والهدايا والهبات، أو الأمور المعنوية كالعطف والحنان والفرح والحزن.

 

حق الطفل في التربية:

فتربية الولد مسؤولية واجبة: قال صلى الله عليه وسلم: «كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيته»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مُروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المضاجع»؛ [أخرجه أحمد (2/187)، وأبو داود في الصلاة (495)، والدارقطني (1/230)، والحاكم (1/311)، والبيهقي (2/228، 229) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رحمهم الله، وصححه الألباني في الإرواء (247)]؛ قال ابن القيم رحمه الله: «فمن أهمل تعليم ولده ما ينفَعه فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثرُ الأولاد إنما جاء فسادهم مِن قِبَل الآباء، من جراء ترك تعليمهم فرائضَ الدين وسننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا».


عاتَب بعض الآباء ولده في العقوق، فقال الولد: يا أبت! إنك عققتني صغيرًا، فعققتك كبيرًا، وأضعتني وليدًا فأضعتك شيخًا، والجزاء من جنس العمل.

 

ها هو النبي صلى الله عليه وسلم يغتنم كل فرصة تربوية لأجل الولد، أردف مرة ابن عباس رضي الله عنهما وراءه، قال: «يا بني، إني أعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفَظك، احفَظ الله تجده تُجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعنْ بالله، واعلَم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وأن الأمة لو اجتمعوا على أن يضرُّوك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفَّت الصحف»؛ [مسند أحمد (1/293)، سنن الترمذي: كتاب صفة القيامة (2516)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/460-461): "روي هذا الحديث عن ابن عباس من طرق كثيرة... وأصح الطرق الطريق التي خرَّجها الترمذي"، وهو في صحيح سنن الترمذي (2043)].

 

نعم، إنه غَرْس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد، فمما يجب - بل هو أوجب شيء على الوالدين - أن يحرصوا كلَّ الحرص على غرس العقيدة الصحيحة، وأن يتعاهَدوها بالسقي والرعاية، كأن يعلِّم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله، وأن ما بنا مِن نعمةٍ فمنه وحدَه، ويعلمهم أيضًا أن الله في السماء، وأنه سميعٌ بصير، ليس كمثله شيء، وأن ينمي في قلبه محبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من أمور العقيدة.

 

ولما رأى صلى الله عليه وسلم يد عمر بن أبي سلمة تطيش في الصحفة - إناء الطعام - قال: «يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكل مما يليك»، وكان يمشي ومعه الحسن بن علي، فوجد تمرةً، فأخذها الحسن، فقال: «كخ كخ، أما علمت أنَّا لا تَحلُّ لنا الصدقة؟».

 

فيجب على الوالدين الاعتناء بالأولاد وتربيتهم، فلا يقتصر على توفير المطالب الدنية من غذاءٍ وكساء ودواء كما يفعل كثير من الآباء، بل حق الأولاد في التعليم والتربية على الأخلاق الفاضلة أعظم وأوكد من حاجتهم إلى غير ذلك.

 

فإذا صرخ الصبي من الجوع طلبًا للطعام، فصراخ قلبه وعقله طلبًا للأدب والعلم أشدُّ وأعظم، ولكن أنى يسمعه أو يُحسُّ به الغافل الأصمُّ.

 

وإذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإزالة شعر المولود، وأخبر عنه أنه أذى، فقال: «أميطوا عنه الأذى»، فأذى الأخلاق الرذيلة والأفكار الرديئة أولى بالإماطة والإزالة.

 

علِّموا أولادكم أصول الإيمان، وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر والقضاء والقدر.

 

وعلِّموهم أركان الإسلام، وهي: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصيام، والحج إلى بيت الله الحرام.

 

علِّموهم الحياء والعفة والصدق، وسائر الأخلاق الفاضلة، وجنِّبوهم الرذائل والفواحش وجميع المنكرات.

 

آداب الاستئذان:

علِّموا أولادكم السلام عند دخولهم وخروجهم، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أنس رضي الله عنه، ويقول له: «إذا دخلت منزلك فسلِّم على أهلك، تَكن بركة منك عليهم»؛ [أخرجه الترمذي في الاستئذان (2698)، وصحَّحه الألباني في تخريج الكلم الطيب (63)].

 

علِّموا أولادكم الاستئذان عند الدخول والخروج وطرق الأبواب حتى ولو على أهلهم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 58].

 

فأمَر من لم يبلغِ الحلم بالاستئذان في تلك الأوقاتِ التي يمكن أن يكونَ بين الرجل وامرأته شيء، كلُّ هذا لتربية أخلاقِهم، لإعدادهم الإعدادَ الصحيح، ثم قال: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 59]، وهذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «فرِّقوا بينهم في المضاجع»، دعوةٌ للفضائل، وتربيةُ النشء إلى أن يعظِّموا حرماتِ الله، فيبتعِدوا عنها.

 

حق الطفل في الحفاظ عليه وعدم لعنه وسبه والدعاء عليه:

فلا يجوز الدعاء على الولد، ولا لعنه، ولا سبه، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعُوا على أولادكم، وإذا استجنَح الليل فكفُّوا صِبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلُّوهم»؛ [صحيح مسلم ح (3014)]، من غياب الشمس إلى اشتداد الليل يُحجز الأطفال في البيت؛ لأن للجن انتشارًا وخطفة، الشريعة تحافظ على الأولاد، وتحفظهم من الشياطين ومن الجن.

 

ومن هنا علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم رُقية الأطفال؛ ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: «ما لِصبيكم هذا يبكي؟ فهلا استرقيتُم له من العين»، الرقية بالقرآن والأدعية المشروعة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين، وكان صلى الله عليه وسلم يُشعر الصبيان بأهميتهم، فإذا مرَّ بالصبيان سلَّم عليهم كما في الحديث الصحيح، فهذا أحد الصالحين يخبرني بنفسه أنه كان متعودًا على الرقية الشرعية لجميع أهله عند الحاجة حتى حفِظها الصغير والكبير، وفي يوم من الأيام قدَّر الله له أن يمرض فجاءت إليه ابنته التي عمرها لا يتجاوز الثامنة وقالت: هل أنت مريض يا بابا؟ قلت: نعم، فقالت: أين وجعك حتى أرقيك؟ فقلت: سبحان الله في رقبتي، فأخذت يدها الصغيرة ووضعتها على رقبتي، وبدأت تقرأ سور الفاتحة والإخلاص والفلق والناس، ثم دعت: اللهم اشفِ أبي، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك»، وأنا أسمعها وقلت في نفسي: إن الله لن يُخيب هذا القلب الأبيض، قال: ما قمت في الصباح الباكر إلا وقد شفاني الله تعالى.

 

من وسائل التربية:

من وسائل تربية الأطفال وضعُ البرامج الهادفة من وسائل الإعلام، ومن هنا نرسل رسالة إلى أولئك الآباء الذين يتركون القنوات الفضائية والجوالات على مصراعيها لأطفالهم بكل ما فيها من محرَّمات وإجرام، ألا فليعلموا أن هذا العمل خيانة للأمانة..

 

وإعلامنا ما قصَّر في عرض المسلسلات والأفلام، بل أحيانًا نسمع المذيع يقول وهو يقدم برنامج تلفزيوني: «مع الطفل المعجزة مع الطفلة الموهبة المبدعة»، وننتظر فإذا طفل أو طفلة تغني وترقص، الله أكبر هل هذا هو الإبداع عندكم.

 

يسأل أحد الآباء ابنه من تعرف من الصحابة الكرام؟ فكَّر الولد وفكَّر، وقال: لا أعرف، قال: إذًا من تعرف من الأبطال والشجعان والفاتحين؟ قال: أعرف أبطال المسلسل الفلاني وفريق الكرة الفلاني.

 

وهذا مذيع ينزل إلى الشارع ليسأل الشباب، وبعضهم خريج جامعة في دولة من الدول عن خالد بن الوليد: ما تعرفون عنه؟

 

الكثير قالوا: لا نعرفه، حتى وجد المذيع بُغيته عند أحدهم قال: أنا أعرفه، إنه لاعب، لكن في أي فريق لا أدري، لا حول ولا قو ة إلا بالله.

 

وهذا ولد صغير يُسأل: مَن مثَلُك الأعلى؟ فقال: اللاعب النرويجي الفلاني.

 

أيها الآباء:

إن تربية الأولاد أمانة ومسؤولية، لا بد من القيام بها، فانظروا كم ضيَّع الأمانة اليوم من المسلمين! كم من أولياء أمور ضيعوا الأمانات! ضيَّعوا الأولاد! ضيَّعوا فلذات أكبادهم! أهملوا! تركوهم في الشوارع يتعلمون الألفاظ القبيحة، والعادات السيئة كالتدخين وغيره، ويتدرجون شيئًا فشيئًا إلى أن يتعاطوا المخدرات، ويقعوا في الفاحشة واللواط، وهكذا تكون النتائج متوقعة، ولا شك أنها نتيجة لهذا التضييع.

 

الحذر من شر الهاتف:

الهاتف من المخترعات المفيدة، ومن حاجات العصر الحديث، فهو يوفر الأوقات، ويقصر المسافات، ويصلك بجميع الجهات، ويمكن أن يستخدم في الأعمال الصالحات؛ كالإيقاظ لصلاة الفجر، أو سؤال شرعي، واستحصال فتوى ومواعدة أهل الخير، وصلة الرحم، ونُصح المسلمين.

 

ولكنه في الوقت نفسه وسيلة لأمور من الشر عديدة، وكم كان الهاتف سببًا لتدمير بيوت بأسْرها، وإدخال الشقاء والتعاسة على سكانها، أو جرِّهم وجرِّهنَّ إلى مهاوي الرذيلة والفساد! وتكمُن الخطورة في سهولة استخدامه، وأنه منفذ مباشر من خارج البيت إلى داخله.

 

القدوة القدوة:

احذَر - أيها الأب الكريم - أن تكون قدوةً لأبنائك في الشر، وقدوة لهم في الانحراف، وقدوةً لهم في البعد عن الهدى، كن قدوةً صالحًا لهم، فيقتفوا أثرك، ويتأسَّوا بك، ويعملوا مثل عملك.

 

لا تأمر أولادك بالصلاة وأنت متكاسل عنها، لا تأمرهم بها وأنت مُفرِّط فيها ومتهاون بها، لا تأمرهم ببرِّك والإحسان إليك وإلى أمهم وهم يشاهدونك تعق أباك وأمَّك، كيف تأمرهم بالبعد عن مجالسة أهل الرذيلة وأنت تسهر ليلك مع كل مَن لا خير في السهر معهم؟! كيف تنكر عليهم شيئًا من سفاسف الأخلاق والأعمال والواقع أنك ترتكبها؟!

 

كُن صادقًا في تربيتهم، كُن صادقًا في توجيههم، كُن صادقًا في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.

 

ومن كان راحمًا فليقس أحيانًا:

حين لا تُفلح القدوة ولا تُفلح الموعظة، فلا بد إذًا من علاج حاسم يضع الأمور في وضعها ألا وهو العقوبة، والتربية بالعقوبة يُكملها ويُقابلها التربية بالمثوبة.

 

والعقوبة ليست أول خاطر يخطر على قلب الأب، كثيرٌ من الآباء عندما يسمع عن تربية الأبناء يفهم أن التربية تعني الضرب والحبس وكل وسائل العقاب.

 

أيها الأخوة الأكارم، العقوبة ليست بدنية بالضرورة، قد تكون بحرمانه من الثواب أو حرمانه من اللعب، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: «علِّقوا السوطَ حيث يراه أهل البيت، فإنه أدبٌ لهم»؛ [أخرجه الطبراني وهو في السلسلة الصحيحة].

 

وفي الجانب الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: «لا يُجلد فوق عشر إلا في حدٍّ من حدود الله»؛  [صحيح الجامع 7536].

 

أسأل الله أن يُصلحنا ويصلح ذرياتنا، ويجعلهم قُرة عينٍ، إنه وليُّ ذلك والقادر وعليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق الطفل (1)

مختارات من الشبكة

  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الطفل بعد الولادة .. حق المحبة والشفقة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/1/1447هـ - الساعة: 13:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب