• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء بالنفس الإنسانية (1)

ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء بالنفس الإنسانية (1)
د. عوض بن حمد الحسني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/2/2023 ميلادي - 17/7/1444 هجري

الزيارات: 3656

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء بالنفس الإنسانية (1)

 

كم هو جميل أن يجلس الإنسان بين فترة وأخرى مع نفسه جلسة تأمل ومراجعة وتطوير وتحسين لمسار حياته، والارتقاء بها، من خلال تربيتها إلى مدارج العلو والانقياد أولًا لله عز وجل، ثم إلى كل خير وصلاح، ورقيٍّ وكمال حسي ومعنوي؛ فالنفس إذا لم تقُدْها قادتك إلى المهالك؛ ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53]!

 

فالنفس كالدابةِ الحَرُون، والدابة الحرون هي التي تقف وترفض الانقياد لصاحبها، نُقل عن وهب بن منبه رحمه الله أنه قال: "النفس كنفوس الدواب، والإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حَرُون، فإن فتر قائدها حَرَنَتْ على سائقها، وإن فتر سائقها ضلت عن الطريق"، قلت: فهي تحتاج إلى جهاد ومجاهدة وتربية وتعهُّد؛ لتنقاد لصاحبها حيث يريد توجيهها.

 

وقيل النفس كالرحى؛ أي بحسب ما يدخلها يخرج منها؛ فإن أعطيتَها قمحًا تعطِك دقيقًا، وإن أعطيتها حجارة تعطِك ترابًا، وهكذا ما تقوم بإدخاله، هي تقوم بإخراجه لك مرة أخرى؛ فالنفس إن لم تشغلها بالخير والصلاح وما فيه علوٌّ ورقي، شغلتك بالباطل والترهات، وإن لم تلزمها بالخير ألزمتك بالشر؛ فتربية النفس ضرورة ملحة لإسعادها دنيا وأخرى، ثم إسعاد من حولها.

 

لذا ارتأيت طرح هذه الملامح؛ تربية لنفسي أولًا، ونصيحة وتوجيهًا لمن يطالع هذا المقال ثانيًا؛ فقد رصدت من خلال تدويني لبعض الفوائد في وقتها بعض هذه الملامح، وأسميتها "ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء بالنفس الإنسانية"، وعسى أن تكون كما ذكرت، وما توفيقي إلا بالله.

 

الملمح الأول: العفو عن الآخرين؛ فأعظم الناس قدرًا أسرعهم عفوًا:

إن هذا الملمح التربوي للارتقاء بالنفس الإنسانية من الملامح الأساسية لتربيتها؛ فالنفس في الغالب تحبُّ المجازة؛ فإذا لم يكن بالأسوأ كان على أخف الاحتمال بالمثل.

 

في عام 1434، يوم الاثنين ليلة السابع والعشرين من رمضان، وأنا بالمسجد النبوي، على صاحبه أفضل صلاة وأتم تسليم، وصلتني رسالة من أحد الدكاترة الذين تشرفت بالدراسة على أيديهم في الماجستير عام ١٤٢٤، فحواها: كيف نطلب عفو الله وتجاوزه عنا، في هذه الليالي ونحن لم نعفُ ونتجاوز عمَّن أساء لنا؟!

 

حقيقة كانت مؤثرة في نفسي تلك الليلة، التي يستجمع فيها المسلم كل ما يعرف من دعاء ورجاء وانكسار بين يدي الله؛ لعله أن ينال ما يطلب من الكريم، وكأنني لم أقرأ ذلك الدعاء وأعرفه بهذا الفهم العميق إلا تلك اللحظة!

 

وما زالت تلك الرسالة مؤثرة في نفسي منذ ما يقارب العشر السنوات من إرسالها؛ لأنها حقيقة فتحت لديَّ تساؤلات كثيرة، ربما لم أكن أعطيها اهتمامًا كبيرًا، بل ينصبُّ دعائي ورجائي على طلب حاجتي من الكريم، وإن كنت ربما لا أمنحها لمن طلبها، وهي في قدرتي وسعتي.

 

نعم، لقد فتحت لي أفقًا بعيدَ المدى لمراجعة نفسي، قبل أن أدعو الكريم وأطرح عليه حاجتي ومسألتي، وهل هناك حاجة ومسألة للعبد أعظم من أن ينال عفو الله الكريم؟!

 

فما نطلبه من الله، نبدأ به في أنفسنا أولًا مع الآخرين، فالله أكرم وأجود من خلقه.

 

عند ذلك، فإن الدعاء الذي نُكْثِر منه، وبالذات في العشر الأواخر، وبالذات الليالي الأوتار: ((اللهم إنك عفوٌّ، تحب العفو، فاعفُ عنا))، وأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تُكثر منه، هناك فقط سيكون له فهم آخر، وتطبيق عملي في حياتنا، وربنا أجود وأكرم منا، وهكذا بقية الأحداث والمواقف، فيجب أن نعِيَ ما نقول من دعاء ورجاء؛ حتى يتحقق لنا ما نرجوه؛ فمن لا يعفُ، ولا يتسامح، ولا يتجاوز، وينسَ كيف يريد أن يعامَل بالعفو والتسامح والتجاوز، فهو يعيش بهذا الفهم المحدود القاصر، وضيق النفس والفكر معًا.

 

فالحياة المستقرة أخذ وعطاء، وعفو وتسامح، وكما تدين تدان؛ فلنتخلص من الأحقاد وقصور الذات، وحفظ الأحداث والمواقف، والتعامل مع الآخرين على تلك الخلفيات المريضة لهي الحالقة.

 

فالنفس إن توليتَ زمام قيادها انقادت وطاعت، وإن ملَّكتها زمامها جمحت بك وألقتك في المهالك، ولا تبالي في أي وادٍ هلكت.

 

ولكن كن بمبادئك وقيمك وأخلاقك العالية لها قائدًا وموجهًا، وكن كما قال القائل:

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا
تُرمى بحجر فتعطي أطيب الثمرِ

 

الملمح التربوي الثاني: الحرص على تبادل المشاعر النبيلة عبادة وقربة، سواءً كانت مباشرة من خلال اللقاء، أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، فمن يبخل بالمشاعر، بماذا عسى أن يجود بعد ذلك؟!

 

نعم، سؤال لا بد أن يطرحه كل واحد منا على نفسه قبل الآخرين، بغض النظر عن موقعه الأسري أو الاجتماعي أو الوظيفي أو... فمن يبخل بإيصال مشاعره النبيلة للآخرين ابتداءً أو تبادلًا على الأقل من خلال اللقاء المباشر أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعي المتعددة - في أي موضع اجتماعي كان - فماذا عسى أن يجود به عليهم بعد ذلك؟!

 

كثير من المشاكل الأسرية والاجتماعية، وحتى الوظيفية، تنشأ من وجهة نظري من خلال ضعف أداة التواصل بين المرسل والمستقبل، وتتفاقم المشكلة ويكون لها تأثيرها حتمًا على مجريات الحياة بين الطرفين بعد ذلك، إلا أن يكون أحد الطرفين أوعى وأكثر إدراكًا وتربية لنفسه من الآخر.

 

فهيا نُحلِّق معًا مع سيرة الحبيب محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، المنهل الصافي العذب للتربية بجميع ميادينها وأبعادها ومجالاتها.

 

فإذا أخذنا هذا الملمح التربوي الضروري لاستمرار الحياة الاجتماعية، مستقرة وفاعلة وحافزة للعطاء والألفة والمودة، ومن ثَمَّ منتجة، والروابط الاجتماعية بين أفرادها قوية ومتينة، سواء داخل الأسرة أو الوسط المجتمعي أو الوظيفي أو المجتمع ككل - فلْنَعِشْ مع سيرة المصطفى بتأمل وتدبر، فسنجده صلى الله عليه وسلم بعظمته ومكانته وسمو نفسه، أنه كان مبادرًا هو في إيصال مشاعره، لمن يجالسه أو يعاشره أو يحبه، بل أبعد من ذلك بكثير لمن سيأتي من إخوانه عبر مئات أو آلاف السنين؛ قال صلى الله عليه وسلم، وهو يبعث مشاعره لنا عبر "1444" سنة: ((وددت أني قد رأيت إخواننا، قالوا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك، قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد))؛ [رواه مسلم في صحيحه].

 

فأي مشاعر وهَّاجة صادقة في إيصالها للآخرين بعد ذلك، وهي تخرج من مربي الأمة، صلى الله عليه وسلم؟!

 

وماذا عسى أن يقول من يبلد مشاعره مع الآخرين - إن كان لديه مشاعر - فلا يبدؤهم بها أو على الأقل يبادلهم إياها بحب وصدق وامتنان، أو مجاملة وطيب خاطر، سواء كان مباشرة في لقائه بهم، أو عبر قنوات التواصل الاجتماعي؟!

 

قال الإمام الباجي في شرح النووي لصحيح مسلم: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((بل أنتم أصحابي)) ليس نفيًا لأخوتهم، ولكن ذكر مرتبتهم الزائدة بالصحبة، فهؤلاء إخوة صحابة، والذين لم يأتوا إخوة ليسوا بصحابة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].

 

هذا إذا كان صلى الله عليه وسلم بعظمته ومقامه وأدواره المتعددة، قد أوصل مشاعره وحبه لمن لم يأتِ من أمته بعد مئات وآلاف السنين إلى أن تقوم الساعة؛ فكيف بمن كان معهم وبينهم؟!

 

فعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: ((يا معاذ، والله إني لأحبك، ثم أوصيك: يا معاذ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كل صلاةٍ تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك))؛ [حديث صحيح، رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح].

 

ما أعظمها من كلمة تخرج من أعظم رجل يملك المشاعر الصادقة؛ لتصل لمسامع الدنيا كلها، بأنه صلى الله عليه وسلم كان يربي صحابته رضي الله عنهم، وأمته من بعدهم على إيصال مشاعرهم للآخرين، وألَّا يبخلوا بها؛ ليسود المجتمع المسلم المودة والإخاء، والألفة والمحبة، والنماء والازدهار!

 

بل إنه صلى الله عليه وسلم وجه من سأله أنه يحب فلانًا، أن يخبره مباشرة ويوصل تلك المشاعر له، فما فائدة تلك المشاعر، وهي مكبوتة في صدر صاحبه؟! فعن أنسٍ رضي الله عنه، ((أن رجلًا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر به رجل، فقال: يا رسول الله، إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أأعلمته؟ قال: لا، قال: أعْلِمْه، فلحِقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له))؛ [رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح].

 

وعن أنس رضي الله عنه قال: ((رأى النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان مقبلين - قال: حسبت أنه قال: من عرس - فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلًا فقال: اللهم أنتم من أحب الناس إليَّ؛ قالها ثلاث مرار))؛ [رواه البخاري (3785)، ومسلم (2508)].

 

وعن عائشة رضي الله عنها: ((أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّرها، حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة، بعث صاحب الهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة، فكلم حزب أم سلمة، فقلن لها: كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس، فيقول: من أراد أن يُهديَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية، فلْيُهْدِها حيث كان من بيوت نسائه، فكلمته أم سلمة بما قُلْنَ، فلم يقُلْ لها شيئًا، فسألْنَها، فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: فكلميه، قالت: فكلمته حين دار إليها أيضًا، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كلميه حتى يكلمك، فدار إليها فكلمته، فقال لها: لا تؤذيني في عائشة؛ فإن الوحي لم يأتِني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة، قالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله، ثم إنهن دَعَون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: إن نساءك ينشُدْنَك العدل في بنت أبي بكر، فكلمته، فقال: يا بنية، ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: ارجعي إليه، فأبت أن ترجع...))؛ [رواه البخاري (2581)].

 

بل كان النبي صلى الله عليه وسلم، سهل المعشر، كريم الخلق مع الجميع، يبادلهم المشاعر، ويحافظ على مشاعرهم، حتى كانت الأمَةُ تأخذ بيده فينطلق معها؛ حفاظًا على مشاعرها حيث شاءت لقضاء حاجتها؛ فعن أنس رضي الله عنه: ((إنْ كانت الأمَةُ من أهل المدينة لَتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت من المدينة في حاجتها))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

 

وفي الحديث فوائد جليلة؛ منها:

عظيم تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، وتلمسه صلى الله عليه وسلم لحاجة الضعفاء، والحرص على قضائها، والمحافظة على مشاعرهم؛ فهل هناك خلق أسمى من هذا؟ وتلمس لمشاعر وحاجات الآخرين بغض النظر عن مستواهم ووضعهم الاجتماعي وطبقتهم، أعظم وأجل من هذا الخلق المحمدي؟!

 

وأخيرًا، في ختام هذا الملمح التربوي، الذي استعرضنا فيه هذه السيرة العطرة الواقعية والتطبيقية في حياة وتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقول: إن المشاعر في القلب كالعطر في الزجاجة، لا قيمة لها إلا عند انتشارها وإيصالها للآخرين؛ فلنحرص على بث المشاعر الإيجابية البنَّاءة في حياتنا الأسرية والمجتمعية والوظيفية، وسائر مجالات حياتنا؛ ليسودها الحب والإخاء والمودة والصفاء؛ فلننشر حبنا ومشاعرنا الإيجابية لمن حولنا، ولنقتدِ برسولنا صلى الله عليه وسلم، فقد كان مجاهدًا، وقائدًا، وزوجًا، وأبًا، وأخًا وصاحبًا وصديقًا... فانشروا مشاعركم وبلغوها لمن تحبون وتجالسون وتتعاملون، فهي دين وقربة، وسلوك إيجابي وحضاري.

 

وختامًا:

في هذا المقال، أكتفي بعرض هذين الملمحين التربويين؛ ليعيش القارئ والمتابع - وقبل ذلك الكاتب - معهما أحداث التطبيقات العملية مع ذواتنا وأنفسنا؛ لنرى قربنا منهما، فنحمد الله على ذلك، ونسعى لمزيد من التربية والرقي وقيادة أنفسنا إلى معالي الأمور في الحياة، أو أن يكون تقيمنا لأنفسنا وذواتنا مع هذين الملمحين القرب وليس البعد، فعند ذلك، فإن البصير والعاقل هو من يعرف ما يعيبه، فيسعى جاهدًا لينهل من المنهل الصافي العذب؛ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فنربي أنفسنا على إصلاح اعوجاجها، وعلى الرقي بها في سلم المعالي، وفق الله الجميع لكل خير وصلاح، ونكمل إن شاء الله في مقال آخر بعض تلك الملامح التربوية للارتقاء بالنفس الإنسانية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التحفيز وإدارة النفس الإنسانية
  • الشجاعة الأدبية فى تطييب النفس الإنسانية
  • ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء بالنفس الإنسانية (2)
  • ملامح تربوية من قول الله تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب }
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى}
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (1)

مختارات من الشبكة

  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها...﴾(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {ومن يهن الله فماله من مكرم}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون﴾(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا﴾(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره...} (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} (3)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب