• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / فتيات
علامة باركود

الحجاب الشرعي الصحيح

الحجاب الشرعي الصحيح
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/8/2018 ميلادي - 15/12/1439 هجري

الزيارات: 36911

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحجاب الشرعي الصحيح

 

عناصر الموضوع:

1- مكانة المرأة في الإسلام.

2- فضائل الحجاب.

3- شروط الحجاب الصحيح.

4- محجبات متبرجات.


أولًا: مكانة المرأة في الإسلام:

1 - لقد كرَّم الإسلام المرأة بنتًا[1]:

روى أحمد وابن ماجه - وصحَّحه الألباني - عن عقبة بن عامر الجُهَني رضي الله عنه، قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن كان له ثلاث بنات، فصبر عليهنَّ، وأطعمهنَّ، وسقاهنَّ، وكساهنَّ مِن جدته - يعني ماله - كُنَّ له حجابًا من النار يوم القيامة))[2].

 

وروى ابن ماجه (3670) - وحسَّنه الألباني - عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل تدرك له ابنتان، فيحسن إليهما ما صحبتاه، أو صحبهما، إلا أدخلتاه الجنة))[3].

 

قال محمد بن سليمان رحمه الله: (البنون نعمٌ، والبنات حسناتٌ، والله يحاسب على النِّعم، ويُجازي على الحسنات).

وقال بعضهم:

أحبُّ البنات فحُبُّ البنا
تِ فرضٌ على كلِّ نفسٍ كَرِيمَه
لأن شعيبًا لأجلِ البنا
تِ أَخْدَمه الله موسى كَلِيمَه

 

2 - وكرَّمَ الإسلام المرأة زوجةً:

روى الترمذيُّ وحسَّنه - وصححه الألباني - عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قالوا: يا رسول الله، أي المال خيرٌ؛ فنتخذه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أفضله: لسانٌ ذاكرٌ، وقلبٌ شاكرٌ، وزوجةٌ مؤمنةٌ تعينه على إيمانه))[4].

 

وروى النسائي - وصححه الحاكم والذهبيُّ - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قيل يا رسول الله: أي النساء خيرٌ؟ قال: ((الذي تسرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكرهُ))[5].

 

وقال الإمام ابن عبدالقوي في (منظومة الآداب):

وخيرُ النِّسا مَن سَرَّتِ الزوجَ مَنظرًا
ومَن حفظتْهُ في مَغيبٍ ومشهدِ
قصيرةُ ألفاظٍ، قصيرةُ بيتها
قصيرةُ طرفِ العين عن كلِّ أبعدِ
عليك بذات الدين تظفرُ بالمنى الـ
ـودود الولود الأصل ذات التعبُّدِ


3 - وكرَّم الإسلام المرأة أمًّا:

قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَن أحقُّ الناس بحُسن صحابتي؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أمك))، قال: ثُم مَن؟ قال: ((أمك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أبوك))[6].

 

4 - وكرَّم الإسلام المرأة أختًا:

ففي صحيح مسلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى خلق الخَلْق، حتى إذا فرغ منهم قامَتِ الرحم، فقالتْ: هذا مقامُ العائذ بك مِن القطيعة، فقال تعالى: أَمَا تَرْضَين أن أَصِل مَن وَصَلك، وأن أقطع مَن قطعك؟ قالتْ: بلى، قال: فذلك لك))، قال صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾[7] [محمد: 22 - 23].

 

ثانيًا: فضائل الحجاب:

1 - الحجاب طاعةٌ لله ورسوله صلى الله عليه وسلم:

لقد أمر اللهُ في القرآن الكريم بالحجاب؛ ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، وأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم به فيما رواه الترمذي - وحسَّنه -: ((المرأة عورة))[8]، والعورة واجبة الستر، فيجب على المرأة أن تسترَ جسمها عن أعين الرجال الأجانب، فالمرأة التي تحجبتْ أطاعت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهنيئًا لها.

 

2 - الحجاب طهارةٌ للقلب:

قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

 

3 - الحجابُ عفةٌ:

قال تعالى: ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ﴾ [النور: 60]، وأن يستعفِفْنَ بإبقاء الحجاب على وجوههنَّ، فالحجابُ عفةٌ وكرامةٌ.

 

4 - الحجابُ ستر:

روى أحمد وأبو داود - وصححه الألباني - عن يعلى بن أمية، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حييٌّ ستيرٌ يُحبُّ الحياء والستر))[9]، فالمرأة التي حجبتْ محاسنها، وغطَّت جسمها، وسترته عن الأجانب - امرأةٌ حيية يُحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

5 - الحجاب غَيرة:

الرجل الغَيور يحجب نساءه ولا يتركهنَّ يبرُزْن للأجانب ولا يختلِطْن بهم، والعكس بالعكس.

 

وعند ابن سعد ومالك والبيهقي عن أم علقمة، قالتْ: رأيت حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر دخلتْ على عائشة رضي الله عنها، وعليها خمارٌ رقيقٌ يشفُّ عن جبينها[10]، فشقته عائشة عليها، وقالتْ: (أَمَا تعلَمين ما أنزَل اللهُ في سورة النور؟! ثم دَعَت بخمارٍ فكسَتْها)[11].

 

1- أما الحديث المشهور على ألسنة الناس: (إن المرأة إذا بلغت المحيض، لا يجوز أن يظهرَ منها إلا الوجه والكفان)، فهو ضعيفٌ جدًّا[12].

 

2- ولكن اسمع إلى الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي بسندٍ صحيح: ((المرأة عورة))، هذا الحديث يدلُّ على أن المرأة كلها عورةٌ؛ لأن الألف واللام هنا للاستغراق.

 

ثالثًا: الحجاب الشرعي الصحيح:

إن كثيرًا مِن النساء يلبسن ألبسةً تُخالف الشرع وتظنُّ أنها محجبةٌ، وهي ليستْ كذلك؛ ولذلك وضَع العلماء شروطًا للحجاب الشرعي الصحيح، وهي (ثمانية شروط):

الشرط الأول: أن يكون ساترًا لجميع الجسم:

الأدلة: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].

 

الإمامُ عَبِيدة السلماني رحمه الله: قال ابن سِيرين: سألتُ عبيدة عن تفسير هذه الآية، فقال بثوبه، فغطَّى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه.

 

قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله: يُغطِّين وجوههنَّ، فلا يبدين إلا عينًا واحدة.

 

قال أبو بكر الرازي رحمه الله: في هذه الآية دلالةٌ على أن المرأةَ الشابَّة مأمورةٌ بستر وجهها عن الأجنبيِّين، وإظهار السِّتر والعفاف عند الخروج؛ لئلا يطمع أهل الرَّيب فيهنَّ.

 

قال القرطبي رحمه الله: الصحيح أن الجلباب هو الثوب الذي يستر جميع البدَن.

قال البيضاوي رحمه الله في (تفسيره): ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾: يغطين وجوههنَّ وأبدانهنَّ إذا برزن لحاجةٍ.

قال السيوطي رحمه الله: هذه آية الحجاب في حق سائر النساء، ففيها وجوبُ ستر الرأس والوجه عليهنَّ.

 

الشرط الثاني: ألا يكون زينةً في نفسه:

ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ [النور: 31]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لا تسأل عنهنَّ: رجلٌ فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيًا، وأمةٌ أو عبدٌ أبَق فمات، وامرأةٌ غاب عنها زوجها قد كفاها مُؤْنة الدنيا فتبرَّجَتْ بعده، فلا تسأل عنهم))[13]؛ صححه الحاكم والذهبي.

 

قال الإمام الذهبي في كتاب (الكبائر):

ومِن الأفعال التي تُلعن عليها المرأة: إظهار الزينة - الذهب واللؤلؤ - تحت النقاب، وتطيُّبها بالمِسْك والعنبر والطِّيب إذا خرجتْ، ولُبسها الصباغات والأزر الحريرية والأقبية القصار، مع تطويل الثوب وتوسعة الأكمام وتطويلها، وكلُّ ذلك من التبرُّج الذي يمقتُ اللهُ عليه ويمقتُ فاعله في الدنيا والآخرة.

 

الشرط الثالث: أن يكون صفيقًا لا يشفُّ:

أما الصفيقُ، فلأن الستر لا يتحقق إلا به.

وأما الشفاف، فإنه يزيد المرأة فتنةً وزينةً.

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا: ((صنفان مِن أهل النار لم أرَهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)[14].

 

كاسياتٌ عارياتٌ:

1- تستر بعض جسمها دون بعض.

2- أو تستره بشيء شفاف.

3- أو تستره بشيء ضيقٍ.

 

الشرط الرابع: أن يكون فضفاضًا غير ضيق، فيصفُ شيئًا من جسمها:

وذلك لأن الغرض مِن الثوب إنما هو رفعُ الفتنة، ولا يحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع، أما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة فإنه يصفُ حجم جسمها أو بعضه، ويصوره في أعين الرجال.

 

وقد قال أسامة بن زيدٍ: كساني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحيةُ الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال: ((ما لك لم تلبَس القُبْطية؟))، قلتُ: ((كسوتُها امرأتي))، فقال: ((مُرْها فلتجعَلْ تحتها غُلالةً، فإني أخاف أن تصفَ حجم عِظامها))[15].

 

الشرط الخامس: ألا يكون مُبخَّرًا مُطيَّبًا:

وذلك للأحاديث التي تنهَى عن التطيُّب للنساء إذا خرجن مِن بيوتهن؛ ومنها:

ما أخرجه الترمذيُّ - وقال: حسن صحيح - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأةٍ استعطرت، ثم خَرَجَتْ فمرَّتْ على قومٍ ليجِدُوا ريحَها، فهي زانيةٌ، وكلُّ عينٍ زانيةٌ))[16].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة أصابتْ بخورًا، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة))[17].

 

وعن موسى بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن امرأةً مرَّت به تعصف ريحها، فقال: ((يا أمة الجبار، المسجد تريدين؟))، قالت: نعم، قال: ((وله تطيَّبتِ؟))، قالت: نعم، قال: فارجِعي، فاغتَسِلي، فإنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما مِن امرأةٍ تخرجُ إلى المسجد تعصف ريحها، فلا يَقبَل الله منها صلاةً، حتى ترجع إلى بيتها، فتغتسل))[18].

 

الشرط السادس: ألا يُشبِه لباس الرجل:

وذلك لِمَا ثبت من الأحاديث التي تتوعَّد المرأة إذا تشبَّهت بالرجلِ في لباسٍ أو غيره؛ باللعن والطرد مِن رحمة الله تعالى؛ ومنها:

في (صحيح البخاري) عن ابن عباس قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)[19].

 

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، والمرأة المسترجِلة المتشبِّهة بالرجال، والديُّوث[20]))[21].

 

الشرط السابع: ألا يُشبِه لبس الكافرات:

وذلك لِما ثبت من أن مخالفة الكفار وتَرْك التشبُّه بهم - من المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، ولما يترتب على التشبُّه بالكفار مِن آثار سيئةٍ على عقيدة المسلمين وسلوكياتهم[22].

 

ودليلُ ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19]، وأيضًا قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18].

 

وروى أبو داود - وصححه الألباني - مرفوعًا: ((مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم))[23].

 

وأيضًا: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبينِ مُعَصْفَرينِ، فقال: ((إن هذه ثيابُ الكفار، فلا تلبَسْها))[24].

 

الشرط الثامن: ألا يكون لباسَ شُهرةٍ:

ولذلك لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن لبِس ثوبَ شهرةٍ في الدنيا ألبَسَهُ الله ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه نارًا))[25].

 

ولباسُ الشهرة هو: كلُّ ثوبٍ يُقصد به الاشتهار بين الناس، سواءٌ كان الثوب نفيسًا يلبَسُه تفاخرًا بالدنيا وزينتها، أو خسيسًا يلبسه إظهارًا للزهد والرِّياء.

 

قال ابن الأثير: (الشهرة: ظهور الشيء، والمراد: أن ثوبه يَشتَهِر بين الناس لمخالفة لونِه لألوانهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم، ويختال عليهم بالعُجب والتكبُّر).



[1] عودة الحجاب (2 /220).

[2] صحيح: رواه أحمد (17403)، والبخاري في (الأدب المفرد) (76)، وابن ماجه (3669)، وأبو يعلى (1764)، والبيهقي في (الشعب) من طريق حرملة بن عمران حدثني أبو عُشَّانة المعافري، قال: سمعت عقبة به، وهذا سند صحيح رجاله رجال الصحيح غير أبي عشانة، وهو ثقة، وثَّقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وقال: أبو حاتم صالح الحديث، ولذلك صحَّحه الألباني في (صحيح ابن ماجه).

[3] حسن: رواه أحمد (2104)، وابن ماجه (3670)، وابن أبي شيبة (8 /551) والبخاري في (الأدب المفرد) (77) والبيهقي في (الشعب) (8683) عن فِطْر بن خليفة عن شرحبيل أبي سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما به، وهذا سند ضعيف من أجل شرحبيل، فقد ضعفه يحيى بن معين ومالك بن أنس والنسائي، ولم يُوثقْه غير ابن حبان، وقال الحافظ: صدوق اختلط بأخرةٍ، لكن الحديث رواه أبو يعلى (2457) من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس، بلفظ: ((مَن عال ثلاثَ بنات، فأنفَق عليهنَّ وأحسن إليهنَّ، وجَبَتْ له الجنة))، فقام رجل مِن الأعراب فقال: أو اثنتين؟ قال: ((نعم))، وحسين بن قيس هو حَنَش، وهو مَتروكٌ، وللحديث شواهد عن أنس وجابر وأبي سعيد؛ فهو حديث حسنٌ بشواهدِه.

[4] حسن: رواه الترمذي (3094)، وأحمد (22437)، بسند صحيح، إن كان سالم بن أبي الجعد سمِع من ثوبان، لكن غالب العلماء على أنه لم يسمع منه، وللحديث شواهد يتقوى بها؛ ولذلك حسنه الترمذي، وصححه الألباني.

[5] حسن: رواه النسائي (3231)، وأحمد في (المسند) (2 /251)، وصححه الحاكم في (المستدرك) (2 /161، 162) على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وحسنه الشيخ الألباني في الصحيحة (1838).

[6] رواه البخاري (5971)، ومسلم (2548).

[7] رواه البخاري (4832)، ومسلم (2554).

[8] صحيح: رواه الترمذي (1173)، بسند صحيح، ولذلك صححه الألباني في (الإرواء) (273).

[9] حسن لغيره: رواه أبو داود (4012)، والنسائي (406)، وأحمد (17968) من طريق عطاء عن يعلى بن أمية به، وعطاء لم يسمعْ مِن يعلى، لكن أبا داود رواه عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه يعلى بن أمية به، وهذا سندٌ حسن، وقد صححه الألباني في صحيح أبي داود.

[10] الخمار: يطلق على غطاء الوجه.

[11] حسن: رواه مالك (1420) في (كتاب الجامع)، باب ما يكره للنساء لبسه من الثياب، والبيهقي (2/235) عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه به.

[12] ضعيف جدًّا: رواه أبو داود (4104) مِن طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير، عن قتادة عن خالد بن دُرَيك عن عائشة به، وهذا سند ضعيف جدًّا؛ فيه ثلاث علل:

1 - الوليد بن مسلم: مدلس، وقد عنعنه.

2 - سعيد بن بشير: ضعَّفه غيرُ واحد.

3 - الانقطاع: فإن خالد بن دريك لم يُدرك عائشة رضي الله عنها.

[13] البخاري في (الأدب المفرد) (590)، وابن حبان (50)، والحاكم (1 /119)، وصححه ووافقه الذهبي، وهو في (السلسلة الصحيحة) برقم (3058).

[14] رواه مسلم (2128)، وأحمد في (المسند) (2/355، 356)، وابن حبان في صحيحه (7461)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (2/234).

[15] حسن: أخرجه أحمد (21786)، بسند لا بأس به، وله شاهدٌ عن خالد بن يزيد عن دحية الكلبي؛ أخرجه أبو داود (4116)، والحاكم (4/187)، والبيهقي (2/234)، وهذا سندٌ منقطعٌ؛ فإن خالدًا لم يدرك دحية، لكنه يشهد للحديث السابق، وفي الباب عن عمر بن الخطاب موقوفًا؛ أخرجه البيهقي (2/234) بسند مرسل صحيح.

[16] صحيح: أخرجه أبو داود (4173)، والترمذي (2786)، والنسائي (1526)، وقال الترمذيُّ: حسن صحيح.

[17] صحيح: أخرجه مسلم (444) في الصلاة، وأبو داود (4175)، في الترجل، والنسائي (5143) في الزِّينة.

[18] حسن: أخرجه أحمد (7356)، وابن ماجه (4002) عن عاصم بن عبيدالله عن مولى أبي رُهْم عن أبي هريرة به، وعاصم ضعيف، لكن تابعه عبدالرحمن بن الحارث بن أبي عبيد مولى أبي رُهْم عن جده عن أبي هريرة؛ أخرجه البيهقي (3/133)، وعبدالرحمن هذا قال عنه أبو زُرعة: لا بأس به (5/224)، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وللحديث طريق آخر مرسل؛ فقد أخرجه أبو يعلى (6385)، وابن خزيمة (1682)، والبيهقي (3/133) عن الأوزاعي عن موسى بن يسار عن أبي هريرة به، وموسى بن يسار هو الأردني، قال أبو حاتم: شيخ مستقيم الحديث، فالحديث حسن إن شاء الله، وقد صححه الألباني في (الصحيحة) (1031).

[19] رواه البخاري (5885) في كتاب اللباس، وأبو داود (4097)، والترمذي (2784)، وابن ماجه (1904)، وأحمد في (المسند) (1 /339).

[20] الديوث: هو الذي يقر الخبث على أهله.

[21] حسن: رواه أحمد (6180) بسند حسن، رجالُه ثقات رجال الشيخين غير عبدالله بن يسار مولى ابن عمر، وقد ذكره ابن حبان في (الثقات) وقد روى عنه جماعة، والحديث صححه الحاكم، والذهبي (4 /246) وله شواهد كثيرة يَتَقَوَّى بها.

[22] انظر تفصيل ذلك في اقتضاء الصراط المستقيم، وراجع رسالة (حكم الإسلام في شم النسيم)؛ للمصنف.

[23] حسن: رواه أحمد (5114، 5115)، وأبو داود (4031)، وفيه عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، وثقه دحيم وأبو حاتم، وقال يحيى بن معين: صالح، فحديثه حسن إن شاء الله، وله شواهد يتقوى بها، ولذلك صححه الألباني في (الإرواء) (1269).

[24] رواه مسلم (6 /144).

[25] حسن: أخرجه أحمد (5664)، وأبو داود (4029)، وابن ماجه (3606) عن شريك، عن عثمان بن المغيرة الأعشى، عن مهاجر الشامي عن ابن عمر به، وهذا سند ضعيف؛ لضَعْف شريك، ولكن تابعه أبو عوانة الوضاح بن عبدالله اليشكري عن عثمان بن المغيرة به؛ أخرجه أبو داود (4029)، وابن ماجه (3607)، فهو بهذه المتابعة حسن، ولذلك حسَّنه الألباني في (صحيح الجامع) (6526).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من شروط الحجاب الشرعي : استيعاب جميع بدن المرأة
  • من شروط الحجاب الشرعي : ألا يكون مطيبا وألا يشبه لباس الرجال
  • شروط الحجاب الشرعي وفوائد غض البصر
  • الحجاب الشرعي في قبيلة مزغوم
  • شروط الحجاب الشرعي
  • حجاب المرأة المسلمة
  • حجاب الجنة والنار

مختارات من الشبكة

  • حجاب المرأة (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • كشف الحجاب في مسألة الحجاب (منظومة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • روسيا: "انظري إلى نفسك بالحجاب" أحد مشروعات داغستان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: حظر فعاليات يوم الحجاب العالمي في ليون(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فوائد الحجاب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تضرع وقنوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ألمانيا: اليوم العالمي للحجاب في الذكرى الرابعة لشهيدة الحجاب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التضييق على من تلبس الحجاب الشرعي(استشارة - الاستشارات)
  • شروط الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • خطيبتي غير مقتنعة بلبس الحجاب الشرعي!(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب