• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

أعظم إنجاز

أعظم إنجاز
فرج عبدالحليم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/10/2017 ميلادي - 12/1/1439 هجري

الزيارات: 9605

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعظم إنجاز


تختلف مفاهيمُ الناسِ في تحديد أعظم إنجاز يمكن لإنسانٍ أن يُحقِّقه في حياته، لكن في الحقيقة الذي يعرف حقيقةَ الدنيا بالنسبة للآخرة، ويُدرِك مهمتَه التي خلقه الله تعالى لأجلها - يُوقِن بأن معرفة الله هي أعظم إنجاز يحققه العبد لنفسه في الدنيا؛ فمعرفةُ الله تعالى أفضل المعارف، وهي أصل الإيمان، ومنبع العرفان، وبها يحصُلُ كمالُ بني آدم وسعادتُهم في الدنيا والآخرة، فلا سعادةَ للقلب، ولا لذَّة، ولا نعيم، ولا صلاح له، إلا بأن يكون اللهُ هو إلهَه وفاطرَه وحدَه، وهو معبوده وغاية مطلوبِه، وأحب إليه مِن كل ما سواه، ومَن أحبه سبحانه انقشَعَت عنه سحائب الظلمات، وانكشفت عن قلبه الهمومُ والغموم والأحزان، وعمر قلبه بالسرور والأفراح، وأقبلت إليه وفودُ التهاني والبشائر من كل جانب، فإنه لا حزنَ مع الله أبدًا؛ ولهذا قال تعالى حكاية عن نبيِّه صلى الله عليه وسلم: إنه قال لصاحبه أبي بكر: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، وإنما الحزن كل الحزن لمَن فاته الله، ومَن فاته الله فبأي شيء يفرح؟ قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، وقد أورد ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين وباب السعادتين هذا الأثرَ الإلهي: "يقول الله عز وجل: ابنَ آدم، اطلُبْني تجِدْني، فإن وجدتَني وجدت كل شيء، وإن فُتُّك فاتَك كلُّ شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء"، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كانت الآخرةُ همَّه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شملَه، وأتَتْه الدنيا وهي راغمة، ومَن كانت الدنيا همَّه، جعل الله فقرَه بين عينَيْه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأتِه مِن الدنيا إلا ما قُدِّر له))[1].

 

وقال أحد السلف الصالح: مساكين أهل الدنيا؛ خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل له وما أطيبُ ما فيها؟ قال: معرفة الله ومحبته، والأنس بقربه، والشوق إلى لقائه.

 

والعارف بالله هو العالمُ به سبحانه، المُحِبُّ له، العامل بشريعته، المتَّبِع لسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، والعبد إن عرَف الله ثم عرَف أمره، فإنه يتفانى في طاعته، ولكنه إن عرَف الأمر ولم يعرِف الآمر، فإنه يتحايل ليجدَ طريقةً يتهرَّب فيها مِن أمره؛ لذلك قيل: لا تنظُرْ إلى صغر الذنب، ولكن انظر إلى عظَمة مَن عصيتَ.

 

وحقيقة الدين: معرفةُ الله تعالى وعبادته وشكره، وتزكية النفس وتهذيبُها باجتناب الشر وفعل الخير، والتعاون بين الناس على البر والتقوى، ومصدرُ الدين وحيُه تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم.

والغاية المقصودة من الخلق هي معرفة الله تعالى وعبادته، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وتمام العبادة مُتوقِّفٌ على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكملَ، فهذا الذي خلق الله المكلَّفينَ لأجله.

 

وللعبودية مراتبُ بحسب العلم والعمل:

فأما مراتبها العلمية، فمرتبتان: إحداهما العلم بالله، والثانية: العلم بدينه.

وأما مراتبها العملية، فمرتبتان: مرتبة لأصحاب اليمين، وهي فعل الواجبات وترك المحرَّمات، ومرتبة للسابقين، وهي فعل الواجبات والمندوبات، وترك المحرمات والمكروهات[2].


أصول المعرفة:

أولها: أن تعرِف الله بما تعرَّف به إليك بما هو أهلُه، وتعرف ما فرَض الله عليك معرفتَه من أحكام شرعية.

ثانيهما: أن تُطيعَه في فعل الواجبات وترك المحرمات.

ثالثهما: أن تشتاق إلى ما شوَّق إليه، وتخاف ما خوَّف منه، فإذا أحكمت هذه الأصول، لم يتأخَّر عنك الوصول؛لأن العالم بصفات الله وأحكامه أعلمُ العالمين، والعامل بطاعة الله فيما أمره نهاه أعملُ العاملين[3].

 

أنواع المعرفة:

1- معرفة إقرار: وهي التي اشترك فيها الناسُ؛ البر والفاجر، والمطيع والعاصي، وهذه المعرفة التي لا قيمة لها، فما مِن إنسان إلا ويقول: الله موجود، لكنه لا ينتهي عن المعصية، ولا يستحيي مِن الله، ولا يتقرب إلى الله بطاعة، فهذه معرفة لا قيمةَ لها، ولا وزن لها عند الله تعالى.

 

2- معرفة توجب الحياء منه والمحبة له، وتعلق القلب به، والشوق إلى لقائه، وخشيته والإنابة إليه، والأنس به، والفرار من الخلق إليه، وهذه هي المعرفة الحقيقية المطلوبة من كل عبد[4].

أعلى مراتب المعرفة: أعلى مراتب معرفة الله تعالى في الدنيا هي معرفة كل شيء به، ومعرفته في كل شيء وبكل شيء، ودعاؤه بكل اسم مِن أسمائه بما يناسب تعلُّقه بشؤون عباده، والمؤمن الحقُّ مَن يعرف حق ربه على عباده خاصة، وما شرعه من حقوق بعضهم على بعض، والقيام في كل ذلك بذكره وشكره وحبه والتوكل عليه والإخلاص له سبحانه.

 

آثار وشواهد المعرفة:

قيل لبعض السلف الصالح: ما علامة المعرفة؟ فقال: أنسٌ بالله، وعلامته أن يُحِسَّ بقرب قلبه من الله، فيجده قريبًا منه.

وقال ابن عطاء: المعرفة على ثلاثة أركان: الهيبة، والحياء، والأنس.

وقيل: العارفُ ابن وقته، فهو مشغول بوظيفة وقته عما مضى، فهَمُّه عمارة وقته.

وقال آخر: العارف بالله حتى لو أعطي مُلْك سليمان لم يشغَلْه عن الله طرفةَ عينٍ.

وقال محمد بن الفضل: المعرفة حياة القلب مع الله.

 

وقيل: مجالسة العارف تدعوك من ست إلى ست: من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الغفلة إلى الذِّكر، ومن الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة، ومن الكِبر إلى التواضع، ومِن سوء الطوية إلى النصيحة[5].


وقال أبو عبدالله الساجي: خمس خصالٍ بها تمام العلم، وهي: معرفة الله عز وجل، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على السنة، وأكل الحلال، فإن فُقدت واحدة لم يرفع العمل[6].

 

الطريق إلى معرفة الله تعالى:

1- الفطرة المستقيمة: يقول ابن حزم - ومعه بعض العلماء -: إن معرفة الله بدهية لذوي العقول المستقيمة المدركة، والفطرة فطرتان: فطرة تتعلَّق بالقلب، وهي معرفة الله ومحبته وإيثاره على ما سواه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكرَه أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))[7] .


وفطرة عملية: وهي الالتزام بسنن الفطرة، فعن عائشة قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((عشر مِن الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونَتْف الإبْط، وحلق العانة، وانتقاص الماء))، قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة؛ زاد قتيبة: قال وكيع: (انتقاص الماء)؛ يعني الاستنجاء"[8]، ففطرة القلب: تُزكِّي الروح وتطهر القلب، وفطرة البدن: تطهر البدن، وكلٌّ منهما تمد الأخرى وتُقوِّيها.

 

2- التأمل في أسماء الله الحسنى والعمل بمقتضاها: قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

قال الإمام الماوردي في تفسيره:وفي دعائه بها وجهانِ:

أحدهما: نداؤه بها عند الرغبة إليه في الدعاء والطلب.

والثاني: تعظيمه بها تعبدًا له بذكرها[9].

وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، مَن أحصاها دخل الجنة))[10]، قيل: المراد من الإحصاء حفظُها على ظهر قلب، وقيل: الإيمان بها، وقيل: العمل بمقتضاها، وقيل: معرفتها وتدبُّر معانيها.

 

3- التفكر في آياته الكونية: قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]؛ ﴿ فِي الْآفَاقِ ﴾ كالآيات التي في السماء وفي الأرض، وما يُحدِثه الله تعالى من الحوادث العظيمة، الدالَّة للمستبصر على الحق، ﴿ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ مما اشتملت عليه أبدانهم، مِن بديع آيات الله وعجائب صنعته.

 

4- التدبر في آياته القرآنية: قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2]، قال الإمام الماوردي: ﴿ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ﴾؛ فيه وجهان: أحدهما: مراشد الأمور، الثاني: إلى معرفة الله[11]، وقال تعالى: ﴿ هَذَا هُدًى ﴾ [الجاثية: 11]، قال الإمام السعدي:هذا وصفٌ عامٌّ لجميع القرآن، فإنه يهدي إلى معرفة الله تعالى بصفاته المقدَّسة وأفعاله الحميدة، ويهدي إلى معرفة رسله، وأوليائه وأعدائه، وأوصافهم، ويهدي إلى الأعمال الصالحة ويدعو إليها، ويُبيِّن الأعمال السيئة وينهَى عنها، ويهدي إلى بيان الجزاء على الأعمال، ويُبيِّن الجزاء الدنيوي والأخروي[12].

وقد أخبر سبحانه عن القرآن أنه شفاءٌ، فقال الله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44]، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب.

 

5- النظر في آياته التكوينية (أفعاله):قال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26]، ﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ﴾ [النجم: 43 - 48]،فهو سبحانه الذي أوجد أسباب الضحك والبكاء، وهو الخير والشر، والفرح والسرور، والهم والحزن، والمنفرِدُ بالإيجاد والإعدام، وغيرها من الأفعال.

 

6- كثرة ذكر الله تعالى: والمقصود هنا ما تواطأ عليه القلبُ واللسان، وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]، قال الحسن البصري رحمه الله: تفقَّدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذِّكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق[13].


7- اتباع الأنبياء: قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم الأسوةُ الحسنة؛ فلا دليلَ على الطريق إلى الله إلا بمتابعته في أحواله وأقواله وأفعاله.

 

8- مجاهدة النفس وتطهيرها من أمراضها: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]،قال ابن عباس وإبراهيم بن أدهم: هي في الذين يعملون بما يعلمون، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن عمِل بما علِم، علَّمه الله ما لم يعلم))[14].


9- العلم النافع: قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، عن ابن عباس قال: العالمُ بالرحمن مَن لم يشرك به شيئًا، وأحلَّ حلاله، وحرَّم حرامه، وحفظ وصيته، وأيقن أنه ملاقيه ومحاسبٌ بعمله"، وقال الحسن البصري: العالم مَن خشِي الرحمن بالغيب، ورغِب فيما رغب الله فيه، وزهد فيما سخط الله فيه[15].

 

10- التخلص من عوائق المعرفة:وفي مقدمتها ما يلي:

أ- الذنوب والمعاصي: ولذلك قيل:

فإن كنتَ قد أوحشَتْك الذنوبُ ♦♦♦ فدَعْها إذا شئت واستأنِسِ

 

ب- الغفلة، قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205]، فالغفلة تُضعِف الصلة التي بين العبد وبين ربه سبحانه.

ج- الجهل: ولذلك قال تعالى: ﴿ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأنعام: 35]؛ أي: فلا تكونن مِن الذين لا يعلمون حكم الله وسنته في الخلق.

 

د- الظلم: قال تعالى: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [النمل: 14]؛ أي: ليس جحدهم مستندًا إلى الشك والريب؛ وإنما جحدهم مع علمهم ويقينهم بصحتها، ﴿ ظُلْمًا ﴾ منهم لحقِّ ربِّهم ولأنفسهم، ﴿ وُعُلُوًّا ﴾ على الحق وعلى العباد وعلى الانقياد للرسل.

د- الكِبر: ﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾ [الأعراف: 76]،حملَهم الكِبرُ ألَّا ينقادوا للحقِّ الذي انقاد له الضعفاء.


11- الاستعانة بالله تعالى: فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: ((ربِّ أعنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُرْ لي ولا تمكر عليَّ، واهدِني ويسِّر الهدى لي، وانصُرني على مَن بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مطيعًا، إليك مُخبِتًا، إليك أوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّل توبتي، واغسل حَوْبتي، وأجِبْ دعوتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لساني، وثبت حجتي، واسلُلْ سَخيمة قلبي))[16].



[1] الترمذي: 4 / 2465، [حكم الألباني]: صحيح.

[2] مدارج السالكين، ج 1 ص 128.

[3] التذكرة في الوعظ، ج1 ص 61.

[4] الفوائد لابن القيم، ج 1 ص 170.

[5] مدارج السالكين، 3 / 322.

[6] تفسير القرطبي 2 / 208.

[7] البخاري 9 / 6941.

[8] مسلم 1 / 261.

[9] تفسير الماوردي 2 / 282.

[10] مسلم 4 / 2677.

[11] تفسير الماوردي 6 / 110.

[12] تفسير السعدي 1 / 775.

[13] مدارج السالكين 2 / 396.

[14] تفسير القرطبي 13 / 364.

[15] تفسير ابن كثير 6 / 482.

[16] سنن ابن ماجه 5 / 3831 - صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نموذج (ركاز) للإنجاز
  • إنجازات المسلمين في علم الفلك
  • إنجازات علماء المسلمين في الحساب
  • الإنسان إنجاز
  • التربية على الإنجاز
  • إنجاز الأعمال بعشوائية وارتجال
  • لماذا لا ننجز ما بدأنا به من عمل؟

مختارات من الشبكة

  • أعظم الأعمال بأعظم الأيام(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ سليمان بن جاسر الجاسر في محاضرة بعنوان ( أعظم الأعمال بأعظم الأيام )(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • اللسان من أعظم أسباب دخول الجنة أو النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آفات اللسان: القول على الله بغير علم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم فتنة: الدجال (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ليلة القدر أعظم ليالي العام ليلة الرحمة والمغفرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الصلاة أعظم أسباب الرزق الحسن(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • (مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان الشكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم نعمتان: الأمن في الأوطان والعافية في الأبدان(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
فرج عبد الحليم قنديل - مصر 23-10-2017 01:51 PM

نشكركم على نشر المقال، وتقبل الله عملكم الصالح.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب