• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / مراهقون
علامة باركود

النظرة الموضوعية للمراهقة

محمد عبدالرحمن صادق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/4/2017 ميلادي - 16/7/1438 هجري

الزيارات: 12419

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النظرة الموضوعية للمراهقة


يرى العلماء أن مرحلة المراهقة هي عبارة عن ثورة أو فورة داخل جسم الإنسان تتطلب حسن المعرفة والدراية بطبيعتها ومظاهرها ومشكلاتها... إلخ، سواء من الفرد نفسه أو من المحيطين به أو من القائمين على المؤسسات التربوية وذلك لكي تمر هذه المرحلة بسلام دون جنوح أو جموح، ولكي تخرج لنا جيلاً قادراً على تحمل المسؤولية وحسن إدارة الأمور.

 

الحقيقة أن مرحلة المراهقة هذه تكمن خطورتها بين التهويل والتهوين، فهناك من يهول من طبيعتها وينجرف وراء الحداثة والفلسفات التي تم تفريخها في بيئات وأوساط وتقاليد ومعتقدات تختلف تماماً عما هو موجود في مجتمعاتنا ولا تتفق مع ديننا وهويتنا وطبيعة ظروفنا فيُطلق للشاب العنان، فلا تراه إلا أهوج مُستهتراً يتسم بالسلبية والسطحية واللامبالاة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ولا على اتخاذ القرار المناسب ولو في أبسط الأمور فيورط نفسه وأهله في مشكلات سلوكية وأخلاقية واجتماعية لا قِبل لهم بها.

 

• وعلى الجانب الآخر نجد من يُهوِّن من طبيعة مرحلة المراهقة ولا يُبالي بصاحبها تحت مُسمى العادات والتقاليد وما ورثناه عن الآباء والأجداد فتراه يفرض الوصاية الكاملة على الشاب ويُحمله من المسؤولية ما لا يطيق أو يُضيق الخناق على ميوله وتصرفاته ويُحجِّمها فما نجد الشاب إلا تابع إمَّعة يتسم بالاستسلام والخنوع والتسليم للواقع المفروض عليه وهذا أيضاً يكون كالبركان الخامد الذي يُتوقع انفجاره في أي لحظة وحينها يُلقي بحُمم تأتي على الأخضر واليابس بل لا تبقي ولا تزر.

 

• ولأن ديننا هو دين الوسطية والاعتدال فلا يجب أن نعتمد هذا ولا ذاك - لا التهويل ولا التهوين - بل لابد وأن نعطي الشاب قسطاً من الحرية ومساحة من التصرفات الخاصة التي بها يبني شخصيته ويثبت ذاته ويكون علاقاته ويرسم خطاه المستقبلية.... إلخ. على أن يكون ذلك كله مصحوباً بالإرشادات والتوجيهات والنصائح المُغلفة بالحكمة والتريث وفي جو من المحبة والتفاهم والانسجام والتقدير المتبادل. حينها نرى شاباً يَسُر الناظرين، يَعي ما يقول ويُدرك مرامي ما يفعل، خطواته ثابته نحو هدف مدروس جيداً، يضع الأمور في نِصابها وفي موضعها الصحيح، يعتز بنفسه ويُعلي قدر أهله وحريصاً على نفع الجميع حسب امكانياته، لا يعد بما لا يستطيع ولا يتوعد بما لا يقدر عليه. كل ذلك في سياج من العفاف والتقوى وحسن تقدير الأمور وتحمل المسؤولية.

 

إذاً نحن أمام ثلاثة أساليب وفلسفات تربوية مختلفة تماماً.

1- الأسلوب الأول يُخرج لنا جيلاً يتسم بالفوضوية والاستهتار وعدم القدرة على تحمل المسؤولية فهو كالسكران الذي لا يريد أن يستيقظ من سكرته.

 

2- الأسلوب الثاني يُخرج لنا جيلاً يتسم بالخنوع والاستسلام والتسليم لما يفرضه عليه الواقع فهو كالبركان الذي يتحين الوقت المناسب والمكان المناسب للانفجار ليتخلص مما بداخله من حُمم تلهبه.

 

3- الأسلوب الثالث يُخرج لنا جيلاً قوي الشخصية مُتزن التصرفات منضبط الفكر واسع العلاقات يُعتمد عليه في اتخاذ القرارات وتنفيذ المسئوليات سواء التي تخصه أو التي تخص الآخرين.

والحقيقة إن ما نعانيه الآن من التصرفات الشبابية الغير مسئولة إنما سببها الأول هو عدم فهم طبيعة المرحلة ولا كيفية التعامل معها.

 

أولاً: خطورة الرضوخ للنظريات والفلسفات الفكرية المشبوهة: إن الغزو الفكري عن طريق نظريات وفلسفات فكرية مشبوهة أصبح هو السلاح الفتاك والسيف البتار في يد أعداء الأمة بعد أن أيقنوا أن الغزو عن طريق الجيوش والمواجهة المباشرة أصبح من الصعوبة بمكان وأن ذلك يُوَلِّد المواجهات والعداوات بل ويُوقظ الدول من سُباتها فتنفض عنها غبار الكسل والتراخي والسلبية واللامبالاة وتهب لنصرة الأوطان وللزود عن حِياض العقيدة وكل ما تطوله أو تدنسه يد العدو الغازي.

 

ولقد أثبت الواقع أن الغزو الفكري هذا أكثر تأثيراً وأفتك تدميراً وأصعب علاجاً. وتكمن خطورة الغزو الفكري في أنه يضرب الأمة من الداخل وبأيدي بعض أبنائها وذلك باسم التقدم والحضارة تارة، ومحاربة الرجعية والتخلف تارة أخرى. فترى الميوعة والانحلال تحلان محل الفضيلة والالتزام بل ترى أن الملتزم يُضيق عليه بشتى السبل حتى يشعر أنه منبوذاً ولا مجال لوجوده في المجتمع وبالتالي يتم حصار المد الإسلامي وجعله مُشوهاً ضعيفاً بل منبوذاً داخل حدود لا يتجاوزها.

 

ولتحقيق هذا الهدف عكف أعداء هذه الأمة على العمل في جميع المجالات وعلى جميع الجبهات لتفريغ الأمة من عقيدتها وهويتها وفرَّغوا لذلك عقولاً ورصدوا أموالاً ووفروا امكانيات هائلة لأنهم بالفعل يعدونها حرباً لا هوادة فيها وجولة لا مجال لخسارتها.

حدد هؤلاء هدفهم جيداً حيث يقول أحد المستشرقين: "إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي: هدم الأسرة - هدم التعليم - إسقاط القدوات والمرجعيات ".

 

من هنا بدأ تصدير بعض المصطلحات التي تُقوِّض دور الفئات الثلاث وتقضي عليها مثل مصطلح " المراهقة " الذي يعتبر عاملاً مشتركاً بين الفئات الثلاث المستهدفة في بلادنا. والذي يعتبره البعض مُبرراً للتصرفات الهوجاء والقرارات الغير مسئولة والتخبط والعشوائية واللامبالاة... إلخ. والترويج لهذا المصطلح بهذه الصورة في مجتمعاتنا ومؤسساتنا التربوية أعتبره من باب الحق الذي يُراد به باطل.

 

يقول خبير التنمية البشرية والتطوير د. أكرم رضا: المراهقة كاصطلاح حديث عمره 200 عام لم يوجد قبل ذلك، وأول مَن كتَبَ عنه طبيبٌ نفساني أمريكيٌّ يُدعى جورج ستالي هول، كان طبيبًا نفسيًّا، وكان في حقبة الحروب الأمريكية، فكثر عنده الشباب في عيادته النفسية في هذه السن، فدرس أحوالَهم وحياتَهم، فوجد أنهم يشتركون في مجموعات وعناصر متشابهة، وبعد الدراسة أخرج كتابًا من مجلَّدَين يُسمَّى (المراهقة)، فالمراهقة معناها اللغوي هو الخروج أو الاقتراب.

 

ثانياً: معنى المراهقة:كلمة "المراهقة" مشتقة من الفعل "راهَق" ومعناه الاقتراب من الشيء، فراهَق الغلام فهو مُراهِق، أي: قارَب الاحتلام، أو قارب النُّضج والرشد.

• جاء في معجم المعاني الجامع: رَهَق: (اسم) ارْتَكَبَ رَهَقاً: إِثْماً، خَطيئِةً.

• وجاء أيضاً: عُرِفَ بِرَهَقِهِ: بِجَهْلِهِ وَخِفَّةِ عَقْلِهِ. ورَهِقَ الوَلَدُ: سَفِهَ، حَمُقَ، جَهِلَ.

 

• وفي معجم المعاني الجامع أيضاً: سنُّ المراهقَة هو: مرحلة من مراحل عُمر الإنسان، تبدأ عند البلوغ وتستمر بضع سنوات لا تتجاوز الثامنة عشرة من العُمْر إلا في حالات مرضيَّة.

• ومن هنا نفهم أن مرحلة المراهقة هي مرور الفرد بمراحل متدرجة من النضج بمختلف جوانبه الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية..... إلخ بداية من سن البلوغ ويكتمل هذا النضج أو يقاربه في نهاية المرحلة التي حددها العلماء بـ 18: 21 سنة حسب البيئة والوراثة والتغذية.... إلخ.

 

ثالثاً: ذكر الفعل (رهق) ومشتقاته في القرآن الكريم ودلالة ذلك:

ورد الفعل (رهق) في القرآن الكريم بمشتقات عديدة مثل (يَرْهَقُ - وَتَرْهَقُهُمْ - تَرْهَقُهَا - تُرْهِقْنِي - يُرْهِقَهُمَا - رَهَقاً - سَأُرْهِقُهُ) وكلها تصب في مفهوم واحد وهو الشدة والعنت والإثم والشر.

 

1- قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26، 27].

• قال تعالى: ﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ [القلم: 43].

• قال تعالى: ﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾ [المعارج: 44].

• قال تعالى: ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾ [عبس 40 - 41].

 

• قال بن كثير رحمه الله: " وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ ﴾ [يونس: 26] أي: قتام وسواد في عرصات المحشر، كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة من القترة والغبرة، ﴿ وَلَا ذِلَّةٌ ﴾ [يونس: 26] أي: هوان وصغار، أي: لا يحصل لهم إهانة في الباطن، ولا في الظاهر.

 

• جاء في تفسير بن جرير الطبري رحمه الله: قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: ﴿ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ﴾ [يونس: 26]، لا يغشى وجوههم كآبة، ولا كسوف، حتى تصير من الحزن كأنما علاها قترٌ.

 

2- قال تعالى: ﴿ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴾ [الكهف: 73].

• جاء في تفسير بن جرير الطبري رحمه الله: " وقوله: ﴿ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴾ [الكهف: 73] يقول: لا تغشني من أمري عسرا، يقول: لا تضيق عليَّ أمري معك، وصحبتي إياك.

 

3- قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴾ [الكهف: 80].

• قال بن كثير رحمه الله: أي: يحملهما حبه على متابعته على الكفر.

• قال قتادة: قد فرح به أبواه حين ولد، وحزنا عليه حين قتل، ولو بقي كان فيه هلاكهما، فليرض امرؤ بقضاء الله، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب.

 

4- قال تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6].

• قال تعالى: ﴿ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴾ [الجن: 13].

• جاء في التفسير الكبير للإمام الرازي رحمه الله: " ﴿ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6] قال المفسرون: معناه زادوهم إثما وجرأة وطغيانا وخطيئة وغيا وشرا، كل هذا من ألفاظهم، قال الواحدي: الرهق غشيان الشيء.

 

5- قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴾ [المدثر: 16، 17].

• جاء في التحرير والتنوير لابن عاشور رحمه الله: " وقوله ﴿ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴾ [المدثر: 17] تمثيل لضد الحالة المُجملة في قوله ﴿ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ﴾ [المدثر: 14]، أي: سينقلب حاله من حال راحة وتنعم إلى حالة سوأى في الدنيا ثم إلى العذاب الأليم في الآخرة، وكل ذلك إرهاق له.

 

• مما سبق يتضح أن الفعل (رَهَقَ) ورد في القرآن الكريم في عدة مواضع وكلها تصب في اتجاه واحد وهو كما قال الواحدي رحمه الله: (الرهق غشيان الشيء).

 

• وكما قال المفسرون في قوله تعالى ﴿ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]: معناه زادوهم إثما وجرأة وطغيانا وخطيئة وغيا وشرا. وأن ذلك كله لمن ﴿ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ ﴾ [يونس: 27] ولمن قال الله تعالى في حقهم: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف 146].

 

فكل من لا يعتمد منهج الله تعالى في كل أمور حياته سيناله هذا الجزاء، فما بالنا بالأمور التربوية التي تبني كياناً آدمياً مُكلف بأن يكون خليفة لله تعالى في أرضه؟

 

رابعاً: معنى الرُّشد:الرشد هو حسن التصرف في الأمور بما يعود بالنفع ويدفع الضرر وعكسه السفه. والرشد ليس له سن محدد عند جمهور الفقهاء فقد يأتي مع البلوغ، وقد يتأخر عنه قليلاً أو كثيراً وفق تربية الشخص واستعداده وظروف حياته الاجتماعية.

 

• جاء في معجم المعاني الجامع: تعريف ومعنى الرشد: رشَدَ يَرشُد، رُشْدًا، فهو راشِد، والمفعول مرشود - للمتعدِّي.

رَشَدَ الوَلَدُ: بَلَغَ سِنَّ الرُّشْدِ، البُلوغِ.

رَشَدَ الرَّجُلُ: أَصابَ، اِهْتَدَى، اِسْتَقامَ، عَرَفَ طَريقَ الرَّشادِ.

رَشَدَ الشَّابُّ أَمْرَهُ: وُفِّقَ فيهِ.

 

• وجاء في المعجم الوسيط:الرُّشْدُ (عند الفقهاء): أَن يَبْلُغ الصّبِيُّ حدَّ التكليف صَالِحاً في دينه مُصلِحاً لمالِهِ. والرُّشْدُ (في القانون): السِّنُّ التى إِذا بلغها المرءُ استقلّ بتصرفاتِهِ.

• وجاء في الصحاح: رشد. الرَشادُ: خلاف الغَيّ، وقد رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً، ورَشِدَ بالكسر يَرْشَدُ رَشَداً لُغَةٌ فيه.

 

• جاء في تفسير (روح المعاني) للألوسي - رحمه الله - قال: " وقال بعضهم: الرَّشَد أي بفتحتين … أخص من الرُّشْد؛ لأن الرُّشد بالضم يُقال في الأمور الدنيوية والأخروية والرَّشَد يُقال في الأمور الأخروية لا غير".

• ومن الملاحظ أنه ليس بين البلوغ والرشد تلازم، فقد يكون المرء بالغاً غير راشد، وقد يكون راشداً غير بالغ.

 

خامساً: ذكر الفعل (رَشَدَ) في القرآن الكريم وبعض دلالته:ورد الفعل (رشد) ومشتقاته مرات عديدة في القرآن الكريم وسنختار منها بعض النماذج المُتعلقة بالرشد وحسن التصرف الذي هو موضوعنا الآن.

1- قال تعالى: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 6].

 

• جاء في تفسير البغوي: ﴿ فَإِنْ آنَسْتُمْ ﴾ [النساء: 6] أبصرتم، ﴿ مِنْهُمْ رُشْدًا ﴾ [النساء: 6] فقال المفسرون يعني: عقلاً وصلاحاً في الدين وحفظاً للمال وعلماً بما يصلحه. وقال سعيد بن جبير ومجاهد والشعبي: لا يدفع إليه ماله وإن كان شيخا حتى يؤنس منه رشده.

 

• وجاء أيضاً:.... وأما الرشد: فهو أن يكون مُصلحاً في دينه وماله، فالصلاح في الدين هو أن يكون مُجتنبا عن الفواحش والمعاصي التي تسقط العدالة، والصلاح في المال هو أن لا يكون مُبذراً، والتبذير: هو أن يُنفق ماله فيما لا يكون فيه محمدة دنيوية ولا مثوبة أخروية، أو لا يُحسن التصرف فيها، فيغبن في البيوع فإذا بلغ الصبي وهو مفسد في دينه وغير مصلح لماله، دام الحجر عليه، ولا يدفع إليه ماله ولا ينفذ تصرفه.

 

2- قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 51].

جاء في تفسير بن عاشور: والرشد: الهدى والرأي الحق، وضده الغي، وتقدم في قوله تعالى: ﴿ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ في (سورة البقرة: 256). وإضافة ﴿ الرُّشْدُ ﴾ [البقرة: 256] إلى ضمير إبراهيم من إضافة المصدر إلى مفعوله، أي الرشد الذي أرْشِده. وفائدة الإضافة هنا التنبيه على عظم شأن هذا الرشد، أي رشداً يليق به؛ ولأن رشد إبراهيم قد كان مضرب الأمثال بين العرب وغيرهم، أي هو الذي علمتم سمعته التي طبقت الخَافقين فما ظنكم برشد أوتيه من جانب الله تعالى، فإن الإضافة لما كانت على معنى اللام كانت مفيدة للاختصاص فكأنه انفرد به. وفيه إيماء إلى أن إبراهيم كان قد انفرد بالهدى بين قومه.

 

3- قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود: 87].

 

• قال تعالى: ﴿ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود: 78].

 

• جاء في تفسير البغوي: ﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود: 78] صالح سديد. قال عكرمة: رجل يقول لا إله إلا الله. وقال ابن إسحاق: رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

 

4- قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴾ [هود: 96، 97].

 

والمتأمل فيما ذكر من آيات يجد أنها تدور في ثلاثة محاور:

1- الشهادة بالحكمة وحسن التصرف: كما ورد في حق نبي الله إبراهيم عليه السلام ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ ﴾ [الأنبياء: 51].

2- التطاول بالسخرية والتسفيه: كما ورد من قوم شعيب عليه السلام حين قالوا له: ﴿ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود: 87].

3- الإقرار بالتحقير والاستهزاء: كما ورد في حق فرعون لعنه الله حيث قال تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [الفاتحة: 87].

 

سادساً: نماذج لتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أخطاء المراهقين: عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: " إنَّ فتًى شابًّا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ ائذنْ لي بالزِّنا فأقبل القومُ عليه فزجَروه وقالوا: مَهْ مَهْ فقال: ادنُهْ فدنا منه قريبًا قال: فجلس قال: أَتُحبُّه لِأُمِّكَ؟ قال: لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال: ولا الناسُ يُحبونَه لأُمهاتِهم قال: أفتُحبُّه لابنتِك قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال: ولا الناسُ يُحبونَه لبناتِهم قال: أفتُحبُّه لأُختِك قال: لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال: ولا الناسُ يُحبونَه لأَخَواتِهم قال: أَفتُحبُّه لعمَّتِك قال: لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَكَ قال: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لعمَّاتِهم قال: أفتُحبُّه لخالتِك قال: لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَكَ قال: ولا النَّاسُ يحبونَه لخالاتِهم قال: فوضع يدَه عليه وقال: اللهمَّ اغفرْ ذنبَه وطهِّرْ قلبَه وحصِّنْ فرْجَهُ فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفتُ إلى شيءٍ " (رواه الألباني بإسناد صحيح).

 

• هنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المربين ألا يعاقبوا الشاب على ما يُفصح عنه من خطأ بل يجب أن يكونوا على دراية تامة بخصائصه النفسية التي تحتاج إلى التلطف وفتح باب الحوار لكي يفهم الشاب أبعاد المشكلة وخطورتها ثم نبدأ في تفنيدها ومناقشتها من أجل الوصول للأسلوب الأمثل للعلاج وكذلك يجب ألا نغفل عن استجاشة مشاعره وتفجير الخير بداخله والاستعانة بالله أولاً وأخيراً.

 

2- عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " بعثَني النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى اليمَنِ قاضيًا فقلتُ: تبعثُني إلى قومٍ وأَنا حدَثُ السِّنِّ ولا عِلمَ لي بالقضاءِ؟ فوَضعَ يدَهُ على صَدري، فقالَ: ثبَّتَكَ اللَّهُ وسدَّدَكَ، إذا جاءَكَ الخصمانِ فلا تَقضي للأوَّلِ حتَّى تَسمعَ منَ الآخَرِ، فإنَّهُ أجدرُ أن يَبينَ لَكَ القضاءُ قالَ: فما زِلتُ قاضيًا " وَهَذا لفظُ حديثِ داودَ بنِ عُمرَ الضَّبِّيِّ، وبعضُهُمِ أتمُّ كلامًا من بعضٍ (رواه أحمد).

• وهنا نتعلم كيف نُسدي النصيحة للشباب ونغرس الثقة في نفوسهم مع تعهدهم بالدعاء.

 

3- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ دخلَ على شابٍّ وَهوَ في الموتِ فقالَ كيفَ تجدُكَ؟ قالَ واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أرجو اللَّهَ وإنِّي أخافُ ذنوبي فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لا يجتَمِعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطِنِ إلَّا أعطاهُ اللَّهُ ما يرجو وآمنَهُ ممَّا يخافُ " رواه الترمذي وحسنه الألباني).

 

• وهنا نتعلم أهمية الحفاظ على فطرة الشاب نقية طاهرة يحسن مراقبة ربه ويكون على وجل من العقاب وسوء المصير. ونتعلم أيضاً كيف نبث السكينة والطمأنينة في من بلغ به الخوف مبلغه وأن نبشره بأن حاله هذا سيكون سبباً في تبليغه ما يريد.

 

• والنماذج في هذا الجانب كثيرة وإنما ذكرنا هذه الأمثلة كنماذج للآباء والمربين يضعونها نصب أعينهم لأن سوء التعامل مع مشكلات الشباب في هذه المرحلة يُفسد ولا يُصلح ويَكسر ولا يُقوِّم.

 

سابعاً: نماذج لبعض المراهقين من ذاكرة التاريخ الإسلامي: إن ذاكرة التاريخ الإسلامي زاخرة بنماذج من الشباب الذين كانوا فيما نسميه الآن (سن المراهقة) وبالرغم من ذلك فعلوا ما ربما يستعصي على غيرهم من الرجال في العلم والعبادة والجهاد وفي كل المجالات على مر العصور، ونسوق هذه النماذج لتكون زاداً ونبراساً لشبابنا وللآباء والمربين والقائمين على المؤسسات التربوية ومناهجها ليعلموا أن هذه المرحلة إنما هي مرحلة البذل والعطاء والجهد والمثابرة إذا أحسنا قيادة دفتها وأحسنا الأخذ بزمامها دون إفراط أو تفريط، فهي كالطوفان الجارف الذي إذا أحسن توجيهه جاء بالخير والنماء وإذا ترك ليحدد مساره ومصيره أتى على الأخضر واليابس وما خلف ورائه إلا خراباً ودماراً.

 

1- علي بن أبي طالب أول فدائي في الإسلام يفتدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. جاء في كتاب "السيرة النبوية في ضوء القرآن": فلما كانت عتمة الليل اجتمع فتيان من قريش على بابه، وبيدهم السيوف المرهفة، ويتطاير من عيونهم شرر الغدر والمكيدة، فلما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي، وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فإنه لن يخلص إليك منهم شيء تكرهه. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينام في برده هذا إذا نام، فسمع عليّ لما أشار به رسول الله وأطاع طيّبة بذلك نفسه، وبذلك كان أول فدائي شاب في الإسلام، فقد وقى رسول الله بنفسه، وهو يعلم أنه على قيد أذرع من سيوف المشركين ورماحهم، وكان هذا التدبير المُحكم الذي أشار به جبريل عليه السلام مما لبّس الأمر على المشركين المتربصين للنبي، فكانوا إذا نظروا من خلل الباب وجدوا النائم فيظنونه النبي، بينما هو الفتى الشجاع علي رضي الله عنه.

 

2- جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - وهو مِن رُواة الحديث، كان عمره عند الهجرة ستةَ عَشَرَ عامًا، حضر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم إلا غزوةَ بدر وغزوة أُحُد وذلك لأن والده قد منعه ليشهدهما هو وبعد أن استشهد والده في أُحُد، ثم لم يتخلف جابر - رضي الله عنه - عن غزوةٍ بعدها.

 

3- عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما شارك في غزوة الخندق وهو ابن 15 سنة.

4- عبدالله بن يزيد الأنصاري رضي الله عنه شهد بيعةَ الرضوان وعمره 17 عامًا.

5- أسامة بن زيد رضي الله عنه قاد جيش المسلمين وبه كبار الصحابة وعمره 18سنة.

 

6- الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه جعل بيته مقراً لالتقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحابة رضوان الله عليهم في مكة وعمره كان 16 سنة.

 

7- طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أسلم مبكرًا، فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وهاجر إلى المدينة، وشارك في جميع الغزوات في العصر النبوي إلا غزوة بدر حيث كان بالشام، وكان ممن دافعوا عن النبي محمد في غزوة أحد حتى شُلَّت يده، فظل كذلك إلى أن مات.

 

8- الزبير بن العوام رضي الله عنه أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، وقيل ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ابن ثمان سنوات، وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر الصديق، فقيل أنه كان رابع أو خامس من أسلم. أول من سلّ سيفه لله في الإسلام وهو حواريّ النبي صلي الله عليه وسلم. شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، فكان قائد الميمنة في غزوة بدر، وكان حامل إحدى رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص في فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده.

 

9- معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوّذ بن عفراء رضي الله عنهما قتلا أبا جهل في غزوة بدر وكان قائداً للمشركين. عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: " بينا أنا واقفٌ في الصفِّ يومَ بدرٍ. نظرتُ عن يميني وشمالي. فإذا أنا بين غُلامَينِ من الأنصارِ. حديثةٍ أسنانُهما. تمنيتُ لو كنتُ بين أضلَعَ منهما. فغمزني أحدُهما. فقال: يا عمِّ! هل تعرف أبا جهلٍ؟ قال: قلتُ: نعم. وما حاجتُك إليه؟ يا ابنَ أخي! أخبرتُ أنه يسبُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. والذي نفسي بيدِه! لئن رأيتُه لا يفارقُ سوادي سوادَه حتى يموتَ الأعجلُ منا. قال: فتعجَّبتُ لذلك. فغمزني الآخرُ فقال مثلَها. قال: فلم أنشبْ أن نظرتُ إلى أبي جهلٍ يزول في الناسِ. فقلتُ: ألا تريانِ؟ هذا صاحبُكما الذي تسألانِ عنه. قال: فابتدراه، فضرباه بسيفِهما، حتى قتلاه. ثم انصرفا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فأخبَراه. فقال [أيكما قتلَه؟] فقال كلُّ واحدٍ منهما: أنا قتلتُ. فقال [هل مسحتُما سيفَيكما؟] قالا: لا. فنظر في السَّيفَين فقال [كلاكما قتلَه] وقضى بسلَبه لمعاذِ بنِ عمرو بنِ الجَموحِ. [والرجلانُ: معاذُ بنُ عَمرو بنُ الجموحِ ومعاذُ بنُ عَفْراءَ] [رواه مسلم].

 

10- زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري رضي الله عنه أسلم يوم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان سنه 16 سنة وكان يتيماً حيث توفي والده يوم بُعاث وسنه لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلم مع أهله وباركه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء. كان كاتب الوحي، شيخ المقرئين، مفتي المدينة، وكان من رواة الحديث.

 

• إن النماذج الشبابية عديدة وليست قاصرة على الرجال فقط...

• فما دور السيدة أسماء في الهجرة عنا بخفي. وما دور السيدة أم كلثوم بنت عقبة بن معيط رضي الله عنها بمجهول، تلك الفتاة التي تحدت قومها وهاجرت للمدينة وفيها وفي أمثالها نزلت آيات سورة الممتحنة.

 

• وهذا الدور ليس قاصراً على هذا الجيل فقط بل إن الأمثلة كثيرة أمثال:

• عبد الرحمن الناصر وعصره الذهبي في حكم الأندلس والنهضة العلمية بها.

• محمد الفاتح وفتح القسطنطينية التي استعصت على كبار القادة حينها.

• محمد القاسم وفتح بلاد السند وكان من كبار القادة العسكريين في عصره.

• وغيرهم الكثير والكثير. والنماذج مُمتدة امتداد الزمان إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.

 

ثامناً: الغرب يتجرع مرارة فساد أخلاق المراهقين:إن من يصدرون لنا النظريات والفلسفات لا يفعلون ذلك حباً فينا ولا خدمة للبشرية كما يروجون ولكنهم يفعلون ذلك لكي نأخذها كما هي فنعاني نفس معاناتهم ونكتوي بما اكتووا به من نار.

 

1- جاء في كتاب (الغرب يتراجع عن التعليم المختلط) تأليف " بفرلي شو " ترجمة " د. وجيه حمد عبد الرحمن " يقول البروفسور الألماني " يودفو ليفيلتز " كبير علماء الجنس في جامعة برلين في إحدى دراساته الجنسية بأنه درس علوم الجنس، وأدوار الجنس، وأدوية الجنس، فلم يجد علاجاً أنجح ولا أنجع من قول الكتاب الذي نزل على محمد (صلى الله عليه وسلم): ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ و﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾  [سورة النور، الآيتان: 30، 31].

 

2- جاء في كتاب (معاناة المرأة في الغرب) تقول الصحفية الأمريكية "هيليان ستانبري": "امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا. امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا معقدًا، مليئًا بكل صور الإباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية يملؤون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية، إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا قد جعلت منهم عصابات أحداث، وعصابات للمخدرات والرقيق. إن الاختلاط والإباحية والحرية في المجتمع الأوربي والأمريكي قد هدد الأسرة، وزلزل القيم والأخلاق".

 

3- إن الانحدارُ الأخلاقي في أمريكا جَعَل الرئيس الأمريكي السابق جون كندي يقول: "إنَّ الشباب الأمريكي مائعٌ ومُترَف وغارق في الشهوات، ومن بين كل سبعة شباب يَتَقَدَّمُون للتجنيد منهم ستةٌ غير صالحين؛ وذلك لأننا سَعَيْنا لإباحة الاختلاط بين الجنسين في الجامعة بصوَر مستهترة؛ مما أدَّى إلى انهماكهم في الشهوات".

 

4- التحرش الجنسي وصل لمرحلة وبائية في الجامعات البريطانية والأمريكية: نشرت صحيفة "الغارديان" تقريراً تقول فيه أن هناك 169 شكوى ضد موظفين أكاديميين وغير أكاديميين، في الفترة ما بين العام الدراسي 2011-2012 إلى العام الدراسي 2016-2017، وهناك 127 شكوى أخرى ضد موظفين مقدمة من زملائهم. وينقل معدو التقرير عن الشريكة الرئيسة في شركة "ماكليستير أوليفاريوس" للقانون، الدكتورة آن أوليفاريوس، قولها: "هذه الأرقام صادمة، لكن للأسف، فإنه من خلال خبرتنا، نستطيع القول إنها لا تمثل سوى غيض من فيض.. تحرش الموظفين الجنسي بالطلاب وصل إلى مستويات وبائية في الجامعات البريطانية، ولا تمتلك معظم الجامعات آليات فعالة لمنع الموظفين من الضغط على الطلاب لإقامة علاقات جنسية، وعندما يحصل ذلك، فإن الفعل التأديبي شبه غائب، فالمسؤولون هم في العادة زملاء لديهم محفزات كثيرة لعدم التدخل ". وأضافت أوليفاريوس أن "الطالبات الشابات يكن عادة قلقات من عواقب القيام بتقديم شكوى ضد موظف، ولذلك فإنهن عندما يفعلن ذلك، فإن همّ الجامعة الرئيسي يكون هو التقليل من شأن الاعتداء، وحماية سمعتها بالتكتم على الموضوع".

 

• نتج عن الدراسة التي أجريت في إحدى الجامعات الأمريكية سنة 1998 أن 25% من الإناث التي أجريت عليهن الدراسة إما أنهن تعرضن للاغتصاب أو تعرضن إلى محاولة اغتصاب.

• Project on the Status and Education of Women. The Problem of Rape on Campus

 

• وفي إحصائية قامت بها رابطة الجامعات الأمريكية في حرم 27 جامعة وذلك في شهر مايو 2015م أظهرت تعرض ما لا يقل عن 23 % من طالبات الجامعات الأمريكية للتحرش الجنسي. ووصف نائب الرئيس - في ذلك الوقت - " جو بايدن " ظاهرة التحرش الجنسي في الجامعات بالـ"وباء".

 

ومن خلال هذا العرض السريع نوقن أن الغرب يصدر إلينا أفكاراً وفلسفات ونظريات اكتوى بنارها ويجند من بني جلدتنا من يتبناها ويروج لها.

 

وختاماً: من المتفق عليه أن هذه المرحلة من أصعب مراحل العمر ولكي تمر بسلام يجب مراعاة ما يلي:

1- لا يجب أن نتعامل مع مرحلة المراهقة بالتهويل ولا بالتهوين فلا يجب أن يكون هناك إفراط تضيع معه الملامح الشخصية وفرض للوصاية يلغي هذا الكيان الإنساني فما نجده إلا مُتردداً هشاً مهضوم الحق خانع ذليل. ولا يجب أن يكون هناك تفريط يترك زمام الأمور يفلت من الجميع فيفرز لنا الشخصية الفوضوية المستهترة التي تخطيء أكثر ما تصيب وتفسد أكثر ما تصلح.

 

2- يجب أن ندرك أن هذه المرحلة هي مرحلة التكليف الشرعي فلو أهملناها شاب صاحبها على ما شب عليه.

3- يجب أن ندرك أن مشكلات المراهقة ليست من المسلمات البديهية ولكنها تأتي نتيجة الأخطاء التربوية التي يقع فيها المعنيين بذلك.

 

4- يجب المبادرة بعلاج ما يظهر من مشكلات وهي في مهدها وعدم تركها أو التماس العذر للشاب لكونه مراهقاً.

5- لا يجب أن نتلقى العلوم والنظريات والفلسفات الغربية على أنها مُسلمات قابلة للتطبيق في مجتمعاتنا الشرقية أو في مجتمعنا الإسلامي دون أسلمتها.

 

6- يجب توفير الإمكانيات التي تمكن الشباب في هذه المرحلة من الإبداع وتفجير ما لديهم من طاقة فيما هو مفيد.

7- يجب تسليط الضوء على القدوات الإسلامية المؤثرة في كل المجالات وفي كل العصور ووضع تراجمهم وسيرهم ضمن المناهج التعليمية لتكون زاداً ونبراساً للشباب.

 

8- يجب البعد كل البعد عن التقليد الأعمى لكل ما هو غربي تحت مسمى الانفتاح والمدنية.

9- يجب الاهتمام بالكوادر الشبابية وتنميتها وتكوين نخبة من القدوات الشبابية.

 

10- يجب أن يوقن الآباء وكل القائمين على المؤسسات التربوية ومنهاهجها أن الاستثمار الأمثل هو ما يكون في بناء جيل سليم العقيدة، صحيح العبادة، متين الخلق، قوي الجسم، مثقف الفكر، مجاهداً لنفسه، نافعاً لغيره..... إلى غير ذلك من الصفات التي تبني الإنسان القادر على حفظ الأوطان.

 

• تلك عشرة كاملة بها وبغيرها نستطيع بناء كيانات بشرية تناطح الجبال في رسوخها وشموخها، مع الوضع في الاعتبار اختلاف الفروق الفردية وباقي العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية حيث أننا لا نتعامل مع قوالب جامدة ولنكن على يقين أنه ليس هناك في السلوك الإنساني ما هو متفق عليه.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في ذرياتنا وأن يحفظ شبابنا وأوطاننا إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المراهقة: هل لها أصل شرعي؟
  • تعريف المراهقة
  • التغيرات التي تصحب مرحلة المراهقة
  • الإسلام ونظرته لمرحلة المراهقة
  • إذاعة مدرسية عن المراهقة
  • مراهق اليوم وإشكال القيم
  • ست طرق سريعة حول كيفية مراقبة الآباء للأنشطة الرقمية للمراهقين
  • لا تتبع النظرة النظرة
  • دعاوی الموضوعية

مختارات من الشبكة

  • نظرة الإسلام الجمالية إلى الإنسان .. النظرة المدرسية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نظرة الإسلام الجمالية إلى الإنسان .. النظرة الكلية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نظرة الإسلام إلى الجمال الظاهر للإنسان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وشاح الموضوعية(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الوحدة الموضوعية في سور القرآن الكريم - دراسة تحليلية في قصار المفصل - (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الموضوعية الدعوية في منهج ابن كثير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدفوع الموضوعية في دعوى الطاعة الزوجية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مقارنة بين مناهج علماء المسلمين القدماء والمعاصرين في دراسة الأديان في ضوء إشكالية الموضوعية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • النظرة الكلية للإنسان في التربية الجمالية في الإسلام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الهندسة الديداكتيكية بين العزوف الذاتي والإكراهات الموضوعية(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب