• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحث على الأخوة والتحذير من القطيعة والهجر (خطبة)
    الدخلاوي علال
  •  
    إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    ترطيب الأسماع والأفواه بذكر من يحبهم الله جل في علاه (خطبة)
    الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد
  •  
    تفسير سورة الذاريات كاملة
    رامي حنفي محمود
  •  
    من آداب اللباس في الإسلام
    الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
  •  
    خطبة في نعيم البرزخ وعذابه
    سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
  •  
    حكم أكل ذبائح الرافضة
    فتاوى علماء البلد الحرام
  •  
    شرح حديث الحسن بن علي: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
    سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
  •  
    إنك لمن المرسلين
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    غضوا أبصاركم (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    حديث: فمن لم يوتر فليس منا
    الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
  •  
    اعفوا واصفحوا يغفر الله لكم (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    أشهر المفسرين عبر القرون
    محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    حديث: استأذن العباس رسول الله أن يبيت بمكة ليالي منى
    الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
  •  
    حكم الشيعة القائلين: إن عليا في مرتبة النبوة وإن جبريل عليه ...
    فتاوى علماء البلد الحرام
  •  
    شرح حديث ابن مسعود: إن الصدق يهدي إلى البر
    سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / علوم القرآن
علامة باركود

المستدرك على تفسير البغوي (18)

أ. محمد خير رمضان يوسف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/3/2016 ميلادي - 22/5/1437 هجري
زيارة: 1300

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المستدرك على تفسير البغوي (18)

 

 

القسم الأخير من سورة التوبة

 

71 - ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾

أي: يطيعونَ اللهَ ويُحسِنونَ إلى خَلقه، ﴿ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ أي: فيما أمر، وتركِ ما عنه زجَر، ﴿ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ﴾ أي: سيرحمُ اللهُ مَن اتَّصفَ بهذه الصفات، ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ أي: عزيز، مَن أطاعَهُ أعزَّه، فإنَّ العزَّةَ للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في قسمتهِ هذه الصفاتِ لهؤلاء، وتخصيصهِ المنافقين بصفاتِهم المتقدِّمة، فإن له الحكمةَ في جميعِ ما يفعله، تباركَ وتعالى. (ابن كثير).

 

72 - ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

وعدَ اللهُ المؤمِنينَ والمؤمِناتِ جزاءَ إيمانِهم وأعمالِهمُ الطيِّبةِ جنّاتٍ تَجري مِن تحتِها الأنهار، مُقيمينَ فيها أبداً..


﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾:... والفوزُ الذي ليسَ بعدَهُ فوز، لأنَّهُ يعني أنْ لا يَسخَطَ اللهُ عليهم بعدَ ذلك، فيَطمئنُّونَ ويَهنَؤونَ إلى الأبد. (الواضح).

 

73 - ﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾

وبئسَ المكانُ الذي يُصارُ إليه جهنَّمُ. (الطبري).

 

74 - ﴿ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾

أي: وليسَ لهم أحدٌ يُسعِدهم ولا يُنجِدهم، ولا يحصِّلُ لهم خيرًا، ولا يدفعُ عنهم شرًّا. (ابن كثير).

 

75 - ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾

أوردَ سببَ النزولِ قبلَ الآية...

ومنَ المنافقينَ مَن أعطَى اللهَ عهدَهُ وميثاقَهُ لئنْ أغناهُ مِن فضلهِ ليصدَّقنَّ مِن مالِه، وليكوننَّ مِن الصالحين. (ابن كثير).

 

77 - ﴿ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾

تفسيرُ الآية: فجعلَ اللهُ عاقبةَ أمرِهم نفاقاً في قلوبِهم، وحرَمهم منَ التَّوبةِ حتَّى الموت، وذلكَ لغدرِهم بعهدِ اللهِ الذي عاهدوهُ عليه، ونقضِهم ميثاقَهُ الذي واثَقوهُ عليه، وبما كانوا يَكذِبونَ ويقولونَ إنَّهم سيكونونَ صالحينَ يؤدُّونَ حقَّ اللهِ إذا أغناهم، فالتهَوا بالمال، واستَسلموا للشَّهوات، ورَكنوا إلى الدُّنيا، ونَسُوا الله. (الواضح).

 

78 - ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾

أي: يعلمُ كلَّ غيبٍ وشهادة، وكلَّ سرٍّ ونجوى، ويعلمُ ما ظهرَ وما بطن. (ابن كثير).

 

79 - ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

قال في معنى العذابِ الأليم، في الآيةِ (10) من سورةِ البقرة: مؤلمٌ يَخلصُ وجَعهُ إلى قلوبِهم.

 

80 - ﴿ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

هذا الفعلُ مِن اللهِ بهم، وهو تركُ عفوهِ لهم عن ذنوبهم، مِن أجلِ أنهم جحدوا توحيدَ الله ورسالةَ رسوله. واللهُ لا يوفِّقُ للإيمانِ به وبرسولهِ مَن آثرَ الكفرَ به والخروجَ عن طاعتهِ على الإيمانِ به وبرسوله. (تفسير الطبري).

 

 

81 - ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾

وكرهَ هؤلاءِ المخلَّفون أن يغزوا الكفارَ بأموالهم وأنفسهم في سبيلِ الله، يعني: في دينِ الله، الذي شرعَهُ لعبادهِ لينصروه؛ ميلاً إلى الدَّعَة والخَفْض، وإيثارًا للراحةِ على التعبِ والمشقَّة، وشُحًّا بالمالِ أنْ يُنفِقوهُ في طاعةِ الله. فقالَ المنافقونَ بعضُهم لبعض: لا تنفروا في الحرّ، فقالَ اللهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: قلْ لهم يا محمَّد: نارُ جهنَّمَ التي أعدَّها الله لمن خالفَ أمرَهُ وعصَى رسولَهُ أشدُّ حرًّا مِن هذا الحرِّ الذي تتواصَون بينكم أنْ لا تنفروا فيه. يقول: الذي هو أشدُّ حرًّا أحرَى أنْ يُحْذَرَ ويُتَّقَى مِن الذي هو أقلُّهما أذًى. (الطبري، باختصار).

 

82 - ﴿ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

يقول: بِما كانوا يجترحونَ مِن الذنوب. (الطبري).

 

84 - ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾

إنهم جحدوا توحيدَ اللهِ ورسالةَ رسوله، وماتوا وهم خارجونَ مِن الإسلام، مفارقونَ أمرَ اللهِ ونهيه. (الطبري).

 

85 - ﴿ وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾

فسَّرها في الآيةَ (55) من السورةِ نفسِها، فكان ملخصُ ما قال:

لا تستحسِنْ ما أنعمنا عليهم مِن الأموالِ والأولاد؛ لأنَّ العبدَ إذا كان مِن اللهِ في استدراجٍ كثَّرَ اللهُ مالَهُ وولده، إنما يريدُ اللهُ ليعذِّبَهم بها في الآخرة، ويموتوا على الكفر.

 

86 - ﴿ وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾

وإذا أُنزِلَ عليكَ يا محمَّدُ سورةٌ مِن القرآن، بأنْ يُقالَ لهؤلاءِ المنافقين: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ ﴾ يقول: صدِّقوا باللهِ، ﴿ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ ﴾ يقول: اغزوا المشركينَ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم... (الطبري).

 

87 - ﴿ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

﴿ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ أي: بسببِ نكولِهم عن الجهاد، والخروجِ مع الرسولِ في سبيلِ الله، ﴿ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ﴾ أي: لا يفهمونَ ما فيه صلاحٌ لهم فيفعلوه، ولا ما فيه مضرَّةٌ لهم فيجتنبوه. (ابن كثير).

 

88 - ﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

أمّا الرسولُ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وصحابتهُ المؤمنونَ معه، فقد أنفَقوا ما يقدرونَ عليهِ من أموالٍ في الجهاد، وبذلوا أنفُسَهم في سبيلِ الله، ولهم على ذلكَ خيرُ الجزاء، مِن منافعَ ونِعَمٍ كثيرةٍ تُسعِدُ القلبَ وتُبهِجُ النَّفس. (الواضح).

 

89 - ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

أعدَّ اللهُ لرسولهِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وللذين آمنوا معهُ جنّات، وهي البساتينُ تجري مِن تحتِ أشجارها الأنهار، لابثينَ فيها، لا يموتونَ فيها، ولا يظعنونَ عنها، ذلك النجاءُ العظيم، والحظُّ الجزيل. (الطبري).


90 - ﴿ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

وسوفَ ينالُ الكافِرينَ منَ الأعرابِ عذابٌ مؤلـمٌ مُوجِع. (الواضح في التفسير).

 

91 - ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

واللهُ ساترٌ على ذنوبِ المحسنين، يتغمَّدها بعفوهِ لهم عنها، رحيمٌ بهم أنْ يعاقبَهم عليها. (الطبري).

قال في (روح المعاني): فيه إشارةٌ إلى أن كلَّ أحدٍ عاجزٍ محتاجٌ للمغفرةِ والرحمة، إذ الإنسانُ لا يخلو من تفريط.

 

92 - ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾

يبكونَ مِن حزنٍ على أنهم لا يجدونَ ما ينفقونَ ويتحمَّلونَ به للجهادِ في سبيلِ الله. (الطبري).

 

93 - ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

وختمَ اللهُ على قلوبهم بما كسبوا من الذنوب، ﴿ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ سوءَ عاقبتِهم بتخلُّفهم عنكَ وتركِهمُ الجهادَ معك، وما عليهم مِن قبيحِ الثناءِ في الدنيا، وعظيمِ البلاءِ في الآخرة. (الطبري).


94 - ﴿ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

أي: فيخبركم بأعمالِكم، خيرِها وشرِّها، ويجزيكم عليها. (ابن كثير).


وقال الطبري: ثم ترجعونَ بعدَ مماتِكم إلى عالمِ الغيبِ والشهادة، يعني الذي يعلمُ السرَّ والعلانية، الذي لا يخفَى عليه بواطنُ أموركم وظواهرُها، فيُخبركم بأعمالِكم كلِّها، سيِّئها وحسنِها، فيجازيكم بها، الحسنَ منها بالحسن، والسيىِّءَ منها بالسيىِّء.

 

95 - ﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

أي: مِن الآثامِ والخطايا. (ابن كثير).

 

96 - ﴿ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾

يحلفُ لكم - أيها المؤمنون بالله - هؤلاءِ المنافقون اعتذارًا بالباطلِ والكذبِ ﴿ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ﴾، فإنْ أنتم - أيها المؤمنون - رضيتُم عنهم وقبلتُم معذرتَهم، إذا كنتُم لا تعلمون صدقَهم مِن كذبِهم، فإن رضاكم عنهم غيرُ نافعِهم عندَ الله؛ لأن اللهَ يعلمُ مِن سرائرِ أمرِهم ما لا تعلمون، ومِن خفيِّ اعتقادِهم ما تجهلون، وأنهم على الكفرِ بالله، يعني أنهم الخارجون مِن الإيمانِ إلى الكفرِ بالله، ومن الطاعةِ إلى المعصية. (الطبري).

 

98 - ﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

أي: سميعٌ لدعاءِ عباده، عليمٌ بمن يستحقُّ النصرَ ممَّن يستحقُّ الخذلان. (ابن كثير).

 

99 - ﴿ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

إن اللهَ غفورٌ لما اجترموا، رحيمٌ بهم مع توبتِهم وإصلاحِهم أنْ يعذِّبهم. (الطبري).

 

100 - ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

فأولئكَ رضيَ اللهُ عنهم بقبولِ طاعتِهم وارتِضاءِ أعمالِهم، ورَضُوا هم عنهُ بما نالُوهُ منَ النَّعيمِ والرَّحمةِ الواسعة، وقد هيَّأ لهم في الآخِرةِ جنّاتٍ عاليات، تجري مِن تحتِها الأنهار، مُستقرِّينَ فيها أبداً، وذلكَ هو الفلاحُ والنَّجاح، والسَّعادةُ والهناء. (الواضح في التفسير).

 

102 - ﴿ وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

لعلَّ اللهَ أنْ يتوبَ عليهم. وعسَى مِن اللهِ واجب، وإنما معناه: سيتوبُ الله عليهم، ولكنهُ في كلامِ العربِ على ما وصفت. إنَّ اللهَ ذو صفحٍ وعفوٍ لمن تابَ عن ذنوبه، وساترٌ له عليها، رحيمٌ أنْ يعذِّبَهُ بها. (الطبري).

 

103 - ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ ﴾ أي: لدعائك، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ أي: بمن يستحقُّ ذلكَ منك، ومَن هو أهلٌ له. (ابن كثير).

 

104 - ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾

ألمْ يعلَموا أنَّ اللهَ يتوبُ على مَن تابَ إليه، فيقبَلُ توبتَهُ إنْ كانت صحيحةً خالصة، ويقبَلُ الصَّدقاتِ إذا كانت لوجههِ تعالَى، مِن مالٍ حلال، وهو سبحانَهُ كثيرُ قبولِ التوبةِ مِن عبادهِ المستغفرينَ التائبين، رؤوفٌ بهم رحيم. (الواضح).

 

105 -  ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

وقلْ للناسِ أيُّها النبيّ: اعمَلُوا ما شئتُم منَ الأعمال، خيرًا كانت أو شرًّا، سرًّا كانت أو علانية، فسوفَ يُظهِرُها الله، فتُعرَضُ عليهِ يومَ القيامة، كما تُعرَضُ على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى المؤمِنين، وسوفَ تُرجَعونَ إلى الله، المطَّلعِ على الأعمالِ كلِّها، الخبيرِ بنيّاتِ أصحابِها، عالِمِ الغيبِ والشهادة، فيُخبِرُكم بما كنتُم تعملونَ في الدُّنيا وما كنتُم تقصدونَ بها، وسيُجازيكم عليها حسَبَ ذلك. (الواضح).

 

106 - ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

أي: عليمٌ بمن يستحقُّ العقوبةَ ممَّن يستحقُّ العفو، حكيمٌ في أفعالهِ وأقواله، لا إله إلا هو، ولا ربَّ سواه. (ابن كثير).

 

108 - ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾

واللهُ يحبُّ المتطهِّرينَ بالماء. (ابن كثير).

 

109 - ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾

أي: لا يُصلِحُ عملَ المفسدين. (ابن كثير).

 

110 - ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ أي بأعمالِ خَلقه، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في مجازاتِهم عنها، مِن خيرٍ وشرّ. (ابن كثير).

 

111 - ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

أوردَ سببَ النزول...

وتفسيرُ الآية: لقد عاوَضَ اللهُ عبادَهُ المؤمنينَ على أنفسِهم وأموالِهم إذا بذلوها في سبيلهِ بأنَّ لهمُ الجنَّة، يقاتِلونَ في سبيلِ الله، لا هدفَ لهم مِن وراءِ ذلكَ سِوَى إعلاءِ كلمتِه، فيَقتلونَ الكفّار، أعداءَ اللهِ وأعداءَ دينِه، ويُقتَلونَ بأيديهم، فيَستَشهِدونَ في سبيلِه.


هذا وعدٌ منَ اللهِ تعالَى، كتبَهُ على نفسِهِ الكريمة، وأثبتَهُ في كتبهِ المـُنزَلةِ على رسلهِ مِن أُولي العزم، في التوراةِ المـُنزَلةِ على موسَى، والإنجيلِ المـُنزَلِ على عيسَى، والقرآنِ المـُنزَلِ على محمَّدٍ، عليهم جميعًا صلواتُ اللهِ وسلامُه.


ولا أحدَ مثلُ اللهِ في الوفاءِ بعهدِه، فهو لا يُخلِفُ الميعادَ أبدًا.


فاستَبشِروا معشرَ المجاهدينَ في سبيلِه، وابتَهِجوا ببَيعِ أنفسِكم وأموالِكم لله، الذي يأخذُكم إلى ساحاتِ الجهاد، ومنها إلى جنّاتِ اللهِ الخالدات، كما وعدَكمُ اللهُ بذلك، وهو الفوزُ الذي لا فوزَ أعظمُ منه، والنَّعيمُ المقيمُ الذي لا سعادةَ وراءَه. (الواضح).

 

112 - ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

وبشِّرِ المصدِّقينَ بما وعدَهم اللهُ إذا هم وفُوا اللهَ بعهده... (الطبري).

وقالَ ابنُ كثير: لأنَّ الإيمانَ يشملُ هذا كلَّه، والسعادةُ كلُّ السعادةِ لمن اتَّصفَ به.

 

113 - ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾

أوردَ سببَ النزول.

وتفسيرها: ما صحَّ في حُكمِ الله، وما استقامَ للنبيِّ والمؤمنينَ معَهُ حقَّ الإيمان، أنْ يطلبوا المغفرةَ للمشركين، ولو كانوا مِن ذَوي قرابتِهم، مِن بعدِ ما عرفوا أنَّهم ماتوا كفّاراً، وأنَّهم مِن أهلِ النار.


وكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد دخلَ على عمِّهِ أبي طالبٍ وهو يَحتَضِر، فحاولَ معَهُ ليقولَ "لا إله إلاّ الله" فلم يفعل، حتَّى مات، وقالَ أخيراً إنَّهُ على ملَّةِ أبيهِ عبدِالمطَّلِب، فقالَ صلى الله عليه وسلم: "لأستَغفِرَنَّ لكَ ما لم أُنْهَ عَنك". فنزلت، كما وردَ في الصَّحيحَينِ وغيرِهما، عن سعيدِ بنِ المسيِّبِ عن أبيه.


ويجوزُ الدُّعاءُ للأحياءِ منَ الكفّار، بتوفيقِهم وهدايتِهم للإسلام. (الواضح).

 

115 -  ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

أي: إن اللهَ عليمٌ بجميعِ الأشياء، التي من جملتِها حاجتُهم إلى البيان، فيبيِّنُ لهم. (روح المعاني).

 

116 - ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾

إن اللهَ - أيها الناسُ - له سلطانُ السماواتِ والأرضِ ومُلكُهما، وكلُّ مَن دونَهُ مِن الملوكِ فعبيدهُ ومماليكه، بيدهِ حياتُهم وموتُهم، يُحيي مَن يشاءُ منهم ويُميتُ مَن يشاءُ منهم، فلا تجزعوا أيها المؤمنونَ مِن قتالِ مَن كفرَ بي مِن الملوك، ملوكَ الرومِ كانوا، أو ملوكَ فارسٍ والحبشة، أو غيرهم، واغزوهم وجاهدوهم في طاعتي، فإني المعزُّ مَن أشاءُ منهم ومنكم، والمذلُّ مَن أشاء.


وهذا حضٌّ مِن اللهِ جلَّ ثناؤهُ المؤمنينَ على قتالِ كلِّ مَن كفرَ به من المماليك، وإغراءٌ منه لهم بحربهم. (الطبري).

 

118 - ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾

إن اللهَ هو الوهَّابُ لعبادهِ الإنابةَ إلى طاعته، الموفِّقُ مَن أحبَّ توفيقَهُ منهم لما يُرضيهِ عنه، الرحيمُ بهم أنْ يعاقبَهم بعدَ التوبة، أو يخذلَ مَن أرادَ منهم التوبةَ والإنابةَ ولا يتوبَ عليه. (الطبري).

 

120 -  ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

إلا كَتَبَ اللهُ لهم بذلكَ كلِّهِ ثوابَ عملٍ صالحٍ قد ارتضاه. إن اللهَ لا يَدَعُ محسنًا مِن خَلقهِ أحسنَ في عمله، فأطاعَهُ فيما أمره، وانتهَى عمّا نهاهُ عنه، أن يجازيَهُ على إحسانه، ويثيبَهُ على صالحِ عمله، فلذلكَ كتبَ لمن فعلَ ذلكَ مِن أهلِ المدينةِ ومَن حولَهم مِن الأعرابِ ما ذكرَ في هذه الآيةِ الثوابَ على كلِّ ما فعل، فلم يضيِّعْ له أجرَ فعلهِ ذلك. (الطبري).


 

121 -  ﴿ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

جزاءً لهم عليه كأحسنِ ما يجزيهم على أحسنِ أعمالهم التي كانوا يعملونها وهم مقيمونَ في منازلهم. (الطبري).


وقال في (روح المعاني): أي: أحسنَ جزاءِ أعمالهم، على معنَى أنَّ لأعمالهم جزاءً حسنًا وأحسن، وهو سبحانهُ اختارَ لهم أحسنَ جزاء.

 

125 -  ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾

قالَ الطبري: يعني هؤلاءِ المنافقينَ، أنهم هلكوا وهم كافرونَ باللهِ وآياته.

وقال في (روح المعاني): أي: استحكمَ ذلك فيهم إلى أنْ يموتوا عليه.

 

129 - ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾

فإنْ أعرَضوا عن الإيمانِ بك، وعمّا جئتَهم به منَ الشَّرعِ العظيم، فلا تأبَهْ بهم، وامْضِ في تبليغِ رسالةِ ربِّك، وقل: اللهُ يَكفيني جميعَ ما أهَمَّني، وهو مؤيِّدي وناصِري، لا إلهَ غيرُه، به وَثِقْت، وعليه اعتَمدت، وإليهِ فوَّضتُ أمري، وهوَ ربُّ العرشِ العظيم.


والعرشُ أعظمُ المخلوقات، لا يعرفُ مقدارَ عظمتهِ إلاّ الله. قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما السَّماواتُ السبعُ معَ الكُرسيِّ، إلاّ كحَلْقَةٍ مُلقاةٍ بأرضِ فَلاة، وفَضلُ العَرشِ على الكُرسيِّ كفَضلِ تلكَ الفَلاةِ على الحَلْقَة". رواهُ ابنُ حِبّان في صحيحه. (الواضح في التفسير).




 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • المستدرك على تفسير البغوي (13)
  • المستدرك على تفسير البغوي (14)
  • المستدرك على تفسير البغوي (15)
  • المستدرك على تفسير البغوي (16)
  • المستدرك على تفسير البغوي (17)
  • المستدرك على تفسير البغوي (19)
  • المستدرك على تفسير البغوي (20)
  • المستدرك على تفسير البغوي (21)
  • المستدرك على تفسير البغوي (22)
  • المستدرك على تفسير البغوي (23)

مختارات من الشبكة

  • المستدرك على تفسير البغوي(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (WORD)(كتاب - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (55)(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (54)(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (53)(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (52)(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (51)(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (50)(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (49)(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)
  • المستدرك على تفسير البغوي (48)(مقالة - موقع أ. محمد خير رمضان يوسف)

 


ترتيب التعليقات

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • رسميا الإسلام الأسرع نموا في النرويج
  • مسلمون جدد ومشروعات دعوية بقرى رواندا وبنين
  • مؤسسات إسلامية تعتزم إهداء 10000 نسخة من القرآن بالنرويج
  • استمرار زيادة أعداد المسلمين في منطقة نالرجو شمال غانا
  • دورة شرعية للمسلمين الجدد بمدينة كييف
  • مشروعات دعوية بتوجو وبنين
  • حملة رحمة للعالمين تجوب مدن أوكرانيا
  • رسميا افتتاح أول جامعة إسلامية دولية في إندونيسيا ديسمبر 2020

  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1441هـ / 2019م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/4/1441هـ - الساعة: 12:13
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب