• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / أخبار الألوكة
علامة باركود

إعلان نتائج العروة الوثقى (تابع لمسابقة الرواية)

خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/10/2010 ميلادي - 15/11/1431 هجري

الزيارات: 19981

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإخوة الكرام الأفاضل...

 

استجابة لرغباتكم، وتلبية لطلباتكم، وإنفاذًا لاقتراح الأخ الكريم الأستاذ محمد بهاء الدين جزاه الله خيرًا..

 

نعلن عن جوائز (العروة الوثقى)، وهي جوائز رمزية للدلالة على اغتباطنا وسعادتنا بالتفاعل الإيجابي الكبير بين الإخوة والأدباء المتابعين لمسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي، حتى غدت صفحة المسابقة في شبكتنا روضًا تجتمع فيه القلوب على المحبَّة والعطاء، وتتوثق عُرى الأخوَّة الصادقة فيه..

 

لقد كان لتعليقاتكم واقتراحاتكم وملاحظاتكم أعمق الأثر في إنجاح مسابقتنا، وإن أعظم ثمرة من ثمرات هذه المسابقة هي تفاعلكم الإيجابي وتبادلكم الحوار والأفكار والآراء البنَّاءة..

 

وكان بودنا والله أن نكرِّمَ كل من شارك بتعليق أو أبدى رأيًا أو قدَّم نصيحة، غير أننا وبعد جهد كبير انتقينا اثني عشر شخصًا للتكريم؛ كانوا أكثر المشاركين تعليقًا وتفاعلاً، من بدايات المسابقة إلى أواخرها..

 

وإليكم أسماءهم، (مرتبةً بحسب حروف المعجم):

• د. أحمد مراد

• جمال معاد البيضاوي

• خيري حمدان

• سليم عوض علاونة

• د. عبد الحميد بدران

• عبد الله بن واعلي

• علي عبد الباقي

• عمر محمد أبو شعالة

• فايزة شرف الدين

• محمد بهاء الدين

• محمد صادق عبد العال

• هبة الشريف

 

فإلى هؤلاء جميعًا نزجي صادق المحبة والتقدير، وليسمحوا لنا أن نقدم لكلٍّ منهم هدية رمزية؛ سنبعث بها إليهم على عناوينهم المدونة لدينا، تقديرًا لأخوَّتهم وصدق عواطفهم، مردِّدين قول الشاعر:

لو كان يُهدى إلى الإنسانِ قيمتُه
لكنتُ أهديتُكَ الدنيا وما فيها

 

 

 

أما نتائج المسابقة التي تنتظرونها اليوم، وهي (مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي)، فقد تم إعلان النتائج بحمد الله تعالى، على الرابط التالي:

 

 


وفقنا الله وإياكم للخيرات، ويسَّر أمورنا وأموركم





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي (2)
  • النتائج النهائية لمسابقة الرواية
  • نتائج مسابقة الرواية (خبر صحيفة الندوة)

مختارات من الشبكة

  • لغة الإعلانات الإذاعية والصحفية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حفل توزيع جوائز مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي وجوائز العروة الوثقى(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • خطبة: العروة الوثقى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العروة الوثقى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العروة الوثقى (شعر)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • العروة الوثقى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إعلان نتائج مسابقة " الوسطية تيوب "(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 


تعليقات الزوار
224- مبارك مبارك مبارك للجميع
WakeUpMuslim - المملكة العربية السعودية 06-02-2011 10:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله على الإبداع المميز والتشجيع المحمس من الكتاب والقراء

ألف مبارك للفائزين في المسابقة

وجزيتم خيرا يا ألوكة

223- شكر وتقدير واحترام
سليم عوض سليم علاونة - غزة - فلسطين 28-01-2011 12:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين النبيّ الأميّ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
الأخوة الأحباء المشرفين والمسؤولين عن المنبر الراقي ( الألوكة ) .. حفظهم الله ورعاهم
الأخوة الأفاضل المشرفين والمسؤولين عن المنبر الراقي ( العروة الوثقى ) حفظهم الله ورعاهم ..
أحييكم بتحية الإسلام الحنيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يسعني سوى أن أتقدم لسيادتكم بجزيل الشكر ووافر الامتنان لما بذلتموه من جهد دؤوب .. وعمل متواصل .. وبذل وعطاء .. سيان كان مادياً أو معنوياً أو شخصياً أو فكرياً .. من أجل رفعة الأدب .. وإعلاء شأن الفكر والقلم .. ولما فيه النفع للإسلام والمسلمين .. أثابكم الله خيراً ..

قل أن توجد جهة – رسمية أو غير رسمية – تقوم بمثل هذا الجهد العظيم .. الذي يستغرق منها الوقت والجهد والمال .. لا يبتغون من ورائه سوى رضا الله ..
فهذا هو ما قامت به وبجدارة المؤسسة الراقية .. ( الألوكة ) .. وما تفرع عنها ( العروة الوثقى ) أثابهم الله جميعاً حسن الثواب ..
ولا يغيب عن البال .. ديمومة المتابعة للمنبر الراقي .. حتى لما بعد إعلان النتائج النهائية للمسابقة الرائدة ( مسابقة الألوكة الكبرى للرواية ) .. والتي كان لها أبلغ الأثر في نفوس الجميع .. وأعظم الوقع في القلوب المحبة للكلمة .. الفكر .. الأدب .. والرسالة السامية ..

كل كلمات الشكر والتقدير والعرفان لن تفيكم حقكم .. بارك الله فيكم .. وأثابكم خيراً ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أخوكم المحب
سليم عوض سليم علاونة
غزة – فلسطين


ملاحظة :
أنا عاجز عن الشكر لتكرمكم بمنح الجوائز الإضافية التشجيعية التي تكرمتم بمنحها للأعضاء الفاعلين والمفعلين للمنبر خلال مدة المسابقة الكبرى للرواية .. والتي تكرمتم مشكورين بمنحي إحداها .. كما واشكر تفضلكم الكريم بالاتصال بي هاتفياً بهذا الخصوص .. وهذه الالتفاتة الكريمة التي أثلجت صدري بشكل لا يمكن وصفه .

وهل أطمع بملاحظة أخرى :
حيث يشرفني أن أضم صوتي للأصوات التي سبقتني من الأخوة الكرام .. بالتفضل بالإعلان عن مسابقة الرواية الكبرى للعام الحالي 2011م .. وفي هذا الموقف الكريم لنا مطمع .. فهل تجيبونا لمطمعنا ؟؟!! .. أرجو ذلك ..
ومرة أخرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

222- أرجو نشر النتائج حالا
مشارك بالمسابقة - uuuuu 08-11-2010 11:46 PM

السلام عليكم

أرجو من الألوكة أن تقوم بنشر النتائج أو على الأقل أسماء الفائزين العشرة بدون ذكر التراتيب ، وذلك حتى تمنح لمن لم يتأهل للفوز بأن يقوم بالمشاركة ببقية المسابقات لاسيما مسابقة الشارقة والتي لم يبقَ على آخر موعدٍ لاستقبال المشاركات أقل من 6 أيام


أرجو أن تراعوا ظروف الأدباء والمشاركين معكم


والله الموفق

221- جمال القصة في حبكتها
سحر - بلاد الإسلام أوطاني 08-11-2010 07:50 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذي محمد بهاء الدين

أشكرك على قصتك فهي جميلة رغم ما فيها من تلميحات..
وأحبّ أن أعلّق وأردّ على أخينا علي عبد الباقي فأقول:
جمال القصة ليس بما تضمنته من مواقع يخدش الحياء، وتمنع عن الصغار، بل القصص الجميلة هي التي تجعل القارئ مشدودا إليها متصوّرا الاحداث وكأنه يراها أمامه، أو كأنه جزءا منها.

القصص الجميلة ليست بالضرورة أن تكون قصصا إسلامية تتناول الإسلام صراحة، لكنها الجميلة بمعانيها ومشاهدها واحترامها للقارئ فلا تؤذي حياءه.

220- أعضاء العروة الوثقى الكرام
محمد بهاء الدين - مصر 08-11-2010 06:12 PM

لاتنزعجوا مما كتب فى المداخلة رقم (217) فإننى لن أخطىء وأرد بعين الطريقة ..

فقط تأملوا ماكتبه يخط يده قاب قوسين سترون أننى لم أقل إبنى وأنما نعت البنوة منسوب لنا جميعا

وقد كبر مناقب أبيه وله حق ولو كان لى اختيار لتشرفت بأن يكون أبى الثانى بالضبط مثلما نقول وطننا الثانى ..

ثم ماأدرانا أنه أكبر من فى الموقع إذا كان لايفصح عن شخصه ..

لقد نعتنى بشيخ المشايخ واعترف بأنه كان يقصدنى بالكتابة الغثة وأنه لذلك يتوعدنى بالويل والثبور وعظائم الأمور .. حسنا .. ماذا فعل منذ وطأت أقدامه هذا الموقع غير التهجم ؟

ومددت له يدى بالسلام وقبلت رأسه لأرضيه لكنه يأبى إلا الجفاء وإلا الغمز واللمز باعترافه فماذا أفعل له كى يبترد ويرضى ؟

أفتونى بربكم فى هذا الشيخ الكبير ولا تلجأوا لأسلوب المساواة بين الظالم والمظلوم حرصا على اللحمة فهو أكيد ليس من الحريصين عليها ..
كما لاتقيمون حسابا لهويته التى أظهرها ليتدرع وراءها بينما أخفى مجرد اسمه حتى لاينكشف أمره للمرة الألف نرجوه (إن كان حقيقة جزائريا) فليكشف لنا عن شخصيته وماذا يروم من هذا الموقع حتى نعرفه ونتفهمه ونحبه ونتفاعل معه بأحسن مما يحبنا وهو حقنا عليه ..
وشكرا ..

219- وما زلت أركض
خيري حمدان - صوفيا 08-11-2010 04:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

ما يزال القصّ مستمرًا
وما زلت أركض
استيقظت عند الصباح .. أخذت أركض وأركض، كنت نشطًا ولم أشعر بالتعب، كان الكثيرون من حولي يصفقون لي يشجعوني ويلاطفوني.
عند الظهر، شعرت بأن الدنيا لا تسعني خلعت بعض ملابسي ، لاحظت بأنّني سبقت الكثيرين. من بعيد لاح لي بعض المسافرين منهكين وقد استلقوا على الأرض، حتى أن هناك من تدثّر بملاءة خريفية، أمّا أنّا فقد كان جسدي يتصبّب عرقًا.
اقتربت بعد حين إلى العصر، عندها شعرت بالإرهاق وبدأ البرد يجد طريقه إلى جسدي. وضعت غطاءً خفيفًا على كتفيّ، نظرت إلى الخلف شاهدت الآخرين يركضون عند الظهر وقد تعرّقوا من كثرة النشاط. عندها توقفت لوهلة .. ملأت ابتسامة مساحات وجهي وعندها فقط فهمت الحكاية.
نظرت إلى السماء بهدوء أحسد عليها. لاحت منّي نظرة لما بعد العصر فرأيت بطرف عيني توابيت في الانتظار. دخل البعض فيها ومضوا حلف الأفق. لم أسقط الابتسامة المشرقة عن تقاطيع وجهي .. أدركت بأنّه يستحيل عليّ العودة نحو الظهر ولا سبيل سوى المضيّ نحو المغيب، هناك حيث كان في انتظاري صندوق خشبيّ. وقفت على قدميّ وسرت نحو المغيب .. هناك حيث ينتهي النهار مرّة واحدة إلى الأبد.

218- إلى الأستاذه مربية الأجيال سحر بلاد الإسلام أوطانها ..
محمد بهاء الدين - مصر 08-11-2010 03:11 PM

قصة طازه كتبتها خصيصا لأبنائك ..أرجو أن تحوز الرضى وأن تجدى فيها جمالا تنشدينه فبما تقدمينه لهم .. وشكرا ...

شق القمر
__________

لم يقتنع التلميذ بوجهة نظر بائع القصب الذى طرح أعواده الطويلة على سور منزلهم ولم يراع ذلك وأعطاه عودا به فلق طولى نافذ من الجذر حتى القمة النامية تبدو من خلاله الأنسجة الداخلية المفروض أنها بيضاء وقد إحمرت كما لو كان ذلك نشع دماء وعلل له الأمر حاسما وهو يقهقه حتى بانت جميع أسنانه الصفراء والسمراء المتباعدة عن بعضها بفعل ما ران عليها من دخان وقطران تبغ السجائر والمعسل :
- أنت محظوظ إنه شق القمر !
تساءل التلميذ مستغربا وهو يدير فى رأسه الآية الكريمة " إقتربت الساعة وانشق القمر " التى كان مدرس الدين المسمى " محب " يحفظها لهم والمعروف عنه أنه كان لا يمل ولايكل من ترديد حكايات لاتنتهى عن سفرته فى إعارة لوطنه الثانى " الجزائر " ولم يكن يفرق لشدة حماسته لما لمسه بنفسه – وهو مدرس لغة عربية ودين - من إستشراء مفردات القرآن وقصصه فى لغة هذا الشعب المتدين المجاهد بين مايجوز ترديده على أسماع زملائه بحجرة المعلمين وبين أسماع تلاميذه بقاعات الدرس قاطعا وقت التربية والتعليم فى غير المقرر ..
- شق القمر هذا من شدة السكر بالعود يابنى !
لازال صوت البائع الغشاش يطارده ويقرب لذهنه أكثر معانى الآية الكريمة وهو يدنو من بوابة المدرسة فقرر أن يسأل الأستاذ محب الذى لايدرى إن كان من مصر أو الجزائر عما إذا كان ثمة إرتباط بين حادث إنشاق القمر فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وبين شق القصب !
وأتيح له ذلك فى حصة اللغة العربية عندما راق لمعلمه المفتون بلهجة تخاطب آل الجزائر التى تغص بأسماء الأشياء كما وردت فى القرآن مثال أنهم يطلقون على السمك بمختلف أنواعه إسم " الحوت " إلتزاما بالإسم الذى ورد فى قصة سيدنا يونس عليه السلام فسأله على إستحياء :
- وشق القمر ؟!
رمفه محب الجزائر فى فضول إذ ما علاقة شق القمر بما يقول وسأله بدوره :
- ماله .. ؟!
تلعثم التلميذ وهو يواصل بقية سؤاله :
- ألا يطلقونه فى الجزئر على شق القصب ؟!
حدجه الأستاذ متحيرا بم يجيب واكتفى بأن إنتهره آمرنه ألا يخرج عن موضوع الدرس مرة أخرى وإلا عاقبه !
وامتعض التلميذ فى سره وتذكر مدرس العلوم الأستاذ محمد محمد فقرر أن يسأله فهو متابع باستمرار للظواهر الطبيعية التى وقعت فى المجموعة الشمسية إبان الحقب الجيولوجية والتى كثيرا ما كان يتحفهم بها ليشد إنتباههم كمدخل لدرس مشابه لعله يجد عنده الإجابة الشافية للعلاقة التى قصد بها حكيم ماكر فى زمن غابر أن يرسخ فى لغة العامة الحادثة الكبرى التى يقال أنها من علائم إقتراب يوم القيامة الصغرى والتى ذكرت فى القرأن وورد فى تفسيرها كما قال له والده ليلة أمس وهو يراجع معه فروضه أنها وقعت فى عهد الرسول الكريم حيث إنشق القمر تماما إلى نصفين متساويين وقعا فوق جبلين بينهما غار حراء .. وأنها جاءت من الله كآية معجزة ليصدقه الكفار المكذبين ..
وأتيح له ذلك فى حصة العلوم ولم يزده معلمه القصاص علما إذ إستغرب سؤاله واكتفى بأن أوضح أن شق القمر مجرد أخدود فى القشرة القمرية غير نافذ ولامتصل مثل أخدود البحر الأحمر فى القشرة الأرضية والذى باعد مابين قارتى أفريقيا وآسيا دون أن يؤدى ذلك إلى شق الأرض نصفين ! ولما جادله بأن رواد الفضاء الأمريكان عند هبوطهم على سطح الفمر فى يوم 29 يوليو عام 1969 شاهدوا مايشبه الشريط اللاصق الذى لاترى العين نهايته على سطح القمر هز كتفيه وهامته دون أن يحير جوابا وسط تذمر التلاميذ الذين أزعجهم هذا الزميل المزعج الذى لايكف عن طرح الأسئلة غير المقررة على المعلمين !
وفى طريق عودته من المدرسة كادت العربات التى تجرى فى الشارع الموصل لبيتهم أن تدهمه أكثر من مرة لشدة تفكيره فى السؤال ولما أدرك صعوبة موقفه قرر أن يرجىء السؤال لحين زيارة موجه مادة اللغة العربية والدين للمدرسة فهو يعرفه وفى زيارته الأخيرة إختاره للإجابة عن سؤال فى الإعراب والنحو وأعجب بإجابته ووعده بهدية رمزية تشجيعية فى الزيارة القادمة !
ولبث على هذا الأمل أياما وأسابيع ولكن الموجه لم يأت لزيارة المدرسة حتى أوشك العام الدراسى على الإنتهاء واقترب يوم الإمتحان وجال فى ذهنه المثل الذى يقول " حيث يكرم المرء أو يهان " ولازمه صوت ملح يردد المثل فى أذنيه رابطا بينه وبين حيرته من مقصد هذا اللئيم الذى وضع شق القمر فى شق القصب وكيف أنه لابد الذى ربط أيضا إمتحان أخر العام الدراسى بإمتحان أخر الدنيا العسير ! حتى ضج وشكا لأبويه فقللا من أهمية مايفكر فيه .. ولكن ما كان يفكر فيه كان جد بجد ! وأثر فى إستقراره النفسى كثيرا مع حالة شد الطوارىء التى أعلنت فى البيت إستعدادا لبدء موسم الأمتحانات حتى فقد توازنه وفقد شهيته للطعام فهزل وبانت عليه أمارات الضعف وهو مقبل على أهم فترة فى حياته الدراسية حيث يتوجب عليه أن يكون مستعدا تماما من كل النواحى لإمتحان إتمام المرحلة الإبتدائية وفى اليوم السابق ليوم الإمتحان إشتدت حالته سوءا فأسرع به أبواه لطبيب نفسى متخرج من نظام تعليمى دينى من المرحلة الإبتدائية حتى الجامعية إذ كانا يعرفان علة مرضه وحيرته ! وكان والده قد أعطى الطبيب فكرة عنها بالهاتف وهو يحجز موعد الكشف فلما جاء الموعد وكان بين يدى الطبيب فوجىء به يحادثه عما حار فى العثور على إجابة شافية له واصفا له العلاج فى نصيحة بسيطة ألا يحير نفسه وسيعرف الأجابة ذات يوم دون أن يسعى لها فالله سبحانه يحب العبد الذى يستعمل عفله ويتفكر فى الكون ويسعى فى الأرض ضاربا فى مناكبها وهو بعد من السن والعلم بحيث يصعب عليه ذلك قبل أن يجتهد فى تحصيل العلم ويتخرج مثله
وأفهمه كذلك أنه مهما وصل من العلم فلن يصل إلى إجابات لكل الأسئلة وأنه فوق كل ذى علم عليم وأن هناك من الأسئلة ما علم إجابتها عند الله وحده فلا يجزع أو يصيبه إحباط من هذا وختم حديثه إليه بالآية الكريمة :
- إقرأ بسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم .
فهجعت هواجسه واستقرت نفسه وسكن عقله ونام نوما قريرا هانئا فرأى فى المنام جده لأبيه فى ثياب بيضاء يقترب من قراشه تحوط به هالة كبيرة من النور مبتسما إبتسامته الطيبة التى أشتهر بها وربت على شعره فى حنو ودس فى يده شيئا يلمع بشدة مشيرا بيده الأخرى إلى بعيد من خلال زجاج ناقذة غرفة نومه ونظر فرأى ضياء القمر البدر يملأ الأفق بالفضة عند آخر نقطة بلغتها عيناه وسمع صوت جده يتمتم له فى رفق :
- قد خلق الله الكون كله لك فلا تستعجل رزقك !
هتف وهو ينظر فى يده متسائلا فى لهفة :
- وشق القمر ؟! والإمتحان ؟!
- فى يدك !
قالها الجد وهو ينصرف فى عجلة كأنما الوقت المحدد له لتوصيل الرسالة نفذ !
وكان قد رأى مافى يده فإذا هو نموذج مصغر للكعبة .. بيت الله ففرح بها واكتملت له سكينة نفسه عندما قص الحلم على والديه فواعده والده بزيارتها عقب إنتهاء الإمتحانات بإذن الله .
و تعاقبت أيام الإمتحان التى كانت وئيدة الخطى عليه حتى إذا جاء اليوم الموعود للسفر مع والديه وتمت كل إجراءات الرحلة البهيجة من ركوب الطائرة إلى بلوغ الإرم بالحرم وتمت كذلك كل نسك العمرة وجن الليل فى هدأة المكان الذى إستحال نهارا بما أفاض عليه الله سبحانه من نورالهدى لعباده المؤمنين وكان يجلس إذ ذاك مع والديه ولفيف من المسلمين غفير أمام بيت الله بعد أداء صلات العشاء يتملى من مرأى الفيوض السماوية وتجلياتها النهائية ويمنى نفسه بأن تتنزل عليه رحمة من رحمات الله فيجد فى هذا المكان المقدس ضالته والإجابة الناهية للأمر الذى حار طويلا فى بحثه وتفنيده .. ولايدرى وكأنه فى حلم بديع تاهت عيناه وهى تحاول الإمساك بهالة أخرى من ضياء شديدة الإبهار تتبدى له فوق الكعبة المشرفة فى خلفية المآذن التى كانت تبدو كأنها أذرع المصلين لمجيب الدعاء وإذا بصوت شبيه بصوت ملاك يهتف فى سمعه برقة :
- قد مسح الله جيم الجهالة فأشرقت على الأرض هالة !
وألفى نفسه يتمتم فى لهفة مرددا :
- هالة العلم والإيمان !
واسترسل ولسانه يردد دون وعى :
- يالرحمة الله .. الإجابة فى صدرى ! نور فى قلبى !
وهو يعرض صدره للضياء كأنما يروم أن يجمعه كله فى قليه فعلا ولما إنتبه إليه والداه وسألاه مابه أجاب همسا بهدوء وثقة كأنما كبر وأصبح ناضجا على حين غرة :
- قد أشعت الإجابة فى صدرى .. الله أرسل من أجاب سؤالى !
وتبسم ودس نفسه فى حضن أبيه تارة ثم فى حضن أمه تارة أخرى وقد كان هذا كل شىء !

217- شيخ المشايخ
محب لكم جميعا - الجزائر 08-11-2010 02:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

شيخ مشايخ هذا( الموقع المحترم) ، كما يصور ذاته ، لديه حساسية زائدة حول ما أكتب !
فهو يجهد نفسه في البحث وراء كل كلمة بل كل حرف أكتبه في محاولة منه ليجد منفذا يتسلل منه لمهاجمتي لمزا وهمزا، وتلك هي طريقته وأسلوبه! وللناس فيما يعشقون مذاهب .
سبحان الله
فغالبا ما تدفعه تلك الحساسية المرضية المفرطة للسقوط في الهاوية ، ومع ذلك لا يتعظ !
وكثيرا ما يذهب به الحديث إلى الإساءة لغيره دون أن يعي ، وإن وعى فالأمر أدهى وأمر !
نعتني بابنه ( الابن المحب لنا جميعا ) بأسلوبه المعتاد ! وهنا كان لزاما عليّ أن أقول:
إذا أعجب هذا النعت غيري فذاك شأنه ، أما أنا فلست ابنا لأحد غير أبي الذي اعتز وافتخر به رحمة الله عليه :

ولي والد لو كان للناس مثله
أبا حازما أغناهم بالمناقب

وليعلم شيخ المشايخ ! أنني اكبر منه سنا، ومع ذلك لم أتجرأ على تبني أحدا ، وسيدرك هذا في حينه !
أما عن وعدي للكلام حول ما يكتب في هذه الصفحات من غث الحديث وسمينه ، فهو آت وإن كانت بوادره قد لاحت !!
إن غدا لناظره قريب
محب للجميع الجزائر

216- أين الجمال؟
سحر - بلاد الإسلام أوطاني 08-11-2010 07:49 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الكرام

الأخ الكريم علي عبد الباقي

ألا يوجد جمال إلا في السرير؟ وما وراء الأذن والجيد المرمرية؟

من قال إنني لم أنتبه لكلامهما؟ ولكن لماذا لم يدر هذا الكلام في الصالة مثلا وهما يشتركان في صحن فاكهة؟ أو في أي مكان في البيت؟
ألا يوجد جمال إلا هنا؟
لا أعرف لماذا ذكرني هذا الموقف بالأفلام العربية القديمة، حيث يهرب المنزعج والحزين إلى الخمارة ليسكر، وكأن الحزن لا يداويه إلا الخمر، ولم أر فلما يذهب فيه الحزين إلى المسجد ليصلي.

سأعود لتكملة كلامي لاحقا بإذن الله، فوقت دوامي قد اقترب.

215- هذه الجدة أمى ..
محمد بهاء الدين - مصر 08-11-2010 03:39 AM

أطال الله عمرك يا أمي
------------------

قال النهار لزميله الليل وهو يسلم له مفاتيح نور الدنيا :
- يامن جعلك الله لباسا لبنى اّدم كن رفيقا بها .. إنها سيدة نادرة الوجود واسمها من النادر أن يسميه أحد فى هذا الزمان الذى لا يعلم به غير ربنا ..رغم أنه إحسان !
فأجابه الليل وهو يتسلم المفاتيح فى فرحة تضرجت لها خدود الشفق :
- وأنت يامعاش كل الكائنات العاقلة وغير العاقلة أيضا ومن بينها بنى آدم طبعا ..دعنى أحييك ! فأنا أعلم قدرها منذ ولدت .. إنها سيدة تعدت الثمانين ومازالت تعمل وتعطى ...
- ليست مجرد إبنة ..
- ليست مجرد زوجة ..
-ليست مجرد أم ..!
- منذ حداثة عمرها وهى تعمل .. فى بيت أبيها كانت خادمة والديها وأشقائها وشقيقاتها .. كان يومها يبدأ بمجرد أن تنبلج يانهار فجرا ...
- نعم .. نعم كان هناك برنامج عمل وضعته لنفسها .. فان كان اليوم مخصص للغسيل وجدتها جالسة على "الطشت" تغسل وبجوارها " الوابور "والغللاية " فلم تكن وسائل الغسيل الحديثة قد اخترعت بعد او اخترعت لكنها كانت فى بيوت الصفوة من الناس ولم تنتشر بعد من اعلى لاسفل !
وان كان يوم " الخبز" فهى تعجن الدقيق فى "اللقان" ! وتوقد الفرن بحطب القطن او الاذره اوتحميه بأ قراص جافة ابتاعوها "كوقود" من بيت الفلاحين المجاور الذين كانوا يمتلكون حظيرة مواشى وكانوا يجففون روثها فى صورة هذه الاقراص التى تطورت فيما بعد فى عقول العلماء الى مايعرف "بالبيوجاز" ! ..
- كانت ابنة طيبة وكانت امها تصدرها للاعمال الصعبة ! اجل الصعبة ..هذا اقل وصف لها فحين يمرض احد افراد الاسرة كانت هى التى تتصدر لخدمته متعرضة للعدوى وكانها الوحيدة من دون الجميع التى حباها الله بالمناعة وحصنها ضد جميع الامراض !
- ومن قال لك ان الله لم يحصنها سبحانه وهى الخادمة المطيعة لوالديها وكان اسمها احسانا !
- ذات يوم مرض شقيقها الاكبر بمرض " الدرن " ! وهذا المرض مع بساطة علاجه فى الزمن الحاضر كان عصيا على العلاج فى بدايات القرن الماضى حيث لم تكن مشتقات البنسلين والمضادات الحيوية المخلقة قد تطورت بعد وكان مشفى العلاج المركزى على مستوى الدولة يقع فى حلوان حيث عيون المياه الساخنة والعلاج الطبيعى و استأجروا بيتا فى الخلاء فلم يكن العمران قد تكثف بعد مع قلة الكثافة السكانية !..وسافر الابن وحيدا لان المرض العضال كان سريع الانتشار والعدوى كسبيل للعزل "يعنى".. لكن كان لابد من التضحية باحد افراد الاسرة لمرافقتة وخدمته و كانت الصغيرة القليلة الحظ التى تجاوزت العاشرة من عمرها بقليل لتغسل ادوات مائدته وتتلوث اناملها بلعابه و تغسل ثيابه وتملأ خياشيمها رائحة وبخار عرقه ولتغسل مناديله التى لا تنتهى من كثرة ما علق بها من الرشح والبصاق
وذات ليلة انتابته نوبة من نوبات المرض الشديدة والسكون جاثم والظلام فى الخارج حالك ونباح الكلاب يتعالى مع عزف اوبرالى لنقيق الضفادع ونعيب البوم وصلصلة الثعابين ذات الاجراس فى هدأة الليل البهيم وثمة افراد تتواثب هنا وهناك فى حركات حادة وخاطفة لذاك الطائر الذى يرى فى الظلام ولا يرى فى النور فاختنقت بالبكاء من فرط حيرتها وارتباكها وهى ترى شقيقها الاكبر يتألم من صدره و يوشك المرض ان يفتك به مسربا انفاسه حدثت نفسها قائلة: لابد من مجىء الطبيب فورا ولكن انى السبيل لذلك فى دجى الظلم والاظلام ..؟ ! ثم هناك الحيوانات المفترسة ..الضالة من البشر وغيرالبشر على حد سواء.. رباه .. ماذا أفعل ؟ .
لم تفكر طويلا ..فتحت الباب الخارجى.. اندفعت حارجة فى جسارة من يدفع عن نفسه خطرا لاوجود له الا فى خياله واعصابه وهبطت التل محدثة جلبة كى ترهب من لا تراه من المخلوقات ان فكرت فى مهاجمتها ! وهى تكاد ان تنكفىء على وجهها وتتدحرج الى اسفل التل الذى كان البيت مشيدا فوقه ! رباه ..يذكرنى هذا بتلك الام التى حلفها زوجها مع وليدها فى واد غير ذى زرع عند بيت الله المحرم داعيا اياه ان تهوى افئدة من الناس اليهم ! فهاهى تهبط التل مثلها نحو بصيص نور من فانوس "جاز" فوق احد الاعمدة الحشبية القديمة فى اول شارع قابلها وراّها كلب فجرى وراءها وما كادت تلمحه حتى سقط قلبها بين ارجلها رعبا وفرقا واحتبس الصوت فى حلقها حين صرخت فخرج مبحوحا غير مسموع من برح الجزع ولدهشتها وقف الكلب على قيد خطوات منها يسرسع ويبصبص بذيله كأنما يعرفها ....وخمنت ان يكون الكلب يجاور البيت بصفة دائمة ليتلقف منها عظم الطيور والاسماك واللحوم التى كان شقيقها يتناول كميات كبيرة منها ليتغلب على مرضه وكذا بقايا الطعام الاخرى التى كانت تلقى بها من شرفة المطبخ .. جال فى ذهنها هذا الخاطر فتطامنت وواصلت تغز السير فى طريقها وكلبها الامين يتابعها ويذود عنها كل فضولى تسول له نفسه الاقتراب المجرد منها ! وقد ابهجتها تلك الصحبة الى درجة انها شعرت انها فى نزهة ليلية مع هذا الصاحب الوفى الى ان بلغت محل تواجد الطبيب فدقت على بابه ولم تعد الى اخيها الا وهو فى يدها !
رباه .. هذه كانت ليلة ليلاء لم يعمل لها الاهل حسابا وتركوا الصغيرة تواجه وحدها مالا قبل لسنها الصغيرة به .
- ومات الاخ الذي كانوا يعدونه لزعامة الاسرة بعد الاب.
- و لرحمة الله بعد ان اعادوه للبلدة من مشفاه البعيد وبعد فقدان الامل في شفائه ..!
- وعلى تلك الحال من الخدمة في بيت الاب والام تواصلت حياتها إلى ان تزوجت و انتقلت لبيت غريب اجنبي عنها..! فكانت نعم الخادمة لأمها الجديدة في بيت زوجها..و اعني امه وحماتها او خالتها كما كانت تدعوها.
- كان بيتا ريفيا كله عمل في الافران و"الكوانين!"و"الحظائر"على خلاف حياتها في بيت ابيها الموظف في محلج القطن القريب من البلدة.
- ويوم اعترض زوجها على دخولها" زريبة البهائم "لحلب اللبن من الجاموسة التى ولدت حديثا صفعه والده على خده اذ كيف يتدخل في نظام البيت الذي تديره امه تحت رعايته!
- لم يكن الزوج بحاجة للاقامة في بيت ابيه ولكن كان هذا نظام حياة الأسر الريفية في ذاك الزمن فمن يتزوج من الاولاد يأخذ مقعدا لحياته الجديدة مع عروسه في نفس البيت الذي ولد فيه لايغادره.
وذات يوم وكانت حاملا في الشهر التاسع لاول حمل لها قامت مع الفجر لتعجن العجين ريثما تنهض حماتها من نومها على راحتها لتجد اهم واصعب اعمال اليوم قد انجز قبل شروق الشمس. وكان الامر يتطلب ان تحمل "قفة" الدقيق من مكان تخزينها الى مكان عجنها قرب الفرن .. كانت القفة ثقيلة مما اضطرها لاسنادها على بطنها المنتفخة بالجنين الذي ناءت بحمله هو الاخر وكان من نتيجة ذلك ان"طق" لها عرق في بطنها بالقرب من "السرة" وهو الى اليوم خارج مكمنه ينفخ بطنها ويضغط على حجابها الحاجز ويزهق انفاسها.. ومع ذلك لم تشكو ولم تطلب استئصال ما يؤلمها وظلت تجاهد في بيت زوجها الذي شاءت ظروف عمله فيما بعد الانتقال الى مدينة اخرى فخف عنها حمل العمل بخدمة بيتها الصغير فقط لكنه عاد وتزايد ثانية وبالتدريج من كثرة الانجاب واصبح بيتها الصغير كبيرا ومع الوقت صارت اما كبيرة وتزوج اولادها وبناتها ولم يبق منهم معها في شقة زوجها الذي قضت معه معظم حياتها في الترحال من مدينة الى مدينة - حتى أحيل للمعاش ورحل بعد ذلك بسنوات وجيزة - سوى ابنها الاوسط الذي جرب حظه في الزواج كاخوته واخفق فعاد الى بيت امه يعيش معها لتخدمه!.. وهي على عهد الخدمة وعقده الابدي قائمة رغم ان سنها تجاوز الثمانين!
- كانت تطهو لابنائها وبناتها اصنافا بالطبع لم يتقنها احد مثلها اذ كان لها هذا النفس الذي يصفون به الطعام الحلو ولم يكن ذلك لحذق الصنعة بقدر ما كان لروح الكرم والعطاء السخي دونما انتظار لرد..!
- كانت الاسرة كلها تتجمع في يوم الجمعة لينهلوا من اطايب طعامها الذي كان يتربع على عرشه"المحشي" بمختلف اصنافه وأنواعه من الكرنب والخس والباذنجان و الفلفل الى ورق العنب!
- رباه هذا الصنف الذي لاتقدر عليه بنات اليوم الا كلما جاء يوم من اجازة طويلة وكانت الصحة حاضرة والمزاج عال العال..!
- اشتهرت به حتى ان احد بنات اخواتها اسمتها خالتي طرزان ! لمثابرتها التي ما كانت تكل او تمل كل اسبوع عليه..!
- انها الان .. يا الهى .. ساهرة عليه تلف الاصابع وقد امتدت الآلام من بطنها الى جانبيها والى ظهرها حيث ارهق الانكباب الطويل منطقة ما بعد الظهر الى الكتفين وفقرات العنق!
- تكاد ان تجود بانفاسها من التعب لكنها لاتكف عن الجود بأناملها الرقيقة المرتعشة التي تلفها وتطعمها لاولادها.
- ثم ان الاعداد له لم يكن عملية سهلة.. بل ان شراء "الكرنبة" كان صعبا غاية الصعوبة هذا الخميس!
- وهي وحدها في البيت مع ابنها الذي يقضي حياته معها اما نائما الساعات الطوال او يقظا يدخن السجائر ولا شئ غير ذلك يفعله مسكين يبدو انه مريض بالوهم !
- خلينا مع حكاية الام العجوز التي لم تكن تطعمهم فقط وانماكانت تمد يدها لمن يحتاج منهم للمال.. المال القليل الذي يأتيها من معاش الاب.. والذي يكفيها ويكفي حاجة من يمد يده منهم لان الله يضاعفه لها بركة وخيرا..!
- لم يمر بائع الكرنب في هذا الخميس لا في الصباح ولا في الظهيرة ولا في العصارى هذا الذي كان زعيقه يملأ فراغ الشارع وهو ينادي" كرنب المحاشي!" فتهرع الى البلكون وتدلي له "السبت المصنوع من الغاب والبوص!"وتبتاع منه كرنبة كبيرة!
- وكادت الام تبكي جذعا من ان تفشل في اعداد المحشو هذه الجمعة ودعت الله ان يأتى لها احد الابناء ليشتري لها كرنبة هذا الاسبوع..! لكن احدا لم يأت لانهم كالعادة في شغل عنها ولولا ام محمد بائعة الخضرتحت البلكون..هذه التي تجاهد لاعالة وتعليم ابنها وابنتها في الجامعة واعالة زوجها المريض في البيت.. لولاها لأخفقت هذه الجمعة في وضع اطباق المحشو على المائدة وهو امر لم يسبق حدوثه على مدى تاريخ حياتها..!
- انها وحدها الان ساهرة يا ليل فكن بها رفيقا ..!
- وماذا افعل لها !؟
- انها مريضة. ادع الله معي ان يشفيها من علة بطنها وان يطيل في عمرها فان اولادها في حاجة لها..!
- في حاجة اليها وقد اصبح ابناءها جدودا واصغرهم عمره خمسون !
- ولكنهم لا غنى لهم عنها فهي مفتاح صنبور الخير والامان لكل منهم..!
- اظنك ستقول واحفادها ايضا ..!
- اتقول فيها..؟
- ماذا..؟
- أحفادها في حاجة اليها؟!
- رباه هذه البادرات الممتلئة بالحيوية والفتاء في حاجة الى هذا الركام..!
- نعم في حاجة الى هذا الركام والى اطلاله وترابه ؟..في حاجة اليها لاقامة املود وبنيان حياتهم ! أليس الجديد ينبع من القديم تأكد انها حقيقة وليست قانونا يدرسونه في المدارس!.
- قد دخلت بنا في دهاليز الرمز واضابير التورية التي تشع المعنى دون تصريح.
- لا والله انا صريح ومستريح وارشدك الى الدرب الصحيح!
- ماذا..ماذا أيضا !..يا نهار اذهب ونم دون صوت انا اعلم انها ام الجميع.. سكن الجميع..وطن الجميع..!..ام بهذه الروح ومعها هذا النهر الفياض بالخير والحب من صدرها الذي يدق فيه قلب يقول تجمعوا يا اولادي كل يوم جمعة حول حلة المحشي ..!هي ام الدنيا..!..خاصة اذا كان مصب هذا النهر يقع في عينيها اللتين تفيضان حنانا وعطفا وغذاء للجميع تحت جبينها الوضاء العالي الذي سينتهى بهذا النهر يوما الي الجنة بمشيئة الله..!
انتهى حديث الليل وانكفأت الام بوجهها على المنضدة التي تجلس اليها في صالة شقتها تجهز"حلة المحشي" نامت والأصابع في يدها الى ظهيرة يوم الجمعة وحين دخل الاولاد والبنات عليها اباء وامهات واحفاد وحفيدات وكان معهم كلهم مفاتيح لباب الشقة انزعجوا وشهقوا وظنوها فارقتهم قبل ان تطهو لهم اخر حلة في حياتها بيد انها خيبت ظنهم عندما حركت رأسها ويديها وكانت الاصابع ما زالت ممسكة بالاصابع !امساك من يقبض على سر يتوافق وقول الرسول الكريم:
- خيركم من طال عمره وحسن عمله.
فتكالبوا جميعا على اصابعها ويديها ورأسها وكل مكان وصلوا اليه منها واوسعوها لثما وتقبيلا واختلطت اصوات "ماما"و"تيتة" وضاع صوتها بينهم وهى تتمتم بضعف ووناء:
- ربع ساعة يا اولاد ويكون المحشي جاهزا!
وحاولت ان تخلص نفسها من بين ايديهم لكي تتوجه الى المطبخ لكنهم لم يفلتوها لانهم اليوم شبعوا من محشو اخر يتسلل دون ان يشعر به احد الى الفؤاد والروح فيحشو البدن..! ولا يشبع منه المرء ابدا.. طعام لايقدر عليه احد غير امثال تلك الام ..ثم ها هم الاحفاد ينالون نصيبهم الوافر من هذا البر الذي قال فيه الرسول الكريم وهو يزف لها البشرى في الرؤيا وهي نائمة منذ قليل:
- البر يبارك العمر .
ولو نامت وعاودتها الرؤيا الجميلة ثانية وهو أمر نادر الحدوث لربما اضاف لها صلى الله عليه وسلم وهو ينظر اليها وهى غارقة بين كومة اللحم التي انجبتها :
- بمشيئة الله الجنة تحت أقدامك ..ياأم السعداء بك فى الدنيا .
ولربما النهار والليل اللذين شهدا تدفق بحار البر والبركة منذ اربعة عشر قرنا ويزيد يقولان معا عند الغسق :
- ليس ذلك على البر .. الهادى .. ببعيد !

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20  التالي 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب