مسابقة (انصر نبيك وكن داعيًا)

وكان من سوالف الأقضية -في مرحلة إنشاء الموقع وإعداده- أن ينشرَ رسامٌ دانماركيٌّ رسومًا (كاريكاتورية) ساخرة من نبيِّ الهدى عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم!

ونتج عن هذا الفعل الأحمق ردودُ أفعال كثيرة ومتباينة من أبناء الإسلام في أقطار الأرض كافَّة، استنكارًا ورفضًا لهذه الإساءة القبيحة..

ورأى الموقعُ أن خير ردٍّ على هذه الإساءة هو استثمارُ عواطف المسلمين الصادقة في بيان حقيقة نبيِّهم وشمائله الكريمة ورحمته الفريدة.. وتقديمُ صورة صحيحة عنها إلى الغرب، إذ لربما لو عرف هذا الرسامُ وغيره من الغربيِّين الشانئين والحاقدين على الإسلام ونبيِّه، لو عرفوا السيرةَ الصحيحة لنبيِّ المسلمين وحقيقةَ دعوته لوقفوا منه موقفَ التقدير والتبجيل على غِرار مواقف كثيرينَ من أبناء جلدتهم المنصفين..

فرأى المشرفون على الموقع اهتبالَ هذه الفرصة لحثِّ الكتَّاب والأدباء والمفكرين على تسخير مَلَكاتهم ومواهبهم في نصرة نبيِّهم والذبِّ عن عرضه الشريف بكتابة بحوث ومقالات وقصص.. فكانت مسابقة الموقع الأولى بعنوان: (انصر نبيَّك وكن داعيًا)، ولقيت بتوفيق الله اهتمامًا كبيرًا من الإخوة والأخوات، فاق توقعاتنا، وأثمرت مشاركات متميِّزة مفيدة، نفع الله بها بفضله وكرمه..

وقد قُسِّمت المسابقة إلى أربعة فروع هي: فرع البحث العلميِّ، وفرع القصَّة، وفرع المقالة الصحفيَّة، وفرع مقالات الناشئين، وبلغت قيمة جوائزها تسعين ألف ريال سعودي.

وتألفت هيئةُ الإشراف والمتابعة من المشايخ الأفاضل: د. سعد بن عبدالله الحميِّد، ود. ناصر العُمَر، ود. محمد بن حامد الأحمري، وأ. تركي الزميلي.

وكان تقويم المشاركات في فرع القصَّة بالتعاون مع رابطة الأدب الإسلامي العالمية، التي نهض به ثُلَّة من أدبائها ونقَّادها جزاهم الله خيرًا.

ودونكم الآن بعض المعلومات والبيانات عن سير تلكم المسابقة:

أزاهيرُ شَذيَّة من مُسابقَة (الألوكة) النَّديَّة

الإخوة الأحبَّة الكرام... أصدقاء موقعنا (الألوكة)... والمشاركون في مسابقتنا (انصُر نبيَّك وكُن داعيًا).

تحية ملؤها الحبُّ والتقدير والإجلال، مع جزيل الشُّكر وعاطر الثَّناء على تفاعُلكم المثمر، الذي هو أثرٌ بيِّنٌ من آثار حَمِيَّتِكُم لدين الله الجيَّاشة، وغَيرتكم الصَّادقة على نبيِّنا الكريم محمَّد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربُّنا رحمةً للعالمين، وإمامًا وقُدوةً للمتَّقين.

وبعدُ:

فإنه ليَطيب لنا أن نعبِّر لكم عن أسمى معاني البهجة والسُّرور التي جاشت في أنفُسنا من عِظَمِ التفاعُل الإيجابيِّ مع مُسابقتنا، وصُوَره المشرقة المتألِّقة، التي تبعث في النفس الأملَ، ومشاعرَ الفخر والاعتزاز بأبناء الإسلام؛ رجالًا ونساء، وشبابًا وشوابَّ، وبراعمَ بريئة طاهرة..

ووالله لقد لقينا من الإخوة الكرام فوقَ ما كنَّا نتوقَّعُه ونرجوه، ممَّا يُثلج الصدور ويُنعش النفوس، ويعمِّق القناعةَ بأن الخيرَ باقٍ في أمَّة الإسلام، وأن طائفةً من هذه الأمَّة ستبقى على الحقِّ ظاهرة منصورة، لا يَضرُّها كيدُ الكائدين ولا خِذْلانُ المخالفين.

هذا، ومع بَدء العدِّ التنازليِّ لموعد انتهاء المسابقة، يُسعدنا أن نُشرك أحبابَنا وإخواننا في هذا الخير العَميم الذي أقبل علينا، بأن نُهديَ إليهم بعضَ الأزاهير الشَّذيَّة، والجَنى الطيِّب، الذي أثمرته مسابقتُنا حتى الآنَ، وما زلنا ننتظر المزيدَ من الخيرات والثمرات اليانعات.

تجلَّى التفاعلُ المثمر مع مسابقتنا في صُوَر عديدة، نذكرها بإيجاز:

♦ كثرة المشاركات، وتدفُّق التساؤلات، وعشرات الاقتراحات، ومئات رسائل الشُّكر والتشجيع والدُّعاء، من معظم بلاد عالمنا الإسلاميِّ، وغيرها من البلاد الأوربيَّة والأمريكيَّة.

♦ مشاركات ورسائلُ من كتَّاب كبار، وأدباءَ مرموقين، وباحثين مشهورين، نعتَزُّ بمشاركاتهم معنا.

♦ مشاركات جماعيَّة لأفراد أُسَرٍ بأكملها، تَقَدَّم فيها كُلٌّ من الأب والأمِّ والأبناء بمشاركات مختَلِفَة.

♦ مشاركات جماعيَّة لأبناء حيٍّ واحد، فقد وصلتنا نحو عشر مشاركات من فتيات في مُقتبَل العمر، كلهُنَّ صديقات وقريبات من مدينة (درعا) السُّوريَّة.

♦ مشاركات جماعيَّة لطلَّاب مدرسة واحدة أو معهد تعليميٍّ واحد، من ذلك مشاركة نحو عشرين طالبةً من طالبات فصل واحد في (مدارس دار الفكر) بمدينة جُدَّة السُّعوديَّة، ومشاركة جماعة من طلَّاب (معهد الإمام البخاري) بمدينة عَكَّار اللبنانيَّة.

♦ مشاركات متميِّزة من أطفال صغار، قدَّموا فيها نصوصَهم في قوالبَ فنيَّة، ولوحات إبداعيَّة، سكبوا فيها من طهر أرواحهم، ونقاء سرائرهم، مُعبِّرين فيها عن محبَّتهم العظيمة لنبيِّهم الكريم، عليه أفضلُ الصَّلاة وأتمُّ التسليم.

♦ مشاركات من عدد من الأفراد غير المسلمين، أبدَوا فيها رفضَهم القاطعَ للسُّخرية من نبيِّ الإسلام، وأسَفِهِم على هذه الأفعال القَبيحة المَشِينَة، عارضين فيها احترامهم للمسلمين وإجلالهم للنبيِّ الأمين صلى الله عليه وسلم.

♦ تطوُّع عدد كبير من الإخوة والأخوات بتقديم ما يُمكنهم تقديمُه من دعم لموقعنا ومسابقتنا، لا يبغون من ذلك أجرًا ولا شكورًا، إلا رضا الله والفوزَ بجنَّته، وبعضُهم باشر ذلك فعلاً، بلا طلب منَّا ولا تنسيق معنا، من ذلك:

أ- من الإخوة مَنْ أسهم في التنويه بموقعنا، وإشهار مسابقتنا في المنتديات المختَلِفَة.

ب- مواقعُ عديدة بادرت إلى ذكر مسابقتنا على صفحاتها، والدَّعوة إلى الاشتراك فيها.

ج- أختٌ كريمة اطَّلعت على موقعنا، فسارعت إلى ترجمته إلى الإنكليزيَّة، ونشره في مواقعَ غربيَّة كثيرة.

د- عدد من الإخوة يملكون (سيرفر) استضافة على الشَّابكة (الإنترنت)، عرضوا علينا استضافة موقعنا عندهم مجَّانًا.

هـ- مديرٌ عامٌّ لإحدى كُبرى شركات استضافة مواقع (الإنترنت) قدَّم لنا اقتراحًا بإنشاء موقع كبير متخصِّص بالتعريف بالنبيِّ الكريم وسيرته الشَّريفة، يبدأ باللغتين العربيَّة والإنكليزيَّة، ثم يُترجَم إلى لغات العالم كافَّة، متطوِّعًا بتقديم كلِّ ما يلزم من دعم ماليٍّ وتقنيٍّ وفنِّيٍّ.

ونحن إذ نشكرُ للجميع أريحيَّتَهم، ونُبلَ مشاعرهم، وكرمَ أخلاقهم، ندعو المولى الكريمَ سبحانه بمَنِّه وكرمه أن يُديمَ الخير في أمَّة الإسلام، وأن يباركَ في الإخوة جميعًا وأن يُكافئهم على حسن صنيعهم وطيب نيَّاتهم، بالفوز بالمغفرة والجنَّة والرضوان.

سـير المسـابقة ومنهج التقـويم

إخواننا الكرام الأفاضل:

استجابة لرغبة الكثيرين في معرفة حال مسابقتنا (انصر نبيك وكن داعيًا)، والطريقة المتبعة في التحكيم، وما أنجز من الخطوات حتى الآن..

نقدم إليكم عرضًا موجزًا يجلو لكم صورة المسابقة، وعمل لجان التحكيم فيها:

1- سعت اللجنة العلميَّة المشرفة على المسابقة، بالتعاون مع إدارة الموقع، إلى وضع خطَّة عمل دقيقة، تنجح من خلالها في تحكيم المشاركات في فروع المسابقة الأربعة، على خير وجه، في المدة الزمنيَّة المقرَّرة.

2- شُكِّلت أربع لجان للتحكيم، كل لجنة تولَّت تحكيم فرع من الفروع، وضمَّت كلٌّ منها عددًا من الأساتذة والباحثين المتخصصين، أصحاب الخبرة والحُنكة في تحكيم المسابقات وتقويم البحوث، وذوي الكفاية العلميَّة العالية، والنزاهة والاستقامة الرفيعة.

3- جعلت اللجنة المشرفة في أولى أولويَّاتها التزام العدل التام بين المشاركات، وإيلاء كل مشاركة حقَّها من الاهتمام والعناية، والحرص الشديد على معاملة المشاركات كافَّة معاملة واحدة، واتخذت في سبيل ذلك خطوات عديدة نذكرها فيما يأتي.

4- اختير أعضاء لجان التحكيم من بلدان وجنسيَّات مختلفة؛ حرصًا على الإفادة من خبرات متنوعة، وثقافات ورؤى متباينة، ليكون في عملنا تكامل وغنى. وهذه البلدان والجنسيات هي: السعودية، السورية، اللبنانية، المصرية، السودانية، الجزائرية، الكندية، الموريشيسية.

وُزِّعت المشاركات وقُسِّمت بحسب الفروع الأربعة، وقد جاءت على النحو التالي:

5- قمنا في المرحلة الأولى بغربلة شاملة لجميع المشاركات، استبعدنا في ضوئها كل المشاركات غير الحقيقية، وكل ما لا يدخل في موضوعنا ويخالف شروط المشاركة.

مع غضِّ الطرف عن شرط واحد وهو عدد الصفحات، فقد تجاوزنا هذا الشرط استجابة لرغبة عدد كبير من الإخوة الذين زادت صفحات مشاركاتهم على القدر المحدد.

6- قمنا في المرحلة الثانية باستبعاد جميع المشاركات الضعيفة والخالية من أي جهد إبداعي غير الجديرة بدخول المنافسة.

7- قُدِّمت جميع المشاركات المرشَّحة للمنافسة إلى لجان التحكيم بصورة واحدة، في نوع الخط وقياسه، خالية من اسم صاحب المشاركة، وبياناته، أو أي شيء يدل على جنسيته.

8- قُرئت كلُّ مشاركة ثلاث مرات من أعضاء لجان التحكيم، وأُعطيَت كلٌّ منها درجة من مئة، ثم حُسبَ متوسط الدرجات للمشاركات كافَّة.

9- في المرحلة الرابعة عُرضت المشاركات الحاصلة على أعلى درجات على عضو رابع، وفي ضوء تقويم المحكَّمين الأربعة رُتِّبت المشاركات الفائزة بجوائز المسابقة ترتيبًا نهائيًّا.

وقد فرغنا بفضل الله تعالى من تحكيم القصص، وأوشكنا على الفراغ من سائر الفروع.