• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة كاتب الألوكة الأولى / المشاركات التي رشحت للفوز في مسابقة كاتب الألوكة الأولى
علامة باركود

قصة حياتي

سلوى أحمد علي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/7/2009 ميلادي - 9/7/1430 هجري

الزيارات: 56537

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة حياتي
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)



مقدمة:

الحمد لله وحده، وصلاة وسلامًا على من لا نبيَّ بعده، وبعد.

أحكي لكم قصَّة حياتي بلا زيادةٍ ولا نقص، وبلا خيال، فهي قصَّة فتاة لا اختيار لها في اختيار والدَيْها ولا أسرتها.

أوجِّه قصَّتي هذه لكل أب ولكل أم، ولكل أخٍ ولكل أخت، ولكل ابن ولكل ابنة.

عشتُ مراحل الطفولة كابنة، وحياة الشَّباب كزوجة وأم، وحياة الكهولة كجدَّة.

تعالوا معي خذوا العبرة والعِظة من سيِّدة مرَّت بمراحل شتَّى.

فتحت عيني فوجدت الحياة من حولي، داعبتْني بأناملها الخشِنة بين أب وأم، أطْعماني طعام القسْوة، وسقياني ماء الحرمان.

وقد قسَّمت حياتي إلى ستّ مراحل، مع العبر والعظات في كل مرحلة:
المرحلة الأولى: مرحلة الطفولة حتى إكمال الشَّهادة الثانوية.
المرحلة الثانية: مرحلة الدراسة الجامعيَّة.
المرحلة الثالثة: مرحلة الخطوبة.
المرحلة الرابعة: مرْحلة الزَّواج، والمعيشة المختلطة، والإنجاب.
المرحلة الخامسة: مرحلة عشّ الزَّوجيَّة المنفصل عن عائلة الزَّوج، وتربية الأولاد.
المرحلة الأخيرة: زواج الأولاد، وبعدها الخاتمة.

المرحلة الأولى: مرحلة الطفولة حتى إكمال الشهادة الثانوية
وصف المنزل: في أحضان الريف المصري، في أعماق صعيد مصر، يتكوَّن المنزل من طابقين، كل طابق عبارة عن ثلاث غرف بِمشتملاتها.

باب رئيس للمنزل، عليه قُفل كبير، يقفل والدي الباب على والدتي في الصَّباح حتى يرجِع ومعه طلبات المنزل بعد الظهر.

الشبابيك: عليْها ضُلف مقفلة بإحكام، لا تفتح إلاَّ بعد رجوع أبي.

الوالد: موظَّف بالحكومة، يذهب في الصُّبح، ويحضر بعد الظهر حاملاً معه طلبات المنزل، وقد يجمع بين لاءات، لا يضحكُ، لا يبتسِمُ، لا يُداعبني صغيرة، ولم يُجالسني كبيرة، لا يخرج من البيت إلاَّ للصَّلاة، لا يستعمل معنا غير العصا في التربية.

الوالدة: لم تتعلَّم، كان ممنوعًا خروج البنت بتاتًا، لا للتَّعليم، ولا غيره، وقد تعلَّمت القسوة من أبي، بل صدِّقوني إنَّها القسوة بذاتها، والطيور على أشكالها تقع، والضَّحية نحن.

تربَّيت في هذا المنزل، وجاء وقت دخولي للمدرسة، عارضتْ أمي بشدَّة، ووافق أبي، ولا أعرف كيف كان ذلك، إلاَّ أنَّ أمي ربَّما أرادتني خادمة لها بالمنزل؛ لكن إرادة الله قضت لي أن أدخل المدرسة.

حيثُ رزقنا الله بأخي الأصغر مني، ثم آخر، وزادتِ الأعباء على أمي، وانشغلتْ بهما دوني، وأنا معتادة لذلك، فلا ضررَ أكثر يلْحقني من بُعْدِها عني، وقد عوَّضني الله بالمدرسة، فكنت أذهب إلى المدرسة، أخرج صباحًا قبل الميعاد كعصفور فُتِح له القفص فطار منه، وألتفت في طريقي لأشعر بحنان الشَّارع الذي فقدته في المنزل.

وأرجع من المدرسة بعد أن يحضر أبي حتَّى لا أجلس في الشارع.

التهمت الكتُب من أوَّل يوم؛ علَّها تكون غذاءً روحيًّا يعوضني عن برودة المنزل.

تفوَّقت في دراستي، كنت أحبُّ المدرِّسين أكثر من محبَّتي لوالدي، ماذا كنت أفعل لو حرموني المدرسة؟!

بدأ والدي يعتمد عليَّ في إحْضار بعض طلبات المنزل لمَّا لاحظ انضباطي وحسن سلوكي؛ ولكن العصا لو تأخَّرتُ لحظة في الخارج.

تفوَّقت في الدِّراسة وأتْممت الدِّراسة الابتدائيَّة، عندما رزقنا الله بالأخ الثالث.

دخلت المرحلة الإعدادية وتفوَّقت فيها كعادتي، إلاَّ أنَّ أبي وجَّهني إلى التَّعليم الفني ليستريح من تعليمي، ويتفرَّغ لإخوتي.

تفوَّقت في التعليم الفني وتخرَّجت، وبدأت في الانتِظار.

مللت المنزل، عرضتُ على والدي أن ألتحِق بالثانوية العامَّة وأنا بالمنزل، فرحَّب بذلك حتَّى يرتاح من همومي النفسيَّة، وأحضر لي الكتب، وهيَّأ لي جوَّ الدراسة.

رغْم قسوة أبي إلاَّ أنَّه كان يراعي مصالحَنا، وبدأت العصا تختفي، وبدأت عيون شفقتِه بي تلاحقني في ذاك الوقت.

أمَّا أمِّي فلم تتغيَّر عن حالتها، واجمة كما هي، لكن والحمد لله لا قرار لها.

حصلت على مرحلة إتمام الثانوية العامَّة، وقد بلغت الثَّامنة عشر.

العبر والعظات في المرحلة الأولى:
1- إلى كلِّ أب:
أعطِ الحنان لأسرتك، واعلم أنك مسؤول أمام الله، وانظر إلى معاملة الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - للحسن والحسين عندما كان يلاعبُهما، لم يستعمل معهم العصا، ولكن التَّوبيخ للتعليم.

روى النسائي عَن عَبْداللَّهِ بنِ شَدَّادٍ عَنْ أبِيه، قال: خَرَجَ عَلَيْنا رَسُولُ الله - صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم - في إحْدَى صَلاتَي العِشَاءِ وهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أوْ حُسَيْنًا، فتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - فوَضَعَه ثُمَّ كَبَّرَ للصَّلاة، فصلَّى فسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَي صَلاتِه سَجْدَةً أطَالَها، قالَ أبي: فرَفَعْتُ رأْسِي وإذَا الصَّبيُّ على ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - وهُوَ سَاجِدٌ، فرَجَعْتُ إلى سُجُودِي، فلمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّه - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم – الصَّلاةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّه، إنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلاتِكَ سَجْدَةً أطَلْتَها حتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ قَدْ حَدَثَ أمْرٌ أوْ أنَّهُ يُوحَى إلَيْكَ، قالَ: ((كُلُّ ذَلِكَ لم يَكُنْ، ولَكِنَّ ابْني ارْتَحَلَني فكَرِهْتُ أنْ أُعَجِّلَهُ حتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ))؛ رواه النَّسائي (1141)، أحمد (27100)، قال الألباني: صحيح.

انظر يا أبي إلى الصبي وهو على ظهْر الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كم مرَّة فعلت ذلك بي؟

والتأديب اللَّطيف عندما يرتكب ما لا ترضاه:
روى البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ أخَذَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - رَضيَ اللَّهُ عَنهُما - تَمْرَةً مِن تَمْرِ الصَّدَقَة، فجَعَلَها في فِيه، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم -: ((كِخْ كِخْ)) لِيَطْرَحَها ثُمَّ قالَ: ((أمَا شَعرْتَ أنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟!))؛ صحيح البخاري (5/ 348) رقم 1396، صحيح مسلم (3/ 117) رقم 2522، مسند أحمد بن حنبل (2/ 409) رقم 9297.

كخ: كلمة تقال عند زجْر الصَّبي عن تناوُل شيء ما، ليطرحها: ليلقِيَها من فمه.

إلى كل أم:
أوصيك يا أم بالرَّحمة، فأنت مفطورة على ذلك، وانظري إلى تلك المرأة التي تردَّدت أن تلقي بنفسها في الأخْدود خوفًا على وليدها:
عنْ صُهَيْبٍ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قَال: ((.....، فأمرَ بِالأُخْدُودِ في أفْوَاهِ السِّكَكِ، فَخُدَّتْ وَأضْرَمَ النِّيرَانَ، وقالَ: مَنْ لم يَرْجِعْ عَنْ دِينِه فأحْمُوهُ فِيها، أوْ قِيلَ لَهُ: اقْتَحِمْ، فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ ومَعَها صَبِيٌّ لَهَا، فَتَقَاعَسَتْ أنْ تَقَعَ فِيها، فَقَال لها الغُلامُ: يا أُمَّه، اصْبِري فَإنَّكِ عَلَى الحَقِّ))؛ صحيح مسلم (14/ 293) رقم 5327.

وإلى تلك المرأة التي قسَّمت التَّمرة بين ابنتيْها ولَم تأكل منها، أَشْفقتْ على ابنتيْها أكثر من نفسها:
روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ - رَضيَ اللَّهُ عَنْها - قالَتْ: دخَلَتِ امْرَأَةٌ مَعَها ابْنَتَانِ لها تَسْأَلُ، فلمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ، فأعْطَيْتُها إيَّاها، فقَسَمَتْها بَيْنَ ابْنَتَيْها ولمْ تَأْكُلْ مِنْها، ثُمَّ قَامَتْ فخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - عَلَيْنا فَأخْبَرْتُه، فقَالَ: ((مَن ابْتُلِيَ مِنْ هَذِه البَنَاتِ بِشَيْءٍ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِن النَّارِ))؛ صحيح البخاري (5/ 231) رقم 1329.

إلى كل ابن:
إذا ضيَّق عليك والداك فأطِعْهما، وإن آذَوْك.
أمَّا إن أمراك بالتخلِّي عن دينك - كترْك الحجاب مثلاً - فلا تطعْهما، وصاحبهُما في الدنيا معروفًا، وتلطَّف معهما، وليكُنْ أمامك حسن الصُّحبة التي أمر بها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنَّ الطَّاعة في المعروف.

وإليك كلامَ الله - عزَّ وجل -:  {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8]. 

وكلام الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم؛ روى البخاري عن أبي هُرَيْرَة - رضي اللَّهُ عَنْه - قَال: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - فقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، منْ أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صحَابَتي؟ قالَ: ((أمُّكَ)) قالَ: ثُمَّ مَن؟ قَالَ: ((ثُمَّ أُمُّكَ)) قَالَ: ثُمَّ مَن؟ قَال: ((ثُمَّ أُمُّكَ)) قَال: ثُمَّ مَن؟ قَال: ((ثُمَّ أبوك))؛ صحيح البخاري (18/ 363) رقم 5514، وصحيح مسلم (8/ 2) رقم 6664، وسنن ابن ماجه (2/ 1207) رقم 3658. 

إلى كل مدرس:
1- اتَّق الله في رسالتِك، ولا تهتمَّ بالدروس الخصوصيَّة وتترك الشَّرح الجيِّد بالمدْرسة. 
2- إذا عُيِّنت بمدرسة بنات، فكن لهم أبًا، واعلم أنَّهنَّ غيرُ محارمَ لك، وعلِّمهن بجانب دروسهن العفَّة والطهارة التي تتحلَّى بها. 

المرحلة الثانية: مرحلة الدراسة الجامعية:
ثم انتقل أبي بعد أن أنْهيت دراستي الثَّانوية ليعمل في بلدتِه التي وُلِد فيها، وله معارف بها وله أهله، وله زراعتُه التي بدأ في إدارتها.

وبدأ ما لم أكُن أتوقَّعه، دخول الرِّجال منزلنا، وهذه عادة في الأرْياف، فإنَّهم لا يعبؤون بذلك؛ بدافع حسن النيَّة وسلامة القصد، وبدا أبي يطلب مني قضاء بعض مصالحهم كإدْخال الطَّعام والشَّاي لهم، ولكن هذا يُمرض القلْب، ويطمع الآخرين في تجاوُز الحدِّ، ولخير للمرأة أن تبتعد عن الرجال؛ كما قال الله - عزَّ وجلَّ -: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].

وكما نَهى النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - من دخول أقْرب النَّاس إلى المرأة:
روى البخاري: حدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثَنا لَيْثٌ، عَن يَزِيدَ بْنِ أبي حَبِيبٍ، عنْ أبي الخَيْرِ، عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أنَّ رسُولَ اللَّه - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - قالَ: ((إيَّاكُم والدُّخُولَ على النِّسَاءِ))، فقَال رَجُلٌ مِن الأنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّه، أفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قال: ((الحَمْوُ المَوْتُ))؛ صحيح البخاري (16/ 257) رقم 4831، صحيح مسلم (7/ 7) رقم 5803، سنن الترمذي (4/ 404) رقم 1091، مسند أحمد (35/ 218) رقم 16708.

وأثْناء تواجُدي بالمنزل تقدَّمت للدراسة الجامعيَّة بإحدى الكليات الدينيَّة، وهي كليَّة الدراسات الإسلاميَّة، لأخرج بذلك من ضيق المنزل إلى سَعة الدين.

وفي أثناء دراستِي تقدَّم للزَّواج مني مَنِ ارْتضاه أبي وكرهته؛ لأنِّي لم أجِد فيه ما كنت أصبو إليه من شابٍّ يُعَلِّمني الدين ونتعاون في اجتياز الحياة؛ ولكن أبي لم يضغطْ عليَّ، ولم يفرِض عليَّ من أكره.

إلى أن تقدَّم لي فتى أحْلامي، شابٌّ زيَّنت وجهَه لحية، وداعبتْ شفتيه ابتسامة المودَّة والرحْمة، وساعتها كاد قلبي يطير من شدَّة الفرح، عندما عرضه عليَّ أبي بواسطة أمِّي طبعًا، وافقت على الفوْر دون تردُّد، ولِم لا وقد طال انتظاري، وتحقَّق حلمي؟! متى أترك هذا المنزل، إلَهي لك الحمد والمنَّة.

العبر والعظات:
1- ارتِداء الزِّي الشَّرعي للفتاة يقلِّل من طمَع الذِّئاب فيها، فارْتديه يا بنيَّة.
2- الاختلاط يؤدِّي إلى الفِتَن، فتجنَّبيه يا أُختاه.
3- العلم الديني سلاحُك للآخِرة؛ فاحْرِصي عليْه، ولا خيرَ في علم لا يقرِّبُك من الله.
4- لا تضيِّعي فرصة مَن جاءك بالدين والخلُق؛ فهو خيرٌ لك من المال والسُّلطان.

المرحلة الثالثة: مرحلة الخطوبة:
بعد أن تقدَّم الشَّاب المذْكور، أراد أن ينظُر إليَّ، فوافقت، ثم دخل المنزل وانتظر في غرفة الاستقبال، ودخلتُ وكانت معي والدتي، والحياء يلفُّني، والرعشة سرَتْ في جَميع جسدي من الخجل حتَّى كدتُ أتساقط، تَمالكتُ نفسي بعد أن جلست، وقلت له: السَّلام عليْكم، فردَّ عليَّ وكلَّما نظر إليَّ ازددتُ رعشةً حتَّى كدت أتساقَطُ من فوق المقعد، فخرجت وانتظرتُ إجابتَه.

ولَم تطُل الإجابة، فقدْ أبلغنا في نفْس الوقت بموافقتِه، وزارتْنا والدته في اليوم التَّالي وبدأت فترة الخطوبة، ولم تَطُلْ؛ لأنَّه يحب أن يَجلس معي، فتمَّ عقد القران.

وبدأت أشعُر بالسَّعادة التي تتمنَّاها كلُّ فتاة، بدأت أجلس معه، وكلَّما مرَّ يوم ازددتُ حبًّا له، أين كنتِ أيَّتُها السعادة؟! لقد تأخَّرت لكنَّك أمتعت.
أنْهيت دراستي الجامعيَّة، وحدَّدنا يوم الزِّفاف.

اشترط زوْجي عليْنا ألاَّ أعمل، فقلتُ على الفور: ولِم العمل؟! والمنزل وتربية الأولاد أهمُّ عمل للمرأة.

العبر والعظات:
1- إذا تقدَّم إليْك شخصٌ غيرُ متديِّن فارفضيه بلا تردُّد، ولو كان معه كنوز الدُّنيا، ولا تقْبلي أيَّ ضغط، والحياة منفرِدة خيرٌ من زوج سكير أو مدخِّن، لاحظيه عندما يأتي وقْت الصَّلاة، واعلمي أنَّ الخداع لا يدوم، اسألوا عنه أقرانَه، اسألوا عنه ناصحًا.
2- إلى أهل الفتاة: إن تقدَّم مَن ترضوْن دينه وخلقه فزوِّجوه، خذوا رأْيَ الفتاة فهي الَّتي ستعيش وليس أنتم.

روى الترمذي: حدَّثَنا قُتَيْبَةُ، حدَّثَنا عَبْدالحَمِيد بْنُ سُلَيْمانَ عَن ابنِ عَجْلانَ عَن ابنِ وثِيمةَ النَّصْرِيِّ، عَن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسُولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم -: ((إذَا خَطَبَ إلَيْكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَه وخُلُقَهُ فزَوِّجُوه، إلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرْضِ وفَسَادٌ عَرِيضٌ))؛ سنن الترمذي (4/ 260) رقم 1004، سنن ابن ماجه (1/ 632) رقم 1967، الطَّبراني في المعجم الأوسط (1/ 141) رقم 446، والمعجم الكبير (22/ 299) رقم 762، صحيح وضعيف سنن التِّرمذي (3/ 84).

تحقيق الألباني: حسن، الإرْواء (1668)، الصَّحيحة (1022).

المرحلة الرَّابعة: مرحلة الزَّواج، والمعيشة المختلطة، والإنجاب:
وهي أهم مرحلة في حياتي؛ انتقلت من منزل والدي إلى منزل زوجي.
انتقلت إلى عشِّ الزوجيَّة، وهو أشبه بالعش حقيقة، غرفتان كأنَّهما زنزانتان من ضيقهما، ودورة مياه مختلطة بيننا وبين أسرة زوجي.

أسرة زوجي: والده ووالدته وأخته.
بدأت العيش في ظروف صعبة، وبدأت المشاكل بيْني وبين أسرة زوجي.

والده: رجل وقور، نال احترام القرْية والقرى المجاورة، طيِّب القلب، يحرص على مصلحة الجميع، لم أشعر إلا أنَّه والدي - بل أكثر - من ناحية دينه، فهو ملتزم لا يفرط في أي فرض.

والدة زوْجي: أشبه خلقُها خلق زوجها، ضربوا بها المثل في التقْوى وحسن العشرة.
أخت زوجي: فتاة في الرَّابعةَ عشرة من العمر، سبَّبت لي المضايقات، حتَّى كِدْتُ أن أختنِق، وزوْجي لا يستطيع أن يفعل شيئًَا؛ أيُغْضِب أُخْتَه فيغضب عليْه والِداه، أم يُغْضِبني؟

لَم يتدخَّل لحسْم الخلافات بيْني وبين أُخْتِه.
تحمَّلت وأنا أذوق من العذاب ما لا تتحمَّله زوجة لا خبرةَ لها بالحياة، ماذا أفعل؟ هل أشتكي لوالد زوْجي؟ لا، لا أضايقه، ذاك الشَّيخ الوقور الَّذي لو تألَّم لتألَّمت لألمه.

أم أشْكو لوالدة زوْجي؟ وهي شمِلتْني برعايتِها، وعوَّضتْني عن أسرتي.

لا بدَّ أن أتحمَّل حتَّى يجعل الله لي مَخرجًا.

رزقنا الله في هذا المنزل بابنتَين وولد، ثم مات والِد زوْجي، رحِمه الله وجعَل الجنَّة مثواه.

كلَّما ازدادت المشاكل بيني وبين أُخْت زوجي، كلَّما شكوت له، حتى كادت العلاقة بيْننا أن تنتهي، وبدأت أُهْمل زوْجي ويهملني، أحيانًا يَخرج في الصَّباح الباكر ويرجِع بعد منتصف اللَّيل، وأحيانًا يأْتيه أصدقاؤه فيلعب معهم الشِّطرنج حتَّى بعد منتصف الليل.
انشغلت عن زوجي بمشاكل أُخْتِه، فانشغل بأصدقائه عنِّي.

جلست في هذا المنزل ثَماني سنوات من الجحيم والعَذاب.

وبدأ زوجي يبني بيتًا جديدًا لنا، وبدأت أُساعده، وأنتظر بفارغ الصَّبْر بين ألَم الماضي وأمل المستقبل.

العبر والعظات:
1- تعلَّمتُ أنَّ الزَّوجة لا تعيش معيشة مختلطة، وأنَّ ولي أمر الزَّوجة يشترط استِقْلال المعيشة، فلا بدَّ أن يعيش الزَّوجان معيشة مستقلَّة، مع التَّواصل والتراحم بين الزوجين وأسرة الزَّوج.
2- لو فرضت عليْك عيشة مختلطة فتحمَّلي وكوني ابنةً للكبير وأختًا للصغير.
3- لا تُكْثِري الشَّكوى لزوجك حتَّى لا يملَّ.

المرحلة الخامسة: مرحلة عشِّ الزوجيَّة المنفصل عن عائلة الزَّوج، وتربية الأوْلاد:
انتقلْنا إلى المنزل الجديد بجوار منزل العائلة.
رزقنا الله بثلاثة أولاد، ليصبح عدد أوْلادِنا ستَّة، بنتان وأربعة أولاد.
كافحْنا في تربية الأوْلاد بين انشِغال زوْجي بدروسِه الدينيَّة، إمَّا في المنزل أو المسْجِد أو في الخارج، أو جلوسه أمام الكمبيوتر للبحْث وإعداد الدُّروس.
أمَّا أنا فأقوم بإعْداد الطَّعام لأصْحاب زوْجي وطلبات المنزل.

لكن ما جهدنا في تربية الأولاد؟ لا شيء.
أقول لزوجي بأن أوْلادنا أهمُّ من كل شيء، ويقول لي: أولادك أهمُّ من المنزل.
لكن والحمد لله البنات رعاهنَّ الله حتَّى تزوجن.

والبنون يترنَّحون بين أصدِقاء السوء تارة، والانضِباط تارة أخرى، وزوْجي يقول: لا تَخافي سيرعاهم الله، جاهدنا في الله ولن يضيِّعنا الله، ويذكِّرني بقول المولى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].

العبر والعظات:
أقول لكل أبٍ: لا تضيِّع مَن تعول؛ أي: من تَلْزَمُك نَفَقَتُه من أهلك وعِيالك وعبِيدك.
روى أبو داود: عَن عَبْداللهِ بْنِ عَمْرٍو قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((كَفَى بِالمَرْءِ إثْمًا أن يُضَيِّعَ مَن يَقُوتُ))؛ سُنن أبى داود (2/ 59) رقم 1694، مسند أحمد بن حنبل (2/ 160) رقم 6495، ورواه الطَّبراني في: المعجم الأوْسط (5/ 226) رقم 5155، المعجم الكبير (12/ 382) رقم 13414، ورواه البيْهقي في شُعب الإيمان (6/ 412) رقم 8709، والحاكم في المستدْرك على الصَّحيحين مع تعليقات الذَّهبي في التَّلْخيص (1/ 575) رقم 1515، وفي صحيح وضَعيف سُنَن أبي داود (4/ 192).

تحقيق الألباني: حسن.
أقول لكل ابن: صاحِبْ مَن يأخذ بيدك، والصَّاحب ساحب، وأصغِ إلى نصيحة النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الَّذي مثَّل الجليس الصَّالح بِحامل المسك، ومثَّل الجليس الطَّالح بنافخ الكير.

روى البخاري: عَن أبي مُوسَى - رضي اللهُ عنهُ - عَن النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم - قالَ: ((مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والسّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ ونَافِخ الكِيرِ، فحَامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ - يعطيك شيئًا من المسك يتحِفُك به - وإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْه، وإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً))؛ صحيح البخاري (17/ 214) رقم 5108، صحيح مسلم (8/ 37) رقم 6860، سُنن أبي داود (4/ 407) رقم 4833.

المرحلة الأخيرة: زواج الأولاد:
تمَّ - والحمد لله - زواج ابنتيَّ، في بيوتِهما، زوج متديّن، وبيت واسع.
وقدَّر الله أنَّ لكلِّ زوج من بنتيَّ أمًّا له، وتعيشان حياة سعيدة وأنْجبتا، والحمد لله.

العبر والعظات:
لكلِّ زوج:
كن لزوجتك كما كان الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُداعب عائشة في اسمها، وتَطلع إلى لعب الحبشة من فوق عاتقه، ويتسابقان، وما ضرب امرأةً ولا خادمًا،، وأن يُساعد في عمل المنزل، ونحو ذلك من أخلاقٍ يطول الحديث عنها:
روى البخاري: عن عَائِشَةَ - رَضِي اللهُ عَنْها - قالَت: قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - يَوْمًا: ((يَا عائِشَ، هَذا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ))، فقُلْتُ: وعَلَيْه السَّلامُ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه، تَرَى ما لا أرَى، تُرِيدُ رَسُول اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم؛ صحيح البخاري (12/ 117) رقم 3484، صحيح مسلم (7/ 139) رقم 6457.

روى النَّسائي: أخبرنا محمَّد بن آدم عن عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "جاء السُّودان يلعبون بين يدَي النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في يوم عيد، فدعاني فكنت أطلع إليهم من فوق عاتقه، فما زلت أنظُر إليهِم، حتَّى كنتُ أنا التي انصرفت"؛ سنن النسائي بأحكام الألباني (3/ 195) رقم 1594، قال الشَّيخ الألباني: صحيح.

روى أحمد: حدَّثَنَا عُمَرُ أبُو حَفْصٍ المُعَيْطيُّ، قَال: حدَّثَنا هِشَامٌ عن أبِيه، عَن عَائِشَة، قالَتْ: خَرَجْتُ مَع النَّبِيِّ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - في بَعْضِ أسْفارِه، وأنَا جَارِيَةٌ لم أحْمِل اللَّحْم ولَم أبْدُن، فَقَال لِلنَّاسِ: ((تَقَدَّمُوا))، فتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لي: ((تعَالَيْ حتَّى أُسَابِقَكِ))، فسَابَقْتُه فسَبَقْتُه، فَسَكَتَ عنِّي، حتَّى إذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وبَدُنْتُ ونَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ في بَعْضِ أسْفَارِه، فقَالَ للنَّاسِ: ((تَقَدَّمُوا))، فتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: ((تَعَالَي حتَّى أُسَابِقَكِ))، فسَابَقْتُه فسَبَقَني فجَعَلَ يَضْحَكُ وهُو يَقُول: ((هَذِه بتِلْكَ))؛ مسند أحمد (53/ 233) رقم 25075، تعْليق شعيب الأرنؤوط: إسناده جيِّد.

روى أحمد: عَن عَائِشَةَ - علَيْها السَّلامُ - قالَتْ: "ما ضَرَبَ رَسُولُ اللَّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - خَادِمًا ولا امْرَأَةً قَطُّ"؛ سنن أبي داود (4/ 396) رقم 4788، قال الألباني: صحيح.

روى أحمد: عن هشام بن عروة عن رجُل قال: سألتُ عائشة: ما كان رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يصنع في بيته؟ قالت: "كان يرقع الثَّوب ويخصف النَّعل أو نحو هذا"؛ مسند أحمد بن حنبل (6/ 241) رقم 26090، تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

إلى كل زوجة: كل ما أقوله لك أنَّ زوجك جنَّتك ونارك، فاعْملي لما يرضيه في طاعة الله، وإن ابتعد عنك اقتَرِبي منه لكي لا يضيع منْك، وتزيَّني له؛ فإنَّ ما يقابله في الخارج قد يفْتِنُه، فيتعفَّف بك ويرضى، ساعدي في ميزانيَّة زوْجِك بِما تستطيعين، لا تُرْهِقيه بالإنفاق حتَّى لا تُلقي على كاهله الدُّيون، وصاحبي مَن تتَّق الله؛ فالمرْء على دين خليلِه، صِلِي أرْحامِه، وأُسْرته.

روى التِّرْمذي: عَنْ أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِيِّ - صلَّى اللَّهُ عليْه وسلَّم - قَالَ: ((لَوْ كُنْتُ آمِرًا أحَدًا أنْ يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرْتُ المَرْأَةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا))؛ سنن الترمذي (4/ 386) رقم 1079، وفي صحيح وضعيف سنن الترمذي (3/ 159) تحقيق الألباني: حسن صحيح.

خاتمة:
وإني إذ أتقدَّم بهذا البحث لأرْجو أن يقرأه كلُّ فرد من أفراد المجتمع، أبثُّ إليْهِم خبرتي، وأرْعاهم بنصيحتي، فما وُفِّقت فيه فمِنَ الله وحْده، وما أسأت فيه فمِن نفسي والشَّيطان.


وأطلب من الله أن يغفر لي فيما مضى، وأن يهْدِيَني فيما بقي.
والحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف المرْسلين، وعلى آله أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • انبعاث (قصة)
  • أحالوا حياتي جحيما!
  • الضبط الذاتي غير حياتي

مختارات من الشبكة

  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فوائد القصص في المجال الإعلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فهم واقع الحياة في قصة صاحب الجنتين: تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن في قصة صاحب الجنتين(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • القصة وأثرها في بناء شخصية أولادنا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فضل الأم على الأبناء كما تتحدث عنها قصص (كلم) للأديب الدكتور سعد الرفاعي(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
8- إذن بالموافقة
محمد سعد - مصر 25-09-2018 10:13 AM

أخت سلوى أحمد علي

السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته

انا مصري أعيش فى إنجلترا وأنوي أن اكتب قصة حياتي لأولادي لكى يتعلموا ويتعظوا من دروس في الحياة مرت علي.
وقد قرئت ما كتبتيه وأعجبني 
مما دفعني إلى الاستئذان في استخدام بعض منها في قصتي
فهل تأذنين لي بذلك؟ ولكِ جزيل الشكر والاحترام والتقدير.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

7- سبحان الله
احمد عبدالوهاب - السودان 05-06-2014 10:18 PM

والله كلام صحيح يعطيك الله العافية

6- ما شاء الله
ولاء أنور - الأردن 05-11-2011 07:40 PM

كتابة جميلة وفائدة عظمى.. يعطيك العافية

5- جزيتي خيرا
قاسم جروان - فلسطين 02-10-2010 05:47 PM

الله يكرمك اخت الفاضلة سلوى أحمد علي بالحقيقة قصة في غاية الروعة و عبر في غاية الازمة التي تعيشها أسرنا العربية من فراغ كبير في العاطفة والحنان والمودة والاحترام وكثيراً من الأخلاق ... إلى الأمام

4- شكر
سلوى أحمد علي - مصر 07-07-2009 06:36 AM

نشكر موقع الألوكة ، والسادة الزوار ، وأرحب بتعليقاتهم .
ونصر الله العاملين بموقع الألوكة في نشر العلم المفيد ، ونحن نطلع على أعمالكم الناجحة والمفيدة في شتى المجالات .
وفقكم الله ورعاكم ، والدال على الخير كفاعلة .

3- ونِعم القدوة
أم أنـس - فلسطين 06-07-2009 10:13 PM

أكرمك الله من بنتٍ ، وزوجةٍ ، وأمٍ ، وجدّة ...
أفدتني بكلماتك جــــداً ، لا حرمتِ الأجر
بارك الله فيكِ ،، تقبلي حبي واحترامي

2- إجتهاد و بذل رغم الظروف القاسية
محمد - مصـــــــر 03-07-2009 11:06 PM

بارك الله الأم الفاضلة كاتبة المقال ، فكله دروس و عبر ، لأنه يشمل مراحل عمرية مختلفة من بداية البنت مع الأب و الأم - المتسلطان - مروراً بالزواج و الإختلاط مع أهل الزوج و خاصةً أخته ، إلي الإستقلال الأسرى و الحياة الهادئة و الإنجاب و زواج الأبناء ، فبارك الله في الأم الفاضلة سلوي أحمد علي ، و أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل كل هذا البذل في ميزان حسناتها ، وإلي الأمام دوماً موفقة مسددة ناجحة

1- شكر للكاتبة
عبد المنعم - egypte 03-07-2009 01:15 PM

نشكر الكاتبة سلوى أحمد على هذا الموضوع التربوي المميز , ونتمنى لكم المزيد من النجاح والفوز بإذن الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب