• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (ملخص ثان)

تميم بن محمد بن عبدالله الأصنج

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2012 ميلادي - 20/7/1433 هجري

الزيارات: 233240

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص كتاب
إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري
د. خالد الجريسي

بين يدي التلخيص:
أولاً: أتوجَّه بالشكر الجزيل للإخوة القائمين على (موقع الألوكة) لاهتمامهم بروَّاد وزوَّار موقعهم؛ فقد قاموا بجهد مشكور في سبيل نشر العلم والمعرفة بجميع أشكالها وأطيافها، ومن هذه الجهود تلكم المسابقات المتنوِّعة ومنها (الملخص الماهر)، فلهم منَّا كل تقدير وإجلال.

ثانيًا: فإن تلخيص كتاب علمي يحمل بين دفَّتيه مجموعة من الحقائق والمعلومات، ممَّا يعطيه القيمة العلمية؛ فالكتاب رسالة جامعية تقدَّم بها الباحث لنيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال؛ لذا فإنه ليس من الأمر اليسير محاولة تلخيص مادة علمية كهذه، ومع ذلك لم آلُ وسعًا ولم أدَّخر جهدًا في القيام بهذا العمل، والذي أحسبه من الأعمال المفيدة والنافعة لعموم المسلمين؛ من حيث كونُها تقرِّب بعض المفاهيم والمعاني الإدارية بصبغة إسلامية وبلغة معاصرة، ممَّا يجعلها في متناوَل الجميع، وبالأخصِّ الممتهنين إدارة المؤسسات والمنظمات.

ثالثًا: أمَّا عن عملي في هذا التلخيص، فقد كان على النحو التالي:
1- إعادة صياغة أفكار الكتاب بما يتفق مع المعنى العام للفكرة.
2- بالنسبة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال السلف الصالح، فقد تَمَّ إثبات جزء يسير جدًّا منها، مع الإشارة إلى الآيات بدلالة معناها وكذلك الأحاديث.
3- بالنسبة لأقوال السلف الصالح أو علماء الإدارة الأقدمين والمعاصرين، فقد تَمَّ ذِكْرُ الأقوال التي تغني عن غيرها تقريبًا.
4- بالنسبة للتعاريف، فقد تَمَّ التركيز على أهمهما فائدة وأكثرها شمولاً لغيرها.
5- بالنسبة للحقائق والنتائج، فقد تَمَّ ذكرها كما هي دون تصرُّف فيها، مع شيءٍ من الاقتصار عليها دون الشرح الموسَّع.
6- تَمَّ وضع بعض الجداول التي تُساعِد على عرض الموضوع بطريقة سهلة ميسرة، مستوعبة لجميع أفكار الموضوع تقريبًا.
7- كما تَمَّ دمج المبحث الأول والثاني من الفصل السادس؛ وذلك لترابطهما وتسلسل الأفكار فيهما من أجل عرضها بطريقة مترابطة تحمل دراسة علمية أكاديمية تسهِّل على الدارس أو الباحث استيعاب جميع أطراف الفصل.
علمًا بأن هذا الملخَّص مكوَّن من (32 صفحة) باستثناء هذا الصفحة؛ إذ ليست داخلة في الملخص؛ أي: بما يعادل 15% من حجم المادة الأصلية تقريبًا مع الالتزام بحجم الخط ونوعه.

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:
الإدارة سلوك إسلامي قويم، ومنهج رشيد حثَّ الإسلام على ممارسته في جميع شؤون الحياة؛ لأن بالإدارة يحقق المسلم فعالية في عمله وإنتاجه، وكفاءة في أدائه.

فالسلوك الإداري المتمثِّل في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، أضف إلى ذلك الأخلاق الحسنة من صبر واجتهاد، كل ذلك من القِيَم التي دلَّتْ عليها نصوص الكتاب والسنَّة، وهدي السلف - رضوان الله عليهم.

كما أن المفهوم المعاصر للإدارة يعني حسن استثمار الوقت وإدارته بفعالية؛ وذلك لمواجهة الواجبات والمتطلَّبات الحياتية ما بين حق الله، وحق النفس، وحق المجتمع.

فالوقت أحد أهمِّ خمسة موارد أساسية في مجال الأعمال (الموارد - المعلومات - الأفراد - الموارد المادية)، فمَن أدار وقته بشكلٍ فعَّال فهو يُدِير حياته ونفسه وعمله.

كما تكمن أهمية هذه العنصر - الوقت - من حيث عدم إمكانية عزله عن حياة الإنسان الشخصية والمهنية؛ لذا فهو واحد من ضمن موضوعات علم الإدارة الحديثة.

وقد احتوى هذا الكتاب على مقدمة وستة فصول، كل فصل مقسَّم إلى مباحث وهي كالتالي:
الفصل المبحث الأول المبحث الثاني المبحث الثالث
الأول/ الوقت وأهميته في الإسلام والإدارة الوقت وتحديد مفهومه أهمية الوقت في القرآن الكريم أهمية الوقت في السنة المطهَّرة
الثاني/ الوقت في الفكر الإداري الإدارة وإدارة الوقت الوقت في النظريات الإدارية إدارة الوقت داخل العملية الإدارية
الثالث/ إدارة الوقت من منظور إسلامي إدارة الوقت في القرآن الكريم إدارة الوقت في السنة المطهرة ـــــــ
الرابع/ واجبات المدير المسلم تجاه الوقت مضيِّعات الوقت مسؤولية المسلم عن الوقت ـــــــ
الخامس/
الإدارة الفعالة للوقت
الأدوات والوسائل المستخدمة لتنظيم الوقت مناهج الإدارة الفعالة للوقت نحو منهج متطوِّر لإدارة الوقت فعالية
السادس/ دراسة تطبيقية لإدارة الوقت أهم الدراسات في إدارة الوقت دراسة ميدانية لإدارة الوقت في القطاع الصناعي الخاص في المملكة العربية السعودية ــــــ

الفصل الأول: الوقت وأهميته في الإسلام والإدارة:
لئن كانت المبادئ الإدارية قد تحدَّدتْ ملامحها من خلال كتاب "مبادئ الإدارة العلمية"؛ لتايلور، وكتاب "الإدارة العامة والصناعية"؛ لهنري فايول - فإن في تراثنا الإسلامي من المبادئ والأسس المفيدة في تأصيل علم الإدارة ما تُغنِي عن غيرها من النظريات الإدارية، ولعلك تلمح ذلك - أخي القارئ الكريم - من خلال هذه الفصل الذي قد ذكر فيه بعض النصوص من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح - رضوان الله عليهم.

فإدارة الوقت في الإسلام ليست بالمفهوم الضيِّق كما هي في مجال الإدارة خاص بالعمل فقط، بل هو أعمُّ وأشمل، وينبع هذا الاهتمام من خلال أن المسلم مسؤول عن وقته يوم القيامة؛ كما جاء في الحديث: ((لا تزولُ قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأَل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟...))، فالمسلم عليه ألاَّ يفرِّط في وقته، بل يغتنمه ويحرص عليه، فهو أمانة سيُسأَل عنها يوم القيامة، لا سيَّما إذا كان متعلِّقًا بالله أو بأحدٍ من خلقه.

والمسلم في ظلِّ الإسلام ينعم بقِيَم ونظم تكفل له تحقيق إنتاجية عالية؛ لأنه يحتسب كلَّ لحظة من لحظات يومه وليلته في مرضاة الله - عزَّ وجلَّ - حتى ولو كانت من العادات؛ وعليه فالوقت في تقدير المسلم أغلى من المال، لا كما يقول المثل: "الوقت مال" في الحضارة الغربية والنظرية المادية للإدارة.

المبحث الأول: الوقت وتحديد مفهومه:
إن عنصر الوقت من العناصر المهمَّة التي تشكِّل إطار العملية الإدارية، ولكن تبقى المشكلة الأساسية في هذا العنصر الذي يخضع لمتغيِّرات ومؤثِّرات تجعله يتأرجح ما بين الصلابة والمرونة، وذلك ناتج عن ارتباطه بالناس، فالناس في حقيقتهم تحكمهم مؤثِّرات ورُؤى تجعلهم ينظرون لهذا العنصر بنظرات متباينة تظهر على شكل سلوكيات وممارسات لها دوافعها الخاصَّة، ومن هذه الدوافع (الاحتياجات - طبيعة المهمَّات - الأعمال المطلوبة - الثقافات والتقاليد - العادات).

فما بين مستغلٍّ حريص على كلِّ دقيقة من وقته؛ حتى يحقق كل الإنجازات والطموحات والأهداف التي يريدها، وبين مفرط مهدر لوقته غير مستغل له، وهي بالجملة تحدِّد علاقة الإنسان بالوقت.

وبناءً على ما سبق؛ فإنه يصعب وضع تعريف دقيق ومحدَّد عن الوقت، لكن يمكن أن يُقال بأنه: "الفترة التي تستغرق في أداء تصرف أو عملية ما"؛ أي: فترة الدوام الرسمي للعمل.

أولاً: خصائص الوقت:
1- مروره بسرعة ثابتة ومحدده.
2- تتابعه للأمام.
3- يحكمه نظام معين.
4- ندرته.
5- شيوعه للجميع بالتساوي.
6- سريع الانقضاء.
7- أنه وعاء لكلِّ عمل وكل إنتاج.
8- عدم إمكانية تخزينه أو إحلاله.
9- له علاقة تأثير في بقيَّة أجزاء العملية الإدارية والموارد الأخرى، سلبًا وإيجابًا.

مفهوم إدارة الوقت:
يعني المحصِّلة للفرق بين الكمية والنوعية، بالتالي يعطينا استثمارًا حقيقيًّا للوقت وإنجازات عظيمة ونتائج مبهرة للأهداف، فكمية الوقت المصروف لإنجاز عملٍ ما، ليست كنوعية الطريقة والأداء الصحيح الذي تَمَّ به.

إن الذي لا يستطيع إدارة ذاته لا يستطيع إدارة الآخرين؛ وعليه نلحظ سبب الفرق بين إنتاجية مديرٍ لآخر؛ فالمدير الفعَّال هو الذي يُحسِن الاستخدام الأفضل للوقت المتاح له، فينظر لوقته قبل نظره لمهامه، وهي تعني: الفعالية في أبسط صورها.

ثانيًا: أنواع الوقت:
1- الوقت الإبداعي: وهو الوقت الذي يبذل في التفكير العلمي والتخطيط المستقبلي والتوجيه السليم لمعالجة المشكلات الإدارية، وتقديم حلول موضوعية تضمن فاعلية ونتائج منطقية للقرارات.

2- الوقت التحضيري: ويعني بالفترة الزمنية التحضيرية التي تسبق عملية بدء العمل من كلِّ ما له ارتباط مباشر أو غير مباشر في تنفيذ العمل.

3- الوقت الإنتاجي: وهو عبارة عن المدَّة الزمنية التي استُغرِقت في تنفيذ العمل المخطط له مسبقًا، سواء في الإبداع أو التحضير؛ أي: إنه مُدَّة زمنية تواري تلك المدَّة الإبداعية والتحضيرية لاستثمار الوقت والموارد المتاحة استثمارًا أمثل.
وينقسم إلى قسمين:
1- الوقت الإنتاجي العادي (المنظم - أو غير الطارئ).
2- الوقت الإنتاجي غير العادي (الطارئ - أو غير المنظم).

4- الوقت العام أو غير المباشر: وهو الوقت الذي يُصرَف في إنجاز بعض الأنشطة التي لها تأثيرها الداخلي على مستقبل المنظمة، ولكن بشكلٍ غير مباشر، بل فرعي يقبل الإنابة والتفويض.

فالمدير الفعَّال: هو مَن يستطيع أن يُدِير وقته ويحسن توزيعه ما بين إبداعي وتحضيري، وإنتاجي وعام؛ حتى يتسنَّى له أن يقوم بكافَّة الأنشطة والأعمال المنوطة به، سواء في عمله أو مع مجتمعه.

المبحث الثاني: أهمية الوقت في القرآن الكريم:
إن المتأمِّل لآيات القرآن الكريم يجد أن القرآن قد اعتنى بعنصر الوقت، بل شمله بمفهومه الواسع كالدهر - العصر - الحين - اليوم - الأبد - السرمد... إلى غير ذلك من مسميات الوقت.

ويمكن حصر هذه الآيات في أربعة معالم رئيسة:
1- الوقت من أصول النعم: باعتباره نعمة عظيمة امتنَّ الله بها على عباده يجب عليهم شكرها، والآيات في هذا متمثّلة في آيات التسخير الشمس والقمر، والليل والنهار، اللذين يعتبران بأفصح عبارة الزمن الذي نعيش فيه من أوَّله إلى آخرِه.
2- الإقسام بالوقت: والمقصود مجموعة الآيات التي أقسم الله بالوقت ليدلَّ على عظم هذا العنصر وشرفه، وأهمية استغلاله، وتتمثَّل هذه الآيات في آيات مسمَّيات الوقت السابقة الذكر التي أقسم الله بها في كتابه.
3- ارتباط الوقت بالغاية من الخلق: فالإنسان خُلِق لغاية سامية، وهدف مقصود مطلوب؛ ألاَ وهو عبادة الله - تعالى - وعمارة الأرض، فعبادة المؤمن في الأرض تتمثَّل في إقامة شعائر الإسلام وتحقيقها، وهذه الشعائر لها صلة وثيقة بالوقت؛ فالصلوات الخمس في اليوم والليلة موقوتة، والزكاة تخرج بعد حولٍ كامل، وشهر الصيام مؤقَّت برؤية هلاله ابتداءً وانتهاءً، والحج أشهرٌ معلومات، وهكذا بقيَّة النوافل والقربات إمَّا في الصباح أو المساء، أو بالغدو والآصال.
4- الوقت وتعاقُب الأهلَّة: في تقدير القمر منازل ومحو آية الليل منفعة للعباد؛ ليعرفوا عدد السنين والحساب والشهور والأعوام، وقد قال الله - تعالى -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189].

المبحث الثالث: أهمية الوقت في السنّة:
أحاديث السنَّة كنوز الأمَّة؛ فقد حفلت كتب السنة النبوية بمجموعةٍ من الأقوال والأفعال النبوية التي تبيِّن أهمية الوقت والعناية بقدره، وهي تدور في المعاني التالية:
1- الوقت نعمة عظيمة: فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ))؛ أي: إن كثيرًا من الناس عن إدراك أهمية هاتين النعمتين العظيمتين من المغبون الذي يشتري بأضعاف الثمن، أو يبيع بدون ثمن المثل.
2- الوقت مسؤولية كبرى: وتتجلَّى هذه المسؤولية عند السؤال عنها يوم القيامة: ((لا تزول قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأَل عن أربع خصال:... وعن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟...)) الحديث.
3- الوقت وعاء العبادة؛ أي: الظرف أو الوعاء الذي تُؤدَّى فيه؛ فالعبادات لا تُؤدَّى إلا لمواعيد محدودة، ومواقيت معلومة لا تصحُّ إلا بها. 
4- الوقت من أفعال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - : فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - محافظًا على وقته، مستثمرًا له في العبادة والطاعة، مقسمًا له ما بين حق الله، وحق أهله، وحق نفسه، وحق الناس. 
5- تقسيم الوقت وتنظيمه: فالحقوق كثيرة وأداؤها يستلزم تنظيم الأوقات، وتقسيمها على وجه يضمن أداء الحقوق، وممَّا رواه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن صحف إبراهيم - عليه السلام - قوله: ((على العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسِب فيها نفسه، وساعة يتفكَّر فيها في صنع الله، وساعة يخلو لحاجته من المطعم والمشرب)). 
6- الحث على اغتنام الوقت والتحذير من إضاعته: فمن روائع وعظه - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)).

وقد حثَّتْ نصوص كثيرة بألفاظٍ متقاربة تدلُّ على هذا المعنى السامي: استغلال الوقت واغتنام العمر قبل أن يحول بين المرء وبين ما يشتهيه عوائق وعقبات تصدُّه عن بلوغ مُنَاه؛ فالتبكير فيها أمر مطلوب: ((اغتنم خمسًا قبل خمس - بادروا بالأعمال - اللهم بارك لأمتي في بكورها)).

الفصل الثاني: الوقت في الفكر الإداري:
يُعتَبَر الوقت أحدَ محدّدات عوامل الإنتاج، وبالتالي ليس بمعزل عن العملية الإدارية؛ إذ يستلزم استثمار الوقت حسن إدارته، وفي هذا الفصل سوف نتتبَّع علاقة الوقت العملية الإدارية من خلال:
المبحث الأول: الإدارة وإدارة الوقت.
المبحث الثاني: الوقت في النظريات الإدارية.

المبحث الأول: الإدارة وإدارة الوقت:
حتى يمكن الوصول إلى معنى واضح وشامل لمصطلح (إدارة الوقت) يجب علينا أن نبحث عن مفردات هذا المصطلح باعتباره مكوَّنًا من جزأين: إدارة، ووقت، فما معنى الإدارة؟

أولاً: الإدارة وتحديد مفهومها:
قبل أن نسوق تعريفًا شاملاً للإدارة، نُشِير إلى أن مفهوم الإدارة من المفاهيم المختَلَف فيها عند علماء الإدارة وروَّاد الفكر الإداري، ومن الكُتَّاب والمفكِّرين قديمًا وحديثًا؛ وذلك يرجع لعِدَّة أسباب:
1- أن الإدارة علم حديث نسبيًّا.
2- شموليته لكافَّة مجالات الحياة.
3- تصنيفه ضمن العلوم الإنسانية لا العلوم الطبيعية.

وبناءً على تلك الأسباب التي أدَّتْ إلى تباين واختلاف وجهات نظر علماء الإدارة لتقديم مصطلح أو تعريف محدَّد متَّفق عليه؛ فقد تَمَّ تعريف الإدارة بعِدَّة تعاريف؛ فمنهم مَن عرَّفها من جهة كونها عملية إدارية، ومنهم مَن عرَّفها باعتبار كونها وحدةً متكاملة وشاملة تضمُّ مختلف عناصر الداخل الفكرية.

وبالنظر إلى جميع التعاريف التي عرَّفت الإدارة، نجد أنها في أغلبها تركِّز على الإدارة كعملٍ ذهني، وبالتالي يمكن أن يُصاغ تعريفًا يلخِّص نوعًا ما الإدارة بأنها: "القيام بعناصر العملية الإدارية لإنجاز الأهداف المحدَّدة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة والتي منها الوقت.

ثانيًا: إدارة الوقت وتحديد مفهومها:
يقول دراكر: "الوقت هو أهمُّ الموارد، فإذا لم تتمَّ إدارته فلن يتمَّ إدارة أيِّ شيء آخر"، انطلاقًا من هذه المقولة يتَّضح لنا أن الوقت مورد مهم جدًّا، واستثماره وحسن إدارته يعود على الأفراد والمنظَّمات ككلٍّ بنتائج مبهرة رائعة.

وعلى الرغم من أهمية الوقت وإدارته إلاَّ أننا نجد في الحياة اليومية العملية أناسًا قد فرَّطوا في أوقاتهم، فأساؤوا استغلالها، ولم يحسنوا إدارتها، مهدرين بذلك طاقاتهم؛ وذلك بسبب عدم إدراكهم الكافي للتكلفة المباشرة المترتبة على سوء استثمار أوقاتهم.

تعريف إدارة الوقت:
أغلب التعريفات التي عرَّفتْ إدارة الوقت تُعنى بكيفية الموازنة ما بين تحقيق الأهداف وبين الفترة الزمنية لذلك.

ويأتي تعريف عبدالعزيز ملائكة من التعاريف الجامعة لإدارة الوقت؛ فقد جمع بين المنظور الإسلامي والإداري معًا، فيقول: "هي تخطيط استخدام الوقت وأسلوب استغلاله بفاعليَّة؛ لجعل حياتنا منتجة وذات منفعة أخروية ودنيوية لنا ولِمَن أمكن من حولنا، وبالذات مَن هم تحت رعايتنا".

علاقة إدارة الوقت بالعمل الإداري:
هذه العلاقة علاقة ارتباطٍ بين مفهوم الوقت وبين العمل الإداري؛ إذ نلحظ من خلال وجود عملية مستمرَّة من التخطيط والتحليل والتقويم لجميع الأنشطة التي يقوم بها الإداري خلال ساعات عمله اليومي، وذلك بهدف تحقيق فعالية مرتفعة في استثمار الوقت المتاح للوصول إلى الأهداف المرجوة. 

المبحث الثاني: الوقت في النظريات الإدارية:
هناك نظريات إدارية كثيرة أسهمت في تحديد أهم ملامح ومعالم إدارة الوقت بصفته أحد عناصر العملية الإدارية، بل مهم جدًّا، ولحاجة عناصر العملية الإدارية كالتخطيط والتنظيم والرقابة والتوجيه واتِّخاذ القرارات إلى الوقت، ومن هذه النظريات:
النظرية الكلاسيكية لتايلر: والتي تتلخَّص في دراسة الحركة والزمن، وتتمثَّل في تقسيم العمل إلى جزئيات صغيرة من أجل ربط هذه الجزئيات ببعضها، الأمر الذي يحقق:
1- زيادة فعالية إنجاز الأنشطة. 
2- إعادة توزيع مكوِّنات العمل وإزالة الوقت الضائع. 
3- إعادة تصميم موقع العمل.

كما سعى هنري جانت إلى تحديد الأجر اليومي بشكلٍ ثابت؛ لتحفيز العاملين على استغلال أوقاتهم وإنجاز أعمالهم في وقت أقل، فيحصلوا على أجرة أعلى.

كما أدَّتْ جهود فرانك جلبرث وزوجته ليليان إلى إدخال فن التخصُّصات في العمل وتطوير أدائه، وقد رتَّبَا خرائط تخدم هذا الغرض، عُرِفَتْ بخرائط التدفُّق المساعدة على دراسة أيِّ عمل وتفصيلاته وتقاسيمه.

وقد قام هارنجتون بنشر مبادئه التي هي (المُثُل أو الأهداف - حسن الإدراك - الإرسال - التخطيط).

أمَّا هنري فايول فقد اهتمَّ برفع مستوى أداء المنظمة بوجه شامل؛ وذلك من خلال وضع المبادئ الإدارية التي من شأنها أن تساعد على تنظيم العمل داخل المنظمة ورفع الإنتاجية وتقليل الكلفة، وذلك كله على ضوء أهداف المنظمة.

ولكن محاولات تايلر وأتباعه لم تعبر عن المفهوم الحديث لإدارة الوقت؛ إذ إنَّها اهتمَّت بالجانب التنفيذي العملي المزمَع تنفيذُه في وقت قياسي محدَّد مسبقًا؛ لإعطاء إنتاجية عالية ومن ثَمَّ أرباح، ولكن ماذا عن الوضع الإنساني للفرد داخل المنظمة؟

نظرية العلاقات الإنسانية:
كانت من نتائج الحركة الإدارية العلمية في النظرية الكلاسيكية، وهي تُعنى بالجانب الاجتماعي الإنساني للأفراد داخل المنظمة أيًّا كان نوع هذه العلاقات؛ أي: إنها ألحَّتْ على الدوافع الاجتماعية مع الاهتمام بالوقت بشكلٍ ملحوظ، باعتبار الإنسان كائنًا بشريًّا يحتاج إلى الراحة، وليس كآلة جماد كما نتجت من تجارب الهاوثورن التي قام بها رائد المدرسة الإنسانية إلتون مايو في مصانع ويسترن إليكتريك الأمريكية.

النظرية الحديثة للتنظيم:
وهي ثمرة النظريات السابقة، وتتلخَّص في عِدَّة نظريات في آنٍ واحد (نظرية اتخاذ القرارات - النظرية الرياضية أو البيولوجية).
فاتخاذ القرارات يعني: أن الوقت أحد أهم العوامل المساعِدَة لحلِّ المشاكل المتعلِّقة بالتخطيط والإنتاج. 
والنظرية البيولوجية: تفترض أن المنظمة تشبِه الكائن الحي؛ أي: إنها تولد، ثم تنمو، ثم تتهاوى، ثم تموت.

المبحث الثالث: إدارة الوقت داخل العملية الإدارية:
كما أوضحنا سلفًا أن الوقت من العناصر المهمَّة والداخلة في عناصر العملية الإدارية الأخرى؛ وعليه سنسلِّط الضوء في هذا المبحث على علاقة الوقت بعناصر العملية الإدارية؛ حتى نستطيع بعدها أن ندير أوقاتنا بشكل فعَّال.

أولاً: التخطيط والوقت:
التخطيط يعني: إعداد الخطَّة الإدارية، والتي يُراعَى فيها التسلسل الزمني لكلِّ مرحلة من مراحل العملية الإدارية، وهذه الخطَّة حتى تكون ناجحة لا بُدَّ أن تكون لها أهداف معينة تتميَّز بالوضوح الكمي والزمني، وعلينا ألاَّ نستعظم الوقت الذي يقضيه المخطط لإعداد الخطة؛ لأن هذا الوقت سوف يعوض بشكلٍ أكبر عند تحقيق نتائج وفعالية كبيرة في العملية الإنتاجية.

كما أن الخطة لا بُدَّ أن تميِّز بين الأهداف وبين الوقت المحدَّد لكلِّ هدف بأهميته وأولويته، فالأهداف تتسلسل بشكل هرمي ما بين قاعدته إلى هرمه، تبدأ بالأهداف اليومية، ثم الأسبوعية فالشهرية، ثم أخيرًا السنوية الإستراتيجية، وبالتالي نستطيع قياس مدى الكفاءة والفعالية لكل الأهداف.

ثانيًا: التنظيم والوقت:
ارتبط التنظيم بالوقت ارتباطًا وثيقًا من خلال:
1- تحديد مهمات العاملين واختصاصاتهم.
2- تقسيم العمل بينهم بشكل موضوعي وعادل.
3- تحديد وتبسيط إجراءات العمل المتَّبَعة.
4- توافر البيئة التنظيمية المادية والاجتماعية.
5- تطبيق مبادئ تفويض السلطة.

ثالثًا: التوجيه والوقت:
التوجيه يعني: إرشاد العاملين إلى كيفية تأدية وتنفيذ العمل، وذلك يتمثَّل بالاتِّصالات بمختلف أشكالها (الشفهية - الكتابية - التقنية)، وهي تحتاج إلى مراعاة عامل الزمن والتوقيت الزمني لكلِّ عملية توجيهيه؛ حتى تؤتي ثمارها اليانعة، فلا تطول فترة التوجيه، وكذلك اختيار وسيلة الاتِّصال التي تؤدِّي إلى اختصار الوقت في أقل زمن ممكن.

رابعًا: الرقابة والوقت:
الرقابة: عملية مرادِفَة للتخطيط، فلا تتمُّ الرقابة إلاَّ بعد معرفة الأهداف المخطَّط لها سابقًا، وبالتالي يستلزم الكشف عن الأخطاء وقت حدوثها ومعالجتها، وهي قد تطول أو تقصر تبعًا لعوامل.

خامسًا: اتخاذ القرارات والوقت:
إن القرارات الإدارية تتفاوَت وتتنوَّع ما بين المستويات الإدارية، فضلاً عن نوعيَّتها وطبيعتها، الأمر الذي يؤثِّر على الوقت اللازم لاتِّخاذ أي قرار.

ولا شكَّ أن الإدارة الحديثة بالأسلوب العلمي في اتِّخاذ القرارات قد أدَّتْ إلى زيادة فاعلية اتخاذ القرارات من خلال الفترة الزمنية المحدَّدة لذلك، بخلاف الاعتماد على الأساليب التقليدية.

إن اهتمام الإداري بكلِّ الوسائل والطرق المتاحة في اتخاذ القرارات له أثر كبير في زيادة فاعلية اتخاذ القرارات والارتقاء بنوعيتها، كما في توفير الوقت والجهد والتكاليف.

الفصل الثالث: إدارة الوقت من منظور إسلامي:
إن إدارة الوقت تخضع ضمن المنظور الإداري لوظائف الإدارة والتي هي: التخطيط، التنظيم، التوجيه، الرقابة، اتخاذ القرارات.

وهذه الوظائف ليست بدعًا من اجتهاد أو اكتشاف الإدارة الحديثة أو علماء الفكر الإداري؛ إذ نجد لهذه الوظائف في تراثنا الإسلامي الأصيل المتمثِّل في نصوص الكتاب والسنة جملاً كثيرةً تدلُّ على هذه الوظائف.

وهذا الفصل أخي القارئ الكريم يقدِّم لك دليلاً على ذلك من خلال:
المبحث الأول: إدارة الوقت في القرآن الكريم.
المبحث الثاني: إدارة الوقت في السنة المطهرة.

المبحث الأول: إدارة الوقت في القرآن الكريم:
أولاً: التخطيط:
تعتبر الآيات الواردة في سورة يوسف - رؤيا الملك للبقرات السبع وتفسيرها - أوَّل موازنة تخطيطيَّة مبنيَّة على أسس علمية، استطاع من خلالها نبي الله يوسف - عليه السلام - كسب الوقت في سنوات الرخاء بمضاعفة الناتج للإفادة منه في سنوات الجدب؛ وعليه كانت بمثابة أداة رقابية تنفذ هذه الخطة على مدار أربع عشرة سنة.

وقد عُرِّف التخطيط من المنظور الإسلامي بعِدَّة تعاريف، إلاَّ أن كلها تدور حول: "إعمال الفكر في رسم أهداف مشروعة مع تحديد الوسائل المتاحة وفق الموارد المتاحة شرعًا، وبذل الطاقات في استثمارها؛ لتحقيق الأهداف في أقلِّ وقتٍ ممكن، مع تعليق النتائج بقضاء الله وقدره".

أهم عناصر التخطيط الإسلامي:
1- تحديد الأهداف: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك: 22].
2- تحديد الأولويات: ويتجلَّى ذلك في دعوة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث بدأ بأهله قبل غيرهم: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].
3- استثمار جميع الموارد المتاحة: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
4- بذل الأسباب والوسائل المشروعة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60].
5- تعليق النتائج بمشيئة الله - تعالى -: وذلك بعد تفريغ الجهد في الأخذ بالأسباب والتوكُّل على الله - تعالى -: {وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23- 24].

ثانيًا: التنظيم:
إن وظيفة التنظيم هي الوظيفة التي تحدِّد الملامح الرئيسة لسير العمل في المؤسسة أو المنظمة: من تحديد الأهداف والأنشطة، وتقسيمها على مجموعات، وتوزيع المهامِّ على الموظَّفين، وتحديد المسؤوليات، وتوضيح العلاقات بين الأفراد، سواء داخل المنظمة أو خارجها، وكتابة اللائحة التنظيمية للعمل التي تخضع لنهج الشريعة الإسلامية.

أهم خصائص التنظيم:
1- التنظيم الهرمي للوظائف: انطلاقًا من أن أيَّ عمل يتفاوَت القائمون عليه تبعًا لتفاوت المهامِّ الموكلة إليهم، وهذا يقتضي وجود مبدأ التعاون والطاعة بينهم حتى يتمَّ العمل.

2- تقسيم العمل وتحديد الاختصاصات: فيوسف - عليه السلام - يقدم نفسه للملك لكونه يحمل مؤهلاً مشتملاً على الحفظ والعلم اللذين هما أساس الإدارة؛ {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
ودليل آخر يدلُّ على تقسيم المهمات: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} [التوبة: 122] الآية، وأمَّا قوله - تعالى -: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] يدلُّ على أنَّ القدرة الإنسانية تقتصر عن أداء عدد من المهمات في آنٍ واحد.

3- التفويض: ويعني: توكيل بعض المهمات إلى المرؤوسين ومنحهم الصلاحيات اللازمة لتنفيذها، وجاء ذلك في:
أ- قصة موسى - عليه السلام - حين طلب من ربِّه أن يشدَّ عضده بأخيه هارون - عليه السلام - وأن يشركه في أمر الدعوة، فموسى كان له حرية الاختيار فيمَن يساعده. 
ب- ما فعله ملك مصر مع يوسف - عليه السلام - حين أعطاه كامل الصلاحيات يتبوَّأ في الأرض، ويتصرَّف في الخزائن كيف يشاء؛ حتى يبدع ويبتكر بكلِّ حرية وطلاقة، وفق الخطة المرسومة من أهداف محددة، فالإسلام ينظر إلى هذه الصلاحيات باعتبارها تشريفًا كمنصب، وتكليفًا كعبء ومسوؤلية.

4- مراعاة حال العامل المكلَّف: إن المثل القائل: "وضع الرجل المناسب في العمل المناسب" من أبجديات العدالة التي تقتضي عدم تكليف شخص بعمل لا يحسنه، أو لا تتوافر فيه مؤهلاته؛ وذلك حتى لا يحصل قصور في العمل أو عجز في أدائه، ومن ذلك:
قصة موسى - عليه السلام - مع ابنه الرجل الصالح: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص: 26].
قوله - تعالى -: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فالنفس البشرية يعتريها الضعف والقصور. 

ثالثًا: التوجيه:
التوجيه: معناه توجيه الآخرين ونصحهم وإرشادهم في أثناء قيامهم بتنفيذ الأعمال الموكلة إليهم؛ أي: يُعتَبَر بمثابة الوظيفة التنفيذية للإرشاد وملاحظة المرؤوسين، وتبرز أهمية التوجيه عندما تأتي النتائج إيجابية، والتوجيه السليم الرشيد هو الذي ينتج عنه نتائج إيجابية طيبة.

والمدير مع مرؤوسيه يجب أن يتمثَّل توجيهات الله مع رسوله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يعلمه كيف يكون حاله مع أتباعه، وتتمثَّل هذه التوجيهات في:
1- اللين مع الأتباع.
2- عدم الفظاظة والغلظة عليهم.
3- العفو عن زلاتهم. 
4- الاستغفار والدعاء لهم.
5- المشاورة في أمور العمل.
6- التوكل على الله بعد العزم.
7- دفع الإساءة بالإحسان؛ لأنه ربما صار العدو صديقًا حميمًا.
8- الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
9- المجادلة بالتي هي أحسن.
10- التحفيز المتمثِّل في مجازاة المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته.

رابعًا: الرقابة:
وتعني: المتابعة والتأكيد على سير نظام الخطَّة، وموافقتها للأهداف الموضوعة مسبقًا، ومعالجة الانحرافات والأخطاء وتصحيحها، ومحاسبة المقصر والمفرط.

والرقابة في الإسلام لها جانبان:
من جانب إحياء مبدأ استشعار المسؤولية الفردية، والأمانة الموكلة، وأهمية العدل في الأمور، وأنها كلها ممَّا سيُسأَل عنه الإنسان يوم القيامة أمام الله - تعالى - فالرقابة ذاتية.
من جانب أن الإسلام وضع إجراءات، وحدد حدودًا، وشرع أحكامًا تساعد على الردع والزجر لكل مَن ضعفت عنده الرقابة الذاتية، ويتمثَّل ذلك في الحدود والقصاص وعقوبة التعزيز والقتل، كما شرع شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكَّد على أهمية الرقابة الجماعية.

خامسًا: اتخاذ القرارات:
إن القرار السليم هو ذلك القرار الناشئ عن معلومات وافية وكافية توضح جميع جوانب القرار ممَّا ينتج عنه قرار صائب، والإسلام قد ذكر إشارات مهمَّة قبل اتخاذ أيِّ قرار تتمثل في:
1- استيفاء جميع المعلومات التي تدخل أو لها علاقة في اتخاذ القرار؛ منها: عدم الحكم قبل السماع من جميع الأطراف كما في قصة نبي الله داود وسليمان - عليهما السلام - مع مَن تسوَّروا المحراب. 
2- كذلك عدم الاستعجال بالحكم إذا لم تتوفَّر المعلومات الكافية كما في قصة نبي الله سليمان - عليه السلام - مع الهدهد.
3- كذلك ألاَّ يتخذ أيَّ قرار إلا بعد مشاورة ومناصحة الآخرين ممَّن لهم علاقة في صنع القرار؛ كما فعل النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم. 
4- كما رسم الإسلام قوَّة القرار الناشئ من عدم التردُّد بعد اتخاذ القرار، وإنما التوكل على الله والعزم.

المبحث الثاني: إدارة الوقت في السنَّة المطهَّرة:
لا تختلف إدارة الوقت في السنَّة المطهَّرة عن تلك التي وردت في القرآن الكريم؛ فكلُّ واحد منهما مكمِّل للآخر، فهي متقاربة ومتشابهة إلى حدٍّ ما، إلاَّ كون إدارة الوقت في السنَّة المطهَّرة منبعثة في أقواله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وأفعاله المدونة في كتب السنة والسيرة النبوية.

أولاً: التخطيط:
التخطيط النبوي بادئ الأمر والذي كان في العهد المكي كان مبنيًّا على تخطيط بعيد المدى - إستراتيجي - وتخطيط قصير المدى – تنفيذي - أمَّا في العهد المدني فيتمثل في الآتي:
1- تحديد الأهداف وترتيب الأولويات: ويتَّضح من خلال وصية النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - عندما بعثه إلى اليمن فبدأ بالأهم فالأهم: (التوحيد - الصلاة - الزكاة). 
2- التفكر في الأمور قبل الإقدام عليها وأخذ الحيطة والحذر، والاعتبار بما سلف من الأخطاء والزلات: ((لا يُلدَغ المؤمن من جحرٍ مرتين)). 
3- بذل الأسباب وتوفير الإمكانات للوصول إلى الغايات والأهداف المشروعة: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)).

تعليق النتائج بمشيئة الله - تعالى - إذ تحقُّق الهدف مرهون بأمرين: فعل السبب الملائم، التوفيق الإلهي: ((وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أنِّي فعلت كذا كان كذا، ولكن قُل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان))، ممَّا يدعو إلى التفاؤل والمثابرة والانطلاق بجدٍّ وعزيمة لا تعرف اليأس والإحباط.

ثانيًا: التنظيم:
1- التنظيم الهرمي للوظائف المتمثِّل في رئاسته - صلَّى الله عليْه وسلَّم - للدولة الإسلامية، واستعمال آخرين في وظائف متنوِّعة، من ولاية وقضاء وجباية وقيادة الجيوش... إلى غير ذلك من الوظائف الإدارية.

2- التفويض: من خلال:
أ- حثّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أمَّته على تبليغ الدين، فكل مخول وداعية إلى دين الله: ((بلِّغوا عنِّي ولو آية)). 
ب- إرساله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لمصعب بن عمير - رضي الله عنه - داعيًا إلى المدينة، وعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهما - قضاة ودعاة إلى اليمن، والعلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - واليًا على البحرين.

3- تقسيم العمل وتحديد الاختصاصات، وذلك من قوله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((أرحم أمَّتي بأمَّتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبيُّ بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألاَ وإن لكلِّ أمَّة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)). 

4- مراعاة حال العامل المكلَّف: وذلك من خلال استعمال خلق الرفق معهم، والإحسان إليهم، وعدم تكليفهم من الأعمال ما لا يطيقونه: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نُزِع من شيء إلا شانه)).

ثالثًا: التوجيه:
وذلك من خلال:
• النصيحة إمَّا للمرؤوسين أو الرؤساء عمومًا: ((الدين النصيحة...)).
• في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ((مَن رأى منكم منكرًا...)). 
• تحديد توقيت التوجيه وعدم الإطالة فيه: "كان رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا". 
• التحفيز: ((مَن استأجر أجيرًا فليعلمه أجره...)). 

رابعًا: الرقابة:
الرقابة في السنة النبوية نوعان هما:
1- الرقابة الذاتية: ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته...)). 
2- الرقابة الإدارية: ويجسِّد هذا المعنى حديث ابن اللُّتْبيَّة - عامل الصدقات - الذي حاسَبَه النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لمَّا قال: هذا لكم وهذا أُهدِي لي، فقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((فهلاَّ جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيُهدَى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحد منه شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته...))، كما حثَّ على ضرورة التنبيه على أخطاء المسؤولين: ((أبلغوني حاجة مَن لا يستطيع إبلاغها...)).

خامسًا: اتخاذ القرارات:
إن القرار الصائب والناجح هو القرار الناتج عن تأنٍّ واستبصار لجميع الإمكانات، ودراسة جميع المعلومات المتوفِّرة، وعدم التسرُّع في اتخاذ القرار، ويكفي في حديث النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لأشجِّ عبدالقيس عظة: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم، والأناة)).
ويجب على المدير أن يستعمل الحكمة في اتخاذ أيِّ قرار، وهذه الحكمة يلخصها لك ابن القيم - رحمه الله - بقوله: "الحكمة فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي".

الفصل الرابع: واجبات المدير المسلم تجاه الوقت:
إن على المسلم بصفة عامَّة والمدير بصفة خاصة مسؤولية تجاه الوقت، الذي قد أوضحنا سابقًا أنه نعمة من الله - تعالى - وهذه المسؤولية تتمثَّل في الحرص والاهتمام بهذا الوقت؛ لأنه حصيلة جهودنا وثمرة طاقاتنا، سواء على الأفراد أو المنظمات التي تسعى لتنظيم الجهود الإنسانية؛ من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة المتَّسقة مع الزمن والمتاحة مع الإمكانات والوسائل المتوفرة، ولكي نحقِّق ذلك لا بُدَّ أن نتطرَّق إلى المبحثين التاليين:
المبحث الأول: مضيِّعات الوقت.
المبحث الثاني: مسؤولية المسلم تجاه الوقت.

المبحث الأول: مضيعات الوقت:
أولاً: أهم مضيِّعات أو مبدِّدات الوقت:
تعتبر قضية مضيعات الوقت من القضايا الشائكة، والتي تنوَّعت فيها الأفكار، وتباينت فيها أوجه النظر، فليس هناك اتفاق موحَّد وشامل لتحديد أهم مضيِّعات الوقت عند علماء الإدارة والمدارس الفكرية الإدارية؛ وذلك لسببين:
1- أن كلَّ توظيف غير ملائم لوقت الفرد فهو مضيع للوقت. 
2- اعتبار مَن المسؤول عن ضياع الوقت - أي: اعتبار المسؤولية الذاتية - فإدارة الذات هي مفتاح إدارة الوقت؛ أي: إن الفرد هو المخاطب الرئيس بهذه المضيِّعات.

كما قسمت مضيعات الوقت إلى قسمين:

1- مضيعات خارجية: ومصدرها الناس بأشكالهم.
2- مضيعات داخلية: مصدرها الشخص نفسه؛ أي: منبعثة من ذاته.

بالجملة فإنه يصعب الاتفاق على تحديد مضيِّعات الوقت؛ فكل فريق ينظر من زاوية تختلف عن تلك التي ينظر إليها الفريق الآخر، ولذا يرى الباحث أن تعريف ماكنزي لمضيعات الوقت أشمل وأعم: "كل شيء يمنع المدير من إنجاز الأهداف بأكثر السبل المتاحة فعالية".

وبهذا يقدم ماكنزي خمسًا وثلاثين مضيعة للوقت، موزعة على الأنشطة الإدارية الرئيسة كما هو موضح في الشكل التالي:
ويلاحظ من هذه المضيعات أنها شاملة عامة تدخل فيها مضيعات الأوقات التي قدَّمها هاريسون، وداركر، ومقابلة رودبارجر مع آليك ماكنزي، أو تلك الدراسات التي قدمت على مستوى الوطن العربي والسعودي على وجه الخصوص دراسة محمد شاكر عصفور ومحمد الغيث.

ثانيًا: تحليل مضيعات الوقت وطرق التغلب عليها:
إن الخطوة الأولى لتحليل مضيعات الوقت هي تحديد أهم تلك المضيعات، ومن ثَمَّ معرفة أسبابها؛ وذلك من أجل وضع الحلول اللازمة للقضاء عليها، وهذه الحلول لا تتأتى إلا بعد السيطرة على هذه المضيعات، وإليك منهجًا مقترحًا للسيطرة عليها:
1- تحديد الهدف أو الأهداف، من خلال التخطيط وجدولة الأعمال، وتعتبر نقطة البداية. 
2- ترتيب الأولويات. 
3- ترتيب المكتب وتنظيمه.
4- التحكم في المقاطعات والمجهودات. 
5- تطبيق أسس ومهارات الاتصال الفعال.

وعلى هذا؛ فمن أجل أن نقضي أو حتى نسيطر على مضيِّعات الوقت لدى المدير؛ يجب النظر بعين الاعتبار إلى بعض الأنشطة التي قد تؤدِّي إلى الخروج عن مسارها لتصبح فيما بعد مساعدًا لتضييع الأوقات، وذلك وفق عدة اعتبارات:
1- حجم الوقت الذي يستغرق في هذه الأنشطة. 
2- عدم وجود إنتاجية حقيقية لهذه الأنشطة. 
3- شمولية هذه الأنشطة لكافَّة قطاع المنظمة على اختلاف مجالاتهم. 
4- شمولية هذه الأنشطة واحتواؤها على أنشطة فرعية. 
5- البعد الاقتصادي لسوء استغلال الوقت.

كما أن السيطرة على مضيِّعات الوقت تأتي من خلال:
1- تجزئة الوقت إلى: (وقت يمكن ضبطه ويتحكم فيه المدير - وقت لا يمكن ضبطه خاضع لمتطلبات الآخرين). 
2- التركيز: ويعني باختصار تحديد المعلومات اللازمة لمعرفة أولويات العمل أو نشاط في غيره؛ حتى لا تضيع الجهود في أنشطة غير مهمة، ويتحقق ذلك من خلال ثلاث خطوات:
• ترتيب وجرد الموضوع (مبكر - متأخر). 
• الاستعجال (عاجل - آجل). 
• مدى إسهام الموضوع في تحقيق أهداف المنظمة.

إن الجدية والعزم على استغلال الوقت ووضع إجراءات تحدُّ وتشدِّد على ضياع الوقت - تعتبر استثمارًا حقيقيًّا للوقت، وبدون ذلك لا يمكن تحقيق إنجازات ونتائج عملية؛ إذ أصبح الوقت بلا معنى، وفائدته بلا قيمة، وهنا تبرز قدرة المدير من عدمه في التخطيط السليم لإدارة الوقت بكافَّة الوسائل والطرق التي تؤدِّي إلى تحقيق الأهداف المرغوبة.

المبحث الثاني: مسؤولية المسلم عن الوقت:
"وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمرُّ أسرع من مرِّ السحاب، فما كان من وقته لله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبًا في حياته، وإن عاش فيه عاش عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة والشهوة والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خيرٌ من حياته".

بهذه الكلمات العطرة، والعبارات الرائعة التي سطرها لنا ابن القيم - رحمه الله تعالى - يتجسَّد لنا حرص السلف الصالح على أوقاتهم وعنايتهم بها، وحث غيرهم على استثماره واستغلاله بما يعود عليه بالخير والنفع في الدنيا والآخرة، كما تصور لنا نظرة الإسلام للوقت.

أهم واجبات المسلم نحو الوقت:

1- الحرص على الاستفادة من الوقت: قال أحد الحكماء: "مَن أمضى يومًا من عمره في غير حقٍّ قضاه، أو فرض أدَّاه، أو مجد أثَّله، أو حمد حصَّله، أو خير أسَّسه، أو علم اقتبسه - فقد عقَّ يومه وظلم نفسه".

2- اغتنام أوقات الفراغ: كفى بحديث: ((اغتنم خمسًا قبل خمس...)) محذرًا ومخوفًا من أن يمضي العمر دون استغلال له، بل قد يكون وبالاً وحسرة على المرء في الدنيا والآخرة.

3- المسارعة في الخيرات؛ قال - تعالى -: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148]، والمقصود أن على المسلم أن يسارع إلى كلِّ ما فيه صلاح دينه ودنياه، وليحذر من مثبِّطات ذلك من العجز والكسل.

4- الاعتبار بمرور الأيام: الزمان أعوام، والأعوام ليالٍ وأيام، وكلٌّ في فلك يسبح، والعاقل مَن تدبَّر ذلك وأخذ منه عبرة، فجد السير وشمر عن ساعد العزم؛ ليستغل كل لحظة فيها بما يقربه إلى الله - تعالى - من أعمال الدنيا والآخرة، وقد قال ابن الجوزي -رحمه الله -: "الأيام صحائف الأعمال، فخلِّدوها بأحسن الأعمال، الفرص تمرُّ مرَّ السحاب والتواني من أخلاق الخوالف، مَن استوطأ مركب العجز عثر به، تزوج التواني الكسل فولد بنيهما الخسران".

5- تحرِّي الأوقات الفاضلة: إن الوقت من حيث كونُه قسمة بين البشر بالسوية، إلاَّ أنه من حيث الأعمال الفاضلة غنيمة جليلة متفاوتة ما بين فاضل ومفضول، فالحاذق الفَطِن مَن استغلَّ تلك الأوقات، وهو علامة لحسن إدارته لوقته، سواء على الصعيد الديني (رمضان - ليلة القدر - الثلث الأخير من الليل...) أو على الصعيد الدنيوي: طلب الرزق وغيره: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها...)).

6- تخطيط الوقت وتنظيمه:
ليس المهم أن يعمل الإنسان أيَّ شيء في أيِّ زمن، بل المهم أن يعمل العمل المناسب في الوقت المناسب.
بهذا يتبيَّن لنا أن استغلال الوقت ليس مقصودًا في حدِّ ذاته بقدر ما المقصود منه تحقيق ثمرة أو هدف يرجى من ذلك الوقت، وهذا لا يتأتى إلا بحسن التخطيط والتنظيم الذي يوضح الأهداف ويرتبها حسب أولوياتها إلى غير ذلك.

7- الالتزام بالموعد: إن الالتزام بالموعد من صفات الطامحين الجادِّين، وعدم الالتزام به من صفات التافهين المنافقين، والإسلام دعا إلى كلِّ خلق حميد، وحذَّر من كل خلق ذميم، فإيَّاك أن تكون منهم: ((آية المنافق ثلاث... وإذا وعد أخلف)).

8- وجوب الحذر من مضيِّعات الوقت: فإن من علامات المقت إضاعة الوقت، والإسلام بتشريعاته وأحكامه قد ساعَد على استغلال الوقت، وعدم إضاعته، منها: الاستئذان عند الزيارة؛ لئلاَّ يذهب الوقت دون تخطيط.
واعلم أن أعظم مضيِّعات الأوقات: التسويف، وطول الأمل، وقد وردتْ نصوص كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال السلف - رضي الله عنهم - تحذِّر وتبيِّن خطورة ومغبَّة إضاعة الوقت فيما لا نفع فيه.

9- كيف يعيش المسلم وقته:
إن المسلم متميِّز عن غيره من آحاد الناس من سائر الملل والنحل الأخرى، وينبعث هذه التميُّز من كونه ملتزمًا بهذا الدين الإسلامي الحنيف، الذي جاء يحمل للبشرية منهجًا سماويًّا ينظم أوقاتهم، ويصلح أحوالهم؛ لتصفو بذلك دنياهم وتحلو أخراهم.

لذا؛ كان على المسلم أن يطوِّع حياته وأوقاته كلها، من بزوغ فجر يومه وحتى غياب آخر سواد ليله لله - سبحانه وتعالى – أي: إن حياته حياة منظمة، رأسها التخطيط وعمودها التنظيم والتوجيه، وآخر شيء فيها الرقابة والمحاسبة على تقصيره وتفريطه.

وعلى هذا يقدم الباحث برنامجًا مقترحًا للمسلم في كيفية قضاء يومه:
الوقت البرنامج ملاحظات
عند أذان الفجر صلاة الفجر في جماعة حتى تحل عنك عقد الشيطان الثلاث
بعد الفجر إلى وقت الشروق قراءة أذكار الصباح مع ما تيسر من القرآن الكريم ولتكن مستحضرًا لمعاني الآيات والأذكار
بعد الشروق إلى وقت دوام العمل تناول وجبة الإفطار- والاستعداد للعمل ولتكن نفسك نشيطة طيبة وليحذر من الكسل
إلى وقت الظهر فترة العمل اليومي وليتحرَّ أثناء عمله الصدق والأمانة والتفاني وخدمة الآخرين ويخلص النية قبل كل شيء
وقت الظهر صلاة الظهر جماعة إن استطاع ذلك
بعد الظهر إلى العصر تناول وجبة الغداء - وأخذ قسط من الراحة "القيلولة" وليحذر من الإفراط أو التفريط في تناول وجبة الغداء - وليحرص على القيلولة لما لها من أثر في قيام الليل ويقظة البكور
وقت العصر صلاة العصر جماعة ويحذر من تأخيرها حتى تصفر الشمس
وقت المغرب صلاة المغرب
بين المغرب والعشاء قراءة أذكار المساء وما تيسَّر من القرآن لا بأس بتناول العشاء في هذه الفترة
وقت العشاء صلاة العشاء جماعة ـــــــ
بعد العشاء
إلى وقت النوم
إن كان لم يتناول عشاءه تناوله ثم بعد ذلك قضاء بعض الحقوق والقراءة اليومية أو شيء من اللهو المباح مع الأهل واحذر من السهر، لا سيَّما إذا كان في معصية الله

الفصل الخامس: الإدارة الفعالة للوقت:
إن مشكلتنا مع الوقت ليست مشكلة عدم وجود وفرة فيه، بل هو متوفِّر وفي متناول الجميع، وإنما تكمن المشكلة الحقيقية في كيف يمكن أن يكون فعالاً ومؤديًا للأهداف المرسومة والموضوعة مسبقًا، وهذا بحد ذاته يمثل لنا الفارق الجوهري بين الكم والنوع.

وتم تقسيم هذا الفصل إلى:
المبحث الأول: الأدوات والوسائل المستخدمة لتنظيم وإدارة وقت العمل.
المبحث الثاني: مناهج الإدارة الفعالة للوقت. 
المبحث الثالث: نحو منهج متطور لإدارة الوقت بفعالية.

المبحث الأول: الأدوات والوسائل المستخدمة لتنظيم وقت العمل وإدارته:
الإنسان وليد يومه، متأثِّر بالأحداث والتطورات والمستجدَّات في حياته، وتقنيات العصر اليوم صارت تشكِّل أهمية في حياتنا اليومية؛ لما تمتاز بالدقة والسرعة والتقنية العالية، ويجب على المدير ألا يكون بمعزل عن ذلك.

ويمكن تقسيم الوسائل المستخدمة لتنظيم وقت العمل وإدارته إلى مجموعتين:
المجموعة الأداة أو الوسيلة فائدتها
المجموعة الأولى/ الأدوات والوسائل الإلكترونية الحاسبات الآلية تزويد المدير بالنتائج بدقة وسرعة أكبر ووقت وكلفة أقل، من خلال البرامج الحاسوبية المتنوعة والمتعددة لكل وظيفة
آلات تصوير المستندات إعداد كثير من المستندات وتجهيزها آليًّا في نسخ معدة للاستخدام
الماسحات الضوئية مسح الصور والمستندات وأرشفتها وتخزينها وتحويلها إلى نصوص عبر برامج
الفاكس إرسال والمستندات واستقبالها
الهواتف ذات المسجل الصوتي تسجيل المكالمات الواردة
الجوال تسجيل المكالمات، ودليل هاتف، ومستقبل الرسائل، وتلقي المكالمات وإرسالها من أي مكان وجد
الإنترنت إمكانية الحصول على المعلومة في أي وقت وزمان ومكان - تبادل عمليات الشراء والبيع بشكل فوري
البريد الإلكتروني إرسال الرسائل والمستندات واستقبالها عبر الإنترنت
المفكرة الإلكترونية تحديد تفاصيل المواعيد - التذكير بالأشياء المطلوب إنجازها - تحديد أولويات المهمات ومعلومات أخرى تلزم المدير
المجموعة الثانية/ الأدوات والوسائل الشخصية أو الذاتية السكرتير فحص المكالمات والزوار - وضع نظام محكم لتنظيم الملفات - تنظيم المواعيد والاجتماعات - إعداد مسودة المذكرات والخطابات - تفويض الأعمال اليسيرة إليه - مساعدة المدير على تنظيم مهامه وتذكيره بالمواعيد - صيانة الملفات ومتابعتها وتجديدها - سرعة تفهم الأمور من أول وهلة
إعداد قائمة يومية أو أسبوعية بالأعمال - تسجيل الأعمال اليومية المطلوب إنجازها
- وضع تقديرات واقعية لزمن كل عمل
المفكرة اليدوية تسجيل الملاحظات والمهمات والأنشطة والمواعيد أثناء العمل الرسمي اليومي أو المستقبلي، أسبوعي أو شهري
الذاكرة الشخصية للمدير وهي تعتمد على قدرة أو مدى حافظة المدير للمهام؛ أي: قوة ذاكرته الشخصية

المبحث الثاني: مناهج الإدارة الفعالة للوقت:
إن الشعار القائل: "اعمل بطريقة أذكى لا بمشقَّة أكثر"، قد جمع لنا بين مفهومين: الكفاءة والفاعلية، فالكفاءة تعني: القيام بعملٍ ما بشكل صحيح، أمَّا الفاعلية فتعني: القيام بالعمل الصحيح بشكلٍ صحيح.

كما إن سيطرة المدير على وقته يعتبر مفتاحًا في يده يقوده إلى إدارة وقته، ومن ثَمَّ إلى:
1- تحقيق المنظمة لأهدافها.
2- التزام أكثر بالقضايا الإدارية المهمة.
3- تطوير أفضل لقدرات المديرين.
4- قلق وضغط وتوتر أقل.

فالفعالية في إدارة الوقت تعني: عمل الأشياء الصحيحة بطريقة صحيحة، ممَّا يؤدي بالدرجة الأولى إلى استثمار حقيقي للوقت، لا مجرَّد إنفاقه على إجراءات وأعمال قد لا تفي بتحقيق الأهداف المرسومة والمخطط لإقامتها.

ومن هناك جاءت بعض المناهج والنظريات التي تحاول تقديم تصوُّر حول مفهوم الفعالية في إدارة الوقت، وهي كالتالي:
مناهج دراسة مفهوم الفاعلية في إدارة الوقت:
النظرية فروضها نقاط القوة نقاط الضعف
نظم نفسك يفترض أن مشكلات الإدارة ناتجة عن الفوضى، وغياب التنظيم والحل يكمن في التنظيم القائم على أساس:
1- تنظيم الأشياء.
2-تنظيم المهمات.
3- تنظيم الأفراد.
توفر الوقت والجهد والكلفة، كما يعطي المرء ذهنًا صافيًا وحياة أكثر انضباطًا. قد يؤدي الإفراط في التنظيم إلى أن يصبح هدفًا ذاتيًّا وليس وسيلة.
منهج المحارب البقاء والاستقلالية ضرورة حماية الوقت من الضياع حتى يتحقق التركيز والإنتاج، فالجميع محاصر بمجموعة من الطلبات التي تتطلب تصرفًا حازمًا من قبل هذا الهجوم، ويقترح الآتي:
1- العزل (السكرتارية -أبواب مغلقة).
2- الانعزال 3- التفويض
احتمال أن المدير يبدع وينتج فالوقت مسؤولية شخصية يفترض أن الآخرين أعداء، وهو أمر مبالغ فيه، وقد يقود إلى سلوك انطوائي لدى العاملين والشعور بالعزلة، كما يتجاهل حقيقة الاعتمادية المتبادلة بين جميع الأطراف في العملية الإدارية.
منهج الهدف الإنجاز يقرر مبدأ: اعرف ما تريده ثم ركز جهدك لتحقيقه. ويعتمد على: التخطيط - وضع الأهداف - حفز الذات والحماسة من خلال حالة ذهنية إيجابية. تحقيق نتائج أفضل للأفراد لأن لديهم أهدافًا واضحة يسعون للوصول إليها. قد يؤدي عدم رسم الأهداف على مبادئ وحاجات أساسية للفرد إلى أن يصبح سببًا لتحقيق حياة غير متوازنة.
تسلسل الأولويات وتحديد القيم يعتمد على مبدأ تسلسل الأولويات والمهام والأهداف، ويستخدم لذلك أسلوب تحديد القيمة - وترتيب المهمات؛ أي: بإمكانك أن تفعل ما تريد، ليس لك أن تحقق كل ما تريد. التبوُّؤ إلى قمة سلم النجاح، وتحقيق فعالية في إدارة الوقت قد يقود إلى عدم تحقيق نتائج متوقعة من الأهداف؛ وذلك عندما تكون هذه الأهداف غير مستمدة من المبادئ الحقيقية للفرد.
الأدوات التكنولوجية وتعني بأن النظم والهياكل هي التي تساعد على جعل الأداة أكثر فاعلية؛ أي: ستعطي الفرد القدرة على الإدارة الفضلى، ويستخدم الجدول الزمني - المفكرة اليومية - برامج الحاسوب - وغيرها. تحديد الأولويات - وضع الأهداف - تنظم المهمات - استخدام نظم سريعة للمعلومات. تعتمد على وعي المدير بأهميتها - غير أنه قد تكون جامدة مقيدة (التقاويم اليومية) - كما أن التكنولوجيا لا تعطي الجودة بشكلها المطلوب بل بعض القدرة على تحسين الجودة.
المهارة في إدارة الوقت يفترض أن إدارة الوقت مهارة شخصية تقوم على إتقان: استخدام تقاويم المواعيد والمفكرات - إعداد قائمة المهمات - تحديد أهداف - تفويض - تنظيم - وضع أولويات. يفيد العاملين في المنظمات في إدراك مهارة التخطيط والتنظيم والتفويض ومن ثَمَّ يقود إلى تحقيق نتائج مرغوبة. ما هي النماذج الأساسية التي يفترض تعلمها؟ هل تقوم على مبادئ صحيحة؟ أو أنها تدعو لفروض غير صحيحة معلقة بالفاعلية؟ أي: إن المهارة دون ربطها بنتيجة واضحة ومحددة لا تحقق إدارة فعالة للوقت.
التدفق الطبيعي الانسجام والنغمة الطبيعية يقوم على فلسفة مستمدة من الحضارات الشرقية متصلة بالتوافق الداخلي للذات، والانسجام مع الطبيعة، وترك الأساليب التقليدية لإدارة الوقت. يعطي فرصة لأولئك الذين يشعرون بالهزيمة لاستخدام تلك النظم الأخرى التقليدية إلى إدارة أوقاتهم بحرية أكثر. قد لا تتوفر فيها بعض العناصر المهمة (الرؤية - النتيجة – الهدف - التوازن).
الشفاء إدراك الذات يهتم بالمبادئ التي تشكِّل السلوك الذي يقود بدوره إلى إدراك الذات، ومن ثَمَّ تطويرها مع تأثُّره بشكل كبير بالبيئة الاجتماعية والمورثات المسببة سلوكيات الهزيمة وغياب الإنجاز في إدارة الوقت. يعالج مشكلة الذات والهزيمة وغياب الإنجاز في إدارة الوقت، كما يوضح المؤثرات البيئية والمورثات الاجتماعية التي تؤثر على السلوك لا يعالج إلا جانبًا واحدًا من مشكلات إدارة الوقت وهو الذات
ويبقى في الآخر أن كلَّ هذه المناهج قد عالجت وناقشت قضايا جزئية بعينها دون النظر؛ أي: رؤية الوقت بمعناه العادي، وليس باعتباره عنصرًا مهمًّا من عناصر الإنتاج، لا شكَّ أن مفهوم إدارة الوقت من المفاهيم الشاملة التي يتعلق تطبيقها على العملية الإدارية الكلية التي تتكون من الوظائف الإدارية الأخرى.

المبحث الثالث: نحو منهج متطوِّر لإدارة الوقت بفعالية:
إن التكامل بين قدرة المدير على القيام بعناصر العملية الإدارية بشكلٍ فعَّال، وبين قدرته على اتخاذ إجراءات إيجابية للتحكُّم في الأنشطة المستهلكة للوقت تمثِّل زاويتين متقابلتين؛ لتحديد مفهوم دراسة الفعالية لإدارة الوقت.

إن من المعلوم أن المنظمات تتكوَّن من أفراد يشغلون فيها حيزًا يؤدُّون من خلاله دورهم المناط بهم، ولكن هؤلاء الأفراد ليسوا على مستوى واحد من السلطات والمسؤوليات والأعباء والواجبات اللازمة عليهم، فهو يتفاوتون وينقسمون وفقًا لذلك إلى ثلاثة مستويات إدارية هي:
1- مستوى الإدارة العليا. 
2- مستوى الإدارة الوسطى. 
3- مستوى الإدارة الدنيا.

وكل هذه المستويات تشترك في ممارسة المهام الإدارية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة واتخاذ القرارات، لكنها تفترق من حيث الوقت المخصص لكلِّ عملية إدارية من مستوى إداري لآخر.

يقول تشارلز فردربر وهو يشدِّد على وظيفتي التخطيط والتنظيم: "إن سوء التخطيط وسوء التنظيم يصنعان توهمًا بأن الوقت قصير وغير كافٍ".

ويمكننا أن نقضي على هذا التوهُّم من خلال دراسة التخطيط والتنظيم اللذين يستحوذان على معظم أوقات المديرين في مستوى الإدارة العليا والوسطى، وعليه فإن منهج المقترح للكاتب في الإدارة الفعالة للوقت يتمثل في الآتي:
1- عملية التخطيط التي تقوم على:
• تحديد الأهداف وترتيبها حسب الأهمية. 
• تخصيص الوقت اللازم حسب الأولوية. 
• تحليل الوقت.

2- عملية التنظيم التي تقوم على:
• تفويض السلطات والأعمال. 
• تنظيم وترتيب مهمات العمل.

3-
عملية اتِّخاذ القرارات بوصفها التي تميِّز المستوى الإداري الأعلى والأوسط.

4-
إدارة المقاطعات الهاتفية والشخصية. 
5- إدارة الاجتماعات. 
6- إدارة مكان العمل. 
7- الاتصال الفعال. 

الفصل السادس: دراسات تطبيقية في إدارة الوقت:
يُعتَبر هذا الفصل هو عصارة هذا الكتاب الشيق؛ فمن خلاله سيتمُّ التركيز على الكتاب كدراسة علمية جمعت في طيَّاتها مجموعة من الحقائق والنتائج العلمية والعملية، وبهذا تكون قد أعطتْ فكرة عن هذا الموضوع وألمَّت بأطراف من جوانبه، وقد تَمَّ دمج مباحث هذا الفصل؛ وذلك لترابطهما، ولتقديمهما بطريقة جديدة تساعد على استيعاب الفصل.

وقبل البدء بعرض محتويات الدراسة لا بأس بأن نقوم باستعراض سريع حول القطاع الصناعي الخاص في المملكة العربية السعودية؛ لكونها محل الدراسة، وسبب وقوع الاختيار عليها في دراسة الباحث.

لمحة سريعة حول القطاع الصناعي الخاص في السعودية:
إن التزام المملكة العربية السعودية بتعاليم الإسلام، وتقاليدها العربية العريقة القائمة على احترام الملكية الخاصة - ساعَدَها على تأسيس نظام اقتصادي حر، متَّخذة من التخطيط وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.

وتنبع أهمية القطاع الخاص من حيث إنَّه يندر وجود أي نشاط ليس له علاقة بالقطاع الخاص، سواء الاقتصادي والاجتماعي.

مجالات أنشطة القطاع الخاص:
1- مجالات الأنشطة الإنتاجية: (الزراعية – الصناعية - النقل - الخدمات الأخرى...). 
2- أنشطة التجارة والخدمات المختلفة. 
3- مشاريع الإسكان والمرافق. 
4- مشاريع الأشغال العامة: (الطرق - شبكات المياه – المجاري - أعمال أخرى...). 
5- التعليم. 
6- الصحة. 
7- الخدمات الاجتماعية. 
8- مجالات التجارة الداخلية: (احتياجات محلية - الخدمات - التخزين - الفنادق - المطاعم - المهن - الحرف). 
9- مجالات التجارة الخارجية: التصدير (الصناعي – الزراعي - التعدين)، الاستيراد (السلع الغذائية - سلع وسيطة للإنتاج).

سياسة المملكة للتعامل مع القطاع الخاص:
1- المشاركة.
2- بيع القطاع الحكومي لأسهمه كلها أو بعضها للقطاع الخاص.
3- أشكال أو صور القطاع الخاص:
1- ذات ملكية فردية (وهو الأكثر، وهي آخذة في التناقص). 
2- المختلطة مع الحكومة.
3- الشركات بأنواعها (المساهمة - متعددة الجنسيات) وهي آخذة في الازدياد.

أولاً: عنوان الدراسة:
دراسة ميدانية لإدارة الوقت في القطاع الصناعي الخاص بالمملكة العربية السعودية.

ثانيًا: مشكلة الدراسة:

تقوم الدراسة على افتراض أن هناك مشكلة في مدى استثمار الوقت بفعالية لدى المدير السعودي في الأجهزة الحكومية، فهل هذه المشكلة موجودة أيضًا لدى المدير السعودي في القطاع الخاص الصناعي؟

ثالثًا: سبب اختيار الدراسة:
لقد تمَّت الدراسة على شريحة القطاع الصناعي بالمملكة العربية السعودية لما يتمتَّع به من الآتي:
1- لأن القطاع الصناعي الخاص قد ضمَّ جميع أشكال المشروعات الاقتصادية.
2- هناك تسارُع في معدَّلات نمو القطاع الخاص مقارنة بغيره من القطاعات الحكومية.

كما نلحظ أن الباحث قد جعل محلَّ الدراسة هي المملكة العربية السعودية، بالأخصِّ في مدينة الرياض؛ وذلك للاعتبارات التالية:
1- أن المملكة تعيش نهضة صناعية طموحًا وواعدة.
2- أن الصناعة أحد أهم موارد الدخل القومي في المملكة العربية السعودية.
3- التطور الملحوظ والسريع في قطاع الصناعة بالمملكة.
4- أن المملكة العربية السعودية بها قاعدة صناعية مهمة وهي مدينة الرياض؛ إذ يوجد بها مدينتان صناعيتان.

ولذلك كانت عيِّنة الدراسة هي مصانع المملكة العربية السعودية الموجودة في مدينة الرياض، وهي مبينة بالجدول التالي:

رابعًا: الدراسات السابقة:

بالنسبة للدراسات السابقة في هذا المضمار فأغلب الدراسات التي تناولت موضوع إدارة الوقت كانت قد تطرَّقت إلى مواضيع عِدَّة؛ منها: كيفية توزيع الوقت، وما هي أهم مضيعات الأوقات، وعن مدى نظرة المدير لوقته، وعلاقة إدارة الوقت بمجموعة من الخصائص والمتغيِّرات، مع تركيزها على المدير في الأجهزة الحكومية، لكنها لم تتطرق إلى حال المديرين في القطاع الخاص؛ وعليه تعتبر هذه الدراسة التي يقدمها الباحث ذات أهمية لكونها تُعنَى بشريحة المديرين في القطاع الخاص، وإن كانت تشترك مع الدراسات السابقة من حيث طبيعة المشكلة القائمة على أساس: ما مدى استثمار المدير لوقته في مجال عمله؟

وقبل البدء بعرض الدراسات السابقة نشير هنا إلى أن أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين هي البداية الأولى للاهتمام بمفهوم إدارة الوقت بصورة محتفية بالشمول، ويرجع ذلك إلى التطوُّرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتطوُّرات التقنية على وجه الخصوص، وارتفاع معدَّلات الاستثمار في المشروعات، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وفيما نقدِّم لك أخي القارئ موجز لتلك الدراسات مشفوعة بروَّادها وأهم النتائج والتوصيات التي نتجت عنها:
الدراسات في العالم الغربي:
الفترة الباحث- الكاتب ماذا قدم ملاحظات
1959م جيمس ماكي وضع كتابه "إدارة الوقت" ومن أهم عباراته: "إذا كنت تشعر بنقص في الوقت، فهذا دليل على أن مهاراتك ومعلوماتك الإدارية باتت غير صالحة للمستجدات". تعتبر أول محاولة بالشكل العلمي.
روز ماري ستيوارت دراسة أجرتها بعنوان "المديرون ووظائفهم" لمعرفة كيفية توزيع المدير البريطاني لوقته. أهم ما يبدد وقت الإداريين هو الاجتماعات المطولة والاتصالات الهاتفية.
بتير دراكر أشار إلى العوامل التي تؤدي إلى ضياع وقت المدير بشكل عام. ـــــــــ
ماكنزي - ريشارد قاما بوضع قائمة جمعا فيها أربعين من مضيعات الوقت الشائعة مصنفة حسب الوظائف الإدارية. ـــــــ
معهد هاملتون قام بإجراء مسح بعنوان "الرقابة على الوقت" تبيَّن فيه أن المقاطعات تحتلُّ المترتبة الأولى من مضيعات الوقت ثم الاجتماعات غير الفعَّالة والمكالمات الهاتفية والبحث عن المعلومات. أوصى بوجوب العمل على الحد من الوقت المهدر في الاجتماعات غير الفعالة.
هنري منتزبرج وضع كتابه "طبيعة العمل الإداري". ــــــــ
1962م جوزيف كوبر قدموا إسهامات جيدة في مجال دراسة الوقت. ـــــــــ
1972م روس وبير
1980م جاك فري

الدراسات في العالم العربي:
الفترة الباحث- الكاتب ماذا قدم ملاحظات
1980م فريد منى دراسة عن التنفيذيين العرب، أشار فيها إلى الضعف في إدارة الوقت واستخداماته لدى التنفيذيين العرب، وخاصة في دول الخليج العربي؛ حيث لا يعطون أهمية عالية للوقت عند ممارسة أعمالهم. أوضحت الدراسة أن هناك ضغوطًا تواجه هؤلاء المديرين، كما أرجعت ذلك إلى وجود عوامل.
1982م ربحي الحسن دراسة بعنوان "التخطيط الإداري والوقت"، عرض من خلالها أهمية الوقت في عملية التخطيط، وتوصَّل إلى أن إدارة الوقت بطريقة فعالة تخضع لوجود أهداف وأولويات وخطط يومية، وعدم وجود مواعيد محددة وزحمة الأعمال.
1995م محمد القريوتي دراسة بعنوان "إدارة الوقت" أوصى بضرورة قيام الإدارة باختصار بعض إجراءات الاتصالات من أجل الحفاظ على الوقت. هدفت الدراسة إلى تنمية إدراك المديرين عن أهمية الوقت وكيفية تنظيمه واستثماره.
نادر أبو شيخه - محمد القربوتي توصَّلا إلى وجود علاقة بين الخصائص الوظيفية للمدير الأردني ونظرته تجاه الوقت، فكلَّما ارتفع المستوى الوظيفي والفئة الوظيفية للموظف، كانت فلسفته ونظرته تجاه الوقت أكثر اقترابًا من النظرة العلمية الحديثة.
كما نفيَا وجود علاقة بين الخصائص الشخصية ونظرة المديرين تجاه الوقت وإدارته لوقت العمل الرسمي.
- الدافع للدراسة عدم وجود فلسفة واضحة لأهمية الوقت لدى المدير الأردني.
- إن إضاعة الوقت الناتج عن سوء إدارته تعدُّ أحد المشكلات التي تعاني منها الدول العربية والأردن على وجه الخصوص.

الدراسات في المملكة العربية السعودية (وقد تمَّت جميعها على مستوى الأجهزة الحكومية):
الفترة الباحث- الكاتب ماذا قدم
1980م محمد شاكر عصفور دراسة على عيِّنة الوزارات والمؤسسات الحكومية تدرس كيفية استخدام المدير لوقت العمل الرسمي، وكانت نتيجتها أن ما يقارب 50% من وقت الدوام الرسمي للموظف يصرف في إنجاز المعاملات اليومية الرسمية، وأن 12% تقريبًا تستهلك في الاجتماعات، 10% يذهب للأعمال المساعدة ذات علاقة بالعمل، 4% للتفكير والتخطيط للعمل.
1987م عبدالعزيز ملائكة دراسة للتعرف على مدى أهمية الوقت وقيمته والأسباب أو المؤثرات فيه، نتج عنها: 88% من المديرين السعوديين و100% من المديرين الغربيين العاملين بالمملكة يدركون أهمية الوقت، كما أثبتت وجود مجموعة من الأسباب تؤدي إلى عدم إدارة الوقت واستخدامه بشكل فعال، منها: (الزيارات المفاجئة - سياسة الباب المفتوح).
1990م محمد الغيث دراسة بعنوان "الإنتاجية في القطاع الحكومي" نتج عنها: 57% من العينة تعتبر أن الوقت المتاح لها غير كافٍ للوفاء باحتياجات العمل، كما قدَّمت الدراسة قائمة تمثِّل عشرة بنود مضيعة لوقت المدير.
1997م على القرني دراسة للتعرف على نظرة المدير السعودي للوقت من حيث أهميته وكميته، نتج عن الدارسة: عدم وجود تأثير للخصائص الوظيفية والشخصية على نظرة المدير للوقت، باستثناء وجود علاقة إيجابية بين مؤهل المدير ونظرته للوقت، كذلك وجود علاقة ارتباط بين الخصائص الوظيفية وقدرة المدير على إدارة وقته، ووجود علاقة ارتباط بين راتب المدير ومقدرته على إدارة وقته.

خامسًا: أسئلة الدارسة:
قام الباحث في دراسته على افتراض مجموعة من الأسئلة للإجابة عنها وكانت كالتالي:
1- ما هي نظرة المدير السعودي بالقطاع الصناعي الخاص لقيمة الوقت؟
2- ما هي أنواع مضيعات الوقت؟
3- ما مدى فعالية المدير السعودي في استخدامه واستثماره لوقت عمله؟
4- ما هي الأدوات والوسائل التي يعتمد عليها المدير السعودي في تنظيم وإدارة وقت عمله؟
5- هل توجد أيُّ علاقات ارتباط بين متغيرات قيمة الوقت من جهة نظر المدير السعودي بالقطاع الخاص وعدد من المتغيرات الشخصية والوظيفية؟

سادسًا: نتائج الدراسة:

توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج تم تقسيمها إلى قسمين:
أ- القسم النظري: بالنسبة لهذا القسم فقد اهتمَّ الباحث بإثبات مجموعة من الحقائق والنتائج فيما يخصُّ الجانب أو الرؤية الإسلامية للوقت بصفة عامة، ولإدارته بصفة خاصة، وكانت على النحو التالي:
1- اهتمَّ الإسلام بالوقت اهتمامًا بالغًا؛ باعتباره نعمة يجب استغلالها وعدم التفريط فيها، وهو ممَّا يُسأَل عنه العبد يوم القيامة. 
2- الإسلام يطالب المسلم بأن يكون سبَّاقًا للخير، مغتنمًا لعمره، مستغلاًّ لوقته. 
3- أن الوظائف الإدارية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة واتخاذ القرارات، قد سبق الإسلام النظريات الإدارية الحديثة في وضع اللبنة الأولى لها، وتأسيس فكرتها.
4- أن الحضارة الإسلامية ما قامت إلاَّ عندما عرف رجالها من السلف الصالح ومَن بعدهم قيمة الوقت، فاستثمروه أيَّما استثمار حتى ظهرت ثماره على واقعهم، وواقع أمتهم، والعالم أجمع.
5- أن هناك فروقًا جوهرية بين الإدارة الإسلامية والإدارة من منظور النظريات الإدارية الأخرى؛ إذ الإيمان بالله هو جوهر ولبّ الإدارة الإسلامية؛ فبه يعتبر العمل والقيام به وأداؤه وإتقانه أمانة، والتفريط والإهمال فيه خيانة، ومنه - أي: الإيمان - ينطلق مبدأ الرقابة الذاتية للإنسان النابعة من استشعاره مراقبة الله - تعالى - ومحاسبته له على عمله.

ب- القسم الميداني: بالنسبة لهذا القسم فقد كانت عبارة عن مجموعة من الإجابات لتلك الأسئلة التي وضعها الباحث مسبقًا عن المسح الميداني الذي أجراه على عينة الدراسة، وقد قارنها بالدراسات السابقة فكانت على النحو التالي:
س نتائج دراسة الباحث مقارنتها بالدراسات السابقة
1 ارتفاع قيمة الوقت من منظور المدير السعودي في القطاع الصناعي الخاص بمدينة الرياض بنسبة 85,8% من درجة المقياس؛ أي: إن هناك تزايدًا في قيمة الوقت من منظور المدير في القطاع الصناعي السعودي الخاص مقارنةً بالمدير في الأجهزة الحكومية. تتفق مع دراسة ملائكة (1991م) التي كانت نتيجتها 88% من المديرين السعوديين، 100% من المديرين الغربيين. كما تقترب من دراسة القرني (1997م) 70%، لكنها تختلف مع دراسة فريد منى(1980م)؛ وسبب ذلك هو الفارق الزمني للدراستين.
2 توصَّلت الدراسة إلى تقديم أربعة وعشرين بندًا من مضيِّعات الوقت للمدير السعودي في القطاع الخاص، موزَّعة على أربع مجموعات مبينة حسب أهميتها في جدول مضيعات الأوقات، وبهذا تعتبر قد اتسمت بالشمول. تختلف مع دارسة عصفور في جانب مضيعات الوقت ذات الأهمية الكبرى.
3 بينت الدراسة حرص المدير السعودي في القطاع الصناعي على إدارته لوقته بفعالية، وذلك من خلال قياس فعاليته في إدارة وقت عمله عبر نموذج تَمَّ وضعه نتج عنه عِدَّة من النتائج تؤيِّد ذلك، منها: اهتمامه بالتخطيط والتنظيم لعمله، وعدم إضاعته لوقته، وحسن إدارة الاجتماعات، واتخاذ القرارات السليمة، إلى غير ذلك. لا توجد دراسة اهتمَّت بهذا الجانب بشكلٍ مباشر، ولكن يمكن مقارنتها بدراسة الغيث (1990م) حول مجموعة من الأمور التي تؤدِّي إلى عدم كفاية وقت عمل المدير السعودي في القطاع الحكومي للوفاء باحتياجات العمل.
4 بيَّنت الدراسة وجود علاقة طردية ذات دلالة معنوية بين نظرة المدير السعودي لوقته، وبين كل من (عمر المدير - مؤهله العلمي- مدى اعتماده على وسائل تنظيم وإدارة الوقت).
كما بينت الدارسة كذلك وجود علاقة ارتباط ذات دلالة معنوية بين قيمة الوقت من وجهة نظر المدير السعودي وبين حالته الاجتماعية، وأدوات العمل من المفكرة اليدوية والمفكرة الإلكترونية، وإعداد قائمة الأعمال الأسبوعية المطلوبة وتوقيتها، كما بينت الدراسة عدم وجود علاقة ارتباط ذات دلالة معنوية بين قيمة الوقت من وجهة نظرة المدير السعودي، وبين (عدد من الخصائص الوظيفية - باقي الوسائل وبخاصة السكرتير).
ـــــــــ
5 بيَّنت الدراسة أهم الوسائل والأساليب التي تعتبر مهمَّة في نظر المدير السعودي لتنظيم وقته، فكانت مترتبة على حسب أهميتها كما في جدول ترتيب وسائل الوقت وأهميتها. ـــــــ

جدول يوضح مضيعات الأوقات حسب أهميتها
كما توصل إليها الباحث في دراسته:
مضيعات الأوقات ذات أهمية مرتفعة جدًّا
1 عدم وجود تنظيم جيد للعمل.
مضيعات الأوقات ذات أهمية مرتفعة 2 عدم حفظ الأوراق والملفات في أماكنها الملائمة.
11 تأمين احتياجات البيت أثناء الدوام. 3 عدم تحديد أهداف وأولويات للإنجاز.
12 تأجيل وتسويف الأمور. 4 الافتقار إلى التنسيق الفعال.
13 مغادرة العمل مبكرًا. 5 الزيارات المفاجئة دون مواعيد مسبقة.
مضيعات الأوقات ذات أهمية متوسطة 14 توصيل الأبناء أثناء الدوام. 6 عدم وجود اتصال واضح بين المدير ومرؤوسيه.
19 الاجتماعات المطولة. 15 عدم القيام بعملية التفويض للآخرين. 7 عدم التخطيط المسبق للعمل.
مضيعات الأوقات ذات أهمية منخفضة 20 المقاطعات الهاتفية. 16 قراءة الصحف والمجلات أثناء الدوام. 8 عدم تحديد مواعيد لإنجاز الأهداف.
23 استراحة شرب الشاي والقهوة. 21 كثرة الأعمال الورقية. 17 مراجعة المستشفى أثناء الدوام. 9 عدم توافر المعلومات الدقيقة.
24 الحرص على الاطلاع على التفاصيل كلها. 22 القيام بأعمال متعددة في وقت واحد. 18 الاهتمام بمسائل وإجراءات روتينية قليلة الأهمية. 10 التأخر صباحًا عن موعد العمل

سابعًا: توصيات الدراسة:
يوصِي الباحث استنادًا إلى النتائج التي توصَّل إليها إلى الآتي:
1- أن الإسلام منهج حياة يحمل في ثناياه سعادة البشرية فرضًا عن سعادة المسلم، ولكن ذلك مرهون بمدى التمسُّك والالتزام بأحكامه وتعاليمه المستمدَّة من نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح؛ وعليه يجب توسيع دائرة فهم دلالات الإسلام لتشمل كافة مجالات الحياة.
2- إقامة الدورات والندوات التي تهدف إلى توعية المدير المسلم بأهمية وقته.
3- إقامة الدراسات وورش العمل التي تثري موضوع أو مفهوم إدارة الوقت باعتباره موردًا أساسيًّا من موارد الإنتاج؛ حتى يعود علينا بالنفع، لا سيَّما مع مواكبة التطورات المتسارعة في عصر التقنية الحديثة.
4- أن الدراسة قد قامت باستقصاء وتتبُّع مجموعة لا بأس بها من مضيعات الوقت؛ وعليه فيجب على المدير أن يحدَّ من ممارسة تلك السلوكيات والعادات استشعارًا منه بأهمية الوقت.
5- مراعاة مجموعة من الجوانب عند اختيار المديرين؛ وذلك لوجود علاقات ارتباط بينها وبين نظرة المدير تجاه الوقت، ومن ثَمَّ فعاليته، وهذه الجوانب هي: عمر المدير، ومؤهِّله العلمي.
6- إعداد وتصميم برامج تدريبية للمديرين تهدف بالدرجة الأولى إلى إمداد المديرين بمهارات إدارة الوقت، وفعالية استثماره، وبعض الوظائف الإدارية كالتخطيط والتنظيم؛ لمواجهة نقاط الضعف في إدارة الوقت.
7- هناك وسائل لها دور في تنظيم وإدارة وقت عمل المدير السعودي يجب أن يحرص عليها وزيادة فعاليتها مثل السكرتير، الإنترنت، المفكِّرة الإلكترونية، البريد الإلكتروني، وغيرها.
8- إن كانت هذه الدراسة قد أعطتْ بعض النتائج وبيَّنت بعض الحقائق عن إدارة الوقت، إلاَّ أنها اقتصرت على بعض الحالات والعيِّنات، وعليه فيهيب الباحث بمزيدٍ من الدراسات التي تشمل بعض المتغيِّرات البيئية وتأثيرها على إدارة الوقت: كما يُوصِي بتوسيع عيِّنة الدارسة لتشمل مناطق أخرى في المملكة العربية السعودية غير مدينة الرياض.

أخيرًا:
هكذا نرى أن الباحث قد قدَّم دراسة شملت مواطن كثيرة جديرة بأن تكون محلَّ دراسة وعناية؛ حتى تؤتي ثمارها اليانعة على المدير السعودي، ومنه على بقية أفراد المجتمع السعودي ككلٍّ، ممَّا يُسهِم في زيادة عجلة التنمية بكافَّة صورها ومجالاتها، وبالتالي الرقي والتقدُّم، وبناء نهضة حضارية تشمل جميع مناحي الحياة؛ فلن يصلح آخر هذه الأمة إلى بما صلح به أولها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (ملخص أول)
  • حوافز اغتنام الأوقات
  • أهمية إدارة الوقت في الإسلام
  • علاقة الظل بالوقت

مختارات من الشبكة

  • إدارة الذات للوقت: مقترح عملي في الإدارة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إدارة الوقت أم إدارة الذات؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري(كتاب ناطق - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري(كتاب - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (الكتاب الناطق)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إصدارات دار الألوكة للنشر (الإدارية)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • تطبيقات الإدارة الإلكترونية في الإدارة المدرسية ومتطلبات تطويرها من وجهة نظر مديري المدارس الثانوية بمدينة الرياض(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري (PDF)(كتاب - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • اتجاهات مسؤولي مؤسسات التعليم العالي نحو تطبيق ثقافة إدارة الأعمال في إدارة جامعة أمِّ القرى(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ماجستير إدارة أعمال(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
16- شكرا
اسراء محمد فاروق - القاهرة 29-01-2014 06:12 PM

شكرا جدا على هذه المعلومات

15- جعله الله فى ميزان حسناتكم
د. أمين صالح الحسن محمد - sudan 09-07-2013 02:35 PM

لا اخفى عليكم سراً ، حالياً أقوم بإعداد ورقة علمية من منظور إسلامي .
كانت استفادتى القصوى من كتابكم الشيق .
دعواتى لكم بمزيد من النجاحات ، سوف أكون عضواً متشرفاً بكم وأمدكم بمشاركاتى ، إن شاء الله

14- شكروتقدير
يوسف محمد طاهر - السودان 21-02-2013 09:05 PM

وجدت متـأخراً المعلومات المضافة يعتبر إضافة حقيقية لحقل العلم المعرفة و جزاك الله خيراً ودمت لنا منهلا من مناهل العلم و المعرفة وأطال الله عمر وأنار طريقك
والسلام عليكم

13- أكثر من رائع
محمد جارالله - مصر 22-01-2013 01:04 AM

إن تعلم الاستفادة من كل دقيقة فى حياتنا من خلال تحديد وتنظيم الوقت هو بمثابة الأمن والأمان ليس فى حياتنا الدنيا فقط، بل في الآخرة أيضا. بحسب حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): " لاتزل قدم ابن آدم يوم القيامة إلا ويُسأل عن أربع....".

12- إدارة الوقت من المنظور الإسلامى والإداري
محمد أحمد يوسف عبدالرحيم - السودان 30-12-2012 09:20 AM

أولاً الشكر لله ثم للدكتور والباحث خالد بن عبدالرحمن الجريسي الذي تناول موضوعاً نحن أولى بالاهتمام والتطبيق له كيف لا وأن المجتمع الغربى (غير المسلم) استفاد من هذه االمبادئ الإسلامية المحضة وهو نفسه الذي يؤرقني في السودان الذي أصبح مضرب المثل فى إضاعة الوقت السبب الذى أقعدنا 57 عاماً منذ الاستقلال، والشكر كذلك لموقع الألوكة الذى أولى مثل هذه المواضيع اهتماماً خاصاً.

11- منبع علوم الإسلامية والادارية
يوسف محمد طاهر إبراهيم - السودان 28-04-2012 11:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة السلام على رسول الله الامين
يسرنى أن اتقدم بأجمل آيات الشكر والتقدير على القائمين بأمر هذا الموقع لخدماتهم الجليلة للباحثين عن البيانات والمعلومات اللازمة التى تساعد الباحثين وتوفر لهم الوقت والجهد
ولكم جميعاً الشكر والتقدير.

10- شكر
حمادة احمد سعفان - مصر 20-03-2012 08:27 PM

جزاك الله خيرا
العلم هو الحياة كذا الوقت
كما قال الله تعالى (والفجر) و (العصر) و (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) الخ كل هذا لبيان أهميه الوقت في حياة المسلمين والله أعلم

9- أكثر من رائع
أبو عبد اللاه طه الوشلي - اليمن 13-03-2012 12:28 PM

اختيار موفق ،،، وتلخيص مسدد ،، وعمل تنال بركته إن شاء الله في الدنيا والآخرة،،، بارك الله فيك

8- شكرا
benglia - france 17-10-2011 11:41 AM

شكر جزيلا قد تطرقت إلى موضوع مهم

7- موضوع
hebaabdi - السودان 26-09-2011 10:46 AM

السلام عليكم ورحمة الله . أعجبني الموضوع لكن ينقصه بعض الأشياء مثل المؤثرات الفردية على إدارة الوقت فإني في أشد الحاجة إليها إذا أمكن تنزيلها أو إضافتها للموضوع وجزاكم الله خيرا

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب