• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (ملخص أول)

مصطفى قاسم عباس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2012 ميلادي - 20/7/1433 هجري

الزيارات: 132803

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص كتاب

إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري

د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فكلنا نعلم أن من أعظم نِعَم الله - عزَّ وجلَّ - علينا نعمةَ الوقت، فالوقتُ هو أعظم ثروة في حياة الإنسان، وهو من أنفس الأمور التي يجب علينا المحافظةُ عليها، ورحم الله مَن قال:

وفعلاً كما قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في الحديث الذي رواه البخاري: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ)).

وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ        وَأَرَاهُ  أَسْهَلَ  مَا  عَلَيْكَ  يَضِيعُ

 

وعندما قالوا: "الوقت كالسيف إن لم تقطعْه قطعك"، ما قالوا ذلك إلا عن تجربة ووعي عميق بقيمة هذه النعمة العظيمة، وما أقسم الله في كتابه بالليل والنهار والعصر والفجر والضحى، إلاَّ لتنبيهنا على أهمية الوقت في حياة المسلم.

كما أن الوقتَ هو النعمة العظمى التي ساوَى الله بين عباده فيها، فالوقتُ للجميع بدرجة واحدة، ولكن الناسَ يختلفون في استثماره وإدارته.

في هذه الدنيا بعض الناس يبحثون عن الفراغ ولا يجدونه لكثرة أعمالهم، وبعض الناس يجدون الفراغ بين يديهم ولكنهم لا يعرفون إدارة أوقاتهم.

فكيف يستغلُّ الإنسانُ وقتَه وينظِّمه، ويطبِّق عليه التطبيقاتِ الإدارية؟

وكيف يستطيعُ المسلم أن يمارسَ الإدارة الجيدة في جميع شؤون حياته الدينية والدنيوية؟

وهل يمكن عزلُ الوقت عن حياة الإنسان الشخصية والعملية؟

ما هو تعريف الوقت؟ وما أهميَّته في القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة؟ وكيف يُدِير الإنسانُ وقته في ضوء القرآن الكريمِ والسنَّة النبوية وأقوال السلف؟

ما هي الواجبات الملقاة على عاتق المدير المسلم، وما مسؤولية المسلم عن الوقت؟

ما هي الأدواتُ والوسائل المستخدَمة في تنظيم إدارة الوقت؟ وما هي أبرز المناهج المستخدَمَة للإدارة الفعَّالة للوقت من خلال التطوُّر التاريخي؟ وما هو المنهجُ الجديد في إدارة الوقت بفعالية؟

ما هي الناحيةُ التطبيقية لإدارة الوقت في العالم العربي بعامة، وفي المملكة العربية السعودية بخاصَّة؟

هذه الأسئلة وغيرُها من الأسئلة المشابهة يجيبنا عنها فضيلةُ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي - حفظه الله تعالى - في كتابه القيِّم: "إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري".

هذا الكتاب النفيس في مادَّته وموضوعه، والمنطقيُّ في صياغته وطريقة عرضه، ونحن في أشد الحاجة إليه في وقتنا المعاصر، فهو كتاب ديني تربوي، إداري تطويري، بأسلوب ينسجم وثقافةَ المؤمن المعاصر، ويشحذ به الهمَّة، ويساعده على استثمار حياته في ما فيه الخير العميم، والفائدة والمنفعة للجميع، ويستطيع الفرد أن يُدِير حياتَه إدارةً فعَّالة فاعِلة، خاصَّة أن إدارة الوقت في زماننا المعاصر تعتبر واحدةً من أهم موضوعات علم الإدارة الحديث.

وسنقوم بدراسةٍ مُوجَزة عن هذا الكتاب، نستخلص منها شهْده، ونصفِّي فيها عسلَه، حتى يكون الكتاب مادَّة موجزةً مختصرة بين يدي القارئ الكريم، نسير فيها مع الكتاب خطوة بخطوة، من غير إخلال ولا إملال.

بدايةً، المؤلف الدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي - حفظه الله تعالى - لم ينسَ والديه الكريمين، فهو بارٌّ بهما أشدَّ البر، وأهدى هذا الكتابَ إلى والديه؛ لافتًا نظرنا إلى ضرورة أن نعرف لكلِّ إنسان فضلَه، وأن نقابلَ الإحسان بالإحسان.

يهدي الكتابَ لوالديه بلهجة الولد البارِّ المتواضع، ولجمال الإهداء رأيتُ ألاَّ أغيرَ فيه أيَّ كلمةٍ، وأن أنقلَه للقارئ الكريم كما كتبه فضيلة الدكتور:

"يشرفني أن أضع هذا الجهدَ المتواضعَ بين يدي والديَّ الكريمين، وقد أهديا إليَّ من قبل كلَّ عناية، وأسديَا إليَّ كلَّ تشجيع، وما عملي هذا إلا قطافٌ من فيض أيديهما، اللهم اجزهما عنِّي كلَّ خير، وارزقهما طول عمرٍ في حسن عمل، ووافر نعمة وعافية".

بعد الإهداء وضَع المؤلف مقدمةً للكتاب، ذكر فيها أن الكفاءة والفاعلية مطلبان رئيسان في الإدارة، وهما من تعاليم الدين الإسلامي، فتعاليم الدين الإسلامي تحثُّ المؤمن على أن يكون قويًّا فعَّالاً وفاعلاً، وأن يتحلَّى بالصفات الحميدة، وأن يعطيَ كلَّ ذي حق حقَّه.

ثم تحدَّث فيها عن منهجه في الكتاب، حيث قسَّم الكتاب إلى ستَّة فصول، والفصولَ إلى أبحاث، متَّبعًا منهج البحث العلمي الموثق، وفق قاعدة: (إن كنت ناقلاً فالصحَّة، أو مدَّعيًا فالدليل)، وقد أتى بالمحتويات بعد المقدمة مباشرةً ليسير الإنسان مع الكتاب على بصيرة ونور، مطلعًا على العناوين الرئيسة للفصول والأبحاث قبل أن يخوض غمارها، ويستخرج دُررها.

وستكون لنا وقفةٌ - إن شاء الله - مع كلِّ فصل بأبحاثه، وأهم ما جاء فيه.

الفصل الأول

الوقت وأهميته في الإسلام والإدارة

وهذا الفصل من صفحة 13 إلى صفحة 42، بدأه بتمهيدٍ تحدث فيه عن مبادئ ظهور علم الإدارة عند الغرب، وكيف تناسَوا أن تراثنا الإسلاميَّ غنيٌّ بهذه المبادئ والأسس المفيدة التي يمكن تأصيلُها في مجال علم الإدارة، ذاكرًا حديث النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الذي رواه الترمذي وغيره: ((لا تزول قدمَا ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأَل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم))، والحديث الآخَر الذي رواه الحاكم: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحَّتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)).

وذكَر أن الوقت أمانةٌ عند المسلم، وعليه ألا يفرِّط فيه؛ كما قال - تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].

والوقت من أهمِّ عناصر الإنتاج، والله - تعالى - هو الذي يقدِّر الليل والنهار.

بعد التمهيد قسَّم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الوقت وتحديد مفهومه:

فالوقتُ يُعَدُّ من أكثر المفاهيم صلابةً ومرونة في آنٍ معًا، فكل فرد يستخدم عباراتٍ تختلف عن الآخر عندما تتحدَّد علاقته بالوقت، فالوقت كالسيد واللغز، والعبدِ المملوك والحكم والقوة المحايدة... فاختلاف الرؤية للوقت هي التي تحدِّد أسلوب التعامل معه، فاستخدام الوقت هو الذي يبيِّن الفرقَ بين الإنجاز والإخفاق.

ومن الصعب تعريف الوقت بتعريف محدَّد ودقيق، إلاَّ أن تعريفه في "القاموس": "الفترة التي تُستغرق في أداء تصرُّفٍ أو عملية ما".

ولتيسير الأمور قام المؤلف بوضع خصائص للوقت، وتقسيمه إلى عدَّة أقسام:

فمن خصائص الوقت: أنه يمرُّ بسرعة محدَّدة وثابتة، ويسير إلى الأمام بشكلٍ متتابع، ولا يمكن إيقافُه، وهو ملك للجميع، فالبعض يوظِّفه بشكل جيد، والبعض يهدره ويضيعه، كما أن الوقتَ سريعُ الانقضاء، ولا يُباع ولا يُشترى بل يُستثمر، والوقت يتخلَّل كلَّ جزء من أجزاء العملية الإدارية، والذي لا يستطيع إدارة ذاته لا يستطيع إدارة وقتِ الآخرين.

والحلُّ الوحيد لاستخدام الوقت يكمُن في الاستخدام الأفضل للوقت المتاح.

أنواعُ الوقت:

قسَّمه المؤلف إلى أربعة أنواع:

1- الوقت الإبداعي:

وذلك عندما يُصرَف في عمليات التفكير والتحليل والتخطيط المستقبلي، وتنظيمِ العمل وتقويم مستوى الإنجاز الذي تَمَّ فيه، ومعالجة المشكلات الإدارية بأسلوب علمي منطقي.

2- الوقت التحضيري:

وهو الفترة الزمنية التحضيرية التي تسبق عملية البدء بالعمل.

3- الوقت الإنتاجي:

وهو المُدَّة الزمنية التي تُستغرَق في تنفيذ العمل الذي تَمَّ التخطيط له في الوقت الإبداعي، وكذلك التحضير له في الوقت التحضيري، وكلَّما كان الوقت يخصص لتنفيذ أعمال روتينية، كان الوقت المخصَّص للإبداع أو التحضيرِ قليلاً.

وقسم الوقتَ الإنتاجي إلى قسمين:

أ- وقت الإنتاج العادي (المنظم أو غير الطارئ).

ب- وقت الإنتاج غير العادي (المنظم أو غير الطارئ).

ولكي ينجحَ الإداري؛ فإن عليه أن يخصِّص جزءًا من وقته للإنتاج العادي؛ لمواجهة تأثير الإنتاج غير العادي.

4- الوقت العام أو غير المباشر:

وهو الوقت الذي يمارس فيه الإداري أنشطةً فرعية عامَّة، لها تأثيرُها الواضح على مستقبل المنظمة، وعلى علاقتها داخل بيئتها أو المجتمع؛ كتلبية الدعوات، وحضور الندوات.

المبحث الثاني: أهمية الوقت في القرآن الكريم:

أكَّد القرآن الكريم على أهمية الوقت في سياقات متعدِّدة، وألفاظ الوقت في القرآن بعضُها له علاقة بالعمل، وبعضُها بالإدارة، وبعضها بعلاقة الإنسان بربِّه، ويمكن تلمُّس ذلك من خلال عِدَّة أمور:

أولاً: الوقت من أصول النِّعَم: فنِعَم الله لا تُحصَى، والوقت عمر الحياة، والآيات التي ترشد إلى قيمة الزمن كثيرة؛ منها قوله - تعالى -: {وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار} [إبراهيم33- 34].

وقوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62].

والله - تعالى - مالكُ الزمان والمكان.

ثانيًا: الإقسام بالوقت: فقد أقسم الله بالعصر والليل والفجر والضحى... وإذا أقسم الله بشيءٍ من خلقه، فذلك ليلفت انتباههم إليه، وأنه ذو شأنٍ ومنفعة.

ثالثًا: ارتباط الوقت بالغاية من الخلق: فالله خلقنا للعبادة، وجعلنا خلائفَ في الأرض كما قال في كتابه العزيز، والعباداتُ لها مواقيت محددة وعلى رأسها الصلاة التي قال الله فيها: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103]، وكذلك الزكاة والحج والأذكار والنوافل؛ قال - تعالى -: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17]، وغيرها من الآيات الكثير.

رابعًا: الوقت وتعاقب الأهِلَّة: فالأهلة مواقيتُ للناس والحج، والإنسان يعلم بتعاقب الليل والنهار دخول السنين وانقضاءها؛ كما قال - تعالى -: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً} [الإسراء: 12].

المبحث الثالث: أهمية الوقت في السنَّة المطهَّرة:

نُقِل عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الكثيرُ من الأقوال والأفعال التي تتحدث عن الوقت، وذلك وفق المحاور التالية:

أولاً: الوقت نعمةٌ عظيمة: فالنبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال كما روى البخاري: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))، فالإنسان عليه أن يحسن استغلال وقته وصحته.

ثانيًا: الوقت مسؤولية كبرى: فوقت المسلم أمانة وهو مسؤول عنه يوم القيامة؛ كما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره: ((لا تزول قدمَا ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟)).

ثالثًا: الوقت وعاء العبادة: فالعبادات كلُّها محدَّدة بأوقات معيَّنة لا يصحُّ تأخيرُها عنها، فالصلاة لوقتها، ونصوم لرؤية الهلال ونفطر لرؤيته.

رابعًا: الوقت في أفعال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: فالنبي - عليه الصلاة والسلام - أشدُّ الناس حفاظًا على وقته، ووقته جزءٌ لله وجزءٌ لأهله وجزء لنفسه، وكان يملأ وقته دائمًا بالعبادة، فكان عبدًا شكورًا.

خامسًا: تقسيم الوقت وتنظيمه: فتنظيم الوقت وتقسيمه يساعد في الحفاظ عليه، وحث النبيُّ على ذلك كما في الحديث الذي يرويه عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال لي النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار))، قلت: إني أفعل ذلك، قال: ((فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك، وإن لنفسك حقًّا، ولأهلك حقًّا، فصم وأفطر، وقُم ونَم))؛ رواه البخاري.

ومن تنظيم الوقت أن يخصِّص الإنسانُ جزءًا للراحة والترويح عن النفس، فإن النفس البشرية ملولٌ، وهمَّة الإنسان بين العلوِّ وبين الفتور، فالمباح يشحذ الهمَّة للنشاط في العبادة من جديد.

سادسًا: الحث على اغتنام الوقت، والتحذير من إضاعته: واستشهد المؤلف على هذا الكلام بحديث النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الذي رواه الحاكم: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتَك قبل موتك))، فهي فعلاً نصائح ثمينة، كما حثَّ النبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - على المسارعة في فعل الخيرات قبل أن تعوق الإنسانَ بعضُ العوائق التي تمنعه منها؛ فعن أبى هريرة أن رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنظرون إلا فقرًا منسيًا، أو غنًى مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال فشر غائب يُنتَظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمرُّ))؛ رواه الترمذي.

كما كان - عليه الصلاة والسلام - يحثُّ على التبكير في الأعمال، فالله بارَك لأمَّته في بكورها، فالغدوُّ بركة ونجاح.

وختم المؤلف هذا الفصل بذكر الهوامش، وهذا شأنه في الكتاب كله، يذكر الهوامش في نهاية الفصل، ولعلَّه أراد من ذلك ألاَّ يقطع سلسلة أفكار القارئ الكريم، الذي قد يتشتَّت بين الورقة والحاشية، لذلك جمعها له في نهاية كل فصل.

الفصل الثاني

الوقت في الفكر الإداري

وهذا الفصل من ص43 إلى ص68، وبدأه بقوله: "يختلف مفهوم الوقت لدى الأفراد، وذلك باختلاف دوافعهم واحتياجاتهم وطبيعة وظائفهم، وهو يختلف أيضًا من ثقافة لأخرى...".

ثم قسم هذا الفصلَ إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الإدارة وإدارة الوقت: ولقد قسم أيضًا هذا المبحثَ إلى محورين:

الأول: الإدارة وتحديد مفهومها:

فتعاريف الإدارة كثيرة ومتنوِّعة، والأسباب التي أدَّت إلى عدم اتِّفاق الباحثين على تحديد تعريفٍ للإدارة يتلخَّص في ثلاثة أسباب:

1- الإدارة علم حديث نسبيًّا، مع أنها عُرفت ممارسةً منذ قديم الزمان.

2- الإدارة تشمل مختلف مجالات الحياة، وهذا الشمول والتنوُّع إلى جانب حداثة علم الإدارة أدَّى إلى تأخُّر الوصول إلى تعريفٍ شاملٍ لها.

3- الإدارةُ تُصَنَّف ضمن العلوم الإنسانية لا العلوم الطبيعية، وهي تدرس الشخصيةَ الإنسانيةَ وسلوكياتها التي تتَّصف بالحركة المستمرَّة وعدم الثبات، وهذا أدَّى بدوره إلى اختلاف تفسير الشخصية الإنسانية وسلوكها ودافعيتها من مفكرٍ لآخر.

ثم ذكر المؤلف مجموعة مستقاةً من تعريفات روَّاد الفكر الإداري للإحاطة بمضمونها، وخلص إلى أن الإدارة بمفهومها الحديث يتعيَّن النظرُ إليها باعتبارها وحدةً متكاملةً شاملة تضمُّ عناصرُها مختلفَ المداخل الفكرية، فالإدارة هي عملٌ ووقتٌ يقترن أحدُهما بالآخر.

الثاني: إدارة الوقت وتحديد مفهومها:

وكذلك في مجال الإدارة الذي تُعنَى به هذه الدراسةُ، يُعَدُّ الوقت من أكثر المصطلحات صعوبةً عند محاولة تحديده.

وينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار وقتَ المديرين الأكفاء، فعنصر الوقت هو العنصر الوحيد الموزَّع بعدالة بين البشر، ولكن السؤال: مَن يستثمر هذا العنصر؟ وكيف؟ فالوقت يُعَدُّ من أكثر العناصر هدرًا، وأقلها استثمارًا، ثم ذكر المؤلف عِدَّة تعريفات لإدارة الوقت، وخلص إلى أن مفهوم إدارة الوقت يُعَدُّ من المفاهيم المتكاملة والشاملة لأيِّ زمان أو مكان أو إنسان، كما ارتبط مفهوم الوقت بشكلٍ كبير بالعمل الإداري بهدف تحقيق فعالية مرتفعة في استثمار الوقت المتاح للوصول إلى الأهداف المرجوَّة.

المبحث الثاني: الوقت في النظريات الإدارية:

ظهرت في أوائل هذا القرن نظريات كثيرة في الإدارة، وجذورها ترجع إلى فريدريك تايلر، مؤسِّس الإدارة العلمية، وقد أسهم تايلر إسهامًا كبيرًا في زيادة فعالية إنتاج الأنشطة الإنتاجية بطريقة مُثلَى، كما سعى هنري جانت إلى تحديد الأجر اليومي بشكل ثابت، وتابَع فرانك جلبرث وزوجته ليليان دراسة الحركة والزمن بشكل أكثر تفصيلاً، ونشر هارنجتون إيمرسون كثيرًا من المبادئ، منها:

المُثُل أو الأهداف، حسن الإدراك، الإرسال، التنميط، كما اهتمَّ هنري فايول برفع مستوى الأداء للمنظمة بوجه شامل.

ومن الملاحَظ أن محاولات تايلر وأتباعه لم تعبِّر عن المفهوم الحديث لإدارة الوقت، فهدفها الرئيس زيادة الإنتاج، ومن ثَمَّ الأرباح.

ثم جاءت نظرية العلاقات الإنسانية بعد حركة الإدارة العلمية في النظرية الكلاسيكية، وألَحَّت على بناء المنظمة من الوجهة الاجتماعية والإنسانية، وأعطت الأولوية لجماعات العمل غير الرسمية، وباختصارٍ فقد ألَحَّت هذه النظرية على الدوافع الاجتماعية، واهتمَّت بالوقت بشكلٍ ملحوظ، وأكَّد إلتون مايو رائد هذه المدرسة على أهمية الاعتناء بالعامل الإنساني، واختيار فترات الراحة المناسبة.

ثم جاءتْ بعدها النظرية الحديثة للتنظيم التي استفادت من النظريات السابقة وأضافت عليها، وهي نظرية اتخاذ القرارات التي استعانتْ بالوقت في حلِّ مشكلات الإنتاج والتخطيط، كما اعتمدت النظرية البيولوجية على الوقت، وشبهت المنظمة بالكائن الحي؛ أي: تُولَد، ثم تنمو، ثم تتهاوى، ثم تموت.

ونلاحظ ممَّا سبق أن كل هذه النظريات تهتمُّ بالوقت اهتمامًا بالغًا وتعتمد عليه، فكل عمل إداري يحتاج إلى وقت، وعلى المدير أن يعمل على استثماره بكفاءة عالية.

المبحث الثالث: إدارة الوقت داخل العملية الإدارية:

كل عمل إداري يحتاج إلى وقت، وإذا لم نتمكَّن من استثمار الوقت كله، فعلينا أن نستثمر أكبر قدرٍ منه بشكل فعلي فعَّال مثمر.

ناقَش المؤلف - حفظه الله - هذه القضية من خلال خمسة محاور كالتالي:

1- التخطيط والوقت: فالوقت يرافق التخطيط في جميع عملياته، وإعداد الخطة الإدارية يتطلَّب توزيع الوقت عليها بشكلٍ يتناسب مع المراحل المحدودة، ومن مقوِّمات الخطة الناجحة أن تكون محدَّدة بفترة زمنية معيَّنة، وهدف معيَّن، والتخطيط وإن كان يستغرق وقتًا طويلاً في بداية الأمر إلا أنه يعوِّض ذلك الوقت مضاعفًا فيما بعد.

وأوَّل شيء يقوم به المدير الناجح توضيح الأهداف وترتيبها، ويكون هذا التحديد عادة بشكل هرمي، حيث بيَّن في الشكل أن هرمية الأهداف تكون كالنحو التالي:

الأهداف الإستراتيجية

الأهداف السنوية

الأهداف الشهرية

الأهداف الأسبوعية

الأهداف اليومية

فالجدول الزمني يساعد كثيرًا في قياس مدى الكفاءة والفعالية في تحقيق الأهداف.

2- التنظيم والوقت: فالتنظيم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإدارة الجيِّدة للوقت، فهو يقلِّص الزمن المطلوب للإنتاج، ويرتبط موضوع الوقت بالتنظيم الإداري من عِدَّة نواحٍ، منها:

تحديد مهمَّات العاملين واختصاصاتهم، تقسيم العمل بينهم بشكل موضوعي وعادل، تجديد وتبسيط إجراءات العمل المتبعة، بالإضافة إلى توافر البيئة التنظيمية المادية والاجتماعية، وتطبيق مبدأ الإدارة بالاستثناء والاتجاه نحو تفويض السلطة، فالإدارتان العليا والوسطى تتوصَّلان إلى قرارات تقوم المستويات الإدارية المباشرة بتنفيذها، وتأخذ منهما المعلومات الخاصة بالتنفيذ.

3- التوجيه والوقت: فالتوجيه هو الذي يستغرق جزءًا كبيرًا من الوقت الإداري بشكل عام، فالموجِّه يقوم بإرشاد العاملين إلى كيفية تأدية وتنفيذ العمل، بجانب الاتصالات بمختلف أشكالها: الشفهية والكتابية والتقنية، وإطالة زمن التوجيهات تجعل العاملين في ملل، ولن تتحقَّق الفائدة من الوقت في أثناء التوجيه إلا بتوفر قواعد ثابتة وسليمة للبيئة المادية الاجتماعية الموجودة في المنظمة، ويمكن للإداري الاعتماد بشكلٍ كبير على الاتِّصالات الشفهية بهدف تقليل الوقت اللازم لكتابة الخطابات وطبعها.

وكل ما ذُكِر من شأنه أن يزيد من فاعلية الاتِّصال، واستغلال الوقت بشكل فعَّال.

4- الرقابة والوقت: فالرقابة تُلازِم عملية التخطيط وتعتمد عليها، وتظهر أهمية الوقت في الرقابة لدى الكشف عن أخطاء، أو منع حدوثها في الوقت المناسب، وكلَّما كانت الرقابة نابعة من الذات كانت محافظة على الزمن، ومعتمدة على الثقة والحرص في تحقيق الأهداف.

5- اتخاذ القرارات والوقت: كل عملية لاتخاذ قرارات تحتاج إلى وقت محدَّد، ونوعية المشكلات وظروفها لها تأثيرها على الوقت المحدَّد في اتِّخاذ القرار، وقد اهتمَّت الإدارة الحديثة بالأسلوب العلمي في اتخاذ القرارات المتمثل في تشخيص المشكلة وتحديدها، ووضع المقترحات المناسبة لحلها وتقويمها وتنفيذ المناسب منها، واهتمام الإداري بكل الوسائل والطرق المتاحة في اتخاذ القرارات له أثر كبير في زيادة فاعلية اتخاذ تلك القرارات، وتوفير الجهد والوقت والتكاليف.

الفصل الثالث

إدارة الوقت من منظور إسلامي

وهو من ص69 إلى ص102، وقد قسَّم المؤلف هذا الفصل إلى مبحثين:

المبحث الأول: إدارة الوقت في القرآن الكريم: فالقرآن الكريم تطرَّق في كثيرٍ من آياته لوظائف الإدارة وأشار إليها، ويمكن تناول ذلك من خلال عِدَّة محاور:

أولاً: التخطيط: ففي سورة يوسف عرض القرآن الكريم لأنموذج بشري في التخطيط؛ حيث رسم يوسف - عليه السلام - خطَّة السنوات المقبلة، وهذا من باب الأخذ بالأسباب؛ كما قال - تعالى -: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ * قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ * وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ * قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاَ مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 43- 49].

يتَّضح من الآيات أن يوسف - عليه السلام - قام بموازنة، وهذه الموازنة تعتمد على عِدَّة أركان تتَّضح فيما يأتي:

1- الموازنة بين الإنتاج الزراعي والاستهلاك.

2- تَمَّ إعداد خطتين سبعيتين للدولة.

3- هذه الموازنة كانت طويلة الأجل؛ أربعة عشر عامًا.

4- استخدام الموازنة باعتبارها أداة رقابية لضمان تنفيذ الخطة بدقَّة.

ثم خلص المؤلف بعد استعراض تعريفين للتخطيط من المنظور الإسلامي إلى أن التخطيط: "إعمال الفكر في رسم أهداف مشروعة، مع تحديد الوسائل المتاحة وفق الموارد المباحة شرعًا، وبذل الطاقات في استثمارها؛ لتحقيق الأهداف في أقل وقت ممكن، مع تعليق النتائج بقضاء الله وقدره"، فيكون هذا التعريف شاملاً لجميع مراحل العملية التخطيطية.

وأهم عناصر التخطيط الإسلامي من خلال استعراض بعض الآيات القرآنية تتمثَّل فيما يلي:

1- تحقيق الأهداف: فهو من أبرز سمات التخطيط التي دعا إليها القرآن الكريم؛ كما قال - تعالى -: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك: 22]، فالمؤمن يمشي إلى هدف وغاية.

2- تحديد الأولويات؛ أي: ترتيب الأهداف الأهم فالأهم، فحين أمَر الله نبيَّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بالدعوة في قوله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 1- 2]، فإنه حدَّد له أولوية دعوة الأقربين من عشيرته بقوله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، وأمَر الله المسلم أن يبدأ بنفسه ثم بأهله فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6].

3- استثمار جميع الموارد المتاحة: كما قال - تعالى -: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 32- 34].

فهذه الموارد التي ذكرت يتبوَّأ الوقت المنزلة الأهم بينها، حيث سخَّره الله لنفع الإنسان.

4- بذل الأسباب والوسائل المشروعة: فتحقيق الأهداف لا يكون إلا ببذل الأسباب؛ وفي ذلك يقول - تعالى -: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، وعلى المسلم أن يتحرَّى في مشروعية الوسائل التي يستخدمها، فالغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة.

5- تعليق النتائج بمشيئة الله - تعالى -: فالتوكل على الله يكون بعد الأخذ بالأسباب، والنتائج تكون متعلقة بمشيئة الله - تعالى - قال - تعالى -: {وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23- 24]، وهذا الخطاب للنبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وأمَّته.

ثانيا: التنظيم: فهو أهمُّ مقومات نجاح العمل الإداري، وخصائص التنظيم في القرآن الكريم تتمثَّل في عِدَّة محاور:

1- التنظيم الهرمي للوظائف: فكلُّ وظيفة فيها رئيس ومرؤوس، ويرجع ذلك إلى تفاوت الاختصاصات والخبرات والقدرات، ويشير القرآن الكريم إلى هذا التفاوت بقوله - تعالى -: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} [الزخرف: 32]، وقال المعري:

ومن لوازم التسلسل الوظيفي طاعة المرؤوس للرئيس؛ كما قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [النساء: 59].

النَّاسُ لِلنَّاسِ  مِنْ  بَدْوٍ  وَحَاضِرَةٍ        بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَمْ يَشْعُرُوا خَدَمُ

 

2- تقسيم العمل وتحديد الاختصاصات: فقد قال الله - تعالى - على لسان يوسف - عليه السلام -: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]، فالحفظ والعلم هما الصفتان اللتان أبرزهما يوسف في عرض مؤهِّلاته لطلب الترشيح للوظيفة، ومن ذلك قوله - تعالى -: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]، فهذا يعد نصًّا في تقسيم الأعمال والمهمات.

3- التفويض: وهو توكيل بعض المهمَّات على المرؤوسين ومنحهم الصلاحيات اللازمة لتنفيذها، وهو خطوة مهمَّة نحو تحقيق الأهداف وإدارة الوقت، فهذا سيدنا موسى يطلب من الله أن يشدَّ عضده بأخيه هارون؛ قال تعالى على لسان موسى - عليه السلام -: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} [طه: 29- 34]، وكذلك عندما فوَّض ملك مصر سيدنا يوسف بحفظ خزائن الدولة، فالمهمَّات والصلاحيات تشريف وتكليف في نظر الإسلام الحنيف.

4- مراعاة حال العامل المكلَّف: حتى ينجح العمل يجب إسناده إلى شخص تتوفَّر فيه الصفات المناسبة للقيام بهذا العمل، فابنة شعيب تطلب من أبيها أن يستأجر سيدنا موسى لأنه قوي أمين؛ كما قال - تعالى -: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص: 26]، وكذلك لا يكلف الإنسان إلا بما يستطيع القيام به؛ فالله - تعالى - لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

ثالثًا: التوجيه: والتوجيه هو الوظيفة التنفيذية للخطة الموضوعة للعمل، وضمن التنظيم المعتمد، وأهمية التوجيه تظهر عند النتائج الإيجابية للعمل، وخير ما يتمثَّله المدير هو توجيه الله - تعالى - لسيدنا محمد - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في القرآن الكريم عندما قال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، فمن توجيهات هذه الآية:

1- اللين الذي ظهر في تعامل النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - مع الصحابة.

2- عدم الفظاظة والغلظة.

3- العفو عن أصحابه.

4- الدعاء والاستغفار لهم.

5- مشاورتهم في الأمور الدنيوية كافة.

6- التوكل على الله بعد العزم.

وكذلك قوله - تعالى -: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]، ففيه توجيه صريح بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة، والمجادلة بالتي هي أحسن.

كما يؤكِّد الإسلام على عامل التحفيز من خلال الترغيب والترهيب؛ قال - تعالى - حكاية عن ذي القرنين: {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} [الكهف: 87- 88].

رابعًا: الرقابة: والرقابة هي المرحلة المكمِّلة لحسن الإدارة، وهي في الإسلام تنبع من استشعار المسلم لرقابة الله - تعالى - فهو رقيب علينا، ويعلم كلَّ صغير وكبير؛ قال - تعالى -: {عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سبأ: 3].

والرقابة في الإسلام تنبع من حرص المسلم على الأمانة؛ قال - تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58].

فالإسلام يسعى إلى تنمية الرقابة الذاتية للمسلم، ووضع كثيرًا من القواعد الرقابية والحسابية، كما قرَّرت بعض نصوص القرآن الكريم الرقابة الجماعية كقوله - تعالى -: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].

كما حذَّر المولى من ترك النهي عن المنكر فقال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78- 79].

خامسًا: اتخاذ القرارات: فهو عامل مهم في إنجاح العملية الإدارية؛ لذلك عاتَب الله نبيَّه داود - عليه السلام - عندما حكم بين رجلين، وسمع من أحدهما ولم يسمع من الآخر؛ قال - تعالى -: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 21- 24].

وكذلك عندما افتقد سيدنا سليمان الهدهد وتوعَّده بالعقوبة، فإنه لم ينفذها حتى يسمع عذره، فقد يكون العذر وجيهًا، وكذلك وجه الله - تعالى - نبيَّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لمشاورة أصحابه؛ فقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

المبحث الثاني: إدارة الوقت في السنَّة المطهَّرة:

لقد تجلَّت وظائف الإدارة في سنَّة النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - القولية والفعلية، وسنذكر أهم وظائف الإدارة وتحليلها في ضوء نصوص من السنَّة المطهَّرة، وفي إطار إدارة الوقت:

أولاً: التخطيط: في العهد المكي كان هناك نوعان للتخطيط، بعيد المدى، وقصير المدى، أمَّا في العهد المدني فقد تجلَّت معالم التخطيط وعناصره التي سنلتمس بعضها في السنة النبوية ذات العلاقة بإدارة الوقت، ومن أهمها:

1- تحديد الأهداف وترتيب الأولويات: وهذا يتَّضح جليًّا في وصية النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لمعاذ بن جبل، فقد قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - له حين بعَثَه إلى اليمن: ((إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرَض عليهم خمس صلوات في كلِّ يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تُؤخَذ من أغنيائهم فتُرَدُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب))؛ رواه البخاري.

فقد رتَّب النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الأهداف ترتيبًا منطقيًّا حسب أهميتها وأولويتها.

2- التفكُّر والاعتبار: فالمؤمن كما قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لا يُلدَغ من جحر مرتين))، ويأخذ دائمًا بمبدأ الحذر والحيطة.

3- بذل الأسباب والوسائل المشروعة: وهو ما حثَّنا عليه النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في قوله: ((المؤمن القوى خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفى كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنى فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن "لو" تفتح عمل الشيطان))؛ رواه مسلم.

فالمسلم يحرص على كلِّ ما ينفعه في دينه ودنياه، ولا يعجز أو يتكاسل، ففي ذلك إهدار للوقت.

4- تعليق النتائج بمشيئة الله - تعالى -: فالمؤمن يأخذ بالأسباب ويتوكَّل على الله، وقد قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم – للرجل: ((اعقلها وتوكل))، ونهى - عليه السلام - عن التحسُّر على ما فات، وعلى المسلم التسليم لقضاء الله؛ وذلك في قوله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنى فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن "لو" تفتح عمل الشيطان))؛ رواه مسلم، فالمؤمن يعلم أن كل شيء بقضاء وقدر، وهو يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره من الله - تعالى.

ثانيًا: التنظيم: ومن أهم سماته:

1- التنظيم الهرمي للوظائف: فقد كان - عليه السلام - يطبِّق التنظيم والتسلسل الهرمي في العمل الوظيفي، وكانت الوظائف التي يُكلِّف بها الصحابة تأخُذ شكل الهيكل الإداري.

2- التفويض: فالإنسان لا يستطيع أن يقوم بالأعمال كافَّة مهما أوتي من قوة، ومن هنا كان لا بُدَّ من التفويض، وهذا منهج النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فهو يقول: ((بلغوا عنِّي ولو آية))؛ رواه البخاري، وقد مارَس التفويض ممارسة عملية في حياته الدعوية، وكثيرون هم الصحابة الذين أرسلهم إلى شتَّى ممالك الأرض معلِّمين ومبلِّغين.

3- تقسيم العمل وتحديد الاختصاصات: وذلك بإسناد الأعمال لأهل الخبرة والدراية بها، فإسناد الأمر إلى غير صاحبه من علامات الساعة، وأثبت النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الخيانة لِمَن حابَى في تولية مَن ليس أهلاً للولاية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن استعمل رجلاً من عصابة وفي تلك العصابة مَن هو أرضى لله منه، فقد خانَ اللهَ وخانَ رسولَه، وخان المؤمنين))؛ رواه الحاكم.

وأمَّا قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((أرحم أمَّتي بأمَّتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبيُّ بن كعب، ولكلِّ أمَّة أمين، وأمين هذه الأمَّة أبو عبيدة بن الجرَّاح))؛ رواه الترمذي.

ففي هذا الحديث إشارة واضحة إلى عظيم علمه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بأهمية التخصُّص في الأعمال، وإسناد العمل إلى المختصِّ به هو من الأسباب المهمَّة في إنجاح هذا العمل وإتقانه، ونبيُّنا - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((إن الله - تبارك وتعالى - يحبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه))؛ رواه البيهقي.

4- مراعاة حال العامل المكلَّف: فالإسلام أوصى المسلم بالرفق بِمَن تحت يده من الناس، فالرفق لا يكون في شيء إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانَه، وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - يقول: ((إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمَن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممَّا يأكل، وليلبسه ممَّا يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم))؛ رواه البخاري.

فهو يؤكِّد على عدم تكليف الناس من الأعمال بما لا يطيقون.

ثالثًا: التوجيه: فالإرشاد والتوجيه من أفضل الأعمال في دين الله - تعالى - فالدين النصيحة كما قال - عليه الصلاة والسلام -: ((الدين النصيحة))، قلنا: لِمَن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم))؛ رواه مسلم، والنبي يحثُّ الصحابة قائلاً: ((مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))؛ رواه مسلم.

وحتى يكون التوجيه فعالاً؛ فإنه يتعيَّن أن يكون على فترات وبلا إطالة؛ حتى لا تدخل السآمة على النفوس، ولموضوع الحوافز حيز كبير في توجيهاته - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فهو الذي يقول: ((أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عرقه))؛ رواه البيهقي.

رابعًا: الرقابة: وهي نوعان: ذاتية وإدارية:

فالرقابة الذاتية: ظهرت في كثيرٍ من الأحاديث، منها قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((الكيِّس مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسه هواها وتمنَّى على الله))؛ رواه الترمذي، ومن القواعد الكلية في ذلك قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيَّته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيَّته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيَّتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته))، قال: وحسبت أن قد قال: ((والرجل راعٍ في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته))؛ رواه البخاري.

وأمَّا الرقابة الإدارية: فظهرت جليَّة عندما حاسَب النبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ابنَ اللتبية، الذي قال: "هذا لكم وهذا أُهدِي إليَّ"، عندما أرسله النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لجباية أموال الزكاة فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((فهلاَّ جلس في بيت أبيه أو بيت أمه، فينظر يهدى له أم لا، والذي نفسي بيده لا يأخذ أحدٌ منه شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تَيْعَر - ثم رفع بيده، حتى رأينا عفرة إبطيه - اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟)) ثلاثًا؛ رواه البخاري.

كما أكَّد على ضرورة التنبيه على أخطاء المسؤولين؛ لذلك عزل العلاء بن الحضرمي (عامله على البحرين) حينما اشتكاه وفد عبدقيس.

خامسًا: اتخاذ القرارات: فالتردُّد في إصدار القرار يؤدِّي إلى إضاعة الجهد والوقت، فالإنسان يتأنَّى في التفكير، ثم يصدر قراره وينفذه متوكلاً على الله، والتأنِّي محمودٌ؛ لقول النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لأشج عبدالقيس: ((إن فيك خصلتين يحبُّهما الله ورسوله: الحلم، والأناة))؛ رواه مسلم، فالإداري الناجح يتأنَّى، ويستفيد من كلِّ الإمكانات المتاحة، ولا ينفرد برأيه دون الآخرين.

الفصل الرابع

واجبات المدير المسلم تجاه الوقت

وهو من ص103 إلى ص141، وأفرده للحديث عن واجب المدير المسلم، فواجب المدير المسلم تجاه الوقت ينحصر في مبحثين أساسيين:

المبحث الأول: مضيِّعات الوقت:

أولاً: أهم مضيِّعات الوقت أو مبدِّدات الوقت: إن أهم مضيِّعات الوقت أو مبدِّدات الوقت تقتضي الالتفات إلى ما يلي:

1- كل توظيف غير ملائم لوقت الفرد هو مضيِّع للوقت، وعلى الإنسان أن يهتمَّ بالأهم فالأهم.

2- جميع مضيِّعات الوقت يمكن ترشيدها، بل استبدال أنشطة منتجة بها، ومضيِّعات الوقت على كثرتها تنقسم إلى قسمين: خارجية وداخلية:

فالخارجية: مصدرها الناس؛ مثل: الأسرة، العملاء، أو الأشياء: كالقراءة، وكتابة الرسائل.

والداخلية: مصدرها داخلي، وتتضمَّن عادة التسويف، وضعف التخطيط، وغيرها.

وقد عرف ماكنزي مضيِّعات الوقت بأنها: "كل شيء يمنع المدير من إنجاز الأهداف بأكثر السبل المتاحة فعالية"، ثم أجمَلَها في خمس وثلاثين مضيِّعة للوقت، ووزَّعَها على الأنشطة الإدارية الرئيسة: التخطيط، التنظيم، التوظيف، التنفيذ، الرقابة، الاتصالات، اتخاذ القرارات.

بينما يرى هاريسون أن مضيِّعات الوقت تنحصر في خمسة وعشرين عاملاً منها: سوء الإشراف، عدم تفويض السلطة، المكالمات الهاتفية.

وقد قام دراكر بتجربة على مجموعات من المديرين، وعرض عليهم فيلمًا بعنوان (إدارة الوقت) وكانوا قد ذكروا عدَّة أسباب لضياع وقت العمل قبل مشاهدة الفيلم، منها: النقص في المعلومات، مشكلات الموظفين، الاقتصار على التفويض.

أمَّا بعد مشاهدة الفلم فكان من الأسباب: القيام بأعمال متعدِّدة في وقت واحد، التسويف، الإصغاء غير الجيد وغيرها.

وقد أجرى محمد شاكر عصفور دراسة على مستوى الأجهزة الحكومية في المملكة العربية السعودية، وكان من أهم مضيِّعات الوقت: التأخُّر صباحًا عن العمل، المكالمات الهاتفية الخاصة، تناول الشاي والقهوة.

وانتهى محمد غيث في دراسة قام بها في المملكة، وأتى بقائمة اشتملت على عِدَّة عناصر منها:

الموظفون غير المؤهلين، الزوَّار بدون مواعيد، الإجراءات الروتينية المعقَّدة، وغيرها.

ثانيًا: تحليل مضيِّعات الوقت وطرق التغلُّب عليها: تحتاج هذه العملية إلى التزام من جانب المدير بمواجهة هذه المضيِّعات، وإلى تخطيط ومعرفة حقيقية بذاته، وبطبيعة وظيفته.

وإن تحليل مضيِّعات الوقت يستلزم تحديد أهم تلك المضيِّعات، ومن ثَمَّ معرفة أسبابها، والحلول اللازمة للقضاء عليها، وإن المنهج المقترَح للقضاء على مضيِّعات الوقت يكون فيما يلي:

1- تحديد الهدف.

2- ترتيب الأولويات.

3- ترتيب المكتب وتنظيفه.

4- التحكم في المقاطعات والمجهودات.

5- تطبيق أسس ومهارات الاتصال الفعَّال.

وكثيرة هي الأنشطة التي قد تصبح من مضيِّعات الوقت عند المدير، إلاَّ أن بعض الباحثين يلحُّ على بعض الأنشطة دون بعضها، وهو ينطلق من عِدَّة اعتبارات أهمها:

1- يشكِّل الوقت الذي يستغرقه الإداري في هذه الأنشطة جزءًا كبيرًا.

2- سوء استغلال الوقت المخصَّص لكل من هذه الأنشطة.

3- هذه الأنشطة يمارسها عدد كبير من الإداريين على اختلاف مستواهم الإداري.

4- شمول هذه الأنشطة واحتواؤها على أنشطة فرعية.

5- البعد الاقتصادي لسوء استغلال الوقت.

وبإمكان المدير أن يسيطر على كثيرٍ من مضيِّعات الوقت من خلال:

1- تجزئة الوقت إلى عِدَّة أجزاء:

وقت يمكن ضبطه، ويتحكَّم فيه المدير.

وقت لا يمكن ضبطه كالأحداث الطارئة.

2- التركيز: الذي يتمثَّل في التعريف والتحديد الواضح للعمل، وتحديد الأولويات من خلال ثلاث خطوات:

أ- ترتيب ورود الموضوع.

ب- الاستعجال.

ج- مدى إسهام الموضوع في تحقيق أهداف المنظمة.

المبحث الثاني: مسؤولية المسلم عن الوقت:

رأينا سابقًا أهمية الوقت في القرآن والسنة، وكيف كان السلف حريصين كلَّ الحرص على الوقت، فالوقت هو الحياة، ووقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، فما مضى لا يعود، والإنسان عليه أن يكون وقتُه لله وبالله، كما قال ابن القيم، والوقت هو وعاء العمل.

وواجبات المسلم نحو الوقت تتمثَّل فيما يلي:

أولاً: الحرص على الاستفادة من الوقت: فقد كان سلفنا الصالح حريصين على وقتهم، يقول الحسن البصري: "أدركت أقوامًا كان أحدهم أشح على عمره منه على دراهمه ودنانيره".

وقال أحد الحكماء: "مَن أمضى يومًا من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أدَّاه، أو مجد أثله، أو حمد حصَّله، أو خير أسَّسه، أو علم اقتبسه - فقد ظلم يومه، وظلم نفسه".

ثانيًا: اغتنام أوقات الفراغ: فقد جاء عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قوله: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ))؛ رواه البخاري.

كما حثَّنا على اغتنام الوقت بالحديث الذي رواه الترمذي وغيره، عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((لا تزول قدمَا ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟)).

وأمَّا الحديث الآخر الذي رواه الحاكم: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))، فهو إشارة واضحة للإنسان المسلم إلى ضرورة الحرص على استثمار الأوقات حال القدرة والاستطاعة، ولقد كان سلفنا الصالح حريصين على إشغال أوقاتهم بالنافع المفيد، ويكرهون الرجل الفارغ المتهلهل، كما أن الفراغ لا يبقى فراغًا بل يمتلئ بالخير أو بالشر.

ثالثًا: المسارعة في الخيرات: فالمسلم يكتسب وقته بفعل الخير، ويُسارِع إلى مغفرةٍ من ربه ورضوان، فالدنيا دار عمل، وصدَق أبو العتاهية عندما قال:

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا        نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ فِي زَمَنِ  البَذْرِ

وليحذر المؤمن من المثبِّطات؛ فقد كان النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يتعوَّذ بالله من العجز والكسل.

رابعًا: الاعتبار بمرور الأيام: فمع فجر كلِّ يومٍ جديد عِبَر كثيرة لأولي النهى، والتفكُّر في الليل والنهار وتعاقبهما هو الذي يؤدِّي إلى ملئها بالعمل الصالح، وقد قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ليس من يوم يأتي على ابن آدم إلا ينادى فيه: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وأنا فيما تعمل عليك غدًا شهيد، فاعمل فِيَّ خيرًا أشهد لك غدًا، فإني لو قد مضيت لم ترني أبدًا، قال: ويقول الليل مثل ذلك))، "حلية الأولياء".

وبيت الشاعر أحمد شوقي مشهور في ذلك:

 

وصدَق أبو العتاهية أيضًا عندما قال:

 

خامسًا: تحرِّي الأوقات الفاضلة: فالله - تعالى - الذي قدر الوقت، قد فضل بعضه على بعض، فشهر رمضان ليس كباقي الشهور، وليلة القدر ليستْ كباقي الليالي... وهكذا، والتبكير إلى الأعمال فيه نجاح وفلاح؛ لأن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((اللهم بارِكْ لأمَّتي في بكورها))؛ رواه أبو داود.

سادسًا: تخطيط الوقت وتنظيمه: فهذا يساعد على استثمار الوقت بشكلٍ سليم؛ فسيدنا أبو بكر يقول: "إن لله حقًّا بالنهار لا يقبله بالليل، ولله حق في الليل لا يقبله في النهار"، فالمهم هو العمل المناسب في الوقت المناسب.

سابعًا: الالتزام بالموعد: فالمسلم يرعى عهده وأمانته، وقد حذَّر النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - من التفريط بالوعد، واعتبر ذلك من علامات النفاق؛ فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان))؛ رواه البخاري.

ثامنًا: وجوب الحذر من مضيِّعات الوقت: حذَّر الإسلام من التفريط في الوقت، ووضع ضوابط تحفظ وقت المسلم كالاستئذان؛ فقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [النور: 27- 28].

ومن أهمِّ مضيِّعات الوقت التسويف وطول الأمل، ويحذِّر القرآن الكريم المفرطين في أوقاتهم، وينذرهم بالحسرة والندامة؛ قال - تعالى - حكايةً عنهم: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 23- 24]، فالدنيا عمل ولا حساب، والآخرة حساب ولا عمل.

تاسعًا: كيف يعيش المسلم وقته؟

المسلم ينظِّم وقته، فينام مبكرًا، ويستيقظ مبكرًا، فالبركة في البكور، وبعض المسلمين اليوم يقوم بعكس ذلك؛ يطيل السهر ولا يصلي الفجر، وقد قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - : ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد، يضرب كلَّ عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلَّتْ عقدة، فإن توضَّأ انحلَّتْ عقدة، فإن صلَّى انحلَّت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان))؛ رواه البخاري.

المسلم عليه أن يفتتح يومه بذكر الله، فأذكار الصباح كثيرة، منها قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك))؛ رواه أبو داود، وغيرها من الأذكار، ثم يقرأ القرآن، ويتقوَّى على طاعة الله، ويذهب إلى عمله ناويًا العفَّة، ويساعد الناس على قضاء حوائجهم؛ ففي ذلك خير كثير، وهو من أيسر الصدقات، فالنبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((على كلِّ مسلم صدقة))، فقالوا: يا نبي الله، فمَن لم يجد؟ قال: ((يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق))، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: ((يعين ذا الحاجة الملهوف))، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: ((فليعمل بالمعروف، وليمسك عن الشر؛ فإنها له صدقة))؛ رواه البخاري.

وكثيرة هي الصدقات التي يستطيع المسلم القيام بها في اليوم، منها ما بيَّنه النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بقوله: ((كل سُلامَى من الناس عليه صدقة، كلَّ يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويُعِين الرجل على دابته، فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة))؛ رواه البخاري.

ثم يتابع المسلم يومه ويصلي الظهر والعصر في أول وقتها، وكذلك المغرب والعشاء، ولا مانع أن يخصص لنفسه وقتًا للهو المباح، والترويح عن النفس، فعليه أن يعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فإذا ما أراد النوم أتى بأذكار النوم، ونام على ذكر الله؛ ليستيقظ على ذكر الله طيب النفس.

الفصل الخامس

الإدارة الفعَّالة للوقت

وهو من ص143 إلى ص168، وقد تحدث فيه المؤلف عن الإدارة الفعَّالة للوقت، فالعمل الإداري يهدف إلى تحقيق الأهداف المرسومة، والوقت موزَّع على البشر بالتساوِي، لكن المشكلة تكمن في مدى فعالية المدير من حيث إدارته للوقت، وحسن الاستفادة منه، وقد تَمَّ تقسيم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الأدوات والوسائل المستخدمة لتنظيم وقت العمل وإدارته: وهذه الأدوات والوسائل تقسم إلى مجموعتين على النحو التالي:

أولاً: مجموعة الأدوات والوسائل الإلكترونية: ومنها: الحاسبات الآلية، آلات تصوير المستندات، الماسح الضوئي، الهاتف الجوَّال.

ويمكن بيان جدوى كل وسيلة فيما يلي:

الحاسبات الآلية: وهذه الحاسبات تقوم بمهمَّات متعدِّدة، فهي تزوِّد المدير بالنتائج بسرعة وبدقَّة أكبر ووقت وكلفة أقل، وقد أصبحت الحاسبات الآلية في متناول الجميع، والمدير يختار بين كمبيوتر المكتب والكمبيوتر المتنقل، والكمبيوتر فيه الكثير من الأمور التي تساعد على استثمار الوقت بشكلٍ أفضل.

آلات تصوير المستندات، وأجهزة الناسوخ (الفاكس) والماسح الضوئي: وهي تُعَدُّ بحق من أهم وسائل توفير وقت العمل بالمكاتب، فالماسحات الضوئية وسيلة فعَّالة في مسح الصور والمستندات وأرشفتها.

والفاكس آلة تجمع بين خصائص الهاتف، وآلة التصوير، ومودم الحاسب الآلي، فهذه الوسيلة تساعد في إدارة الوقت بشكلٍ أكثر كفاءة.

أجهزة الهاتف ذات المسجل الصوتي، والهاتف الجوَّال: ولها عِدَّة مزايا، منها: تسجيل المكالمات، وهي وسيلة مهمة في حالة عدم وجود المدير في المكتب، وتسمح بتوفير المزيد من الوقت لبقية الأعمال المكتبية المهمة.

الإنترنت، والبريد الإلكتروني: من أهم تقنيات العصر التي تفيد في الحصول على المعلومات من أيِّ مكان وفي أيِّ وقت، كما أن البريد الإلكتروني يساعد على إرسال واستقبال الرسائل باللغتين العربية والإنكليزية معًا، والإنترنت باختصار: العالم بين يديك.

المفكِّرة الإلكترونية: وهي تحقق بعض المزايا، منها:

1- إمكان تنظيم المواعيد في أوقات محددة.

2- إصدار إضاءة أو أصوات محددة للتذكير بالمواعيد.

3- تسجيل مذكرات مختصرة على الذاكرة الخاصة بها.

4- استخدامها بوصفها جهاز هاتف متنقل.

كما يمكن وصلها بالكمبيوتر.

ثانيًا: مجموعة الأدوات والوسائل غير الإلكترونية (الشخصية أو الذاتية): وهذه الوسائل نبيِّن مهماتها على النحو التالي:

أ- الاعتماد على السكرتير: ومن أهم واجبات السكرتير ما يلي:

1- فحص المكالمات والزوَّار.

2- وضع نظام محكم لتنظيم الملفات.

3- تنظيم المواعيد والاجتماعات.

4- إعداد مسوَّدة المذكرات والخطابات.

5- تفويض الأعمال اليسيرة إليه.

6- مساعدة المدير على تنظيم مهماته، وتذكيره بمواعيده.

7- صيانة الملفات ومتابعتها وتجديدها.

8- أخذ زمام المبادرة بكلِّ ما يهمُّ المكتب.

ب- إعداد قائمة يومية أو أسبوعية بالأعمال: وهذه القائمة يجب أن تستوفي ثلاثة شروط:

1- تسجيل الأعمال اليومية المطلوب إنجازها.

2- وضع تقديرات واقعية لزمن كل عمل.

3- أن يُؤخَذ في الحسبان الاجتماعات والمواعيد المقررة من قبل في مفكرة المواعيد.

ج- المفكرة اليدوية والذاكرة الشخصية للمدير: فيسجل فيها الملاحظات والمهمَّات والأنشطة، والمواعيد التي سيقوم بها المدير حاضرًا أو مستقبلاً، وهي صغيرة الحجم، وفيها دليل للهاتف، وهي تنظم المهمات المطلوب إنجازها وإدارتها.

المبحث الثاني: مناهج الإدارة الفعالة للوقت:

كيف يستطيع المديرون استخدام الوقت بفعالية؟

العبرة ليست في إنفاق الوقت؛ بل في حسن استثماره، فالوقت شيء لا بُدَّ من أن نختبره ونعيشه، وهناك فرق بين مصطلحي الكفاءة والفاعلية في استخدام الوقت، فالفاعلية: تحقيق الهدف، أمَّا الكفاءة: فهي أن يتمَّ تحقيق الهدف بأقلِّ جهد وأقلِّ وقت، وأقلِّ تكلفة، وإن الاستثمار الأمثل للوقت سيؤدي إلى:

1- تحقيق المنظمة لأهدافها.

2- التزام أكثر بالقضايا الإدارية المهمَّة، طويلة الأمد.

3- تطوير أفضل لقدرات المديرين.

4- قلق وضغط وتوتر أقل.

فإدارة الوقت: هي عمل الأشياء الصحيحة بطريقة صحيحة، وعند دراسة أدبيات إدارة الوقت تتَّضح ثمانية مناهج مختلفة تقوم على افتراضات ومبادئ، وتتمثَّل هذه المناهج فيما يأتي:

1- منهج (نظِّم نفسك): وذلك في ثلاثة مجالات:

أ- تنظيم الأشياء؛ أي: ضبط كلِّ شيء في المكاتب.

ب- تنظيم المهمات؛ أي: إعطاء الأوامر وتحديد خطوات التنفيذ.

ج- تنظيم الأفراد؛ أي: تحديد ما يمكن أن يقوم به الإداري ومَن يعمل معه، ثم تفويض الأمور إليهم.

2- منهج المحارب (البقاء والاستقلالية): ومن الأساليب التي يقترحها هذا المنهج:

أ- العزل: أي: إيجاد نظام الحماية من خلال (سكرتارية) وأبواب مغلقة.

ب- الانعزال: وهو الانتقال إلى بيئة بعيدة تضمن العزلة.

ج- التفويض: وهو نقل مؤقَّت للسلطة من مستوى أعلى إلى مستوى أدنى، ويستمدُّ هذا المنهج قوَّته من اعتباره الوقت مسؤولية شخصية، ثم هذا المنهج يولد حقيقة اعتمادية متبادلة بين جميع الأطراف، وأثرها الإيجابي على جودة الحياة.

3- منهج الهدف (الإنجاز): وهو يعتمد على أساليب التخطيط ووضع الأهداف، فالمنظمات التي تضع أهدافًا تحقق نتائج أفضل، وكثير من الناس مَن يعتمد على هذا المنهج لصعود سُلَّم النجاح، وبالإجمال فإن هذا المنهج يتمثَّل في دفع ثمن غالٍ للوصول إلى الأهداف المرجوَّة.

4- منهج التسلسل: (الأولويات وتحديد القِيَم): ويعني: الإلحاح على أهمِّ المهمَّات، فيحدِّد الإنسان القيمة، ويرتب المهمات، وينجز الأهم فالأهم.

5- منهج الأدوات التكنولوجية: يقرِّر هذا المنهج أن استخدام الأدوات المناسبة يضمن معرفة الأولويات، وتنظيم المهمات، وهناك ميزة كبيرة في الاستخدام الفعَّال لتلك الأدوات في تحقيق: تحديد الأولويات، وضع الأهداف، تنظيم المهمات، استخدام منظِّم سريع للمعلومات.

6- منهج المهارة في إدارة الوقت: ويتطلَّب ذلك إتقان عِدَّة أمور: استخدام تقاويم المواعيد ومفكِّراتها، إعداد قائمة مهمَّات، تحديد أهداف، تفويض، تنظيم، وضع أولويات، ومن ضعف هذا المنهج التساؤلات التالية:

ما هي النماذج الأساسية التي يُفتَرض تعليمها؟ هل تقوم على مبادئ صحيحة، أو أنها تدعو لفروض غير صحيحة تتعلق بالفاعلية؟

7- منهج التدقيق الطبيعي (الانسجام والنغمة الطبيعية): ويقوم على فلسفة مستمَدَّة من الحضارات الشرقية المتَّصلة بالتوافق الداخلي للذات، والانسجام مع الطبيعة بعيدًا عن إلحاح الظروف التي تضغط علينا، ولكن الرؤية والتوازن والهدف غير موجودة في هذا المنهج.

8- منهج الشفاء (إدراك الذات): يعتقد أصحابه أن هناك مؤثرات تأتي من البيئة الاجتماعية والموروثات مسببة سلوكيات الهزيمة، وغياب الإنجاز في إدارة الوقت، وهذا المنهج يعالج جانبًا واحدًا فقط، ففهم الإداري لذاته هو جزء فقط من أجزاء التغيير الفعَّال في إدارته لوقته.

وهذه المناهج جميعها تنبع من افتراض رؤية الوقت بمعناه العادي، وليس باعتباره عنصرًا من عناصر الإنتاج.

المبحث الثالث: نحو منهج متطوِّر لإدارة الوقت بفاعلية:

بعد استعراض مناهج إدارة الوقت، فإن مفهوم الدراسة لفعالية إدارة الوقت ننظر إليه من خلال التكامل بين أمرين:

1- قدرة المدير على القيام بعناصر العملية الإدارية بشكل فعَّال.

2- قدرته على اتِّخاذ إجراءات إيجابية للتحكُّم في الأنشطة المستهلكة للوقت.

وينبغي أن نعلم أن الإدارة تعارف الكتاب على تقسيمها إلى مستويات: مستوى الإدارة العليا، مستوى الإدارة الوسطى، مستوى الإدارة الدنيا.

ولكن المستويات جميعًا تشترك في ممارسة الإدارة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة واتخاذ القرارات، وإن سوء التخطيط وسوء التنظيم - كما يقول تشارلز فردربر - يصنعان توهُّمًا بأن الوقت قصير وغير كافٍ.

ثم يخلص المؤلف إلى أن منهج الإدارة الفعَّالة للوقت يتمثَّل فيما يأتي:

1- عملية التخطيط: والتي تقوم على تحديد الأهداف وتخصيص الوقت اللازم وتحليل الوقت.

2- عملية التنظيم: التي تتمثَّل في تفويض السلطات والأعمال، وتنظيم مهمات العمل وترتيبها.

3- عملية اتخاذ القرارات.

4- إدارة المقاطعات الهاتفية والشخصية.

5- إدارة الاجتماعات، ومكان العمل.

وأخيرًا: الاتصال الفعال.

الفصل السادس

دراسات تطبيقية في إدارة الوقت

وهو من ص169 إلى ص198، وبدأه بالحديث أن المؤشرات الاقتصادية تظهر أن هناك تسارعًا في معدلات نمو القطاع الخاص مقارنة بغيرها من القطاعات، وخاصة القطاع الحكومي، فما السبب في ذلك؟

ثم قسم هذا الفصل إلى مبحثين رئيسين:

المبحث الأول: أهم الدراسات في إدارة الوقت في العالمين: الغربي والعربي:

قامت عِدَّة دراسات اهتمَّت في إدارة الوقت، وسنذكرها باختصار على النحو التالي:

أ- الدراسات في العالم الغربي:

أوَّل محاولة في مجال دراسة إدارة الوقت كانت للكاتب جيمس ماكي في كتابه: "إدارة الوقت"، ومن أهم ما جاء فيه: "إذا كنت تشعر بنقص في الوقت، فهذا دليل على أن مهاراتك ومعلوماتك الإدارية باتت غير صالحة للمستجدَّات".

ثم ظهرت الكثير من الأبحاث في الستينيات من القرن الماضي، ثم قامت الباحثة روز ماري ستيورات بدراسة تحت عنوان: "المديرون ووظائفهم"؛ لمعرفة كيفية توزيع المدير البريطاني لوقته، كما أشار الباحث بيتر دراكر إلى العوامل التي تؤدِّي إلى ضياع وقت المدير بشكل عام، وقام الباحث ماكنزي مع الباحث ريتشارد بوضع قائمة تتضمَّن أربعين من مضيِّعات الوقت، وأشار أبو شيخة إلى مسحٍ أجراه معهد هاملتون بعنوان "الرقابة على الوقت" تبيَّن فيه أن المقاطعات تحتلُّ المرتبة الأولى من حيث الأهمية في مضيِّعات وقت المدير، ثم الاجتماعات غير الفعَّالة، والمكالمات الهاتفية الكثيرة، والبحث عن المعلومات.

كما أسهم في هذا المجال: الباحث هنري منتزبرج في كتابه: "طبيعة العمل الإداري"، وجوزيف كوربر 1962م، وروس ويبر 1972م، وجاك فرنر 1980م، وغيرهم.

ب- الدراسات في العالم العربي:

قام التنفيذيون العرب بدراسة تقدم بها فريد منى عام 1980م وخاصة في دول الخليج، وأوضحت هذه الدراسة أنهم يواجهون ضغوطًا على أوقاتهم، منها:

سوء استخدام التقنية أو عدم توافرها، الأعراف والتقاليد الاجتماعية، مشاركتهم في تنمية مجتمعاتهم، المركزية السائدة في منظماتهم، استخدام الأسلوب الشخصي المباشر في التعامل مع العاملين والعملاء.

كما أرجعت الدراسة الأسباب التي أدَّتْ إلى انخفاض قيمة الوقت من منظور هؤلاء التنفيذيين إلى عِدَّة عوامل منها: عدم إدراك أهمية الوقت، سوء أسلوب الحياة الاجتماعية، الوساطات والمجاملات... وغيرها.

وتقدَّم ربحي الحسن بدراسة تحت عنوان: "التخطيط الإداري والوقت" عام 1982م توصَّل من خلالها إلى نتيجة مفادها: أن إدارة الوقت بشكل فعَّال تستحيل في ظل انعدام وجود أهداف أو أولويات أو خطط يومية.

كما قام محمد القريوتي بدراسة عنوانها: "إدارة الوقت" عام 1995م، أوصى من خلالها بضرورة قيام الإدارة باختصار بعض الاتِّصالات من أجل الحفاظ على الوقت.

وأيضًا قام كلٌّ من نادر أبي شيخة ومحمد القريوتي بدراسة بيَّنَا فيها أن الدافع لهما للقيام بهذه الدراسة هو عدم وجود فلسفة واضحة لأهمية الوقت لدى المدير الأردني، وتُعَدُّ إضاعة الوقت الناتجة عن سوء الإدارة من المشكلات الحادة التي تعاني منها الإدارة في الدول العربية بشكلٍ عام، وفي الأردن بشكل خاص.

وفي المملكة العربية السعودية هناك عدد من الدراسات في موضوع إدارة الوقت، منها الدراسة التي قام بها محمد شاكر عصفور عام 1980م، على عيِّنة من المؤسسات والوزارات، وتبيَّن في نتائج الدراسة أن ما يقارب نصف وقت الدوام الرسمي للموظف السعودي يُصرَف في إنجاز المعاملات اليومية الرسمية، وأن الاجتماعات تستهلك 12% تقريبًا من وقته، و10% من وقته يذهب للأعمال المساعدة ذات العلاقة بالعمل الرسمي.

وقام عبدالعزيز ملائكة بدراسة عام 1987م توصَّل من خلالها إلى تأكيد 80% من السعوديين، و100% من المديرين الغربيين على أهمية الوقت، وضرورة استخدامه بشكل فعَّال.

وتوصَّل محمد الغيث بدراسةٍ أجراها داخل القطاع الحكومي في المملكة العربية السعودية إلى أن 57% من عيِّنة البحث أعربت عن أن الوقت المتاح لها غير كافٍ للوفاء باحتياجات العمل.

ثم قام علي القرني عام 1997م بدراسة ميدانية للتعرُّف على نظرة المدير السعودي للوقت، فأكَّدت هذه الدراسة على وجود علاقة ارتباط بين الخصائص الوظيفية وقدرة المدير السعودي على إدارة الوقت.

وبالنظر إلى الدراسات السابقة العربية والأجنبية يتَّضح لنا مدى اهتمامها بكيفية توزيع المدير لوقت عمل، وأهم مضيِّعات الوقت عنده، ونظرته للوقت، مع تركيزها على المدير في الأجهزة الحكومية.

المبحث الثاني: دراسة ميدانية لإدارة الوقت في القطاع الصناعي الخاص بالمملكة العربية السعودية:

لقد قام الكاتب بإجراء هذه الدراسة بالقطاع الصناعي الخاص داخل مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، واختار هذا القطاع للأسباب التالية:

1- تعيش المملكة نهضة صناعية طموحًا، فعلى الجميع الإسهام في هذه النهضة.

2- تعتبر الصناعة السعودية موردًا أساسيًّا من موارد الدخل القومي للملكة.

3- يُعَدُّ القطاع الصناعي بالمملكة قطاعًا متطورًا، وهو بحاجة إلى الكثير من الدراسات للمنافسة العالمية.

4- مدينة الرياض تمثِّل قاعدة صناعية مهمَّة للملكة، حيث يوجد فيها مدينتان صناعيتان.

وعدد المصانع بالرياض عام (1419هـ) بلغ (824) مصنعًا، ولقد قامت دراسة فيها على الكثير من مصانع مواد البناء والزجاج والورق والطباعة، والألومنيوم، والمنتجات الجلدية والغذائية، والمعدَّات الكهربائية، والأثاث الخشبي والمعدني، والصناعات المعدنية، والكيميائية والبلاستيكية، وبلغ إجماليها 197 مصنعًا، وكانت مفردات العيِّنة المختارة عشوائيًّا 94 مصنعًا، وعدد المديرين 450، ولا بُدَّ أن نطَّلع على نتائج الدراسة، وتوصيات الدراسة.

أولاً: نتائج الدراسة:

طرحت في هذه الدراسة عِدَّة تساؤلات تتلخَّص فيما يلي:

1- ما هي نظرة المدير السعودي بالقطاع الصناعي الخاص لقيمة الوقت؟

2- ما هي أنواع مضيعات وقت المدير؟

3- ما مدى فعالية المدير السعودي في استثماره لوقت عمله؟

4- ما هي الوسائل التي يعتمد عيها المدير السعودي في تنظيم وقت عمله وإدارته؟

5- هل توجد علاقات ارتباط بين متغيِّرات قيمة الوقت من وجهة نظر المدير السعودي بالقطاع الخاص، وعدد من المتغيِّرات الشخصية والوظيفية؟

من خلال هذا القسم ثبت ما يلي:

1- اهتمام الإسلام العظيم بالوقت.

2- المسلم يغتنم فرص العمر ولا يضيعها؛ لأنه مُحاسَب عليها يوم القيامة.

3- الإسلام وضع كثيرًا من أسس الوظائف الإدارية من خلال القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة وسِيَر السلف الصالح.

4- سلف الأمة كانوا يعرفون للوقت قدره وقيمته.

5- الإدارة الإسلامية قائمة على مبدأ الإيمان بالله - تعالى - وهو أمر تفتقر إليه النظريات الإدارية الأخرى.

أمَّا النتائج التي توصَّل إليها الكاتب من خلال البحث الميداني فتتلخص فيما يلي:

1- اتجاهات وآراء معظم المديرين في عيِّنة الدراسة تُبرِز أهمية الوقت بصفته موردًا مهمًّا يجب استثماره في العمل، فالوقت لدى المدير السعودي يحظى بالأهمية الكبرى، فالدراسة الحالية تدلُّ على تزايد قيمة الوقت من منظور المدير في القطاع الصناعي السعودي الخاص، وهي تختلف عن دراسة فريد منى عام 1981 في إعطاء الوقت قيمته.

2- بينت الدراسة أهم مضيِّعات الوقت للمدير السعودي في القطاع الصناعي، وتوصَّلت الدراسة إلى أربع مجموعات من مضيِّعات وقت المدير السعودي في القطاع الصناعي الخاص، وهي:

أ- مضيعات للوقت ذات أهمية مرتفعة جدًّا: كعدم وجود تنظيم جيد للعمل، وعدم حفظ الملفات والأوراق في أمكنتها الملائمة، وعدم التخطيط المسبق للعمل، والتأخر صباحًا عن موعد العمل.

ب- مضيِّعات للوقت ذات أهمية مرتفعة: كتأمين احتياجات البيت في أثناء الدوام، تسويف وتأجيل الأمور، مغادرة العمل مبكرًا.

ج- مضيِّعات للوقت ذات أهمية متوسطة: منها الاجتماعات المطولة، المقاطعات الهاتفية، كثرة الأعمال الورقية.

د- مضيِّعات للوقت ذات أهمية منخفضة: كشرب الشاي والقهوة، والحرص على التفاصيل كلها.

فالدراسات الحالية مقارنة مع الدراسات السابقة تبيِّن مدى اعتماد الدراسة الحالية على قائمةٍ أكثر شمولاً للبنود المضيِّعة لوقت المدير، حيث بلغت أربعة وعشرين بندًا، وقد تناولت الدراسة أمورًا جديدة تختلف أيضًا عن دراسة عصفور عام 1980م، 1981م كشرب الشاي والقهوة، والتأخر صباحًا عن العمل.

3- أظهرت النتائج التحليلية قيام المدير السعودي في القطاع الخاص بما يأتي:

أ- اهتمامه بعملية التخطيط ضمن العملية الإدارية.

ب- إلحاحه على دور وظيفة التنظيم في الإدارة الفعالة للوقت.

ج- اهتمامه بإدارة اجتماعاته.

د- بذله جهدًا كبيرًا في منع المقاطعات في عمله باستمرار.

هـ- حرصه على الإدارة السليمة لمكان عمله.

و- سعيه المستمر لاتخاذ قرارات صحيحة وسليمة دون ضياع للوقت أو تسويف.

4- لم تثبت نتائجُ الدراسة بالنسبة للخصائص الشخصية ومدى تأثيرها على نظرة المدير السعودي للوقت - وجودَ علاقة ارتباط ذات دلالة معنوية بين قيمة الوقت من وجهة نظر المدير السعودي وحالته الاجتماعية.

5- توصَّلت الدراسة إلى أن الخصائص الوظيفية للمدير السعودي ليس لها علاقة بنظرته تجاه الوقت.

6- بيَّنت الدراسة وجود علاقة ارتباط طردية ذات دلالة معنوية بين قيمة الوقت من وجهة نظر المدير السعودي في القطاع الصناعي الخاص، ومدى اعتماده على وسائل تنظيم وإدارة الوقت.

7- بيَّنت الدراسة أهم الوسائل والأدوات التي يراها المدير السعودي - من وجهة نظره - مهمَّة لتنظيم الوقت، فرتَّبت هذه الوسائل من حيث أهميتُها الترتيب التالي:

آلة تصوير المستندات، جهاز الفاكس، إعداد قائمة يومية بالأعمال المطلوب إنجازها وتوقيتها، برامج كمبيوتر، المفكِّرة اليدوية، القائمة الأسبوعية، الذاكرة الشخصية، الاعتماد الكبير على السكرتير، الهاتف الجوال، البريد الإلكتروني، الإنترنت، المفكرة الالكترونية، الماسح الضوئي، الهاتف ذو المسجل الضوئي، وقد وضعها المؤلف في جدول مرتبًا فيه الوسائل ومبينًا متوسطها الحسابي.

ثانيًا: توصيات الدراسة:

بعد النظر إلى النتائج التي تَمَّ التوصُّل إليها فإن الباحث يُوصِي بما يلي:

1- أهمية اعتبار الإسلام دستور حياة كاملاً، من خلال القرآن والسنة وأقوال السلف.

2- ضرورة توعية المسلمين بأن الوقت من أهم ما يسألون عنه يوم القيامة.

3- أهمية استخدام الوقت بفعالية باعتبار أنه أساس لاستمرارية نجاح الأعمال، ويمكن توجيه التوعية نحو الأهمية القصوى لمورد الوقت من خلال الدورات التدريبية، والمحاضرات المستمرَّة.

4- الحد من الممارسات والأنماط السلوكية غير المرغوب فيها لدى بعض المديرين، والتي تتسبَّب في ضياع وقتهم وتبديده.

5- مراعاة العمر عند اختيار المديرين؛ لوجود علاقة ارتباط بين عمر المدير ونظرته للوقت.

6- مراعاة المؤهل العلمي عند اختيار المديرين؛ لوجود علاقة ارتباط بين المؤهل العلمي للمدير ونظرته للوقت.

7- الحرص على تنمية مهارات المدير السعودي في مجال إدارة الوقت بفعالية؛ لأنه من الموضوعات الملحة، وأن يتمَّ تدريب المديرين عمليًّا على كيفية التعامل مع الجوانب المتعدِّدة لتحقيق الفعالية في إدارة الوقت.

8- أن يستخدم المدير السعودي الوسائل الأخرى المعاصرة في تنظيم الوقت، كالإنترنت، والبريد الإلكتروني، وغيرها.

9- العمل على إجراء المزيد من الدراسات في إدارة الوقت، لا سيَّما ما يتعلَّق منها بمتغيرات البيئة وتأثيراتها، كما يُوصِي الباحث بأن تشمل الدراسات الميدانية مناطق أخرى من المملكة العربية السعودية.

وهكذا نكون قد انتهينا من الفصل السادس من الكتاب، ووصلنا إلى نهاية المطاف، وحصلنا على زاد وفير من الدراسات والنظريات المهمَّة القديمة والحديثة في إدارة الوقت، وتنظيم الحياة، وعلمنا أن ديننا الحنيف كثيرًا ما أكَّد على الوقت وأهميته، حتى يستخدمه الإنسان بما فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.

ثم وضع المؤلف بعد ذلك قائمة المصادر والمراجع، مرتبة على النحو التالي:

القرآن الكريم، كتب التفاسير، كتب السنة وشروحها، كتب التراث، كتب الوقت والإدارة، المجلات والدوريات، المراجع الأجنبية، وقد بلغ مجموع المصادر والمراجع: 101 مصدر ومرجع، ثم وضعت قائمة بالكتب التي صدرت للمؤلف، أو شارَك بتحقيقها، وهي: 33 كتابًا، معظمها مترجم إلى الإنكليزية، وبعضها إلى الفرنسية أيضًا.

هذا، والكتاب يتألف من 214 صفحة.

فجزى الله عنَّا وعن الإسلام والمسلمين فضيلة الدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي - حفظه الله تعالى - على ما قدَّم من الخير العميم للأمَّة الإسلامية، وما ينفعها في دينها ودنياها، ورأيت لزامًا عليَّ أن أختم هذا الملخص بلمحة عن حياة الدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي - حفظه الله تعالى - وهي كالتالي:

الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي:

• من مواليد مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية عام 1384- 1964م.

• حاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة كنزنجتون بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عن أطروحته في فلسفة التسويق.

• حاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة الإمام الأوزاعي بلبنان، ذلك عن أطروحته التي بعنوان: "أنماط السلوك القيادي في ضوء الفكر الإداري المعاصر والفكر الإسلامي".

• حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الإمام الأوزاعي بلبنان، وذلك عن رسالته التي بعنوان: "إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري".

• حاصل على بكالوريوس الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز.

• يشغل منذ عام 1993م منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيت الرياض، وهي إحدى أكبر الشركات التجارية الرائدة في المملكة العربية السعودية.

• صدر له عدد من الكتب في مجالات متنوعة (دينية - اجتماعية - تاريخية - إدارية).

• المؤسس والمشرف العام على موقع الألوكة على شبكة الإنترنت: www.alukah.net.

• عضو في عدد من الجمعيات العليمة:

أ- الجمعية السعودية للإدارة - جامعة الملك سعود – الرياض.

ب- جمعية الإداريين العرب – القاهرة.

ج- جمعية الاقتصاد السعودية - جامعة الملك سعود – الرياض.

د- اتحاد الاقتصاديين العرب - بغداد.

هـ- الجمعية التاريخية السعودية - جامعة الملك سعود – الرياض.
و- اتحاد المؤرخين العرب - القاهرة.

 

نَظَلُّ   نَفْرَحُ   بِالأَيَّامِ    نَقْطَعُهَا        وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الأَجَلِ

 

دَقَّاتُ قَلْبِ المَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ        إِنَّ  الحَيَاةَ  دَقَائِقٌ  وَثَوَانِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (ملخص ثان)
  • حوافز اغتنام الأوقات
  • أهمية إدارة الوقت في الإسلام

مختارات من الشبكة

  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري(كتاب ناطق - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري(كتاب - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (الكتاب الناطق)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري (PDF)(كتاب - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • إصدارات دار الألوكة للنشر (الإدارية)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري (PDF)(كتاب - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • إدارة الوقت أم إدارة الذات؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إدارة الذات للوقت: مقترح عملي في الإدارة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ضوابط سن السياسة العامة: دراسة من المنظور الشرعي والإداري (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تطبيقات الإدارة الإلكترونية في الإدارة المدرسية ومتطلبات تطويرها من وجهة نظر مديري المدارس الثانوية بمدينة الرياض(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
4- لكم الشكر أجزله
حسن عيد جزو جدو - السودان 12-10-2014 11:52 PM

لكم الشكر أجزله على ما قمتم به من جهد جبار لا يسعني إلا أن أقول لكم جزاءكم الله خيرا.

3- دعوة لشبكة الالوكة
ابن موفق الهاشمي - الجزائر 06-08-2013 06:05 PM

رزق الله د. الجريسي اغتنام النفحات الربانية

2- الامانة العلمية
د عثمان احمد ابراهيم - iraq 03-03-2013 07:27 PM

أخي الكريم
أولا : شكرا على البحث وعلى الجهود المبذولة
ثانيا : أرجو ان تتضمن البحوث دائما قائمة بالمصادر لأن أي بحث لا يحتوي على المصادر يكون غير ذي قيمة او أن يتساوى مع البحوث الفاقدة للأمانة العلمية والرصانة الأكاديمية .
أكرر شكري لكم

سكرتير التحرير: 

أخي الكريم شكرا لكم وهذه المادة عبارة عن ملخص لكتاب: (إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري) لسعادة الدكتور خالد الجريسي ضمن مسابقة الملخص الماهر وبإمكانك الاطلاع على مصادر الكتاب عن طريق الاطلاع على الكتاب على الرابط التالي:

http://cp.alukah.net/Library/0/14973

1- great research
eyad - egypt 07-05-2010 04:17 PM

i had agreat pleasure reding this book it helped me in my study thanks but i wanted to see a comparison between arbian manager and foreign manager

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب