• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص ثان)

هالة عبدالباقي عثمان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2012 ميلادي - 20/7/1433 هجري

الزيارات: 14951

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص رسالة
رسالة إلى الأخوات المسلمات
للشيخ: عبدالله بن جار الله الجار الله

مقدمة:
ستوضح هذه الرسالة كلَّ ما يهم المرأة من التحذير من التبرُّج والسفور، وبيان عقوبته، ووجوب الحجاب على المرأة المسلمة، وبيان بعض آداب خروج المرأة من المنزل، وما ينبغي أن يَحْذَره المسلم والمسلمة، وبيان شيء من الأحكام الفقهيَّة الخاصة بالنساء، وبيان صفات نساء الجنة، وصفات نساء النار، وبيان خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله، وهي مستفادة من كلام الله - تعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكلام المحققين من أهل العلم.
وجوب رعاية المرأة ومنعها من التبرُّج:
بيَّن لنا القران الكريم أن المرأة بحاجة إلى الرجل؛ ليقوم برعايتها، وليكمل ما فيها من نقص؛ قال - تعالى -: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]، لقد كثرت الفتن اليوم نتيجةً للاتصال بالعالم الخارجي، ونتيجة لغياب الرجل المسؤول أو تهاونه، وأدى ذلك إلى وقوع النساء في كثير من المحظورات، كأن تخرج متزينةً، متعطرةً، مرتديةً الحُلي، متكلفةً في مشيتها، وكلامها، وضحكاتها؛ مما يجعل ضعاف النفوس من الرجال يقومون بملاحقتها، وهذه الأفعال الشائنة لا تمتُّ لتعاليم الإسلام بأيِّ صلةٍ؛ يقول الله - تعالى - لنساء نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - وهُنَّ القدوة: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33].
ووجود المرأة في بيتها خير لها من الخروج حتى لو كان للمسجد؛ فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن))؛ متفق عليه، صدقت يا رسول الله، حين قلت: ((ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))؛ رواه مسلم، وما أعظم   أن نقتدي بسنتك في كلِّ سلوك فعلته، وكم نشاهد في الطرقات وفي الأسواق نساءً يخالفن الزي الشرعي الذي أمر به   الإسلام، وإن كنَّ يغطِّينَ رؤوسهن، إلا   أنهن يفتقدن للحشمة، محاولات فتنةَ الرجال في الطرقات؛ لذا يجب على أولياء أمورهن أن يرعوا الأمانة، وأن يمنعوهن من الفتنة؛ قال الله - تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71].
مسؤولية رعاية المرأة:
إن مشكلة النساء ليست بالمشكلة التي يُتهاون بها، وليست بالمشكلة الجديدة؛ إنها مشكلة عظيمة يجب الاعتناء بها، ودراسة ما يقضي على أسباب الشر والفساد؛ إنها مشكلة الوقت قديمًا وحديثًا، ولقد حذَّر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من فساد النساء؛ لأنهن حبائل الشيطان، وفتنة الرجال؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركت   بعدي فتنةً أشد على الرجال من النساء))؛ متفق عليه، من أجل ذلك وجب على الرجال أن يشكروا الله على هذه النعمة، يقوموا بحق نسائهم بتربيتهن، والمحافظة على قِيَمِهن وأخلاقهن؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((الرجلُ راعٍ في أهله، ومسؤولٌ عن رعيته))؛ متفق عليه، ولأن النساء اليوم يختلفن عن النساء في عهد الرسول، فقد قالت أم سلمة: "لما نزلت هذه الآية: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]، خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها"، أما اليوم، فقد أغواهن الشيطان بإظهار الزينة، ورائحة الطيب، وحسن الثياب؛ لذلك على الرجل أن يمنع كلَّ مَن في كفالته من النساء أن يخرجن إلى السوق إلا لحاجة لا يمكنه أن يقضيها هو، وإذا خرجت، فلتخرج غير متطيِّبة، ولا متبرجة، ولا لابسة ثياب زينة، وفي الوقت الذي لا تزاحم فيه الرجال، ومتى عرف الرجل مسؤوليته أمام أهله وخاف مقام ربِّه، وحرص على إصلاح عائلته ومجتمعه، فسيقوم بما أوجب الله عليه من الرعاية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2].
التحذير من فتنة النساء:
قال الله - تعالى -: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، ولا تكون الوقاية منها إلا بطاعة الله ورسوله، واجتناب نهي الله ورسوله؛ لذلك على الرجل المسؤول أن يقوم بدوره في رعاية أهله وخاصةً النساء، فلو تركهن بدون مراقبه، وانشغل عنهن، أصبحن أدوات للإثارة، وتحريك لشهوات الرجال، وهذا هو الخطر الأكبر الذي يُخشى من ورائه تدمير الأخلاق، وتلويث الأعراض والسمعة السيئة، وحلول العذاب؛ قال الله - تعالى-: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16]، فكل واحدٍ مسؤول عن أهله يمنعهم من التبرُّج والسفور، والتجوُّل في الأسواق إلا لحاجه ضرورية، كما أن على ولاة الأمور في البلد أن يحرصوا على منع أسباب الفتنة، بزجر من يرونها متبرجةً أو محاولةً للفتنة، وكذلك تأديب من يلاحقون النساء؛ حتى لا يَبقى لهم مكان بيننا.
التحذير من توسع النساء في التبرُّج:
إن مشكلة النساء اليوم في التبرُّج والاختلاط والتسكُّع في الأسواق، وهي من الأشياء التي نهى الله ورسوله عنها؛ قال الله - تعالى-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، والتبرُّج هو كلُّ زينةٍ أو تجمُّل تقصد المرأة بإظهاره أن تحلو في أعين الأجانب، حتى العباءة التي تستتر بها المرأة، إذا كان شكلها جذَّاب، فتعتبر من التبرُّج، وأما اختلاط النساء بالرجال، فهو مخالف للشرع؛ فلقد خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من المسجد، وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق، فقال للنساء: ((استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليعلق به)).
وأما التسكُّع في الأسواق، فكثير من النساء اليوم يذهبن إلى السوق بدون حاجة، أو لحاجة يسيرة، ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن))، وهذا الحديث يدل على أنه يجوز للرجل أن يمنع المرأة من الخروج للسوق، أما منعها من التبرُّج والتعطرُّ عند الخروج، فإنه واجب عليه ومسؤول عنه يوم القيامة، وانتبهوا أيها المسلمون، فإن هذا التبرُّج والسفور،   الذي جاء إلينا عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، ما هو إلا تقليد وتشبُّه بالكافرات، يحاول به أعداء الإسلام أن يهدموا أخلاقكم ودينكم، وليفسدوا عليكم نساءكم وشبابكم، فإما أن يكون في دينكم صلابة، وفيكم قوة الشخصيَّة الإسلاميَّة، فلا تقتدوا بهم، ولا تغتروا بهم، وتتمسكوا بما كان عليه أسلافكم الصالحون، وإما أن يكون الأمر بالعكس، لينٌ في الدين وضَعف في الشخصيَّة، وانهيار أمام المثيرات، فتكونوا من الخاسرين؛ قال - تعالى -: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15].
التحذير من بعض ملابس النساء:
إن التبرُّج والسفور الذي نراه في بلادنا اليوم، فتلك الفتاة التي تخرج متبرجةً وسافرةً، تكشف عن   جسدها، أو تكون كاسيةً عاريةً، وهذا الذي يبتغيه أعداؤنا، خاصةً   إذا أضفنا إلى ذلك الاختلاط غير المشروع بين الرجال والنساء، وصدق ابن القَيِّم حين قال: "الاختلاط أصل كلِّ مَفْسدة".
أيها المسلم:
هل ترضى أن تكون ابنتك من أهل النار؟! فإنك بتركها تلبس ما تشاء من الألبسة الفاضحة، تجعلها من أهل النار؛ كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن رائحتها، وإن ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا))؛ رواه مسلم، فهذا الحديث يوضح أن تبرُّج المرأة وإظهارها مفاتنها، وعدم التزامها بالحجاب الشرعي، يجعلها من أهل النار؛ لذلك وجب على الإنسان العاقل منع أهله من لبس مثل هذه الألبسة الفاضحة؛ لما لها من أضرار، وأن يعيب على كلِّ مَن ترتديها من البنات الصغار حتى يرتكز في نفوسهن كراهتها؛ لأن البنت إذا لبستها وهي صغيرة، ألفتها وهي كبيرة.
حكم السفور والحجاب:
لقد تكلَّم الشيخ ابن باز - رحمة الله - عن تبرُّج وسفور النساء اليوم، وأنه سببٌ في نزول البلاء، وعقاب الله، فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن الناس إذا رأوا المنكر، فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه))، كما حثَّ الشيخ المسلمين على إلزام نسائهم بالتحجُّب والتستُّر، ومنعهم من التبرُّج، والتشبُّه بالكافرات، وإن السكوت عنهن مشاركةٌ لهن في الإثم، وتعرُّضٌ لغضب الله وعقابه، وبيَّن أن الله نهى نساء النبي وهُنَّ خير النساء، وأطهرهن من التبرُّج والخضوع بالقول، وأمر بلزومهن البيوت، ونهى عن تبرُّج الجاهلية؛ قال - تعالى -: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 32 - 33]، إذا كان الله - سبحانه - يحذِّر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن، فغيرهُنَّ أَوْلى بالتحذير والإنكار، والخوف عليهن من أسباب الفتنة، وحفظهن من الفساد، ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله - سبحانه - في هذه الآية: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 33]، فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهن.
وقال محمد بن سيرين: "سألت عبيدة السلماني عن قول الله - عز وجل -: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}، فغطَّى وجهه ورأسه، وأبرز عينه اليسرى، ثم أخبر الله - سبحانه - أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل النهي، والتحذير منه - سبحانه - كما وضح الشيخ أن إطلاق البصر من أسباب الوقوع في الفاحشة، وأن غض البصر وحفظ الفرج من السلامة في الدنيا والآخرة؛ ولهذا قال - سبحانه-: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]، وعلى العبد أن يخاف ربَّه، ويعلم أن الله يراه فيستحي أن يراه على معصية؛ قال - تعالى-: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]، وقد بيَّن أن من وسائل الفتنة والفساد سفر المرأة بدون محرم، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يَخْلُوَنَّ رجل بامرأة، إلا ومعها ذو محرم)).
بعض آداب خروج المرأة من البيت:
الأصل للمرأة أن تجلس في البيت؛ قال الله - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الأحزاب: 33].
وقد حدد الإسلام لخروج المرأة من البيت للحاجة الماسة شروطًا، منها:
1- الخروج للحاجة لا للهو وإضاعة الأوقات؛ كما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أُذِنَ لكن في الخروج لحاجتكن))؛ رواه البخاري ومسلم.
2- الخروج بإذن الزوج، أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ أو العم.
3- أن تلتزم عند خروجها من بيتها بالحجاب الشرعي، وذلك بستر كامل بدنها، فلا تُظهر شيئًا منه، ولا تمس طيبًا ولا زينةً؛ لأن المرأة إذا تطيبت ثم مرَّت على الرجال؛ ليجدوا ريحها، فهي زانية.
4- أن تغض نظرها في سيرها، فلا تنظر هنا وهناك بغير حاجة، وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال، تتحدث إليهم بعادي الكلام، فلا تلين بصوتها، ولا تخضع به؛ لئلا يطمع فيهن مَن في قلبه مرض؛ قال الله - تعالى -: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32].
5- تمشي متواضعةً في أدب وحياء، ولا تتخذ خلاخل، ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة؛ فربما وقعت في الفتنة؛   قال الله - تعالى-: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31].
6- ولا تسافر المرأة سفر يوم وليلة، إلا مع ذي محرم لها؛ لقول الرسول - صلى الله عليه   وسلم -: ((لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة، إلا مع ذي محرم   عليها))؛ متفق عليه.
ما ينبغي أن يحذره المسلم والمسلمة:
يجب أن يحذرا التبرُّج والسفور والاختلاط، وسفر المرأة بدون محرم، والخلوة بغير المحارم، وعدم طاعة الله ورسوله بالتستُّر والتحجُّب، كذلك حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من مس يد امرأة لا تحل له؛ فقال: ((لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأةً لا تحل له))؛ رواه الطبراني، والبيهقي، وإن كنت أيتها المؤمنة تخافين من عقاب الله وعذابه الشديد، لا تتزيني ولا تتبرجي، ولا تلبسي الملابس الفاضحة، ولا تُغيِّري خلق الله، ولا تتشبهي بنساء الكفرة من النصارى وأشباههم، كما نرى اليوم كثيرًا من النساء يُغيِّرنَ في أشكالهن بدعوي التقدُّم، وفي الحقيقة ما هو إلا تبرُّج الجاهلية، وهي في ذلك مُتَّبعة هواها، وعاصية لله متغافلة عن أمره، وبذلك ينطبق عليها قول الله - تعالى -: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23]، وكذلك ما من امرأة تعبد ربَّها، وتطيع زوجها، وتحفظ فرجها، وتلزم بيتها، إلا رضي الله عنها وأرضاها، وثبت عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: ((إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أيِّ الأبواب شِئْتِ))؛ رواه أحمد والطبراني.
فإن أمرها زوجها بمعصية الله ورسوله، فلا طاعة له؛ لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم -: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))؛ رواه أحمد، كما يجب أن تحذروا غضب الله - تعالى- بعدم أمركم بالمعروف، ونهيكم عن المنكر، واحذروا ما حرَّم الله عليكم، وتعاونوا على البر والتقوى، وتواصوا بالحقِّ والصبر عليه.
بيان معصية التبرُّج والاختلاط، وعقوبة من فعل ذلك أو أوصى به:
إن التبرُّج يؤدِّي إلى كثير من الفتن، فهو يؤدي إلى الخلوة والاختلاط، وغيرها من الفواحش، كالزنا وهو سببٌ لوقوع عقوبات من الله.
يا أولياء النساء والزوجات والبنات:
تذكَّروا أن الرجل راع على أهله، وهو مسؤول عن رعيته، فاحذروا الخلوة، والتبرُّج، والاختلاط بالرجال في الأسواق والمتاجر، والمكاتب وفي كل مكان، كما يجب على كل مسلمة أن تبتعدَ عن كل ما نهى الله ورسوله عنه، كالتبرُّج والاختلاط والسفر بدون محرم، والخلوة والنظر لغير محارمها؛ لأن النظر سهمٌ مسموم من سهام إبليس، وألا تظهر صوتها إلا بقدر الحاجة، وأن تمتنع عن الوظائف التي تجمعها بالرجال؛ حتى لا يحل بها عذاب الله، وكذلك على الرجال المخالطين للنساء والساعين لغوايتهن أن يتوبوا إلى الله، قبل أن يحل بهم عذابه، ودلَّ على ذلك كثير من الآيات والأحاديث، ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأة، إلا ومعها ذو محرم)).
الأمر بالحجاب والنهي عن السفور:
من أدلة الأمر بالحجاب قوله - تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59]، قال ابن عباس في هذه الآية: "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطِّين وجوههنَّ من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين   عينًا واحدة"، قال - تعالى-: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]، قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "مَا ظَهَرَ مِنْهَا؛ يعني بذلك ما ظهر من اللباس، فإن ذلك مَعفو عنه"، ومراده بذلك - رضي الله عنه - الملابس التي ليس فيها تبرُّج وفتنة، وأما ما يُروى عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه فسَّرَ {مَا ظَهَرَ مِنْهَا} بالوجه والكفَّين، فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب، وأما بعد ذلك، فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع، وما سبق في الآيات الكريمات يدل على أن ابن عباس أراد ذلك، وقد نبَّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وغيره من أهل العلم.
ومن آيات الحجاب - أيضًا - قوله - تعالى-: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53]، فهذه الآية نصٌّ واضح في وجوب تحجُّب النساء عن الرجال، وتستُّرهُنَّ منهم، وقد أوضح الله - سبحانه - في هذه الآية الحكمة في ذلك، وهي أن التحجُّب أطهر لقلوب الرجال والنساء، وأبعد عن الفاحشة وأسبابها، ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة، والدليل على أن النساء كُنَّ يستعملن النِّقاب والقفازين لستر وجوهَهُنَّ وأيديهن: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سُئل: ما يلبس المحرم؟ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ((ولا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين))؛ ولذا قال أهل التحقيق: إن الحجاب واجبٌ في غير الإحرام، فلا يجوز للمرأة أن تظهر وجهها، ولا يديها للرجال الأجانب، وأدلة وجوب ستر وجه المرأة عن غير محارمها من الكتاب والسُّنة كثيرة، وأما ما يُروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأسماء بنت أبي بكر: ((يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا))، وأشار إلى وجهه وكفيه، فهذا الحديث ضعيف الإسناد.
من أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس:
يتعيَّن على كلِّ إمام مسجد أن يبيِّن لجماعته أن مِن أركان الإسلام الخمس: الصلوات الخمس والمحافظة عليها في جماعة، وبيان فضلها وأركانها وواجباتها وشروطها، وبيان ما يجب لها من فروض الوضوء وشروطه ونواقضه، والزكاة ومحلها الشريعة، وصوم شهر رمضان، وبيان أحكام الصيام.
كما أنه ينبغي التنبيه على ما هو من خصائص النساء، من الحيض والاستحاضة والنفاس:
الحيض: يكون الدم فيه أسود ثخنًا مُنتِنًا، ولا يتجمَّد، ويعرف الطهر منها بالقصّة البيضاء أو بالجفاف التام، وإذا طهرت المرأة، وعاد لها الدم يحمل صفات الحيض، لا تؤدي العبادات من صلاة وصوم، وغير ذلك، وإذا لم يكن للمرأة عادة ترجع للتمييز، إما إن كانت غير مميزة، فتجلس قدر عادتها، ثم تغتسل بعدها، وتصلي وتصوم.
الناسية لوقت العادة ولعددها، فهذه تتحيض في كلِّ شهر ستة أيام أو سبعة، ثم تصلي وتصوم، وإذا طهرت المرأة قبل الفجر، صلَّت المغرب والعشاء، وإذا طهرت بعد دخول وقت العشاء، فإنها تصلي المغرب والعشاء، وإذا طهرت بعد دخول وقت العصر، فإنها تصلي الظهر والعصر.
الاستحاضة: يكون الدم أحمر رقيقًا غير مُنْتن ويتجمد؛ لأنه دم عرق، وفيها تفعل المرأة العبادات كما يجب، على المستحاضة أن تتوضَّأ لكلِّ صلاة بعد دخول وقتها، وإذا أرادت الوضوء، فتغسل أثر الدم، وتعصب على فرجها خرقةً.
وأما النفساء، فمتى رأت الدم بعد الولادة أو قبلها بيوم أو يومين بأمارة، فإنها تترك العبادة ويكون ما قبل الولادة حكمه حكم النفاس، ومتى طهرت بعد الولادة بعشرة أيام أو أقل أو أكثر، وجب عليها أن تتطهَّر، وتفعل العبادات من صوم وصلاة وغيرهما، ولا تقضي، فإن عاودها الدم في الأربعين، فحكمه حكم النفاس على الصحيح، تترك له العبادة، ففي أيِّ وقتٍ رأت الطهر، فهي طاهرة تغتسل وتصلي، فإذا رأت الدم بعد الأربعين، فهو دمٌ فاسد، إلا إذا صادف زمن   حيضتها قبل   الحمل، فيعتبر حيضًا، والنفاس أكثره أربعون يومًا، هو كالحيض في أحكامه إذا سقط الحمل، فالحكم متعلِّق بالتخلق، فما كان فيه خلق إنسان، فالدم بعده نفاس، وإذا لم   يتخلق، فاستحاضة، تصوم وتصلي وتفعل العبادات.
فينبغي للمرأة الخائفة من الله - عز وجل - أن تجتهد في طاعة الله، وطاعة رسوله، وطاعة زوجها وتطلب رضاه؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت بعلها، فلتدخل من أيِّ أبواب الجنة شاءت))، وإذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها وطلب رضاه، فالزوج - أيضًا - مأمور بالإحسان إليها واللطف بها، وإيصالها حقَّها من النفقة والكسوة، والعشرة الجميلة؛ لقوله - تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، فعلى الرجال والنساء أن يتوبوا إلى الله توبةً نصوحًا، والتي من شروطها الندم على ما مضى، والإقلاع عما كان عليه الإنسان من هذه الأعمال وغيرها، وإضمار ألا يعود إليها، فهذه التوبة تَجُبُّ ما قبلها، ويكون صاحبها كمن لا ذنب له، وتحصل له السعادة والفلاح في الدارين.
بيان ما يلزم المحدة على زوجها من الأحكام:
1- تلزم بيتها الذي مات زوجها، وهي ساكنة فيه، ولا تخرج منه، إلا لحاجة أو ضرورة، كمراجعة المستشفى عند المرض، وشراء حاجتها من السوق، كالخبز ونحوه، إذا لم يكن لديها من يقوم بذلك.
2- تتجنَّب الملابس الجميلة وتلبس ما سواها.
3- تتجنب أنواع الطيب ونحوها، إلا إذا طهرت من حيضها، فلا بأس أن تتبخَّر بالبخور.
4-تتجنب الحُلِي من الذهب والفضة والماس وغيرها.
5-تتجنب الكحل؛ لأن رسول الله نهى المحدِّة عن هذه الأمور، ولها أن تعمل في بيتها وحديقة بيتها وأسطحة أعمالها البيتيَّة، مما يفعله غير المحدِّة.
خطورة الاختلاط:
لا يَخفى علينا أن الاختلاط مدخلاً للشيطان؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأة، إلا كان الشيطان ثالثهما))، وذلك الحديث يعمُّ جميع الرجال، ولو كانوا صالحين أو كبار السن، كما يعم المرأة، ولو كانت صالحةً أو عجوزًا، وهذا شيء مشاهد، من الطبيعة البشرية ميل الرجال إلى النساء بالفطرة، ومن مظاهر الاختلاط اليوم في بيوتنا وجود الخادمات، والتي من المؤكَّد أن يخلو بها أحد رجال الأسرة، وهنا يأتي دور الشيطان.
كما يوجد نوع أخر وهو اتِّخاذ الخدم، الرجال والسائقين الأجانب، فهناك من تساهل وترك محارمه يَذْهَبْنَ مع السائق منفردات، وفي هذا خطر كبير، كما أن الإسلام قد شدَّد في أمر الخلوة بالأقارب غير المحارم؛ لأن هذا كله قد يوقعهم في الدياثة، التي يقول عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل الجنة ديوث))، والديوث: هو الذي يرضى بالفاحشة في أهله، كما أمر النبي - عليه الصلاة والسلام - بالتفريق بين الإخوة الإناث والذكور في المضاجع، ومما سبق ندرك خطر الاختلاط بين الجنسين على أي حال من الأحوال داخل البيوت أو خارجها.
صفات نساء الجنة وصفات نساء النار:
قال - تعالى -: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 32 - 33]، وصف الله نساء أهل الجنة بما تتصف به الحرائر العفائف في الدنيا، فوصفهن بالبيض المكنون، ووصفهن بالمقصورات في الخيام، فتلك صفات نساء الجنة، أما نساء النار، فقد وصفهن رسول الله في الحديث: ((ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها))، كاسيات عاريات؛ أي: عليهن لباس غير ساتر، أو عاريات من الحياء، مائلات مميلات؛ أي: منحرفات عن الطريق المستقيم والحشمة، وتميل معهن القلوب المريضة، رؤوسهن كأسنمة البخت؛ أي: تجمع شعرها من الخلف، كسنام البعير، (قُوا أنفسكم وأهليكم نارًا): قال - تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، هذه الآية تذكر الرجال بمسؤوليتهم أمام الله نحو الأهل، وأنَّ عليهم أمرهم بالخير، وأن ينهوهم عن الشر، وأن يعلِّموهم   ويؤدِّبوهم، فالمرأة مهما كانت متعلِّمة، فهي بحاجة إلى عناية الرجل ورعايته، وتعاهده لها بالأمر والنهي.
حكم مصافحة المرأة الأجنبية التي ليست من محارمك:
الحكم هو تحريم المصافحة من الرجال والنساء؛ فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد، خير من أن يمس امرأة لا تحل له))، وهذه فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله - قد عُلم بالأدلة الشرعيَّة من الكتاب والسُّنة أن المرأة ليس لها أن تصافح أو تُقبِّل غير محارمها من الرجال؛ سواء كان ذلك في الأعياد أم عند القدوم من السفر أم لغير ذلك من الأسباب؛ لأن المرأة عورة وفتنة، فليس لها أن تمس الرجل الذي ليس محرمًا لها، سواء كان ابن عمها أم بعيدًا منها، وليس لها أن تقبِّله أو يقبِّلها، ولا نعلم بين أهل العلم - رحمهم الله - خلافًا في تحريم هذا الأمر وإنكاره؛ لكونه من أسباب الفتن، ومن وسائل ما حرَّم الله من الفاحشة والعادات المخالفة للشرع، ولا يجوز للمسلمين البقاء عليها ولا التعلُّق بها، بل يجب عليهم أن يتركوها ويحاربوها.
خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله:
إخراج المرأة من بيتها إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها، فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي، ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قِيَمه وأخلاقه، ويأمر الله نبيه - عليه الصلاة والسلام - أن يبلِّغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض النظر، وحفظ الفرج عن الزنا، ثم أوضح - سبحانه - أن هذا الأمر أزكى لهم؛ قال الله - جل وعلا -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 30 - 31]؛ لهذا فإن استقرار المرأة في بيتها، والقيام بما يجب عليها من تدبيره بعد القيام بأمور دينها، هو الأمر الذي يناسب طبيعتها وفطرتها وكيانها، وفيه صلاحها وصلاح المجتمع، وصلاح الناشئة، فإن كان عندها فضل، ففي الإمكان تشغيلها في الميادين   النسائية، كالتعليم للنساء، والتطبيب والتمريض لهن، ونحو ذلك، مما يكون من الأعمال النسائيَّة في ميادين النساء كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وفيها شغل لهنَّ شاغل، وتعاون مع الرجال في أعمال المجتمع وأسباب رقيِّه، كل في جهة اختصاصه، ولا ننسى هنا دور أمهات المؤمنين - رضي الله عنهنَّ - ومن سار في سبيلهِنَّ وما قُمْن به من تعليم للأمة، وتوجيه، وإرشاد، وتبليغ عن الله - سبحانه - وعن رسوله، فجزاهُنَّ الله عن ذلك خيرًا، وأكثر في المسلمين اليوم أمثالهنَّ مع الحجاب والصيانة، والبعد عن مخالطة الرجال في ميدان أعمالهم.
الأخلاق الحميدة للمرأة المسلمة الرشيدة:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة))، المرأة راعية على بيت زوجها وعلى بناتها ومسؤولة عن رعيِّتها، فإن من واجبها أن تربي بناتها على الحياء والستر والصيانة، والنهي عن التكشُّف والخلاعة، وعلى الأمر بالطهارة وبالصلاة في وقتها، فإن الصلاة تقيم اعوجاجها، وتصلح فسادها، وتذكرها بالله الكريم الأكبر، وتصدُّها عن الفحشاء والمنكر، كما أن الجهر بالمعاصي والفسوق، يجعل الناس تأْلفه ولا ينكرونه، وبعضهم يقع في الفساد على سبيل التقليد على حدِّ ما قيل: "إذا كثر الإمساس، قلَّ الإحساس"؛ لهذا يجب على النساء تربية بناتهن على التستُّر واللباس الشرعي، ونتيجةً لاختلاط المسلمات بالكافرات، ومشاهده الأفلام الخليعة، انتشرت الألبسة الفاضحة بين المسلمات، وذلك ما هو إلا تقليد أعمى وتشبُّه بالكافرات، ومن تشبَّه بقوم، فهو منهم، ويجب على المرأة المسلمة أن تستر جميع جسمها في الصلاة، ما عدا الوجه والكفين، وهذا شرط لصحة الصلاة؛ لقول النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((لا يقبل الله صلاة حائض - أي بالغ - إلا بخمار))، فأمر الله نساء نبيه، ونساء المؤمنين، بأن يقمن الصلاة في وقتها بخشوع وخضوع في السجود والركوع، لأن لبَّ الصلاة الخشوع في الركوع والسجود، ولأن الصلاة من آكد العبادات، وهي من أكبر ما يُستعان بها على حسن تربية البنين والبنات، وتنبت في القلب محبة الربِّ؛ قال - تعالى -: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34]، هذه الآية تدلُّ على ضرورة تعلُّم المرأة لأحكام الكتاب والسُّنة، وسائر العلوم الشرعية، والعلوم المفيدة؛ إذ هي كالرجل في ذلك، وقد كان لنساء الصحابة والتابعين من هذا العلم الحظ الأوفر، والنصيب الأكبر، فمنهن المحدِّثات، ومنهن الفقيهات، ومن ذلك أن عائشة أم المؤمنين كان الصحابة يسألونها من وراء حجاب عما يشكل عليهم من الأحاديث وتفسير الآيات، وعن الأحكام وأمور الحلال والحرام، وكانت تستدرك على الصحابة كثيرًا من القضايا، وهي معدودة من حُفَّاظ الصحابة الذين أكثروا من الأحاديث عن رسول الله، وإن أشرف حالة للمرأة أن تكون قاعدة في قعر بيتها، قائمةً برعاية حقوق زوجها، وحسن صحبته ومعاشرته، ولزوم طاعته بالمعروف، وألا تكلِّفه ما يشقُّ عليه من متطلباتها، وألا تأذن في دخول بيته مَن يكره دخوله، وألا تخلو مع رجل ليس بمحرم لها، ولأن دين الإسلام يعلمهن فضيلة الستر والعفاف، وفضيلة التواضع في المأكل واللباس، وينهى عن المغالاة، ويأمر بالاقتصاد في النكاح وينهى عن المغالاة في المهور، ويقول: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وأمانته، فزوجوه، إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).
ويأمر بالاقتصاد في النفقة بحسن التدبير، وينهى عن الإسراف، ويأمر بصلة الأرحام والجيران، وحسن معاشرة الناس بالإحسان، وبإفشاء السلام وطيب الكلام، وينهى عن إطلاق اللسان باللعن والسب، فهذه هي التعاليم الإسلامية، والأخلاق الدينيَّة التي تجعل المرأة صالحةً مصلحةً في بيتها وبيئتها، وحسن تربيتها لأولادها وبناتها، وتجعلها سعيدةً في حياتها، وبعد وفاتها، ولا يوفق للعمل بهذه المزايا الفاضلة والوصايا النافعة إلا خيار النساء علمًا وعقلاً وأدبًا ودينًا.
فيا معشر النساء المسلمات:
إن الله - سبحانه - شَرفَكُنَّ بالإسلام، وفضلكُنَّ به على سائر نساء الأنام، متى قُمْتن بالعمل به على التمام، وأن المرأة بدينها وأخلاقها، لا بزيِّها وجمالها، الْزمن لباس الشرف والحشمة، والفضيلة والحياء والستر، وهو اللباس الواسع السابغ، ولباس الجلال والجمال والوقار، ولباس الحرائر التقيِّات الأطهار، ولا ينجرف بكُنَّ الهوى، والتقليد الأعمى إلى مشابهة نساء الكفار، ولا تنخدعن بالدعاة إلى النار، الذين يبغونكم الفتنة، وفيكم سمَّاعون لهم، ويحسِّنون لكم ما يسوء فعله في حقِّكم.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص أول)
  • رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص ثالث)

مختارات من الشبكة

  • رسالة إلى أختي المسلمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كلمة (رسالة أو الرسالة) - تأملات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رسالة إلى الأخوات المسلمات (WORD)(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • رسالة إلى الأخوات المسلمات(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • إحكام الدلالة لأحكام الرسالة: أدلة مسائل رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه الإمام مالك (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رسائل إلى المواهب الصاعدة: رسالة إلى حنان(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أربع رسائل في الاجتهاد والتجديد للإمام السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( الرسالة التبوكية ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الرسالة السينية والرسالة الشينية(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب