• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص أول)

زكريا صبري محمد أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2012 ميلادي - 20/7/1433 هجري

الزيارات: 18342

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص رسالة
رسالة إلى الأخوات المسلمات

للشيخ: عبدالله بن جار الله آل جار الله

الحمد لله على ما خصَّنا به من النعم والعطايا، حمدًا نستجير به من أليم عقابه وبلائه، ونشهد أنه هو الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمد بن عبدالله، أفضل الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد:
وجوب رعاية المرأة ومنعها من التبرج:
لقد رفع الإسلام من شأن المرأة، فأحاطها بآداب تحفظ عليها عفَّتها وتصون شرفها وترفع كرامتها، وبفضل تشجيع الإسلام، استمرَّت المرأة تتدرَّج نحو الكمال في رزانة وحذَّر وعِفَّة، تحمل العبء المنوط منها في أمانة وإخلاص، فهي الأم المربية، والزوجة الصالحة، وجعل الزوج قوَّامًا عليها؛ قال الله - تعالى -: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34]؛ وذلك لأن الرجل بما خلقه الله يتمتع بخصائص تختلف عن خصائص المرأة، فهو يتمتع بقدرات جسميَّة وعقليَّة، يتدبر بها الأمور ويعقلها، ولذلك كلَّفه الله - سبحانه وتعالى - بهذه المهمة من رعاية الأسرة، والإنفاق عليها، والإشراف على شؤونها.
ولكون المرأة مرهفة الحس، سريعة الانفعال، تسيطر عليها عواطفها الممتلئة بالحنان؛ لذلك هي لينة، ضعيفة، وظيفتها الأساسيَّة هي الأمومة والزوجيَّة، وتربية الأبناء ورعايتهم؛ قال الله - تعالى -: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228]، وقال - تعالى -: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} [البقرة: 282]، لقد زود الله - سبحانه وتعالى - الرجل بطاقات واستعدادات تتناسب مع المهمة المكلف بها، وجعل له الكون الواسع الفسيح؛ للسعي فيه على رزقه، ورزق من يعول من زوجة وأولاد، ولذلك كان واجب الرجل أن يقوم بدوره المطلوب نحو المرأة من القوامة والرعاية.
والحقيقة التي لا شك فيها: أن سرَّ قوة العالم الإسلامي في عصوره الزاهرة، وسرَّ مقاومته للفناء في عصور الانحطاط، إنما هو في بقاء المرأة معتصمةً بتقاليدها العريقة، سليمةً من التحلُّل والفساد، وهو ما فطن إليه أعداء الإسلام، فأخذوا يصوِّبون سهامهم إلى المرأة، وينسبون إليها سرَّ تأخُّر المسلمين وضعفهم، كأن القوم يشفقون علينا، ويحرصون على تقدمنا ورقيِّنا، ولا يعملون بكل وسيلة لاحتلال بلادنا، واستنزاف خيراتنا، واستئصال شأفتنا!!
لقد أوجب الله - سبحانه وتعالى - على المرأة الحجاب؛ وذلك صونًا لعفافها وحفاظًا على شرفها؛ قال - تعالى -:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، والحجاب عبادة تتقرب به المرأة من ربها، كما هو الحال في باقي العبادات، وحجابها شرعي، ما إن تمسكت به أصبح عنوانًا لعفتها وحيائها، ومع أن الكثير من إحصاءات وتقارير الهيئات الدوليَّة جاءت مؤكدةً لعظمة الإسلام، ومعلنةً أن تعاليمه للمرأة كانت خير علاج للمشاكل المعقدة التي عجز المجتمع الغربي عن حلِّها، مثل تفشي الزنا في مختلف الأوساط، واطراد الزيادة في الأولاد غير الشرعيين زيادة بالغة، وقد جاء في النشرة الإحصائيَّة لهيئة الأمم المتحدة ما نصه : "إن البلدان الإسلاميَّة محفوظة من هذا الوباء، وباء انتشار الفاحشة، وكثرة أبناء الزنا"، لقد أمر  الله - سبحانه وتعالى - النساء بضرب الخمار: وهو ماتغطي به رأسها على جيبها؛ ليستر جسدها؛ قال - تعالى -:{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31]،  وكذلك نهاها ألا تضرب الأرض برجلها ذات الخلاخيل، أو الكعوب العالية في وقتنا هذا؛ قال: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31]، فيسمع صوت مشيتها، فيعلم بزينتها، والنهي في الآية الكريمة؛ للحفاظ عليهن من الفتنة، ومن أصحاب الشهوات والأغراض الدنيئة.
إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمنَّاها أوروبا من قديم الزمان؛ لغاية في النفس يدركها كل من وقف على مقاصد أوروبا بالعالم الإسلامي، إنه لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في الشرق، إلا أن يطرأ على المرأة المسلمة التحويل، بل الفساد الذي عمَّ المجتمع في الغرب، ومع أن الكثير من عقلاء الغرب وكبار مفكريه وقفوا موقف الإنصاف والتقدير من تعاليم الإسلام وتقاليده، فوضعوا الأمور في نصابها، وأعلنوا لبني قومهم ما في الإسلام من سمو وحكمة، وما في تعاليمه من تكريم للمرأة، وإعلاء لشأنها، إلا أنه ما زالت هناك أصوات تنادي بحرية المرأة ومساواتها بالرجل.
إن تقوى الله هي السبيل إلى النجاة، ولزوم النساء لبيوتهن أزكى لهن وأحصن، وواجب على أولياء أمورهنَّ من الرجال أن يعرفوا ما أوجبه الله عليهم من رعاية النساء، ومنعهن من الفتنة؛ قال - تعالى -:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71].
مسؤولية رعاية المرأة:
ولما كانت المرأة من أهم مقومات الأسرة، فقد كان من الطبيعي أن يُعنى الإسلام - في تشييده للمجتمع الفاضل - بانتشالها من الهوة التي دفعتها الجاهلية إليها، ووضعها في المكانة اللائقة بها، كزوجة تشاطر زوجها في السَّراء والضراء، وكأمٍّ منوط منها تنشئة الأبناء، وكربةِ بيتٍ تقوم بتدبير شؤون الأسرة، وتوفِّر لأفرادها كلَّ سعادة وهناء، ولأن النساء يحتجنَ إلى زيادة الرعاية؛ لكونهن ناقصات عقلٍ، فتفكيرهن مضطرب، وعاطفتهن تطغى عليهن، وناقصات في الدين؛ لأنهن إذا حِضْنَ لا يَصُمْنَ، ولا يصلين؛ قال - تعالى -: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34]، فقد اختصَّ الله - سبحانه وتعالى - الرجال بنعمة القوامة عليهِنَّ، ولقد حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من فتنة النساء قال - صلى الله عليه وسلم - : ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء))؛ متفق عليه.
وكثير من نساء هذا العصر يخرجْنَ بدون حاجة إلى العمل والأسواق والنوادي والحفلات، متزينةً ومتطيبةً، رافعةً صوتها، تمشي كالرجال وتزاحمهم دون مبالاة؛ قال - صلى الله عليه وسلم - : ((إن المرأة إذا استعطرت، فمرت بالمجلس، فهي كذا وكذا .. ))؛ يعني زانيةً؛ رواه الترمذي، وقال حسن صحيح.
ومتى عرف الرجل مسؤوليته أمام أهله، وأمرهن بالحجاب، وعدم الخروج إلا لحاجة ضرورية، فإذا خرجت لا تتبرَّج ولا تتزيَّن ولا تتطيَّب، وعمل على إصلاح أهله، فقد قام بما أمره الله به؛ قال - تعالى -:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2 - 3].
التحذير من فتنة النساء:
وزيادة في رعاية الإسلام للمرأة، وتوقيره لها؛ حرَّم على غير المحارم النظر إليها، وأمرهم بغض الأبصار عنها؛ تشريفًا لقدرها، وحرصًا على كرامتها، وسموًّا بمكانتها، وتنزيهًا لها عن أن تكون مظنةً لنزوات آثمة، أو مثار شهوات دنيئة؛ قال - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]، وقـال - صلى الله عليه وسلم -  : ((النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافة الله، أعطاه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه))؛ رواه الحاكم وصححه، وتأكيدًا لما تقدَّم من المعاني النبيلة، أمر الإسلام المرأة كذلك، بغضِّ البصر، وضرب الخمار، وعدم الاختلاط بغير المحارم؛ تنزيهًا لها عن الدَّنايا، وتأكيدًا لحرمتها وطهرها، وتمييزًا لها عن العاريات الكاسيات، ممن تبرجْنَ تبرُّج الجاهلية الأولى، وزيادةً وحمايةً لها من طمع الفُسَّاق والمستهزئين؛ قال - تعالى -: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31]، قالت أم سلمة: "لما نزلت آية الحجاب: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]، خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سُود يلبسنها"، وإذا كانت المرأة تخرج إلى السوق متطيبةً، متعطرةً، تلبس الكعب العالي، وتضرب الأرض برجلها، فسوف يطمع من في قلبه مرض ويلاحقها؛ قال - تعالى -:{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32].
ويصل الإسلام في تكريمه للمرأة إلى الأوج، حين قدَّم التفرُّغ لرعايتها على الجهاد في سبيل الله.
فقد جاء رجل إلى النبي  - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله: أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ((هل لك أم؟))، قال: نعم، قال: ((فالزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها))؛ رواه أحمد، والنسائي، وغيرهما.
إن الشروط التي فُرضتْ على المرأة في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسدِّ ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرُّج، وهذا ليس تقييدًا لحريتها، بل هو وقاية لها من أن تسقط في درك المهانة ووحل الابتذال، أو تكون مسرحًا لأعين الناظرين، ومن يتأمل نصوص الشرع، يتيقَّن مفاسد التبرُّج وأضراره على الدين والدنيا؛ قال - تعالى -: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31].  فلبس الحجاب يكشف عن التديُّن ويحفظ المحجَّبة من ألفاظ الشباب ونظراتهم الفاسدة، ويحميها من عبث الجاهلين، وإنه لا بد وأن يكون ساترًا للبدن كلِّه، ولا يظهر من الجسد شيء، وألا يكون ملفتًا للنظر بألوانه المثيرة، وألا يكون شبيهًا بملابس الرجال أو الكفار.
لقد أصبح الحجاب في وقتنا هذا مجرد زيٍّ أو قطعة ملابس، يجري أصحابها وراء أحدث ما تنتجه بيوت الأزياء، أو ما تبتكره خطوط الموضة العالميَّة، ولماذا تلهث النساء وراء أشكال وألوان الحجاب اللافتة للنظر؟! وهو ما يُطلق عليه حجاب الموضة، إن النساء يسألْنَ عن الموضة، والإسلام لم يُحرِّم لبس الموضة، لكن داخل البيوت وللزوج، والحجاب لا يمنع من النزهة والسياحة ما دمنا ملتزمين بشرع الله، ولا يمنعنا من العلم والتعلُّم.
ولماذا تزاحم النساء وتخالط الرجال في العمل وفي السوق، وهذا مخالف لسلفنا الصالح؟!
إن ترك النساء يَخرجْنَ متى شِئْنَ بدون حجاب، ولا حياء، ولا مراقبة - لهو من أسباب الفساد وسوء السمعة، وحلول العقاب؛ قال - تعالى- :{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].
ولو حرصنا على منع النساء من الذهاب إلى الأسواق ومن التبرُّج، وقمنا بمقاومة وتأديب من يلاحقونهنَّ، فسوف نقضي على أسباب الفتنة والفساد، ويمدُّنا الله بقوة من عنده - سبحانه وتعالى.
التحذير من توسع النساء في التبرُّج:
إن ما يُعرض في المحلات، من أشكال متعددة للحجاب، أغلبها لا يخضع للشروط الشرعيَّة للحجاب، بل إنها تتناقض مع المراد من الحجاب، لقد أصبح الحجاب له مئات الأشكال والألوان، فنرى بعض النساء ترتدي الجلباب، وأخرى ترتدي البلوزة والجيب، وأخرى ترتدي البنطلون، ناهيك عن شكل الملابس التي يتم ارتداؤها، والتي تحدِّد الجسم وتظهره أكثر ما تخفيه.
لقد أمر الله - سبحانه وتعالى – بالحجاب؛ فقال - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]؛ لما له من فوائد كثيرة، فهو يضفي على صاحبته الوقار والحياء، وله فوائد صحيَّة؛ فهو يحمي البشرة، والشعر من أذى الشمس في الصيف، وشدة البرد في الشتاء، كما أن له مَيْزَات اجتماعيَّة ونفسيَّة؛ فهو يكشف عن تديُّن الفتاة، وبالتالي يحفظها ويحميها.
وكذلك نهى الله عن ضرب الأرجل؛ قال - تعالى -: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31]؛ وذلك للقضاء على أسباب الفتنة والفساد.
ونساء اليوم إذا خرجت إلى الطريق، فانظر ماذا ترى في الطريق؟! النساء يرتدين أجمل الثياب، ويتزيَّنَّ ويتعطَّرن، ويلبسن من الحُلي والذهب ما يمكن لبسه؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا استعطرت المرأة، فمرت بالمجلس، فهي كذا وكذا))؛ يعني زانية؛ رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وقال: حديث حسن صحيح، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((أيما امرأة أصابت بخورًا، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة))؛ رواه مسلم.
أما الاختلاط اليوم، فأصبح ظاهرةً عاديةً بين الرجال والنساء في العمل، والسوق، والمسارح، والحفلات، والأفراح، وكأنه شيء عادي، لا خطورة منه؛ خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق، فقال - صلى الله عليه وسلم - للنساء: ((استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكُنَّ بحافات الطريق))، فكانت المرأة تلصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليعلق به.
واختلاط النساء بالرجال الأجانب فيه فساد كبير؛ لأنه يؤدي إلى حصول الغرض السيِّئ بينهما؛ لأن النفس أمارة بالسوء، والشيطان يعمل على إثارة الفتنة والفحشاء بينهما.
إنه لا يماري أحد في أن الفضائل الإنسانيَّة هي نبع سعادة الإنسان في الحياة، ومن ثم جاءت الديانات السماوية كلها تدعو إليها؛ لأنها من عند الله - سبحانه وتعالى - الذي يريد لعباده سعادة الدارين، لهذا كانت كل الوسائل الحيوية التي تحض على الفضائل، وتحارب الرذائل - من أهداف الدين الحنيف، ومن صميم رسالته في الحياة الدنيا.
التحذير من بعض ملابس النساء:
والإسلام عندما جعل الرجل مسؤولاً عن المرأة، أمٍّ وزوجة، وأخت وبنت، لم يكن ذلك تسلُّطًا عليها، بل لرعايتها والحفاظ عليها؛ حتى تكون عفيفةً، بعيدةً عن مواطن الشبهات والفتنة، والعناية بتنشئة البنات وتربيتهن، هي خير وسيلة للحفاظ عليهن؛ قال - صلى الله عليه وسلم - : ((من كانت له بنت، فأدبها فأحسن تأديبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها، وأسبغ عليها من نِعَم الله التي أسبغ عليه - كانت له سترًا أو حجابًا من النار))؛ رواه القرطبي.
والآن وقد تهاون كثير من الآباء في تربية بناتهم، فمنهم من يسمح لبناته بلبس الملابس القصيرة أو الضيقة، وبذلك ينشئهن على التعري والتبرُّج، وقد لا يدرك بعض الآباء المهمة العظيمة الملقاة عليهم، والرسالة السامية التي يحفظون بها أخلاق وقِيَم بناتهم، أين أنتم أيها الآباء من قول رسول الله  - صلى الله عليه وسلم -: ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن رائحتها، وإن ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا))؛ رواه مسلم؟!
لا بد من إرشاد الفتاة قبل أن تعري نفسها من الحياء والتقوى، والوسيلة مهيَّئة إن شاء الله، ما دام بناتنا مهيَّئين لذلك، علينا بالحزم وكبح الرغبة الشديدة لديهن، وتعويدهن على الملابس المحتشمة؛ حتى يَنْشَأْنَ على العِفَّة والحجاب، وقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: يا رسول الله، أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: ((بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة))، قلت: يا رسول الله، وبمَ ذاك؟ قال: ((بصلاتهنَّ وصيامهنَّ وعبادتهنَّ الله تعالى)).
والحجاب من العبادات التي تتقرَّب بها المرأة من خالقها؛ قال - تعالى - لأمهات المؤمنين: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
حكم السفور والحجاب:
لقد أمر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه العزيز النساء بلزوم البيوت، وحذَّرهُنَّ من التبرُّج؛ لما له من مفاسد، وعواقب وخيمة، وعلى أولياء أمورهن أن يُلزمهن بالتحجُّب والتستر، مخافة غضب الله وشديد عقابه؛ قال - صلى الله عليه وسلم - : ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيِّروه، أوشك أن يعمَّهم الله بعقابه))، وقال أيضًا: ((من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))، والأمر بالتستر والتحجب، وإدناء الجلابيب على الجسم للنساء عامةً؛ قال - تعالى -:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]، حتى يُعرفْنَ بالعِفَّة والأدب؛ لأن التبرُّج يفضي إلى الفتنة، ولو كانت عجوزًا؛ قال - تعالى -: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 60]، وشرط - سبحانه وتعالى - في حق العجوز ألا تكون ممن يرجو النكاح، فنهيت عن الزينة، وعن وضع ثيابها عن محاسنها؛ صيانةً لها ولغيرها من الفتنة، وإذا كان هذا الحال للقواعد من النساء، فكان من باب أولى للشابات أن يتحجَّبن ويستعفِفْن عن إظهار الزينة؛ وذلك درءًا للفتنة.
وعلى العبد أن يخاف ربه وأن يستحي منه أن يراه على معصية؛ ولذلك أمر المؤمنين بغض البصر؛ قال - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].
فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة، والله - سبحانه وتعالى - لم يستثنِ - أيضًا - المؤمنات من غض البصر، وإنما أمرهُنَّ؛ قال - تعالى -: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31]؛ وذلك صيانةً لهنَّ من أسباب الفتنة، وحرصًا على عفَّتِهِنَّ وسلامتهن.
لقد حرَّم الإسلام الخلوة بالمرأة الأجنبيَّة؛ وذلك لعدم الوقوع في الفاحشة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يخْلوَنَّ رجلٌ بامرأة، إلا كان الشيطان ثالثهما))، وأخرج أبو داود والنسائي: "أن رجلاً من الأنصار مرض، حتى صار جلدةً على عظم، فدخلت عليه جارية تعوده وحدَها، فهشَّ لها، ووقع عليها، فدخل عليه رجال من قومه يعودونه، فأخبرهم بما حصل منه، وطلب الاستفتاء من النبي، فقالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأينا بأحد من الضرِّ مثل الذي هو به، ولو حملناه إليك، لتفسَّخت عظامه، ما هو إلا جلدة على عظم، فأمر - صلى الله عليه وسلم - بإقامة الحدِّ عليه، وذلك بضربه بمائة شمراخ ضربةً واحدةً". والأصل في شريعة الإسلام ألا تسافر المرأة وحدَها، بل يجب أن تكون في صحبة زوجها، أو ذي محرم لها؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأة، إلا ومعها ذو محرم))؛ وذلك حمايةً لها من طمع مرضى القلوب، ومن عدوان المعتدين، وذئاب الأعراض، وقُطَّاع الطُّرق، ويجب على النساء عند سماعهنَّ قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة، وليس معها محرم))، أن يقلنَ: سمعنا وأطعنا، وعلى أولياء أمورهن أن يمنعوهن مما حرَّمه الله، من السفر بدون محْرم، ومن التبرُّج وإظهار الزينة؛ قال الله - سبحانه وتعالى -: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]، ويجب - أيضًا - تحذير الرجال من الخلوة بالنساء، والسفر بهِنَّ بدون محرم؛ لأن ذلك من أسباب الفتنة والفساد؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركت فتنةً أضر على الرجال من النساء))، وعلى ولاة الأمور من آباء، وأزواج، ومسؤولين، ورجال دولة إدراك هذا الخطر والتغلُّب عليه بكل الوسائل، وصحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما بعث الله من نبي، إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويهتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه، فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
ندعو الله أن يبصر الجميع بواجبهم، وأن يعينهم على أدائه على الوجه الذي يرضيه، وأن يقي الجميع وسائل الفتنة، وعوامل الفساد، ومكايد الشيطان، إنه جواد كريم.
بعض آداب خروج المرأة من البيت:
وكثيرًا ما تخرج النساء في أيامنا هذه إلى المساجد في جماعات، متسكِّعين في الطريق، نسمع أصواتهنَّ في الشارع عاليةً، وتنادي إحداهن الأخرى بصوت مرتفع؛ لكي توقظها من نومها، فيسمع صوتها كلُّ من في المنطقة من الرجال والنساء في الفجر، ونستيقظ على أصواتهن المرتفعة، وضحكاتهن وضجيجهن، وربما يكون أزواجهن في البيوت نائمين، لا يقومون للصلاة، وهم في مشيتهم  يغلقون الشارع، فلا متسع لمرور الرجال، فتتلاحم أجساد الرجال بأجساد النساء، كان - صلى الله عليه وسلم - خارجًا إلى المسجد للصلاة، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال - صلى الله عليه وسلم - للنساء ((أستأخِرْنَ، فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق))، فكانت المرأة تلتصق بالجدار، حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.
ولقد اتَّخذت النساء الجزء الأول من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه: ((لا تمنعوا إماء الله من المساجد))، وتركوا الجزء الثاني، الذي يقول: ((وبيوتهن خير لهنَّ))، فهُنَّ يذهبن إلى المساجد في تبرُّج وسفور، وكلَّما حَدَّثْتَ إحداهن عن صلاتها في بيتها، لا تقتنع بذلك، وتقول: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يمنع النساء من الصلاة في المساجد، ويعني الحديث: أنه يجوز للمرأة الخروج للمسجد، ولكن في سكينة وخفض صوت، ولا تمشي كما يمشي الرجال، تضرب الأرض برجلها، وترفع صوتها، وتتعطَّر كما يفعل الرجال، وهذا الحديث يدل على أنه يجوز للرجل أن يمنعَ المرأة من الخروج إلى السوق، ولا إثم عليه في ذلك، أما منعها من التبرُّج والتعطُّر عند خروجها، فإنه واجب عليه، ومسؤول عنه يوم القيامة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((وليخرجْنَ تفلات))، وقال- صلى الله عليه وسلم -: ((إذا خرجت إحداكُنَّ للمسجد، فلا تمس طيبًا)).
وكثيرًا ما تخرج النساء إلى المقابر، والمتنزهات، والحدائق العامة، والشواطئ، وغيرها من أماكن اللهو، والحفلات، ومنهن من تخرج إلى النوادي الرياضيَّة؛ لتشجيع الفرق الرياضيَّة، بأحسن الثياب وأفخرها، و في كامل زينتها، وعندما تصفق بيديها تتعرى إلى أكثر من نصف ذراعيها، وتكشف بقصد أو بغير قصد عن ذراعيها، وما فيهما من حُلِي وأساور، وما فيهما من نعومة وأظافر مُلونة، وقد تُلون وجهها بجميع الألوان، أو تضع علم دولتها على وجهها أو ثيابها، و في هذه الأماكن ينكشف الحياء، وتختلط النساء بالرجال؛ قال الله - تعالى -:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 33]، فالأصل في شريعتنا الإسلاميَّة للنساء هو القرار في البيوت؛ لأن خروجها من بيتها حَصَدَ الكثير من المفاسد، تتضاءل أمامها الفوائد المزعومة من مشجعي خروج المرأة، لا بد لها من ضوابط تسير عليها وتلتزم بها، ومن أهمها: أن يكون الخروج لحاجة ضرورية، لا للهو واللعب، وبإذن وليِّها، وتكون ملابسها طويلةً تستر البدن كله، واسعةً، خاليةً من الألوان الجذابة، وتبتعد عن الزينة والتعطُّر، وتغض بصرها في سيرها، وإذا تحدَّثتْ، فلا تلين الصوت، ولا تخضع به؛ حتى لا تكون مطمعًا لذوي القلوب المريضة من الرجال، وتمشي متواضعةً في أدب وحياء، فلا يسمع لحذائها صوت وهي تمشي، ولا ترفع نقابها إلا لحاجة، ولا تضع ثيابها عند صديقاتها، ربما يكون بالبيت رجال يتلصَّصون عليها، ولا يكلفها عملها أن تسافر بدون محرم.
ما ينبغي أن يحذره المسلم والمسلمة:
إن الإسلام دين عدل ورحمة واعتدال، دين مناف لكل صور الإفراط والتفريط، فليس من الإسلام أن تشيع الفوضى وينطلق التحرُّر في السلوك من غير ضابط ولا اتِّزان؛ لأن ذلك فيه إباحيَّة يريدها الغربيون الذين نشؤوا في إباحيَّة مطلقة، وأيضًا أتباعهم اللاهثون وراءهم من بلادنا، مقلدين كل ما وجدوه عندهم من ذميم الصفات، وخسيس الأفعال؛ قال - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَه} [الأحزاب: 33]، إن الآية الكريمة دليل واضح على لزوم النساء في البيوت وعدم تبرجهن، وإظهار زينتهنَّ؛ وذلك لما للتبرُّج من مفاسد عظيمة، يؤدي إلى تحريك قلوب الرجال لتعاطي أسباب الزنا، لقد جعل الله - سبحانه وتعالى - التزام الحجاب عنوان للعِفَّة وطهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات، والدين الإسلامي يمنع الاختلاط بالرجال، ولقد حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من مَغَبة الخلوة؛ لما لها من مخاطر وسوء العواقب؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إياك والخلوة بالنساء، والذي نفسي بيده، ما خلا رجل بامرأة، إلا وكان الشيطان ثالثهما))، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - مخالطة الرجل القريب كالموت، حين قال: ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال ((الحمو الموت))؛ رواه البخاري، والحمو: هو أخو الزوج وأقاربه.
إن ما وصل إليه نساؤنا اليوم في التبرُّج وإظهار المحاسن والأجساد، ووضع الزينة، (الماكياج)، و(المناكير) - لأمرُ خطير، وليس بالهيِّن حتى نتركه، يلزمنا أن نسدَّ ذرائع هذا التبرُّج بكل الوسائل والشروط التي فرضت علينا، إن المرأة إذا لزمت بيتها، وعبدت ربها، وأطاعت زوجها، وحفظت فرجها، دخلت جنة ربها؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أيِّ الأبواب شِئْت))؛ رواه أحمد والطبراني.
أما عن الأسواق، فحدِّث ولا حرج: تخرج النساء إلى الأسواق، بحاجة وبغير حاجة، وتمشي في السوق ذهابًا وإيابًا عدة مراتٍ دون حاجة، والواحدة منهن تختال بنفسها، وبلباسها، وبهيئتها، وتمشي مِشية الرجال، لا يعوقها عائقٌ، تتحدَّث مع هذا، وتحاور هذا، وتتفاوض مع هذا، وتضحك مع هذا، وتبدي زينتها لكلِّ من هبَّ ودبَّ، ومتى تكشفت النساء في الأسواق والشوارع، وتحدثت وصافحت، ومازحت، وتحاورت، وأبدت زينتها - فقد تساهلت، وتسامحت في عِرضها، لقد حذَّر الإسلام من الخلوة بالمرأة الأجنبيَّة، كما حذَّر من مسِّ يد امرأة لا تحل له؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له))؛ رواه الطبراني والبيهقي. و لقد دعا دعاةُ التحرير إلى سفور المرأة، واختلاطها بالرجال مطلقًا دون مراعاة شيء من     القيود والآداب الشرعية، متجاهلين الأوامر الشرعيَّة؛ قال - تعالى -: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27].
لقد خلق الله - سبحانه وتعالى - الإنسان وأحسن قوامه، وأكمل صورته، ولكن بعض النساء قمن بتغيير خلق الله، من وصل الشعر والوشم، وعمليات التجميل، مثل إزالة مظاهر الشيخوخة، وزرع الشعر، وتقشير البشرة، وشد الوجه، وحقن الدهون أو شفطها، أو تجميل الأنف، وتكبير الشفتين أو إعادة تشكيل الثديين، تصغيرًا أو تكبيرًا، إلى غير ذلك من العمليات التي لا نفع منها، إن الجمال الذي يريده الإسلام هو جمال القلب والوجدان الذي يتحقق به الإيمان والتقوى؛ قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))؛ رواه مسلم، وما الداعي إلى التبديل والتغيير، لم يخلق الله شيئًا عبثًا، إذا كان هذا هو التقدُّم والحضارة والتمدين، الذي يجعل الله - سبحانه وتعالى - غاضبًا علينا، فلا أهلاً ولا مرحبًا به.
إن المرأة كلها عورة، ويجب عليها أن تحتجب؛ وذلك حفاظًا على كرامتها وعزَّتها، وعلى أولياء الأمور أن يعلموا أنهم مسؤولون أمام الله، من تعليم ونصح وإرشاد للنساء.
بيان معصية التبرُّج والاختلاط، وعقوبة من فعل ذلك أو أوصى به:
إن التمسك بمبادئنا، والالتزام بمنهجنا، رضي الناس أم لم يرضوا، وهل نريد أن نكون ممن يرضون الناس ويعصون الله؟! لا بد من مراقبة الله - عز وجل - واتِّباع ما أمر به، من القرار في البيوت والتَّستُّر عند الخروج، ثم عدم مجالسة الرجال الأجانب، أو الاختلاط بهم بأي حال من الأحوال، سواء أكان هذا الرجل شابًّا غضًّا، أم رجلاً يافعًا، أم عجوزًا أشيبَ، ثم إنه يجب على المرأة المسلمة ألا تضع ثياب الاحتشام متبرجةً بزينة، وألا تفتح مجال الفتنة والغواية، فتكون معاونةً للشيطان وحبلاً من حبائله تتصيَّد به الرجال، فيقتنص البشرية رجالاً ونساء.
إن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب، كما أنه يتناسب مع الغيرة التي جُبِل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى محارمه، وكم من حربٍ نشبت في الجاهلية غيرةً على النساء! وعلى المسلم أن يمنع محارمه من التبرُّج والزينة، وأن يلزمهن التستر والتحفُّظ، وينصح إخوانه المسلمين بمبادئ الدِّين وتعاليمه؛ قال - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا))، ويهمُّنا في هذا الحديث الصنف الثاني، وهن الكاسيات العاريات، المائلات المميلات، والمائلة تعني كل مائلةٍ عن الصراط المستقيم، بلباسها، أو هيئتها، أو كلامها، أو غير ذلك؛ لما في ذلك من فتنة عظيمة تثير كوامن الغريزة، كما أن المجتمع الإسلامي يمنع الاختلاط؛ لما فيه من تزاحم بين الرجال والنساء، والأمر جد خطير، ليس بالْهَيِّن، لا بد من مقاومته؛ حتى تقلع نساؤنا عنه، وأن يدع الإنسان ما يريبه وما لا يريبه، وبذلك يرضى الله عنا.
الأمر بالحجاب والنهي عن السفور:
لقد أرادنا الله أن نكون كنوزًا مكنونةً، ودررًا محفوظةً، فهل رأينا من قبل كنزًا يلقى في قارعة الطريق؟! أو درة تُرمى بجانب الشارع؟! إن لطاعة الله - سبحانه وتعالى - حلاوةً في القلب ما بعدها حلاوة، فلنطع خالقنا ورازقنا، الذي أقل ما نتقرَّب إليه هو التزامنا بالحجاب الشرعي، الذي هو عفة وطهارة، ومَيْزَة حبانا بها الرحمن - نحن المسلمات - لا بد أن نسد ذرائع هذا التبرُّج بكل الوسائل والشروط التي فرضت علينا؛ قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]، قال ابن عباس في هذه الآية: "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجةٍ، أن يُغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينًا واحدة"، وقال ابن سيرين: "سألت عبيدة عن هذه الآية، فرفع ملحفةً كانت عنده، فتقنَّع بها وغطَّى رأسه كله، حتى بلغ الحاجبين، وغطَّى وجهه، وأخرج عينه اليُسْرى".
ومن الأحاديث الصحيحة أن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((احتجبا منه))، فقلنا: يا رسول الله، أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال: النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أفعمياوان أنتما؟! ألستما تبصرانه؟!))؛ رواه أبو داود والترمذي،وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سُئل: ما يلبس المحرم؟ قال: ((ولا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين))؛ رواه البخاري، وهذا دليل على أن النساء كُنَّ يستعملن النقاب والقفازين لستر وجوههن وأيديهن؛ ولذا قال علماؤنا ومشايخنا: "إن الحجاب واجب في غير الإحرام، فلا يجوز للمرأة أن تظهر وجهها ولا يديها للرجال الأجانب، وإذا كانت محرمة، فلا تحتجب إلا إذا رأت رجالاً ليسوا من محارمها، فإنها تحتجب ولا شيء عليها، كما فعل أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن".
من أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس:
واجب على أئمة المساجد أن يذكِّروا الناس بما فيه صلاحهم، ومن أهم المهمات تذكيرهم بأركان الإسلام، ومنها المحافظة على الصلوات الخمس وبيان فضلها، وكذلك الزكاة والصوم، وحثهم على المسارعة إلى الخيرات، وأن يبيِّنوا بعض خصائص النساء في الحيض والاستحاضة والنفاس، والفرق بينهم، وأحكام كل منها، ويُعرِّفهن أن الحيض: هو دم يخرج من رحم الأنثى، ويكون متغيِّرًا ذا رائحةٍ كريهة يميل إلى السواد، وإذا حاضت المرأة، فلا صوم لها ولا صلاة، وعليها قضاء أيام حيضها التي أفطرتها، وذلك بعد طهارتها، أما الاستحاضة، فهي سيلان الدم في غير وقته، وعليها في هذه الحالة أن تصلِّي وتصوم ولا تقضي، أما النُّفساء، إذا رأت الدم، تركت العبادة، ومتى طهرت بعد الولادة، وجب عليها القيام بالعبادة من صوم وصلاة وغير ذلك، وإذا عاودها الدم بعد الأربعين، فإن وافق عادةً، فهو دم حيض، وإن لم يوافق، فهو دم فاسد، تصلِّي وتصوم ولا تقضي، والغسل واجب عليها؛ رُوي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي - رضي الله عنه -: ((رأيت ليلة أُسري بي نساءً من أمتي يُعَذَّبْنَ بأنواع من العذاب، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن، رأيت امرأةً معلقةً بشعرها، يغلي دماغها، ورأيت امرأةً معلقةً بلسانها، والحميم يُصبُّ في حلقها، ورأيت امرأةً قد شُدَّتْ رجلاها إلى ثدييها، ويداها إلى ناصيتها، ورأيت امرأةً معلقةً بثدييها، ورأيت امرأةً رأسها رأس خنزير، وبدنها بدن حمار، عليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأةً على صورة كلب، والنار تدخل من فمها، وتخرج من دبرها، والملائكة يضربون رأسها بمقامع من نار))، وكانت فاطمة حاضرة، فقالت: حبيبي وقرة عيني، ما كان أعمال هؤلاء حتى وضع عليهن العذاب، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا بنية، أما المعلقة بشعرها، فإنها كانت لا تغطِّي شعرها من الرجال، وأما التي كانت معلقةً بلسانها، فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثدييها، فإنها كانت تفسد فراش زوجها، وأما التي تُشد رجلاها إلى ثدييها، ويداها إلى ناصيتها وقد سلط عليها العقارب والحيَّات، فإنها كانت لا تنظِّف بدنها من الجنابة والحيض وتستهزئ بالصلاة، وأما التي رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار، فإنها كانت نَمَّامَةً كذابةً، وأما التي على صورة كلب والنار تدخل من فمها وتخرج من دبرها، فإنها كانت منَّانةً حسَّادةً))؛ ذكره الإمام الذهبي في "الكبائر"، صفحة (172 – 173).
بيان ما يلزم المحدَّة على زوجها من الأحكام:
يجب على المرأة التي تُوفي عنها زوجها الآتي:
- أن تلزم بيت زوجها الذي مات فيه، ولا تخرج منه إلا لضرورة.
- تلبس الثياب العادية، وتتجنَّب الزينة في الثياب.
- لا تمس طيبًا، ولا تكتحل، ولا تضع الحناء، ولا بأس من استعمال الصابون المعطر.
- تترك لبس الحُلي من الذهب والفضة والماس.
خطورة الاختلاط:
لقد أصبح الاختلاط اليوم ظاهرةً عاديةً بين الرجال والنساء في العمل، والأسواق، والنوادي، والحفلات، والمسارح، والأفراح؛ قال - صلى الله عليه وسلم - : ((لا يَخْلُوَنَّ رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما))؛ رواه أحمد، والترمذي، والحاكم وصححه.
واختلاط النساء بالرجال الأجانب يؤدي إلى الفساد، وحصول الغرض السيِّئ بينهما؛ لأن النفس أمارة بالسوء، والشيطان يعمل على إثارة الفتنة والفحشاء بينهما، وهناك اختلاط من نوع آخر، وهو وجود الخدم من الرجال، والسائقين، والمدرِّسين الأجانب، الذين ينفردون بالنساء دون محارم، لقد شدد الإسلام في أمر الخلوة، حتى مع الأقارب غير المحارم؛قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجل: أرأيت الحمو يا رسول الله؟ فقال: ((الحمو الموت))؛ رواه البخاري ومسلم، كما حذَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفر المرأة بدون محرم، فقال:((لا تسافر المرأة مع غير ذي محرم))؛ رواه البخاري ومسلم.
صفات نساء الجنة وصفات نساء النار:
لقد أمر الله - سبحانه وتعالى - أمهات المؤمنين، وجميع المسلمات والمؤمنات بالقرار في البيوت؛ قال - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]؛ لما في ذلك من صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد، وأن يسترن أجسامهن بالملابس المحتشمة عند الخروج، وألا تخرج لغير حاجة؛ لأن خروجها لغير حاجة يفضي إلى التبرُّج، كما يفضي إلى شرور أخرى، ولا تزاحم الرجال الأجانب، ثم أمرهنَّ بالأعمال الصالحة التي تنهاهن عن الفحشاء والمنكر، وذلك بإقامتهن الصلاة وإيتائهن الزكاة، وطاعتهن لله ورسوله، ثم وجَّهَهنَّ إلى ما يعود بالنفع في الدنيا والآخرة، وذلك بأن يَكُنَّ على اتِّصال دائم بالقرآن الكريم وبالسنة النبويَّة المطهَّرة، أما نساء النار، فقد وصفهنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها))؛ رواه مسلم، كاسيات عاريات؛ أي: عليهن لباس غير ساتر، أو عاريات من الحياء، مائلات مميلات؛ أي: مُنْحرفات عن الطريق المستقيم والحشمة، وتميل معهنَّ القلوب المريضة، رؤوسهن كأسنمة البخت؛ أي: تجمع شعرها من الخلف كسنام البعير، كما أنه لا بد من اجتناب مواقع الرجال، والتزام المرأة العاملة بالزِّي الشرعي الساتر الفضفاض غير القصير، ولا الشفَّاف، ولا الضيِّق الواصف؛ دَرءًا للفتنة والغواية، فهيَّا نتفقَّد حالنا، ونتقرَّب إلى خالقنا ورازقنا، الذي أقرب ما نتقرَّب به إليه هو التزامنا بالحجاب الشرعي، الذي هو عِفَّة، وعلو، وميزة حبانا بها الله - سبحانه وتعالى - نحن المسلمات.
قوا أنفسكم وأهليكم نارًا:
قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]؛ أي: إنه يجب على كلِّ مسلمٍ أن يسعى جاهدًا لوقاية نفسه وأهله من نار جهنم، وذلك بالأعمال الصالحة، واتِّباع أوامر الله ورسوله، واجتناب ما نهى الله ورسوله عنه، وبتلك الأعمال الصالحة نقي أنفسنا من هذه النار الشديدة، قال ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله - تعالى -: {قُوا أَنْفُسَكُمْ} [التحريم: 6]، "أي: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصيه، وأمروا أهليكم باتِّباع المعروف، والنهي عن المنكر، وقال مجاهد: "اتقوا الله، وأوصوا أهليكم بتقوى الله"، وقال قتادة: "تأمرهم بطاعة الله، وتنهاهم وتزجرهم عن معصيته".
فمن أمر أهله، وأرشدهم إلى ما فيه الخير، وأمرهم بطاعة الله - سبحانه وتعالى - وزجرهم عن معاصيه، فقد أدَّى هذا الواجب الذي أوجبه الله عليه، وسيجد ثوابه عند الله، ومن أهمله، فقد ترك أداء هذا الواجب وعرَّض نفسه وأهله لعذاب النار المشار إليها في الآية الكريمة، وعلى أولياء الأمور أن يَعلموا أنهم مسؤولون أمام الله؛ لأن المرأة بحاجة إلى الرعاية والعناية والتعهُّد من ولي أمرها.
ولو علمت المرأة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمَّى النظر إلى الأجنبيَّة زنا؛ قال - صلى الله عليه وسلم - :((كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر))؛ متفق عليه - لما خرجت من بيتها بملابس تظهر زينتها، فهيَّا بنا - نحن المحجَّبات - لنثبت للجميع أننا المتميزات دائمًا في كلِّ شيء، وأن الحجاب طاعة، وعبادة، وطهر، وعفاف، شرعه الله علينا - نحن النساء - ولا يجوز مخالفة شرع الله.
حكم مصافحة المرأة الأجنبية التي ليست من محارمك:
إن كثرة الاختلاط بين الرجال والنساء، وما تبعه من تهاون في الحجاب، والمصافحة باليد بين الرجال والنساء الأجانب - هو أمر غير مشروع، وعادة سيئة تضرُّ بالمجتمع، ولقد أجمع علماء الأمة، سلفًا وخَلفًا، على تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبيَّة، قال الشنقيطي: "إن المرأة كلها عورة، يجب عليها أن تحتجب، وإنما أمر بغض البصر خوف الوقوع في الفتنة، ولا شك أن مس البدن للبدن أقوى في إثارة الغرائز، وأقوى داعيًا إلى الفتنة من النظر بالعين، وكل منصف يعلم ذلك"؛ "الأضواء"، (6/ 603)، وقال النووي في "الأذكار"، ص (428) "وقد قال أصحابنا: كلُّ من حُرِّم النظر إليه، حُرِّم مسُّه، بل المسُّ أشد"،  وقال العلاَّمة ابن باز - رحمه الله - في مجلة الجامعة الإسلامية [5].
"قد عُلمَ بالأدلة الشرعيَّة من الكتاب والسُنَّة أن المرأة ليس لها أن تصافحَ أو تُقبل غير محارمها من الرجال؛ سواء أكان  ذلك في الأعياد، أم عند القدوم من السفر، أم لغير ذلك من الأسباب؛ لأن المرأة عورة وفتنة، فليس لها أن تمسَّ الرجل الذي ليس محرمًا لها؛ سواء أكان ابن عمها أم بعيدًا منها، وليس لها أن تقبِّله أو يقبِّلها، لا نعلم بين أهل العلم - رحمهم الله - خلافًا في تحريم هذا الأمر وإنكاره لكونه من أسباب الفتن، ومن وسائل ما حرَّم الله من الفاحشة، والعادات المخالفة للشرع".
خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله:
إن اختلاط المرأة بالرجل في ميدان عمله هو نوع من السموم يبثُّها الغرب في مجتمعنا، وهو لا يتناسب وواقع ديننا الإسلامي الحنيف، قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "واختلاط الرجال بالنساء سببٌ لكثرة الفواحش والزنا"؛ "الطرق الحكميَّة"؛ لابن القيِّم، ص (239)، وقال الشيخ محمد بن إبراهيم: "إن الله - تعالى - جَبلَ الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجَبلَ النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط، نشأ عن ذلك آثار تؤدِّي إلى حصول الغرض السيِّئ؛ لأن النفوس أمَّارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر"؛ رسالة بعنوان "حكم الاختلاط"، ص (3)، وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: "فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمرٌ خطير على المجتمع الإسلامي، ومن أعظم آثاره: الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنا، الذي يفتك بالمجتمع، ويهدم قِيَمه وأخلاقه"؛ "خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان العمل"، وهو من ضمن الفتاوى والمقالات المتنوعة للشيخ، (1/ 419)، و يجب على الرجل درء هذه الفتنة والاحتياط منها، والورع عند التعرُّض لها ومراقبة الله - تعالى - في ما يصدر منه، فالوقاية خير من العلاج.
إن ديننا الإسلامي حرَّم الاختلاط؛ وذلك لدفع الأضرار والمفاسد والأخطار التي تأتي من ورائه، لقد خلق الله - سبحانه وتعالى - المرأة بتكوين خاص، يجعلها تقوم بأعمال البيت وتربية الأبناء بنفس راضية، أما خروجها واقتحامها ميدان الرجال، فهو جناية كبيرة عليها وعلى بيتها وأولادها، فقد أخرجها من تكوينها وطبيعتها التي خلقت من أجلها؛ قال - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، وهذه الآية دليل على تحريم الاختلاط، وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه، وخلق الرجل - أيضًا - بتكوين خاص؛ ليقوم بالسعي وكسب الرزق؛ لينفقه على بيته وأولاده؛ قال - تعالى -: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]، وإذا كان ربنا - سبحانه وتعالى - قد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لأزواجه وبناته وعامة نساء المؤمنين: أن يستُرن أجسامهن بالجلابيب، إذا أردن الخروج لحاجة؛ حتى لا يُؤْذَيْنَ من مَرْضى القلوب؛ قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]، فما بالنا بنساء اليوم، ونزولهن، واختلاطهن بالرجال بحكم عملهنَّ؟! قال - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]، لقد أمر الله - سبحانه وتعالى - المؤمنين بغض البصر، وحفظ الفرج، وذلك بالبعد عن الاختلاط الذي يؤدي إلى الفاحشة؛ لأنه من المستحيل أن يتحقق مع الاختلاط غض للبصر وإحصان للفرج.
لقد أوجب ديننا الإسلامي بضرب الحجاب، وذلك أزكى وأطهر للقلوب؛ قال - تعالى -: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31]، هذا دليل قاطع على أن الاختلاط، وإزالة الحجب، والمشاركة بين الجنسين في العمل، يؤدي إلى الفساد والوقوع في الرذيلة، وله أثر كبير في انحطاط الأمة، وفساد المجتمع؛ قال - تعالى -: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
إذًا؛ الحجاب يمنع بإذن الله - تعالى - من الفتنة، ويحجز دواعيها، وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء، وخير حجاب المرأة لزومها بيتَها، وعدم مخالتطها بالرجال الأجانب، أما إذا كان لها حاجة إلى العمل، فعليها بميادين النساء، كالتطبيب، والتعليم، والخياطة، والتمريض، والأعمال الخيريَّة، وكلها لبني جنسها من النساء.
الأخلاق الحميدة للمرأة المسلمة الرشيدة: 
على كل مسلم أن يكون مسؤولاً عن بيته، من زوجة وأولاد، وأن يرعاهم وينفق عليهم، وعليه أن يسعى جاهدًا لوقاية نفسه وأهله من نار جهنم، وذلك بالأعمال الصالحة، واتِّباع أوامر الله - سبحانه وتعالى - واجتناب نواهيه؛ قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، قال ابن عباس في قوله - تعالى -: "قوا أنفسكم؛ أي: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصيه، وأمروا أهليكم باتِّباع المعروف، والنهي عن المنكر، فينجيكُم الله من النار"، وقال مجاهد: "اتقوا الله، أوصوا أهليكم بتقوى الله"، وقال قتادة: "تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصيته، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتساعدهم عليه، فإذا رأيت معصيةً زجرتهم عنها"، وبهذا نرى أنه من أمر أهله، وأرشدهم إلى ما فيه الخير، أمرهم بطاعة الله - سبحانه وتعالى - وزجرهم عن معاصيه، فقد أدَّى الواجب الذي أوجبه الله عليه، وسيجد ثوابه عند الله، ومن أهمله، فقد ترك أداء هذا الواجب، وعرَّض نفسه وأهله لعذاب النار المشار إليها في الآية الكريمة، وعلى أولياء الأمور أن يعلموا أنهم مسؤولون أمام الله - سبحانه وتعالى - عن تعليم ونصح وإرشاد نسائهم وأبنائهم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((الرجل راع على أهل بيته، ومسؤول عن رعيته))، ومن الطبيعي أن المرأة والأبناء  بحاجة إلى العناية والرعاية والتعهد من الرجل، كذلك المرأة – أيضًا - كما قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((المرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها))؛ أي: تراقب الله في كلِّ شيء من تدبير أمر البيت، وتربية الأبناء، وخاصة تربية البنات على الأخلاق، والحياء ولبس الحجاب، والمحافظة على الصلاة، ولو علمت المرأة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصف النظر إلى المرأة الأجنبيَّة بالزنا، لما خرجت نساؤنا من البيوت متبرِّجات بملابس تُظهر زينتهن.
إن المرأة المسلمة يجب أن تكون عفيفةً، بعيدة عن مواطن الفتنة والشبهات؛ حتى لا تكون مطمعًا لذوي القلوب المريضة من الرجال، وعليها ألا تبدي زينتها، وأن تستقر في بيتها خير لها؛ قال - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]؛ لأن كثرة الدخول والخروج رذيلة وتبرج، ووقوع في الفتنة والافتتان، لَمَّا قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أرى نساء العجم باديةً صدورهنَّ ووجوههن، فماذا أفعل؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اصرف بصرك عنهن))؛ أخرج نحوه مسلم، وقد كان لتحجُّب وتستُّر المرأة في كل الأزمنة وقاية وحصانة لها من الفساد، وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - المؤمنات بإقامة الصلاة؛ قال - تعالى -: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]؛ وذلك لأن الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، المرأة كالرجل تمامًا في تعلُّم أحكام الكتاب والسُّنة وسائر العلوم الشرعية؛ قال - تعالى -: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34]، لتخرج بهذه العلوم من الجهل، ولكن مع التزامها بالحجاب وعدم اختلاطها بالرجال الأجانب.
إن الإسلام عز وساد في الماضي، حين عض المسلمون عليه بالنواجذ، فاتخذوه لحياتهم شرعةً ومنهاجًا، وأقاموا بيوتهم على التقوى، وصانوا نساءهم عن التبذل والاختلاط، ومن ثم فإن السبيل إلى استعادة مجد الإسلام يجب أن تبدأ من حيث انتهت محاولات أعداء الإسلام، فلا تصرفنا مشاكل السياسة والحرب عن العمل في نفس الوقت لإعادة بناء الأسرة على القِيَم الفاضلة، والتقاليد الكريمة، وتحصينها من عوامل الهدم والفساد.
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص ثان)
  • رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص ثالث)

مختارات من الشبكة

  • رسالة إلى الأخوات المسلمات (WORD)(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • رسالة إلى الأخوات المسلمات(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • رسالة إلى أختي المسلمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الأخوات المسلمات ونشاطهن في هولندا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رسالة إلى الأخت المسلمة(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)
  • مخطوطة مجموع فيه ثلاث رسائل أولها رسالة في الرسم(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • بريطانيا: تنظيم فعاليات "الطريق إلى بلاد الأفراح" للأخوات المسلمات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الفلبين: مبادرات من المسلمات وغير المسلمات للدفاع عن الحجاب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كلمة (رسالة أو الرسالة) - تأملات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أنواع جعل في القرآن الكريم | من أخوات كاد - من أخوات ظن - بمعنى خلق(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- أحسنتم
رؤيا - مصر 11-03-2010 10:45 AM
جزاكم الله خيرا
مادة التلخيص لشيخنا الجليل عبد الله بن جار الله
والملخص زكريا
والمادة خاصة بالنساء ،
لقد أحسن الشيخ فى تناول كل ما يخص المرأة للحفاظ عليها وعلى كرامتها وعفافها
والملخص ايصا اجتهد وفاز
يارب اجعل هذه الاعمال فى ميزان حسناتهم
شكرا لك يازكريا
1- بارك الله لكم
شمس - مصر 11-03-2010 10:37 AM
بارك الله لأصحاب الألوكة
فقد بذولوا مجهودا كبيرا ، فى المراجعة ، حتى يكون التلخيص فى احسن صورة
ايضا بارك الله لك يازكريا
وجعل تلخيصك هذا فى ميزان حسناتك
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب