• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

ملخص: حكم سجود اللاعبين للشكر عند فوزهم أو عند تسجيلهم للأهداف

غادة الشافعي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/3/2010 ميلادي - 22/3/1431 هجري

الزيارات: 80179

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
ملخص دراسة
حكم سجود اللاعبين للشكر
عند فوزهم أو عند تسجيلهم للأهداف 
للدكتور صالح بن مقبل العصيمي
 
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
فقد كثر الحديث مؤخَّرًا حول سجود شكر اللاعبين عند فوزهم في المباريات والبطولات، واختلفت الآراء حوله، فرأى البعض أنه من مظاهر الإيمان عند شبابنا، بينما رأى البعض الآخر أنه مخالفة شرعيَّة.
لذا؛ فقد رأينا القيام بهذا البحث العلمي؛ لنصل في هذه المسألة إلى حكم شرعي قائم على الأدلة النقليَّة والعقليَّة.
 
وقبل بيان الحكم الشرعي، نبدأ بمناقشة دوافع القيام بهذا السجود، وحقيقة الحاجة إليه، ومدى نجاحه في تحقيق الهدف منه، وهو ما نبيِّنه فيما يلي:-
- أسباب سجود اللاعبين شكرًا عند إحرازهم الأهداف:
إن الناظر إلى سجود اللاعبين لله شكرًا عند إحرازهم للأهداف يعتقد أن ما دفعهم إلى هذا السجود لا بد وأن يكون أحد هذه الأمور:
 1- إما أنه مظهر إيماني، ولحظة فرح أرادوا أن يشكروا الله عليها.
 
 2- وإما تقليدًا لبعضهم البعض.
 
3- وإما محاكاةً لما يصنعه اللاعبون الكفرة عندما يسجل أحدهم هدفًا، فيشكر إلهه.
وهنا نبيِّن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حذَّر من متابعة اليهود والنصارى، فقال: ((لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع))، فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ قال: ((ومن الناس إلا أولئك؟))[1]، فليس هؤلاء القوم قدوةً لنا، ولا أفعالهم مصادر للتشريع.
 
 4- وإما أن يكون من باب الرِّياء.
 
5- وإما دعوةً إلى الله، حيث يظن بعض اللاعبين أنه بذلك يدعو إلى الله، ويعرِّف الناس بدينه.
وهو ما لنا عليه عِدَّة مآخذ:
أولها: أن الغاية لا تُبرِّرُ الوسيلة، فمهما كانت غاية الإنسان، فلا بد أن تكون وسيلتُه مباحةً.
ولقد أصَّل شيخ الإسلام ابن تيميَّة هذه المسألة، فقال ما مفاده: "أن الدين قد كمل، وفيه كل ما يحتاج إليه العبد، فاستخدام البدعة في الدعوة يدل إما على جهل بالطرق الشرعية التي بها يتوب العصاة، أو عجز عنها"[2].
 
ثانيًا: لم يُعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه أنهم دعوا إلى الله بمثلِ هذا السجود المجرَّد من القول؛ إذ كيف سيتعرَّف المشرك المدعو على الدين بمثلِ هذه الحركة المُجردة؟
 
ثالثًا: هذا الفعل يخرج بالسجود عن أصله، من كونه للشكر إلى أنه للدعوة المزعومة.
 
رابعًا: نظرة أهل الغرب الذين نهدف إلى دعوتهم من خلال هذا السجود، لن تخرج عما يلي:
1- سيظن بعضهم أنه مجرَّد حركة استعراضيَّة؛ لشدِّ انتباه الجمهور.
2- قد يظن البعض أنه سجود ذلٍّ وحب أو تحيَّة للجماهير، وهو ما قد يُنفِّر الكثيرين منهم من الإسلام، إذا اعتقدوا أنه دين يربِّي أفراده على مثل هذا الذلِّ والخضوع للبشر.
3 - غالب المشاهدين لن يتصوروا أن هذا السجود عبادةٌ؛ لأن تعاليم دينهم توجب عليهم أن يقصروا أداء العبادات على الكنائس، وهم يفهمون تعاليم الديانات الأخرى قياسًا على ذلك[3]، خاصةً وأن التيسير على الناس، وإتاحة الفرصة لهم في أداء العبادة في كل مكان، إلا المقبرة والحمام - من خصائص دين الإسلام.
ومع ذلك: فإفهام الغرب بما في الإسلام من يُسر ومزايا عن غيره من الأديان، ليس مكانه الملاعب، فكيف؟ والقليل منهم هم الذين يمكن أن يفهموا هذا القصد.
4- البعض قد يفهمون أن سجود اللاعب عند إحرازه للهدف إنما هو شكر لربِّه، وأن مصدره تديُّن اللاعب، وتعليمات دينه، ولكن هل سيفهمون بأن دين هذا اللاعب هو الإسلام؟
 
الصحيح: أن أفهامهم ستختلف؛ لأن الأديان متنوعة، فغالب المشاهدين في العالم لا يعرفون ديانة اللاعب، ولا يهمهم ولا يعنيهم دينه، فلا يفرقون بين مسلم، أو نصراني، أو بوذي.
 
- أما من سيفهم بأن هذا السجود مصدره دين الإسلام:
- فربما يعجبه تمسُّك هذا اللاعب بدينه، وقد يسعى جاهدًا إن كان معجبًا بهذا اللاعب للتعرُّف على دينه.
- وربما يكون مثار سخطهم وكرههم لدينه، إذا ما كان اللاعب منبوذًا عندهم، أو أنه سجد لله شكرًا عندما سجل هدفًا في مرماهم، خاصةً مع ما عُلِم من التعصُّب عند غالبية المشجِّعين الرياضيين، أما تعليق الصليب والإشارة إليه أو رسمه على الصدر، فلا يعد عبادةً؛ وإنما شعار ديني عند النصارى، والذي قد يدفع بعضهم للاعتقاد بأن اللاعب ما سجد لربِّه إلا استفزازًا لهم، وأن دينه يدعو للاستفزاز.
 
فضلاً عن كون اللاعب بذلك لم يختر التوقيت المناسب للتعريف بدينه، ولم يحسن انتهاز الفرصة المناسبة لدعوتهم كما يدَّعي، فالكرة عند كثير من أهلِ الغرب والشرق حياة أو موت، ولا مُتعة لهم في الحياةِ بدونها، ثم يأتي اللاعب الذي سجَّل فيهم هدفًا، ويسجد لله شكرًا أمامهم ولسان حاله يقول: أعرِّفك أيها الكافر بديني عندما أصيب الهدف في مرماك، والحزن يلفُّك.
 
قلت: ما هذا والله بأسلوب دعوة ولا منهج داعية[4]، خاصةً وأن الملعب لا يوجد فيه إلا أنصار الفريقين غالبًا، أو متعاطف مع أحدهما، فأنصارُ فريقه الأصل فيهم أنهم من أهلِ دينه، وأنصار الفريق الآخر - وهم الذين سيدعوهم - غالبًا سيكونون من أهل دين آخر، فيكون التنفير من الدين بسبب السجود لله شكرًا عندما سجل فيهم هدفًا قد حصل لا محالة عند غالب المشاهدين، أما الترغيب، فمحتمل غير مؤكَّد.
 
- بيان الحكم الشرعي بالأدلة النقليَّة والعقليَّة:
أولاً: تأصيل فقهي عام:
- بدايةً ينبغي أن يعلم أن الأمور الشرعيَّة لا تؤخذ بالعواطف، وأن حسن العمل لا يتأتَّى إلا بأمرين:
أولهما: الإخلاص؛ إذ المرائي والمنافق عملهما مردود.
وثانيهما: المتابعة؛ فلا بد أن يكون العمل وفق ما شرعه الله، لا ما استحسنته العقول والأذواق.
 
ثانيًا: حكم مباريات كرة القدم وغيرها من المباريات:
- لا تتعدَّى هذه المباريات - في حال خلوها من المحاذير الشرعيَّة، في أحسن أحوالها - أن تكون من المباحات، أو المكروهات، فهي مجردُ لَهْو وتسلية.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كل شيء يلهو به ابن آدم، فهو باطل إلا ثلاث: رمية عن قوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله؛ فإنهنَّ من الحقِّ))[5].
 
قال ابن العربي - رحمه الله -: "ومعنى كونه باطل، ليس مراده حرامًا، وإنما يراد به أنه عَارٍ من الثواب، وأنه للدنيا محضٌ، لا تعلُّق له بالآخرة"[6].
 
وهذا ما عليه عامة أهل العلم، أما الذين أجازوا هذا السجود، فقد جعلوه بذلك متعلقًا بالآخرة.
 
ثالثًا: حكم سجود الشكر:
1- على الجميع أن يعلموا أن الشكر لله عبادة؛ إذ قال - تعالى -: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [البقرة: 243]، وكذلك السجود لله - عز وجل - عبادة؛ فقال - تعالى -: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19].
والعبادة - كما هو معلوم عند أهل العلم - توقيفيَّة، فلا بد من إثباتها بدليل من كتابٍ أو سنةٍ، ولا بد أن يرجع فيها إلى الشرع المطهَّر، فلا تصح العبادة باستحسان العقول أو الأمزجة.
 
2- لم يثبت سجود الشكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه، إلا عند تجدد نعمة، أو زوال نقمةٍ، وما عرف عنهم أنهم سجدوا لله شكرًا في الأمور المباحة، فلقد سابق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسَبَقَ ولم يسجد، وكذا الصحابة - رضوان الله عليهم - وهم الأسوة والقدوة[7].
 
3- قال شيخنا العلامة محمد العثيمين - رحمه الله -: "وقوله: تجدُّد النعمة؛ أي: عند النعمة الجديدة، احترازًا من النعمة المستمرة، كسلامة السمع والبصر، وغير ذلك، فلو قلنا للإنسان: إنه يستحب أن يسجد لها، لكان الإنسان دائمًا في سجود؛ لأن الله يقول: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18]"[8].
 
4- غالب أهل العلم يرون أنه لا يُسجد لله شكرًا، إلا في الأمور العامة التي فيها مصلحة لأهل الإسلام، كالنصر على العدو، ونزول المطر، غير أن الأدلة جاءت بأنه يُسجد لله شكرًا - أيضًا - في المنافع الخاصة، كما في سجود كعب بن مالك - رضي الله عنه - عند نزول الآية التي فيها قبول توبته، ورضا الله عنه[9].
 
رابعًا: حكم سجود شكر اللاعبين عند الفوز:
مما سبق يتضح ما يلي:-
1- لا يجوز التعبُّد بسجود الشكر على التوفيق في أمورٍ مكروهةٍ، أو مباحةٍ في أحسن أحوالها، كحال كرة القدم وما يماثلها.
 
2 - إحراز الأهداف والفوز في مباريات الكرة وغيرها، ليس من المنافع العامة أو الخاصة التي يجيز العلماء بتحققها سجود الشكر.
 
3- لو فرضنا جدلاً صحة سجود الشكر من اللاعبين، فلا يجوز لهم السجود عند كل هدف؛ إذ إن تتابع الأهداف لا يعني تجدد النعمة وما يستوجب السجود.
 
4- لا يجوز السجود شكرًا لله على التفوق في هذه اللعبة، مع ما عرف عنها من تحزُّبات للأندية، وهو ما يناقض تعاليم الإسلام، من وجوب التسامح وتطهير النفوس من الأحقاد والعداوات.
 
5- بعض اللاعبين يفعلون هذا السجود مع الأسف، ويقومون بتقبيل أرضية الملعب، وهذا لا شك بحرمته؛ لأن السجود هو تعظيم لله بالسجود على الأعضاء السبعة، وليس بتقبيل الأرض.
 
6- من أجاز سجود الشكر من أهل العلم، أجازه في الأمور المستحبات، لا المكروهات ولا المحرمات.، فلو سجد الإنسان لله عند فعل المعاصي يكون بذلك مستهتر ومستهزئ، وقد سئل ابن عمر: أرأيت قاتل النفس، وشارب الخمر، والسارق، والزاني يذكر الله؟ وقد قال الله - تعالى -: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]، قال: "إن ذكر الله هذا، ذكره الله بلعنته حتى يسكت"[10].
 
قلت: وسجود الشكر في المباريات التي تقام على الرهان والميسر ينطبق عليه ما سبق.
 
7- لو فتح المجال للسجود لله شكرًا في مثل هذه المباحات أو المكروهات، لتحوَّل السجود شكرًا لله إلى سخرية، ولسجد كُل لاعبٍ ولاهٍ لله شكرًا، ولتحولت هذه العبادات - التي هي من تعظيم شعائر الله، ومن تقوى القلوب - إلى هذه الساحات التي لا تليق بذكر الله - جل وعلا.
 
8- لو فرضنا جدلاً صحةَ سجود اللاعبين شكرًا، فهل توفر في هذا السجود ما يلزم من واجبات، أو مستحباتٍ، كالطهارة، وستر العورة، واستقبال القبلة، والتكبير، والذكر بالقول والخشوع، وكيف بصيحات وتصفيق الجماهير بطبولهم ومزاميرهم؟!
 
9- لو فرضنا جدلاً أن سجود اللاعبين لله شكرًا مباح، وأن تلك الأهداف التي يسجلونها نعمة - كما يظن البعض - لوجدنا أن اللاعبين سوف ينقسمون إلى قسمين: قسم يسجدون لله شكرًا، والقسم الآخر سوف يحزنون، ثم تنقلب الموازين، فمن سجلوا هدفًا قد يُسجل عليهم هدف، فيتحوَّل فرحهم إلى حزن، والقسم الآخر سوف يسجدون لله شكرًا، وهكذا يتناقل اللاعبون سجود الشكر.
 
فما كان في نظر اللاعب نعمة، هو في نظر أخيه المنافس له في اللعب نقمة؛ لأن النعمة التي حصل عليها - كما يدَّعي - كانت على حساب مسلم آخر، ومثل هذا السجود لا يُعرف له أصلٌ؛ لذا لم يسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة عندما يفوز أحدهم على الآخر في السباق.
 
10- إن من لوازم القول بأنَّ الأهداف نعمة تستحق الشكر، القول بأن عدم تسجيل الأهداف نقمة ومحنة تستوجب الدعاء والقنوت، وهو ما أخشاه إن سكتنا عن هذا القول، ولم نبيِّن للناس حكم الشرع فيه، فما فرق هذا عن ذاك؟ ورضي الله عن علي عندما قال: "لو كان الدين بالرأي، لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه"[11].
 
فطالما الأمرُ افتقد إلى الدليل الشرعي واعتمد على الأقيسة الفاسدة الكاسدة، فعليهم أن يقيسوا هذا بذاك، فمن فتح لنفسه بابًا بإجازة مثل هذا السجود، فعليه أن لا ينتقي ما يشاء، ويشرع بمثل هذه الفتاوى، وإلا فإن الرجوع إلى الحق منقبة تدل على علمِ العالم، بل وتوثق الناس بقوله.
 
خامسًا: قول أهل العلم الثقات في هذا السجود:
- لا بد من الرجوع في الحكم في فَهْم الأدلة إلى أهل العلم الأثبات، كسماحة الأئمة ابن باز، وابن العثيمين، وعبد العزيز آل الشيخ، وصالح الفوزان، وقد سئلوا عن هذا السجود، فذهب عامتهم إلى عدم إجازته، بل عدَّه بعضهم بدعةً[12].
 
سادسًا: حكم من خالف هذا الحكم الشرعي جهلاً به أو بحسن نية:
- يجدر بنا أن ننبِّه على أن من سجدوا لله من اللاعبين شكرًا في السابق بناءً على فتاوى، أو ظنًّا منهم أن ذلك عملٌ مشروع، ومن فعل هذا الفعل بنيَّةٍ حسنةٍ قبل أن يعرف الحكم الشرعي - فإنه يؤجر، مع التنبيه على أن من لم يسجد عند فوزه أو تسجيله للأهداف أعظم أجرًا ممن سجد، إذا كان قد ترك السجود خشيةً من الإثم.
 
ــــــــــــــ
[1]
   - أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الاعتصام، برقم (7319). 
[2]   - انظر "فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميَّة"، (11/ 625 – 634)، باختصار وتصرف يسير. 
[3]   - أما تعليق الصليب والإشارة إليه، أو رسمه على الصدر، فلا يعد عبادةً وإنما شعار ديني عند النصارى.  
[4]   - ولا يظن أحد أنني أقرُّ أن يسجد لاعبو الفريق المهزوم شكرًا لله، كلما سجل فيه هدفًا، حتى يدعهم، ولا أظن أحدًا سيسمح لأحد أن يسجل فيه هدفًا، أو أن يسجُد عندما يسجِّل فيه هدفًا، وإنما ذكرت هذا من باب التنزل مع الخصم بأنه لو صحَّ استخدام وسائل دعوية في اللعب، لكانت الهزيمة من الفرق الكافرة وصدورهم منشرحة أقوى بقبول الدعوة، لا ووجوههم مكفهرَّة وأنفسهم متضايقة؛ ففرقهُم خاسرةٌ ماديًّا ومعنويًّا، ثم يسجدُ مدَّعيًا أن ذلك أسلوبٌ لدعْوَتِهم. 
[5]   - أخرجه أحمد، برقم (17337 – 17300)، والنسائي في "السنن الكبرى"، برقم (8891)، وصححه الألباني في "الصحيحة"، (315)، وفي "صحيح الترغيب"، (1282). 
[6]   - انظر: "عارضة الأحوذي"، (7/ 137). 
[7]   - حيث روى البيهقي، عن ابن عباس، قال: "ربما قال لي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: تعال أباقيك في الماء، أينا أطول نفَسًا، ونحن محرمون"؛ "مسند الشافعي"، (117)، وعن عبدالله بن عمر: "أن عاصم بن عمر، وعبد الرحمن بن زيد وقعا في البحر يتمالقان (يتغاطسان)، يغيب أحدهما رأس صاحبه، وعمر ينظر إليهما، فلم ينكر ذلك عليهما"، وقد صحح الألباني سند الحديث الأول، وقال: "رواه البيهقي بسند صحيح"، انظر: حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواه عنه جابر - رضي الله عنه؛ لمحمد ناصر الدين الألباني، (ص 26). 
[8]   - انظر: "الشرح الممتع"؛ لابن عثيمين (4/ 105). 
[9]   - أخرجه البخاري في "صحيحه"، برقم (2757)، ومسلم، برقم (2769). 
[10]   - انظر: "كتاب تصحيح الدعاء"، (ص 42). 
[11]   - أخرجه أبو داوود في "سننه"، في كتاب الطهارة، باب كيف المسح، حديث (163)، وأورده الألباني في "صحيح سنن أبي داوود"، برقم (147). 
[12]   - انظر: موقع الشيخ، وقد كتب الإجابة بخط يده.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حكم سجود اللاعبين للشكر عند فوزهم أو عند تسجيلهم للأهداف
  • الغزو الكروي إلي أين؟

مختارات من الشبكة

  • حكم سجود اللاعبين للشكر (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملخص أحكام سجود (التلاوة - الشكر - السهو)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناقشة صيام اللاعبين المسلمين في كأس العالم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بريطانيا: اعتذار مذيع عن سخريته من سجود لاعبي كرة القدم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الشك في ترك واجب(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • أحكام سجود السهو (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أستراليا: انطلاق كأس المدارس الإسلامية لكرة القدم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • متى يجب سجود السهو ؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • ملخص بحث: الانتماء للوطن ما بين عوامل تؤثر فيه أو تتأثر به في ظل الشريعة الإسلامية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص حكم الصلاة إذا نام عنها أو نسيها من تمام المنة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
8- يسجد لله لأن فريقه الأوربي الذي يشجعه سجل هدفا
قصي الراوي - العراق 29-04-2014 10:46 PM

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
الموضوع جميل ومفيد جزا الله من قام به كل خيرٍ
ولكن عندي سؤال الكاتب يتكلم عن سجود اللاعبين فما القول فيمن يسجد لله شكرا لأن فريقه الأوربي الذي يتكون جله من اليهود والنصارى وبعض الملحدين وعلى أحسن تقدير فيه لاعب مسلم فهل يصح هذا العمل إن كان لا فهل يؤثم عليه؟
أليس الأمر يدخل في باب الولاء والبراء؟
والله لأعجب لأمر المسلمين يتقاتلون من أجل لعبة بين كفار يحملون الحقد والكره للمسلمين ولا يكتفون بالقتال بل تعداه ليصل إلى أن يوالي ويعادي أخاه المسلم بسبب هذه اللعبة وآخر ما رأيته هو أن يسجد لله شكرا لأن فريقه سجل!!!!
ثم نسأل لماذا حال المسلمين هكذا؟
على كل حال يا حبذا لو وقف منكم أحد على ما يفيد في الموضوع أن يتحفنا به . لكم تحياتي

7- جزاكي الله خير
محمد - yenen 25-03-2014 11:21 PM

شكرا أختي غادة

6- مرور للإشادة
باحثة ماجستير/ دعاء عبد السلام - مصر 03-10-2010 11:57 PM

وفقك الله دوماً
وجعل هذا الجهد في ميزان حسناتك
وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال

5- جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم..
غادة.. - مصر 19-05-2010 05:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه عز وجل نستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا إخوتي الكرام واسأل الله عز وجل أن يجعل أيامنا والمسلمين كلها نجاح وبركة وإخوة في الله..
اللهم آمين..
وأنا أيضا كنت مهتمة بتلخيص كتاب آخر وأخذت أسابق الوقت حتى أنتهي من تلخيصه، وأتابع رغبة الإخوة في تأجيل موعد تسليم المشاركات..
حتى انتهت المهلة ولم أستطع الانتهاء منه..
واسأل الله عز وجل أن يبارك لمن فاز به لأنني لم ألحظه بين الكتب الفائزة فلم أعرف الفائز لأبارك له، ولأقتدي بخلقكم النبيل فجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم..

4- سبقتينى غادة
رؤيــــــــــــا - مصر 01-04-2010 12:37 AM

تعرفى ياغادة انا لخصت هذا النص لكن لم اتمكن من مراجعته ، ولذلك لم ارسله ، وموضوع سجود اللاعبين وكذلك حركة ايدى النصارى على الوجه والصدر ، كنت اتعجب ، ولهذا عندما نزلت هذه المادة للتلخيص قرأتها واعجبت بها
نهاية لحديثى 1000 مليون مبروك لك ياغادة
ويارب دائما الفوز

3- موضوع هام جدا
يحيى الصامولى - مصر 31-03-2010 08:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك أختنا الكريمة غادة
وهنيئا لك الفوز ،
وهذا موضوع هام وخطير ينبغى أن يتنبه له كل المسلمين ، وفقنا الله لما يحب ويرضى

2- وفيكم بارك الله..
غادة.. - مصر 13-03-2010 12:15 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وجزاكم الله خيرا على تشجيعكم لي ولإخواني الفائزين..
وأسأل الله عز وجل أن يبارك عملنا كله وأن يجعله خالصا لوجهه.
اللهم آمين..
1- لكل مجتهد نصيب
شمس - مصر 12-03-2010 12:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك غاذة
على جهدك المشكور فى تلخيص هذه المادة
وهنيئا لك الفوز
وبارك لأهل الألوكة الكرام
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب