• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة كاتب الألوكة الأولى / المشاركات التي رشحت للفوز في مسابقة كاتب الألوكة الأولى
علامة باركود

كنز الكتب (قصة)

محمد خيري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/4/2009 ميلادي - 23/4/1430 هجري

الزيارات: 16437

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كنز الكتب
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)



"أطال الله عُمرَك يا أبي"؛ كان يقولها "توفيق" وهو جالسٌ عند رأسِ والده الرَّاقد في فراش المرض الذي اشتدت وطأته عليه، فردَّ عليه والده قائلاً: "ليس في العمر بقيَّة، فقد حلَّت المنيَّة"، تنهَّد الوالد تنهيدةً لم يستطعْ إكمالَها، فقد كان المرض قد تمكَّن من كلِّ جسده النَّاحل، واستطرد قائلاً - وهو يُشير إلى مكتبةٍ كانت أمامَ عينيه مكتظَّة بمئاتِ الكتبِ - قائلاً: "لقد أنفقتُ عُمُري في سبيل المعرفة والعلم، والاطلاع والقراءة، ويجب يا ولدي أن يأتي دَورُك أنت أيضًا، وتستثمر هذا الكَنز الذي سأورثه لك، وعليك أن تنقُلَ هذه المعرفةَ إلى غيرك، وإلى ذريتك، فقد كنتُ أتمنَّى هذا، لكنَّ القدر لم يُمهلني أن أفعل".
 

تأفَّف "توفيق" من حديث والده عن الكتاب، فقد كان لا يُطيق النَّظر إليه، وهوالشَّاب "الطائش" الذي لم يبلغِ الخامسة والعشرين بعدُ، وقال لوالدِهِ:كمْ تركتَ لي من ثروةٍ في البنك؟ ردَّ عليه والده - وهو ينظر إليه بحنانٍ بالغٍ -: تركتُ لك خمسةَ آلافٍ من الجنيهاتِ، نظر "توفيق" إلى والده غيظًا وكمدًا قائلاً له: لِمَ لَمْ تترك المزيد من الأموال؟! ردَّ عليه والدهُ بصعوبةٍ بالغةٍ، وقد بدأتْ أطرافه في التجمُّد، وعيناه في الاتِّساع قائلاً له: ثروة الكتاب لا تُقدَّرُ بمالٍ يا ولدي، ولم يكد يُتمُّ آخرَ كلامه حتَّى مالت رأسُه على أحد جانبيه، هنا تيقَّن "توفيق" أنَّ رُوحَه قد أسلمتْ لخالقها، ونظر إلى والده ملتاعًا بشدَّةٍ، وأمسك بكلتا يديه وهو يُقبِّلُ فيهما، وأدرك تمامًا أنَّ والدَهُ قد لقي المصير المحتوم لكلِّ إنسان، والذي يأتي بغتةً دون سابق موعدٍ، ويحرمنا ممَّن نحبُّهم ويحبونَنَا، و أَجْهَش "توفيق" بالبكاءِ، حتَّى غمرت العَبَراتُ كلتا عينيه، وهو لا يدري.

أهو يبكي لفراق والده؟ أم أنَّه يبكي لأنَّه لم يتركْ له ثروةً كبيرة، يستطيع أن يحيا بها حياتَه الخاصَّة؟

كان "توفيق" الابنَ الأوحد للأستاذ "رمضان" مُدرِّس أوَّل مادة "التاريخ" بمدرسة "رفاعة رافع الطهطاوي" بالقاهرة، نشأ الأستاذ "رمضان" في قريةٍ رِيفيَّة، حتَّى حصل على شهادة "الثانوية"، وذهب إلى القاهرة لكي يلتحقَ بكلية "الآداب"، جامعة القاهرة، ومكث بالقاهرة، حتَّى أتتْ منيته.

عاش الأستاذ "رمضان" حياةً صعبةً في بداياته، فقد كان يدَّخرُ أموالَه لشراء الكتب القيِّمة في كلِّ المجالات، فقد قرأ في علوم الدِّين، والتاريخ، والفلسفة، والطِّب، والزراعة، وغيرها من العلوم، وكان أحيانًا يُفضِّل أن يغذِّي عقلَهُ بدلاً من أن يُغذِّي مَعِدتَه، وبعد تخرُّجِهِ عَمِلَ مُدَرِّسًا للتاريخ في المدرسة المذكورة، وظلَّ على حياته كما هي، وكان يقتطع جزءًا كبيرًا من راتبه الضَّئيل للإنفاق على الكُتب، وظلَّ سنواتٍ طويلةً بلا زواجٍ، حتَّى اقترب من الخامسة والثلاثين من عمره، هنا أدرك أنَّه قد حان وقت الزَّواج، حتَّى يُنجبَ مَن يرث هذه الثروةَ المعرفيَّة الكبيرة: "هكذا كان هدف الأستاذ رمضان من  الزَّواج  ".

اختارت له أسرتُه ابنةَ عمِّه الرِّيفيَّة؛ لكي تصبحَ زوجةً له، وأنجبَا "توفيق" ابنهما الوحيد، لم يرزقْهما الله بمزيدٍ من الأولاد؛ ونظرًا لأنَّ "توفيق" كان وحيدًا، فقدكانت والدته تُغدِق عليه بالحنان "المغالَى فيه" في طفولته، وعندما شبَّ عُودُهُ تبدَّل غدقها عليه من الحنانِ إلى غدقٍ بالمال، حيث كانت قد وَرِثت بعضًا من المال، ممَّا جعلَ "توفيق" لا يلتفت إلى دُروسهِ في دراسته "الثانوية"، وانصرف إلى مجموعةٍ من الشَّباب الفاسد أخلاقيًّا، وبدأتْ حياته مع الفساد، ورغمَ هذا الفساد الذي حلَّ بهِ إلاَّ أنَّه حصلَ على شهادة "الثانوية" بمجموعٍ أهَّله للالتحاق بكلية "التجارة"، ويبدو أن نجاحَه كان لدعاء والده له.

دخَلَ "توفيق" الجامعة، واكتشف أنَّها عالَمٌ آخَرُ تمامًا يتيح للفاسد أن يزدادَ فسادًا، وللمجتهد أن يَزداد اجتهادًا، واختار "توفيق" الطَّريق الأوَّل، فبدلاً من حضورمحاضراته كان يجلس مع أصدقائه على الموائد "المقاهي"، وكان يُشاطرهم تلك الموائدَ فتياتٌ بهرتْهنَّ الحياةُ الجامعيَّة، مثلما بهرتْ "توفيق" وأصدقاءَه، وبدأ أصدقاؤُه يدعونه إلى حفلات تستنزف الكثيرَ من الأموال التي يحصل عليها بكلِّ يُسْرٍ من والدته، وكانت تمتلئ هذه الحفلات بالفساد بكلِّ ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.

هكذا استمرت حياتُه في الجامعة على نفس المنوال و"تروس" حياته تزداد صدأً على صدأٍ، وكما كان دعاء والده قبلَ سنوات، فقد حصل "توفيق" على شهادته الجامعيَّة بفضل دعاء والده له، وللمرَّة الثالثة يستجيب "الله" لدعاء الأستاذ "رمضان"، ويلتحق "توفيق" بإحدى الوظائف المرموقة عقبَ تخرُّجه مباشرةً، وبعدها بأشهر قلائل تلقَّى "توفيق" أوَّل صدمات حياته بوفاة والدته بعد صِراعٍ قصيرٍ مع المرض،كانت قد أنفقتْ خلالَه جميعَ مُدَّخراتها التي أفسدت "توفيق"، عاشَ "توفيق" بعدها في حالةٍ كئيبة، لكنَّه سُرْعانَ ما تناساها على موائدِ "القمار" التي كان ضيفًا دائمًا عليها، وظلَّت حياته كما هي، ولم يتقبَّلْ نصائحَ والده له، بل ازداد معها فسادُه، وبعدَ عامٍ واحدٍ لحق الأستاذ "رمضان" بزوجته إلى "الحياة الأبدية".

بعد أن وارى "توفيق" جسدَ والده في التُّراب، وأقام جنازةً صغيرةً له، دخل "توفيق" غرفة والده، ونظر مليًّا إلى مكتبةِ والده العامرة بالكتب، وهالهُ ما رأى، وكأنَّه راها لأوَّل مرَّةٍ، فقد كانت ممتلئةً بما لا يقلُّ عن ألفي كتابٍ، ووضِعَ في صدر المكتبة "مصحف" كبير الحجم "مُذهب"، كان يرى والده يقرأ فيه دائمًا، وقال لنفسه: والدي قال لي إنَّها ثروة! وابتسم في سخريةٍ متمتمًا: إنَّ قيمتها لا تزيد عن ألفي جنيه، وتابع سخريته قائلاً: إنَّ والدي كان ساذجًا للغاية، فقد كان يقتني ما رَخُص ثمنُه وثَقُل حِملُه.

ازداد سهر "توفيق" على موائدِ "القمار" بعد وفاةِ والده، وكان معتادًا أن يغادرَ منزله مساءَ كلِّ ليلةٍ؛ ليذهبَ إلى مائدة "القمار"، ويومًا وراء يومٍ كان يعود إلى بيته في الصَّباح خاسرًا كلَّ أمواله، وما يخسرهُ لا يعود إليه أبدًا، حتَّى أتى على الخمسة الآلاف جنيه التي وَرِثها من والده، ولم يعُدْ لديه "منبع" آخر سوى راتبِه الذي لا يكفي أن يحيا به على موائد "القمار"، وأهمل عمله، وقصر فيه، وكان يسهركلَّ ليلةٍ حتَّى الصَّباح، ويذهبُ إلى عمله مرهقًا، حتَّى تمَّ طرده من العمل، وكانت واقعة طرده بمثابة صدمةٍ له، فهو لم يفقدْ فقط مصدرَ لعبه وترفه؛ بل إنَّه فقد أيضًا دَخْلَه الذي يأكلُ ويشرب منه! 

فتحَ "توفيق" باب غرفة والده المغلقة، فقد كانت هذه هي المرَّةَ الثانية التي يَلِجُ فيها "توفيق" بعد وفاة والده، ونظرَ إلى الكُتبِ قائلاً: لم يعد لديَّ سواكِ، وذهب إلى أحد بائعي الكتب، وجاءَ به، فرأى مكتبة والده وسأله قائلاً: هل تريد أن تبيعها كلَّها؟! ففكَّر "توفيق" مـلِـيًّا في وصية والده، وأردف قائلاً: لا بل أُريد أن أبيعَ جزءًا منها، فقال له البائع: إذن؛ سأشتري منك الكتاب بجنيهٍ واحد، فوافق "توفيق" على عرْضه، فقد كان لا يدري قيمةَ الكتب، وبدأ يعود من جديد إلى موائد "القمار"؛ ليخسر مالَه من جديد، وساءت حالته النفسيَّة، فدلَّهُ أحدُ زملاء المائدة "المقهى" على الإدمان، واتَّخذ الإدمان سبيلاً للخروج من أزماته، بدأ "توفيق" يبيع جزءًا جزءًا من كتبِ والده،  وكلَّما قاربت الكتب على الانتهاء ساءت معها معنوياته.

حتَّى أتى على كلِّ ما في المكتبةِ  من كتبٍ،  فاضطر أن يقترض مالاً من أحد أصدقائه، ورغم أنَّه صديقه فهو لا يأمنه، فقد وقَّع على "إيصال أمانة" بالمبلغ الذي اقترضه منه الذي مقداره خمسمائةِ جنيهٍ، وكما خسر الكثيرَ من أمواله، فقد خسر القليل من غير أمواله، وحَلَّ موعد سداد القرض، لكنَّه لم يكن يملكه، وهنا طالَبَه هذا  الصَّدِيق بردِّ المبلغ المقترَض، وإمَّا دخوله للسجن، وأعطاه أسبوعًا أخيرًا كمهلةٍ للسَّداد، بعدها سوف يقدِّمه للسلطات!

ازداد يأسُه وخوفه على مستقبله، ودخل غرفةَ والده علَّه يجد المزيد من الكتبِ ليبيعَها، لكنَّه كان قد أتى على جمِيعِها، ولم يترك سوى "المصحف المُذهب" مستندًا إلى خمسة كتبٍ بقيتْ في المكتبةِ، فهداه تفكيره إلى بيع "المصحف" الذي قدَّره "توفيق" بالمبلغ المُهَدَّد به، ظلَّ "توفيق" طيلة أيَّامٍ يُفكِّر ويفكِّر؛ هل يبيع هذا المصحف، أو لا يبيعه؟ وأصبح يخرج من منزله هائمًا على وجهه لا يَدري ما هو طريقُه، ولا ما هي وجهته، وبينما هو سائرٌ في أحد الأيَّام إذ سمع صوت أذان "الظُّهر" لأوَّل مرَّةٍ منذُ سنواتٍ عديدة بمسجدٍ كان يمرُّ بجواره، فوجد قدميه تجذبه إلى دخول المسجد، وتوضَّأ، وصلَّى الظُّهر، وبعد انتهائِه من الصلاةِ مباشرةً توجَّه إلى إمام المسجد، وقصَّ   عليه قصَّته، وقال له: خَبِّرني ماذا أفعل؟ فقال له الشَّيخ: لا تَخَفْ يا ولدي، فعليكَ بكتاب   الله وشريعته، فستجد الحلَّ - بإذن الله. 

خرج "توفيق" من المسجد وهو يَشعر أنَّ صدره منشرحٌ لأوَّل مرَّة في حياته، وعاد إلى منزله، فدخل غرفةَ والده، وأخرج "المصحف" ونَفَضَ ما عليه من غُبارٍ قد عَلِق به، وحينما فتح "المصحف" وجد سورة "المائدة" أمامَ عينيه، فبدأ يقرأ فيها إلى أن وصل إلى قوله - تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]، وبعدَ أن فرغ من القراءة تحسَّسَ على "المصحف"، فوجد بين طياته ورقةً "مطوية"، ففتحها، وقرأ ما كان مكتوبًا بها بخطِّ والده قائلاً له: "إن كنتَ لجأتَ يا ولدي، إلى كتابِ الله أوَّلاً، فسوف تربح الكثيرَ من المالِ، فقد وضعتُ ثروتي بكلِّ كتابٍ في هذه المكتبة بقدر مائة جنيهٍ في الكتاب الواحد، وهذه الثَّروة كنت قد ورثتُها من أبي، لكني لم أُنفقها أملاً مني في أن تستفيد منها ذريتي، أمَّا إذا كنتَ قد لجأتَ إليه في النِّهاية، فسوف ينُقذ طريقك، لكنَّك لن تحوز على الأموال، لكن لا تحزن كثيرًا على المال، فهو يأتي ويذهب، وثروة  الكتب لا تُقدَّر بمالٍ"، وتذكَّر "توفيق" آخرَ كلماتِ والده له، والتي تطابقت مع ما يقرؤه الآن.

وجد "توفيق" خمس كتب خلف "المصحف" كان يستند عليها، فوجدَ بالفعلِ ما يرنو إليه، وذهب إلى صاحبه وردَّ لهُ ما كان قد اقترضه منه، وعاهد اللهَ على عدم العودة إلى ما كان عليه، ثم ذهب إلى البائع الذي كان يبيع إليه الكتب، فوجده قد حلَّ مكانَه رجلٌ طاعنٌ في العمر، فسأله عن البائع، فقال له: يا ولدي، لقدِ اشتريتُ هذه المكتبة منه بما فيها من كتبٍ، ولا أعرف أين هو الآن، دلَفَ "توفيق" إلى المكتبة الصغيرة، فوجد كتبه قد تراصت فوق بعضها البعض، ففتحها فلم يجد فيها شيئًا من المال، فحزن "توفيق" كثيرًا؛ ليس على ماله الذي ضاع، بل على كتبه التي يراها أمامَ عينيه، ولم يستفدْ منها، فنظر إليه الرَّجل قائلاً: لماذا أنت حزينٌ هكذا؟ فقال له "توفيق" مشيرًا إلى كتبهِ: إنَّ هذه كتبي، وقد فقدتُها، فقال له الرَّجل: لا تحزن على ما فات يا ولدي، وتعالَ اعملْ معي في مكتبتي، واقرأ منها ما يحلو لك، سُرَّ "توفيق"كثيرًا لعمله هذا، وهكذا استرد "توفيق" ثروةَ "الأستاذ رمضان" المعرفيَّة. 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • واجب السبت
  • خواطر عن الحجاب
  • إنها زوجتي!!
  • انحسار
  • الرائد لا يكذب أهله
  • فقه منازعة الفقر بالإبداع
  • الغزو الإيديولوجي، والتطبيع الثقافي
  • حكمتي إليكِ
  • ثورة الشك
  • الوقف: شِرْعة ومفخرة
  • الكبائر وحكم مرتكبها
  • ديمقراطية أبناء الصحراء
  • عام تحت الحصار
  • ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف! (قصة قصيرة)
  • هكذا أدبتني شريعة الحياة
  • أنجح الزوجات أفضلهن تدبيرًا لمملكتها
  • الصداقة.. ما لها وما عليها
  • جزيرة الحب
  • لا أعرف
  • الحوار الحضاري
  • حكاية قدوة (أنا والفجر)
  • أدب الحوار
  • ابدئي في التغيير الآن
  • نحو عرب مسلمين جدد
  • لغة "الضاد" على مائدة "شامبليون"
  • الإرجاف
  • الآثار المترتبة على تخلي المرأة عن موقعها
  • العبادة وأثرها في إصلاح الفرد والمجتمع
  • إدارة المشكلات والخلافات وآليات الحل
  • قصة شعب
  • تحرير البناء الفكري للشخصية من سلطان الطباع
  • أفرأيتم الماء الذي تشربون؟!
  • ترتيب أولوياتك أعظم أسباب نجاحك
  • تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار (قصة)
  • نظرة حول الحكايات الساخرة
  • نخلة في بلاد بعيدة (قصيدة)
  • فنجان قهوة (قصة)
  • دعوتي وبريدي
  • الوظيفة الكونية والحضارية للعقل في الإسلام
  • الأسرة في التصور الإنساني
  • عرض كتاب: (الفساد والاقتصاد العالمي)
  • خواطر نفس
  • بين الاستثناء والوصف والبدلية
  • اتجاهات الأدب الفرنكوفوني في المغرب العربي
  • يوم عرسي (قصة قصيرة)
  • حرب الحجاب.. والقابضات على الجمر
  • التعليم وتحديات عصر جديد
  • أيهما نورث أولادنا
  • رهين الضنى والسهاد (قصة)
  • النية روح العبادة
  • ثورة الجمل (قصة)
  • إبحار في قلب المؤمن
  • العقيدة أساس الإيمان ولبه
  • المعلوم من الدين بالضرورة
  • ركن الجوار: الفن التعبيري في خدمة التنمية
  • منظمة تعيد البشرية إلى عصور الرق والعبودية!
  • الكلاب اللاعقة
  • الإرجاف
  • المجلة الزيتونية، مجلة أقدم الجامعات الإسلامية
  • الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين
  • ليل الحقيقة (قصيدة)
  • الأديب
  • ملاك بكف الموت (قصيدة)
  • إخضاع العلوم الإنسانية للشريعة الإسلامية فريضة شرعية
  • فتيلنا المنتهك حرمته
  • حوار النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الصغار
  • منظومة "تحفة الخطباء"
  • فضل المعلِّم (قصيدة)
  • طفل وحجر (قصيدة)
  • ضحولة مفرطة لآمال مغرقة
  • إلى بابا الفاتيكان "بندكت 16" (قصيدة)
  • عشاق الكتب
  • عقارب المكان
  • الجميلة .. وحش ( قصة )
  • البينة والكتب القيمة
  • المكثرون من الكتب
  • أمل في خدمة المجتمع (قصة)
  • في حب الدفاتر

مختارات من الشبكة

  • تحقيق تخريج مسألة (الدينار كنز والدرهم كنز والقيراط كنز)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من كنز الله لا من كنزك(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كنز لا يضاهيه كنز(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الكنز في مدينة شرشال(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كنز من كنوز الجنة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: كنز من كنوز الجنة "لا حول ولا قوة إلا بالله"(كتاب - آفاق الشريعة)
  • كنز من كنوز الجنة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • كنز الكنوز (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كنز من كنوز الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
4- مشروع روائي مستقبلي
أم عمر - مصر 27-05-2009 07:59 PM

القصة جميلة ومعبرة تدعو لحب القراءة فهي الكنز الحقيقي
جزاك الله خيرا
وأرجو أن تتقبل النقد في التعليقات السابقة بصدر رحب حتى تتقدم وتتميز
وإلى مزيد من التقدم والتميز

3- ممتاز
ابراهيم عبدالقادر بامقابل - السعودية 11-05-2009 03:45 AM

شكرااااااااا جزيلً مرى اندهلت ومرى اعجبني واتمنى من الي يشوفو يعجبهم

2- مشكور أخي محمد
محمد هيثم جمعة / syria - المملكة العربية السعودية 22-04-2009 11:07 AM

أشكرك على ما كتبت في هذه القصة التي شدتني فدفعتني لمتابعتها لكن من خلال هذه القصة وجدت بعض الملاحظات أرجو أن يتسع صدرك لي فيها :
من بداية القصة هناك شبه تعارض في موقف توفيق مع والده (كمْ تركتَ لي من ثروةٍ في البنك؟ ) لا أجد ترابطا بين من يقول هذا الكلام وبين كلامك عنه بعد ذلك ( ونظر إلى والده ملتاعًا بشدَّةٍ،) كيف يكون هذا الشعور متضاربا في اللحظة عينها تقريبا .
أيضا موقف والد توفيق رسمته مثقفا متعلما مدرس تاريخ يعني عنده خبرة طويلة في الحياة و من خلال ما قرأه من تاريخ الأمم و الشعوب اسحوذ حب الكتب عنده على قلبه و مشاعره فالمفروض منك أن ترسمه أكثر وعيا و حنكة فإنه إن قصر في تربية ابنه و هو شديد عتيد فلا أعتقد أنه من المنطقي  أن يرهن ماله وورثه الذي قدرته بعشرين ألف جنيه في ذلك الوقت أيعقل أن تجد عاقلا يضع ثروة بهذا القدر على المحك من أجل أن يربي ابنه و يلقنه درسا صعبا في الحياة . أيمكن أن أضيع هذه الثروة و أترك ابني محتاجا بعد مماتي خصوصا و أنه ليس له أحد يلجأ إليه و هو في سن كثير من الشباب يسقطون فيها .
اعذرني إن قلت لك أنت تكتب القصة صحيح و لكن أثناء كتابة القصة كانت تسيطر النهاية و العبرة كمن يقود سيارة لكنه ينظر آخر الطريق في الأفق و نسي أن أمامه طريق طويل..
الجميل في القصة هي الخاتمة حيث إنك جعلت الخلاص و الملاذ لكل كآبة و من كل ضنك و ضيق الالتجاء إلى الله عز و جل .
في الختام أشكر لك صبرك و تقبل كلامي و لكن والله ما هدفي منه إلا الوصول إلى الأفضل و فقك الله إلى ما يحبه و يرضاه من قول و عمل .
 

1- شكر وملاحظة
أبو جويرية - مصر 20-04-2009 10:52 AM

السلام عليكم.
شكر الله لكم على هذا المقال الممتع الشيِّق.

وأسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين أجمعين.

ولكن لي ملاحظة على قول الكاتب - وفقه الله -: "لحق الأستاذ رمضان بزوجته إلى "الحياة الأبدية".

أرى في كلمة "الأبدية" نظرًا، فإن الموت ليس هو الحياة الأبدية؛ بل هو حياةٌ برزخية بعدها حسابٌ، ثم حياةٌ أبدية في الجنة أو في النار.

والله أعلى وأعلم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب