• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات
علامة باركود

ملخص بحث: الطرق المثلى لاستنقاذ المدمن وإعادة تأهيله

خاص شبكة الألوكة


تاريخ الإضافة: 15/5/2013 ميلادي - 6/7/1434 هجري

الزيارات: 7773

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث

الطرق المُثلى لاستِنقاذ المدمن وإعادة تأهيله

دراسة فقهية معاصرة


الحمد لله ربِّ العالمين، وصلاة وسلامًا على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن الإدمان مأساة إنسانية، وانحِطاط خلُقي، واستِحذاء وضياع وتمزُّق، وضياع للثروات، وذهاب للعقل والصحَّة والعافية، وهو أشبه بخلايا السرطان التي تَنزل بالبدن فترعاه ولا تتركه إلا مهشَّمًا محطَّمًا[1]، والإدمان بهذا المعنى يتعارَض وقصْد الشارع من خَلقِ البشرية، فقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، ورسم له في إطار الشرائع السماوية أصولاً وقواعد تضمَن له الحياة السوية، وتَكفُل له ولأسرته ومجتمعه السلامة من كل سوء، فلقد لفتَت نظره إلى قيمة الصحَّة، وذلك بما جاء في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن أصبَح منكم معافًى في جسده، آمنًا في سربه عنده قوتُ يومه فكأنما حيزت له الدنيا))[2].

 

ولما كان الإدمان على النحو السابق فإن الكثير منا يَستطيع أن يلمس المشكلات ويشرحَها ويُحدِّدها، ولكن القليل مَن يضَع يده على الحلول، ويَعرِف مواضِعها، ويَهتدي إلى الحق فيها، وفي مُحاوَلة لنا لإبراز دور المحاضِن الآمنة في استنقاذ المدمن وإعادة تأهيله، وبيان الطرق المثلى للتعامل معه حتى يتمَّ علاجه وإدماجه في المجتمع، اخترت الكتابة في هذا الموضوع، ولقد اشتمل هذا البحث على مقدِّمة وثلاثة فصول، فأما المقدمة ففي بيان خطورة الإدمان وأثره السلبي على توازُن الفرد وكيان الأُسرَة، وتماسُك وقوة المجتمع.

 

وأما الفصل الأول: ففي تعريف الإدمان وأسبابه ووسائله وأثره، ودور السياسة الوقائية في الحدِّ منه.

 

وأما الفصل الثاني: ففي بيان الطرُق المُثلى لتعامُل الأُسرَة، والتشريعات العقابية، والمصحَّات النفسية العلاجية مع المدمن لاحتوائه ومساعدته.

 

وأما الفصل الثالث: ففي دور المحاضن الآمنة (الأُسرَة - جماعة مساعدة الذات - المسجد - أجهزة الخدمات الاجتماعية) في استِنقاذ المدمن وإعادة تأهيله.

 

النتائج

لقد أسفرت هذه الرحلة العِلمية في إيجاد سبُل وطرُق مُثلى لاستنقاذ المدمن وإعادة تأهيله عن النتائج الآتية:

1- إن الإدمان مأساة إنسانية وانحِطاط خلُقيٌّ يَتعارض وقصد الشارع من خلق الإنسان وما رُسم له في إطار الشرائع السماوية من أصول وقواعد تضمَن له ولأسرته ولمُجتمعه الحياة السويَّة.

 

2- إن الإدمان هو التعوُّد الشديد على استعمال إحدى المواد والعقاقير المُخدِّرة أو المُنبِّهة، بحيث لا يمكن للمدمن الامتناع أو التخلي عن التعاطي، وبجرعات تكون - عادةً - مُتزايدة.

 

3- إن التعاطي اصطِلاح يُشير إلى أي مادة من المواد المسبِّبة للإدمان، ومنها المُسكِرات والمنبِّهات، وتُشير بعض الإحصائيات إلى أن مجموع هذه المواد أصبح يزيد على خمسمائة مركَّب تَشترِك في مجموعة من الخصائص التي تُهلك بدن الإنسان فتأتي عليه.

 

4- إن الإدمان بوسائله المختلفة - المخدِّر منها أو المُسكِر أو المنشِّط - حرام بالنص القطعي في الآيات القرآنية، وبنصوص السنَّة، والمعقول، وإجماع الأمة؛ وذلك لضرره باعتباره مفسدة للعقل والجسد والخَلق والخُلُق.

 

5- إن أسباب الإدمان كثيرة؛ منها الحالة النفسية للأم خلال فترة الحمل، كأن تتعرَّض لاضطرابات نفسية أو مرضية خلال مرحلة تكوين الأجنة في الأرحام، ومنها العُنف الأسري أثناء التعامل مع الأطفال؛ مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو القسوة والعقاب غير الطبيعي عند معاقبة الأطفال على أخطائهم، ومنها الإهمال والذي يَعني عدم إعطاء الأبوين للطفل القدر الكافي من التغذية أو الملابس أو الدواء، أو عدم إظهار المودَّة له، ومنها أيضًا أصدقاء السوء، وانتشار الشائعات المُغرِضة بين الشباب - من خلال المدارس والجامعات وأصحاب الحِرَف - من أن المخدرات تسبب حالة من الانتعاش واليقظة والقدرة الجنسية والجسمية، ومنها أيضًا اختفاء عامل الخَوف والعِقاب؛ بسبب قصور التشريعات الوضعية في وضع العقوبات الرادعة لمن يتعاطى المُخدِّرات.

 

6- إن وسائل الإدمان كثرت حتى بلغَت - كما سبق القول - إلى ما يَربو على الخمسمائة مادة، منها ما هو طبيعي ومنها ما هو صناعي، فمنها الأفيون ومشتقاته، والحشيش (القنب)، والكوكايين، والمهلوسات؛ مثل حامض اليسرجيك ثنائي الإيثل والبسيلوسين والمسكالين، ومنها الأمفيتامينات والمنومات والمهدئِّات مثل حامض الباربيتوريك، ومنها القات والخمور والمشروبات الروحية والنيكوتين الموجود في التبغ، ومنها المواد الطيارة كالبنزين والتنر وحامِض الخَليك، ومنها مُخفِّضات الحرارة كالأسبرين والنوفالجين والباراسيتامول.

 

7- إن للمخدرات مضارَّ دينية ودنيوية أشار إليها قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ﴾ [المائدة: 91]، كما أن الإدمان يُعرِّض البدن للأمراض، ويورِث النِّسيان، وموت الفجأة، واختلال العقل وبقية أجهزة وخلايا الجسد بما يؤثِّر على أداء وظيفتها الفِطرية، وقد يَصل الأمر إلى إتلافها كلية.

 

8- إن للدول سياسة وقائية للحدِّ من الإدمان، وذلك عن طريق اتِّخاذ تدابير تَستهدِف القَضاء على المعروض في الأسواق غير المشروعة من المواد المسبِّبة للإدمان كلها أو بعضها أو الإقلال منها، كما هو حادث في حالات الموافِقة على المساحات المسموح بزراعتها بنبات الخشخاش، وكذلك عن طريق مُخطَّطات موجَّهة إلى المستهلك وإلى البيئة مثل المُحاوَلات الدائبة نحو استِكشاف أفضل الطرق التعليمية والتربوية لتحصين الشباب منذ الأعمار المبكِّرة ضدَّ الإقبال على تعاطي الموادِّ المؤثِّرة في الأعصاب، وكذلك عن طريق برامج موجَّهة إلى الفرد والأسرة للإقلال من الأضرار الصحية والاضطرابات النفسية والاجتماعية التي تترتَّب على الإدمان كالتخطيط لإقامة مراكز الإسعاف الطبي.

 

9- إن من الطرُق المُثلى للأسرة في التعامل مع المُدمِن - لاحتوائه ومساعدته - عدم اللوم أو العقاب أو المعايَرة، وألا تتعامَل معه على اعتبار أنه مُجرِم، إنما باعتبار أنه مريض يحتاج إلى مساعدة، ومنها أيضًا عدم اعتزاله خاصة المقرَّبين منه، ومنها المداوَمة على زيارته وهو في المَصحَّات العلاجية، ومنها أن تَفتح الأسرة مع الفريق المُعالِج قنوات اتصال لتكوين تحالف علاجي يُساعد المدمن على التعافي، ومنها وقف الدعم المالي إلا فيما يلزم للضروري، ومنها حثُّ المدمن على الانصراف إلى الرياضة والاشتراك في رحلات الأسرة الأسبوعية الترفيهية أو العائلية، ومنها مساعدته على التغلُّب على الرغبة الملحَّة للعودة إلى الإدمان، وذلك بتجنُّب أماكن بَيع المخدرات وصداقات السوء، وتجنُّب المَواقِف السلبية كالغضب والوحدة.

 

10- إن من الطرُق المُثلى للتشريعات العِقابية في احتواء المُدمِن ومساعدته القيام من وقت لآخَر بحملة إعلامية تُبصِّر فيها المواطنين بالأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات، ومنها أيضًا التعاون مع العائلات وأرباب الأعمال في أخذ المدمنين إجباريًّا لمراكز العلاج، ومنها إيجاد بدائل للسُّجون؛ مثل الخدمة الاجتماعية، والتطوع الإنساني في إغاثة المنكوبين، ورعاية دور الأيتام، والجمعيات الخيرية، ومنها أن يَخلو قرار العفو الصادر بحق متعاطي المخدرات من تسجيل سابقة تَعاطي المخدِّرات صحيفة سوابقه.

 

11- إن من الطرق المُثلى للمَصحات النفسية في التعامل مع المدمنين واحتوائهم ومساعدتهم أن يتمَّ علاجهم تحت إشراف أطباء مُتخصِّصين في علاج الأمراض النفسية والعقلية، سواء أكان ذلك في مَصحَّات علاجية حكومية أو خاصة، ومنها أن يكون العلاج بالعقاقير الطبية البديلة التي يكون لها نفس تأثير المواد المخدِّرة على أن يتمَّ التخلُّص من هذه العقاقير تدريجيًّا، ومنها أن يَدرُس الطبيب المعالج شخصية المدمن ومصارحته بحالته وبما يجب عليه اتخاذه من احتياطات، وتعريفه بمراحل التقدُّم في العلاج، ومنها أن يتمَّ العلاج في سرية تامَّة، وأن تكون المَصحات في مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء.

 

12- إن للأسرة دورًا في استنقاذ المدمِن وإعادة تأهيله، يتمثَّل في سرعة إدخاله المستشفى أو مراكز العلاج لتلقي العلاج، وأن تكون الأسرة على اتِّصال دائم بالطبيب المعالج، مع توفير قدر مناسب من المال للمَصاريف الشخصية تحت إشراف مكتب شؤون المرضى، وفي حالة عدم رغبة المدمن في الإقلاع فيقع على الأسرة عاتق إقناعه بالإقلاع عن المخدرات، وذلك ببيان حُكمِها الشرعي، كما يجب على الأسرة أن تتعرَّف على الأماكن التي يَحتفِظ فيها المريض بالمواد المخدرة وتنظيف البيت منها، كما يجب أن تتعرَّف على الأصدقاء المؤثِّرين على المدمن والأماكن التي اعتاد ارتيادها وتتوافَر فيها المخدرات حتى يتمَّ تجنُّبها عند خروج المُدمِن مع الأسرة وعدم تركِه يَجلس بمفرده بعد خروجه وتغيير حُجرَة نومِه، كما لها أن تحتفل بخروجه كل فترة، وإذا ظهَرت بوادر الانتكاس فإنه يجب الإسراع إلى المستشفى.

 

13- إن لجماعة مساعدة الذات دورًا في استِنقاذ المدمن وإعادة تأهيله؛ فهي جماعة علاجية لا تُناقِش أمورًا علاجية بحتة، ولكن هدفها هو تدريب تعليمي لمساعدة أولئك المُدمِنين في إعادة دراسة خبراتهم السابقة مع المُخدِّرات، والتفكير في طريق الخلاص وتعليم مفاهيم أساسية عن طريق الحياة الصحيحة، وخلق مجالات جديدة في حياتهم تُساعِدهم على خوض هذه التجربة، وحوار الجماعة مع المدمن يجب أن يتركَّز على كيفية الاستمرار في الحياة نظيفًا عن المخدرات، وتدريب المدمنين على كيفية مواجَهة المشاكل الاجتماعية، وأيضًا الحث على العودة إلى العمل والنُّضوج.

 

14- للمسجد والكنيسة دور في استِنقاذ المدمن وإعادة تأهيله، ويتمثَّل في إعداد الوعاظ والدعاة والقساوسة بمعلومات طبية مبسَّطة عن الإدمان، والتوعيات المستجدة عن المخدرات، وتبرز أهمية دور العبادة؛ من حيث اصطحاب الأسرة للمدمن ودمجه في جماعة المسجد أو الكنيسة التي قد تُعوِّضه عن جماعة الإدمان، وكذلك من خلال المشاركة في أنشطة دُور العبادة لشغل أوقات فراغه مثل نظافة المسجد، وترتيب المصاحف والكتب، والإعلان عن المحاضرات الدينية وحلقات العِلم، وحفظ وتجويد القرآن.

 

15- إن أجهزة الخدمات الاجتماعية، والتي تتمثَّل في دُور التعليم، ووسائل الإعلام، والجمعيات الخيرية، وصناديق التكافل الاجتماعي، والشرطة، والمصحات النفسية لها دور في استِنفاذ المدمن وإعادة تأهيله تتمثَّل في تشديد الرقابة على الطلاب، وإخطار أولياء الأمور فورًا بأي تغيير يطرأ على سلوك أبنائهم، وكذلك دعم الإذاعات المدرسية والصحافة لتقوم بدورها بنشر أضرار التدخين وتناوُل المُخدِّرات، وكذلك تطور التشريعات التي تحكم تداوَل المستحضرات الطبية التي تُساعد على الإدمان، كما يجب أن تتضافَر جهود الجمعيات الخيرية مع الحكومية للحدِّ من المشكلة، وأما دور الشرطة فيتمثَّل في الإمساك بالمدمن لعلاجه وليس لضربِه وحَبسِه.

 

التوصيات:

1- إن مُغالَبة جائحة الإدمان تتطلَّب جهودًا وموارد تتجاوَز قُدرة السلطات العامة وحدَها؛ لذلك فإننا نُوصي بأن تتكاتَف وتتعاوَن كافة القطاعات المعنية الأخرى بصفة عامَّة، والقطاع الديني بصفة خاصة في مواجَهة هذا التحدي، ويَنبغي الربط بين العمل الروحي وبين الجهود الصحية وغيرها على أساس مُستمِرٍّ لا يَقتصِر على وقت مُعيَّن، ومِن أحسن الاقتراحات التي ذُكرت في هذا الشأن مشروع التبرُّع لعلاج الإدمان.

 

2- للمَسجد والكنيسة دور أساسي في توعية المجتمع فعليهما - فضلاً عن إبراز التعاليم الدينية - معالجة الجوانب ذات الصِّلة بالوقاية من الأمراض ومكافحتها، ومن بينها مشكلة الإدمان، وعلى السلطات الصحية أن تُتيح لرجال الدِّين ما يلزم من المُعطيات الوبائية بشأن حدوث هذه الأمراض في المجتمعات لمساعدتهم على إعداد مواعظهم وفقًا لها.

 

3- لما كان الإدمان بما يُسبِّبه من الأمراض يُصيب الشباب والقوى العاملة بأعلى المُعدَّلات فمِن المُهمِّ توجيه الاهتمام إلى فئة المدمنين والتركيز عليهم، ومن أجل تعظيم آثار أنشطة الإعلام في هذه الفئة فإنه يجب مزج المعلومات العِلمية مع الإرشاد الروحي في جهد تربوي جيد التنظيم يَحشُد جميع المعنيين بقطاعات الصحَّة والتعليم والخِدمة الاجتماعية، فضلاً عن رجال الدين ومؤسَّساته، ومِن ذلك توفير أماكن لعلاج المدمنين تكفي لسد حاجة الراغبين فيه، فالعلاج في مُستشفى تخصُّصي لعلاج المدمن أفضل من علاجهم في قسم الإدمان داخل مستشفى الأمراض النفسية نظرًا للمَضارِّ الناجمة عن اختلاطهم بالمرضى، ومن ذلك أيضًا الاهتمام بتأهيل المدمنين نفسيًّا واجتماعيًّا ومتابعة المدمِن بعد خروجه من المصحَّة حتى لا يعود إلى دائرة الإدمان مرة أخرى، ومن ذلك يقع على عاتق الدولة والنقابات والمؤسَّسات الكبيرة والنوادي المِهنية توفير الخِدمات الثقافية والرياضية والترفيهية التي تملأ وقت فراغهم.

 

4- يَنبغي في إقليم شرق البحر المتوسط إدخال التربية الدينية في المناهج الدراسية لجميع المستويات التعليمية، على أن يكون الهدف التربوي منها هو بناء شخصية الفرد بطريقة مُتناسِقة مع مصالح الآخَرين ومصلحة المجتمع، وأظن أن تجربة الولايات المتحدة في إدخال برامج للتوعية بالمخدِّرات في منهج الدراسة تجربة جديرة بالدراسة؛ فهي الدولة الوحيدة التي تقدِّم برامج للصغار في رياض الأطفال، ومنظمة اليونسكو تتَّفق مع المنهج التربوي الأمريكي، كما في الإمكان إدخال التوعية عن الإدمان في علم الكيمياء أو علم الأحياء شريطة أن يتم ذلك بعناية واهتمام؛ مثل إظهار الخلل الذي يَحدث في أجهزة جِسم المدمن.

 

5- وسائل الإعلام والمنظَّمات غير الحكومية شركاء، ولهم أهميتهم في الجهود العالمية المبذولة ضدَّ مشكلة الإدمان، ويَنبغي أن توفر لهم جميعًا معلومات حول الجوانب العلمية للمشكلة، فضلاً عن معلومات ذات الضوابط الدينيَّة والسلوكية والأخلاقية ذات الصِّلة بالإدمان.

 

6- الاهتمام بالأُسرة فهي الإطار الرئيسي الذي يَنمو فيه الطفل من وقت مولده حتى بداية سنِّ المُراهَقة، وفيها يكتسب اتجاهاته ومواقفه الأساسية، وذلك بتبصيرها بدورها المستند إلى العقيدة الدينية الصحيحة والعادات الطيبة التي تُقرِّر الاحترام وتحضُّ على الاستقامة، وكذا الاهتمام يكون عن طريق حماية العائلات المتأثِّرة ومساعدتها حتى تتمكَّن من توفير الرعاية لمرضاها، ومغالبة وطأة خسائرها.

 

7- الضرب بشدة على أيدي تجار المخدرات ومزارعيها ومُهرِّبيها ومُعاقَبتهم، وقد أحسنت بعض القوانين العربية حينما نصَّت على إعدام تجار السموم البيضاء، وكذلك اتِّباع سياسة حازمة حادة مع المدمنين لإجبارهم على العلاج وتحديد مدة للتقدُّم الاختياري للعلاج كأن تكون ثلاثة أشهر، ويُمكن الاستئناس في ذلك بموقف الصين في هذا الشأن.



[1] د. السيد الجميلي: الإدمان وعلاجه، (ص: 3)، ط دار القلم للتراث، ط 1991م.

[2] الحديث أخرجه الإمام الترمذي برقم: (2346)، وحسَّنه الإمام الألباني في "الأحاديث الصحيحة" برقم: (2318).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: طرق التعامل المثلى والتي ينبغي اتباعها لتعزيز القيم اللازمة لاستنقاذ المدمن وإعادة تأهيله(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخصات اقتصادية (7) البشرية في مفترق الطرق(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • ملخص بحث: المسؤولية وطرق تنميتها عند افراد المجتمع(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • انحراف الشباب وطرق العلاج على ضوء الكتاب والسنة (ملخص ثان)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • انحراف الشباب وطرق العلاج على ضوء الكتاب والسنة (ملخص أول)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص البحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات (بحث ثالث)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • قرغيزيا: دورة علمية حول الطرق المثلى لعرض السيرة النبوية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الطرق المثلى للإنفاق في شهر رمضان!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الطرق التي يعلم بها صدق الخبر من كذبه(كتاب - موقع الدكتور عبدالله بن محمد الغنيمان)
  • الطرق التي يعلم بها دخول الشهر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/12/1446هـ - الساعة: 18:7
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب