ملخص بحث: ملخص بحث: خصوصية تعليم المرأة .. الجذور الشرعية وتحديات الواقع ( بحث سابع )

ملخص بحث

خصوصية تعليم المرأة.. الجذور الشرعية وتحديات الواقع

(بحث سابع)

شرف العلم وفضله:

لقد حث الإسلام على العلم النافع ورغب في تحصيله، ووعد العلماء بالأجر والمثوبة، وقد ورد في كثير من الآيات والأحاديث النبوية فضل العلم وشرف حامله.

التعليم في الإسلام:

دعا الإسلام إلى تحصيل العلم على كافة المستويات، فكانت أول كلمة أوحى الله - تعالى - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1].

والعملية التعليمية في الإسلام تقوم أركانها على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأقوال الصحابة والتابعين، وهي عملية بناء وتوجيه على الصعيد الروحي والفكري والمادي، في ضوء نظام متوازن.

مكانة العلم في القرآن:

أشاد القرآن الكريم بالعلم وأهله، واستشهد بالعلماء على أعظم قضايا الوجود، وهي قضية الوحدانية، والعلم ليس مقصورًا على علم الدين وحده الذي يتعلق بالمقاصد والغايات، ولكن يتناول أيضًا العلم الدنيوي الذي يتعلق بالوسائل والآلات، وهي مهمة لنماء الحياة وبقائها.

مكانة العلم في السنة:

أكدت الأحاديث النبوية ما جاء في القرآن من فضل العلم ومنزلة العلماء، فأجره دائم ونفعه مستمر، وهو باقٍ للإنسان حتى بعد موته، أضف إلى ذلك استغفار ملائكة السموات والأرض لطالب العلم.

مكانة المرأة في الإسلام:

المرأة في الإسلام كان لها شأن عظيم بعد أن كانت في الأمم السابقة مهانة ذليلة مستعبدة.

أكرم الإسلام المرأة، وسمى سورة باسمهن (سورة النساء)، وأوصى بها خيرًا: أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجة.

النساء شقائق الرجال في طلب العلم:

لم ينكر الإسلام حق المرأة في التعلم بل اعتبره أمرًا واجبًا، ولكنه العلم الذي يتفق مع طبيعة المرأة ووظيفتها في الحياة، ويتفق مع فطرتها، فكانت خديجة المصدقة الأولى، وعائشة الصديقة كانت المفتية والمعلمة والموجهة لأبواب الخير، وقد كانت مقصد فقهاء الصحابة عندما كانت تستعصي عليهم بعض المسائل العلمية والفقهية.

ولقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في التعلم والتعليم حتى غدين من الفقيهات المحدِّثات، ووجد في التاريخ الإسلامي نوابغ من النساء في كافة الفنون والعلوم.

المرأة ودورها في نهضة المجتمع:

إن تعليم المرأة قضية حساسة وخطيرة؛ لذلك وجب الاعتناء بالمرأة في جميع مراحل حياتها، فإنها سوف تكون ناضجة فكريًّا، وتحمل في حياتها مفاهيم تربوية سلمية وعقلاً راجمًا تدرك به أهمية العلم، كما أن المرأة المتعلمة تؤدي دورًا في محو الأمية الثقافية.

خصوصية تعليم المرأة:

تعليم المرأة: نظام تربوي وسياسة تناسب طبيعتها.

♦ تربية إسلامية منهجية.

♦ تربية شاملة تصلح القلوب.

♦ تربية تعينها على صنع الرجال وصياغة العقول.

♦ تربية تتعهد بإصلاح عقيدتها وعباداتها وأخلاقها.

♦ تربية تسعى لإصلاح حياتها.

♦ منهج يحفظ لها قيمها.

ضوابط تعليم المرأة:

♦ الموافقة لكتاب الله وسنة رسوله.

♦ القيام بحقوق الله والوالدين.

♦ رعاية ووقاية من أمراض القلوب.

♦ الحذر من الاختلاط.

♦ عدم السفر دون محرم.

♦ وجود مدارس مخصصة للبنات (مدارس إسلامية).

♦ التزام الفتاة بالشروط المشروعة؛ كالحجاب.

♦ الإشراف المباشر لوليِّ الفتاة على تعليمها.

♦ ألا يكون في متابعة الفتاة للدراسة عائق يمنعها من الزواج.

♦ ألا يكون في متابعة الفتاة للتعليم مخالفة للدين الإسلامي الحنيف.

أماكن تعليم النساء:

منازل العلماء: في عهد النبوة كانت منطلقًا من بيوت النبيِّ - عليه الصلاة والسلام.

♦ منازل أمهات المؤمنين مراكز تعليمية خرجت العديد من الصحابيات والتابعات.

المساجد: حلقات العلم دون اختلاط.

♦ تعلم المرأة على مرأة مثلها: العملية التعليمية طرفاها النساء تعليمًا وتعلمًا.

أثر تعلم المرأة على العلماء:

لم يقتصر دور المرأة على التعلم، بل كان لها أثر في نشر ما تعلمته مشاركة فعالة في تشجيع حركة العلم عن طريق الإسهام في إنشاء مدارس ودور التعليم ووقف الأوقاف.

جهود المرأة في مجال التعليم وأثره على التنمية:

♦ دورها في بناء المجتمع.

♦ إدارة اقتصاد الأسرة.

♦ ضبط بنية المجتمع الداخلية.

♦ تقوية الروابط الاجتماعية.

♦ القدرة على حفظ أبنائها من الانحرافات الفكرية والعقدية.

التحديات التي تواجه المرأة:

♦ الغزو الفكري.

♦ تحرير المرأة.

♦ مشاكل اجتماعية واقتصادية: العولمة، والفقر والأمية.

♦ عدم وعيها بالدور المطلوب منها.

♦ التخلف والوعي الحضاري.

♦ الاتجاه المنادي بالإباحة الجسدية، الذي يقود إلى تدمير العلاقات الأسرية.

♦ الانبهار بالنموذج الغربي.

♦ تعظيم دور المرأة خارج المنزل (العمل مدفوع الأجر).

دور المرأة:

تقسيم دور المرأة في نهضة المجتمع إلى دائرتين أساسيتين:

دائرة الأسرة: وعي الوظيفة الوجودية في الحياة.

♦ عدم الاعتماد على الخدمات.

♦ التربية والتنشئة الاجتماعية الدينية.

♦ تكوين القاعدة النفسية لبناء الأسرة.

♦ تخطيط ميزانية الأسرة.

الخلاصة:

علينا الاهتمام بتعليم المرأة اهتمامًا عظيمًا، فهي المربية والموجهة وصانعة الأجيال، ومهمتها هذه تزداد صعوبة وتعقيدًا يومًا بعد يوم في عصر السمومات المفتوحة وثورة الاتصالات وتمازج الثقافات.. فلا مجال للحيرة والجهل والتجاهل لما يجب أن تكون عليه نساء العصر الحديث.

نعم من حقها أن تتعلم الطب والفلك وعلوم الحاسب، ولكن من الأولى والأهم أن تدرس مبادئ التربية وعلم نفس الطفل والتربية الصحيحة الخاصة بالأطفال على مدار مراحل العمر، من الأَولى أن تفهم أسس بناء البيت السعيد وتربية النشء الصالح وتزكية الأنفس الوليدة، من الأولى أن تعرف كيف تكون فتاة صالحة وزوجة طائعة وأمًّا ناجحة لنبدأ بها ومنها وعليها تشييد أعظم صناعة، ألا وهي صناعة البشر.