ملخص بحث: أثر خصوصية تعليم المرأة في نبوغها ونجاحها وإبداعها المعرفي

ملخص بحث

أثر خصوصية تعليم المرأة في نبوغها ونجاحها وإبداعها المعرفي

الفصل الأول:

1- الباب الأول.

المقدمة

بيَّنت فيها مكانة المرأة في الإسلام، وما حصلت عليه من حقوق، وما كان عليها من واجبات، وذكرت ما جاء في القرآن الكريم من آيات، وكذا الأحاديث النبوية الشريفة، المتعلقة بذلك، وتعرَّضت إلى أنه على الرغم من أن الدين الإسلامي قد كفل لنا هذا الأمر، إلا أن المشكلة تكمن في أن التراث القَبَلي والعشائري قد طغا - بكل ملابساته وتعقيداته - على العقلية الشرقية عامة والعربية خاصة، بحيث صارت المرجعية الحاكمة هنا فيما يصدر من سلوكيات اجتماعية من أفراد المجتمع، هي القبيلة وأعرافها، بعيدًا أحيانًا كثيرة عن الرجوع للتعاليم الدينية للأسف.

وذكرت أن هناك طريقًا تسلكه المرأة العاقلة للوصول إلى موقع صحيح تثبت به أقدامها، فنحن الآن أحوج ما نكون لمكان يليق بالمرأة، ولإعدادها لتستطيعَ مواكبة تحديات العصر الحالي، والتقدم العلمي.

ثم تناولت تاريخ المرأة عبر العصور:

حيث أخذت بعضًا من التعاريف التي كانت تعرَّف بها المرأة، كما لو أنها جاءت من كوكب آخر لا علاقة لها بمن هو على هذا الكوكب.

وبعد كل هذه الإهانات والإذلال وصفحات العار التي كتبت لتعاريف المرأة، جاء الإسلام المحرِّر الحقيقي للمرأة، والذي مسح هذه الصفحات، وأعطى للمرأة حقها، وأعاد لها اعتبارها، وأتى الله - سبحانه وتعالى - برحمته هدية إلى جميع البشر على هذه الأرض.

ثم أتيت على ذكر نماذج إسلامية يحتذَى بها:

♦ كدور السيدة أم سَلَمة في دَرْء الفتنة.

♦ ودورها كمحارِبة ومدافعة عن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - كنُسَيبة بنت كعب المازنية، وأم الزبير بن العوام.

♦ وحارسة مؤدِّبة كصفية بنت عبدالمطلب.

بحثت في الإسلام وحق المرأة:

ووجدت أن الإسلام حَفِظ حق المرأة المسلمة، وسن لها القوانين الناظمة لمسيرة حياتها.

ومن حقوقها المحفوظة لها وهي في بطن أمها؛ بحيث لا يُقام على أمها الحد، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها.

وهي مولودة من حيث النفقة والكسوة، وحقها وهي مُرضِعة لها أجرها.

وحفظ الإسلام حق المرأة في اختيار الزوج المناسب، وفي الميراث عمومًا، صغيرة كانت أو كبيرة، وإذا كانت بكرًا فلا تزوج إلا بإذنها.

وفي طلب العلم:

فقد بيَّن الإسلام فضل العلم والتعليم عامة، للرجل والمرأة على حد سواء، العلم الذي يوصل إلى خشية الله وتقواه، ومخافته والارتباط به، وإذا تصفحنا تعاليم الإسلام في هذا الصدد في (القرآن والسنة) لم نجد نصًّا واحدًا يمنع أو يحرم المرأة المسلمة من التعليم، بل قد خاطب الله النساء بمثل ما خاطب به الرجال، وجعلهنَّ مندرجات في عموم خطاب الرجال في معظم الأحوال؛ حرصًا على تعليمهن وتثقيفهنَّ وتعريفهنَّ أمور دينهنَّ، ومشاركتهنَّ في القضايا العامة للمسلمين.

وتعرضت للاستمرار في طلب العلم:

وذكرت أن التعليم عند المرأة المسلمة يجب ألا يقف عند حد معين، وإنما يستمر باستمرار الحياة وفي سياقها، من دون انقطاع؛ من أجل تحقيق آمالها، وتنمية قدراتها وإمكانياتها، وتمكينها من مواجهة العالم المتغير والمتطور.

وبناءً عليه، فهي تعي جيدًا تأكيد الإسلام على الاستمرار في طلب العلم، وذكرت أن هناك شروطًا لمتابعة التعلم.

وميزت بين التقليد والعرف:

فالعرف: مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، عرَّفه العلاَّمة الجرجاني بأنه "ما استقر في النفوس بشهادة العقول، وتلقته الطبائع بالقبول"، وهو اجتهادات وقوانين لا تخالف الشرع، وتختلف بحسب الزمان والمكان.

أما التقاليد: فهي في معظمها لا أصل لها في الدين، وإن كانت للأسف تأخذ أحيانًا صبغته وقدسيته في مجتمعاتنا العربية والإسلامية خاصة بين النساء، يصدق هذا على تلك المجتمعات وعلى الأقليات المسلمة الموجودة في الغرب.

وبحثت بواقع تعليم المرأة المسلمة:

♦ من حيث النوعية - ومن حيث الوسيلة - ومن حيث المنهجية.

ثم بينت انعكاس الغزو الفكري على تعليم المرأة:

فقد أحدث الغزو الفكري للعالم الإسلامي، انقلابًا جذريًّا في تربية أجيالها، وانتشرت المدارس التبشيرية، وكثرت الإرساليات إلى البلاد الإسلامية، وجاء المستعمِر بنظم ومناهج وعلوم غير تلك التي كانت تدرس في المساجد، أو في المعاهد والمدارس الإسلامية.

وفي خصوصية تعليم المرأة:

بدأت بتعريف خصوصية تعليم المرأة: وبينت أن الخصوصية في وضع المرأة أيضًا تعني مراعاة اختلافها عن الرجل عندما يخوضان المجال نفسه، سواء في العمل أو التعليم، أو أي من مجالات الحياة الأخرى، وخصوصية المرأة عن الرجل تأتي من الاختلافات النفسية والجسمية.. فما يطيقه الرجل لا تحتمله المرأة أحيانًا، وأحيانًا العكس، وتأتي الخصوصية من الوضع الاجتماعي للمرأة أيضًا، وهي تختلف من مجتمع لآخر.

أما خصوصية التعليم، فتعني العزل، والمنهج والأسلوب والانتقاء بما يناسب المرأة، وإن من أهم معالم تلك الخصوصية البعد في تعلمها وتعليمها عن الرجال، ودلَّ على ذلك هذا الحديث الذي طلب فيه النساء درسًا خصوصيًّا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجابهن إلى طلبهن.

وذكرت أن المملكة العربية السعودية هي أكثر من يطبق تعاليم الإسلام لوجود الإمكانيات المادية لتطبيق ذلك، وتحدثت عن المدارس المنزلية أو شبه النظامية في المملكة.

وبينت أن للاختلاط في التعليم الجامعي مخاطرَه:

حيث إن في مرحلة التعليم الجامعي يكون النضج والبلوغ لدى الجنسين قد حصل، بل يكون في أوج الشدَّة، فتكون المفسدة، ففي سن المراهقة وتحت مظلة الاختلاط، ينطلق الطلاب من كلا الجنسين إلى تبادل النظرات المسمومة والكلمات الداعية إلى الفجور.

وذكرت تجربتي الشخصية في خصوصية التعليم:

وكم عانيت لتكميل تعليمي، إلا أنني تغلبت على ذلك في بيتي، ولم أشعر بأنني ظلمت، وذلك بوقوف زوجي إلى جانبي.

وفي تحدثت عن الإبداع:

وقمت بتعريف الإبداع لغة: بأنه من مادة (بدع)؛ أي: أنشأه وبدأه، قال - تعالى -: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 117]؛ فالبديع من أسماء الله - تعالى - ويعني: إيجاد الشيء وإحداثه على غير مثال سابق.

واصطلاحًا: الإبداع والابتكار والاختراع مصطلحات هي مترادفة يراد بها: عملية بشرية تراكمية مَرِنة، لتطوير فكرة قديمة، أو إيجاد فكرة جديدة.

وذكرت صفات المبدع:

بأن لديه اختلافات الاتجاهات والميول، والتي قد تتعلق بالإبداع غالبًا، وأن للمبدع صفات تكتسب من خبرات الحياة، والإبداع قد يغير من الصفات، بل إن صفات الأنماط الأنثوية والذكورية النموذجية.

وأتيت على ذكر نماذج مبدعة عبر التاريخ:

وبينت أن القرآن الكريم والسنة المطهرة سجلا لنا نماذج عظيمة تدل على قدرة المرأة على التفكير والإبداع، إذا ما أتيح لها المجال، وهذه النماذج تعرضتُ لبعضها، وهي التي تتمثل في قدرة المرأة على التفكير والعطاء بصفتها إنسانًا يتميز بخاصية التفكير، وليست حالات شاذة كما يحلو للبعض أن يصفها بها، في محاولة يائسة لتعميق صفة نقص العقل بالمرأة.

وفي إبداع المرأة في القرآن والسنة:

بينت أن التاريخ الإسلامي قد حفظ لنا سيرة نابغات من النساء، برعن في كافة الفنون والعلوم، وتراجمهن حافلة في الكتب، ووجد منهن الفقيهات، والمفسرات، والأديبات، والشاعرات، والعالمات في سائر علوم الدين واللغة، وكانت العروس لا تجهز إلا ومعها بعض الكتب الشرعية النافعة، فقد ذكر الذهبي - رحمه الله - أن البكر كان في جهازها عند زفافها نسخة من كتاب مختصر المزني، وهذه الحادثة تسجل للمرأة المسلمة مفخرة عظيمة اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء.

وفي قدرة المرأة على الإبداع:

ومن خلال هذا الباب تأكد لنا الآن بأن عقل المرأة مثل عقل الرجل من ناحية التفكير، والتبصر، وإيجاد المغزى والنتيجة، وربما أرجح من عقل بعض الرجال الذين اكتفوا بأنهم الأعقل، وأن الإبداع خاص بالرجال.

وتعرضت لمعوِّقات الإبداع بشكل عام:

حيث بينت أن الإبداع مهارة عالية، يمكن تعلمها بالمراس والتمرين أحيانًا، لكن قد يعيق تعلم الإبداع بعض الأمور منها:

- الشعور بالنقص - وعدم الثقة بالنفس وتحقيرها - الانشغال بالأمور الروتينية والنمطية.

ومن يساعد المرأة على الإبداع:

ذكرت بأن الحياة وجد فيها الرجل والمرأة، فإن لم يساندوا بعضهم بعضًا فيما يرضي الله وحده، فسينهار هذا المجتمع الضيق الذي يضمهما معًا، والواسع الذي نحن جميعًا ننتمي إليه.

والمرأة وحدها لا يمكن أن تسير ولا أن تصل إلى النجاح أو الإبداع إلا بمعونة الرجل ومساندته.

أتيت على ذكر تجربة إبداع شخصية:

والتي بينت فيها أنني حولت المنهج الدراسي التقليدي من كتاب ورقي لكتاب إلكتروني يتحرك كل ما فيه ليوصل الفكرة للتلميذ بيسر وسهولة.

وفي النبوغ:

قمت بتعريف النبوغ لغةً: من نبغ بمعنى خرج وظهر.

والنبوغ بالمعنى الجديد تفوُّق المرء في مجال ما، وبمعنى الذكاء المفرط والاستعدادات العجيبة.

ويقال إن العلماء في الشرق والغرب بحثوا عن تعريف للنبوغ، فاختلفوا في تعريفه وبيان حدِّه، وقرنوا تعريف النبوغ بالنابغة؛ فالنابغة يقدِّم الشيء الجديد، وباقي الناس يقدِّمون ما كان قديمًا، فهو ذو بصيرة نافذة، وحدَّة نظر، يرى ما لا يراه غيره، فيكشف الستار عن المجهولات في لوحته الغنية، وشعره الموزون، وكتابه القيم، وغير ذلك.

وأتيت على ذكر نابغات من هذا العصر:

مثل: الدكتورة "أماني" أستاذة الميكروبيلوچيا، والإماراتية "سعاد الشامسي"، وهى أول مهندسة طيران إماراتية، و"غادة باعقيل" التي فازت بجائزة أفضل مشروع نسائي على مستوى العالم.

وفي مقومات النجاح:

ومنها الإيمان بقدرة الله - تعالى - للوصول إلى مبتغانا، والبحث والاحتكاك والاطلاع على نجاحات الآخرين.

التفكير في عمل أو إنجاز، وبعده عمل أو إنجاز آخر، ووضع هدف واضح قابل للقياس والوصول إليه يحدَّد له زمن محدد، وابتكار أساليب جديدة لإنجاز العمل وعدم تقييد الآخرين له.

أما معوقات نجاح المرأة:

فمنها التحديات الذاتية: ومنها ما هو من المحيط الذي حولها، كذلك الأمية والتقليد.

وكان من أبرز تحديات الواقع: العادات والتقاليد في كثير من الأحيان.

وفي النهاية ذكرت بعض التوصيات العامة لتمكين المرأة العربية في مواجهة التحديات:

ومنها التعرف على الاتفاقيات والمعاهدات والتشريعات الدولية والإقليمية والمحلية المَعْنِية بحقوق المرأة، وأهمها حقها المكتسب في التعليم، والكشف عمَّا تنص عليه الدساتير العربية فيما يتعلق بالمرأة عامة وتنميتها خاصة، ويشمل ذلك جملة القوانين والتشريعات، والبحث في جوانب الثقافة العربية الإسلامية التي تدعو في مجملها إلى الانتصار لحقوق المرأة ومشاركتها الرجل في كافة أوجه الحياة.

ثم شكرت الله في الخاتمة وحمدته كثيرًا، ودعوت المسلمة المتعلِّمة والمعلِّمة أن تكون أقوى من التحدِّيات، آمالنا في المسلمة في كل مكان، وآمالنا في المسلمة أن تكون أقوى من التحديات، تعتز بدينها، تتمسك بعقيدتها ومبادئها وأخلاقها، بل وتدعو إليها، فذلك من دينها، وأن يجعل مَن تسبب في ذلك بشيء قليل أو كثير أن يجعل هذه في ميزانه ويثيبه الله ويجزيه خير جزاء.